المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصّوْت والصّدى



محمد الزهراوي أبو نوفل
30-05-2013, 07:44 PM
الصّوت والصّدى


لقَدْ فضحَتْ دُموعُ
الْعيْنِ سِرّي
وأحْرَقَني هَواهُ
بِغَيْرِ نارِ .

( إبْن الْمُعتَزّ )

هُوَ عُرْيٌ..
أنا أفَقْتُ
مِنْهُ وَأرْنو مِنْ
وَراءِ حِجابٍ
إلـَيْهِ فـي الْماءِ.
وَبِمَقْدورِيَ
الاِعْتِقادُ.أنّه.يَهُزُّ
بأعْناقِ الرِّياحِ
وَيُكَلّمُني مِنَ
الْماوَراءِ وكَأنّـما
أصابَنـي مَسٌّ
أوْ أذىً..
أو سَهْمٌ
أُطْلِقَ نَحْوي.
ثَـمـّة شَيْءٌ صافٍ
يُحيطُ بِالْكُلِّ..
لقَدْ تغَرّبْتُ حتّى
أنْظُرَ إلَيْهِ وأسْمَعَ
أصْداءَهُ الْعالِيّةَ
كنِداءِ طُيور.
أهُوَ وَهْمٌ أوْ
مَـجازٌ أوْ..
اَلصّوْتُ والصّدى؟
فَهُوَ السّحابُ
اللاّمُتَناهي..
اَلْبَحْرُ الْمُتَحَوِّلُ
لا تأْخُذُهُ سِنَةٌ أبَداً
اَلْحُلْمُ صيغَ
فـي مُجَلّداتٍ.
أوِ الْكائِنُ الْحَيُّ
يـَمـْشي فـي مَوْكِبٍ
بَيْنَ الْحُشودِ يَـحْكي
عَلى مَدى الدّهْرِ
بِلُغَةِ الْغَيْبِ
الْعَميقَةِ قِصّةَ مَلِكِ
الزّمانِ وأخْبارَ
النُّجومِ مِنْ
كِتابِ الأوديسا
الشّرْقِيَّةِ الْكَبيرِ.
بِكُلِّ أسْمائِهِ يَشْغَلُ
سَمْعي أيُّها السّائِلُ.
وبِالكافِ والنّونِ
يُسْكِرُ الْكوْنَ.إذْ
هُوَ الرّاحُ الْمُشْتهاةُ
والرّوحُ الشّاعِرَةُ.
يَهَبُ الْغِلالَ
يسْقي الْغاباتِ
وحَيَواناتـِها ويَفْتَحُ
أبْوابَ السّماءِ.
مُؤَلِّفُ الْمَعارِفِ..
اَلْغامِضُ الّذي
أقْرَأُهُ وحْدي فـي
الأثيرِ عَلى مَسامِعِ
الدُّنْيا بِالنّظَرِ.
أتَباهى بِهِ أكْثَرَ
مِنْ غَيْري
بِأشْعارِيَ النّهِمَة.
فأنا مَسْكونٌ بِهِ
أشُـمـّهُ عِطْراً
وأتَشَوّقُ إلَيْه..
أتتَبّعُهُ كَنَجْمَةٍ
وَهُوَ فـي نَفْسي
وأسيرُ رُؤايَ مِثْل
كُلِّ الْقارّاتِ
وكَأعْظَمِ مُدُنِ الْعالَـمِ.
يَـمْلأُ لَيالـِيَ وَنَهاراتـي
بِالأضْواءِ لَقَدْ
تَعَذّبْتُ وأنا
أنْظُرُ إلَيْهِ.
ما زِلْتُ أُواصِلُ
السّيْرَ بـِما فيهِ
مِنْ فَرَحٍ وكَدٍّ
ومَعْرِفَةٍ وجَهْلٍ
حتّى أراهُ..
إذْ هُوَ الْواحِدُ
فـي كُلِّ شارِدَةٍ
فـي كُلِّ قَطْرَةِ
طَلٍّ وفـي كُلِّ
دانِيَةِ الْقِطاف.
فَكَبِّرْ أنا سأظَلُّ
بِهِ لاهِجاً..
فَكَبِّرْ بِهِ فبِالتّكبيرِ
تحْضى بِوِسامِ حُبِّهِ
واخْلعْ نِعالَكَ
قبْلَ أنْ تَلِجَ
بُحورَ هذا الْبَيْنِ
الْمُدْهِشِ وَإلا
أصابَكَ الْعَمى
خَذَلَك الْعِشْقُ
والشّوْقُ.وَسادَ
الْعالَـمَ الْكُسوف.
هذا مَدىً شاسِعٌ
بِهذا
التّشَكُّلِ الرّحْبِ.
نَهْرُ
هِراقْليطَ
الشّهْوانـِيُّ..
فَهُوَ ما يُسْكِرُ
أشْرَبُ مِنْهُ
ما يَقْتُلُني
وأحْتَرِقُ حُبّاً إلـى
هذا التّجْريدِ..
ولِفَقْرِيَ الْمُفْرِطِ
أجِدُهُ فـيّ هـمـْساً
وأنا الّذي أعْجِزُ
عَنِ الْعَيْشِ خارِجَ
هذا الشِّعْرِ.وإنْ.لـمْ
يَكُنْ فَحسْبِيَ أنّني
مَوْعودٌ بِهِ وحُمْرَةٌ عَلى
خدّي مِنْ لوْنِ خَمْرَتِهِ..
مَوْعودٌ يا أنا وهُوَ.
جَريـمتي صُحْبَتُهُ
ينْفُخُ فـِيَّ مِنْ
روحِهِ الْكُلِّيّةِ
ويُضيءُ عَلَيَّ الظُّلْمةَ
وَلَوْ فـي لَحْدي؟
هُوَ ذا أنا تائِهٌ.
خُطايَ الْعُشْبُ
فـي بَرِّيّةِ عُرْيِهِ
النّهارِيّةِ وأنْسامُهُ
الّتي ما انْفَكّتْ
تَجيءُ تُحَرِّكُ فِـيَّ
شَهَواتِ نَفْسيَ
فـِي تُخومِ
بِحارِها الدّاخِلِيّةِ
والْمَدى أمامي
أشْرِعَةٌ ورَعْدٌ..
عالَـمٌ بِدائِيٌّ أعيشُ
فـيهِ وشِعْرٌ واغْتِراب
حيْثُ أقْطَعُ مَعهُ
اللّيْلَ بِالنّظَرِ وهُو
خَفِيٌّ عنْ نَظري؟
وأميرٌ عَلى أمْري.

شاعر مغْرِبي

براءة الجودي
30-05-2013, 10:17 PM
لاأنكر أنَّ لديك سلب جميل , لكن المعذرة حقا إن قلتُ أني لم افهم من النص شيئا !
تحاياي

محمد الزهراوي أبو نوفل
31-05-2013, 01:40 AM
لاأنكر أنَّ لديك سلب جميل , لكن المعذرة حقا إن قلتُ أني لم افهم من النص شيئا !
تحاياي
.............
أ. براءة..
سُئِل أبو تمّام..
لِماذا لا تقول ما نفهم؟
فأجاب: ولِم لا تفهَمون
ما نقول؟
ذلك أن الشّاعر يقول في
بِضعَة أسطر ما يقوله
الناثِر في صفحات وصفحات
وذلك لأن لُغته مكثّفة
مشحونة بالمعاني..
بينما الناثِر يقول ما
عِنده مُباشرة دون
لف أو دوران
والشعر لا يحتمل الشرح
ولايُقرَأ للفهم بل للمتعة
وذلك لأنه خُبْز المختارين

يقول المثل:
ومن أراد نينّو عليه أن
يرْقُص الليل كُلُّ

هذا باخْتِصار

تقديري مع كُلِّ
الحب

الزهراوي

آمال المصري
23-02-2014, 01:11 AM
نص مضمخ بالمعاني العميقة والصور المتلاحقة بعضها زاهية الألوان واضحة المعالم والبعض عميقة الدلالات اقتطفها أديبنا من قواميس البهاء
أبدعت فكرا ونبضا
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

ربيحة الرفاعي
11-03-2014, 12:19 AM
مرور تحية بهطول يراع أطمح لقراءة حرفه الجميل وصوره المتقنة في نص مرسل بأسلوب الفقرة

دمت بخير

تحاياي

نداء غريب صبري
16-05-2014, 08:10 PM
صور جميلة
لكن الفكرة غائبة وغير مفهومة

شكرا لك

محمد الزهراوي أبو نوفل
19-05-2014, 07:14 PM
نص مضمخ بالمعاني العميقة والصور المتلاحقة بعضها زاهية الألوان واضحة المعالم والبعض عميقة الدلالات اقتطفها أديبنا من قواميس البهاء
أبدعت فكرا ونبضا
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

...............................

كلّ الامْتِنان لِبهاء الحضور

والقِراءة النّيِّرَة الوارِفة

وعِطْر بوْحكِ الثمين

عالي التّقْدير و
الموَدّة

خلود محمد جمعة
23-05-2014, 06:53 PM
ما بين الصوت والصدى مسير الف عام من الحلم التائه
أشرعة ورعد، شعر واغتراب ويراع يرقص حزناً
دمت بخير
مودتي وتقديري