المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خيميات (2)



د. ندى إدريس
14-01-2005, 05:54 AM
مرحبا

أسعد الله حيواتكم





أختكم الليلة محمومة ولم أجد بعد أن تعار علي الليل من وسيلة للخلاص مما أعاني إلا الحديث معكم ونفث حرارة ماأجد عبر الكلمة المحمومة بحب قلب ينبض بودكم ورئة تتنفس عليل إخائكم..

كنت قد وصلت معكم إلى عرفات.. ويالجمال عرفات.. طوال الطريق من منى وأنا أتأمل وأترجى الله أن يبلغني الوقوف بها..كانت حلما وكنت أرى بعين قلبي وخيال مشاعري نبينا العظيم صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام رضوان الله عليهم وكأنني أسمعه وهو يخطب بهم ويسير بينهم وينعزل وهو بينهم عنهم بالدعاء والتذلل لرب العالمين إرشاد لهم لما ينبغي أن يكون منهم في يوم يباهي به رب العالمين ملائكته بأفعال عباده.. ولما بلغنا هلل قلبي وصفقت مشاعري وذرفت عيناي وحمدت الله وودت لو سجدت لله شكرا لكن لم يكن الامر بالإمكان, سار بنا دليلنا بعد أن نزلنا من الحافلة إلى مقر حملتنا وإلى خيمة النساء تحديدا, كانت كبيرة وقد وصلت حافلتنا قبل الحافلات التي تقل رفيقاتي بخيمة منى , فعمدت إلى أقصى ركن لأجلس فيه استعدادا للاستمتاع بهذا اليوم وفي داخلي أسمع صوت الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو يقول وقفت هنا وعرفة كلها موقف, وبينما أنا في مكاني توافدت النساء وكلهن سعيدات ببلوغه, حتى جاءت رفيقات خيمتي, فأشرن إلي أن هلمي إلينا فمضيت إليهن وجلسنا كل يذكر ربه, ويتلو القرآن, كان خلفنا جهاز تكييف الهواء, فشعرت برائحة التماس فقلت هناك رائحة فتوثقن فنادت المشرفة المختص فأوقف التكييف ثم أعاد تشغيله, ولم تتوقف الرائحة فقلت لازالت وقد تخيلت ماقد يحدث وخشيت والله على ضياع اليوم , فالتفتت إلي أخت مصرية يالله .. ماأطيب وجهها قالت لو كان بالأمر خطب مااشتغل هذا ربما بسبب الضغط أو لاختلاف شدة التيار وأنا انظر لعينيها وأهز رأسي , باهتمام تقديرا لها واحتراما لاهتمامها رغم أنها في عمري تقريبا. فتبسمت إذ أنها انهت كلامها ولاأزال ابتسم وفي وضع إصغاء, فقالت لاتخشي شيئا هذا المكان مكتظ بالملائكة, فارتجف قلبي وقلت ..نعم لكن خوفي ليس علي بل على الجميع, قالت نعم , ومامضت دقائق حتى تم إغلاق مكيفات جميع المخيمات, ومع هذا مارأيت تبرما ولا تذمرا ولا إعراضا ولااعتراضا رغم أن النهار حار بالمشاعر وشديد البرودة في لياليها ووقوفنا طبعا كان بنهارها وعليكم تخيل الوضع, مضى الجميع يقرأ ويذكر الله , وقد تأثرت بجمال هذه الأخت وإخواتي الطربات المحيطات بي , قلت والله إن هناك أناس يحبهم القلب لأول وهلة وأنت ياأختي لك وجه طيب يعبر عن نفس مطمئنة رضية تشع نورا يتخلل القلوب فبكت وأبكتني , حتى أنني الآن وأنا أكتب أتخيل منظرها فيقشعر بدني وتدمع عيني, قالت أنت لاتعلمين كم من إنسان بمصر يتمنى هذه (القعدة) وبكت وأجهشت فبكينا وحمدنا الله.وواصلنا الحمد بانكسار وعز ومضينا راجين في رحمات الله , فتمنيت لو أن هناك مذياعا لنسمع الخطبة, فلم نصل بمسجد نمرة, والحقيقة أنني رغم ثرثرتي بالقلم إلا أنني شديدة الخجل من الاحتكاك بالرجال والسير بينهم في تجمعاتهم, فكلما ازداد عددهم بطريق ازداد انطوائي ورغبتي في الاختباء تباعدا لاستحيائي ليس إلا , فلم أتجرأ على الخروج للمضي إلى المسجد , وهاجسي يدور بذهني وأمنيتي تزيد من ضربات قلبي وأنا في ذلك الحال وعيني تدور برأسي أفتش عن وسيلة إذ بأخت جاءت بمذياع وكانت تسير تبحث عن مصدر تيار فهتفت بي نفسي قائلة مستبشرة يالضيوف الرحمن , ويالكرم المنان .. فناديتها فوضعته بجانبي حيث تيار الكهرباء واستمتعنا بها , ومضينا بعد ذلك وخلال ذلك كل في شغل , عبرات منسكبة , وخشية وتضرع وتوسل ورجاء ودعاء أن يارب أعنا على الاستقامة على هداك وبلغنا في طاعتك ماتريد , كانت أسماء عديدة تتقافز إلى ذهني فأدعو وأسأل الله أن لايخيب الرجاء وأن يستجيب لدعائي لهن ولهم , حتى جاء وقت الغداء, فتجمعنا وتحلقنا وكم كان جميلا ..حلقات تحتوي أخوات من شتى بقاع الأرض ,جمعهمن الإيمان وحب الله , الجميع تغمره السعادة , فإذا انتهينا مضى كل لخلوته بينه وبين ربه في توسل ورجاء.

والله إن لعرفات طعما لم أذق له مثيلا , يختلف عن كل أيام العمر ومواسم الطاعات حتى بشهر رمضان وليال العشر الأخيرات فيه, كم كنت محظوظة ببلوغ ذلك المقام , حمدت الله أن اصطفاني من بين المليار والنصف لأكون من ضمن الملايين الثلاثة, ولربما هذا ماجعل للأمر حلاوة تختلف عن الليالي الرمضانية التي من صفاتها العموم والشمولية للمليار والنصف كاملين ,ربما هو الشعور بالحميمية والالتصاق وكأنما كنا النخبة المصطفاة من بين جميع المسلمين الذين قربهم الله إليه في ذلك اليوم ليباهي بهم ملائكته ولاأزكي نفسي ولكن أظن بالله خيرا فلعني أرحم برحمة الله لمن اصطفاهم من الحجاج الوافدين بالتغليب لابالعمل فالرحمة في ذلك اليوم شاملة بإذن الله ولايحرم إلا شقي كفانا الله وإياكم , فسألت الله ألايحرمني منها ماحييت وكل صادق من المسلمين , وبينما نحن في بكاء وخضوع وفرح وسرور, سمعت حوارا بين أخوات صنعانيات وارتفعت أصواتهن, معهن سيدة عجوز تصر على أن تصعد الجبل ويحاولن أن يثنينها, وهي قائمة تقول إن لم يذهب معي أحد مضيت بمفردي وإن ضعت فلا تبحثوا عني وهن يجاهدنها وهي مصرة, فنظرت إليها , قلت ياخالة لاحاجة لك بذهاب , قالت عجوز أخرى لكننا في الماضي كنا نذهب , قلت لربما كنتن قريبات من الجبل , قالت بل لابد , فقد وقف هنالك النبي صلى الله عليه وسلم, قلت ياخالة ذلك النبي وكان لابد أن يقف بمكان مشهود يسهل الوصول إليه لأنه إمام الأمة وكان المسلمون يحتاجون لفتواه وسؤاله فسهل عليهم مكان ايجاده ليأتوه , أما نحن وأنت فما للمسلمين حاجة بنا ولابك, وقد بين لنا وقال (وقفت هنا وعرفة كلها موقف) وبإصرارك هذا كأنك تعصيه وتخالفيه , وبضياعك ستشقين على المسلمين من مرافقيك وتضيعي عليهم العبادة فيصرفون وقتهم في البحث عنك والقلق عليك بدلا من الانشغال بالعبادة فتتأثمي وتخسري يوم عرفات, فصمتت , ثم قالت معك حق, وجلست, غمزتني واحدة منهن وقالت جزاك الله خيرا قد أحسنت, فضحكت, كانت العجوز تريد البر ولاتريد غيره وحين علمت طريقه هرعت إليه تبتغي اقتفاء السنة ورضوان الحبيب صلى الله عليه وسلم , يالله ماأجمل أتباع محمد صلى الله عليه وسلم. بقينا على حالنا هذا حتى إذا اقترب المغرب قالوا تجهزوا سنمضي إلى مزدلفة, وطبعا طال الطريق وماشعرنا بالملل الكل سعيد ومبتهج قد بلغه الله عرفات , كنت لم أنم الليلة التي قبلها من شدة فرحي فغفوت في الحافلة, فلما وصلنا قيل هذه مزدلفة فإلى الصلاة وكان لابد لي من أن أجدد وضوئي فهرعت أبحث عن دورة مياه فدلوني فتوضأت وخرجنا للصلاة بين الحافلات وبعضا من الحملات وضعوا ستارا بشكل لطيف لنسائهم, وبقينا هناك ننتظر موعد الدفع, كنا قد جمعنا الجمرات استعدادا للرمي وكانت السعادة تغمرني وأنا أجمع, كان الجميع يجمع .

الجميل الحركة المنسقة المنظمة, كلنا يقوم بنفس العمل , ورجالنا يرتدون نفس الزي , ونساءنا ملتزمات بالحجاب ومظهر العفاف , حتى هذه اللحظة , ثم غفونا قليلا , فإذ بهم يقولون سندفع بعد قليل فمضيت للوضوء, أحمل حقيبة صغيرة أضع بها الأشياء الهامة وجهاز الجوال,وفجأة سقط الجوال في حمامات مزدلفة , وظل مضيئا وأنا أنظر إليه ولاأستطيع الوصول إليه , ياللتكنولوجيا هذه الشريحة صار لها معي ست سنوات, لم أعد أحفظ رقما حتى رقم بيتنا فقد تغير من أيام فقمت بتخزينه ولم أحفظه ولاأعلم حتى بم يبدأ أو ينتهي وهو ليس في دليل الهاتف معلنا, ولي أم شديدة القلق علي , كنت أحدثها كلما بلغت منسكا لأطمئنها , لاحول ولاقوة إلا بالله , لأمضي والله المستعان ومضينا, دفعنا من مزدلفة إلى منى حتى إذا بلغنا المخيم صاح سائق الحافلة إننا ذاهبون للجمرات فمن أراد المضي معنا ليتعجل فركضت لأضع حقيبتي وعدت مسرعة للحاق بالركب , فالاتفاق بيننا ومنظمي الحملة أن الذهاب للجمرات بمعرفتنا ولاشأن لهم بنا, حتىإذا بلغنا سرت حيث يسير الحجيج كان الوقت لايزال مبكرا قرابة الثانية والربع تقريبا, فصرت أسير وأسأل حتى بلغت فلما بلغت عصبت رأسي خشية أن يسقط حجابي وانطلقت كرمح وكلي سرور أنا أسير حيث سار إبراهيم عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام, شعور غريب ورجفة ودموع وفرح مشاعر مختلطة يدفعني السرور دفعا لأسابق الريح لأصل بقلب متلهف, فبلغت لم يكن الازدحام قد اشتد بعد .. لكنني كنت فرحة كانت سواعد الرجال والنساء ترتفع بهمة وإصرار لترمي الجمرات هاتفة بسم الله والله أكبر, صرت أقفز وأرمي جمراتي وأهتف بسم الله والله أكبر ودموعي تترقرق فرحا وشكرا , وددت وقتها لو التفت فرأيت محمد وإبراهيم عليهما السلام فقبلت أرجلهم الكريمة ومرغت وجهي بتراب سارا عليه, وددت لو قلت ياخليل الله هذه سنتك تمضي واعتقادك ليوم الدين , قد كنت أمة بمفردك وهانحن أتباع محمد نتبعك في اتباع لسنة ابنك المصطفى على الحنيفية السمحاء, انتهيت وودت لو لم انتهي ومضيت ففي يوم النحر لارمي لغير جمرة العقبة , وكان لابد لي أن أعود للمخيم , وفي طريقي للعودة, كانت تتوافد وفود المسلمين من كل بلاد الدنيا ومن جميع القارات , الجميع بنفس الآلية المنظمة للحركة وتخيلوا معي الترتيب, منى , عرفة, مزدلفة, جمرة العقبة, الله كم كنت فخورة بهم وفخورة بكوني من أمة المسلمين , ياللنظام والترتيب والانصياع والخضوع بذل عظيم!..مضيت وأنا أتأمل إخوتي وقد حاولت حفظ معالم للطريق , لكن فضولي حرضني للذهاب إلى مسجد الخيف لدخوله وليس من طبعي الفضول ,فدخلت أردت أن أرى الموقع الذي صلى فيه نبينا صلى الله عليه وسلم ونال ثراه شرف مشيه عليه فرأيت , ثم خرجت لأعود لبيتنا.. مخيمنا.. سألت الشرطة لأتأكد فأكدوا لي , وتابعت السير حتى التقيت بسيارة جيب تخصهم فسألت فقال أي حملة تتبعين قلت الجامعة, فقال هل لديك جوال لتتصلي عليهم فيأتوك قلت فقدته, وخجلت أن أذكر له أين! , قال هل لديك أرقام فأعطيته البطاقة التي نعلقها على صدورنا تحمل الأرقام والاسم فقال اظنني اعرف موقعكم وانت تسيرين على طريق صواب, فشكرته ومضيت ولم تمر ثانية حتى لحقا بي وقال دكتورة ندى , هل نوصلك , قلت حسنا, ففتح الجندي لي الباب الخلفي للجيب حيث المكان المخصص لمن تعرفون فصعدت وأغلق الباب ثم قال لي الملازم يادكتورة لابد أن تتصلي بالهاتف وتوقفي خدمة الجوال حتى لايتم استغلالك, قلت خيرا بإذن الله , طبعا لم أفعل فأنا واثقة أنه لن يتم استغلاله وأنتم لابد تعلمون .

وصلت المخيم , ففتحوا لي الباب ( ولاأفخم ليموزين) فشكرتهم ودعوت لهم ومضيت , وكنت أول من وصل من بين رفيقاتي , حتى إذا وصلن قلن لي منذ متى وأنت هنا قلت منذ زمن , ياجماعة الحكومة حلفت علي, في تندر وتباسط فضحكنا محبة وسرورا, لم يكن مقررا المضي لطواف الإفاضة في يوم النحر تفاديا للازدحام , وكنت أريد ذلك فانتظرت حتى طلع الفجر وكنت قبلها قد سألت المشرفات هل هناك وسيلة, فلم أجد قالت لي واحدة لم أنت متعجلة قلت أليست السنة , فخرجت أبحث وأبحث وماوجدت من وسيلة تقلني إلى الحرم فعدت أجرجر أذيال خيبتي, ونمت متأخرة, حتى إذا استيقظت سمعتهن يتحدثن عن وفاة عدد من الحجاج في الجمرات, فقلقت على والدتي , قلت قد تأثمت وربي بها , وقررت أن أتخذ بعد ذلك دفتر للأرقام , وبعد محاولات تمكنت من الحصول على رقم جيراننا وتحدثت عبر جوال واحدة منهن لأطمئن أمي , حتى إذا طمأنتها قالت واحدة لكن أين جوالك , قلت يرقد بين (روث) المسلمين في حمامات مزدلفة فضحكت وصار موضوعا للتندر بين الحاجات واطلاق القفشات , يالله ماأجملهن!

يوم النحر ..كان يوما جميلا, ترى الرجال وهم يحلقون رؤوسهم ويبدلون ثيابهم , وتتعالى الأصوات بالتكبير , الله أكبر , الله أكبر الله أكبر, لاإله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد , حتى النساء كن يكبرن وماأجمل ذلك النشيد .. ياللطرب والتمايل الشجي على إيقاع التوحيد , قلت يانساء ألستن طربات رغم الازدحام ترين الجميع يعزف الطاعة بانسجام وفق إيقاع متناغم لايشذ ولايخرج عن باقي العازفين من الحجيج باتباع دقيق ومحبب لسنة قائد الجمع الشريفة دون تبديل ولاتغيير , الله .. إن للطاعة تناغم في كل الأفعال والأقوال والإحساس والإدراك ,فقط تأملوا,,فأجبن بلى والله إننا لطربات, كانت حلقات العلم لاتتوقف , محاضرين علماء أساتذة جامعات يتحدثون بكل تعقل ومنطق وعلم وحب , وكان من منّ الله علينا أن خيمتنا تتصل بالمخيم المجاور فإذا عدنا إليها بعد انتهاء حلقات مخيمنا حيث مكان التجمع في الخيمة الأم استمرت الفائدة . كان هناك محدث سوري حدثنا عن (مثلث مرسيدس) سأحدثكم عنه لاحقا فلا تتعجلوا.

وللحديث عن الجمرات بقية , لكنني سأتوقف هنا لأحدثكم عن برنامج أذيع بالعربية منذ يومين كتقرير عن الحج , ظهرت فيه الحملات العالية الفخمة المخصصة لفئة الخمس نجوم وبدت وكأنما نحن فعلا بفندق من الفنادق الفخمة تأثيثا وبوفيهات وخلافه, كما صورت بشكل سريع الحملات والتجمعات المتوسطة والفقيرة واقتصرت اللقاءات على فئة الخمس نجوم وهؤلاء عندما سئلوا , قالوا لم يتحقق الهدف من الحج , فالهدف التعارف وهنا يستقل كل فوج ممثل لدولة عن الآخرين , طبعا هذا في الفئات التي تميزت بمالها ودفعت الأكثر لتتحصل على الراحة وتتجنب المعاناة , ولست هنا ممن يقاضيهم أو يخالفهم فهم على الأقل دفعوا الكثير لطاعة وليس لمعصية , وراحة أجسادهم حسبهم لكن متعة التعارف والاختلاط تكون بين أولئك المنفتحين على بعضهم, ففي الطريق إلى الجمرات ألوف مؤلفة من المسلمين الذين لابيت لهم إلا عراء منى يفترشون الحصير, وتراهم متجاورين أناس من كل البلاد يرقدون أحدهم بجوار أخيه الكتف بالكتف والرأٍس بجوار الرأسٍ وربما كانت أقدام هذا عند رأس هذا, وفي مخيماتنا التي تمثل متوسطي الدخل كان الحجيج والله من كل بلاد العالم , هذه خدمةلم يتنعم بها قاطني الخمس نجوم .. ورغم تميزهم في الفراش والوثير والخدمة الفندقية إلا أن الله أبى إلا أن يتم عليهم فضله وتنالهم رحمة منه , ليدركوا شيئا مما حث على نواله المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال ( أفضل الحج العج والدج .. أو كما قال صلى الله عليه وسلم ) فتراهم مضطرين للاحتكاك بمختلف الطبقات حيث الرمي ولثلاث أيام وفي الطواف عند الإفاضة وفي السعي , والحمد لله .

ولوصف الطريق للجمرات وأيام التشريق وطواف الإفاضة لقاء آخر...

لكم محبتي

https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=6572

عبد الوهاب القطب
14-01-2005, 08:06 AM
فئة الخمس نجوم وهؤلاء عندما سئلوا , قالوا لم يتحقق الهدف من الحج , فالهدف التعارف وهنا يستقل كل فوج ممثل لدولة عن الآخرين , طبعا هذا في الفئات التي تميزت بمالها ودفعت الأكثر لتتحصل على الراحة وتتجنب المعاناة , ولست هنا ممن يقاضيهم أو يخالفهم فهم على الأقل دفعوا الكثير لطاعة وليس لمعصية , وراحة أجسادهم حسبهم لكن متعة التعارف والاختلاط تكون بين أولئك المنفتحين على بعضهم


اختي الفاضلة ندى

والله جذبتني هذه من البداية للنهاية واكرر ان الفضل يعود الى اسلوبك الرائع في السرد وفي صدق العاطفة وطبعا في تلهفي للتعرف على تفصيلات ما احلم ان افعله عن قريب ان شاء الله.
ولكن هل اتصلت بهاتفك لتعرفي من وجده؟D:

المهم...

اعجبتني عبارتك الرائعة في وصف اصحاب النجوم الخمسة اذ قلت:

"ولست هنا ممن يقاضيهم أو يخالفهم فهم على الأقل دفعوا الكثير لطاعة وليس لمعصية , وراحة أجسادهم حسبهم ...."

فهذه قمة العقلانية وتجسيد لحسن النية واستقامة الايمان وصفاء النفس وسعادة الروح ورضاها وقناعتها بما قسم الله لها.

ترى كم كان عدد نجوم استضافتك؟:011:

لا عليك ايتها النبيلة فقد كانت الملائكة بين يديك ومن خلفك بعدد نجوم السماء.

لقد مضى الوقت سريعا وها هي الساعة الان الثانية بعد منتصف الليل ولا تسمع للا مروحة الجهاز وقرقعة الكيبورد وانا اسطر هاته الكلمات شاكرا لك ان قضيت
معك وقتا جميلا وانا في تلهف لقراءة المزيد. فدعيني اشكرك من كل قلبي وانهي الرد هذا ببيتن من الشعر:


شوقٌ الى المصطفى ما زال يغشانا
ينمو بنا كـل يـوم رغـم بلوانـا
ما أجمل المصطفى يوم اللقاء بـه
وأسعد الكلَّ حول الحوض يلقانـا



والسلام عليكم يا ابنة الكرام

اخوك المخلص

عبدالوهاب

ميرفت شرقاوي
14-01-2005, 01:26 PM
اختي العزيزة ندى القلب

تحية اليك وبعد
كنت انوي والله يا أختي ان اكتب تقريبا عن نفس هذا الموضوع بمناسبة حلول موسم الحج ولكنك كنت سباقة في سرد هذا الموضوع وباسلوب جميل ربما كنت سافشل انا بسرده بهذه الجمالية والتشويق ولكني كنت اريد ان اركز على السلبيات التي واجهناها وابدأ تقريبا من حجز التذاكر الى الرجوع الى الديار وكنت انوي بذلك التنويه واجعلها لوجه الله واحذر من تلك المواقف السلبية التى تجعل من الشخص عرضة للشعور بالندم بعد ذلك عافانا الله , لعل احد الاعضاء او الضيوف يقرأوا هذه الكلمات ويحاولوا تجنب ما حصل معنا في تلك الرحلة المباركة , وها قد كتبت انت وتكتبين وربما احاول اضافة ما لدي الى موضوعك اذا رغبت بذلك وذلك للفائدة والله الموفق