المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( ( من جنة السرداب ))



علاء الدين محمد الأسطى
13-06-2013, 04:15 AM
أعود بعد الغياب، بقصيدتي (( من جنة السرداب))، فأقول

عَيْنِي مِنَ الأَضْوَاءِ أَضْحَتْ مُوجَعَة == وَالْقَلْبُ لاَ يَنْفَكُّ يُسْبِلُ أَدْمُعَهْ

وَغَيَاهِبُ السِّرْدَابِ تُغْرِينِي بِأَنْ == أَسْتَكْشِفَ السِّرَّ الْمَهِيبَ وَأَتْبَعَهْ

فَوَجَدْتُنِي إِذْ خُضْتُ غَيْهَبَهُ أَرَى == نُوراً يُبَدِّلُ كُلَّ آلاَمِي دَعَةْ

هُوَ كَالسَّرَابِ وَلاَ سَرَابَ وَإِنَّمَا == شَيْءٌ كَمِرْآةِ الْجَدَاوِلِ مُبْدَعَةْ

فِيهَا وَفِيهِ أَرَى الْغَيَاهِبَ جَنَّةً == مَا أَحْسَنَ الزِّرْدَابَ؛ بَلْ مَنْ أَبْدَعَهْ؟

فَبِدَاخِلِ السِّرْدَابِ أَمْوَاتٌ يَعِيـــــــشُونَ الْحَيَاةَ الْمُسْتَحِيلَةَ، مُتْرَعَةْ

وَبِهِ وَقَدْ يَبِسَتْ وُرَيْقَاتٌ مِنَ الْـــــــخَابُورِ وَالثَّكْلَى دَعَتْ : مَا أَرْوَعَهْ

وَمَدَامِعُ الْخَنْسَاءِ جَفَّتْ إِذْ رَأَتْ == أَيَّامَنَا رَقْصاً؛ لِنَنْسَى الْفَاجِعَةْ

وَجَرِيرُ غَضَّ الطَّرْفَ مُنْتَحِراً وَقَدْ == ثَارَ الْفَرَزْدَقُ وَهْوَ يَقْتُلُ مِرْبَعَهْ

وَرُبَى الْعِرَاقِ تَخَضَّبَتْ وَازَّيَّنَتْ== لِحُسَيْنِهَا طَوْعاً أَتَتْ ؛ لِتُبَايِعَهْ

وَالشَّامُ تَلْفِظُ نَعْجَةً مَشْؤُومَةً = = وَدِمَشْقُ عَادَتْ كَالْحَبِيبَةِ وَادِعَةْ

وَتِهَامَةُ الأَبْطالِ تُهْدِي فَحْلَهَا== للهِ بُغْيَةَ وَجْهِهِ مُتَضَرِّعَةْ

وَبِمَدْخَلِ الْحَمْرَاءِ أَلْقَى طَارِقاً ==طَوْداً يُزَمْجِرُ وَالأَسِنَّةُ مُشْرَعَةْ

وَأَرَى السجين مُتَوَّجاً رَغْمَ ( الْمُلُوكِ ) وَتَاجهُ مِنْ جَيْبِهِ قَدْ رَصَّعَهْ

وَبِهِ أَرَى وَطَنِي عَزِيزًا، أَسْمَعُ الْــــــــــقَعْقَاعَ يَبْعَثُ كُلَّ يَوْمٍ زَوْبَعَةْ

في جنَّة السِّردابِ لي وَطَنِي الَّذِي == أشْتَاقُ فيهِ صَهِيلَ تلكَ الْمَوْقِعَةْ

في جنَّة السِّردابِ لِي حُلُمٌ بَدَا == حَقَّا، وَعَيْنِي لاَ تُصَدِّقُ دَامِعَةْ

في جنَّتِي أَلْقَى رَبِيعًا دائِمًا == وَإِذَا خَرَجْتُ بَدَتْ فُصُولٌ أَرْبَعَةْ

لَوْ زَارَ سردابي سبيل عابر == لأَنَاخَ فِيهِ رِحَالَهُ وَالأَمْتِعَةْ

فَعَلاَمَ يَا تُفَّاحُ تُغْرِينِي لِتُخْرجني مِنَ الْفِرْدَوْسِ؟،،،، لَسْتُ مُوَدِّعَه

فاتن دراوشة
13-06-2013, 04:35 AM
تحليل رائع لحال الإنسان العربيّ في ظلّ واقع التمنّي الذي يحياه والذّعر الذي ينتابه من الخروج من سرداب الحلم

نريد الحريّة دون أن ندفع الدّماء ونريد المجد والخلود دون تعب وجدّ واجتهاد

أتمنّى أن نخرج من سرداب الوهم الذي أقحمنا أنفسنا به لننعم ذات يوم بتحقيق مآربنا التي أردناها

طرح رائع أخي

مودّتي

جلال طه الجميلي
13-06-2013, 03:14 PM
قصيدة غاية في الروعة رغم أن موضوعها قد تناوله الشعراء
كثيراً ولكن الشاعر أجاد في توظيف الرمز فجاءت منسابة اللفظ طيّعة الاسلوب
شكراً لشاعرنا المبدع

براءة الجودي
14-06-2013, 12:23 AM
قصيدة تستحق الوقوف لمعانيها وفكرتها وإيقاعها المؤثر في النفس
بوركتَ

حسين العقدي
14-06-2013, 09:25 AM
وَغَيَاهِبُ السِّرْدَابِ تُغْرِينِي بِأَنْ == أَسْتَكْشِفَ السِّرَّ الْمَهِيبَ وَأَتْبَعَهْ

إذا أردنا أنْ نرى مايدور في الخارج بوضوح ,علينا أنْ ندخل إلى أعماقنا !=وهذا ما أفعله دائمًا ^_^

قصيدتك ذات معانٍ باهرة زاد ألقها بقافيتها التي أحسنتَ اختيارها ..شكرًا لك شاعرنا الكريم أدام الله نبضك

طاقات ورد:0014:

ربيحة الرفاعي
24-08-2013, 03:00 PM
عزف بانثيال موسيقي عذب وقافية متناغمة رائقة ومضمون راق بصدقه

دمت بخير مبدعنا

تحاياي

د. سمير العمري
20-05-2015, 04:28 PM
قصيدة جميلة تحمل ألقا في عدة أبيات وأداء شعري مميز فلا فض فوك!

ثم إن هناك بعض ما شاب القصيدة لعل من أهمها سناد التأسيس كعيب في القافية.

تقديري