السيمفونية الشعريّة التاسعة

[مصطفى رجوان]

مقاطع من القصيدة:

سوف أشربُ هذا النبيذ نبيذي الفرنسيَّ ذاتَ نهارْ
ممعنٌ في الغياب ولكن سأحضر يوما لأشرب نخبي
سوف أخرج من متحف الشَّمع أركض وجهة قلبي
الهـروبُ ملـحٌّ ولكنَّنِي بعـدُ ما قد وجدتُ الجدارْ
*
سوف أهربُ من مدن الملح، أركض نحويَ ذات نهارْ
ألبس الليل،أخلع عني الزمان الرماديَّ و العَنكبوتْ
داخـلي أتمشـى رويدا،أطـلُّ علـى شرفـاتِ البيـوتْ
أسْكنُ امرأة داخلي كي ترتّب فوضايْ و تلغي الغبارْ
*
سوف أسكبُ شعرا لكم أصدقائي من الروح نور ونارْ
العيــونُ زجــاجيةٌ،و معي ههنا القــارئونَ الندامـى
إن يقـل أحـد كِلْمة قـل لـه إننا العاشقــون القدامـى
عندنــا خمر مليون عــام وعــام تعتَّــقَ في الانتظــارْ

[جلال طه الجميلي]

مداخل محسوبة بدقة جميلة

التسويفات الثلاث ( سوف اشرب سوف اهرب سوف اسكب)

لتنتهي بهذه الخاتمة البديعة

دام ألقك

[مصطفى رجوان]

لا يدّ من اجتهادات و إبداعات إيقاعية فالإيقاع عروض و أشياء أخرى
يسعدني أن يعجبك نص لي أيها الشاعر

تحياتي و ودي

[نداء غريب صبري]

فاعلن المتدارك
وكلمات بإيقاع داخلي جميل

لكني لم أشعر بالجرس
هل يجوز اجتماع فاعلن المتدارك مع زحافاتها

شكرا لك أخي

بوركت

[مصطفى رجوان]

أولا ليس متداركا و ليست تفعيلة فاعلن
بل هو متقارب و التفعيلة هي تفعيلة فعولن
أربكتك زيادة سبب خفيف /0 عند بداية كل سطر
هذا ليس من عند نفسي و لكنه سنة سار عليها كثير من الشعراء الحديثين مثل محمود درويش فلو قرأت مثلا ديوان أحد عشر كوكبا له لوجدت هذا فعلا و كثيرا.
و اخترت لك هذا المقطع من الديوان المذكور لدرويش لتري أن هذا وظف من قبل عند درويش و أن التفعيلة تفعيلة المتقارب.
يقول محمود درويش:

لَمْ أَكُنْ عَابِراً في كَلامِ المُغَنّين ... كُنْتُ كَلامَ
المُغَنّينَ ، صُلْحَ أَثينا وَفارِسَ ، شَرْقاً يُعانِقُ غَرْباً
في الرَّحيلِ إلى جَوْهَرٍ واحِدٍ . عانِقيني لأُولَدَ ثانِيةً
مِنْ سُيوفٍ دِمَشْقِيَّةِ في الدَّكاكينِ . لَمْ يَبْقَ منّي
غَيْرُ دِرْعي الْقَديمَةِ ، سَرْجِ حِصاني الْمُذَهَّبِ . لَمْ يَبْقَ مِنّي
غَيْرُ مَخْطوطةٍ لاِبْنِ رُشْدٍ ، وَطَوْقِ الْحَمامَةِ ، والتَّرْجَمات

و لعلك لاحظت أنه لا يمكن أن يكون متداركا و لكنه المتقارب مع زيادة سبب خفيف عند كل بداية سطر.
تحياتي و ودي

[يوسف الصالحي]

جميلة هذه القصيدة من حيث الصور والتعابير
إلا أنه لا بد أن يستوقف القارئ جرسها
واسمح لي أيها الشاعر الجميل أن أشارك في هذا النقاش بعد إذنك
فالملاحظة التي انتبهت لها نداء غريب صبري هي ملا حظة في محلها
وربما قد وقع لك لبس في قصيدة محمود درويش التي استشهدت بها
فمحمود درويش هنا لا يظيف أي سبب خفيف في بداية أسطر القصيدة
بل إن أسطر قصيدته لا تنتهي حيث اعتقدت
فالسطر الأول في القصيدة ينتهي بجملة "..،شرقا يعانق غربا" وهو هنا يظيف سببا خفيفا في نهاية السطر لفاعلن
والسطر الثاني ينتهي بجملة "الدكاكين. لم يبق مني" وهو كذلك يظيف سببا خفيفا في نهاية السطر لفاعلن
وهكذا مع السطر الثالث الذي ينتهي بـ "المذهب. لم يبق مني"
والسطر الرابع والأخير الذي ينتهي ب كلمة "والترجمات"
ودمت في ألق

[مصطفى رجوان]

نأخذ مثلا أخي الكريم هذين السطرين:

مِنْ سُيوفٍ دِمَشْقِيَّةِ في الدَّكاكينِ . لَمْ يَبْقَ منّي
غَيْرُ دِرْعي الْقَديمَةِ ، سَرْجِ حِصاني الْمُذَهَّبِ . لَمْ يَبْقَ مِنّي

و لنفرض أنه متدارك،و لنفرض أن القصيدة مدورة،سينقصك دون شك سبب خفيف و انظر مليا في الأمر.
و أتمنى أنني أول من جرب هذا،على أنه شائع بين شعراء حديثين.
و من يشكك في الجرس الموسيقي باتخاذ المصطلح جزافا ليس على أرضية صلبة.فالقصيدة كما ترى فالقصيدة مقيدة بقيود تحررها،و بنيتها الموسيقية محكمة و متجددة.مثل التسويفات التي أشار إليها الأستاذ جلال طه الجميلي،و القافية الموحدة بين المقاطع في البيتين الأول و الرابع،و القافية المنوعة في البيتين الثاني و الثالث من كل مقطع،زيادة على تساوي التفعيلات في كل سطر......
و أنت تقول لي زاد سببا خفيفا في نهاية المتدارك و هو نفس الشيء إذا قلنا بزيادته في أول السطر إلا أه سيكون متقاربا،و الأمر يتشابه لأن المتدارك هو عكس المتقارب.
أشكرك أخي الكريم على المشاركة ــ تحياتي

[فاتن دراوشة]

نقاش رائعٌ حول القصيدة شدّني

أرفعها لينال هذا النّقاش حقّه

وليت الأساتذة يُدلون بدلوهم فيه

مودّتي

[مصطفى رجوان]

نقاش رائعٌ حول القصيدة شدّني

أرفعها لينال هذا النّقاش حقّه

وليت الأساتذة يُدلون بدلوهم فيه

مودّتي


شكرا أختي الكريمة
تحياتي