صبري الصبري
29-05-2013, 10:01 AM
دموع النيل
***
شعر
صبري الصبري
***
أرأيت يا نيل الجمال صواعقا= شنت علينا من هناك خوارقا
ورمت إلينا من سدود جفائها= جدبا أليما ذا مصاعب صاعقا
سيجف نيلك يا حبيبة قلبنا = إن سد أثيوبيا استباح مناطقا
كانت تُجَمِّع ماء جنات أتى= بالنيل يجري بالعذوبة رائقا
بالخير يخطو نحو مصر وشعبها= وينيلها البسط البديع الفائقا
ويحفها بالحسن طاب بروضه= يزهو جميلا رائعا متلاحقا
منذ القديم تدفقت أمواجه= تروي لدينا بالحقول طرائقا
رقت ودقت بالتفاصيل التي= شدَّت إليها بالبهاء العاشقا
وحكت حكايات الليالي سجلت= تاريخنا المبرور سفرا صادقا
يا ليت قومي يقرؤون سطورها = يا ليت قومي يعلمون حقائقا
إنا لدينا يا بن نيل ثروة= تنساب فينا .. هل شخصت رقائقا ؟!
هل جُبت مصر شمالها وجنوبها= ترنو بنهر النيل تبرا عالقا ؟!
أرأيت فيه الإنطلاق مُحَمَّلا = بالطمي يمضي بالقيادة غامقا ؟!
ويحيك رتقا في ثراه مؤثرا= يبني بناء للحبيبة شاهقا
أسمعت فيه خريره لحنا سرى= شدوا يغنَّى في حماها سامقا
عذبا سميرا متقنا مستجمعا= سهلا مثيرا بالمهابة دافقا
أنظرت يوما بالدروب شواطئا= ضمت شعاعا من سناها بارقا؟!
ولقيت صوت الناي فاح أريجه= بوحا صدوقا بالمحبة شائقا ؟!
إني سمعت .. كما رأيت وسجَّلَت= أبيات شعري للمهيب دقائقا
نهر تدفق بالحياة مبجلا= فخما رطيبا بالنضارة واثقا
تختال فيه الأمنيات بزهوها= وتبث صوتا عبقريا ناطقا
يا نيل مصر لك المحبة دائما= يا من تسبّح في نداك الخالقا
أنت الذي من فوق جئت لأرضنا= بالشكر نحمد ذا الجلال الرازقا
ساق المياه لمصرنا في رحلة= طالت .. وقدَّر بالمشيئة سائقا
حتى أتانا خير ربي سابغا= يسقي ثرانا حاليا أو سابقا
والآن نقبع باندهاش عقولنا= هل سد أثيوبيا سيصبح عائقا ؟!
ويحول بين تدفق لمياهنا= تجري إلينا بالتصحر لاحقا
وتعيش مصر مع الجفاف ملازما= أرضا تلاقي بالخراب حرائقا
يا أهل مصر تقدموا لخلاصكم= ممن تجبَّر بالجرائم فاسقا
خان العهود ممزقا أوراقها= وأحل للحرق السريع وثائقا
ومضى جهولا مانعا ماء لنا= قد بث فينا مكره المتلاصقا
بعموم تخطيط أثيم طالما= أبدى سقاما مستطيرا خارقا
وانضم للخصم الخبيث عدونا= أعطاهمُ نبع المياه طوابقا
سدا كبيرا لامتلاك نصيبنا= جهرا قد ارتكبوا هناك بوائقا
والشعب ينظر للرئيس مُسائلا= ماذا ستفعل ؟! هل ستنهض طافقا ؟!
بالنيل تحمي ماءه بمساره= وتحاسب اللص الخطير السارقا ؟!
إني لأشعر باكتئاب نفوسنا= وأرى الجميع بملهيات غارقا !
وأرى الفظاظة قد توالت .. مصرنا= تحيا افتتانا جاهليا ساحقا
هُنَّا وصرنا بالمعارك بيننا= بالبغض تصلينا العناء الحارقا
والنيل بالدمع الغزير معاتبا= يشكو بأحزان الشجون طوارقا
دبت دبيبا في جوانح نيلنا= يلقى من الخصم العنيد صواعقا
كذبوا علينا بالغرور سفاهة= حتى لقينا بالبلاء الحائقا
جدب وإقتار وسلب حقوقنا= والكل يبسط للفتون نمارقا
ونرى بجهر في حماهم مرتعا= خصبا لديهم بالمكائد باسقا
يجري إلينا بالشدائد صائحا= وغدا نكيرا للمزارع زاهقا
يا ويح أعداء شداد جَمَّعوا= لخراب مصر مغاربا ومشارقا
وتوحدوا لعدائها ولطمسها= والشعب ودع للوئام توافقا
والكون ينظر موقفا ذا قوة= منا يكون للاتحاد مُوافقا
حتى نواجه خصمنا من رامنا= عمدا بإيذاءِ الإساءة شارقا
والنيل نيل السابحات بودقها= ِتهمي تعمر بالدروب مَرَافقا
نادى علينا أن أفيقوا واستووا= صفا متينا للإباء مُرافقا
يا أيها الملاح قاربك اختفى= بالقاع يهوي بالمواجع صافقا
يا أيها الفلاح حقلك يشتكي= جدبا سيصبح للزراعة ماحقا
يا أيها المشتاق للغرس انتهى= عصر يضم مراتعا وحدائقا !
في سد أثيوبيا الخراب لمصرنا= خرقوا بتلك المنشئات مواثقا
إني لأسطر ما بقلبي موجعا= أرنو إليهم باحتداد حانقا
فمياه مصر بنيلها حق لها= كانت ولازالت نطاقا فارقا
لا تعبثوا بالماء سال تجاهنا= للحَبِّ من فضل المهيمن فالقا
أين الرئاسة والرئيس بمصرنا ؟!= هيا نحقق بالشموخ بوارقا
تُصلي العدو مع المخازي حتفه= وتأدب الخصم الشقي الدائقا
إن الليوث إذا استراحت واجهت= مكر الثعالب تستبيح شقائقا
وتظن فيها بالغباء ظنونها= حتى تسود جوارحا وخوافقا !
***
شعر
صبري الصبري
***
أرأيت يا نيل الجمال صواعقا= شنت علينا من هناك خوارقا
ورمت إلينا من سدود جفائها= جدبا أليما ذا مصاعب صاعقا
سيجف نيلك يا حبيبة قلبنا = إن سد أثيوبيا استباح مناطقا
كانت تُجَمِّع ماء جنات أتى= بالنيل يجري بالعذوبة رائقا
بالخير يخطو نحو مصر وشعبها= وينيلها البسط البديع الفائقا
ويحفها بالحسن طاب بروضه= يزهو جميلا رائعا متلاحقا
منذ القديم تدفقت أمواجه= تروي لدينا بالحقول طرائقا
رقت ودقت بالتفاصيل التي= شدَّت إليها بالبهاء العاشقا
وحكت حكايات الليالي سجلت= تاريخنا المبرور سفرا صادقا
يا ليت قومي يقرؤون سطورها = يا ليت قومي يعلمون حقائقا
إنا لدينا يا بن نيل ثروة= تنساب فينا .. هل شخصت رقائقا ؟!
هل جُبت مصر شمالها وجنوبها= ترنو بنهر النيل تبرا عالقا ؟!
أرأيت فيه الإنطلاق مُحَمَّلا = بالطمي يمضي بالقيادة غامقا ؟!
ويحيك رتقا في ثراه مؤثرا= يبني بناء للحبيبة شاهقا
أسمعت فيه خريره لحنا سرى= شدوا يغنَّى في حماها سامقا
عذبا سميرا متقنا مستجمعا= سهلا مثيرا بالمهابة دافقا
أنظرت يوما بالدروب شواطئا= ضمت شعاعا من سناها بارقا؟!
ولقيت صوت الناي فاح أريجه= بوحا صدوقا بالمحبة شائقا ؟!
إني سمعت .. كما رأيت وسجَّلَت= أبيات شعري للمهيب دقائقا
نهر تدفق بالحياة مبجلا= فخما رطيبا بالنضارة واثقا
تختال فيه الأمنيات بزهوها= وتبث صوتا عبقريا ناطقا
يا نيل مصر لك المحبة دائما= يا من تسبّح في نداك الخالقا
أنت الذي من فوق جئت لأرضنا= بالشكر نحمد ذا الجلال الرازقا
ساق المياه لمصرنا في رحلة= طالت .. وقدَّر بالمشيئة سائقا
حتى أتانا خير ربي سابغا= يسقي ثرانا حاليا أو سابقا
والآن نقبع باندهاش عقولنا= هل سد أثيوبيا سيصبح عائقا ؟!
ويحول بين تدفق لمياهنا= تجري إلينا بالتصحر لاحقا
وتعيش مصر مع الجفاف ملازما= أرضا تلاقي بالخراب حرائقا
يا أهل مصر تقدموا لخلاصكم= ممن تجبَّر بالجرائم فاسقا
خان العهود ممزقا أوراقها= وأحل للحرق السريع وثائقا
ومضى جهولا مانعا ماء لنا= قد بث فينا مكره المتلاصقا
بعموم تخطيط أثيم طالما= أبدى سقاما مستطيرا خارقا
وانضم للخصم الخبيث عدونا= أعطاهمُ نبع المياه طوابقا
سدا كبيرا لامتلاك نصيبنا= جهرا قد ارتكبوا هناك بوائقا
والشعب ينظر للرئيس مُسائلا= ماذا ستفعل ؟! هل ستنهض طافقا ؟!
بالنيل تحمي ماءه بمساره= وتحاسب اللص الخطير السارقا ؟!
إني لأشعر باكتئاب نفوسنا= وأرى الجميع بملهيات غارقا !
وأرى الفظاظة قد توالت .. مصرنا= تحيا افتتانا جاهليا ساحقا
هُنَّا وصرنا بالمعارك بيننا= بالبغض تصلينا العناء الحارقا
والنيل بالدمع الغزير معاتبا= يشكو بأحزان الشجون طوارقا
دبت دبيبا في جوانح نيلنا= يلقى من الخصم العنيد صواعقا
كذبوا علينا بالغرور سفاهة= حتى لقينا بالبلاء الحائقا
جدب وإقتار وسلب حقوقنا= والكل يبسط للفتون نمارقا
ونرى بجهر في حماهم مرتعا= خصبا لديهم بالمكائد باسقا
يجري إلينا بالشدائد صائحا= وغدا نكيرا للمزارع زاهقا
يا ويح أعداء شداد جَمَّعوا= لخراب مصر مغاربا ومشارقا
وتوحدوا لعدائها ولطمسها= والشعب ودع للوئام توافقا
والكون ينظر موقفا ذا قوة= منا يكون للاتحاد مُوافقا
حتى نواجه خصمنا من رامنا= عمدا بإيذاءِ الإساءة شارقا
والنيل نيل السابحات بودقها= ِتهمي تعمر بالدروب مَرَافقا
نادى علينا أن أفيقوا واستووا= صفا متينا للإباء مُرافقا
يا أيها الملاح قاربك اختفى= بالقاع يهوي بالمواجع صافقا
يا أيها الفلاح حقلك يشتكي= جدبا سيصبح للزراعة ماحقا
يا أيها المشتاق للغرس انتهى= عصر يضم مراتعا وحدائقا !
في سد أثيوبيا الخراب لمصرنا= خرقوا بتلك المنشئات مواثقا
إني لأسطر ما بقلبي موجعا= أرنو إليهم باحتداد حانقا
فمياه مصر بنيلها حق لها= كانت ولازالت نطاقا فارقا
لا تعبثوا بالماء سال تجاهنا= للحَبِّ من فضل المهيمن فالقا
أين الرئاسة والرئيس بمصرنا ؟!= هيا نحقق بالشموخ بوارقا
تُصلي العدو مع المخازي حتفه= وتأدب الخصم الشقي الدائقا
إن الليوث إذا استراحت واجهت= مكر الثعالب تستبيح شقائقا
وتظن فيها بالغباء ظنونها= حتى تسود جوارحا وخوافقا !