المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هو وحرفه حكاية شفرة فلنكتشفه معًا ! مع الأديب الفرحان بو عزة



براءة الجودي
10-06-2013, 08:39 AM
http://im31.gulfup.com/LwLEe.gif

أعزائي وعزيزاتي ..
أما ترون موجات إبداعه القادمة في كل حين على وشك إغراقنا ؟ فنسبح في عَرَضِ قصصه , وتحوم حولنا دلافين الدهشة , ونحن نتابعُ بشغف تراقص حورياتِ كلماته الجميلة ومعانيه الأنيقة
يحملها بساط الصفحاتِ فيضعها عند شُرُفات القراء كهدية من أطباق أصداف اللغة والبلاغة الفاخرة .
إنه وحرفه حكايةُ شفرةٍ , يستمتعُ القارئ في حلِّ أحجياتها ليُبْهَرَ عند فكِّها بسطوع نور الفائدة وكنوز المعرفة والثقافة !


ضيفنا اليوم ..
هو من الثمر الطيب المذاق , فيه نُبْلٌ وعطاء , نقيُّ السريرة , يُقبل برزانة المعلم , وهدوء الأريب , وتغاضي الحليم , وخبرة الحكيم , هو " زهوةٌ في تواضعٍ وإباءٍ في خشوعٍ , ورقَّةٍ في عنادِ "
فأهلا بكلِّ كاتبٍ مسلمٍ عربيِّ حرِّ أبي في أرض الواحة الطاهرة .

http://im35.gulfup.com/Dmf7h.gif

ضيفنا ياأحبتي ..
من مواليد إقليم مدينة تــــاونات ، قاطن بمدينة مكناس ..
يعمل أستاذا في التعليم الثانوي/ متدرج في الأسلاك الثلاثة / ابتدائي / إعدادي/ ثانوي تأهيلي , والاشتغال في الإدارة التربوية , والآن يعمل في ثانوية تأهيلية خصوصية ..
ــــ حاصل على الإجازة في الأدب العربي / جامعة / كلية مدينة فاس /
ــــ دبلوم التخرج من المدرسة العليا للأساتذة / مدينة مكناس .. شعبة اللغة العربية ..
البحـوث المنجزة :
ـــ الخصائص الفنية في سورة القصص تحت إشراف الأستاذ عبد العلي حجيج كلية مدينة فاس .
ـــ الفضاء الروائي في رواية الإعصار والمئذنة لعماد الدين خليل / تحت إشراف الدكتور محمد عفط / المدرسة العليا للأساتذة مدينة مكناس .
ـــ بحث منشور في جريدة الأحداث المغربية / العرس المغربي البدوي بين الرمزية والواقع ..
ـــ المسرح المدرسي في المؤسسات الثانوية التأهيلية تحت إشراف المندوب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية / القندوسي محمد .
ــــ تأليف وإخراج لــثلاث مسرحيات / اللعبة التاريخية / الوطن والذئاب / حصار الزمن / شارك بالأولى بدار الشباب / مدينة الخميسات / شارك بالثانية في المهرجان الثقاقي بمدينة / مكناس /
ـــ منشط ورشات داخل المؤسسات التعليمية والجمعيات لتدريب الناشئة على كيفية كتابة القصة القصيرة بمكناس.
قاص من المغرب
أصدر مجموعة قصصية سنة 2006 تحت عنوان : الأرقام الضائعة ..
وأخرى سنة 2012 تحت عنوان : عندما تتعرى الأيام من أوراقها ..
ــــ لمن تلك الهواجس / مجموعة قصصية تحت الطبع ..
ــــ نشر عدة قصص في مجلة البيان ـ مجلة الراوي ـ مجلة الوعي الإسلامي ـ مجلة مواسم .. مقالات تربوية وأدبية في جرائد مغربية مختلفة ..
ــــ فاز بجائزة الدكتور نبيل طعمة سنة 2008 سوريا الشقيقة .. / مجموعة قصصية / عندما يرتجف الزمن /
ــــ فاعل في المنتديات الأدبية والملتقيات الثقافية ..

http://im35.gulfup.com/Dmf7h.gif


إنه الأديب والقاص المميز الأستاذ ..


http://im36.gulfup.com/FybCn.gif الفرحــــــان بو عزة http://im36.gulfup.com/FybCn.gif

فهيَّا بنا نرحِّبُ به وبشعب المغرب ونقول :

http://im41.gulfup.com/WXfmq.gif



أسئلتي ..
متى بدأتَ بالكتابة ؟ ومتأثِّرٌ بمن من الأدباء ؟؟ وهل كان لأحدٍ من أهلك دورٌ في تشجيع هذه الموهبة ؟
هل لديك مهارات أخرى غير الكتابة كالرسم أو النحت أو .. إلخ ؟
كيف تعرَّفتَ على رابطة الواحة الثقافية ؟
هل جرَّبتَ أن تكتب شعرا يوما ما ؟؟

سأكتفي بهذه الأسئلة ولربما أعود في الأيام اللاحقة بأسئلة أخرى إن شاءالله , والمجال مفتوح لجميع الأعضاء للتفاعل والسؤال
تقديري واحترامي للجميع .

http://im42.gulfup.com/EEMlL.gif

مصطفى حمزة
10-06-2013, 10:25 AM
مرحباً بالحبيب الأستاذ فرحان تحت دائرة الضوء
أعانك الله
والشكر الجزيل لصاحبة الذوق الرفيع في انتقائها وتقديمها وإخراجها العزيزة الأستاذة براءة
هذا عبور أولي ، ولي مرور آخر بإذن الله لطرح بعض الأسئلة
تحياتي

الفرحان بوعزة
10-06-2013, 12:36 PM
أختي الفاضلة والمبدعة المتألقة براءة .. كعادتك متألقة في إبداعك وتنظيمك ولباقتك الأدبية وقدرتك المتميزة على إدارة المقابلات والحوارات ..شكراً لك ، تقديري واحترامي .. إخواني المبدعين الكرام ..أخواتي المبدعات .. تحية أخوية وصادقة .. أحبكم كلكم .. شكراً على سماعي والإنصات إلى وشوشتي ..
ــــ لقد كتبت قصصاً قصيرة وأنا في الإعدادى ، أحتفظ بها في قصاصات ورقية ،التقط الحدث ، فيخونني التعبير عنه .. أمزقها ،لأنها لم تكن ترتقي إلى المستوى المطلوب .. شاءت الظروف أن أدرس على أستاذ اللغة العربية ، كان يشجعني على قراءة مواضيع الإنشاء أمام التلاميذ .. ويكتب في رأس الورقة باللون الأحمر : أسلوب جيد وطريقة تناول الموضوع لا بأس بها تابع عملك ..
ولكن أختي الفاضلة براءة دعيني أثرثر وأفتح قوسين ..
فرغم تشجيع وتوجيه أستاذ اللغة العربية ، ارتأى مجلس الأساتذة ـــ أغلبهم كانوا من الفرنسيين أن أتوجه إلى شعبة العلوم / علوم تجريبية / لتفوقي في الرياضيات ، قضيت فيها سنتين ، لم أتمم الدراسة ..
تخرجت معلماً أدرس اللغة الفرنسية ، وبعدها أستاذ اللغة العربية في الثانوية التأهيلية ..
والواقع أن الكتابة الفعلية بدأت عندما كتبت قصة طويلة جداً مستوحاة من واقع عايشته ، لما كنت أعيش مع أسرة بمدينة فاس ، كان لهم ابن واحد ، ذات صباح ، صارحتني المرأة التي كنت أناديها : امرأة خالي .. وقالت : لا زالت أم هذا الولد على قيد الحياة .. وما هي إلا أيام حتى انفجر الولد يطالب بالتعرف على أمه .. كان ذلك حوالي 1974 .. وفي سنة 1975 كتبت القصة ، وهي الآن بخط يدي في أوراق بالية تأكلت من أطرافها .. عنوانها : طفل يبحث عن أمه .. لم تنشر بعد ..
ــــ أول ما قرأت من القصص ، قصص المنفلوطي ..أعجبت بأسلوبه وطريقة تناول الأحداث بطريقة درامية .. وخاصة ـــ العبرات ـــ كما قرأت للكاتبة سميرة بنت الجزيرة / وادي الدموع / وتمضي الأيام / الفضيلة ـــ النظرات تمنيت لو سمح لي الوقت أن أقرأ هذه القصص من جديد .. كما قرأت بعض قصص تيمور والعقاد وطه حسين ، وبعدها كنت أدرس ضمن مادة المؤلفات المقررة في أقسام الباكالوريا روايات متعددة /بداية ونهاية / زقاق المدق / الثلاثية / لنجيب محفوظ .. و/ أوراق / لعبد الله العروي / ورواية / الريح الشتوية / لمبارك ربيع ...
نعم ، قد كان لأخي الكبير في توجيهي لأنه كان يدرس آنذاك بجامعة القرويين بفـــــاس ولكن ليس بالأثر الكبير ..
ـــ بالنسبة للمهارات الأخرى : خربشات في الرسم لا ترقى إلى المستوى المطلوب .. والكتابة بالخط العربي على الورق والثوب والجدران ...
ــــ من عادتي أتجول في البحث عن منتديات جادة وهادفة ، بالصدفة عثرت على هذا المنتدى الطيب .. فكانت أول مشاركة فيه : قصة :انتظار ..على ما أعتقد .. وأنا سعيد بالانضمام لمنتدى رابطة الواحة الثقافية ..
ــــ حفظت الكثير من شعر المعلقات والبعض من شعر المتنبي وأبي تمام وأبي نواس وغيرهم .. جربت قول الشعر لكني لم أفلح ..
معذرة ،إن أطلت وركزت على جوانب من حياتي ، ولكني أعتقد ما من أحد وإلا عنده جوانب مر بها في حياته وطفولته ساهمت في تشكيله وتكوينه دون أن يلمس ذلك عن قرب .. حتى صار مبدعاً بسيطاً أو مبدعاً كبيراً ..
تحياتي وتقديري ..

مصطفى حمزة
10-06-2013, 07:27 PM
أخي الحبيب الفرحان
أسعد الله مساءك
لا شك أن الأدباء العرب في المغرب عامة يُعانون من أثر الفرنسة تكويناً فكرياً ، وتعبيراً عربياً . ما مدى تأثير الفرنسة عليك فكراً ولغةً ؟

نداء غريب صبري
11-06-2013, 07:32 AM
هذا مروري الأولي السريع للترحيب بأخي القاص الكبير الأستاذ الفرحان بوعزة

وسأعود بأسئلتي

شكرا لأختي الحبيبة براءة الجودي التي تعرف كيف تختار ضيفها وكيف تقدمه

بوركتما

الفرحان بوعزة
11-06-2013, 03:05 PM
أخي الحبيب الفرحان
أسعد الله مساءك
لا شك أن الأدباء العرب في المغرب عامة يُعانون من أثر الفرنسة تكويناً فكرياً ، وتعبيراً عربياً . ما مدى تأثير الفرنسة عليك فكراً ولغةً ؟

أخي العزيز مصطفى ..تحية طيبة ..
فعلا أخي مصطفى ، ما زال أثر اللغة الفرنسية حاضراً وبشكل قوي في مناهجنا الدراسية ومقرراتنا التعليمية ،في أوائل الاستقلال كانت جميع المواد تدرس باللغة الفرنسية ، بعدها جاءت مرحلة صراع حقيقي بين البنية المعربة والبنية الفرانكونية التي تحتل الإدارة بكل أشكالها والتعليم بنوعيه : العام والخاص .. فلجأ القائمون على الشأن التربوي بتدريس جميع المواد باللغة العربية في الابتدائي والثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي .. لكن المشكلة عندما يلج الجامعة يدرس الطالب جميع المواد باللغة الفرنسية .. ففرنسا كانت كدولة محتلة دعمت البنية الفرانكونية قبل أن تخرج من البلاد ، فمن لا يعرف اللغة الفرنسية هو متأخر ،يحس بالتهميش والإهمال ..وقد عبر عن هذا الكاتب والروائي كاتب ياسين حين قال : إن الفرنسية في الجزائر هي غنيمة حرب .. والمغرب لا يبتعد عن هذه الفرضية ..
ـــ استفدت كثيراً من اللغة الفرنسية ، وساعدتني على قراءة شعر بودلير ورامبو وبول إليوار وغيرهم .. تعجبني لغتهم وطريقة التعبير في شعرهم ..وكيف ينظرون إلى الحياة .. والغريب لا زلت أحفظ شيئاً من شعر فكتور هيجو ، لكن لم أصل إلى إنتاج إبداعات متوازية مع ما أنتجه باللغة العربية .. وما أحرص عليه هو عدم مزج الحديث باللغتين ..هناك من يتباهى في حديثة لما يأتي بكلمة عربية وعدة كلمات بالفرنسية .. وما لاحظته هو تدني مستوى اللغة الفرنسية واللغة العربية أكثر بين التلاميذ والطلاب في المدارس والجامعات .. ..
محبتي وتقديري أخي مصطفى ..
الفرحان بوعزة

عبد السلام دغمش
11-06-2013, 11:14 PM
فرصة طيبة أتاحتها لنا الأخت المبدعة براءة نتعرف من خلالها أكثر على الأديب والقاص الكبيــر الأستاذ الفرحان بو عزة.
وأسئلتي للأستاذ الفرحان : كيف تقيم مستوى القصة القصيرة حاليا ..هل هي في تقدم ام في تراجع؟
ومن برأيك أفضل من كتب القصة القصيرة في عصرنا - أقصد ككتاب عرب.؟
وسؤالي الأخير:هل لديك اقتراحات بشأن النهوض بمنتدى القصة القصيرة في واحتنا الغراء ؟ رأيت في إصدار " خمائل الواحة" خطوة طيبة جدا ...لكن هناك من يطرح فكرة إنشاء مسابقة للقصة القصيرة - أسوةً بالشعر- وأظنه الأستاذ ياسر ميمو . فمــأ رأيكم ؟

وافر تحياتي.

براءة الجودي
12-06-2013, 05:33 AM
علام أرَ تفاعل الأعضاء قليلا , ولم يعطوا هذا الضيف وحجم قلمه الكبير حقه !
أتمنى أن يكون مجرد انشغال من إخوتنا وعودة لإكرام الضيف الذي تعودناه منهم

عبد السلام دغمش
12-06-2013, 07:34 AM
علام أرَ تفاعل الأعضاء قليلا , ولم يعطوا هذا الضيف وحجم قلمه الكبير حقه !
أتمنى أن يكون مجرد انشغال من إخوتنا وعودة لإكرام الضيف الذي تعودناه منهم

الأخــت براءة

نرجو الإشارة الى هذا اللقاء على الصفحة الأولى تحت عنوان الواحة إلى جوار إعلانات المسابقة الشعرية و ديوان اليمن مثلما كان اللقاء مع الأديب خليل حلاوجي لينتبه له الأخوة الأعضاء.
بورك فيكــم أختنا الكريمة على الجهد المتواصل.

براءة الجودي
12-06-2013, 12:32 PM
الأخــت براءة

نرجو الإشارة الى هذا اللقاء على الصفحة الأولى تحت عنوان الواحة إلى جوار إعلانات المسابقة الشعرية و ديوان اليمن مثلما كان اللقاء مع الأديب خليل حلاوجي لينتبه له الأخوة الأعضاء.
بورك فيكــم أختنا الكريمة على الجهد المتواصل.


نعم قد فعلتُ ذلك من البارحة وأتمنى أن تنتبه الإدارة لذلك فقد نبهتهم على الأمر
شكرا على حرصك أخي الكريم
تقديري

الفرحان بوعزة
12-06-2013, 03:03 PM
فرصة طيبة أتاحتها لنا الأخت المبدعة براءة نتعرف من خلالها أكثر على الأديب والقاص الكبيــر الأستاذ الفرحان بو عزة.
وأسئلتي للأستاذ الفرحان : كيف تقيم مستوى القصة القصيرة حاليا ..هل هي في تقدم ام في تراجع؟
ومن برأيك أفضل من كتب القصة القصيرة في عصرنا - أقصد ككتاب عرب.؟
وسؤالي الأخير:هل لديك اقتراحات بشأن النهوض بمنتدى القصة القصيرة في واحتنا الغراء ؟ رأيت في إصدار " خمائل الواحة" خطوة طيبة جدا ...لكن هناك من يطرح فكرة إنشاء مسابقة للقصة القصيرة - أسوةً بالشعر- وأظنه الأستاذ ياسر ميمو . فمــأ رأيكم ؟
وافر تحياتي.

أخي المبدع المتألق .. عبد السلام دغمش ..تحية طيبة ..
شكراً على اهتمامك وأسئلتك القيمة ..
منذ أوائل القرن الماضي أصبحت القصة القصيرة فناً أدبياً له أصوله وقواعده وعناصره الفنية ، فتوافر الإنتاج وتكاثر .. وأبدع فيه الكتاب إبداعات جميلة وجيدة .. كل حسب موهبته وبراعته ونظرته للعالم الذي يعيش فيه .. لكن طرأ تغيير في التقنية القصصية ، فتجدد الأسلوب وتعددت طرق الأداء ، وتجاوزت التقنية القصصية التقليدية ، فتحطمت الأقانيم الثلاثة للقصة القصيرة / البداية / العقدة / النهاية /.. لأسباب عديدة منها : تغيرات وتحولات البنية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي طرأت على الواقع والمحيط ..
فهناك من يرى أن القصة القصيرة قد تتراجع وتتضاءل مستقبلا ،وربما تفقد مكانتها الأدبية والفنية في ظل بروز ما يسمى / القصة القصيرة جداً / فقد برز كتاب يهربون من الالتزام بضوابط القصة القصيرة ، فلجأوا إلى التكثيف الشديد مما أخل بتركيبة القصة القصيرة عبر اختزال يغيب الإمتاع القصصي ..
فبرزت آراء متباينة بين النقاد تجاه هذا النتاج الأدبي الجديد /القصة القصيرة جدا/ الذي تهافت عليه كتاب اجتهدوا وجندوا طاقاتهم الفكرية والفنية في ضبط الملامح الكبرى للقصة القصيرة جداً .. على خلفية أن القصة القصيرة التقليدية تقيد المبدع ، وتحد من طاقته الفكرية ،مع إلزامه بالمحافظة على ضوابطها المعروفة التي لا تتماشى مع روح العصر وتحولاته .. ومن تم تكون القصة القصيرة جداً هي النمط الأدبي القادر على تجزيء الواقع وتقطيعه إلى مشاهد تتماشى مع المعيش اليومي ..
ويرى معارضون أن وجود القصة القصيرة جداً إنما هو تعويض عن الفشل في كتابة القصة التقليدية .. وحذروا منه واعتبروه دخيلا مشوشاً على الفنون الأدبية السردية لأنه يخلخل القواعد الفنية للرواية للقصة والرواية ..
من خلال هذا التوضيح ، لا يمكن أن نحكم على أن القصة القصيرة التقليدية هي في تراجع ،فرغم موجة الجنس الأدبي الجديد المزاحم لها ،والذي تهافت عليه الكتاب الجدد ، والبعض منه جاد وجيد ، والبعض منه لا يرقى إلى المستوى المطلوب، فإنه لا يبتعد عن وجود قواسم مشتركة بين القصة القصيرة التقليدية والقصة القصيرة جداً ..إنه نوع من التعبير يجب أن نقبل به على أساس ضوابط محددة ..
ستبقى القصة القصيرة التقليدية تحتل مكانتها الأدبية ، والقصة القصيرة جداً تولدت من رحمها ،ولا تختلف عن الأقصوصة رغم اختلافها في التسمية .. فرغم أن النقاد تحدثوا عن الطول والقصر بالنسبة للقصة القصيرة التقليدية ، فإنه يبقى مشكلا بارزاً يمكن إعادة النظر فيه ، خاصة في العصر الحالي : عصر السرعة ..
ـــــــ لا يمكن أن نجزم في أفضلية كاتب عن كاتب ، فلكل كاتب مميزاته ،أما مصطلح الجودة فهو لا يعطينا تقييما سليماً .. يقول عز الدين إسماعيل :
فالأديب يكتب لجماعة ما ، يريد أن يؤثر فيها ، وأن يكسب رضاهم ، ووسيلته إلى هذا التأثير أن يحدثهم فيما يعنيهم ..فالأديب العظيم يستطيع أن يؤثر في مجتمعه دون أن يخضع لإرادة هذا المجتمع ..
ــــــ للنهوض بمنتدى القصة القصيرة في واحتنا الغراء في نظري يجب :
* الابتعاد عن المجاملات ، والتعليق على النص يكون جاداً وفاعلا ، على الأقل ننطلق من : ماذا يقول النص ..؟ وكيف يقول النص ..؟ وكل القراء في المنتدى قادرين على ذلك نظراً لتوفر دراسات عديدة عربية وغربية ..
*استقطاب نقاد متخصصين لتقييم العمل الأدبي ولو بدون ذكر أسمائهم لكي لا تثير حزازات ممكنة .. فكم من كاتب انسحب من المنتدى لأن نصه لم يجد من يرفع من شأنه الأدبي ..
* على أعضاء المنتدى ـــ وأنا من بينهم ـــ أن يتعلموا تقبل النقد البناء بصدر رحب .. حتى يتسنى لهم أن يعدلوا نصوصهم قبل طبعها ..وقد استفدت منه كثيراً .. فشعاري هو: من ينقدني يحبني ..
ــــ إحداث مسابقة في القصة بنوعيها : القصة القصيرة والقصيرة جداً يتطلب مجهوداً جباراً من إدارة المنتدى في كيفية اختيار لجنة متخصصة للدراسة والفرز والتعليق على كل نص سردي سواء كان جيداً أو رديئاً بالتنصيص على مواطن الضعف والقوة في العمل الأدبي ... فكرة جيدة إذا كان الهدف هو الرقي بالفن القصصي ..
شكراً لك أخي عبد السلام دغمش على اهتمامك النبيل وأتمنى أن أكون في مستوى الرد والإجابة ..
تقديري واحترامي .. الفرحان بوعزة ..

بهجت عبدالغني
14-06-2013, 10:01 AM
اقتناص رائع كعادتك أيتها المبدعة براءة
وجميل أن نقرأ تجربة قلم مبدع كقلم الأستاذ العزيز الفرحان بوعزة
وها نحن نقف على شاطئ بحره الممتد العميق ، نحاول أن نمسك ببعض الدرر ونحن نتجول في قواربنا الصغيرة المتواضعة في خضم هذا الإبداع والتألق
فلا تغرقنا أيها البحر المبدع !
:001:

شكراً أختي براءة لهذا الاختيار


سؤالي :

ـ في معظم تعليقاتنا على القصص أو الومضات ، لا ترتقي هذه التعليقات إلى حالة نقدية حقيقية ، وقد تغرق في الشكر والمجاملات ، فبرأيك كيف نستطيع أن نرتقي بالمشهد النقدي ؟
ـ قرأت في مقدمة الأخت براءة أنك تكتب المسرحية .. لماذا يعزف الكتاب عن كتابتها ، ويلجأون إلى كتابة الومضات بشكل ملفت للنظر ؟


تحياتي لقلوبكم النقية



ودعائي ..

كريمة سعيد
14-06-2013, 02:45 PM
أهلا وسهلا بالأديب الأريب الفرحان بوعزة
قبل البدء لابد من شكر الرائعة براءة الجودي على هذه الزاوية التي سنلج عبرها إلى الملامح التكوينية لشخصية أخينا الفاضل الفرحان بوعزة والاستفادة من تجربته الإبداعية...
وبما أن الحديث لا يحلو إلا مع الشاي فلك أخي ولضيوفك هذا:

http://up.g4z4.com/uploads/c2cdde6c81.jpg
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSVJaNtz82qTawEuSOum5iLDMIfx1bz8 ZxJeXl6ogKBMM9g1_4n
http://files2.fatakat.com/2013/5/13680879506308.jpg
وإليك هذه الأسئلة االسريعة على أمل العودة لاحقا :
ينزل الكاتب المبدع الفرحان بوعزة من خلال قصصه إلى الشارع ويتقمص شخصياته؛ يقربها إلى المتلقي ويورطه في قضاياها ومشاكلها بكيفية ذكية وجميلة جدا ... فهل يعني هذا إيثارا للاتجاه الواقعي؟
ما الذي يستوقفكم في مسار القصة القصيرة بالمغرب؟ وكيف تنظرون إلى النشر والإعلام الأدبي بالمغرب؟
وشكرا

الفرحان بوعزة
14-06-2013, 07:32 PM
اقتناص رائع كعادتك أيتها المبدعة براءة
وجميل أن نقرأ تجربة قلم مبدع كقلم الأستاذ العزيز الفرحان بوعزة
وها نحن نقف على شاطئ بحره الممتد العميق ، نحاول أن نمسك ببعض الدرر ونحن نتجول في قواربنا الصغيرة المتواضعة في خضم هذا الإبداع والتألق
فلا تغرقنا أيها البحر المبدع !
:001:
شكراً أختي براءة لهذا الاختيار
سؤالي :
ـ في معظم تعليقاتنا على القصص أو الومضات ، لا ترتقي هذه التعليقات إلى حالة نقدية حقيقية ، وقد تغرق في الشكر والمجاملات ، فبرأيك كيف نستطيع أن نرتقي بالمشهد النقدي ؟
ـ قرأت في مقدمة الأخت براءة أنك تكتب المسرحية .. لماذا يعزف الكتاب عن كتابتها ، ويلجأون إلى كتابة الومضات بشكل ملفت للنظر ؟
تحياتي لقلوبكم النقية
ودعائي ..


أخي المبدع المتألق بهجت الرشيد .. تحية طيبة ..
شكراً على اهتمامك النبيل وكلمتك الطيبة ..
ــــ في معظم تعليقاتنا على القصص أو الومضات ، لا ترتقي هذه التعليقات إلى حالة نقدية حقيقية ، وقد تغرق في الشكر والمجاملات ، فبرأيك كيف نستطيع أن نرتقي بالمشهد النقدي ؟
فعلا أخي بهجت ، الملاحظ أن تعليقات الإخوة تبقى في حدود الرضا والاستحسان والمرور السطحي على النصوص .. فما هو مطلوب أن يناقشوا في تعليقاتهم على الأقل / كيف استغل الكاتب الأدوات السردية ، وما هي الطريقة التي صاغ بها نصه ، لماذا لا نركز على الحدث والشخصية ، والحبكة والأسلوب والمفارقة ..
* ليس من المفروض أن نكون نقاداً ،وأنا متأكد أن كل الكتاب والمبدعين يتميزون بالمعرفة والثقافة اللازمة التي تؤهلهم أن يقرأوا كل الإبداعات قراءة جيدة لتبيان مواطن القوة والجودة ،ومواطن الضعف والرداءة .. أقصد القراءة الفعلية الجادة
وفي هذا الصدد يقول سارتر : إن العمل الأدبي خدروف غريب لا يوجد إلا بالحركة ، ولا يبرز للوجود إلا بالقراءة ، بحيث لا يدوم وجوده إلا بدوامها ،وما عدا ذلك فهو مجرد خطوط سوداء على الورق .. /
* فالقراءة أنواع منها : قراءة عارفة وهي قراءة محكمة ومحفزة ، وقراءة مستهلكة تذوقية تنبني على الإعجاب أو عدمه بالعمل الأدبي .. ، وقراءة تماهية / عاطفية تتسم بالتأييد أو الشجب لمواقف الشخصيات .. وقليل منا من له قراءة تحليلية وتركيبية تتصف بالبحث عن العلاقة السببية بين الأحداث من أجل تفسير مواقف الشخصيات دون تأييده أو شجبها ..
*عليا أن نتقبل النقد بصدر رحب ، والنقد هو الوحيد الذي يعمل على الارتقاء بالعمل الأدبي بكل أجناسه ..
ــــ قرأت في مقدمة الأخت براءة أنك تكتب المسرحية .. لماذا يعزف الكتاب عن كتابتها ، ويلجأون إلى كتابة الومضات بشكل ملفت للنظر ؟
فالمسرح كتابة إبداعية تجسد مادياً في كتب مطبوعة بإمكان القارئ التعامل معها مثلما يتعامل مع الأجناس الأدبية الأخرى كالشعر والرواية ، لكن النص المسرحي لا تكتمل إنتاجيته إلا عن طريق عملية إبداعية ثانية تشغل وسائل تعبيرية غير لغوية بالضرورة ، وهذه العملية هي العرض الذي يحتوي على تنوع لغات بصرية وسمعية تجعله أقرب إلى فنون الفرجة .. ولذلك فالمسرح كفن يقوم على ثنائية أساسية هي : نـــص / عرض .. فالأول يجعله قريباً من الأجناس الأدبية الأخرى ، والثاني جزء من المسرح الذي يقوم على الإنجاز والتشخيص ..
وكل مسرحية تقوم على ثلاث دعامات : الحوار / حوار قد يأخذ صورة سؤال وجواب بين شخص وآخر لكنه غير كاف ، المراد هو الحوار الذي ينقلنا إلى الحياة نتمثل فيه زمن الشخوص وأفكارهم وصراعهم مع الحياة .. الصراع / قد يكون بين أشخاص وآخرين أو بين الشخص ونفسه حول مبدإ أو فكرة أو موقف ، والحياة لا تخلو من صراعات يومية سواء كانت فكرية أو ثقافية ومعيشية .. والعنصر الثالث هو/ الحركة / على خشبة المسرح التي ينبغي أن تكون حركة عضوية وذهنية في نفس الوقت ..
* قد يكتب المبدع عشر ومضات في وقت وجيز ، ولكنه لا يستطيع أن ينتج مسرحة كل يوم .. لأن ذلك يتطلب دقة في كيفية كتابة المسرحية وإخراجها وتشخيصها أي تحويل ما هو مكتوب إلى منطوق ..
* إذا لم تعرض المسرحية على الخشبة ، فإنها تفقد هدفها ، فالسمة الأساسية لهذا الفن هو العرض أمام الجمهور ..
* المسرح لا ينمو ولا يتطور إذا لم يلق جمهوراً يتذوق العمل الأدبي .. ولذلك علينا أن نربي أولادنا على تذوق المسرح في المدارس والجامعات فرغم وجود المسرح الجامعي فإنه يعلم تقنية التمثيل ، ويقصي كيفية تعلم إبداع النص وكيفية إخراجه وتشخيصه على خشبة المسرح ..
* كثيراً ما نجد الجمعيات الثقافية تتكلف بإنتاج العديد من المسرحيات ،لكنها لا ترقى إلى المستوى المطلوب ، في الأسبوع الماضي احتضنت مدينة مكناس المهرجان الوطني للمسرح ،وقد تابعت جل المسرحيات تقريباً .. فوجدت الممثل هو كاتب النص وفي نفس الوقت هو المخرج لها .. أصحاب هذه المسرحيات المشخصة في المهرجان لا يتعاملون مع أدباء محترفين ، ولا يركزون على نصوص أدبية . ولا يجتهدون في تحويل رواية ما إلى مسرحية .. مع ضعف الإمكانات المادية والمعنوية لإقامة مهرجانات متعددة .. لأن عرض المسرحية يتطلب إعداداً كبيراً من ديكور وأزياء وتنقلات لعرض المسرحية في فضاءات متعددة ومتسعة وفي أزمنة متباعدة .. مما يطرح عدة عراقيل في تطور المسرح ..
أتمنى أني كنت في مستوى الرد والإجابة ..
محبتي الخالصة .. الفرحان بوعزة ..

كاملة بدارنه
14-06-2013, 09:48 PM
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته أستاذنا وكاتبنا العزيز الأخ الفرحان بو عزّة
أهلا بك وشكرا للأخت الغالية براءة على جهودها ...
لي سؤالان إن سمحت :
1: ما الأهمّ بالنسبة لك في القصّة القصيرة؟ الموضوع، أسلوب العرض والسّرد أم اللّغة؟
2: هل تؤيّد تجنيس الأدب، وما يطلق عليه (الأدب النّسويّ) ؟
تحيّتي

الفرحان بوعزة
15-06-2013, 12:49 AM
أهلا وسهلا بالأديب الأريب الفرحان بوعزة
قبل البدء لابد من شكر الرائعة براءة الجودي على هذه الزاوية التي سنلج عبرها إلى الملامح التكوينية لشخصية أخينا الفاضل الفرحان بوعزة والاستفادة من تجربته الإبداعية...
وبما أن الحديث لا يحلو إلا مع الشاي فلك أخي ولضيوفك هذا:

http://up.g4z4.com/uploads/c2cdde6c81.jpg
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSVJaNtz82qTawEuSOum5iLDMIfx1bz8 ZxJeXl6ogKBMM9g1_4n
http://files2.fatakat.com/2013/5/13680879506308.jpg
وإليك هذه الأسئلة االسريعة على أمل العودة لاحقا :
ينزل الكاتب المبدع الفرحان بوعزة من خلال قصصه إلى الشارع ويتقمص شخصياته؛ يقربها إلى المتلقي ويورطه في قضاياها ومشاكلها بكيفية ذكية وجميلة جدا ... فهل يعني هذا إيثارا للاتجاه الواقعي؟

وشكرا

الأخت المبدعة المتألقة .. كريمة سعيد .. تحية طيبة .. شكراً على اهتمامك وكلمتك الطيبة .. وشكراً للأخت زهرة المنتدى براءة الجودي .. ياله من تشكيل إبداعي في تصفيف أقراص هذه الحلوى في أطباق تغري شهية الرؤية قبل شهية النفس ..
* ما الذي يستوقفكم في مسار القصة القصيرة بالمغرب؟ وكيف تنظرون إلى النشر والإعلام الأدبي بالمغرب؟
أولا يجب أن نتفق أن هناك علاقة تبادلية في التأثير والتأثر بين الأديب ومجتمعه في الإنتاج الأدبي .. فالمثالية والكلاسيكية الأدبية لم تستطع أن تصمد في وجه التغيرات التي اجتاحت أوضاع المجتمع ، لقد تغير طابع الحياة ، وتعددت مظاهرها ، فلم يعد ذلك الأديب الذي يبحث عن عالم مثالي الذي يجرد الحياة من عيوبها ،ويعمل على عرض أحسن الصور للواقع الذي يعيش فيه ، ولم يعد ذلك الأديب الذي يهتم بالطبقة العليا .. إن أديب اليوم لصيق بمجتمعه ، مرتبط بمحيطه ، يلاحظ مظاهر الحياة المتغيرة ، يسجلها ويدونها ، يجالس عامة الناس في كتاباته ، يطلع على أحوالهم ومشاكلهم وأزماتهم ..فقلم الأديب عدسة لا تختلف عن عدسة المصور .. يختار المشهد ، ويدقق في الحدث ، ويقرأ الشخصية من كل الجوانب .. ومن هنا يجب على الأديب أن يتصل بالحياة كما هي ، لا كما يجب ان تكون في مخيلته وفكره .. إنه يصور الحقيقة مع العناية بالصيغة واللغة والصورة .. وأنا لست مع الذي ينقل الواقع كما هو دون أن يدخل عليه لمساته الفكرية والثقافية وتجربته ، فالواقع موجود بدونه .. فالأديب له رسالة تجاه المجتمع وناسه ، وقد عبر عن ذلك نيتشيه : رسالة الكاتب هي الكشف للناس عن الحقيقة بلهجة العصر الذي يعيش فيه ../
لذلك حاولت التنويع في موضوعات قصصي ،وشخوص قصصي هم من الواقع .. وبهذا أعيش معهم وأربط معهم علاقة في الشارع ،في المقهى ، في المنازل .... تارة أعطف عليهم وتارة أقسو عليهم .. فعلا أختي الفاضلة ، إنه الاتجاه الواقعي المجسد بقوة في قصصي .. شكراً على فطنتك وذكائك وتفاعلك مع نصوصي الواقعية .. ..
** ما الذي يستوقفكم في مسار القصة القصيرة بالمغرب ؟ وكيف تنظرون إلى النشر والإعلام الأدبي بالمغرب ؟
ارتبطت القصة القصيرة قبل استقلال المغرب بالواقع المعيش وانعكاسات الاحتلال الأجنبي على المستوى الاجتماعي والثقافي والسياسي .. يقول المبدع هشام حراك / أما المرحلة الثالثة فتتمثل في مرحلة ما بعد الاستقلال ، حيث تميز فن القص في هذه المرحلة بالغنى والثراء نتيجة الاختلاف والتنوع في طرائق اختيار وتناول المواضيع القصصية وفي قوالب بقدر ما اختلفت بقدر ما توحدت في احترام شروط وتقنيات الكتابة القصصية، وهكذا ظهر الاتجاه الرومانسي، والاتجاه الواقعي، مثلما ظهر اتجاه ثالث حاول المزج بين الواقعي والرومانسي على أيدي الكتاب الأوائل : عبد المجيد بن جلون / عبد الخالق الطريس / وعبد الرحمان الفاسي .. وهناك كتاب حملوا مشعل القصة المغربية كأمثال : محمد شكري ، محمد زفزاف ، ادريس الخوري ، أحمد بوزفور .. وغيرهم .. وكل قصصهم تميل إلى الواقعية ..
فعلا أختي المبدعة كريمة ، هناك أقلام من الجيل الجديد من يكتب بفنية وببراعة ،يكتبون ويراكمون ، وما على النقد الحديث إلا أن يواكب إنتاجاتهم .. لقد تسلموا فعلا المشعل وشغلوا الساحة الأدبية ، ففي كل يوم إبداعات جديدة ، وإصدارات في مختلف الأجناس الأدبية .. إني مطمئن للاستمرارية ، على أساس الاهتمام بهذا الجيل والاعتراف ليساهم في الارتقاء الفني للقصة القصيرة والقصة القصيرة جداً ..
هناك، فعلا، أقلام متميزة تنشر الجيد بمختلف الصحف والمجلات ، غير أن هذه الوتيرة سرعان ما تبدأ في التلاشي حين نستحضر الواقع المزري للنشر والنقد بالمغرب،فكثيراً من الكتاب ينشرون إصداراتهم من مالهم الخاص ،أتمنى أن أكون في مستوى الإجابة الدقيقة ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعــزة ..

حارس كامل
15-06-2013, 12:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ المبدع الكبير /الفرحان بوعزة
أولا :أشكر أختنا براءة علي هذه الفرصة الذهبية للولوج في خضم بحر كبير من الأبداع لمبدع كبير هو الفرحان بوعزة.
ثانيا:لي أسئلة أرجو ألا أثقل عليك بها أخي الفرحان:
- هل يمكن أن يمتد دور المنتديات الأدبية التي تضم بينها مبدعين من شتي الأقطار العربية في المقاربة بين الشعوب نفسها؟وكيف ذلك؟
- ما الأثر الذي يمكن أن تفعله القصة القصيرة في معالجة ومواكبة الأحداث المتلاحقة؟
- كيف يمكن لمن يمتلكوا موهبة الأبداع أن يلجوا بإبداعاتهم إلي العالم الخارجي في ظل الأهتمام فقط بالأسماء الكبيرة دون غيرها؟
تحيتي وتقديري

الفرحان بوعزة
15-06-2013, 04:50 PM
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته أستاذنا وكاتبنا العزيز الأخ الفرحان بو عزّة
أهلا بك وشكرا للأخت الغالية براءة على جهودها ...
لي سؤالان إن سمحت :
1: ما الأهمّ بالنسبة لك في القصّة القصيرة؟ الموضوع، أسلوب العرض والسّرد أم اللّغة؟
2: هل تؤيّد تجنيس الأدب، وما يطلق عليه (الأدب النّسويّ) ؟
تحيّتي


الأخت المبدعة المتألقة .. كاملة .. تحية طيبة ..
* ما الأهمّ بالنسبة لك في القصّة القصيرة؟ الموضوع، أسلوب العرض والسّرد أم اللّغة؟
كل العناصر مهمة في القصة القصيرة ، فبناؤها لا يختلف عن بناء عمارة مشكلة من عدة طوابق ، فإذا انهدم طابق ما تهدمت العمارة .. فكل العناصر تكمل بعضها البعض .. والأهم في اعتقادي هي / اللغة / لأن اللغة وعاء للأفكار ، فإذا انثقب الوعاء ضاعت الأفكار وتشتت .. فأهمية الفكرة والموضوع لا تتبلور جيداً للقارئ إلا إذا كانت في وعاء جميل وسليم البنية.. باللغة نصنع الأسلوب الجيد ، ونشكل الصياغة المرنة ، بواسطتها نبني عرضاً جيداً للموضوع .. فكلما كانت اللغة متينة كلما كان السرد شيقاً ينساب كماء رقراق في نفسية وفكر القارئ ..
* هل تؤيّد تجنيس الأدب، وما يطلق عليه (الأدب النّسويّ)
أختي الكريمة ، سوف لا أدقق في المصطلح ، أهو أدب نسائي أم أدب نسوي .. لأن المصطلح لا زال يتأرجح بين القبول والرفض .. ففي السويد أطلقوا على كتابات المرأة ب/ أدب الملائكة والسكاكين / وقد أطلق الأديب أنيس منصور عليه ب/ أدب الأظافر الناعمة / وهناك من سماه ب/الأدب الأنثوي / ..
وقد قال أحد النقاد / مصطلح النسوي يسير في توجهه مع أفكار النقد النسوي الهادف إلى خلخلة الفكر الذكوري في محاولة بناء خطاب جديد ..
لا أومن بهذا التمييز ، فقد نسقط في أدبين : أدب نسائي وأدب رجالي .. وسيأتي يوم ونسأل أطفالنا في المدارس والجامعات عن ما قرأوه ،هل هو أدب امرأة أم أدب رجل .. ؟
جل الكاتبات والمبدعات يرفضن هذا التصنيف المجحف في حقهن ، تصنيف يجعلنا في مفترق الطرق ، هل ما تكتبه المرأة من أدب يختص بالنساء فقط ..؟ أم يختص بأشياء تهم المرأة لم يستطع الأدباء الرجال أن يتحدثوا عنها ..؟
أعتقد أن لا فرق بين أدب تكتبه النساء وبين أدب يكتبه الرجال ،هو أدب واحد غير قابل للتجــــزيء ،ما دام الكل يحمل رسالة نبيلة تؤدي إلى كشف الحقيقة للناس ..
شكراً لك أختي كاملة على اهتمامك وأتمنى أن أكون في مستوى الرد على أسئلتك القيمة .. تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

براءة الجودي
15-06-2013, 08:21 PM
معلومات رائعة وإجابات تروي عطشنا
متابعة لهذه لما يدور من حوار قيم وهادف هنا
بارك الله في الجميع وزادكم علما

أستاذي .. لدي سؤال بعد إذنك :
هل كتابة نص المسرحية هو مايُطلق عليه باسم ( السناريو ) أم هذا الثاني مختلفا ؟؟
تقديري

الفرحان بوعزة
16-06-2013, 10:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ المبدع الكبير /الفرحان بوعزة
أولا :أشكر أختنا براءة علي هذه الفرصة الذهبية للولوج في خضم بحر كبير من الأبداع لمبدع كبير هو الفرحان بوعزة.
ثانيا:لي أسئلة أرجو ألا أثقل عليك بها أخي الفرحان:
- هل يمكن أن يمتد دور المنتديات الأدبية التي تضم بينها مبدعين من شتي الأقطار العربية في المقاربة بين الشعوب نفسها؟وكيف ذلك؟
- ما الأثر الذي يمكن أن تفعله القصة القصيرة في معالجة ومواكبة الأحداث المتلاحقة؟
- كيف يمكن لمن يمتلكوا موهبة الأبداع أن يلجوا بإبداعاتهم إلي العالم الخارجي في ظل الأهتمام فقط بالأسماء الكبيرة دون غيرها؟
تحيتي وتقديري

شكراً لك أخي المبدع المتألق .. حارس كامل على اهتمامك المتميز،وشكراً لأختي براءة على إعطائي الفرصة لأتحدث إلى إخواني وأخواتي في المنتدى ..
هل يمكن أن يمتد دور المنتديات الأدبية التي تضم بينها مبدعين من شتي الأقطار العربية في المقاربة بين الشعوب نفسها؟وكيف ذلك؟
أخي الكريم ، بدون شك أن المنتديات الأدبية في الأقطار العربية قدمت خدمة جليلة لأبناء شعوبها ، تزايدت المنتديات وتنقحت في الشكل والمضمون وتطورت نحو الأفضل والأحسن .. فتحرر المواطن العربي من سيطرة المؤسسات الثقافية التقليدية .. كما فتحت منافذ عديدة للاطلاع على المعارف المتنوعة ، كما ساهمت في تنمية القدرات الفكرية عبر فضاءات الانترنيت الواسعة ..
فما هي التغيرات التي حدثت ..؟
* إبراز مواهب جديدة / تعلم الكتابة والتدرب على ممارستها / سهولة نشر الإبداع / التعريف بإبداعات شريحة كبيرة من المبدعين والمبدعات من كتاب ونقاد وشعراء الذين تعرفوا على بعضهم البعض / أصوات المبدعين والمبدعات تصل بسهولة دون انتظار النشر في الكتب الورقية ../ ...
يقول أحد الباحثين : نستطيع القول : إن المنتديات الثقافية والأدبية ، هي بمثابة الوعاء الحاضن للمثقفين والأدباء ، وهي الفرصة السانحة لتداول أهم الأفكار والمعارف ،وهي التي توفر للجيل الجديد من المثقفين والأدباء فرصة التعبير عن إنتاجهم الثقافي والأدبي ../
أخي الكريم : يبقى السؤال الأتي هو من المتمنيات الطموحة ،هل يمكن توحيد المنتديات الثقافية والأدبية في منتدى واحد بحيث يتأسس على شكل رابطة عربية تضم كل رؤساء المنتديات الثقافية والأدبية ، لتداول الرأي والخبرة والتواصل للتعريف بالوطن وأبنائه ،والجمع بين المثقفين والأدباء العرب لتداول شؤون الثقافة والأدب ،إن تأسيس هذه الرابطة العربية سوف يساهم في تقريب شعوب الأقطار العربية فيما بينها .. وستعمل الرابطة على تقوية المحبة والأخوة بين أبناء شعوبها .. رابطـة عربية شاملة تكون هي الفضاء الذي يقوي أواصر العروبة والأخوة والتسامح ، مع الاطلاع على المستجدات الفكرية والمعرفية والأدبية ،
ففي ظل غياب الإطار القانوني والمهني الذي ينظم عمل المنتديات ويحفظ حقوق أعضاءهم يبقى التفاؤل أفضل من التشاؤم ..
ما الأثر الذي يمكن أن تفعله القصة القصيرة في معالجة ومواكبة الأحداث المتلاحقة؟
يستقي الفن القصصي مادته من الحياة ، ومن ما عايشه الكاتب في الواقع من أحداث وتجارب شخصية نجح أو أخفق فيها ، كما يوفر مادته من خبرته وعلاقته بالناس حتى يعمق إحساسه بالإنسان الآخر والأشياء .
فإذا كان مصدر الأحداث هو الواقع فإن الكاتب يسرد الحوادث التي شاهدها أو سمع بها ، وليس ضرورياً أن تكون هذه الأحداث قد وقعت بالفعل ، بل يمكن أن تكون ممكنة الوقوع .. وليس ضرورياً أن يلاحق مبدع القصة كل الأحداث التي تقع في كل وقت ، بل يختار منها ما يكون له أهمية .. فيحول الموضوع من موضوع غير ملفت إلى موضوع فني أدبي يقبل عليه القراء حتى تتحقق لديهم المتعة والمنفعة ..
والقصة القصيرة هي من ضمن الأنواع الأدبية الأخرى والتي تشكل ما يسمى بالأدب ، يقول الدكتور عز الدين إسماعيل / فمنذ القدم ، تحددت للأدب قيمتان لا نكاد نجد أحداً يخرج عليهما هما المتعة والفائدة ..
كيف يمكن لمن يمتلكوا موهبة الإبداع أن يلجوا بإبداعاتهم إلي العالم الخارجي في ظل الاهتمام فقط بالأسماء الكبيرة دون غيرها ؟
أخي الكريم ، فعلا ، الأسماء الكبيرة تهيمن على الساحة الثقافية ، لأنهم أسسوا مكانتهم الأدبية ،واشتهروا في الخارج والداخل ، وما يكتبونه هو دائماً هو الإبداع الجيد ولو لم يكن جيداً لأنه ثبتوا أسماءهم في الساحة الثقافية .. والبعض منهم لا يكتبون في المنتديات الثقافية للحفاظ على مكانتهم في بروز مواهب جديدة ..فالملاحق الثقافية تستأثر بالكتاب المشهورين ، ودور النشر تتسابق عليهم ، أما المواهب الجديدة فإنهم يجدون صعوبة في التعريف بإبداعاتهم .. فكانت المنتديات الثقافية بديلا عن النشر الورقي الذي يتطلب المادة ..فما هو الحل للاعتراف بإبداعات الجيل الجديد ..؟
الحل في نظري هو الدعوة لنشر ثقافة الاعتراف ،والتأكيد على النقاد أن يغيروا نظرتهم الدونية للأدباء الشباب .. وما على المواهب الجديدة إلا أن تبدع الجيد ،وسوف يأتي زمن الاعتراف بهم ..
شكراً لك أخي على أسئلتك القيمة أتمنى أن أكون في مستوى الرد عليها ..
محبتي الخالصة .. الفرحان بوعزة ..

الفرحان بوعزة
16-06-2013, 01:51 PM
معلومات رائعة وإجابات تروي عطشنا
متابعة لهذه لما يدور من حوار قيم وهادف هنا
بارك الله في الجميع وزادكم علما
أستاذي .. لدي سؤال بعد إذنك :
هل كتابة نص المسرحية هو مايُطلق عليه باسم ( السناريو ) أم هذا الثاني مختلفا ؟؟
تقديري

شكراً لك أختي المبدعة على اهتمامك النبيل ، شكراً على كلمتك الطيبة ، كلمة أعتز به ..
هل كتابة نص المسرحية هو ما يُطلق عليه باسم ( السناريو ) أم هذا الثاني مختلفا ؟؟
عندما يكتب الكاتب نصاً مسرحياً فإنه يشتغل على اللغة المبنية على ثلاث دعامات أساسية / الحوار / الصراع / الحركة / فالحوار يكتب بطريقة خاصة تخضع لتنظيم محكم على بياض الورقة ، وقد اهتم كتاب المسرحيات بالجانب البصري للنص أي غرافيته أو مظهره الخارجي عن طريق ما يسمى بالإرشادات المسرحية ،فهي تتضمن مجموعة من العناصر من بينها : / العناوين الرئيسية أو المتخيلة من فصول ومشاهد ولوحات ،/ لائحة الشخصيات بالإضافة إلى أسمائها المكتوبة أمام كل سطر حواري /إشارات زمنية وفضائية / تحديدات مختلفة تتعلق بوضعية الشخصيات وحركاتها وطريقة كلامها ودخولها وخروجها والديكور والأزياء .. تتم هذه التحديدات على مستوى النص المكتوب ، وتغيب أثناء العرض والتشخيص .. فالكاتب المسرحي أصبح مقيداً بسويعات محدودة في المسرح لعرض مسرحيته لا يستطيع أن يتجاوزها .. وتحديد الزمن له اثر على بنية النص .. ومن تم يقسم الكاتب مسرحيته إلى فصول ما بين ثلاثة وخمسة ..كل فصل يضم عدة مشاهد .. الفصل الأول يعرض الشخصيات والمشكلة والثاني يتعرض للأزمة والثالث يتجه نحو الحل والنهاية ..
لا أملك معلومات كافية عن صناعة الأفلام ، فعندما أشاهد فيلماً قد أتفاعل مع القصة ولا أتساءل عن السيناريو ومن كتبه ، هل المؤلف أم كاتب آخر يأخذ فكرة المؤلف ويعمل على تنميتها ويعالجها معالجة سينمائية ، بعدما يحولها إلى عدة مناظر موزعة زمنياَ ومكانياً ،ومصورة في أماكن مختلفة ..ثم يتم تجميع تلك المناظر بعدما يرقمها ويرتبها ،آنذاك تكون بنية القصة مكتوبة سينمائياً وهو ما يعرف بالسيناريو الخاص بالصورة ، و الفرق بين عرض المسرحي وعرض فيلم سينمائي على ما أعتقد ، المسرحي ينقل المشاهد عن طريق اللغة إلى أماكن متعددة رغم أن الشخصيات توجد في فضاء الخشبة ، وإذا ما أراد أن ينقلنا زمنياً من مكان إلى آخر فإنه يعتمد على رفع الستار وإنزاله ، بينما السينمائي يستطيع أن ينقلنا إلى أمكنة متعددة وفي زمن معين وهو يتتبع الشخصية وهي تقوم بالحدث عبر صور متنامية ومعدة جيداً من قبل كاتب السيناريو .. والاتجاه الجديد في إعداد فيلم ما ، نجد أن الكاتب الأول يطرح الفكرة .. يأتي كاتب آخر ينمي الفكرة ويعالجها في مقطع صغير ، ثم يأتي كاتب آخر ينتج مقطعاً متمماً للمقطع الأول مع الحفاظ على الفكرة الأصلية .. ثم الثالث والرابع .. بحيث يشترك عدد كبير من الكتاب في كتابة سيناريو الفيلم .. وهذا ناجح في المسلسلات الأمريكية أكثر من الفيلم ..
ومن هنا يمكن أن نقول أن كتابة نص المسرحية تختلف في الأصول والتقنيات على كاتب السيناريو في السينما ..
شكراً أختي المبدعة المتألقة .. براءة .. على هذه الأسئلة القيمة وأتمنى أن أكون قد لامست جوانب عديدة ولو نسبية ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

جلال طه الجميلي
16-06-2013, 08:13 PM
سؤالي لأستاذنا الضيف الكريم
( هل هناك ملامح عامة للقصة العربية ؟ وهل تتغير هذه الملامح تبعاً للتغيّر الجيلي)
ونفس السؤال بالنسبة للمسرحية؟ وأشكر فضلك أولا وأخرا

فاتن دراوشة
17-06-2013, 06:24 AM
حرمتني المشاغل من أن أتابع هذه الانسكابة الرّائعة هنا منذ بدايتها

والحمد لله أنّي برفقتكم أخوتي

سعيدة بهذه الفرصة الماسيّة للاستماع إليك مبدعنا

سأكون بالقرب ولن أفوّت فرصة الاغتراف من دنّ فكركم المتميّز

مودّتي

حسين العقدي
17-06-2013, 11:49 AM
سأكتفي بالمتابعة لأتعرف على أستاذنا القدير الفرحان بوعزة .ولا شك أني سأخرج بالفائدة والمتعة من هذا اللقاء المبارك

شكرًا للمتألقة براءة الجودي على تميّزها الدائم

خالص الود وطاقات ورد:0014:

فاتن دراوشة
17-06-2013, 02:34 PM
إنّ أروع ما يميّز نصوصنا هي اللّغة، هي ذلك الجسر الذي يحمل المعنى إلينا من صاحب النصّ، وكلّما كانت النّصوص سليمة لغويّا كان المغزى أقرب للمتلقّي.
وما نلاحظه في الآونة الأخيرة تفشّي الأخطاء اللغويّة والهنات في النّصوص خاصّة لدى كتّاب القصّة لكون النّصوص طويلة وتحتاج لتدقيق وجهد كبيرين لتنقيحها قبل النّشر.
ما هو برأيك السّبب لمثل هذه الظّاهرة؟
وما هو العلاج الذي تظنّه سيفيد بالقضاء عليها؟

الفرحان بوعزة
17-06-2013, 04:25 PM
سؤالي لأستاذنا الضيف الكريم
( هل هناك ملامح عامة للقصة العربية ؟ وهل تتغير هذه الملامح تبعاً للتغيّر الجيلي)
ونفس السؤال بالنسبة للمسرحية؟ وأشكر فضلك أولا وأخرا


أخي الشاعر المتمتمز والمبدع المتألق ،جلال طه الجميلي .. تحية طيبة .. شكراً على اهتمامك النبيل ، اهتمام أعتز به ..
/ إني أعرف إذا لم أسأل ، فإذا ما سئلت لم أعرف / سانت أوغسطين
هل هناك ملامح عامة للقصة العربية ؟ وهل تتغير هذه الملامح تبعاً للتغيّر الجيلي ؟
كل أدب إلا ويرتبط بطريق غير مباشر بالأوضاع الاقتصادية المادية والسياسية والاجتماعية ، كما يرتبط كذلك بما جد في الحياة الثقافية والفكرية والعلمية .. وقد مر الأدب بمراحل تاريخية عديدة ..
ويمكن أن نقول بأن ملامح تاريخ النشاط القصصي بصفة عامة ، قد تبلور جيداً بعدما انفصل عن ما يعرف بالحكاية الشعبية والحدوثة بدرجة متفاوتة ..وبدون الدخول في تاريخ بداية القصة القصيرة في البلدان العربية لأن الحديث قد يجرنا للبحث عن بدايتها في كل وطن عربي على حدا ..
فقد رأى الناقد والشاعر د.محمد عبيد الله / أن القصة القصيرة هي من الأنواع والأجناس التي مرت بمراحل وأطوار متتابعة في المائة عام الأخيرة، من البدايات الفنية لهذا النوع، في ظلال الصحافة أوائل القرن العشرين، إلى مرحلة رسوخ النوع في مرحلة الحداثة في الستينيات من القرن الماضي.
وأن تلك المرحلة الحداثية، بتنويعاتها المختلفة، ظلت مسيطرة حتى بداية التسعينيات على وجه التقريب، فتلك المرحلة تتسم بالحرص على عناصر القصة القصيرة وعلى تنظيمها، وعلى بناء القصة بناء دقيقاً يذكرنا بالوعي الحداثي المنظم الذي يستند إلى مبدأ البنية والنظام والاتساق والتناغم والإيقاع وسائر معايير الجمال الحداثي./..
فعلا ، فقد تخلصت القصة القصيرة العربية في العصر الحاضر من مرحلة التقليد والتبعية لمذاهب أدبية غربية ،فأرست لنفسها قواعد وأصول تميزها ،عن طريق التجريب والتجديد ،فبرزت أقلام جديدة واعدة تحمل المشعل ، أقلام اهتمت بقضايا متنوعة تمس هيكلة وبنية المجتمعات الوطنية والعربية ، منها ما هو وطني ، واجتماعي وإنساني ،دون إغفال ما هو سياسي وتراثي ..
لا يمكن الوقوف بدقة على الملامح العامة للقصة العربية ،ولهذا سوف أقف على ملامح مشتركة بين المبدعين العرب في مجال القصة القصيرة منها :
*هدم الحواجز القائمة بين الأجناس الأدبية الأخرى كالشعر والنثر والمسرح ..
*الاهتمام بالذات وتشغيل الذاكرة ..
* الاهتمام بقضايا المجتمع المختلفة ..
* عدم اقتصار خاصية القص على مبدعين معروفين في الساحة الأدبية ، بل برز جيل جديد ينتمي إلى الشرائح الاجتماعية المتنوعة من كل قطر عربي ..
* االتعبير عن هموم الإنسان المعاصر، تماشياً مع ضغوط ومتغيرات العصر ، على المستوى المادي والفكري والاجتماعي،
* تصوير الواقع العربي وعلاقته بما هو إنساني واجتماعي ونفسي ..
* الاهتمام بالقارئ وجعله تارة أمام الواقع المباشر، وتارة أخرى من وراء الواقع،
*الصدق في التعبير ، والتخلص من الرقابة الضاغطة ، كرقابة الحاكم ،مع توسيع رقابة القارئ ورقابة الذات ..
* التنوع في الموضوعات مع وجودة التشكيل الفني والاهتمام باللغة سواء على مستوى التركيب النحوي أو الدلالي ..
* ظهور نصوص قصصية تاريخية وواقعية واجتماعيةٍ ونفسية.
من هنا لا يمكن تتبع كل الملامح التي تعتبر قواسم مشتركة بين المبدعين العرب لتحديد ملامح القصة العربية ، هناك ملامح عامة ،وملامح خصوصية تتحكم فيها البنية الجغرافية والمنظومة البشرية .. موضوع يحتاج إلى دراسة متخصصة تعتمد على الفرز والإحصائيات ،منها التدقيق واستنباط ملامح القصة في كل وطن عربي .. ومواكبة التراكمات القصصية في كل بلد .. وبذلك يمكن تجسيد ملامح القصة العربية بطريقة علمية ودقيقة ..
أما عن الملامح العامة للمسرحة العربية فإن الشعوب العربية لم تعرف المسرح إلا حديثاً ، وهذا لا يمنع من وجود أصحاب السير والحكايات والمضحكين .. والحلايقي والبساط والجوقة .. لكن هناك من اطلع على المسرح الغربي من العرب ومنهم مارون النقاش الذي ترجم إلى العربية مسرحية البخيل / لموليير .. ثم جاءت محاولات وإبداعات مسرحية على يد رواد جدد أمثال توفيق الحكيم ..
فالعناصر الجوهرية للمسرحية هي الحوار /الصراع/ الحركة /عناصر تميز المسرحية عن بقية الفنون الأدبية الأخرى ، رغم أن المسرحية تشترك مع القصة في أنها تستغل عناصر القصة من حادثة وشخصية وفكرة .. فالمسرحية قصة غير مسرودة ولكنها ممثلة كما تحدث في الواقع كما يقول عز الدين إسماعيل ..
من خلال هذا التقديم البسيط يتبين أن ملامح المسرحية العربية غير واضحة ، فهناك من عمل على استنبات المسرح الغربي داخل المسرح العربي ، وهناك من يدعو إلى الجمع بين الأصالة والمعاصر ،وهناك من يدعو إلى التعامل مع التراث العربي لتوليد مسرح عربي أصيل ..
يقول أحد الدارسين : منذ معرفة العرب بفن المسرح وهم يحاولون إعطاء شرعية لوجوده واستخراج شهادة ميلاد له ، ومن ثم كان التعامل معه وفق منحيين متباينين أحدهما يرتكز على مبدأ استنبات المسرح الغربي في التربة العربية من خلال الترجمة والاقتباس والتقليد وجعله يتوافق مع البيئة العربية والمسرحة.. أما الثاني فيأخذ بأسباب الحداثة والتجديد وتأصيل المسرح العربي وذلك بالجمع بين الأصالة والمعاصرة، عن طريق التوفيق بين قوالب المسرح الغربي وحداثة اتجاهاته وآخر ما تم التوصل إلى ابتكاره في مجال التقنية المسرحية في مجال.. ،أو ما تم تحديثه من تقنيات وموافقة كل ذلك مع السينوغرافيا /
شكراً لك أخي جلال على أسئلتك القيمة التي استفدت منها ، أتمنى أن أكون على قد الجواب وإفادة قرائي الكرام ..
تقديري ومحبتي ..
الفرحان بوعزة ..

الفرحان بوعزة
17-06-2013, 05:37 PM
حرمتني المشاغل من أن أتابع هذه الانسكابة الرّائعة هنا منذ بدايتها
والحمد لله أنّي برفقتكم أخوتي
سعيدة بهذه الفرصة الماسيّة للاستماع إليك مبدعنا
سأكون بالقرب ولن أفوّت فرصة الاغتراف من دنّ فكركم المتميّز
مودّتي

شكراً لك أختي الفاضلة فاتن على اهتمامك النبيل ،
وشكراً للأخت القديرة .. براءة ..على إعطائي الفرصة للتحدث لأخواني المبدعين وأخواتي المبدعات في هذا المنتدى الطيب ..
شكراً للجميع واتمنى أن أكون في المستوى المطلوب ..
تقديري واحترامي .. الفرحان بوعزة ..

الفرحان بوعزة
17-06-2013, 05:39 PM
سأكتفي بالمتابعة لأتعرف على أستاذنا القدير الفرحان بوعزة .ولا شك أني سأخرج بالفائدة والمتعة من هذا اللقاء المبارك
شكرًا للمتألقة براءة الجودي على تميّزها الدائم
خالص الود وطاقات ورد:0014:

شكراً لك أخي الفاضل والشاعر المتألق ..حسين العقدي .. على كلمتك الطيبة ، كلمة أعتز بها ..
محبتي وتقديري ..
الفرحان بوعزة ..

الفرحان بوعزة
18-06-2013, 01:09 AM
إنّ أروع ما يميّز نصوصنا هي اللّغة، هي ذلك الجسر الذي يحمل المعنى إلينا من صاحب النصّ، وكلّما كانت النّصوص سليمة لغويّا كان المغزى أقرب للمتلقّي.
وما نلاحظه في الآونة الأخيرة تفشّي الأخطاء اللغويّة والهنات في النّصوص خاصّة لدى كتّاب القصّة لكون النّصوص طويلة وتحتاج لتدقيق وجهد كبيرين لتنقيحها قبل النّشر.
ما هو برأيك السّبب لمثل هذه الظّاهرة؟
وما هو العلاج الذي تظنّه سيفيد بالقضاء عليها؟


أختي المبدعة : فـــــــاتن ..
إن ظاهرة الأخطاء النحوية التي تتفشى في الإبداع ،لا تنقص من قيمته ولكن تشوش عليه ، ومع ذلك تحسب على المبدع ..
لغتنا العربية جميلة ، جماليتها تكمن في غنى ألفاظها ، ودقة معانيها ، وقد سهر الأولون على ضبط قواعدها ، قواعد لا تتزحزح مع الدخيل عليها ، تحتضنه وتدمجه في قاموسها ..
عندما نكتب في الحاسوب ،وإذا كان هناك خطأ إملائي فهو ينبهنا إليه بوضع خط أحمر تحته من أجل تصحيحها .. ومع ذلك يجب التأكد من صحتها ..
فمثلا كلمة / المسؤول / لا يقبلها الحاسوب ،بل يقبلها عندما تكون على الشكل الآتي /المسئول / والأولى هي الصحيحة ..
ما هو السبب ..؟
عدم التمكن من قواعد اللغة ،/انعدام البحث الجاد / هشاشة التعلم الذي يتلقاه الإنسان عندما يكون في المرحلة الابتدائية ..
عذراً إن قلت : لا زلت أذكر أن معلم العربية رحمه الله كان يحثنا على حفظ القواعد النحوية والإملائية .. وفي آخر الأسبوع تكون عدة تطبيقات على القاعدة المدروسة ، بعدها يكون التصحيح الفوري .. مع تقويم جيد إما بالتعزيز وإما بخصم بعض العلامات ..
*في مدارسنا القديمة كان درس الإملاء قائما بذاته ، حيث يختار المعلم قطعة تتضمن الهمزات المتنوعة مثلا ، وقطعة أخرى تتضمن التاء المربوطة والتاء المبسوطة .. اليوم ،تدرس القواعد الإملائية بشكل عرضي داخل النصوص التطبيقية ..
* في المرحلة الابتدائية نجد تدريس النحو عن طريق الترسيمة : أملأ الخانة بما يناسب : حفظ الولد الدرس / يجيب التلميذ فعل / فاعل /مفعول به / وكفى ..
* لا زالت مادة ما يسمى عندنا / شكل وتطبيقات /قائمة ضمن المقرر ، تكتب القطعة على السبورة ،فيتناوب التلاميذ على شكلها ، وأثناء الشكل نناقش الأخطاء النحوية ..
بصدق وصراحة ، لما كنت في الإعدادي ، لما ننتهي من شكل القطعة كلها ،نقرأها من جديد ،أترك الفرصة للتلاميذ كي يصححوا أخطاءهم ، خلال هذه العملية ، أرجع إلى الوراء وأقرأ النص كمن يمارس رقابة ذاتية على عمله ، في بعض المرات أضع يدي على خطإ فادح لم أنتبه إليه .. فأعود لتصحيحه على الفور ..
* مرة قرأت في إحدى الصحف عنواناً كتب بالخط العريض : وداعاً أيها النحو فإن اللسانيات قادمة / فأصابني الخوف على لغتنا العربية ..
* طلاب الجامعة لا يتقنون قواعد اللغة ، لأن تعليمنا الجامعي لا زال مبنياً على طريقة الإلقاء والإملاء .. والأساتذة ليس لهم الوقت لينبهوا الطلبة إلى كيفية كتابة الهمزة في كلمة / الدفء / مثلا ..
كيف نتفادى الوقوع في الأخطاء النحوية والإملائية .." العلاج " ؟
* من المفروض على الكاتب أن يكون ملماً بقواعد اللغة ..
* إذا وقع له إشكال عارض ، عليه أن يرجع إلى القاموس ،أو إلى كتب القواعد النحوية والإملائية .. وقد سهل الحاسوب هذه العملية شيئاً ما ..
* عليه مراجعة النص قبل نشره ..
* اعتقد أن لا عيب أن تعطى القصة إن كانت طويلة لقارئ آخر يراجعها قبل النشر أو الطبع ..
*عليه أن يقرأ القصة قراءة متأنية وعلى فترات متباعدة، ففي بعض المرات نقرأ القصة ولا ندرك الخطأ ..
هذه بعض الحلول الممكنة للقضاء على ظاهرة الأخطاء في النصوص الإبداعية ، وتبقى هذه الحلول رهينة برغبة المبدع الذي يقبل التعلم من جديد ..
تقديري واحترامي أختي فاتن على أسئلتك القيمة ..
الفرحان بوعزة ..

آمال المصري
19-06-2013, 09:48 AM
وصلت متأخرة نظرا لانشغالي الفترة الماضية
وكلي حرص على متابعة هذا اللقاء الهام مع أحد كبار أدباء واحتنا وقد تابعت بعضا منه ولي عودة لاستكمال الحوار الماتع والمعلومات المفيدة لأعرف عن قرب هذه الشخصية الكبيرة خلقا وأدبا وعلما
شكرا لك براءة على اختيارك الرائع لأستاذنا الفاضل الفرحان
وشكرا لك أديبنا الكبير تواجدك معنا
لي عودة أكيدة
تحاياي

أسامة رضوان السيد
19-06-2013, 10:56 AM
بأسمك اللهم وبحمدك
أعتقد أن وجبة دسمة تماما من الثقافة العالية والخبرة الأدبية الرفيعة متواجدة بين أيدينا

تابعت وما زلت متابع هذا الفيض المنهمر.
ما يعجبني يا أستاذي فى أجوبتك هو عفويتها ، والمحبة الوفيرة المبثوثة بين ثنايا الكلام

كل التحايا

أحلام أحمد
19-06-2013, 01:17 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم الفرحان بو عزّة
http://im42.gulfup.com/xB09U.jpg
وأسعد الله أوقاتك
س 1
هل أنت من مؤيدي الحوار باللهجة العامية في القصة أم لا
وما رأيك فيمن يُبرر ذلك بقوله إن هذه هي لغة أبطال قصتي الذين أتحدّث بلسانهم
س 2
في الواحة لم أقرأ يوما لك يوما أو لغيرك رواية ما
فهل تكتب الرواية
وهل تجد أن الناس لا زالت تُقبل على قراءة الروايات بعد هذا الانفتاح السريع المتلاحق على عالم النت
أم أنك تكتفي بكتابة القصص القصيرة فقط
س 3
أراك تهتم بالتصوير الجميل مما يجعل القاريء لقصصك يسرح في دنيا أخرى حملتها إليه تلك الصور
فهل ترى ذلك شرطا ضروريا في الأقصوصة
أم أن مجاله الأرحب في الرواية
س 4
الرواية تشتهر أكثر إن تحوّلت إلى فيلم سينمائي نظرا لإقبال الناس على المشاهدة أكثر من القراءة
وأنا أعلم أن لكل فنّ مميزاته
لكن ألا تجد أنها تفقد كثيرا من خصائصها إن تحوّلت إلى فيلم
وهل تسمح لرواياتك -إن وُجدت- أن تتحوّل إلى أفلام إن طُلب منك ذلك
س 5
سؤالي الأخير لا علاقة له بالقصة وإنما علاقته بكونك أحد أبناء المغرب الحبيب
اسمك هو الفرحان
فلم يلجأ أهل المغرب إلى تحلية أسمائهم بأل التعريف
وهل هناك مدن أو عوائل معينة تلجأ إلى ذلك دون غيرها
....
أعتذر منك لكثرة أسئلتي وأشكرك -مقدما- على رحابة صدرك وردودك المميّزة
وشكرا لأُخيتي الحبيبة براءة على جمال التقديم واختيار الضيف المميّز
و
لكما ولكل المتابعين كل تقديري وامتناني :0014:

الفرحان بوعزة
20-06-2013, 01:33 AM
بأسمك اللهم وبحمدك
أعتقد أن وجبة دسمة تماما من الثقافة العالية والخبرة الأدبية الرفيعة متواجدة بين أيدينا
تابعت وما زلت متابع هذا الفيض المنهمر.
ما يعجبني يا أستاذي فى أجوبتك هو عفويتها ، والمحبة الوفيرة المبثوثة بين ثنايا الكلام
كل التحايا

شكراً لك أخي الكريم والمبدع المتألق أسامة على اهتمامك النبيل ،اهتمام أعتزبه ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

الفرحان بوعزة
20-06-2013, 01:35 AM
وصلت متأخرة نظرا لانشغالي الفترة الماضية
وكلي حرص على متابعة هذا اللقاء الهام مع أحد كبار أدباء واحتنا وقد تابعت بعضا منه ولي عودة لاستكمال الحوار الماتع والمعلومات المفيدة لأعرف عن قرب هذه الشخصية الكبيرة خلقا وأدبا وعلما
شكرا لك براءة على اختيارك الرائع لأستاذنا الفاضل الفرحان
وشكرا لك أديبنا الكبير تواجدك معنا
لي عودة أكيدة
تحاياي

شكراً لك أختي الفاضلة والمبدعة المتميزة ..آما ل على اهتمامك وكلمتك الطيبة ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

الفرحان بوعزة
20-06-2013, 01:38 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم الفرحان بو عزّة
http://im42.gulfup.com/xB09U.jpg
وأسعد الله أوقاتك
س 1
هل أنت من مؤيدي الحوار باللهجة العامية في القصة أم لا
وما رأيك فيمن يُبرر ذلك بقوله إن هذه هي لغة أبطال قصتي الذين أتحدّث بلسانهم
س 2
في الواحة لم أقرأ يوما لك يوما أو لغيرك رواية ما
فهل تكتب الرواية
وهل تجد أن الناس لا زالت تُقبل على قراءة الروايات بعد هذا الانفتاح السريع المتلاحق على عالم النت
أم أنك تكتفي بكتابة القصص القصيرة فقط
س 3
أراك تهتم بالتصوير الجميل مما يجعل القاريء لقصصك يسرح في دنيا أخرى حملتها إليه تلك الصور
فهل ترى ذلك شرطا ضروريا في الأقصوصة
أم أن مجاله الأرحب في الرواية
س 4
الرواية تشتهر أكثر إن تحوّلت إلى فيلم سينمائي نظرا لإقبال الناس على المشاهدة أكثر من القراءة
وأنا أعلم أن لكل فنّ مميزاته
لكن ألا تجد أنها تفقد كثيرا من خصائصها إن تحوّلت إلى فيلم
وهل تسمح لرواياتك -إن وُجدت- أن تتحوّل إلى أفلام إن طُلب منك ذلك
س 5
سؤالي الأخير لا علاقة له بالقصة وإنما علاقته بكونك أحد أبناء المغرب الحبيب
اسمك هو الفرحان
فلم يلجأ أهل المغرب إلى تحلية أسمائهم بأل التعريف
وهل هناك مدن أو عوائل معينة تلجأ إلى ذلك دون غيرها
....
أعتذر منك لكثرة أسئلتي وأشكرك -مقدما- على رحابة صدرك وردودك المميّزة
وشكرا لأُخيتي الحبيبة براءة على جمال التقديم واختيار الضيف المميّز
و
لكما ولكل المتابعين كل تقديري وامتناني :0014:


أختي الفاضلة والمبدعة المتألقة .. تحية طيبة .. شكراً على إثارة هذه الأسئلة القيمة ..
1 ــــ هل أنت من مؤيدي الحوار باللهجة العامية في القصة أم ل ..؟ا
وما رأيك فيمن يُبرر ذلك بقوله إن هذه هي لغة أبطال قصتي الذين أتحدّث بلسانهم ..؟
إذا عدنا للتاريخ منذ العصري الجاهلي ،فإننا نجد أن عدة لهجات كانت سائدة في الجزيرة العربية ومن بينها ،اللغة العربية التي كانت لغة قبيلة قريش .. ونظراً لموقع قريش في الجزيرة من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ــــ حيث اعتبرها أحد الدارسين ــــ أن قريش كانت تشبه ما نعبر عنه في العصر الحاضر / جمهورية صغيرة / لها برلمانها الخاص / دار الندوة / تبحث فيه شؤونها الداخلية وتقرر علاقتها بالقبائل المجاورة ..ونظراً لمرور قوافل التجارة عبر قريش ،سادت لغة قريش /اللغة العربية / التي كانت تعتبر كلهجة آنذاك .. وهي إشارة قوية على نزول القرآن الكريم باللغة العربية .. مما جعل اللهجات الأخرى كالصفوية والثمودية واللحيانية تضعف أو تذوب في اللغة العربية ..لم أتذكر عنوان الكتاب واسم صاحبه الذي قرأته وأنا في الجامعة ،ما أنا متأكد منه ،هو كتاب لناقد سوري ..مع الأسف غير متوفر في مكتبتي ..
* تشخيص الوضعية
*المشكلة توجد في أن ليس هناك لهجة عامية موحدة في البلدان العربية ، بل هناك لهجات عامية دارجة توجد بجانب اللغة الفصحى ،تتحلل من قواعد الإعراب ،لهجات لا تعنيها قواعد النصب ، وتقديم الفاعل على المفعول به ..
*مع انتشار الأمية أصبحت اللغة العامية لغة التخاطب اليومية ..فظهرت لهجات متعددة ومختلفة في الدلالة بين الدول العربية تبعاً لتباين الطبيعة الجغرافية ..
* بانتشار المعاهد العلمية الأجنبية من مدارس وجامعات فى البلدان العربية أثناء الاحتلال وبعد الاستقلال ، معاهد لا تدرس اللغة العربية أو تجعلها اختيارية،
* عدم الإلمام بالنحو والصرف أدى إلى تخريج أجيال لا تجيد اللغة العربية قراءة وكتابة.
* إعداد وتدريس مقررات تعليمية باللغات الأجنبية.
* يشجع المستشرقون إحياء اللهجات العامية ونشرها كوسيلة فعالة لقطع صلة الأجيال الحالية بتراث الأمة وقطع التواصل بين العرب والمسلمين ..
يقول الدكتور هشام بو قمرة : إن الاهتمام باللهجات العربية عند بعض الدول الأوروبية، كان مرتبطاً بغايات هي تكوين القناصل للإشراف على مصالح بلدانهم في المشرق والمغرب والتمهيد للاستعمار. ولذلك فليس من العجيب أن تقترن الحركة الاستعمارية في كثير من فتراتها بالدعوة إلى اللغة العامية تحت ستار مجموعة من الشعارات ذات الصبغة العلمية، خاصة أن تركيز اللغات العامية يؤدي حتماً إلى تفرقة مجموعة البلدان المستعملة للغة العربية، وإقامتها في كيانات مستقلة وتابعة لها ..
بعد هذه التوطئة اليسيرة يمكن القول ،لست من مؤيدي الحوار باللهجة العامية في القصة ، أتحاشى استعمال اللهجة العامية في قصصي ، وإذا أردت أن أنقل كلام شخصية بطل أمي ،فإن بإمكان الكاتب أن يشكل أفكاره ومستواه الثقافي في قالب لغوي عربي فصيح .. فهل عجزت اللغة العربية أن تفي بالتعبير الجيد ..؟ اللهم إن كنت أشير إلى مثل عربي أو شعبي فإني أنقله كما هو ..
وقد تصدى طه حسين لمحاولة تمصير الرواية في مصر ، أي كتابتها باللهجة العامية المصرية على شاكلة ما يوجد من لغة في الأفلام والمسلسلات المصرية ..فأثناء كتابته مقدمة ليوسف إدريس عاب عليه استعمال اللهجة العامية في حوار طويل ، يبقى مشكل آخر هو نقل كلمات دخيلة على الفصحى من قبيل : البلكون/ الكنبة / السيجارة / .. ؟لماذا لا نقول :الشرفة ،اللفافة كما استعملها تيمور ..
يمكن تأثيث القصة أو الرواية بحوار قصير جداً على شكل التماعات تعبر عن المستوى الثقافي والاجتماعي للشخصية دون الإغراق في حوارات مملة قد لا يفهمها القراء من مختلف الوطن العربي .. فالحوار المكتوب بالعامية في القصة يبقى فهمه مرتبطاً بالقارئ المنتسب لأي وطن عربي .. ..
أعتقد أن العلامة ابن خلدون لفت النظر في مقدمته إلى اللغة العامية على اعتبار أنها الأنسب لشعر الزجل ، وليس للقصة أو الرواية ، لما كان يتحدث عن نشأة الزجل قائلا :
" ولما شاع فن التوشيح في أهل الأندلس، وأخذ به الجمهور لسلاسته وتنميق كلامه وترصيع أجزائه، نسجت العامة من أهل الأمصار على منواله، ونظموا في طريقته بلغتهم الحضرية من غير أن يلتزموا فيها إعراباً، واستحدثوا فناً سموه بالزجل"
2 ـــ في الواحة لم أقرأ يوما لك يوما أو لغيرك رواية ما فهل تكتب الرواية وهل تجد أن الناس لا زالت تُقبل على قراءة الروايات بعد هذا الانفتاح السريع المتلاحق على عالم النت أم أنك تكتفي بكتابة القصص القصيرة فقط..
أختي الكريمة ، لدي مشروع للرواية ،ولا أريد أن أكتب الرواية الكلاسيكية ، أريد أن أنخرط في كتابات الروايات الجديدة التي تقوم على الرفض وتتبرأ من الواقع ومن الرواية الكلاسيكية بمختلف اتجاهاتها ،والتي تنطلق من اللاشعور باعتباره منطقة كاشفة لخبايا النفس البشرية .. وفي هذا الإطار تقول نتالي ساروت / إن الشخصية في الرواية الكلاسيكية قد فقدت شيئاً فشيئاً كل شيء ، فقدت أملاكها ..ثيابها ..وجهها ..جسدها وحتى اسمها / لذلك وجب تفكيك الرواية الكلاسيكية ، والاعتماد على المنولوج الداخلي للشخصية من أجل كشف ما تخبئه من نوايا وأسرار .. وهذا ما حاولت أن أجسده في بعض قصصي المنشورة في واحتنا الغراء ..وليس ببعيد أن أكتب رواية عندما تتهيأ الظروف والاستعداد النفسي والمعنوي ..
أختي المبدعة : قليل من الناس من يقرأ الروايات بانتظام نظراً لطولها ، وضيق الزمن ، وانشغال الإنسان .. وقليل من يجلس الساعات الطوال من أجل قراءة رواية ،فثقافة القراءة شبه منعدمة عندنا ، في العصر الحاضر ، يفضل الناس أن يقرأوا عدداً من القصص القصيرة في وقت وجيز لأنها متنوعة المضمون وسريعة القصد والهدف ..
الآن ،أقرأ رواية جديدة للكاتب واسيني الأعرج / مملكة الفراشة / وهي من الحجم الكبير ، وزعتها مجلة دبي الثقافية .. صادرة عن دار الصدى ..
3 ــــ أراك تهتم بالتصوير الجميل مما يجعل القارئ لقصصك يسرح في دنيا أخرى حملتها إليه تلك الصور فهل ترى ذلك شرطا ضروريا في الأقصوصة أم أن مجاله الأرحب في الرواية ..؟
أختي الكريمة ، التصوير في القصة ضروري لأنه يقرب المشهد من القارئ ، بل يساعد على إشراك القارئ في تخيل الحدث عن قرب عن طريق الفكر والعين والإحساس والشعور ، التصوير هو دعامة مهمة للقصة بجانب الدعامات الأخرى التي إذا انهدمت دعامة واحدة منها ، انهدمت بنية القصة بكاملها ..
التصوير في الرواية ضروري ، والرواية أرحب له من القصة ، فالرواية قد تتسع لعدة شخصيات ، وأحداث متنوعة تتناسل وتتولد وتتشابك ،مما يستوجب استدعاء صور متنوعة ومختلفة في الزمان والمكان .. بينما نجد التصوير في القصة سريعاً ، يأتي على شكل التماعات دقيقة وسريعة ..
4 ــــ الرواية تشتهر أكثر إن تحوّلت إلى فيلم سينمائي نظرا لإقبال الناس على المشاهدة أكثر من القراءة وأنا أعلم أن لكل فنّ مميزاته لكن ألا تجد أنها تفقد كثيرا من خصائصها إن تحوّلت إلى فيلم وهل تسمح لرواياتك..؟ -إن وُجدت- أن تتحوّل إلى أفلام إن طُلب منك
لا أعتقد أن تفقد الرواية كثيراً من خصائصها الفنية إن تحولت إلى فيلم ، فبعض روايات نجيب محفوظ تحولت إلى أفلام ، فإن كان المخرج أضاف أو نقص أو قلص في المشاهد، أو خرق ترتيب الأحداث والمشاهد فلا تتأثر الفكرة الأصلية ..إنه تغيير ضروري من أجل تكييف المشاهد وبناء سيناريو قابل للتصوير مع المحافظة على الفكرة الأصلية طبعاً..
أعتقد أن مشاهدة الرواية وهي محولة إلى فيلم تستقطب عدداً من المشاهدين أكثر من القراء .. فيلم / أبي فوق الشجرة /..حقق أكبر مشاهدة في ذلك الوقت ، وأكثر المشاهدين لم يقرأوا الرواية ...
لم أكتب بعد رواية لتكون فيلماً ،وإذا ما حصل ذلك إن شاء الله ، أتمنى أن تحول إلى فيلم من مخرج قارئ جيد للرواية قبل إدخال عليها تعديلات .. هي أمنية .. ؟
5 ــــ سؤالي الأخير لا علاقة له بالقصة وإنما علاقته بكونك أحد أبناء المغرب الحبيب
اسمك هو.. الفرحان ..فلم يلجأ أهل المغرب إلى تحلية أسمائهم بأل التعريف وهل هناك مدن أو عوائل معينة تلجأ إلى ذلك دون غيرها..
أختي الفاضلة : أنت تحاولين جر لساني .. ههه .. الفرحان هو لقب ،جاء اختياره متأخراً لما كنت في الإعدادي ، كان اسم عائلتي / المرابط / ولما توظف أخي الكبير احتاج أبي لكناش ما يسمى عندنا ب/الحالة المدنية / فاقترح أخي لقب /الفرحان / بدل/ المرابط / لا أدري ربما للتميز .. أما /أل / فهذا ما جناه علينا كاتب الحالة المدنية آنذاك لما كتبه ب/أل /.. والغريب أن العائلة كلها غيرت اللقب القديم واعتمدت اللقب الجديد ..لا أدري إن كانت بعض العائلات المغربية قد سقطت في هذا المشكل أم كان اختيار /أل / تلقائي ..
وأخيراً ،أتمنى أن أكون في مستوى الإجابة الهادفة والمفيدة ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

ربيحة الرفاعي
20-06-2013, 01:48 PM
الفرحان بوعزة قاص مميز شاعري اللغة متمكن من مشاهده وصفا وتصويرا، قادر على التحكم بتهدئة وتسريع وتيرة النص وتوالياته الحدثية بما يوافق معدل الانفعال الذي يريده لدى المتلقي، ولعل هذه أهم أدوات التألق والإبداع القصّي، فما هي آليات اكتسابها أو إكسابها للمتتلمذين على يدك في هذا الفن

سعداء بوجودك معنا في هذه الفسحة الترويحية النافعة
وشكرا للرائعة براءة استضافتك على فنجان قهوتها

دمتما بألق

تحاياي

فاتن دراوشة
20-06-2013, 06:30 PM
إجابات ولا أروع تروي ظمأ المتعطّش للمعرفة

ما أسعدنا برفقتك أستاذي

فخورة أنا بمعرفتك وبمتابعة هذه المقابلة الرّاقية التي تقرّبني من شخصك

صفو مودّتي وتقديري

الفرحان بوعزة
21-06-2013, 12:31 AM
الفرحان بوعزة قاص مميز شاعري اللغة متمكن من مشاهده وصفا وتصويرا، قادر على التحكم بتهدئة وتسريع وتيرة النص وتوالياته الحدثية بما يوافق معدل الانفعال الذي يريده لدى المتلقي، ولعل هذه أهم أدوات التألق والإبداع القصّي، فما هي آليات اكتسابها أو إكسابها للمتتلمذين على يدك في هذا الفن
سعداء بوجودك معنا في هذه الفسحة الترويحية النافعة
وشكرا للرائعة براءة استضافتك على فنجان قهوتها
دمتما بألق
تحاياي

شكراً لك أختي الكريمة على اهتمامك المتميز ..
1 ــــ فما هي آليات اكتساب الوصف والتصوير ..؟
هناك جملة من الأدوات الفنية ،والعناصر الجمالية التي تدخل في تكوين النص الأدبي وبنائه ، بالإضافة إلى طرائق وأساليب تعبيرية من أجل تفتيق النشاط الإبداعي ،وما يملك المبدع من رصيد لغوي يساعده على التعبير عن أحاسيسه ومواقفه تجاه حدث معين في شكل أدبي فني .. ومن بين هذه العناصر نجد الوصف ، فلنحاول أن نحدد بعض آلياته ..
*على المبدع أن يحدد ما يعنيه من العناصر التي يتطلبها الوصف / اللباس / القامة / الخطوات /... عناصر قد تمثل الحقيقة بالنسبة للمظهر الخارجي للبطل ، للفضاء ، للتحركات .. أما وصف المظهر الداخلي فإنه يحتاج إلى دقة الملاحظة ، التصرفات / الانفعال / الغضب / الحواس / ...
*تحديد منطلق الوصف ، وله ثلاث اختيارات :
ــــ إما نبدأ بالأشياء القريبة ، ثم نبتعد شيئاً فشيئاً نحو الجزئيات ،أو نبدأ بالأشياء البعيدة ..
ـــــ إما أن ننطلق من الأشياء التي تترك فينا أثراً أكثر ..
ـــــ إما أن ننطلق من الوصف الشامل والكلي، ثم ننتقل إلى وصف الجزئيات .. مثلا ،عندما ننظر إلى الشجرة ،فإننا ننظر إليها في كليتها وشموليتها، ثم نبدأ ننظر إلى الجزئيات: الفروع /
الأغصان / الجذر / الأوراق / ...
*وأخيراً يجب على المبدع أن يحدد موقفه الفكري والنفسي الذي سيعبر عنه من خلال ما يصف .. مع اختيار الألفاظ اللازمة ، والتعابير المناسبة ، مع اعتماد الإيجاز إذا كان الإيجاز حسناً ، أو التوسع إن كان ضرورياً ..
فإذا كان المصور يستعمل كاميرا لتصوير الحدث ،فإنه يحتاج بالضرورة على تحديد الموقع الذي سيتم منه التصوير : من فوق ،من تحت ،من خلف ،من الأمام .. كما يحدد نوع المشهد :تحركات البطل ، منظر طبيعي ... إنه يستعمل الصورة التقنية التي تعتمد على الصوت والحركة ، بينما لا يتوفر الكاتب إلا على إمكانياته اللغوية وخياله .. فبدون رصيد لغوي لا يمكن أن نفلح في الوصف والتصوير ..
*كل مبدع يرتكز على مكونات الصورة منها:
*/ اللغة / كوسيلة للتصوير ،كما أن الألوان هي وسيلة للرسم ،
*/ الحس والتجريد / نقل المعطيات الحسية من واقعها إلى مجال اللغة من ألفاظ وتراكيب .. كما يجب أن يركز على الوظائف الثلاثة :
*/ الجمالية / الابتعاد عن اللغة المألوفة .../
*/ الانفعالية / التركيز على الإحساس والوجدان والشعور /
*/ الوصفية / وصف المظهر الخارجي ونقل جزئياته .. كما لا ينسى وظيفة أخرى وهي :
* / الحجاجية / أي إقناع المتلقي لإزالة استغرابه بالتعليل وتوضيح الغامض بالصورة عن طريق القياس والمشابهة ..
فلكل مبدع له طريقته الخاصة ، ومهارته وتجربته ، إلا أن أهم شيء يجب التركيز عليه هو امتلاك رصيد لغوي قوي ومتين ..
بالنسبة للتلاميذ .. ومن خلال تجربتي المتواضعة ،أن التلاميذ لا يدركون هذه المرتكزات التي تدخل ضمن المعرفة من الواجب أن يتسلح بها ..بل يدركونها جيداً على شكل تطبيقات إجرائية تتم على شكل ورشات ..كل ورشة تتكلف بعنصر مكون لمحتوى السرد ..
*الورشة رقم 1 / ماذا حدث .. ؟ نترك لهم الحرية لكي يتصوروا مجموعة من الأحداث الممكنة /وجود رجل ميت على جانب الطريق / امرأة تعدو وسط الطريق / شرطي يقف أمام باب جارنا /...
* الورشة رقم 2 /من شارك في الحدث..؟ / أي الأطراف أو العوامل المشاركة في بناء الحدث ../ فحدث وقوف شرطي أمام باب جارنا / الجار يخرج / امرأته تتبعه / خروج أولاده الصغار / تحضر سيارة الشرطة / ...
*الورشة رقم 4 / أين ومتى..؟ / في القرية / المدينة / الصباح / الليل / ..
*الورشة رقم 5 /كيف وقع ..؟/ تعاقب الأفعال المكونة للحدث وفق نسق منطقي زمني ..
*الورشة رقم 6/ لماذا وقع ..؟ الأسباب التي أدت إلى وقوع الحدث ..
كل ورشة تعين مقرراً يتحدث عن ما أنجزته ، يتم تجميع الإنجازات التي تسجل على السبورة .. ثم تعطى لكل ورشة الفرصة لعرض المحتوى المسرود في قالب لغوي /نص سردي ..
بعدها تأتي عملية صقل اللغة عن طريق الانتقاء والاختيار واجتناب لغة التواصل المألوفة لبناء مكونات الصور التي تحدثنا عنها سابقاً .مع اختيار الضمير الذي يتجسد به القائم بالسرد وزاوية النظر أو موقع الرؤية المعتمدة في سرد الأحداث ..
مما سبق نكون قد عملنا على أجرأة المكونات والعناصر المساهمة في إنتاج سردي عن طريق تطبيقات إجرائية تعتمد على تعزيز ما هو إيجابي وإقصاء ما لا يخدم طريقة كيفية كتابة قصة للتلاميذ ..
ماذا فعلنا ..؟ افترضنا الحكاية وانطلقنا منها ، واستعراضنا خيارات لبناء عناصرها ،في محاولة منا تجسيدها في خطاب لغوي ، من أجل تحويل ما افترضناه إلى نص سردي ..
أتمنى أن تكون محاولتي في تشخيص آليات تهم القصة القصيرة أن تكون مفيدة ومقنعة ..
شكراً لك أختي المبدعة ربيحة على أسئلتك القيمة ، والتي تعاملت معها أثناء التدريس ..
شكراً على اهتمامك وكلمتك الطيبة مرة أخرى..
تقديري واحترامي .. الفرحان بوعزة ..

الفرحان بوعزة
21-06-2013, 01:07 AM
إجابات ولا أروع تروي ظمأ المتعطّش للمعرفة
ما أسعدنا برفقتك أستاذي
فخورة أنا بمعرفتك وبمتابعة هذه المقابلة الرّاقية التي تقرّبني من شخصك
صفو مودّتي وتقديري

شكراً لك أختي الفاضلة والمبدعة المتألقة : فـــاتـن على اهتمامك وكلمتك الطيبة ..
أنا الذي أفتخر بمعرفتكم في هذا الصرح الأدبي العتيد ..
شكراً على كلمتك الطيبة وتشجيعك المتميز .. وشكراً للأخت براءة زهرة المنتدى التي أتاحت لي فرصة التعبير ،
والتقرب إليكم والاستماع إلى شغبي وثرثرتي .. أتمنى ان أكون في المستوى المطلوب ..
تحياتي الصادقة ..
الفرحان بوعزة ..

براءة الجودي
21-06-2013, 09:28 AM
كل مبدع يرتكز على مكونات الصورة منها:
*/ اللغة / كوسيلة للتصوير ،كما أن الألوان هي وسيلة للرسم ،
*/ الحس والتجريد / نقل المعطيات الحسية من واقعها إلى مجال اللغة من ألفاظ وتراكيب .. كما يجب أن يركز على الوظائف الثلاثة :
*/ الجمالية / الابتعاد عن اللغة المألوفة .../
*/ الانفعالية / التركيز على الإحساس والوجدان والشعور /
*/ الوصفية / وصف المظهر الخارجي ونقل جزئياته .. كما لا ينسى وظيفة أخرى وهي :
* / الحجاجية / أي إقناع المتلقي لإزالة استغرابه بالتعليل وتوضيح الغامض بالصورة عن طريق القياس والمشابهة ..
فلكل مبدع له طريقته الخاصة ، ومهارته وتجربته ، إلا أن أهم شيء يجب التركيز عليه هو امتلاك رصيد لغوي قوي ومتين ..
بالنسبة للتلاميذ .. ومن خلال تجربتي المتواضعة ،أن التلاميذ لا يدركون هذه المرتكزات التي تدخل ضمن المعرفة من الواجب أن يتسلح بها ..بل يدركونها جيداً على شكل تطبيقات إجرائية تتم على شكل ورشات ..كل ورشة تتكلف بعنصر مكون لمحتوى السرد ..
*الورشة رقم 1 / ماذا حدث .. ؟ نترك لهم الحرية لكي يتصوروا مجموعة من الأحداث الممكنة /وجود رجل ميت على جانب الطريق / امرأة تعدو وسط الطريق / شرطي يقف أمام باب جارنا /...
* الورشة رقم 2 /من شارك في الحدث..؟ / أي الأطراف أو العوامل المشاركة في بناء الحدث ../ فحدث وقوف شرطي أمام باب جارنا / الجار يخرج / امرأته تتبعه / خروج أولاده الصغار / تحضر سيارة الشرطة / ...
*الورشة رقم 4 / أين ومتى..؟ / في القرية / المدينة / الصباح / الليل / ..
*الورشة رقم 5 /كيف وقع ..؟/ تعاقب الأفعال المكونة للحدث وفق نسق منطقي زمني ..
*الورشة رقم 6/ لماذا وقع ..؟ الأسباب التي أدت إلى وقوع الحدث ..
كل ورشة تعين مقرراً يتحدث عن ما أنجزته ، يتم تجميع الإنجازات التي تسجل على السبورة .. ثم تعطى لكل ورشة الفرصة لعرض المحتوى المسرود في قالب لغوي /نص سردي ..
بعدها تأتي عملية صقل اللغة عن طريق الانتقاء والاختيار واجتناب لغة التواصل المألوفة لبناء مكونات الصور التي تحدثنا عنها سابقاً .مع اختيار الضمير الذي يتجسد به القائم بالسرد وزاوية النظر أو موقع الرؤية المعتمدة في سرد الأحداث ..
مما سبق نكون قد عملنا على أجرأة المكونات والعناصر المساهمة في إنتاج سردي عن طريق تطبيقات إجرائية تعتمد على تعزيز ما هو إيجابي وإقصاء ما لا يخدم طريقة كيفية كتابة قصة للتلاميذ ..
ماذا فعلنا ..؟ افترضنا الحكاية وانطلقنا منها ، واستعراضنا خيارات لبناء عناصرها ،في محاولة منا تجسيدها في خطاب لغوي ، من أجل تحويل ما افترضناه إلى نص سردي ..
أتمنى أن تكون محاولتي في تشخيص آليات تهم القصة القصيرة أن تكون مفيدة ومقنعة ..
شكراً لك أختي المبدعة ربيحة على أسئلتك القيمة ، والتي تعاملت معها أثناء التدريس ..
شكراً على اهتمامك وكلمتك الطيبة مرة أخرى..
تقديري واحترامي .. الفرحان بوعزة
أستاذي الفاضل / الفرحان بو عزة
كنتُ حينما أقرأُ قصصك أتيقنُ أنَّك ممن يخبئ في جعبته الكثير من العلم الراسخ , كنتُ متيقنة أن وراء هدوءك ورزانتك وتواضعك شخصية جليلة في روحها وطموحها .
وكان كما توقعتُ هنا, المقابلة عرفتني وإخوتي من الأعضاء عليك بشكل أكثر وأقرب من السابق .
وإني لأعتبُ على أستاذي أن لايزور قسم مدرسة الواحة فكثير من التلاميذ ممن فتح صفحة للقصة للتدريب ينتظرون مثل هذا العلم وإنا لندعوك إلى هذا القسم لنستفيد منك وتساند بذلك معلمنا مصطفى حمزة
وطبعا هذا على حسب وقتك الذينراعيه ومقدار عطاءك الذي نثق بكثرته لكنا نطمعُ في المزيد :005:

.....
ماورد من كلامك في مااقتسبته عن مكنات الصورة وكيفية صيغة القصة ابتداء من تخيل الحدث والتدريب عليه كانت طريقة رائعة وربما ستساعدنا هذه الفكرة في الأيام المقبلة إن شاءلله إن استعصى علينا أمر في سرد الحدث
لكم تقديري وودي

بهجت عبدالغني
21-06-2013, 04:13 PM
وما زلنا نتابع هذا اللقاء المبدع
والتوضيحات الرائعة والمفيدة جداً لأديبنا المبدع الفرحان بوعزة


محبتي وتقديري ..

الفرحان بوعزة
21-06-2013, 07:09 PM
أستاذي الفاضل / الفرحان بو عزة
كنتُ حينما أقرأُ قصصك أتيقنُ أنَّك ممن يخبئ في جعبته الكثير من العلم الراسخ , كنتُ متيقنة أن وراء هدوءك ورزانتك وتواضعك شخصية جليلة في روحها وطموحها .
وكان كما توقعتُ هنا, المقابلة عرفتني وإخوتي من الأعضاء عليك بشكل أكثر وأقرب من السابق .
وإني لأعتبُ على أستاذي أن لايزور قسم مدرسة الواحة فكثير من التلاميذ ممن فتح صفحة للقصة للتدريب ينتظرون مثل هذا العلم وإنا لندعوك إلى هذا القسم لنستفيد منك وتساند بذلك معلمنا مصطفى حمزة
وطبعا هذا على حسب وقتك الذينراعيه ومقدار عطاءك الذي نثق بكثرته لكنا نطمعُ في المزيد :005:
.....
ماورد من كلامك في مااقتسبته عن مكنات الصورة وكيفية صيغة القصة ابتداء من تخيل الحدث والتدريب عليه كانت طريقة رائعة وربما ستساعدنا هذه الفكرة في الأيام المقبلة إن شاءلله إن استعصى علينا أمر في سرد الحدث
لكم تقديري وودي

شكراً لك أختي الفاضلة والمبدعة المتألقة .. براءة .. على إعطائي هذه الفرصة لأتعرف على إخواني وأخواتي أكثر في هذا المنتدى الطيب ..
شكراً على اهتمامك النبيل ،وكلمتك الطيبة التي تنم عن خلق كريم وتواضع جليل ..
خلال هذه السنة الدراسية الفارطة ، كنت أعمل بجانب أخي الشاعر عبد الله فراجي على تعليم كيفية كتابة القصة والقصيدة الشعرية ، داخل الثانويات التأهيلية ، والتعلم موجه لجميع التـــلاميذ بالمستويات التالية : الجذع المشترك بسلكيه الأدبي والعلمي ، والأولى باكالوريا ، والثانية باكالوريا .. وفعلا وجدنا طاقات وقدرات كامنة لدى التلاميذ ، ولا يبقى إلا تفجيرها وصقلها .. والعائق الذي نجده : ضعف التلاميذ في اللغة ، وهشاشة في امتلاك القواعد ، واللغة هي الوسيلة الوحيدة لتفتيق الأفكار والخواطر والأحاسيس .. بإمكان التلاميذ أن يسردوا عليك العناصر المكونة للسرد ،ولكنهم لا يتقنون تطبيقها ،فعن طريق التقويم والتعزيز والتشجيع .. يصبحون مستعدين لخوض التجربة الإبداعية بأنفسهم ..
لا نقرأعليهم قصصنا وأشعارنا ، بل نهدف إلى سماع قصصهم وإبداعاتهم .. وقد نال عدد من التلاميذ جوائز قيمة في مهرجان الشعر بمدينة مولاي إدريس / مكناس ..
والهدف هو نشر ثقافة الإبداع القصصي والإبداع الشعري بين التلاميذ من أجل إعداد البعض لحمل المشعل الأدبي والثقافي مستقبلا ..
شكراً لك على إثارة هذا الموضوع الذي يدخل ضمن رسالة المعلم والأستاذ والمبدع ....
شكراً على اهتمامك وكلمتك الطيبة مرة أخرى ..
كلمة أعتز بها ..
الفرحان بوعزة ..

الفرحان بوعزة
21-06-2013, 07:13 PM
وما زلنا نتابع هذا اللقاء المبدع
والتوضيحات الرائعة والمفيدة جداً لأديبنا المبدع الفرحان بوعزة
محبتي وتقديري ..


شكراً لك الكريم والمبدع المتألق .. بهجت الرشيد ..على الهتماك النبيل ..
وكلمتك الطيبة ..
كلمة أعتز بها من أخ وصديق وفي ..
محبتي وتقديري ..
الفرحان بوعزة ..

خليل حلاوجي
21-06-2013, 07:23 PM
القاص الكبير الأستاذ الفرحان بوعزة
هل تأذن لي أن أشاكس معك طارحًا هذه الأسئلة ..؟؟


1- هل تعتقد أن ثقافة الكلمة اليوم مستهدفة من قبل ثقافة الصورة ؟

2- هل لك إسهامات في أدب الطفل ؟

3- أيهما أقرب لذائقتك الأدبية : الوعي أم التاريخ ؟


/

شكرًا لحضورك هنا في واحتنا .. ملتقى الفضلاء ..

خليل حلاوجي
21-06-2013, 07:36 PM
لكل مبدع له طريقته الخاصة ، ومهارته وتجربته ، إلا أن أهم شيء يجب التركيز عليه هو امتلاك رصيد لغوي قوي ومتين ..
بالنسبة للتلاميذ .. ومن خلال تجربتي المتواضعة ،أن التلاميذ لا يدركون هذه المرتكزات التي تدخل ضمن المعرفة من الواجب أن يتسلح بها ..بل يدركونها جيداً على شكل تطبيقات إجرائية تتم على شكل ورشات ..كل ورشة تتكلف بعنصر مكون لمحتوى السرد ..
*الورشة رقم 1 / ماذا حدث .. ؟ نترك لهم الحرية لكي يتصوروا مجموعة من الأحداث الممكنة /وجود رجل ميت على جانب الطريق / امرأة تعدو وسط الطريق / شرطي يقف أمام باب جارنا /...
* الورشة رقم 2 /من شارك في الحدث..؟ / أي الأطراف أو العوامل المشاركة في بناء الحدث ../ فحدث وقوف شرطي أمام باب جارنا / الجار يخرج / امرأته تتبعه / خروج أولاده الصغار / تحضر سيارة الشرطة / ...
*الورشة رقم 4 / أين ومتى..؟ / في القرية / المدينة / الصباح / الليل / ..
*الورشة رقم 5 /كيف وقع ..؟/ تعاقب الأفعال المكونة للحدث وفق نسق منطقي زمني ..
*الورشة رقم 6/ لماذا وقع ..؟ الأسباب التي أدت إلى وقوع الحدث ..
كل ورشة تعين مقرراً يتحدث عن ما أنجزته ، يتم تجميع الإنجازات التي تسجل على السبورة .. ثم تعطى لكل ورشة الفرصة لعرض المحتوى المسرود في قالب لغوي /نص سردي ..
بعدها تأتي عملية صقل اللغة عن طريق الانتقاء والاختيار واجتناب لغة التواصل المألوفة لبناء مكونات الصور التي تحدثنا عنها سابقاً .مع اختيار الضمير الذي يتجسد به القائم بالسرد وزاوية النظر أو موقع الرؤية المعتمدة في سرد الأحداث ..
مما سبق نكون قد عملنا على أجرأة المكونات والعناصر المساهمة في إنتاج سردي عن طريق تطبيقات إجرائية تعتمد على تعزيز ما هو إيجابي وإقصاء ما لا يخدم طريقة كيفية كتابة قصة للتلاميذ ..
ماذا فعلنا ..؟ افترضنا الحكاية وانطلقنا منها ، واستعراضنا خيارات لبناء عناصرها ،في محاولة منا تجسيدها في خطاب لغوي ، من أجل تحويل ما افترضناه إلى نص سردي ..



محاولاتك .. نافعة ومفيدة ومنهجية ..
شكراً لك أخي المبدع ..
تقديري واحترامي ....

الفرحان بوعزة
23-06-2013, 11:30 AM
القاص الكبير الأستاذ الفرحان بوعزة
هل تأذن لي أن أشاكس معك طارحًا هذه الأسئلة ..؟؟
1- هل تعتقد أن ثقافة الكلمة اليوم مستهدفة من قبل ثقافة الصورة ؟
2- هل لك إسهامات في أدب الطفل ؟
3- أيهما أقرب لذائقتك الأدبية : الوعي أم التاريخ ؟
/
شكرًا لحضورك هنا في واحتنا .. ملتقى الفضلاء ..

أخي الأديب والمفكر المتألق خليل .. تحية طيبة ..
مشاكستك أخي حلوة تنبني على هدف نبيل .. ورسالة إنسانية ..
هل تعتقد أن ثقافة الكلمة اليوم مستهدفة من قبل ثقافة الصورة ؟
ما فهمته لأول وهلة من السؤال أن ثقافة الكلمة تتعرض للتقليل من أهميتها نظراً لتطور الوسائل الحديثة المرئية ،وقد نتخيل أن وظيفتها تراجعت ولم تعد تؤدي دورها في الرفع من المستوى الثقافي للفرد والمجتمع أمام شيوع الصورة ،لكن عن أي كلمة نتكلم ..؟ الكلمة الطيبة ، أم الكلمة الأدبية ..؟ وأعتقد أن الكلمة التي تساهم في الثقافة هي الكلمة الطيبة التي تدخل ضمنها الكلمة الأدبية ، والتي تساهم في ثقافة الفرد والمجتمع ..ثقافة مبنية على امتلاك معرفة متنوعة ومختلفة ، وعلى وعي كبير بترجمتها إلى فعل وسلوك في حياته العامة ..
قال تعالى: ( ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمةً طيبةً كشجرةٍ طيبةٍ أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون..)
وقال صلى الله عليه وسلم: / اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة /
من خلال قول الله تعالى وقول الرسول الكريم ، نفهم أن الكلمة الطيبة لا تصدر إلا عن إنسان طوع نفسه ورباها على الكلام الحسن ، كلام يترك أثراً طيباً في نفسية السامع ، كما تساعد على مد جسور أواصر المحبة والإخاء والتسامح .. فبالكلمة الطيبة نبني شخصية صالحة تساهم في إرساء مجتمع قائم على ثقافة التسامح والرحمة وفعل الخير .. إنها تعمل على تلاحم أفراد المجتمع وتعاضدهم .. إنها تساعد على التعاون والمساعدة ، وتقابلها الكلمة الخبيثة التي قال فيها الله تعلى / وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ/ فالكلمة غير المؤدبة التي تستخدم في الحديث اليومي ، كالشتائم والسباب والكلمات التي تنطوي على تحقير للآخرين تربك الكثير من العمليات الحيوية داخل الجسم ، وتضر قائلها أكثر مما تضر الشخص الموجهة إليه ..
قرأت مقالا أعجبت به قبل أيام لعالم روسي كبير في سلامة البيئة والبقاء هو البروفيسور جينادي شورين ، يقول في هذا الصدد / إن كل الأديان ، دون استثناء ، تحث على استخدام الكلام الطيب والابتعاد عن الكلام البذيء الذي يخدش الحياء ، وكل فلاسفة الأخلاق منذ فجر التاريخ يفعلون ذلك /
وعليه فإن الكلمة الطيبة سواء كانت دينية أو سياسية ... تبني مجتمعاً متكاملا ، يتشبع أفراده بثقافة دينية معرفية ،اجتماعية اقتصادية وعلمية....أما الكلمة الخبيثة فإنها تخلق الفتنة وتحرض على الشر ، فبين الكلمة الهادمة والكلمة البانية بون شاسع ، الأولى تنشر ثقافة سليمة تخلق حياة أرقى وأفضل ، والثانية تنشر ثقافة مزيفة تؤدي إلى التأخر والانحطاط .. فالثقافة هي التعليم النظري و الوعي هو التطبيق العملي لها . وكلما كان الإنسان أكثر ثقافةً ووعياً، كانت حياته أرقى وأفضل، وكلما انخفض المستوى الثقافي كلما انحط وعيه بما يفعل ..
..أما الصورة فقد لعبت دوراً كبيراً في التواصل الفوري ، حيث تقترب من المشاهد عن طريق وسائل حديثة ، فلها وجه إيجابي إن استثمرت فيما ينفع الناس ،خاصة إذا أدمجناها في مقرراتنا التعليمية ،ووظفناها كمهارة تمكن المتعلم من ملاحظة ووصف وتفسير مضمونها، واستنتاج ما تحمله من أفكار وقيم ، وما تحتوي عليه من معايير فنية أو جمالية من أجل تحويل مكوناتها إلى كلام منطوق أو مكتوب..
والصورة تعتبر من وسائل الاتصال في عصرنا الحاضر ، إذ تساعد المتعلم على اكتساب لغة جديدة ، فتشحذ فكره ،وتقوي من دقة ملاحظته ، كما تعمل على تثقيفه .. فالعصر الحالي يتوفر على آلات التصوير المتطورة التي تساعد المتعلم على التفاعل مع الصورة عن طريق ما يسمى / البلاغة البصرية / أما الوجه السلبي للصورة فإنه يتجلى في نشر الأخلاق الفاسدة ،خاصة لما تهدف إلى بناء ثقافة هدامة للفرد والمجتمع ، والإجهاز على القيم الأخلاقية والإنسانية ، وهذا ما يجعلنا أن نؤمن بأن الصورة قد تكون كالكلمة الطيبة ، وقد تكون خبيثة كالكلمة الخبيثة ..
في اعتقادي أن تأثير الصورة على الإنسان في العصر الحالي هي الأقوى نظراً للتطور الهائل لوسائل الاتصال المتطورة التي لا يمكن مراقبتها وتتبعها خاصة في غياب ثقافة القراءة الجادة وغياب دقة الرقابة الأخلاقية ..
2ــــ هل لك إسهامات في أدب الطفل ؟
فعلا أخي ، كتبت بعض القصص للأطفال ، وترجمت قصصاً من الفرنسية إلى العربية ، وهي متراكمة ، ولكن لما أقرأها من جديد ،يتخيل لي أنها تحتاج إلى تنقيح وتعديل لتساير العصر .. وأعتقد جيداً أن قصص الأطفال هي من أصعب الكتابات الإبداعية ، على المبدع أن يعرف الطفل جيداً ،وقبل أن يكتب له ،عليه أن يحتك بجميع العلوم التي تدور حول الطفل .. بصراحة يعجبني أن أعلم الطفل ليكتب عن الطفل ، يبقى دوري هو تقويم ما يكتبه وما يقوله .. يعجبني الإنصات إليه ،يجب تركه أن يتكلم أكثر ليفرغ طاقاته وقدراته الكامنة ..
3 ـــ أيهما أقرب لذائقتك الأدبية : الوعي أم التاريخ ..؟
كثير من الحوادث تقع في زماننا ، فعندما نبحث عن حوادث مشابهة لها في التاريخ نستطيع أن نحل الأزمات الحالية ، ومن هنا يكون الهدف من دراسة التاريخ هو ترسيخ الوعي بالتاريخ .. وقد لاحظ ابن خلدون / أن أعمار التاريخ هي مراحل العمر . التاريخ هو العمر الكبير، والإنسان هو التاريخ الصغير.. /
فالمبدع عندما يكتب يقرأ الحاضر على ضوء الماضي .. ويمكن أيضا قراءة الماضي في الحاضر. فالماضي ما هو إلا مكون للحاضر،فلا بد أن ينمي وعيه بالتاريخ ،والوعي يتجلي في الاطلاع على حوادثه .. وما إبداع الكاتب إلا انطلاقاً من وعيه بالتاريخ الذي يساعده على فهم أزمات أبطال وشخصيات التاريخ ليشكلها برؤيته المعاصرة .. فالأقرب عندي هو الوعي بالتاريخ ..
أتمنى أن أكون في المستوى المطلوب ،وأن أكون في مستوى الإجابة على أسئلتك العميقة والذكية ..
محبتي وتقديري ..
الفرحان بوعزة ..

الفرحان بوعزة
23-06-2013, 06:05 PM
محاولاتك .. نافعة ومفيدة ومنهجية ..
شكراً لك أخي المبدع ..
تقديري واحترامي ....

شكراً لك أخي خليل على تشجيعك المتميز ، تشجيع أعتز به ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

كريمة سعيد
24-06-2013, 02:52 PM
مازلت أتابع هذا الحوار الشيق الذي استفدت منه الكثير...
ومرة أخرى أعود بسؤال حول تحديد المصطلح الأدبي ودقته:
- على من تقع مسؤولية ضبط المصطلح: الناقد أم المبدع؟
- من بين المصطلحات المختلفة للقصة القصيرة جدا، أيهم تفضله؟ ولماذا؟
مع تقديري واحترامي

الفرحان بوعزة
25-06-2013, 12:50 AM
مازلت أتابع هذا الحوار الشيق الذي استفدت منه الكثير...
ومرة أخرى أعود بسؤال حول تحديد المصطلح الأدبي ودقته:
- على من تقع مسؤولية ضبط المصطلح: الناقد أم المبدع؟
- من بين المصطلحات المختلفة للقصة القصيرة جدا، أيهم تفضله؟ ولماذا؟
مع تقديري واحترامي


تحية طيبة .. أختي المبدعة المكتألقة .. كريمة ..
ـــ على من تقع مسؤولية ضبط المصطلح : الناقد أم المبدع ؟
من البديهي ،أن النقد لا يتولد من فراغ ، بل يستوجب أن يكون الإبداع موجوداً ، ففي العصر الجاهلي كان الشعر هو علم الأمة العربية آنذاك ، فكثر الشعر والشعراء ، فتباينوا في إبداعاتهم ، فأجادوا في قول الشعر ،
وتنافسوا فيما بينهم ، فتميز شاعر عن الآخر ، فبدأ المهتمون بالشعر يطلقون أحكاماً انطباعية وذاتية نابعة من التذوق لقصيدة ما أو لبيت شعري .. ومعظم هذه الأحكام تنطلق من سؤال محدد : ما أشعر بيت قالته العرب؟ وما أشعر بيت قاله فلان، وأيهما أشعر أجرير أم الفرزدق؟ ... فعمر بن الخطاب كان يفضل زهير بن أبي سلمى ، والنابغة كان يفضل الأعشى ، ..إنها أحكام انطباعية تذوقية لا ترتقي بالنقد إلى مرتبة العلم .
يقول الدكتور عبد الإلـه نبهان:.
/ وربما كان من أوائل الكتب المشتملة على طابع نقدي على نحوٍ ما كتاب: "فحولة الشعراء" للأصمعي الناقد اللغوي، ولا شك في أن عبارة "الشاعر الفحل" كانت شائعة آنذاك، لكن الأصمعي حاول أن يحدد المقصود بعبارة "الشاعر الفحل" و"الفحولة" التي تنزّلت منزلة المصطلح، تعني مزيّة تفيد الأفضلية، فالشاعر الفحل "مَنْ كانت له مزية على غيره كمزية الفحل على الحِقاق../
ومن هنا يمكن القول أن نشوء المصطلح في أي علم لا بد له من مرحلة تراكمية، ولا بد من عوامل أخرى يجب أن تسهم في نشوئه وتطوره ...‏
وعلى ضوء مما سبق ، يتبين أن الإبداع سابق للنقد ، وأن الناقد لا بد أن يجد إبداعاً متراكماً ليولد مصطلحاته من إبداعات مختلفة ومتنوعة ..فهو المسؤول عن التدقيق في استعمال المصطلح النقدي المناسب ، فالمبدع يبدع ولا يهمه هل يجاري المصطلحات النقدية الموجودة في عصره أم لا ، بل هو الذي يجبر الناقد أن يبحث عن مصطلحات نقدية جديدة ..
2 ـــ من بين المصطلحات المختلفة للقصة القصيرة جدا، أيهم تفضله؟ ولماذا..؟
يتخيل بعض النقاد أنهم ابتكروا مصطلحاً جديداً الذي يتداول اليوم بقوة تحت اسم / القصة القصيرة جداً / والواقع استبدلوه بما كان يسمى في القديم ب/ الأقصوصة / فلها نفس الخصائص والعناصر المعروفة للأقصوصة .فكلما وجدوا خرقاً لبعض العناصر أعطوه اسماً جديدة من قبيل /القصة الومضة / القصة اللقطة / القصة المكثفة / اللوحة القصصية / القصة الكبسولة / ...مما خلق إشكالية وجود مصطلح واحد قابل لاتفاق النقاد حوله ، فقد تعددت المفاهيم النقدية وفق محتوى النص ودلالته الرمزية ،فهي غالباً ما تكون معبرة عن المضمون فقط ، يقول الدكتور أحمد حسين محمد عسيري / وبالتالي تعددت المسميات وتنوعت الآراء في التعريف الفني للقصة القصيرة جدا ، وإن كان هناك اتفاق على أسس باعتبارها فناً أدبياً يتناول سرداً وقع أو محتمل وقوعه /
المشكل ، نجد بعض الكتاب استسهلوا هذا النوع من القص ، فكتبوا جملة أو جملتين وقالوا نحن نكتب قصة قصيرة جداً .. فأين السرد .. ؟ والأغرب هناك من أعطاها اسماً مختصراً / ق.ق.ج./ مما يشوه تسميتها .. إما أن نكتب قصة قصيرة جداً ــــ وهي لا تختلف كثيراً عن القصة القصيرة ـــ مبنية على الخصائص والعناصر التي حددها النقاد للقصة القصيرة مع إضافات جديدة .. وما دام مصطلح / القصة القصيرة جدا / هو الشائع بين النقاد ،فمن المؤكد أن المصطلحات الأخرى ستموت بفعل التراكم القصصي لهذا الفن الجديد /القديم /...
شكراً لك أختي المبدعة المتألقة كريمة على أسئلتك القيمة ، اهتمام أعتز به ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

د. سمير العمري
25-06-2013, 02:47 PM
تابعت بعجالة بعض جوانب هذا الحوار الثري مع الأديب المبدع الفرحان ، وسرني الكثير منها كأسئلة عميقة ذكية وإجابات مقنعة ومنهجية.

ومن باب المساهمة السريعة في الحوار أسأل الأخ الأديب الكريم هذين السؤالين:

1- ما هي مقومات نظرتك للرؤية الإبداعية في مجال الفن القصصي؟

2- ما هو تقييمك الشخصي للأداء الثقافي من خلال الشابكة ، وما عوامل النجاح التي تراها كأديب في هذا الجانب؟؟

تقديري

الفرحان بوعزة
26-06-2013, 02:25 PM
تابعت بعجالة بعض جوانب هذا الحوار الثري مع الأديب المبدع الفرحان ، وسرني الكثير منها كأسئلة عميقة ذكية وإجابات مقنعة ومنهجية.
ومن باب المساهمة السريعة في الحوار أسأل الأخ الأيب الكريم هذين السؤالين:
1- ما هي مقومات نظرتك للرؤية الإبداعية في مجال الفن القصصي؟
2- ما هو تقييمك الشخصي للأداء الثقافي من خلال الشابكة ، وما عوامل النجاح التي تراها كأديب في هذا الجانب؟؟
تقديري


شكراً لك أخي الدكتور سمير على مشاركتك شغب كلمتي ،التي شرفني بها هذا المنتدى العتيد والذي جمع نخبة طيبة من الأديبات والأدباء .. شكراً لك أخي الدكتور سمير على أسئلتك القيمة ، إنه اهتمام أعتز به دوماً ..
1 ـــ ما هي مقومات نظرتك للرؤية الإبداعية في مجال الفن القصصي؟
كل مبدع لا يعيش منعزلا عن بيئته ومحيطه ، فهو يعيش بين الناس ، ولكن لم يحدث أن أصبح جميع الناس كتاب قصة .. مع أن كل إنسان يستطيع أن يحكي لك قصة شاهدها أو عايشها في الطريق في المنزل ، في الشارع والمقهى .. /فالاستعداد القصصي خاصية إنسانية يشترك فيها جميع الناس كما يقول الدكتور عز الدين إسماعيل ، لكن كاتب القصة يختلف عن كل إنسان بما يلي :
*ينظر إلى الأشياء الواقعة نظرة خاصة ،فهو لا يقف عند سطح الأفكار والحوادث ،بل يتعمق فيها ويخلع عليها من حسه وشعوره وأفكاره ، وموقفه ..
*يشكلها ويخضعها إلى رؤى عديدة ، جاعلا منها تكوينا خاصاً وفلسفة أخرى .. فما من مبدع إلا ويستقي مادته الإبداعية من الواقع الاجتماعي الذي يعيشه ، فإنه يعود كذلك إلى تأثير العوامل الذاتية والاجتماعية معا ، إن الإبداع يعود بالدرجة الأولى إلى حيوية المبدع وما يتمتع به من خصائص نفسية وعقلية من ذكاء ، وتخيل ، وذاكرة وتوفر الميول الكافية من رغبات وآمال..
* كل مبدع يخزن ويراكم ما أثار اهتمامه في فكره ونفسه ،عندما يريد أن يبدع يلجأ إلى مخزونه الفكري فيغربله ويختار ما يكون له أهمية ، فكثيراً من المبدعين يظنون أن قيمة الحوادث الكبرى هي الصالحة أكثر للقصة .. ولكن القيمة تأتي من أن الكاتب هو الذي يتعمق في الحادث ، ويضفي عليها رؤيته الخاصة وتصوره المتفرد من جوانب متعددة .. سواء كانت الحادثة كبيرة أم صغيرة ..
فالقصة القصيرة لها عناصر من بينها : البنية / اللغة / الصورة / بالإضافة إلى عناصر أخرى بدونها لا يستقيم العمل الأدبي ، فمن خلالها يمكن للمبدع أن يقدم وجهة نظره من خلال تجربته في الحياة .. فهو قد لا يقدم تفسيراً للواقع وإنما يصفه ، فإما أن يكون رافضاً له ، فيقترح البديل مع اقتراح تساؤلات إنسانية كبرى .. وإما أن يقف موقف المؤيد ، وفي هذه الحالة يكون إبداعه مفسراً للحياة .. فلماذا لا يكون كاتب القصة له رؤية خاصة من العالم ومن الحياة تميزه وتشهد له بالتفرد في إبداعه ، مدركاً للأشياء في حقيقتها كما يعيشها وكما تراها عينه الباطنية ، وكما تحس بها نفسه ومشاعره .. لماذا لا يعبر بتلقائية الإبداع وفوضويته عن طريق الحلم والكشف والاستشراف والتخيل ،وإخراج مخزون اللاشعور .. ؟ ومطاردة المجهول والمخبوء في الحياة .. إن المبدع كمن يسرق ناراً ليضيء ليس واقعه فقط بل يضيء ما يسكن ما فوق واقعه .. وأعتقد أن الرؤية الإبداعية قد تبلورت أكثر في الشعر المعاصر ، وفي ظل هدم الحواجز بين الأجناس الأدبية ،ركب القصاصون رؤى إبداعية حديثة مستلهمة من رؤى شعرية ، مما أسقط البعض في الغموض والرمزية المغلقة ....
2 ــــ ما هو تقييمك الشخصي للأداء الثقافي من خلال الشابكة ، وما عوامل النجاح التي تراها كأديب في هذا الجانب؟؟
ـــ إن أهم ما يميز الشابكة هو إتاحة الفرصة لعدد من المبدعين والمبدعات لممارسة الكتابة ، والتعبير عن تجربتهم الإبداعية ..وجعلها أمام أعين القراء للاستفادة من آرائهم وانتقاداتهم .. نجد الكثير بدأ بقصة وهو ينتظر مقياس نجاحها أو فشلها عن طريق تفاعل القراء معها .. وكثيراً من نشروا إبداعاتهم في عدة منتديات ،ولم ينشروها على الورق ، فانسحبوا لأسباب عديدة ..
ــــ على الشابكة أن لا تقتصر على فرصة السماح بالنشر ، بل تضع من بين أهدافها : التقويم ، النقد البناء ، الابتعاد عن الردود الاستهلاكية ، انتقاء النصوص المتميزة ووضعها تحت مجهر نقاد متخصصين ..
ـــ تعددت وتنوعت المنتديات الثقافية ، تنقحت وأصبحت ملاذاً لتفجير طاقات وقدرات إبداعية جديدة ، في محاولة من مبدعين جدد إثبات ذواتهم رغم ما يحسون به من تهميش وإقصاء من الكاتب الكبار .. يقول أحد الباحثين وقد استشهدت بمقولته سابقاً ، يقول الباحث : نستطيع القول ، إن المنتديات الثقافية والأدبية ، هي بمثابة الوعاء الحاضن للمثقفين والأدباء ، وهي الفرصة السانحة لتداول أهم الأفكار والمعارف ،وهي التي توفر للجيل الجديد من المثقفين والأدباء فرصة التعبير عن إنتاجهم الثقافي والأدبي ../
ــــ على الكتاب أن يراجعوا إبداعاتهم جيداً قبل نشرها ، على الأقل يطرح كل مبدع السؤال التالي : ماذا كتبت ..؟ وكيف كتبت ..؟ وهل النص خال من الأخطاء الإملائية والنحوية ..؟ هل طبقت تقنيات السرد وعناصره المتعارف عليها ..؟ فليس كل مكتوب هو قابل للنشر ..وعليهم أن لا يسقطوا في تكرار المواضيع ، مع الاعتناء بالعناوين ، فالعنونة لها أهمية في توسيم النص و تميزه وتفرده ..
أخي الكريم والمبدع المتألق سمير ، دمت لنا قدوة بدون مجاملة ، وأتمنى أن أكون في مستوى أسئلتك الدقيقة والمركزة .. وكان في نيتي أن أعرج على الرؤية السردية مع إنجاز تطبيقات حولها .. وإلى فرصة أخرى إن شاء الله ..
دمت بخير ، محبتي وتقديري ..
الفرحان بوعزة ..

براءة الجودي
27-06-2013, 01:57 AM
نتابع بشغف هذه الإرشادات والنصائح لكل كاتب حال كتابته وماذا عليه أن يفعل طريقة ميسرة ورائعة تجعلنا نراجع نفسنا عندالكتابة , مقابلة ثرية حقا , أشكرك على إجاباتك فيها

همسة ..أحب أن أنبه إخوتي أن انتهاء المقابلة سيكون خلال الإثنين القادم إن شاءالله فمن لديه سؤال فأتمنى أن يستعجل به
تقديري

ناديه محمد الجابي
29-06-2013, 11:17 AM
قبل أن أبدأ يجب أن أشكرك( براءة ) على حرفنيتك في اللقاء الصحفي الذي تقدمينه
تمتلكين حسا رائعا في الأختيار, وقلما بارعا في التقديم, وقدرة فائقة على إدارة
اللقاء وتوجيهه ـ قدمت لنا في كل لقاء درة من درر الواحة فتمتعنا بالتعرف عليهم
من قرب وبحديث القلب إلى القلوب.
وفي هذا اللقاء مع الأخ / الفرحان بو عزة سعدنا بكشف أغوار هذا الأخ الأديب
الكريم الذي يمتعنا بإبداعاته القصصية والنقدية في ردوده على المشاراكات .. ممتلكا
دائما لناصية اللغة والبلاغة .. وكما قالت براءة.. هو وحرفه حكاية شفرة.
الأخ/ الفرحان بو عزة ..
في كل قصة أقرأها لك أشعر بقمة المتعة وأنا أحاول فك رموز لغتك القوية في المعنى
والمبنى لأصل إلى المعني الحقيقي فأفوز بالفائدة والمعرفة والثقافة.
أما هنا وأنا أتابع ردودك على أسئلة الأخوة والأخوات فقد شعرت بإني أتناول وجبات
دسمة من الثقافة والمعرفة, وأتمتع بالتجول في جنبات عقل مفكر وأديب ومثقف وناقد
وأستاذ معلم ومبدع. ربما تأخرت في الترحيب بك أخي .. ولكن تأكد إني كنت متابعة
هذا اللقاء والحوار الشيق الذي أثرى عقولنا بالفائدة وبالأجابات الذكية المنهجية.
شكرا لك أيها الأخوالصديق على كل كلمة كتبتها هنا, فقد استطعت أن تجعلنا نبحر معك
في مناقشة قضايا هامة في مجال القصة القصيرة وفنيات كتابتها ـ وأمتعتنا بحوارات
فكرية قيمة وهادفة, فبارك الله فيك وزادك من علمه .. وأهلا بك مرة أخرى
تحياتي وودي.

محمد النعمة بيروك
30-06-2013, 01:46 PM
أولا أرحب بأخي الغالي المبدع بوعزة، وأسأله:

بما أنك مخرج مسرحي وكاتب قصة في ذات الوقت، أرجو أن تحدّثنا عن الفرق بين التجربتين بما أن الكتابة هي استحضار للمُتَخيل الذهني، بينما المسرح حالة ملموسة على الأرض، وتجسيد فعلي للمتَخَيّل.
وهل ينقص العمل المكتوب، حين يُمثّل؟

شكرا لكِ أختي المبدعة براءة، وشكرا مرة أخرى للمبدع الجميل بوعزة.

الفرحان بوعزة
30-06-2013, 06:00 PM
نتابع بشغف هذه الإرشادات والنصائح لكل كاتب حال كتابته وماذا عليه أن يفعل طريقة ميسرة ورائعة تجعلنا نراجع نفسنا عندالكتابة , مقابلة ثرية حقا , أشكرك على إجاباتك فيها
همسة ..أحب أن أنبه إخوتي أن انتهاء المقابلة سيكون خلال الإثنين القادم إن شاءالله فمن لديه سؤال فأتمنى أن يستعجل به
تقديري

شكراً لك أختي الفاضلة والمبدعة المتألقة براءة على إعطائي الفرصة لأتحدث إلى إخواني المبدعين وأخواتي المبدعات ،
أحببتهم من قلبي ، أكن لهم احترامي .. شكراً على اهتمامك النبيل وكلمتك الطيبة ..
اهتمام أعتز به ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

الفرحان بوعزة
30-06-2013, 06:20 PM
قبل أن أبدأ يجب أن أشكرك( براءة ) على حرفنيتك في اللقاء الصحفي الذي تقدمينه
تمتلكين حسا رائعا في الأختيار, وقلما بارعا في التقديم, وقدرة فائقة على إدارة
اللقاء وتوجيهه ـ قدمت لنا في كل لقاء درة من درر الواحة فتمتعنا بالتعرف عليهم
من قرب وبحديث القلب إلى القلوب.
وفي هذا اللقاء مع الأخ / الفرحان بو عزة سعدنا بكشف أغوار هذا الأخ الأديب
الكريم الذي يمتعنا بإبداعاته القصصية والنقدية في ردوده على المشاراكات .. ممتلكا
دائما لناصية اللغة والبلاغة .. وكما قالت براءة.. هو وحرفه حكاية شفرة.
الأخ/ الفرحان بو عزة ..
في كل قصة أقرأها لك أشعر بقمة المتعة وأنا أحاول فك رموز لغتك القوية في المعنى
والمبنى لأصل إلى المعني الحقيقي فأفوز بالفائدة والمعرفة والثقافة.
أما هنا وأنا أتابع ردودك على أسئلة الأخوة والأخوات فقد شعرت بإني أتناول وجبات
دسمة من الثقافة والمعرفة, وأتمتع بالتجول في جنبات عقل مفكر وأديب ومثقف وناقد
وأستاذ معلم ومبدع. ربما تأخرت في الترحيب بك أخي .. ولكن تأكد إني كنت متابعة
هذا اللقاء والحوار الشيق الذي أثرى عقولنا بالفائدة وبالأجابات الذكية المنهجية.
شكرا لك أيها الأخوالصديق على كل كلمة كتبتها هنا, فقد استطعت أن تجعلنا نبحر معك
في مناقشة قضايا هامة في مجال القصة القصيرة وفنيات كتابتها ـ وأمتعتنا بحوارات
فكرية قيمة وهادفة, فبارك الله فيك وزادك من علمه .. وأهلا بك مرة أخرى
تحياتي وودي.

شكراً لك أختي الكريمة والمبدعة المتألقة .. نادية .. على كلمتك الطيبة ،
شكراً على اهتمامك المتميز .. أتمنى أن أكون عند حسن ظن إخواني وأخواتي المبدعين والمبدعات ..
وأن أكون في المستوى المطلوب ، وقد استفدت كثيراً من أسئلة الإخوان والأخوات ،
مما دفعني إلى تعزيز ثقافتي المتواضعة ..
عن طريق الترميم والتصحيح والصقل حتى لا يركبها الصدأ كما يقال ،
والواقع ، فمهما بلغ الإنسان من العلم والمعرفة فإنه يبقى يجهل الكثير والكثير ..
ولهذا ما زلت أتعلم وأطلب المعرفة شأني في ذلك كما هو شأن كل الناس ..
شكراً على كلمتك الطيبة ، كلمة أعتز بها ..
حفظك الله أختي نادية .. ودمت مبدعة متالقة ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

الفرحان بوعزة
01-07-2013, 01:12 AM
أولا أرحب بأخي الغالي المبدع بوعزة، وأسأله:
بما أنك مخرج مسرحي وكاتب قصة في ذات الوقت، أرجو أن تحدّثنا عن الفرق بين التجربتين بما أن الكتابة هي استحضار للمُتَخيل الذهني، بينما المسرح حالة ملموسة على الأرض، وتجسيد فعلي للمتَخَيّل.
وهل ينقص العمل المكتوب، حين يُمثّل؟
شكرا لكِ أختي المبدعة براءة، وشكرا مرة أخرى للمبدع الجميل بوعزة.


شكراً لك أخي محمد علي هذا الاهتمام النبيل ، اهتمام من مبدع متألق وشاعر فذ ..
1 ـــ للإخراج المسرحي قواعده يستوجب دراسة وافية ،ومعرفة كبيرة ، وإحاطة بجمالية الديكور والمؤثرات السمعية والبصرية .. لست مخرجاً مسرحياً ، كل ما هناك أعمل على إخراج مسرحياتي التي تعرض في الورشات الثقافية ودور الجمعيات ودور الشياب ..
أكتب القصة حباً فيها ، وتعجبني مشاغبة كلمتها الأدبية ، وكثيراً من المشاهدين لا يدققون في عملية الإخراج ، بل يهتمون كثيراً بمضمون القصة المسرحية وهل بلغت ذروتها في التأثير والتأثر ..
2 ـــ بعجالة أخي محمد سوف أعرج على التعريف المتداول للقصة والمسرحية ، القصة : نص أدبي يسرد فيه الكاتب أحداثًا معينة، تجري بين شخصين أو عدد من الأشخاص، يستند في قصِّها على الوصف والتصوير، مع التشويق، حتى يصل بالقارئ إلى نقطة تتأزَّم فيها الأحداث وتسمَّى (العُقدة)، فيتطلَّع القارئ معها إلى الحلِّ الذي يأتي في النهاية.
ويُشترط في القصة من الناحية الفنية أن تحتويَ على ثلاثة عناصر: تمهيد للأحداث، ثم عقدة تتأزَّم عندها الأحداث، ثم خاتمة يكون فيها الحل.
والقصة تكون وسطًا بين الأُقصوصة والرواية.
المسرحية: نص قصصي حواري، يصاحبه مناظر ومؤثرات فنية مختلفة. ويراعى في المسرحية جانبان: جانب النص المكتوب، وجانب التمثيل الذي ينقل النص إلى المشاهدين حيًّا..
وتتفق المسرحية مع القصة في بعض الجوانب وتختلف عنها في جوانب أخرى.
فالعناصر المشتركة بين المسرحية والقصة: الحدث، والشخوص، والفكرة، والزمان والمكان.
والعناصر المميزة للمسرحية: البناء، والحوار، والصراع.
أما من حيث الممارسة الإبداعية المسرحية فإنه يتجلى أن عملية التأليف والكتابة مرحلة أساسية سواء قبل العرض أو بعده كما هو الشأن لدى التجارب التي نقوم بها على أساس الارتجال ، يقول الدكتور حسن اليوسفي : / فالمسرح كتابة إبداعية تجسد مادياً في كتب مطبوعة بإمكان القارئ التعامل معها مثلما يتعامل مع الأجناس الأدبية الأخرى كالشعر والرواية ، لكن النص المسرحي لا تكتمل إنتاجيته إلا عن طريق عملية إبداعية ثانية تشغل وسائل تعبيرية غير لغوية بالضرورة ، وهذه العملية هي العرض الذي يحتوي على لغات بصرية وسمعية تجعله أقرب إلى فنون الفرجة /
فالنص المسرحي ليس موجهاً أساساً من أجل الاستهلاك القرائي ، بل موجهاً أن يعرض على خشبة المسرح ليشاهده جمهور ما ..
أعتقد أن عرض النص المسرحي على الخشبة يعزز مكانته الأدبية ، فمن خلال هيكل المسرحيّة وتصميمها، و البحث حول كيفية تأدية العمل المسرحي على خشبة المسرح، يتبين لنا مدى نجاح النص المسرحي المكتوب ومدى مطابقته مع النص الإبداعي الثاني المعد للعرض .. فهو لا ينقص من قيمته الأدبية بل يعززه ، ويعمل على نجاحه كنص مقروء وكنص قابل للعرض المسرحي ، وهذا رهين على مهارة الممثلين وكفاءتهم في تقمص الأدوار المختلفة ..
وفي الأخير أقول : كم من مرة أثناء التدريب ، نكشف عدة فجوات وثغرات في النص المكتوب ، فنعيد النظر في مضمونه ،بعدما نعدل المشاهد أو نوجز الحوار لكي نجعله قابلا للعرض والتشخيص ..
شكراً لك أخي محمد على كلمتك الطيبة ، كلمة أعتز بها .. وأتمنى أن أكون في مستوى الجواب على أسئلتك القيمة ..
كما أشكر كل الإخوة الذين اقتطعوا جزءاً من وقتهم على ملا حقة ردودي البسيطة والمتواضعة .. كما أشكر الأخت الفاضلة والمقتدرة .. براءة الجودي .. على المبادرة الطيبة التي تتفاني من كل قلبها في إنجاحها ..
شكراً لك أيتها المبدعة المتألقة ،وشكراً لأخواني المبدعين وأخواتي المبدعات .. وطاب مقامنا في هذا المنتدى الطيب والعتيد ..
محبتي للجميع ..
الفرحان بوعزة ..

براءة الجودي
01-07-2013, 08:31 AM
وفي الأخير أقول : كم من مرة أثناء التدريب ، نكشف عدة فجوات وثغرات في النص المكتوب ، فنعيد النظر في مضمونه ،بعدما نعدل المشاهد أو نوجز الحوار لكي نجعله قابلا للعرض والتشخيص ..

خلاصة رائعة في هذا السطر , وقد طرأت لي فكرة من هذه العبارة , سأجرب تطبيقها !
اشكرك أستاذي القدير الفرحان بو عزة والشكر لجميع من شارك وتفاعل بنفس طيبة
انتهى وقتُ المقابلة , ولكن إجاباتك وعلمك ياأستاذي لم ينتهي بعد , وقد ترسخت قواعدها ومبادئها في أذهاننا
نسأل الله ان يجعل ذلك في موازين حسناتك وأن يعلي شأنك
سيتم الإغلاق الآن
دمتم