المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (الفردة التانية )



محمد نديم
22-06-2013, 05:44 PM
(الفردة التانية )

قصة (مريرة ) جدا

بقلم محمد نديم علي .

اتخذت القرار ، هروبا من هذا المعترك المتفجر ،،، أطفأت التلفاز ،، ،وقرررت أن أشتري حذاءا أسودا فخما يكون لي عونا على السير المريح وواجهة مشرفة لشخصية (مثقفة مثلي ) !!!انتقيت أفخم الدكاكين ، حيث تحفظ الأحذية بكرامة ،لا ولن يحلم بها مواطن شريف من قبل لجان حقوق الإنسان ،،!!!
تهلل البائع و استقبلني كضيف حميم وأجلسني كوزير ، أشرت إلى بغيتي، فأحضر لي الفردة اليمين،وهو يمسحها في ملابسه !!!،، مضبوطة ؟ نعم ؟ طالبني بالثمن ،،،!!!! قلت مندهشا : مش لما تجيب الفردة التانية ؟ آسفين ،نحن نبيع فردة واحدة فقط!!! أيوة العالم تطور يا بيه ، ويتجه نحو (التخصص ) ،، ممكن تلاقي طلبك في الناحية الأخرى من المدينة عند (الدكاكين) المتخصصة في (الفردة التانية ) ،، وعشان أنت زبون كويس وإنسان محترم ، أنا سأخدمك ،،، روح اتصرف في الفردة الشمال ،،، وسأحتفظ له بالفردة اليمين حتى تعود ...!!!
كانت الطوابير تتطاحن على الدكاكين من النوعين ،،، وانتشرت الدلالات والوسطاء والسماسرة المتخصصون في توفيق الفردتين ، مقابل أجر إضافي ، وانقسمت المدينة إلى فردتين ،، و بعد صراع مرير فزت ،وبسعر مضاعف بفردة مطابقة ، رمقني بحسد شيخ متهالك جالس إلى جواري على الرصيف ممسكا بفردتين شمال،بادرني : اللون بُني مش مهم ،،، بُني ،، بُني خدها،،، فأنت محظوظ ! أحمد ربنا انك لقيت الفردة التانية.وبالفردتين المتنافرتين ، كقطبي مغناطيس ،،هممت بالمسير ،فإذا بي قدأنقسمت أنا أيضا إلى نصفين ، وذهبت بي قدماي بما لبستا ، كلٌ في اتجاه.

ناديه محمد الجابي
22-06-2013, 10:57 PM
هنا بيت القصيد ( الهروب من هذا المعترك المتفجر ) .. أطفأ التلفاز
والمشحون بهذه المعارك المختلفة حتى يكاد المرء أن يشعر برأسه
سينفجر وهو يرى جميع القوى السياسية تختلف وتتشاجر وتتجاذب
سياسيا حتى إن كل منا يسأل نفسه: ( هي مصر رايحة فين؟؟ )
وهنا نجد هذا الإنقسام قد وصل إلى بطل القصة نفسه ـ فقد إنقسم
إلى نصفين ـ كل قدم قد ذهبت إلى إتجاه.

حتى وإن كانت قصتك قد كتبت بأسلوب تهكمي طريف, إلا إننا قد
شعرنا بكم المرارة التي تحوي.
الأخ/ محمد نديم
أحي قلمك .. واستسمحك بأن تغفر لي قصور قلمي عن إعطاء
قصتك قيمتها الحقيقية من النقد.
بوركت ـ ودمت والأبداع.

كاملة بدارنه
23-06-2013, 06:52 PM
،هممت بالمسير ،فإذا بي قدأنقسمت أنا أيضا إلى نصفين ، وذهبت بي قدماي بما لبستا ، كلٌ في اتجاه.
كثرت الانقسامات والاتّجاهات وحار الكثيرون في معرفة الوجهة الصّحيحة
قصّة هادفة بفكرتها وطرحها لما هو هامّ
تمنّيت عدم الإكثار من استخدام العاميّة
بوركت
تقديري وتحيّتي
(حذاء أسودَ)

براءة الجودي
25-06-2013, 09:27 AM
لأقول الحق قصة طريفة تجبرنا على الابتسام وفينفس الوقت تجدد الوجع على حال الأمة وانقساماتها المتكررة واختلافها وتشاجرها حتى على أتفه الاشياء
قصة لغتها جميلة
تقديري

ناديه محمد الجابي
04-07-2013, 10:25 AM
الأخ الفاضل/ محمد نديم..
ترى هل تصالحت قدماك المتنافرتين وتجمع مسارهما ليسيرا في إتجاه واحد
بعد ماحدث أمس من انتصار لأرادة الشعب ـ أتأمل هذا .. كمايأمل
كل مصري , بل كل عربي .. تحياتي وتمنياتي الحارة .

ربيحة الرفاعي
29-07-2013, 01:30 AM
اختيار الحذاء موضوعا لتصوير الانقسام كان ذكاء مدهشا وعميق التعبير عن رأي الكاتب فيما يجري
وبناء القصة جاء مدروسا وافيا لغرض الرسالة قويا في توصيلها

دمت بألق

تحاياي

نداء غريب صبري
04-09-2013, 04:54 PM
هرب من الإنقسام فوقع فيه
لأنه لم يبحث عن الطريق الصحيح عندما هرب
اختيار أحد المتنازعين يؤدي لانقسامنا نحن أيضا وتورطنا في المأساة
مع أن الوطن واحد ويجب أن نختاره وحده

شكرا لك أخي

بوركت

آمال المصري
30-12-2015, 02:23 AM
للأسف الانقسام هو حال الشعوب حتى صرنا نتنازع فيما بيننا وتتنافر حتى أجزاء الجسد الواحد
تشتت وفرقة دبت أفقدتنا روح الانتماء لأنفسنا
من أروع ماقرأت هذا اليوم بلغتها التهكمية المريرة وفكرتها وترميزها
بوركت شاعرنا الفاضل
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

سحر أحمد سمير
30-12-2015, 08:27 AM
نص أضاف إلى الأحداث المتوالية على شعوبنا لمحة ساخرة ..

دمت بخير و عافية .

خلود محمد جمعة
18-01-2016, 08:12 AM
قرر الهروب حافيا من افكاره وعندما اراد شراء حذاء كان قد فقد قدميه
قصة باسقاط سياسي موفق عبرت عن مرارة حقيقة في قلوبنا
طرح ذكي وسرد ماتع
حلاوة في الحرف ومرارة في المعنى
بوركت وتقديري

د. سمير العمري
12-03-2016, 12:10 AM
طرح ذكي وموفق للحالة التي باتت عليها أمتنا عموما ومصر خصوصا ، وأزعم أن هناك في مواضع متفرقة محلات تبيع الأحذية كاملة لمن شاء وتدل الطريق.

أحسنت أيها الأديب المبدع!

تقديري