تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الــــخــــروج مـــــــن الـــجــســد !!!



جبر البعداني
06-06-2013, 12:23 PM
الــــخــــروج مـــــــن الـــجــســد !!!
شـــــعــــر / جــــبــــر الــبــعــدانــي

رئــتـانِ مـــن نـــارٍ وقــلـبٌ مــن بَــردْ
الآن أخـــرجُ بـالـيـقين مـــن الـجـسـدْ

بـيَـدي مـفـاتيحُ الـعـروجِ وفــي دمـي
تــعــويـذةٌ كـلِـمـاتُـهـا: أحـــــدٌ أحــــدْ

قـلـبٌ أمــامَ الـعـرشِ يـضْرعُ / كـلّما
مــــرّوا بــذكــر اللهِ مـقـتـربـاً ســجـدْ

عــيــنٌ بــكـفّ الـغـيـبِ تــقـرأُ سَــرّهـا
وعــدٌ إذا اقْـتـربتْ مــن الـسـرِّ ابْـتعدْ

روحٌ تـصـفّـحـتِ الـجـنـانَ وأبــصـرتْ
فـي الـلوحِ موعدُها فنادتْ :يا صمدْ

صـوفـيّـةُ الــكـونِ الـفـسـيحِ تـشـكّـلتْ
مـــن سُـبْـحـةٍ حـبّـاتـها : مــددٌ مــددْ

كــيـنـونـة الأشــيــاء ســــرٌّ غــامــضٌ
كــالـروحِ مـــا خـــصّ الإلٰهُ بــهِ أحــدْ

فـــولادتــي حـــــلٌ لــلــغـزِ بــدايــتـي
ونـهـايـتـي كــشــفٌ لأحـجـيـةِ الأبـــدْ

وأنـــا الـمُـعـلّقُ فـــي حــبـالِ مـشـيـئةٍ
بـــيــن الــبــدايـةِ والـنـهـايـةِ كــالأمــدْ

الـــمـــوتُ تـــذكِــرةُ الــعــبـورِ لــعــالـمٍ
لا يـعـرفُ الـحـقدَ الـمقيتَ ولا الـحسدْ

هو أصدقُ الأصحابِ ما قيلَ اشتكى
ضـيـقـاً ولا عـــرفَ الـمـلامَ ولا جـحـدْ

مـــــذ عُـــلِّــمَ الأســـمــاء آدمُ كــلّــهـا
واللهُ مــحــتـفـظٌ بـــأخـــرى لا تُـــعــدْ

وحـفـظتُ عـن سِـفْر الـوجودِ مـقاطعاً
لـلـغـيـبِ أقــرأُهــا فـيـحـفظُ مـــا وردْ

كــــلُّ الـقـصـائـدِ خــائـنـاتٌ لــلـهـوى
وقـــدرنَ أن يـحـلـفنَ - زورًا- بـالـبلدْ

مـــــاودّع الـــولــدُ الـــبــلادَ وأهــلَـهـا
إلّا لـيُـقـسم َ -بــعـد ذٰلـــكَ - بـالـولـدْ

خسِئوا ؛ وهل ظنوا القصائدَ والرّؤى
هـبطتْ إليه منَ السماءِ وما صعدْ ؟!

خــانــوا الــنّـبـيّ وصــدّقـوا بـخـبـيثةٍ
بــاعـت قـلادتَـهـا بـحـبـلٍ مـــن مـسـدْ

ســــرُّ الــعـبـادةِ أن يـكـاشـفَ عــابـدٌ
كـنـهَ الـعـقيدةِ ثــمّ يـعـرفَ مَــن عـبـدْ

والآنَ أخـــرجُ مـــن يـقـينِ جـوارحـي
روحـاً تـفتّشُ فـي الـحقيقةِ عـن رَشَدْ

والـــروحُ كـنـهُ الـغـيبِ حـيـنَ حـمـلتُها
جـسداً طويتُ السرَّ فانكشفَ الجسدْ

براءة الجودي
06-06-2013, 05:26 PM
رئــتـانِ مـــن نـــارٍ وقــلـبٌ مــن بَــردْ
الشهيق , الزفير , التنهدات , الآه , غالبًا تخرجُ بدرجات حرارية تختلف مدى حرارتها من إنسانٍ لآخر , ونادرًا ماإن يكون الخارج من الرئتين أقربُ للبرودة
أمَّا القلب قد يكون صيفًا وقد يكونُ شتاءً خصوصا في حالةٍ أشبه بالموت والتبلُّد الحسي .


بـيَـدي مـفـاتيحُ الـعـروجِ وفــي دمـي
تــعــويـذةٌ كـلِـمـاتُـهـا: أحـــــدٌ أحــــدْ

قـلـبٌ أمــامَ الـعـرشِ يـضْرعُ / كـلّما
مــــرّوا بــذكــر اللهِ مـقـتـربـاً ســجـدْ
ونعم بهذه التعويذة التي صدح بها صوتُ بلال حينما عذبه المشركين من قريش : أحدٌ أحدُ
هذه الروح المؤمنة الطاهرة التي تصعدُ للسماء وتسجدُ عند عرش المولى جلَّ شأنه مثلما كانت تذكره في سرها وعلانيتها وتطيعه في دار الفناء


عــيــنٌ بــكـفّ الـغـيـبِ تــقـرأُ سَــرّهـا
وعــدٌ إذا اقْـتـربتْ مــن الـسـرِّ ابْـتعدْ

روحٌ تـصـفّـحـتِ الـجـنـانَ وأبــصـرتْ
فـي الـلوحِ موعدُها فنادتْ :يا صمدْ

صـوفـيّـةُ الــكـونِ الـفـسـيحِ تـشـكّـلتْ
مـــن سُـبْـحـةٍ حـبّـاتـها : مــددٌ مــددْ

وهنا حديثٌ عن هذه الروح المؤمنة التي تبقى في جميع أحوالها في السراء والضراء وفي النعيم أو الجحيم تدعو مولاها وتشكره وتتضرع إليه وتشكو إليه وتفرُّ منه إليه وتلجأ له وتطلب المعونة منه
أبياتٌ روحانية تشرح صدر القارئ ياأخي ابدعتَ في نسجها ورسمها .


كــيـنـونـة الأشــيــاء ســــرٌّ غــامــضٌ
كــالـروحِ مـــا خـــصّ الإلٰهُ بــهِ أحــدْ

حينما قرأتها تذكرتُ قول الله تعالى : ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وماأوتيتم من العلم إلا قليلا )


فـــولادتــي حـــــلٌ لــلــغـزِ بــدايــتـي
ونـهـايـتـي كــشــفٌ لأحـجـيـةِ الأبـــدْ

وأنـــا الـمُـعـلّقُ فـــي حــبـالِ مـشـيـئةٍ
بـــيــن الــبــدايـةِ والـنـهـايـةِ كــالأمــدْ

الـــمـــوتُ تـــذكِــرةُ الــعــبـورِ لــعــالـمٍ
لا يـعـرفُ الـحـقدَ الـمقيتَ ولا الـحسدْ


الإنسان منذ ولادته وبداية حياته إلى نهايته حكايةٌ وألغازٌ وشفرات يحلها بنفسه , يتأمّضلُ في نفسه وفي ماحوله فإمَّا الميل للخير وإما الميل للشر
يُخطئ , يُذنب , يحس , يندم , يتأوه , يحزن , يفرح , يغار , يحسد , يسامح , يُطهر قلبه من الأدران
وبعد الموت والبعث تُنقى القلوب من الحقد والبغضاء ويبقون عباد الله إخوانا على سرر متقابلين بعد تصفية جميع الحسابات وأخذ كل ذي حق حقه من ربٍّ عادل منصفٍ حكيم عفو غفور

هو أصدقُ الأصحابِ ما قيلَ اشتكى
ضـيـقـاً ولا عـــرفَ الـمـلامَ ولا جـحـدْ


مـــــذ عُـــلِّــمَ الأســـمــاء آدمُ كــلّــهـا
واللهُ مــحــتـفـظٌ بـــأخـــرى لا تُـــعــدْ

وحـفـظتُ عـن سِـفْر الـوجودِ مـقاطعاً
لـلـغـيـبِ أقــرأُهــا فـيـحـفظُ مـــا وردْ

كــــلُّ الـقـصـائـدِ خــائـنـاتٌ لــلـهـوى
وقـــدرنَ أن يـحـلـفنَ - زورًا- بـالـبلدْ

مـــــاودّع الـــولــدُ الـــبــلادَ وأهــلَـهـا
إلّا لـيُـقـسم َ -بــعـد ذٰلـــكَ - بـالـولـدْ

خسِئوا ؛ وهل ظنوا القصائدَ والرّؤى
هـبطتْ إليه منَ السماءِ وما صعدْ ؟!

خــانــوا الــنّـبـيّ وصــدّقـوا بـخـبـيثةٍ
بــاعـت قـلادتَـهـا بـحـبـلٍ مـــن مـسـدْ
وهذه أبياتٌ وجدانية إيمانية متأثرة بقصص حقيقية ذُكرت في الكتاب والسنة تستحقُّ التأمل والتوقف عندها مرات عديدة


ســــرُّ الــعـبـادةِ أن يـكـاشـفَ عــابـدٌ
كـنـهَ الـعـقيدةِ ثــمّ يـعـرفَ مَــن عـبـدْ
بيت رائع وله صلةٌ قوية عميقة في عقيدة المسلم
فكيف يعبد الإنسان إلهه حق العبادة وعن علم دون اصلٍ راسخ وعلمٍ في العقيدة , من دون ذلك ستبقى عبادة عن جهل تتخللها أخطاء في الغالب


والآنَ أخـــرجُ مـــن يـقـينِ جـوارحـي
روحـاً تـفتّشُ فـي الـحقيقةِ عـن رَشَدْ

والـــروحُ كـنـهُ الـغـيبِ حـيـنَ حـمـلتُها
جـسداً طويتُ السرَّ فانكشفَ الجسدْ

أسأل الله أن يثبتنا على الإيمان ويُحسن خاتمتنا , قصيدة تستحق الاحترام والتقدير
اهنيك عليها أخي جبر
تحياتي

جلال طه الجميلي
06-06-2013, 06:57 PM
رائعة أخرى من روائعك أيها الشاعر الذي يكاد
يملأ الدنيا ويشغل الناس -
همسة - واللهُ -(محتفظٌ ) بأخرى لا تعد-أتحفظُ على محتفظ هذه
فهي مما لايقال في حق الذات الالهية- ربما تصلح-والله يعلم أخريات لا تعد
دمت متألقا

د. سمير العمري
07-06-2013, 12:29 AM
قصيدة صيغت من عسجد الكلم ولغة تحلق باعتناق وانعتاق!

لا ريب أنك شاعر مبهر مدهش وقدراتك تتجلى ساطعة معجبة!

وإني هنا أنتصر للشعر الجميل وللأداء المتفرد ولكن في النفس بعض شيء من بعض ما ورد مما يتعلق بالمعاني والمرامي!

للتثبيت.

ولا فض فوك!

تقديري

فاتن دراوشة
07-06-2013, 07:31 AM
وقفة ولا أروع يخرج منها الرّوح من غلالة الجسد للتأمّل في آيات الله العظيمة فيما خلق في كونه

ليتنا نستطيع الخروج من غلالة الطّين لتنكشف لنا الأمور خارج نطاق الطّباع البشريّة

لكنّنا تقيّدنا بها ما دمنا على قيد الحياة، وحين تنطلق الرّوح محلّقة بعيدا عنها تبدأ مرحلة الموت وانتظار الحساب

لن يفيدنا تأمّلنا عندها لأنّنا نكون قد بدأنا مرحلة الجساب.

كم تبهرني صورك المنسوجة من حرير الفكر مبدعنا

دام الإبداع رفيقك وابنك البّار

مودّتي

ناديه محمد الجابي
07-06-2013, 10:18 AM
همت مع معاني قصيدتك القوية التي تعبر الحب الآلهي والأخلاص والتأمل
وقد عبرت بكلمات صادقة وروح تواقة إلى الإنطلاق إلى بارئها
لقد تمتعت بالأبحار في بديع صور قصيدتك
دمت ودام عزف الأنامل الذي ينعش الروح
ملحوظة: ذكرتني قصيدتك بومضة لي أسمها
(إنطلاق) .. ولكن كل عبر بطريقته.
تحياتي وتقديري.

https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=65915

ماجد الغامدي
08-06-2013, 02:29 PM
رئــتـانِ مـــن نـــارٍ وقــلـبٌ مــن بَــردْ
الآن أخـــرجُ بـالـيـقين مـــن الـجـسـدْ

بـيَـدي مـفـاتيحُ الـعـروجِ وفــي دمـي
تــعــويـذةٌ كـلِـمـاتُـهـا: أحـــــدٌ أحــــدْ

قـلـبٌ أمــامَ الـعـرشِ يـضْرعُ / كـلّما
مــــرّوا بــذكــر اللهِ مـقـتـربـاً ســجـدْ


الله الله الله

أي شاعرٍ أنت تفرد بأسلوبه وتميز بتفرده وطاف عوالم عبقر فأبهر أنسها وجنها :)

الكثير من الإبداع الذي يستحق التوقف والتأمل وقد يطول الوقوف فلا تزدادٌ إلا دهشةً وإعجابا وكما يقول أبو نواس رحمه الله

يزيدُك وجهها حُسناً
إذا ما زدتهُ نظرا

عند التدقيق في بعض الكلمات والمعاني تجدها منتقاه بعيده عن سوء الأدب مع الذات الإلهية

ربما لأن بعض الألفاظ نقرأها للمرة الأولى في هذها السياق تضطرنا للتوقف ولكن باستقراء المعاني أجدها جميلة ورائعة فضلاً عن كونها مقبولة

كلمة محتفظ ربما أكثر ما يستدعي التوقف ولكن في الحديث (.. بكل إسمٍ هو لك أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك..) والإحتفاظ يشمل الإستئثار وعلى هذا يجري علم الغيب والأقدار والآجال

أحييك يا صاحبي وأبثك إعجابي ومحبتي وسروري

ياسين عبدالعزيزسيف
08-06-2013, 09:10 PM
رئــتـانِ مـــن نـــارٍ وقــلـبٌ مــن بَــردْ
الآن أخـــرجُ بـالـيـقين مـــن الـجـسـدْ

بـيَـدي مـفـاتيحُ الـعـروجِ وفــي دمـي
تــعــويـذةٌ كـلِـمـاتُـهـا: أحـــــدٌ أحــــدْ



الله الله الله ما أروعك من شاعر متفرد امتلك ناصية الحرف والإبداع
أتوقف هنا عند هاتين البيتين - والنص كله للاقتباس- عروجا إلى عالم الروح،
وحدائق الدهشة والجمال

محبتي لك وتقديري

صبري الصبري
13-06-2013, 09:37 PM
دالية بديعة اخي جبر
طاب شدوك الجميل
تحياتي
وتقديري

ربيحة الرفاعي
24-08-2013, 02:57 PM
لله أنت شاعرا ينسج الحرف من شعاع الفكر خيوطا محبوكة على نول الجمال
بسبك مدهش وأسلوب متفرد في ديباجته تنثال حروفك سحرا


لا فض الله فاك

دمت بألق

تحاياي