مشاهدة النسخة كاملة : جاندا
د. سمير العمري
30-05-2013, 03:11 AM
...
انْطَلقَتْ تُسابِقُ الرِّيحَ لا تلوِي عَلَى شَيءٍ، يَلهَثُ خَلفَها ذُعرُهَا المَكلومُ بِوجَعِ عَجْزٍ. كَانَ النُّعَاسُ قَد بَدَأَ يُداعبُ عَينَيِ النَّهارِ حِينَ أَرهَقَتْهَا أَنْفَاسُهَا وَخَانَتهَا أَطْرافُهَا فَأَسنَدَتْ جَسَدَها لِجِذْعِ شَجَرَةٍ عَجْوزٍ تَلعَقُ جِراحَهَا النَّازِفَةَ فِي صَمتٍ وَوُجُومٍ، وَتُهَدْهِدُ صَدْرَها المُتَهدِّجِ لِيَستَكِينَ. وَفجْأَةً؛ دَوَّتْ زَأْرَةُ مَخَاضٍ مُبَكِّرٍ لِبِكْرٍ تَضَعُ ذَكَرَين.
لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ بَاجِيرَا وَهيَ تَجتَهدُ في تَطوِيرِ قُدُرَاتِها في الرَّصْدِ وَالصَّيدِ وَتَتَرَقَّى بِثِقةٍ لأَعلَى التَّرْتِيبِ الهَرَمِي لِلجَمَاعةِ أَنَّ فِضِّيةَ العَينِ سَتُناصِبُها العَدَاءَ وَستَترَصَّدُهَا في كُلِّ مَرَّةٍ تُظْهِرُ فِيهَا بَرَاعتَهَا أو تُلْفِتُ إِلَيهَا نَظَرَ الأَسَدِ المُسَيطِرِ. جُنَّ جُنُونُ فِضِّيةِ العَينِ وَهيَ تَرَى بَاجِيرَا تَضَعُ مِنَ الأَسَدِ مَولُودَين فَانْقَضَّت عَلَيهَا حَتَّى قَتَلَتهَا وَالشِّبْلَ الذَكَرَ قَبلَ أَنْ يعُودَ الأَسَدُ فَتُقْعِي قَدَرًا لِنَجَاةِ المَولُودَةِ الأُنْثَى التِي احتَضَنتهَا لَبؤَةٌ أُخْرَى.
كَبُرَتْ جَانْدَا عَلى مَا كَانَتْ عَليهِ أُمُّهَا مِن حُبِّ التَّميُّزِ وَرَغبَةٍ في التَّفوُّقِ فَاصْطَدمَتْ مِثْلهَا بِاللبُؤةِ المُسَيطِرَةِ فِضِّيةِ العَينِ، وَكَانتْ تَشعُرُ دَومًا بِالمَقتِ يَنْضَحُ مِنْهَا وَبِالغَدْرِ يَلُوحُ مِنْ عَينِهَا فَكَانَتْ تَتَحَاشَى أَبَدًا أَنْ تَمْنَحَها فُرصَةً لِلانقِضَاضِ عَلَيهَا وَلَمَّا تَكتَمِلْ قُوَّتُهَا وَتُصقُلْ قُدُرَاتِهَا. وَمَضَى الزَّمنُ وَئيدًا يَأخُذُ بِالسِّنينِ مِنْ فِضِّيةِ العَينِ الرَّهِيبَةِ وَيَمنَحُ جَانْدَا قُوَّةً وَخِبرَةً جَعَلتهَا فِي مُنَافَسْةٍ مَعَهَا عَلَى دَورِ اللبُؤَةِ المُسَيطِرَةِ فَلَمْ تَعُدْ تَحْذَرُ مِنهَا.
أَدْرَكتْ جَانْدَا حِينَ جَفَّ ضَرْعُهَا وَجَاعَ صَغيراهَا أنَّ عَليهَا أنْ تَبحثَ عَن طَعامٍ، فَنَقلتْ شِبلَيهَا إِلى مَأْمَنٍ فِي دَغلٍ قَريبٍ ثُمَّ جَاهَدتْ رَهَقَها بَحثًا عنْ طَرِيدةٍ تَستَطِيعُ أنْ تَصِيدَها وَلَمْ يكُنِ الأَمْرُ يَسيرًا لَكِنَّهَا عَادَتْ وَهيَ تَلعقُ بَقِيَّةَ دَمِ ظَبيٍ صَغِيرٍ. شَلَّتها الفَجِيعَةُ حِينَ وَلجتْ فَلمْ تَجِدْ شِبليهَا حَيثُ تَرَكَتهُما، وَمَا إِنْ ابتَلعَتِ الصَّدمةُ حتَّى انطَلَقتْ تَبحًثُ بِلَهْفَةٍ لِتَجِدَ عِصَابَةً مِن الضِّباعِ خَلفَ الدَّغْلِ تَنْهَشُ جَسَدَ شِبلِها حَيًّا وَهوَ يَصِيحُ بِأَلمٍ فَانْطَلقَتْ كالسَّهمِ تُخَلِّصهُ مِن بَينِ أَنيابِهَا ثُمَّ تُطَاردُها بِضَراوةٍ حَتَّى أبعَدَتهَا.
حَاوَلَتْ جَانْدَا أنْ تَحمِلَ الشِّبلَ بَعيدًا عنِ الخَطَرِ فَأوهَاهَا بِصُرَاخِهِ. لَعَقتْهُ بِحَنانٍ تَستَحِثُّهُ لِيمْشِيَ فَاكتَشَفَتْ أَنَّهُ مَكْسُورُ الظَّهْرِ مُمَزَّقُ الأحشَاءِ مَيِّتٌ لا مَحَالَة. رَفَعتْ رَأْسَهَا وَأَغْمَضَتْ عَينَيهَا بَعضَ وَقْتٍ تُغالبُ دُموعَهَا ثُمَّ أَطْلقَتْ صَيحَةَ أَلَمٍ هَزَّتِ الأَرْجَاءَ. عَادَت تنظُرُ إلى وَليدِها نَظرةً أخِيرةً وَمَضَتْ تُجَاهِدُ أَقدَامَهَا التِي تَرْتَعِشُ كُلَّمَا نَاجَاهَا شِبلُها الزَّاحِفُ خَلفَهَا حَتَّى إِذَا مَا أَوجَعَهَا النِّدَاءُ أَطْلَقَتْ سُوقَهَا لِلرِّيحِ تَفرُّ مِن إِحْساسِ الأُمُومةِ المَكْلومِ إِلى نَامُوسِ الطَّبيعَةِ المَحْتُومِ.
وَقَفَتْ جَانْدَا علَى تِلكَ التَّلةِ المُشْرِفةِ تَسترجِعُ مَا دارَ لهَا في أَقصَى الوَادِي هُناكَ حَيثُ غَافَلتهَا فِضِّيةُ العَينِ وَهَاجَمَتهَا فَأحدَثتْ فِيهَا جِراحًا اضطرَّتهَا للهَربِ بعِيدًا. مَضَى وَقتُ طَويلٌ وَهيَ تَعِيشُ وَحيدَةً تَجُوبُ الأَدغَالَ فَصَقلَتِ المُمَارسَةُ قُدُراتِهَا وَهَذَّبتِ المُثابَرةُ خِبرَاتِهَا حتَّى بَاتتْ قَادرَةً عَلى صَيدِ الفَرَائِسِ الكَبيرَةِ مِمَّا يَعجَزُ عَنهَا جَمعٌ مِنَ الأُسُودِ. لَقَد قَرَّرتْ أنْ تَعُودَ وَلنْ يُثنِيَهَا عنِ العَودَةِ بَعدَ كُلِّ هذَا الغِيَابِ شَيءٌ.
كَانتْ الشَّمسُ تُطِلُّ عَلَى استِحيَاءٍ مِن خَلفِ الأَكَمةِ تُرَاقِبُ جَانْدَا تَسيرُ بِخُطَى وَاثقَةٍ عَبرَ السَّفحِ نَحوَ وَادِي الأُسُودِ، تُجِيلُ عَينَيهَا في الأُفُقِ المُمتَدِّ بَحثًا عنْ جَمَاعتِهَا التِي طُرِدَتْ مِنهَا. لَمْ يَطُلِ الأَمَدُ حتَّى أَطَلَّتْ فِضِّيةُ العَينِ بِرَأسِهَا وَأَقْبلَتْ تُهَروِلُ مُستَفَزَّةً وَقَد عَرفَتهَا. وَقَفتْ في ثَبَاتِ القَوِيِّ تُؤَكِّدُ أَنَّها مَا عَادتْ لِسُوءٍ، وَلكِنَّ فِضِّيةَ العَينِ بَادَرَتهَا بِهُجُومٍ تَصَدَّتْ لهُ بِقُوَّةٍ حَتَّى طَرَحَتهَا أَرضًا وَنَظَرَت فِي عَينِهَا بِتَحَدٍّ وَإصْرَارٍ. أَدْرَكتْ فِضِّيةُ العَينِ أنَّ جَانْدَا لمْ تَعُدْ تِلكَ التِي هَزَمَتهَا مِنْ قَبلُ فَتَرَاجَعتْ بِهُدُوءِ المَذهولِ تَتَقبلَّهَا عَلَى مَضَضٍ في الجَمَاعَةِ مِنْ جَدِيدٍ.
عَلى الضِفَّةِ الأخرَى منَ النَّهرِ عَنَّ قَطيعٌ منَ البَقَرِ الوَحْشِيِّ اسْترْعَى انتِبَاهَ جَمَاعَةِ الأُسُودِ الجَائِعةِ لأَيَّامٍ، وَسَاقتهَا الغَريزَةُ حَتَّى حُدودِ النَّهْرِ ثُمَّ نَظَرتْ اللبُؤَاتُ إِلى فِضِّيةِ العَينِ القَائدَةِ يَنتَظِرْنَ مِنهَا المُبَادَرَةَ حتَّى إِذَا طَالَ أَمَدُ تَردُّدِهَا خَطَتْ جَانْدَا خُطُواتٍ نَحْوَ النَّهْرِ المُتَدَّفِقِ عبرَ السُّهولِ تَتَحسَّسُ المَاءَ تَخُوضُهُ بِحِرصٍ وَإِصرَارٍ. تَلَكَّأتِ اللبُؤَاتُ قَليلا فَلمَّا رَأيْنَ فِضِّيةَ العَينِ عَاجِزَةً لا تُبَادِرُ لِشَيءٍ تَرَكْنَها وَحِيدَةً وَتَبِعْنَ جَانْدَا الوَاحِدةُ تِلوَ الأُخرَى. شَعَرَتْ جَانْدَا بِأنَّ المَوقِفَ قَد نَصَّبَها قَائِدَةً لِلجَمَاعَةِ فَبَدَأتْ تَتَصرَّفُ بِمُستَوَى المَسؤُولِيَّةِ. أَجَالتْ بَصَرَها في قَطِيعِ البَّقَرِ حتَّى رَصَدَتْ صَيدًا مُنَاسبًا فَحَدَّدتْ لَحظَةَ الانْطِلاقِ وَتَبِعتْهَا اللبُؤَاتُ في هُجُومٍ قَوِيٍّ أَسْقَطَ ثَورًا سَمِينًا وَلكِنْ عَادَ قَائِدُ القَطِيعُ مَع مَجمُوعَةِ الثِّيرَان القَوِيَّةِ لِتخلِيصَهُ قَبلَ أنْ يَتَمكَّنَّ مِنْ قَتلِهِ.
وَبَينَا كَانَتْ اللبُؤَاتُ تُعِيدُ تَنظِيمَ أَنفُسِهَا لِهُجُومٍ جَدِيدٍ إذْ بفِضِّيةِ العَينِ تَقتَربُ مِنهنَّ بِهُدُوءِ مُتَربِّصٍ مُقَطَّبةَ الجَبِينِ فَأَقعَينَ فَزَعًا يَتَحَسَّبْنَ مِنْ سَطْوَةِ شَرَاستِهَا المَعهُودَةِ. لمْ تَلتفِتْ إِليهِنَّ وَوَاصَلتْ حتَّى إِذَا وَصَلتْ إِلى جَانْدَا - التِي وَقَفتْ فِي شَمَمٍ وَحَذَرٍ - انْحَنتْ أَمَامَهَا تُعْلِنُ الوَلاءَ لَهَا كَقَائِدَةٍ جَدِيدَةٍ لِلجَمَاعَةِ فَتَعَانَقَتا بِحَكٍّ لَطِيفٍ لِلرِّقَابِ. عَادَت جَانْدَا فَقَادتْ هُجُومًا جَديدًا شَارَكتْ فِيهِ فِضِّيةُ العَينِ كَتَابِعَةٍ لأَوَّلِ مرَّةٍ مُنذُ عَهْدٍ بَعيدٍ وَتَمكَّنَّ جَميعًا مِن اقتِناصِ الثَّورِ الجَرِيحِ وَفَصْلِهِ عَنِ القَطِيعِ.
كَانَتْ اللبُؤَاتُ مُنشِغلاتٍ بِالافْتِراسِ حِينَ انْتَبهَتْ جَانْدَا فجْأَةً وَمِنْ خَلفِ بقَايَا غُبَارِ المَعرَكَةِ إِلَى شَيءٍ جَعَلَها تَقِفُ بِذُهُولٍ عَلَى أَطْرَافِ بَراثِنِهَا للِحَظَاتٍ قَبلَ أنْ تَنطَلِقَ نَحْوَهُ بِجُنُونٍ. تَشَمَّمَتهُ فَنَاجَاهَا بِنِدَاءٍ رَقِيقٍ تَعْرِفُهُ. جَثَتْ أَمَامَهُ يَتَمَرَّغُ في حِضنِهَا، وَشَعَرَتْ كَأَنَّ الكَونَ قَد تَوَقَّفَ دَهْرًا قَبلَ أنْ تَلعَقَ وَجْهَهُ وَتَطْبَعَ قُبلَةَ أُمٍّ حَنُونٍ عَلَى رَأْسِهِ الصَّغِيرِ.
ربيحة الرفاعي
30-05-2013, 03:42 AM
بديعة عمريّة جديدة بحبكة تعتمد الاسترجاع والتقطيع المشهديّ الشائق فتحمل القارئ على استحضار ميدان الحدث والمشاركة في رسم تفاصيله اعتمادا على ما يطرح السرد بأحداثه من فكرة تأطيرية لصراع وحشيّ على هامش مصلحيّ عبادة الذات منطلقه وهزيمتها منتهاه
في الفكرة ابتكار وفي الرمز دهشة وفي القص جمال اللغة التي نحب
حجز مقعد متقدم في شرفة النظارة
ولي إلى النص عودة
هَنا نور
30-05-2013, 04:00 AM
أديبنا الكبير دكتور سمير العمري
أسعد الله أوقاتك
هكذا تكون النفوس الكبيرة ؛ نفوساً مَلَكية .. تتحدى الصعاب وتقهر اليأس وتعلو على الأحقاد .
أبكيتني حزناً على الشبل الجريح ، الهالكِ لا محالة ، لكن عودَتَه مسحت دموعي ومنحتني جرعة أملٍ كنت في حاجةٍ إليها.
رائعةٌ قصتُك ، وجاءت بوقتها .
دمت مبدعاً أستاذنا الكريم ،
ودمتَ بكل خيرٍ وسعادة .
أحمد عيسى
30-05-2013, 07:49 AM
حجز مساحة وترحيب أولي بالقدير : د.سمير العمري
أحمد عيسى
30-05-2013, 10:30 AM
جاندا / قصيرة العمري و المعارك الأربعة
ليس جديداً على الأدب ، منذ كليلة ودمنة ، وما قبلها ، أن يتم تناول القصص عبر الحيوانات ، غير أن القصص أصبحت لا تعرض على لسان الحيوان وحسب ، وانما صار الحيوان هو حدث القصة وموضوعها الأساس ، وأصبح استخدام الحيوان أكثر انسجاماً مع القصة الحديثة ، بحيث يوظف بطريقة غير مباشرة ، الى ما هو أبعد من المقاصد الحكمية والوعظية المباشرة ، نحو غايات فنية وجمالية ، وأبعاد سياسية واجتماعية ، ورؤى أكثر عمقاً ، وتناول أشد تأثيراً ، ويمكن القول أن التجريب صار سمت هذا اللون الصعب الذي لا يخوضه الكثيرون .
وقصص الحيوان تنبني على مستويين" " الأول سردي عبارة عن حكاية تتعلق بعالم الحيوان ، لكنها في العمق تحمل معنى انسانياً يهدف الى ترسيخ غاية أخلاقية وتربوية ، والأىخر تقرير حكمي ، يؤكد الغاية نفسها ، في شكل مثلٍ سائر أو عبارة مأثورة ، أو حكمة أخلاقية " ..1( د.سعاد مسكين ، الحيوان في القصة المغربية)
ان تناول قصة عميقة الطرح كقصة جاندا للأديب الكبير :د.سمير العمري ،ـ تتطلب منا دراسة شاملة مفصلة ، لنتمكن من سبر أغوار هذه الرؤية الفلسفية ، وتحليلها وتفكيكها ، للوصول الى الرمز ، وهو أمرٌ غير يسير مع من يعتبر الرمز أداة وليست غاية ، ويسلك في ذلك الطريق الصعب ، عبر لغة قوية ميزت كتاباته دائماً ، وأسلوب سهلٍ يتمنع عليك كلما ظننت أنك أمسكته بين راحتيك ، انها جاندا ، ورحلة البحث عن الذات .
الاعجاز الأساس في القصة يأتي عبر سؤال واحد : كيف تحتوي قصة عن الحيوان هذا الكم الهائل من المفاهيم الانسانية والأخلاقية ؟ وكيف تطبعت الحيوانات بطباع البشر ؟ عبر شخصيات متنوعة ثقافياً ، مختلفة سياسياً ؟ متنافرة اجتماعياً رغم أنها تشترك في ذات النوع ، فكلها أسود ، وكلها من قطيع واحد .
ان جاندا اليتيمة ، تعرضت لجريمة شنعاء منذ الصغر ، فقتلت والدتها وأخيها من صديقة ، بدعوى الغيرة لا أكثر من تلك المكناة ( فضية العين )
والابنة جاندا تكبر في بيئة قاسية لا ترحم ، وذكرى طفولتها تنغص عليها حياتها ، والجريمة ماثلة أمام ناظريها ، فيشتد عودها أكثر ، وتصبح ماهرة أكثر ، ولا تبالي بقيود المجتمع الذي لا يرحم ، وانما تكون صلبة كما يتطلب قانون الغاب ، الذي يعرفه البشر اليوم أكثر مما تعرفه الحيوانات .
المعركة الأولى : التي خاضتها جاندا في حياتها كانت معركة فرار ، وكان فرارها هو ميلادها ، حين يكون الفرار أحياناً هو القرار السليم .
المعركة الثانية : التي خاضتها جاندا كانت ضد قطيع من الضباع ، قطيع لا يرحم ، لم يبال بيتمها ، ولم يحزن لمأساة طفولتها ، وانما هجم على وليدها ، وترك الآخر حياً شاهداً على الجريمة
المعركة الثالثة : كانت صراع نفسي خاضته مكسورة الفؤاد ، حين تركت شبلها ، ممزق الظهر ، ومضت تاركة اياه وخلفها الآخر ، أن تترك وليدها للحياة ، كأنها تكرر مأساتها .
المعركة الرابعة : كانت معركة اثبات الذات ، حين عادت قوية صلبة ، ورغم ذلك لم تهاجم ، في مبدأ أخلاقي جميل ، أن القوة لها متطلباتها ، قوتك لا تعني أن تهاجم من هم أقل منك ، أو تثبت ذلك في كل مناسبة ، لكن فضية العين تهاجمها ، فتنتصر جاندا ، وتثبت زعامتها .
وتأكيداً لمبدأ العفو عند المقدرة ، فان جاندا لا تستغل هذه القوة للنيل من أعدائها ، وانما تستقبل بحب كل أعدائها ، فتكون فضية العين في فريقها ، وتشكل فرقاً عند المعركة ، فتنتصر هي وقطيعها بمساعدة العدو السابق ، وحين يحدث ذلك فقط ، حين تتوحد الأسود في القطيع ، يأتي الابن المصاب ، وقد انجلت كل جراحاته ، وعاد من جديد ، وكأنها رسالة واضحة المعالم : بالوحدة فقط ، يحيا الأبناء ، وحدة الوطن الواحد ، وطن يجمع المفارقات كلها ، في وعاء واحد ، ينبذ الخلافات ، ويتغاضى عن الجراح ، ويكون مستعداً لاستيعاب الجميع ، دون أي تمييز .
ان القارئ لقصة جاندا للعمري سيتذكر دون شك ، حكمة الخنزير : ماجور في قصة مزرعة الحيوانات للكاتب البريطاني جورج اورويل ، ثم صراع نابليون وسنوبول ، رغم أن رمزية مزرعة الحيوانات كانت شديدة الوضوح مع مبالغات أكثر ، وكانت رمزية قصة العمري أقل وضوحاً مع واقعية أكثر .
أن ترى كل هذا الكم ، من الحكمة ، والصراع ، والألم ، والأمل ، بهذا الأسلوب الأدبي الفريد ، وهذه اللغة القوية ، وهذه الدلالات السياسية والاجتماعية ، في قصة واحدة بهذا العدد من السطور القليلة ، لهو أمرٌ لا تجده كثيراً بقدر ما عشناه في قصة العمري ، مع جودة في الوصف ، وبديع الكلم ، كما في هذه المقتطفات :
"كَانتْ الشَّمسُ تُطِلُّ عَلَى استِحيَاءٍ مِن خَلفِ الأَكَمةِ "
"كَانَ النُّعَاسُ قَد بَدَأَ يُداعبُ عَينَيِ النَّهارِ"
وأخيراً أشكر الدكتور سمير على هذه القصة التي ستكون اضافة غنية ولا شك لقسم القصة ، وشكراً على لمحة الأمل بالأخير ، لمحة أمل تجعلني رغماً عني أتذكر جراحات سوريا وأدعو الله أن تندمل وأن تعود كما كانت وأجمل . .. تحية تليق
آمال المصري
30-05-2013, 05:30 PM
أن تأتي قصة من عالم الحيوان بها كل هذا الزخم اللغوي والبلاغي والجمالي وما تحمل من رموز على جميع الأصعدة .. وتبلغ الرسالة المرجوة بما يتفوق على الشخوص البشرية ؛ فهي حتما مدرسة عمرية لا يجيدها إلا أمير الشعر والأدب
النص جميل حد الدهشة قرأته ولم أرتو وأظنني سأعود مرارا لأنهل من فيوض إبداعاتكم
وسأنال شرف التثبيت
بوركتم واليراع
ولكم التحايا
حارس كامل
30-05-2013, 06:23 PM
الدكتور سمير
قرأت من مدارس أدبية شتي
واستمتعت بمدارس لكبار كتاب القصة
لكنني وللأمانة التي أسال عنها يوما
فأنني أمام نص يضج بالتعابير الجميلة والجماليات والأساليب البيانية والأبداعية
انتهاء بعناصر القص القصير
بحق جميلة د.سمير
تحيتي وتقديري
نداء غريب صبري
30-05-2013, 06:56 PM
مدرسة إنسانية أخلاقية وسلوكية رائعة بلغة عمريّة قويّة، وقصة من عالم الحيوان بكل ما فيه من الصراع والآمال والألام
قرأت فيها وطني وجراحه وأحلامنا وعذابنا
وقرأت فيها إنسانيتنا التي هزمتها الوحشية
وقرأت فيها حكمة أميرنا الدكتور سمير العمري وإسقاطاته الأدبية السياسية والإجتماعية
شكرا لك يا أمير الشعر والأدب
بوركت
براءة الجودي
31-05-2013, 01:51 AM
من بعدِ قراتي لقراءة الفاضل / أحمد عيسى لقصة معلمنا سمير لاأملك حقَّ التعليق أو قد أقول مازلتُ منبهرة بهذا التعليق الذي أعطى لقصة حقها فلن يجدي تعليقنا بعدها
غير الشكر للاستاذ سمير لى قصصه التي عهدتها تناقش قضايا متنوعة وأغلبها تدعو للأخلاق والتربية
جزيتم خيرا
فاطمه عبد القادر
31-05-2013, 01:01 PM
ان جاندا اليتيمة ، تعرضت لجريمة شنعاء منذ الصغر ، فقتلت والدتها وأخيها من صديقة ، بدعوى الغيرة لا أكثر من تلك المكناة ( فضية العين )
والابنة جاندا تكبر في بيئة قاسية لا ترحم ، وذكرى طفولتها تنغص عليها حياتها ، والجريمة ماثلة أمام ناظريها ، فيشتد عودها أكثر ، وتصبح ماهرة أكثر ، ولا تبالي بقيود المجتمع الذي لا يرحم ، وانما تكون صلبة كما يتطلب قانون الغاب ، الذي يعرفه البشر اليوم أكثر مما تعرفه الحيوانات
السلام عليكم
قصة رائعة من عالم الحيوان ,ولكنه ينطبق بلا شك على عالم الإنسان ,
ينطبق على الأفراد والعائلات والشركات والمدن والدول والأمم ,
فضية العينين تلك الشريرة القاسية الحاقدة, موجودة في كل مكان ,
وقد نسيت بأمر من الله والأقدار والطبيعة أن تقضي على تلك الوليدة ,فقضت عليها ,
قصة رائعة بحبكتها ولغتها وكل ما فيها
شكرا لك أخي د سمير
ماسة
ناديه محمد الجابي
31-05-2013, 01:51 PM
وجبة دسمة هي هذه القصة بكل ما حوت من لغة سامقة وتراكيب لغوية وصورا بيانية
وجمال الحروف والمعاني والإبهار والتكثيف والإيحاء والرمزية.
ماأن يبدأ المتلقي في قراءة أول كلمة, والبداية الناجحة هي التي تحدد نجاح القصة أو
إخفاقها .. ما أن يبدأ حتي ينسى نفسه, وينسى كل المعايير, ويغوص مع إيقاع النص
ويتفاعل مع (جاندا) مع تاريخها, طباعهاوسلوكهاالتي خلعها عليها الكاتب من إحساس
وخيال وذكاء وقدرة وأمومة.. في ذلك النسج المحكم والحبكة الفنية كشريط سينمائي يكتنز
المعنى والمتعة معا. وكيف يلعب الاسترجاع والتقطيع المشهدي دورا في نمو الحدث وتشكيل اللوحة.
قد يتيه المرء في تعريف هذه المعلمة الفكرية ـ تستثيره تلك اللقطات الذكية والإشارات اللافته
والتي تدل على اكتمال التكوين,وامتلاك فن السرد وسحر القص,والقدرة على تنشيط المخيلة
وامتلاك المتلقي وشده وجذبه, وتنظيم تتابعها في سرد رائع يعمل على الإبقاء على يقظة القارئ.
إن هذه القصة سبيكة ذهبية لامعة مصقولة فيها من الجمال والقيمة القدر الكبير لشئ مدهش
يسحر العين ويسر القلب ويخلب اللب والفكر.
أثني على القراءة النقدية الرائعة للأخ/ أحمد عيسى.
تحية لك أيها الأستاذ القدير بحجم ذلك الأبداع الكبير
ولك كل تقديري وإحترامي.
فاتن دراوشة
31-05-2013, 02:57 PM
قصّة بهيّة المغزى استوفت معايير القصّة القصيرة
بهيّة الأسلوب خصبة الصّور
دام الإبداع حليفك أستاذي
مودّتي
كاملة بدارنه
31-05-2013, 09:34 PM
حين يجتمع جمال اللّغة ومتانتها مع الرّمز الذي اختير بدقّة في قصّة، حبال سردها تمسك بأنفاس القارئ إلى النّهاية، فهنا تكمن الرّوعة
جميل ورائع ما قرأت أخي الدّكتور سمير
بوركت
تقديري وتحيّتي
ربيحة الرفاعي
31-05-2013, 11:24 PM
عودة لقصة ما زالت تفاصيلها تحتلني منذ قراءتي لها قبل يومين
جاندا الشريدة وعودتها الظافرة لوادي الأسود
تُسابِقُ الرِّيحَ لا تلوِي عَلَى شَيءٍ
يَلهَثُ خَلفَها ذُعرُهَا المَكلومُ بِوجَعِ عَجْزٍ
خَانَتهَا أَطْرافُهَا
تَلعَقُ جِراحَهَا النَّازِفَةَ فِي صَمتٍ
ضعف ويأس وعجز ومشهد يصور ببراعة هاربة مذعورة يسلمها التعب وحلول الليل وخوار القوى لجذع شجرة عجوز وصفها وحده كفيل برسم اللوحة الموجعة لحال تلك الأنثى يباغتها المخاض في مريمية وحدتها وضعفها، وقبل أن تتساءل عن تلك الهاربة بحملها وجراحها ينقلك الكاتب في المشهد الثاني من القصة، وفي استرجاع تشويقي بديع للمعركة التي كانت، موحيا للمتلقي أنه يتحدث عن ذات الهاربة، قبل أن يطلق إضاءته التوضيحية الأولى فالغاب ميدان الحدث والأسود شخوصه وباجيرا هي الجدة التي سقطت ووليدها قتيلين بعد معركة مع فضية العين، التي تفر اليوم بعد هزيمتها أمامها المولودة الناجية وقد صارت أما، والهروب هنا إذا ليس فرارا بالنفس يلجأ إليه مهزوم كما تصور اللحظة، بل فرار أم بمهجة قلبها من قدر رأته يحلّ بأخيها قبل أعوام، فهل يجدي الفرار فعلا وهل يحقق الحماية المأمولة؟سؤال يخرج به المتلقي من المشهد ومن انعاس الواقع فيه..
لقد بدأت الصورة تتضح والأخطار تكتشف، واتخذت الرموز معالمها ليسقطها القارئ على ما توحي به دلالاتها في الأحداث تبعا لرؤيته للواقع، فليست فضية العين التي عايشت في قوتها وجبروتها جيلين من الأسود مجرد لبؤة، وليست اليتيمة المستضعفة بما ورثت عن امها من قوة وبراعة وما اكتسبت بالتجربة التي عاشتها بموت أمها وشقيقها ونجاتها القدرية من خبرة وقدرة بمجرد رقم في الجماعة، وليس الغاب مجرد أشجار وجماعات من الحيوان، فإلى أين ستمضي بنا الأحداث؟ سؤال ثان يقرع الكاتب أجراسه في ذهن المتلقي مستفزا طاقاته التحليلية لقراءة متمعنة..
ويحمل المشهدان الرابع والخامس الإجابة على السؤالين معا، فللغاب أحكامه وللطبيعة ناموسها بقسوته وللقسوة دستور جبار لا يرحم غفلة طرف ولا يكترث بشدّة ظرف، والأم وحيدة تحتاج لقوت يروي ضرعها ليرتوي صغيراها، ويعوزها قطيع يرعى بعضه بعضا في رحلات الصيد، وقد اضطرت في غياب ذلك لركوب الخطر والمغامرة بتقليص الحذر، فاستودعت الصغيرين دغلا لم تتحقق فيه الحماية المطلوبة، وليست فضية العين بالخطر الأوحد في الغاب، ولعلها تمنت لولدها مصير اخيها حين وجدت " عِصَابَةً مِن الضِّباعِ خَلفَ الدَّغْلِ تَنْهَشُ جَسَدَ شِبلِها حَيًّا وَهوَ يَصِيحُ بِأَلمٍ" فتلك كانت ضربة لبؤة قاتلة اردته وهذه مجموعة من الضباع تنهشه فأي هوان لسبع
أوهَاهَا بِصُرَاخِه
اكتَشَفَتْ أَنَّهُ مَكْسُورُ الظَّهْرِ مُمَزَّقُ الأحشَاءِ مَيِّتٌ لا مَحَالَة
مَضَتْ تُجَاهِدُ أَقدَامَهَا التِي تَرْتَعِشُ كُلَّمَا نَاجَاهَا
عبارات نسجت بمهارة حائك للمعاني عارف بالمشاعر وصورت من جديد حالة العجز تتمكن من اللبؤة الأم، قبل أن تطلق سوقها للريح مرة ثانية وبعجز ثان، إنما هو فرار هذه المرة من إحساس الأمومة التي فرت في المرة السابقة به لا منه
وهي أحرى وقد وقف القارئ متأملا حالها ومسترجعا فرارها، أن تعود لنفسها مسترجعة ما مر بها وجدواه وما أثمر، وأن تجد في الإجابة عن تساؤلنا الأول مرشدها لضرورة العودة لقطيعها، مطمئنة لقدرتها على مواجهة فضية العين بما اكتسبت من مهاراتها في رحلة الوحدة والتشرد التي عاشتها، ويضعنا الكاتب أما تساؤل ثالث حين يعلن قراراها العودة، فثمة شبل ثان سكت عنه السرد فلم نعرف مصيره..
ويعود مشهد عودة جاندا بالقارئ لمشهد تهجيرها، ليعيش لحظات في متعة المقارنة بين سردية توصيفية مدهشة للحظتين الفاصلتين في حياتها، فما بين شمس تطل على استحياء من خلف الأكمة تراقبها في إشارة لهيبتها وبين نهار يدجاعب النعاس عينيه في إشار للوهن والانسحاب نجد وصفا متباينا لذات اللحظة من عمر النهار ، وما بين سيرها واثقة الخطى عبر السفح نحو وادي الأسود وبين انطلاقها تسابق الريح يلهث خلفها ذعرها المكلوم مفازة ما بين القادر والمهزوم ، ويقابل رهق أنفاسها وخيانة أطرافها في المشهد الأول عينان تجيلهما في الأفق بحثا عن جماعتها في المشهد الثاني، كما ويقابل إسنادها جسدها الجريح لجذع شجرة عجوز في المشهد الأول وقفتها في ثبات القوي تواجه فضية العين في المشهد الثاني الذي انتهى برضوخ اللبؤة المتسلطة لواقع جديد تحتل فيه جاندا موقعها في قطيعها
وما دام غابا فهو صراع في سبيل البقاء لاينتهي، فبين اقتتال على السلطة وقتال لدحر العادي وقتل فريسة في هجوم للصيد تمضي أعمار عصابات الحيوان في بيئته، وما دام غابا فثمة فريسة تفر ومفترس يكر في متتالية لا تنتهي، ولم يكن لكاتب بمهارة العمري أن يتجاوز هذه الحقيقة من قانون الغاب ويضيع فرصة توظيفها في رسالة أخرى جديدة يحملها النص الذي كان يمكن له أن ينتهي بعودة الشريدة قوية قادرة على ردع خصيمتها
قطيع من البقر الوحشي ومهمة صيد تنطلق فيها الأسود
وتتبع اللبؤات القائدة الجديدة جاندا التي انطلقت بدفق الشباب وثقته حين ترددت فضية العين ، فهل خارت قوى الأخيرة؟
يحرص السارد في توظيفه للمشهد برسالة توجيهية تنبهنا لتردي إنسانيتنا وضوابط علاقتنا لما دون ما تعيش الجماعات الحيوانية العارفة بغريزتها لأهم ضرورات البقاءـ على الرد على هذا التساؤل الذي خلقه في ذهن المتلقي بحذق في دقائق الحدث حين أحدث فاقا كبيرا في قوة المجموعة أدى لانتصارها في المواجهة الثانية بانضمام فضية العين لها، بعد أن اعترفت بتقدم القائدة الجديدة عليها وأعلنت انضوائها تحت قيادتها مدركة أنها ضمن مجموعتها اقوى مهما كان ترتيبها في المجموعة .
وفي قفلة تعود بالقصة لإشارات الجزء الأول منها ورسالته التي قرأتها سياسية بالدرجة الأولى، يعود الشبل الذي سكت عنه السارد لواديه ؛وادي الأسود، فليس مهما أين ولد الشريد، وليس مهما ما عاني وولا ما اقتص منه وما بقي، فالأصل عائد سيدا والفرع عائدا أيضا
لعله بات من فضلة القول أن تقف عند نص لأمير الأدب الدكتور سمير العمري لتصف روعة اللغة وتجليات الحكيم في توظيفه النص في خدمة رسائل إنسانية سامية على اختلاف اتجاهاتها، وتضمينها الصور الدالة والعبارات الصارخة بقوة التعبير وبلاغة التأثير
لذا أكتفي بقراءتي الموضوعية للنص ، وأترك لغيري من الأدباء إتحافنا بقراءة أدبية لائقة تقف على أدبيات المعالجة وبناء القصة وحبكتها ومهارات القاص السردية و اللغوية
دمتم رموزا للألق
تحاياي
د. سمير العمري
01-06-2013, 02:12 AM
بديعة عمريّة جديدة بحبكة تعتمد الاسترجاع والتقطيع المشهديّ الشائق فتحمل القارئ على استحضار ميدان الحدث والمشاركة في رسم تفاصيله اعتمادا على ما يطرح السرد بأحداثه من فكرة تأطيرية لصراع وحشيّ على هامش مصلحيّ عبادة الذات منطلقه وهزيمتها منتهاه
في الفكرة ابتكار وفي الرمز دهشة وفي القص جمال اللغة التي نحب
حجز مقعد متقدم في شرفة النظارة
ولي إلى النص عودة
بارك الله بك أيتها الأديبة الكبيرة وشرف للنص أن تكوني أول من يعانقه ويقف على ملامح مضامينه!
وعودتك دوما تغري بالانتظار والثقة بأن هناك صيد جميل قادم!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
الفرحان بوعزة
03-06-2013, 11:08 PM
قرأت عملا إبداعياً راقياً ، كشف لنا جانباً من جوانب الحياة المتعددة ،
عمل أدبي يكسب قيمته وجودته من الفكرة والخبرة الجديدة .. بفنية أدبية متميزة تم تشكيلها وقولبتها في لغة قصصية تجمع بين الوضوح والحيوية النابضة ،
بحيث يستطيع كل قارئ أن يتذوقها بفكره وحسه وشعوره وعواطفه ..
كأن حكاية /جاندا/ مرتبطة بالإنسان ومتداخلة في بيئته ومحيطه .. فقد يتلمس الإنسان المأساة عن قرب كأنه يعيشها ..
نص جميل يذوب العواطف ويخلخل الخواطر حتى تصبح لينة ،رهيفة ورقيقة ..
فيرتقي الإنسان عن أنانيته ونرجسيته وطغيانه فيدخل في حوار جاد وإنساني مع عالم مواز لعالم الإنسان قد نجهل الكثير عن مآسيه ..
جميل ما كتبت أيها المبدع المتألق الدكتور سمير العمري ..
محبتي وتقديري ..
الفرحان بوعزة ..
د. سمير العمري
04-06-2013, 01:37 AM
أديبنا الكبير دكتور سمير العمري
أسعد الله أوقاتك
هكذا تكون النفوس الكبيرة ؛ نفوساً مَلَكية .. تتحدى الصعاب وتقهر اليأس وتعلو على الأحقاد .
أبكيتني حزناً على الشبل الجريح ، الهالكِ لا محالة ، لكن عودَتَه مسحت دموعي ومنحتني جرعة أملٍ كنت في حاجةٍ إليها.
رائعةٌ قصتُك ، وجاءت بوقتها .
دمت مبدعاً أستاذنا الكريم ،
ودمتَ بكل خيرٍ وسعادة .
رد يدل على قراءة كبيرة ووعي حصيف بالكثير مما تضمنه النص من معان ، وإني أشكر لك ردك وأشكرك على رأيك!
أما الشبل الجريح فقانون الغاب قد حكم فيه ، ولم يعد!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
لانا عبد الستار
08-06-2013, 11:17 PM
جاندا / قصيرة العمري و المعارك الأربعة
ليس جديداً على الأدب ، منذ كليلة ودمنة ، وما قبلها ، أن يتم تناول القصص عبر الحيوانات ، غير أن القصص أصبحت لا تعرض على لسان الحيوان وحسب ، وانما صار الحيوان هو حدث القصة وموضوعها الأساس ، وأصبح استخدام الحيوان أكثر انسجاماً مع القصة الحديثة ، بحيث يوظف بطريقة غير مباشرة ، الى ما هو أبعد من المقاصد الحكمية والوعظية المباشرة ، نحو غايات فنية وجمالية ، وأبعاد سياسية واجتماعية ، ورؤى أكثر عمقاً ، وتناول أشد تأثيراً ، ويمكن القول أن التجريب صار سمت هذا اللون الصعب الذي لا يخوضه الكثيرون .
وقصص الحيوان تنبني على مستويين" " الأول سردي عبارة عن حكاية تتعلق بعالم الحيوان ، لكنها في العمق تحمل معنى انسانياً يهدف الى ترسيخ غاية أخلاقية وتربوية ، والأىخر تقرير حكمي ، يؤكد الغاية نفسها ، في شكل مثلٍ سائر أو عبارة مأثورة ، أو حكمة أخلاقية " ..1( د.سعاد مسكين ، الحيوان في القصة المغربية)
ان تناول قصة عميقة الطرح كقصة جاندا للأديب الكبير :د.سمير العمري ،ـ تتطلب منا دراسة شاملة مفصلة ، لنتمكن من سبر أغوار هذه الرؤية الفلسفية ، وتحليلها وتفكيكها ، للوصول الى الرمز ، وهو أمرٌ غير يسير مع من يعتبر الرمز أداة وليست غاية ، ويسلك في ذلك الطريق الصعب ، عبر لغة قوية ميزت كتاباته دائماً ، وأسلوب سهلٍ يتمنع عليك كلما ظننت أنك أمسكته بين راحتيك ، انها جاندا ، ورحلة البحث عن الذات .
الاعجاز الأساس في القصة يأتي عبر سؤال واحد : كيف تحتوي قصة عن الحيوان هذا الكم الهائل من المفاهيم الانسانية والأخلاقية ؟ وكيف تطبعت الحيوانات بطباع البشر ؟ عبر شخصيات متنوعة ثقافياً ، مختلفة سياسياً ؟ متنافرة اجتماعياً رغم أنها تشترك في ذات النوع ، فكلها أسود ، وكلها من قطيع واحد .
ان جاندا اليتيمة ، تعرضت لجريمة شنعاء منذ الصغر ، فقتلت والدتها وأخيها من صديقة ، بدعوى الغيرة لا أكثر من تلك المكناة ( فضية العين )
والابنة جاندا تكبر في بيئة قاسية لا ترحم ، وذكرى طفولتها تنغص عليها حياتها ، والجريمة ماثلة أمام ناظريها ، فيشتد عودها أكثر ، وتصبح ماهرة أكثر ، ولا تبالي بقيود المجتمع الذي لا يرحم ، وانما تكون صلبة كما يتطلب قانون الغاب ، الذي يعرفه البشر اليوم أكثر مما تعرفه الحيوانات .
المعركة الأولى : التي خاضتها جاندا في حياتها كانت معركة فرار ، وكان فرارها هو ميلادها ، حين يكون الفرار أحياناً هو القرار السليم .
المعركة الثانية : التي خاضتها جاندا كانت ضد قطيع من الضباع ، قطيع لا يرحم ، لم يبال بيتمها ، ولم يحزن لمأساة طفولتها ، وانما هجم على وليدها ، وترك الآخر حياً شاهداً على الجريمة
المعركة الثالثة : كانت صراع نفسي خاضته مكسورة الفؤاد ، حين تركت شبلها ، ممزق الظهر ، ومضت تاركة اياه وخلفها الآخر ، أن تترك وليدها للحياة ، كأنها تكرر مأساتها .
المعركة الرابعة : كانت معركة اثبات الذات ، حين عادت قوية صلبة ، ورغم ذلك لم تهاجم ، في مبدأ أخلاقي جميل ، أن القوة لها متطلباتها ، قوتك لا تعني أن تهاجم من هم أقل منك ، أو تثبت ذلك في كل مناسبة ، لكن فضية العين تهاجمها ، فتنتصر جاندا ، وتثبت زعامتها .
وتأكيداً لمبدأ العفو عند المقدرة ، فان جاندا لا تستغل هذه القوة للنيل من أعدائها ، وانما تستقبل بحب كل أعدائها ، فتكون فضية العين في فريقها ، وتشكل فرقاً عند المعركة ، فتنتصر هي وقطيعها بمساعدة العدو السابق ، وحين يحدث ذلك فقط ، حين تتوحد الأسود في القطيع ، يأتي الابن المصاب ، وقد انجلت كل جراحاته ، وعاد من جديد ، وكأنها رسالة واضحة المعالم : بالوحدة فقط ، يحيا الأبناء ، وحدة الوطن الواحد ، وطن يجمع المفارقات كلها ، في وعاء واحد ، ينبذ الخلافات ، ويتغاضى عن الجراح ، ويكون مستعداً لاستيعاب الجميع ، دون أي تمييز .
ان القارئ لقصة جاندا للعمري سيتذكر دون شك ، حكمة الخنزير : ماجور في قصة مزرعة الحيوانات للكاتب البريطاني جورج اورويل ، ثم صراع نابليون وسنوبول ، رغم أن رمزية مزرعة الحيوانات كانت شديدة الوضوح مع مبالغات أكثر ، وكانت رمزية قصة العمري أقل وضوحاً مع واقعية أكثر .
أن ترى كل هذا الكم ، من الحكمة ، والصراع ، والألم ، والأمل ، بهذا الأسلوب الأدبي الفريد ، وهذه اللغة القوية ، وهذه الدلالات السياسية والاجتماعية ، في قصة واحدة بهذا العدد من السطور القليلة ، لهو أمرٌ لا تجده كثيراً بقدر ما عشناه في قصة العمري ، مع جودة في الوصف ، وبديع الكلم ، كما في هذه المقتطفات :
"كَانتْ الشَّمسُ تُطِلُّ عَلَى استِحيَاءٍ مِن خَلفِ الأَكَمةِ "
"كَانَ النُّعَاسُ قَد بَدَأَ يُداعبُ عَينَيِ النَّهارِ"
وأخيراً أشكر الدكتور سمير على هذه القصة التي ستكون اضافة غنية ولا شك لقسم القصة ، وشكراً على لمحة الأمل بالأخير ، لمحة أمل تجعلني رغماً عني أتذكر جراحات سوريا وأدعو الله أن تندمل وأن تعود كما كانت وأجمل . .. تحية تليق
مع أني لا وقت عندي لقراءة الردود
لكني لا افوت ردود الأستاذ أحمد عيسى النقدية في قصص أمير الأدب الدكتور سمير العمري
لأن فيها عين ناقد أديب تمتعني قراءتها
قراءة رائعة في قصة رائعة
أقترح وجود نسخة منها في قسم النقد
أشكركما
أحمد عيسى
09-06-2013, 07:42 AM
أشكر الأخت الأستاذة لانا عبد الستار لاثنائها على قراءتي المتواضعة لنص العملاق أبا حسام ، وأنوه أن في القراءة أمرٌ لحنت فيه دون قصد ، وهو موضوع عودة الشبل الجريح ،
وقد كنت وأنا أكتب في قراءتي أتساءل بيني وبين نفسي ، ان كان الشبل الجريح هو من عاد ، فأين الشبل الثاني ؟ وان كان الشبل الثاني فما مصير الأول الجريح ؟
وظللت في هذا التساؤل حتى حسمه أبام حسام في أحد ردوده ، لهذا وجب التنويه ، مع ملاحظة صغيرة أنني أنا وأغلب من قرأوا القصة وقعوا في هذا اللبس ، مما يعني أننا فكرنا جميعاً بنفس الأسلوب ، أو أن هذا ما فهم من سياق القصة .
تقديري وخالص احترامي وأجدد التحية للأديب الكبير سمير العمري ضيفاً عزيزاً على ملتقى القصة وهو صاحب البيت والدار .
فوزي الشلبي
09-06-2013, 08:30 AM
ليهنك الإبداعُ واليراعُ أيها السمير:
أيها العزيز الشامخ البهاء...لقد سامر سردك قلوبنا وعيوننا...فمن أين تشرق شمسك يا فتى حتى نستطلعها كل يوم!
لست أدري كيف اهتبلتك الأفكارُ هذا النص البديع...وكيف اقتادك الورود هذا المعين...ولا أظنُّ هذا كلُّ ما لديك...إنما هو غيضُ فيض...حتى تحدثت بلسان الأسود..فأثريت البلاغة والمعنى لغة سامقة وبيانا معجزا...أيَّ انتقاء واصطفاء!
قبلاتي وتقديري الكبير!
أخوكم:
فوز
د. سمير العمري
26-06-2013, 02:14 AM
جاندا / قصيرة العمري و المعارك الأربعة
ليس جديداً على الأدب ، منذ كليلة ودمنة ، وما قبلها ، أن يتم تناول القصص عبر الحيوانات ، غير أن القصص أصبحت لا تعرض على لسان الحيوان وحسب ، وانما صار الحيوان هو حدث القصة وموضوعها الأساس ، وأصبح استخدام الحيوان أكثر انسجاماً مع القصة الحديثة ، بحيث يوظف بطريقة غير مباشرة ، الى ما هو أبعد من المقاصد الحكمية والوعظية المباشرة ، نحو غايات فنية وجمالية ، وأبعاد سياسية واجتماعية ، ورؤى أكثر عمقاً ، وتناول أشد تأثيراً ، ويمكن القول أن التجريب صار سمت هذا اللون الصعب الذي لا يخوضه الكثيرون .
وقصص الحيوان تنبني على مستويين" " الأول سردي عبارة عن حكاية تتعلق بعالم الحيوان ، لكنها في العمق تحمل معنى انسانياً يهدف الى ترسيخ غاية أخلاقية وتربوية ، والأىخر تقرير حكمي ، يؤكد الغاية نفسها ، في شكل مثلٍ سائر أو عبارة مأثورة ، أو حكمة أخلاقية " ..1( د.سعاد مسكين ، الحيوان في القصة المغربية)
ان تناول قصة عميقة الطرح كقصة جاندا للأديب الكبير :د.سمير العمري ،ـ تتطلب منا دراسة شاملة مفصلة ، لنتمكن من سبر أغوار هذه الرؤية الفلسفية ، وتحليلها وتفكيكها ، للوصول الى الرمز ، وهو أمرٌ غير يسير مع من يعتبر الرمز أداة وليست غاية ، ويسلك في ذلك الطريق الصعب ، عبر لغة قوية ميزت كتاباته دائماً ، وأسلوب سهلٍ يتمنع عليك كلما ظننت أنك أمسكته بين راحتيك ، انها جاندا ، ورحلة البحث عن الذات .
الاعجاز الأساس في القصة يأتي عبر سؤال واحد : كيف تحتوي قصة عن الحيوان هذا الكم الهائل من المفاهيم الانسانية والأخلاقية ؟ وكيف تطبعت الحيوانات بطباع البشر ؟ عبر شخصيات متنوعة ثقافياً ، مختلفة سياسياً ؟ متنافرة اجتماعياً رغم أنها تشترك في ذات النوع ، فكلها أسود ، وكلها من قطيع واحد .
ان جاندا اليتيمة ، تعرضت لجريمة شنعاء منذ الصغر ، فقتلت والدتها وأخيها من صديقة ، بدعوى الغيرة لا أكثر من تلك المكناة ( فضية العين )
والابنة جاندا تكبر في بيئة قاسية لا ترحم ، وذكرى طفولتها تنغص عليها حياتها ، والجريمة ماثلة أمام ناظريها ، فيشتد عودها أكثر ، وتصبح ماهرة أكثر ، ولا تبالي بقيود المجتمع الذي لا يرحم ، وانما تكون صلبة كما يتطلب قانون الغاب ، الذي يعرفه البشر اليوم أكثر مما تعرفه الحيوانات .
المعركة الأولى : التي خاضتها جاندا في حياتها كانت معركة فرار ، وكان فرارها هو ميلادها ، حين يكون الفرار أحياناً هو القرار السليم .
المعركة الثانية : التي خاضتها جاندا كانت ضد قطيع من الضباع ، قطيع لا يرحم ، لم يبال بيتمها ، ولم يحزن لمأساة طفولتها ، وانما هجم على وليدها ، وترك الآخر حياً شاهداً على الجريمة
المعركة الثالثة : كانت صراع نفسي خاضته مكسورة الفؤاد ، حين تركت شبلها ، ممزق الظهر ، ومضت تاركة اياه وخلفها الآخر ، أن تترك وليدها للحياة ، كأنها تكرر مأساتها .
المعركة الرابعة : كانت معركة اثبات الذات ، حين عادت قوية صلبة ، ورغم ذلك لم تهاجم ، في مبدأ أخلاقي جميل ، أن القوة لها متطلباتها ، قوتك لا تعني أن تهاجم من هم أقل منك ، أو تثبت ذلك في كل مناسبة ، لكن فضية العين تهاجمها ، فتنتصر جاندا ، وتثبت زعامتها .
وتأكيداً لمبدأ العفو عند المقدرة ، فان جاندا لا تستغل هذه القوة للنيل من أعدائها ، وانما تستقبل بحب كل أعدائها ، فتكون فضية العين في فريقها ، وتشكل فرقاً عند المعركة ، فتنتصر هي وقطيعها بمساعدة العدو السابق ، وحين يحدث ذلك فقط ، حين تتوحد الأسود في القطيع ، يأتي الابن المصاب ، وقد انجلت كل جراحاته ، وعاد من جديد ، وكأنها رسالة واضحة المعالم : بالوحدة فقط ، يحيا الأبناء ، وحدة الوطن الواحد ، وطن يجمع المفارقات كلها ، في وعاء واحد ، ينبذ الخلافات ، ويتغاضى عن الجراح ، ويكون مستعداً لاستيعاب الجميع ، دون أي تمييز .
ان القارئ لقصة جاندا للعمري سيتذكر دون شك ، حكمة الخنزير : ماجور في قصة مزرعة الحيوانات للكاتب البريطاني جورج اورويل ، ثم صراع نابليون وسنوبول ، رغم أن رمزية مزرعة الحيوانات كانت شديدة الوضوح مع مبالغات أكثر ، وكانت رمزية قصة العمري أقل وضوحاً مع واقعية أكثر .
أن ترى كل هذا الكم ، من الحكمة ، والصراع ، والألم ، والأمل ، بهذا الأسلوب الأدبي الفريد ، وهذه اللغة القوية ، وهذه الدلالات السياسية والاجتماعية ، في قصة واحدة بهذا العدد من السطور القليلة ، لهو أمرٌ لا تجده كثيراً بقدر ما عشناه في قصة العمري ، مع جودة في الوصف ، وبديع الكلم ، كما في هذه المقتطفات :
"كَانتْ الشَّمسُ تُطِلُّ عَلَى استِحيَاءٍ مِن خَلفِ الأَكَمةِ "
"كَانَ النُّعَاسُ قَد بَدَأَ يُداعبُ عَينَيِ النَّهارِ"
وأخيراً أشكر الدكتور سمير على هذه القصة التي ستكون اضافة غنية ولا شك لقسم القصة ، وشكراً على لمحة الأمل بالأخير ، لمحة أمل تجعلني رغماً عني أتذكر جراحات سوريا وأدعو الله أن تندمل وأن تعود كما كانت وأجمل . .. تحية تليق
أنت فارس من فوارس القصة يا أحمد على مستوى الإبداع القصصي وعلى مستوى النقد الأدبي لفن القص!
قراءة أقل ما يقال عنها أنها رائعة ومتعمقة للكثير مما تضمنت من معان وإسقاطات ، وأنا أشكر لك هذه القراءة وأشكرك عليها!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
د. سمير العمري
18-08-2013, 02:40 AM
أن تأتي قصة من عالم الحيوان بها كل هذا الزخم اللغوي والبلاغي والجمالي وما تحمل من رموز على جميع الأصعدة .. وتبلغ الرسالة المرجوة بما يتفوق على الشخوص البشرية ؛ فهي حتما مدرسة عمرية لا يجيدها إلا أمير الشعر والأدب
النص جميل حد الدهشة قرأته ولم أرتو وأظنني سأعود مرارا لأنهل من فيوض إبداعاتكم
وسأنال شرف التثبيت
بوركتم واليراع
ولكم التحايا
بارك الله بك وثبتك في الدارين أيتها الأديبة المكرمة!
أشكر لك قراءتك الواعية وردك الأدبي الجميل!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
د. سمير العمري
21-08-2013, 05:36 PM
الدكتور سمير
قرأت من مدارس أدبية شتي
واستمتعت بمدارس لكبار كتاب القصة
لكنني وللأمانة التي أسال عنها يوما
فأنني أمام نص يضج بالتعابير الجميلة والجماليات والأساليب البيانية والأبداعية
انتهاء بعناصر القص القصير
بحق جميلة د.سمير
تحيتي وتقديري
أشكر لك قراءتك الواعية وردك الأدبي الجميل ورأيك الذي أعتز به!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
د. سمير العمري
27-08-2013, 01:40 AM
مدرسة إنسانية أخلاقية وسلوكية رائعة بلغة عمريّة قويّة، وقصة من عالم الحيوان بكل ما فيه من الصراع والآمال والألام
قرأت فيها وطني وجراحه وأحلامنا وعذابنا
وقرأت فيها إنسانيتنا التي هزمتها الوحشية
وقرأت فيها حكمة أميرنا الدكتور سمير العمري وإسقاطاته الأدبية السياسية والإجتماعية
شكرا لك يا أمير الشعر والأدب
بوركت
رد واع ورأي كريم وندى نفسك الدائم تجودين به علي أيتها الفاضلة فلا أجد ردا يفيه أو يكفيه!
أشكرك وأزيد ، ولا حرمنا الله من فضلك وأمثالك من الكرام!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
د. سمير العمري
06-10-2013, 12:43 AM
من بعدِ قراتي لقراءة الفاضل / أحمد عيسى لقصة معلمنا سمير لاأملك حقَّ التعليق أو قد أقول مازلتُ منبهرة بهذا التعليق الذي أعطى لقصة حقها فلن يجدي تعليقنا بعدها
غير الشكر للاستاذ سمير لى قصصه التي عهدتها تناقش قضايا متنوعة وأغلبها تدعو للأخلاق والتربية
جزيتم خيرا
بارك الله بك يا ابنتي وحفظك كريمة بارة نقية!
وأشكرك من القلب على ردك الكريم!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
محمد الشرادي
06-10-2013, 11:54 AM
أهلا أستاذي الدكتور عمر
هذا نص عالم بلغ لنا حياة البراري بخبرة عالم...و بحنكة القاص الذي يعرف التخوم بين السرد الماتع و السرد الجاف الممل.
تحياتي
عبدالإله الزّاكي
06-10-2013, 02:42 PM
...
وَقَفَتْ جَانْدَا علَى تِلكَ التَّلةِ المُشْرِفةِ تَسترجِعُ مَا دارَ لهَا في أَقصَى الوَادِي هُناكَ حَيثُ غَافَلتهَا فِضِّيةُ العَينِ وَهَاجَمَتهَا فَأحدَثتْ فِيهَا جِراحًا اضطرَّتهَا للهَربِ بعِيدًا. مَضَى وَقتُ طَويلٌ وَهيَ تَعِيشُ وَحيدَةً تَجُوبُ الأَدغَالَ فَصَقلَتِ المُمَارسَةُ قُدُراتِهَا وَهَذَّبتِ المُثابَرةُ خِبرَاتِهَا حتَّى بَاتتْ قَادرَةً عَلى صَيدِ الفَرَائِسِ الكَبيرَةِ مِمَّا يَعجَزُ عَنهَا جَمعٌ مِنَ الأُسُودِ. لَقَد قَرَّرتْ أنْ تَعُودَ وَلنْ يُثنِيَهَا عنِ العَودَةِ بَعدَ كُلِّ هذَا الغِيَابِ شَيءٌ.
كَانتْ الشَّمسُ تُطِلُّ عَلَى استِحيَاءٍ مِن خَلفِ الأَكَمةِ تُرَاقِبُ جَانْدَا تَسيرُ بِخُطَى وَاثقَةٍ عَبرَ السَّفحِ نَحوَ وَادِي الأُسُودِ، تُجِيلُ عَينَيهَا في الأُفُقِ المُمتَدِّ بَحثًا عنْ جَمَاعتِهَا التِي طُرِدَتْ مِنهَا. لَمْ يَطُلِ الأَمَدُ حتَّى أَطَلَّتْ فِضِّيةُ العَينِ بِرَأسِهَا وَأَقْبلَتْ تُهَروِلُ مُستَفَزَّةً وَقَد عَرفَتهَا. وَقَفتْ في ثَبَاتِ القَوِيِّ تُؤَكِّدُ أَنَّها مَا عَادتْ لِسُوءٍ، وَلكِنَّ فِضِّيةَ العَينِ بَادَرَتهَا بِهُجُومٍ تَصَدَّتْ لهُ بِقُوَّةٍ حَتَّى طَرَحَتهَا أَرضًا وَنَظَرَت فِي عَينِهَا بِتَحَدٍّ وَإصْرَارٍ. أَدْرَكتْ فِضِّيةُ العَينِ أنَّ جَانْدَا لمْ تَعُدْ تِلكَ التِي هَزَمَتهَا مِنْ قَبلُ فَتَرَاجَعتْ بِهُدُوءِ المَذهولِ تَتَقبلَّهَا عَلَى مَضَضٍ في الجَمَاعَةِ مِنْ جَدِيدٍ.
نصّ قويّ بدلالاته، غنيّ بإيحاءاته، يجسّد قدرة الكاتب و الشاعر الكبير سمير العمري على تشخيص الواقع و استشراف المستقبل من خلال التناوب على السلطة / المشاركة كبديل عن سياسة التشبت بالكراسي / الإقصاء. و هي دعوة إلى الإجتماع و العمل على تحقيق أهداف الجماعة عوض الإنشغال بتصفية الحسابات و تحقيق المكاسب الشخصية. فالأمة و الظرف يتطلبان توحيد و تكاثف الجهود لبناء غدٍ أفضل. كلّ هذا تناوله الدكتور العمري بأسلوب أدبي متميّز و رمزية فنّية رائعة تَغْرس القيّم النبيلة في نفوس الصغار و تَرْسم خريطة الطريق للكبار.
تحاياي، شكري و تقديري.
خلود محمد جمعة
16-02-2014, 11:24 AM
في الرمز عمق وفي السرد جمال
قصة من اجمل ما قرأت
دمت شامخ الحرف
مودتي وتقديري
د. سمير العمري
10-04-2014, 02:03 AM
ان جاندا اليتيمة ، تعرضت لجريمة شنعاء منذ الصغر ، فقتلت والدتها وأخيها من صديقة ، بدعوى الغيرة لا أكثر من تلك المكناة ( فضية العين )
والابنة جاندا تكبر في بيئة قاسية لا ترحم ، وذكرى طفولتها تنغص عليها حياتها ، والجريمة ماثلة أمام ناظريها ، فيشتد عودها أكثر ، وتصبح ماهرة أكثر ، ولا تبالي بقيود المجتمع الذي لا يرحم ، وانما تكون صلبة كما يتطلب قانون الغاب ، الذي يعرفه البشر اليوم أكثر مما تعرفه الحيوانات
السلام عليكم
قصة رائعة من عالم الحيوان ,ولكنه ينطبق بلا شك على عالم الإنسان ,
ينطبق على الأفراد والعائلات والشركات والمدن والدول والأمم ,
فضية العينين تلك الشريرة القاسية الحاقدة, موجودة في كل مكان ,
وقد نسيت بأمر من الله والأقدار والطبيعة أن تقضي على تلك الوليدة ,فقضت عليها ,
قصة رائعة بحبكتها ولغتها وكل ما فيها
شكرا لك أخي د سمير
ماسة
بارك الله بك أيتها الأخت الكريمة وقراءة موفقة وصادقة تزيد النص فبارك الله بك ولا حرمنا ألقك!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
د. سمير العمري
18-05-2014, 01:38 AM
وجبة دسمة هي هذه القصة بكل ما حوت من لغة سامقة وتراكيب لغوية وصورا بيانية
وجمال الحروف والمعاني والإبهار والتكثيف والإيحاء والرمزية.
ماأن يبدأ المتلقي في قراءة أول كلمة, والبداية الناجحة هي التي تحدد نجاح القصة أو
إخفاقها .. ما أن يبدأ حتي ينسى نفسه, وينسى كل المعايير, ويغوص مع إيقاع النص
ويتفاعل مع (جاندا) مع تاريخها, طباعهاوسلوكهاالتي خلعها عليها الكاتب من إحساس
وخيال وذكاء وقدرة وأمومة.. في ذلك النسج المحكم والحبكة الفنية كشريط سينمائي يكتنز
المعنى والمتعة معا. وكيف يلعب الاسترجاع والتقطيع المشهدي دورا في نمو الحدث وتشكيل اللوحة.
قد يتيه المرء في تعريف هذه المعلمة الفكرية ـ تستثيره تلك اللقطات الذكية والإشارات اللافته
والتي تدل على اكتمال التكوين,وامتلاك فن السرد وسحر القص,والقدرة على تنشيط المخيلة
وامتلاك المتلقي وشده وجذبه, وتنظيم تتابعها في سرد رائع يعمل على الإبقاء على يقظة القارئ.
إن هذه القصة سبيكة ذهبية لامعة مصقولة فيها من الجمال والقيمة القدر الكبير لشئ مدهش
يسحر العين ويسر القلب ويخلب اللب والفكر.
أثني على القراءة النقدية الرائعة للأخ/ أحمد عيسى.
تحية لك أيها الأستاذ القدير بحجم ذلك الأبداع الكبير
ولك كل تقديري وإحترامي.
بارك الله بك أيتها الأخت الكريمة وأشكر لك ردك الراقي ورأيك الكريم!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
عبد المجيد برزاني
18-05-2014, 03:47 AM
تَفرُّ مِن إِحْساسِ الأُمُومةِ المَكْلومِ إِلى نَامُوسِ الطَّبيعَةِ المَحْتُومِ.
سرد ببلاغة الشعر.
يقطر قلم الشاعر بيانا حتى وهو يسرد.
تحيتي عميدنا الأكرم وكل تقديري.
د. سمير العمري
02-07-2014, 01:59 AM
قصّة بهيّة المغزى استوفت معايير القصّة القصيرة
بهيّة الأسلوب خصبة الصّور
دام الإبداع حليفك أستاذي
مودّتي
بارك الله بك أيتها الأديبة الراقية الكريمة وأشكر لك ردك الراقي ورأيك الكريم!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
د. سمير العمري
16-07-2014, 03:57 AM
حين يجتمع جمال اللّغة ومتانتها مع الرّمز الذي اختير بدقّة في قصّة، حبال سردها تمسك بأنفاس القارئ إلى النّهاية، فهنا تكمن الرّوعة
جميل ورائع ما قرأت أخي الدّكتور سمير
بوركت
تقديري وتحيّتي
بارك الله بك أيتها الأديبة السامقة الكريمة وأشكرك على تقريظك الكريم!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
د. سمير العمري
07-08-2014, 01:26 AM
عودة لقصة ما زالت تفاصيلها تحتلني منذ قراءتي لها قبل يومين
جاندا الشريدة وعودتها الظافرة لوادي الأسود
تُسابِقُ الرِّيحَ لا تلوِي عَلَى شَيءٍ
يَلهَثُ خَلفَها ذُعرُهَا المَكلومُ بِوجَعِ عَجْزٍ
خَانَتهَا أَطْرافُهَا
تَلعَقُ جِراحَهَا النَّازِفَةَ فِي صَمتٍ
ضعف ويأس وعجز ومشهد يصور ببراعة هاربة مذعورة يسلمها التعب وحلول الليل وخوار القوى لجذع شجرة عجوز وصفها وحده كفيل برسم اللوحة الموجعة لحال تلك الأنثى يباغتها المخاض في مريمية وحدتها وضعفها، وقبل أن تتساءل عن تلك الهاربة بحملها وجراحها ينقلك الكاتب في المشهد الثاني من القصة، وفي استرجاع تشويقي بديع للمعركة التي كانت، موحيا للمتلقي أنه يتحدث عن ذات الهاربة، قبل أن يطلق إضاءته التوضيحية الأولى فالغاب ميدان الحدث والأسود شخوصه وباجيرا هي الجدة التي سقطت ووليدها قتيلين بعد معركة مع فضية العين، التي تفر اليوم بعد هزيمتها أمامها المولودة الناجية وقد صارت أما، والهروب هنا إذا ليس فرارا بالنفس يلجأ إليه مهزوم كما تصور اللحظة، بل فرار أم بمهجة قلبها من قدر رأته يحلّ بأخيها قبل أعوام، فهل يجدي الفرار فعلا وهل يحقق الحماية المأمولة؟سؤال يخرج به المتلقي من المشهد ومن انعاس الواقع فيه..
لقد بدأت الصورة تتضح والأخطار تكتشف، واتخذت الرموز معالمها ليسقطها القارئ على ما توحي به دلالاتها في الأحداث تبعا لرؤيته للواقع، فليست فضية العين التي عايشت في قوتها وجبروتها جيلين من الأسود مجرد لبؤة، وليست اليتيمة المستضعفة بما ورثت عن امها من قوة وبراعة وما اكتسبت بالتجربة التي عاشتها بموت أمها وشقيقها ونجاتها القدرية من خبرة وقدرة بمجرد رقم في الجماعة، وليس الغاب مجرد أشجار وجماعات من الحيوان، فإلى أين ستمضي بنا الأحداث؟ سؤال ثان يقرع الكاتب أجراسه في ذهن المتلقي مستفزا طاقاته التحليلية لقراءة متمعنة..
ويحمل المشهدان الرابع والخامس الإجابة على السؤالين معا، فللغاب أحكامه وللطبيعة ناموسها بقسوته وللقسوة دستور جبار لا يرحم غفلة طرف ولا يكترث بشدّة ظرف، والأم وحيدة تحتاج لقوت يروي ضرعها ليرتوي صغيراها، ويعوزها قطيع يرعى بعضه بعضا في رحلات الصيد، وقد اضطرت في غياب ذلك لركوب الخطر والمغامرة بتقليص الحذر، فاستودعت الصغيرين دغلا لم تتحقق فيه الحماية المطلوبة، وليست فضية العين بالخطر الأوحد في الغاب، ولعلها تمنت لولدها مصير اخيها حين وجدت " عِصَابَةً مِن الضِّباعِ خَلفَ الدَّغْلِ تَنْهَشُ جَسَدَ شِبلِها حَيًّا وَهوَ يَصِيحُ بِأَلمٍ" فتلك كانت ضربة لبؤة قاتلة اردته وهذه مجموعة من الضباع تنهشه فأي هوان لسبع
أوهَاهَا بِصُرَاخِه
اكتَشَفَتْ أَنَّهُ مَكْسُورُ الظَّهْرِ مُمَزَّقُ الأحشَاءِ مَيِّتٌ لا مَحَالَة
مَضَتْ تُجَاهِدُ أَقدَامَهَا التِي تَرْتَعِشُ كُلَّمَا نَاجَاهَا
عبارات نسجت بمهارة حائك للمعاني عارف بالمشاعر وصورت من جديد حالة العجز تتمكن من اللبؤة الأم، قبل أن تطلق سوقها للريح مرة ثانية وبعجز ثان، إنما هو فرار هذه المرة من إحساس الأمومة التي فرت في المرة السابقة به لا منه
وهي أحرى وقد وقف القارئ متأملا حالها ومسترجعا فرارها، أن تعود لنفسها مسترجعة ما مر بها وجدواه وما أثمر، وأن تجد في الإجابة عن تساؤلنا الأول مرشدها لضرورة العودة لقطيعها، مطمئنة لقدرتها على مواجهة فضية العين بما اكتسبت من مهاراتها في رحلة الوحدة والتشرد التي عاشتها، ويضعنا الكاتب أما تساؤل ثالث حين يعلن قراراها العودة، فثمة شبل ثان سكت عنه السرد فلم نعرف مصيره..
ويعود مشهد عودة جاندا بالقارئ لمشهد تهجيرها، ليعيش لحظات في متعة المقارنة بين سردية توصيفية مدهشة للحظتين الفاصلتين في حياتها، فما بين شمس تطل على استحياء من خلف الأكمة تراقبها في إشارة لهيبتها وبين نهار يدجاعب النعاس عينيه في إشار للوهن والانسحاب نجد وصفا متباينا لذات اللحظة من عمر النهار ، وما بين سيرها واثقة الخطى عبر السفح نحو وادي الأسود وبين انطلاقها تسابق الريح يلهث خلفها ذعرها المكلوم مفازة ما بين القادر والمهزوم ، ويقابل رهق أنفاسها وخيانة أطرافها في المشهد الأول عينان تجيلهما في الأفق بحثا عن جماعتها في المشهد الثاني، كما ويقابل إسنادها جسدها الجريح لجذع شجرة عجوز في المشهد الأول وقفتها في ثبات القوي تواجه فضية العين في المشهد الثاني الذي انتهى برضوخ اللبؤة المتسلطة لواقع جديد تحتل فيه جاندا موقعها في قطيعها
وما دام غابا فهو صراع في سبيل البقاء لاينتهي، فبين اقتتال على السلطة وقتال لدحر العادي وقتل فريسة في هجوم للصيد تمضي أعمار عصابات الحيوان في بيئته، وما دام غابا فثمة فريسة تفر ومفترس يكر في متتالية لا تنتهي، ولم يكن لكاتب بمهارة العمري أن يتجاوز هذه الحقيقة من قانون الغاب ويضيع فرصة توظيفها في رسالة أخرى جديدة يحملها النص الذي كان يمكن له أن ينتهي بعودة الشريدة قوية قادرة على ردع خصيمتها
قطيع من البقر الوحشي ومهمة صيد تنطلق فيها الأسود
وتتبع اللبؤات القائدة الجديدة جاندا التي انطلقت بدفق الشباب وثقته حين ترددت فضية العين ، فهل خارت قوى الأخيرة؟
يحرص السارد في توظيفه للمشهد برسالة توجيهية تنبهنا لتردي إنسانيتنا وضوابط علاقتنا لما دون ما تعيش الجماعات الحيوانية العارفة بغريزتها لأهم ضرورات البقاءـ على الرد على هذا التساؤل الذي خلقه في ذهن المتلقي بحذق في دقائق الحدث حين أحدث فاقا كبيرا في قوة المجموعة أدى لانتصارها في المواجهة الثانية بانضمام فضية العين لها، بعد أن اعترفت بتقدم القائدة الجديدة عليها وأعلنت انضوائها تحت قيادتها مدركة أنها ضمن مجموعتها اقوى مهما كان ترتيبها في المجموعة .
وفي قفلة تعود بالقصة لإشارات الجزء الأول منها ورسالته التي قرأتها سياسية بالدرجة الأولى، يعود الشبل الذي سكت عنه السارد لواديه ؛وادي الأسود، فليس مهما أين ولد الشريد، وليس مهما ما عاني وولا ما اقتص منه وما بقي، فالأصل عائد سيدا والفرع عائدا أيضا
لعله بات من فضلة القول أن تقف عند نص لأمير الأدب الدكتور سمير العمري لتصف روعة اللغة وتجليات الحكيم في توظيفه النص في خدمة رسائل إنسانية سامية على اختلاف اتجاهاتها، وتضمينها الصور الدالة والعبارات الصارخة بقوة التعبير وبلاغة التأثير
لذا أكتفي بقراءتي الموضوعية للنص ، وأترك لغيري من الأدباء إتحافنا بقراءة أدبية لائقة تقف على أدبيات المعالجة وبناء القصة وحبكتها ومهارات القاص السردية و اللغوية
دمتم رموزا للألق
تحاياي
بارك الله بك أيتها الأديبة الكبيرة الراقية ، وأشكر لك حرفك الزاهر ونقدك الراقي وتفاعلك العميق، وأشكرك على تقريظك الكريم!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
رويدة القحطاني
22-08-2014, 10:52 PM
الملكية في جاندا ستجعلها ملكة في كل الأحوال
وشبلها ملك صغير
كم هائل من الحكمة والمتعة واللغة والمنفعة في قصة رائعة
بورك أدبك
عبد المجيد برزاني
23-08-2014, 01:26 AM
أعدت قراءة النص أكثر من مرة.
سرد متح من علم الزولوجيا الحديث (zoology) فجاء دون تكلف أو مبالغة في واقعيته. نص راق، ولا غرو فهو من عميد الواحة ومعلمها الكبير.
دام رقيك أستاذنا الأكرم.
تحياتي وكل التقدير.
د.حسين جاسم
03-07-2015, 01:05 AM
أي خيال حباك ربك لتصورلا هذه القصة الإنسانية المذهلة في عجمة عالم الحيوان!
وأية لغة تملك لتكتبها بهذا الإبداع في مشاهد يعيشها المتلقي كأنما يتابع فيلما مصورا!
قليل هم الذين يكتبون القصة اليوم كما تكون القصة
وأراك تتقدمهم بمفازة
تقديري
د. سمير العمري
13-08-2015, 04:50 AM
قرأت عملا إبداعياً راقياً ، كشف لنا جانباً من جوانب الحياة المتعددة ،
عمل أدبي يكسب قيمته وجودته من الفكرة والخبرة الجديدة .. بفنية أدبية متميزة تم تشكيلها وقولبتها في لغة قصصية تجمع بين الوضوح والحيوية النابضة ،
بحيث يستطيع كل قارئ أن يتذوقها بفكره وحسه وشعوره وعواطفه ..
كأن حكاية /جاندا/ مرتبطة بالإنسان ومتداخلة في بيئته ومحيطه .. فقد يتلمس الإنسان المأساة عن قرب كأنه يعيشها ..
نص جميل يذوب العواطف ويخلخل الخواطر حتى تصبح لينة ،رهيفة ورقيقة ..
فيرتقي الإنسان عن أنانيته ونرجسيته وطغيانه فيدخل في حوار جاد وإنساني مع عالم مواز لعالم الإنسان قد نجهل الكثير عن مآسيه ..
جميل ما كتبت أيها المبدع المتألق الدكتور سمير العمري ..
محبتي وتقديري ..
الفرحان بوعزة ..
بارك الله بك أيها الأديب الكبير، وأشكر لك حرفك الزاهر ونقدك الراقي وتفاعلك العميق، وأشكرك على تقريظك الكريم!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
د. سمير العمري
27-10-2015, 02:02 AM
مع أني لا وقت عندي لقراءة الردود
لكني لا افوت ردود الأستاذ أحمد عيسى النقدية في قصص أمير الأدب الدكتور سمير العمري
لأن فيها عين ناقد أديب تمتعني قراءتها
قراءة رائعة في قصة رائعة
أقترح وجود نسخة منها في قسم النقد
أشكركما
بارك الله بك أيتها الأديبة الكريمة وأشكرك على هذا التفاعل الكريم!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية!
تقديري
د. سمير العمري
17-01-2016, 02:19 AM
أشكر الأخت الأستاذة لانا عبد الستار لاثنائها على قراءتي المتواضعة لنص العملاق أبا حسام ، وأنوه أن في القراءة أمرٌ لحنت فيه دون قصد ، وهو موضوع عودة الشبل الجريح ،
وقد كنت وأنا أكتب في قراءتي أتساءل بيني وبين نفسي ، ان كان الشبل الجريح هو من عاد ، فأين الشبل الثاني ؟ وان كان الشبل الثاني فما مصير الأول الجريح ؟
وظللت في هذا التساؤل حتى حسمه أبام حسام في أحد ردوده ، لهذا وجب التنويه ، مع ملاحظة صغيرة أنني أنا وأغلب من قرأوا القصة وقعوا في هذا اللبس ، مما يعني أننا فكرنا جميعاً بنفس الأسلوب ، أو أن هذا ما فهم من سياق القصة .
تقديري وخالص احترامي وأجدد التحية للأديب الكبير سمير العمري ضيفاً عزيزاً على ملتقى القصة وهو صاحب البيت والدار .
بارك الله بك أيها الحبيب الكريم، وأشكر لك ما تفضلت به من رد مورق ورأي كريم مغدق!
وإنك أحد فرسان فن القصة وأحد أعمدة قسم القصة في واحة الخير!
دام دفعك!
ودمت بخير ورضا!
تقديري
د. سمير العمري
18-08-2022, 01:31 AM
ليهنك الإبداعُ واليراعُ أيها السمير:
أيها العزيز الشامخ البهاء...لقد سامر سردك قلوبنا وعيوننا...فمن أين تشرق شمسك يا فتى حتى نستطلعها كل يوم!
لست أدري كيف اهتبلتك الأفكارُ هذا النص البديع...وكيف اقتادك الورود هذا المعين...ولا أظنُّ هذا كلُّ ما لديك...إنما هو غيضُ فيض...حتى تحدثت بلسان الأسود..فأثريت البلاغة والمعنى لغة سامقة وبيانا معجزا...أيَّ انتقاء واصطفاء!
قبلاتي وتقديري الكبير!
أخوكم:
فوز
بارك الله بك أيها الحبيب الغالي وأشكر لك ردك الراقي ورأيك الكريم!
دام دفعك!
ودمت بخير وعافية ولا أوحش الله منك!
تقديري
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir