المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المربي المبدع



عطية العمري
23-06-2013, 04:40 PM
المربي المبدع ـ التربية والتعليم بعيون حديثة

السلام عليكم ورحمة الله
فيما يلي مجموعة من الأفكار الإبداعية
تفيد المعلمين والمنشطين في عملهم مع الطلاب والأطفال والطلائع
وهي في أغلبها تحمل الطابع التطبيقي
أرجو أن تجدوا فيها الجديد والمفيد والممتع
مع شكري وتقديري لمن قام بابتكارها
وهي موجودة في موقع العبقري الصغير
تحياتي للجميع
عطية العمري

( 1 )
عبر.. تواصل.. واستمتع
الهدف: تطوير الرصيد اللغوي للتلميذ وتمكينه من أساليب التعبير وترقيتها
الفئة المستهدفة: جميع المستويات (المحتوى حسب المقرر الدراسي)
تقديم:
يعتبر المعيار الأول والأساسي للتمكن من لغة ما استعمالها في التواصل، وكمساهمة في تطوير هذه الملكة عند الطفل، يعتبر التراسل المدرسي من أرقى الأنشطة وأنجعها. ورغم أنه من الأفكار القديمة نسبيا إلا أن المقترح في الأسطر التالية هو تطوير للعملية لتحقق إلى جانب الهدف التعليمي المتمثل في تطوير القدرة على التعبير، أهدافا أخرى كتوسيع ثقافة الطفل وانفتاحه على أوساط أخرى، وبناء شخصيته بشكل متوازن.

الشوط الأول:
المرحلة الأولى:
في حصة من حصص التعبير الكتابي (الإنشاء) يقوم كل تلميذ من المؤسسة “أ”بكتابة رسالة يطلب فيها التعارف من تلميذ من نفس مستواه الدراسي بالمؤسسة“ب”، ويساعدهم في نسج العبارات مدرسهم الذي لا يقوم إلا بدور الموجه والمسهل. يتم إرسال الرسائل عبر البريد أو عبر منسق النشاط إلى المؤسسة “ب”(ويفضل ألا تكون المدرستان من نفس الوسط) ثم تفرق الرسائل عشوائيا على التلاميذ، ليكتب كل تلميذ من المؤسسة “ب” ردا، لكن هذه المرة إلى الشخص الذي تلقى رسالته بعينه، لتنشأ علاقة تراسل بين التلاميذ اثنين اثنين.

المرحلة الثانية:
حسب الموضوع المقرر في حصة الإنشاء، يطلب مدرس المدرسة “أ” من التلاميذ كتابة موضوعهم الإنشائي وإرساله إلى أصدقائهم (انتهت العشوائية في توزيع الرسائل وأصبح لكل تلميذ في المدرسة “أ” صديقا بالمدرسة “ب”)ليقوم التلاميذ بالمؤسسة “ب” مرة أخرى بقراءة الرسالة، والرد عليها ودائما في إطار البرنامج المقرر.
أمثلة:
• إذا كان الموضوع هو وصف المكان، فيصف الأول قريته للثاني، بينما يصف هذا الأخير مدينته للأول.
• إذا كان الموضوع هو الحكي، يحكي الأول للثاني حدثا عاشه وعاينه ثم يقوم الآخر بنفس العملية.

المرحلة الثالثة:
بعد مراسلتين أو ثلاث، يقوم مدرس كل مؤسسة بمقارنة مستوى تلميذه ومستوى التلميذ الذي يراسله، فإذا كانا متقاربين فذاك، وإلا قام المدرس بتعديلات طفيفة من أجل أن يكون المتراسلان من نفس المستوى تقريبا، حتى لا يحس الجيد بالملل ولا يحس الضعيف بالضعف. ويتم هذا التعديل بعد مراسلة مدرس إحدى المؤسستين المدرس الآخر من أجل العمل في انسجام وبعد إجراء التعديلات المناسبة، يواصل المدرسان النشاط بشكل عادي.
وقت مستقطع:
خلال النشاط، وبعد مدة معينة يتفق عليها القائمون عليه، يعد المنسق للقاء بين المدرسين (اللذين لم يكونا قد التقيا من قبل)من أجل تدارس مدى تجاوب التلاميذ وتأثير النشاط على المستوى الكتابي للتلاميذ، والعمل على إيجاد تقنيات تساهم في رفعه.

الشوط الثاني:
بعد تحقيق الأهداف المرجوة من التعبير الكتابي، يتحول الاهتمام صوب التعبير الشفوي.. يتفق المدرسان على موعد أسبوعي، في القاعة متعددة الوسائط، للتواصل عبر برامج الدردشة الصوتية، ولعل أنجعها من خلال تجربة متواضعة برنامجskype، يتحدث التلاميذ – كل مع صديقه الذي يتراسل معه – حول المواضيع المقررة في حصص للتعبير الشفوي.
وقت مستقطع:
يلتقي المدرسان مرة أخرى من أجل تدارس الوضع ومدى تأثير العملية على المستوى اللغوي للتلاميذ.
تتويج النشاط:
في نهاية الموسم الدراسي يقوم منسق النشاط بإعداد لقاء حقيقي بين تلاميذ المؤسستين، إما بزيارة إحداهما للأخرى أو الالتقاء في مكان محايد. فيقوم الأطفال بتقييم ذاتي للنشاط وإبداء ملاحظاتهم واقتراحاتهم من أجل تطوير العمل لاحقا.. كل ذلك في جو تربوي ترفيهي ممتع.
ملاحظات هامة:
• بعض النظريات ترى أن التعبير الشفوي أسهل من الكتابي، لعدة اعتبارات منطقية، لذا فما على المؤمنين بهذا المبدأ إلا عكس العملية.
• الخطوات المذكورة بخصوص الشوط الأول هي عن تجربة، تلقيت المبادئ الأولى لها بمركز تكوين المعلمين والمعلمات (تطوان – المغرب) على يد أستاذة علوم التربية فاطمة المغاري، بينما يبقى الشوط الثاني إضافة جديدة للمشروع، سأعمل على تطبيقها هذه السنة لأول مرة بإذن الله.

عطية العمري
23-06-2013, 04:41 PM
( 2 )
النظام التمثيلي والتدريس

تقديم
لقد خلق الله تعالى الإنسان وزوده بالحواس لتكون وسيلة للتعرف على العالم واكتشافه. لكن البشر ليسوا سواء في كيفية استعمال هذه الحواس، فمنهم من يعتمد على سمعه ومنهم من يثق أكثر في بصره، ومنهم من لا يؤمن إلا بالملموس ويخضع لقوة أحاسيسه. لذا كان من المهم جدا أن يطلع المربون والمدرسون على هذه الاختلافات وطرق التعامل مع أصحابها، وذلك بمتابعة المستجدات بخصوص النظام التمثيلي.


النظام التمثيلي:
تعريف:
عند تخزين معلومات من العالم الخارجي، فإن كل فرد يقوم بذلك حسب نظامه التمثيلي المفضل، فمنا من ينتبه وعيه أولا وقبل كل شيء إلى الصور، ومنا من ينتبه إلى الأصوات وهناك من ينتبه للأحاسيس. وعملية التخزين هاته تؤثر على عملية الاسترجاع أيضا، فالمعلومات تستدعى بنفس طريقة التي خزنت بها.

هذه الأنماط المتنوعة وكيفية تشكلها فى ذهن الإنسان تسمى بالنظام التمثيلي
لن أنقل المعلومات هنا بل سأقدم هذه الروابط للاطلاع أكثر على الموضوع
• النظام التمثيلي- موقع البرمجة اللغوية العصبية.
• Representational systems- ويكيبيديا.

• كما يمكنكم الاطلاع على نتائج البحث للعبارات التالية: system of representation – vak learning styles – النظام التمثيلي – أنماط الشخصيات …
• تم تقديم الروابط دون نسخ محتواها في محاولة للحد من المحتوى المكرر
• لم أقدم روابط عربية، لأن أغلبها إما أشرطة مدفوعة تمت إعادة تحميلها، أو مواضيع على منتديات لا تحترم مصادر نقلها

فيسيولوجية الأنماط الثلاثة:
في غياب مشاكل خلقية أو ناتجة عن حادث، يتحول الإدراك من نمط إلى نمط، حسب السياقات، لكن نظاما تمثيليا واحدا يغلب استعماله أكثر من غيره

خصائص من يغلب عليه النظام التمثيلي البصري:
• التنفس والأكل بسرعة
• التحدث بصوت مرتفع وبسرعة
• رؤية وحركات حادة
• استعمال مصطلحات بصرية…
• يتخذ قرارات فورية مبنية على ما يرى

خصائص من يغلب عليه النظام التمثيلي السمعي:
• التنفس ببطء ومن البطن
• التكلم بنبرات صوتية متباينة
• القدرة على الإنصات دون مقاطعة…
• يتخذ قرارات مبنية على التحليل

خصائص من يغلب عليه النظام الحسي:
• حركات الجسد مسترخية
• استعمال الحركات بدل الكلمات
• التنفس جد عميق
• يستعمل مصطلحات حسية…
• قراراته مبنية على أحاسيسه تجاه الموضوع

هذه بعض الخصائص لا كلها، وهي نتيجة دراسات وملاحظات، لكنها طبعا لا تعتبر مسطرة غير قابلة للخطأ

المدرس والأنماط الشخصية:
يؤثر الاطلاع على الموضوع على العملية التعليمية التعلمية بشكل كبير، وهذه بعض المواقف التي تتجلى فيها أهمية ذلك:
1. خلال الدرس، يستعمل المدرس الصور ومقاطع الفيديو من أجل الطفل البصري، والطبقات الصوتية المختلفة من أجل السمعي ويشرك الحسي أكثر من غيره في التجارب والتطبيقات العملية.
2. عند إعداد فرق العمل (مجموعات) يراعي تنوع الأنماط لدى أفرادها، فتتلاقح التجارب وينتج عن الرؤى المختلفة الإبداع الحقيقي الذي نصبو إليه، إذ كل يعالج الموضوع من زاويته الخاصة، فيثري النتائج وتزيد ثقة كل واحد منهم بنفسه جراء مساهمته التي لم يكن الآخرون ليقدموها.
3. يستطيع المدرس التفريق بين السلوكات الطبيعية الناتجة عن استعمال أحد الأنماط والسلوكات الغريبة التي قد يكون مردا إلى مشكل في التربية، فكم من تلميذ بصري أساء مدرسه حسي النمط فهمه واعتبر صوته المرتفع قلة أدب.. والأمثلة كثيرة.
4. قد يكون تأخر أحد التلاميذ في مادة معينة راجع فقط إلى نظامه التمثيلي المفضل، فيستطبع المدرس بالتعاون مع الأسرة والإدارة إيجاد حلول للموضوع، إما بدفعه إلى تطوير الحاسة المرتبطة بتلك المادة أو توفير محتوى يتلاءم مع هذا النظام.
5. … الخ

هو موضوع من الأهمية بمكان، لا تنحصر فاعليته في فصول الدراسة فقط وإنما مع سائر الناس، وتبقى هذ الأسطر مجرد مثير لاهتمامكم حتى تتوسعوا أكثر وأكثر في الموضوع.
————————————–
المراجع:
• المادة العلمية المقدمة في دورة دبلوم البرمجة اللغوية العصبية – المدربان محمد الهادي المطيري وشفيق المقراعي الحارثي.
• شريط الأنماط الشخصية وفهم النفسيات – الدكتور مريد الكلاب، إصدار القادسية \ الدمام.
• حلقات النفس والحياة على قناة الرسالة، للبروفيسور الأخصائي في الطب النفسي طارق الحبيب (خصوصا حلقات المشاكل الزوجية)
• مقالات ومواضيع مختلفة هنا وهناك، إلى جانب خبرة عملية في المجال.

عطية العمري
23-06-2013, 04:42 PM
( 3 )
المعامل التربوية.. حيث تصنع القيم

تقديم :
تعتبر الأعمال اليدوية من أكثر الأنشطة التي يمكن استغلالها لتنمية قدرات المتعلمين. فهي تسمح بغرس كم هائل من الأهداف المتنوعة مجتمعة في أقصر الفترات. وكما قدمنا سابقا بيداغوجيتي تسيير الألعاب وتلقين الأناشيد، نواصل -بالتوازي مع الأنشطة الموجودة على صفحات “المربي المبدع” – تقديم مناهج العمل، حتى نرقى بالكم والكيف معا.

المعامل التربوية:
تعريف
كثير منا يخلط بين الأعمال اليدوية والمعامل التربوية.. وباختصار شديد، فإن الأعمال اليدوية هي كل ما يقوم به الشخص (الطفل) بيديه من رسم وتلوين وقص ولصق… لكنها تصبح معامل تربوية إذا قرنت سلفا بأهداف تربوية تعليمية.
فأن يلون الطفل صورة من أجل التلوين فقط فهذا عمل يدوي.
أما أن يهدف المربي من عملية التلوين أن يساعد الطفل على تنسيق الألوان وتنمية الذوق الجمالي عنده، وضع الصورة بالطريقة الصحيحة والجلوس جلسة سليمة… الخ فقد انتقل العمل من يدوي إلى معمل تربوي تتم خلاله صناعة قيم ومبادئ…

مصطلحات ومفاهيم أساسية:
المواد والأدوات
المواد هي الأشياء التي نستعملها لصنع العمل اليدوي بينما الأدوات هي الأشياء التي تساعدنا على صنعه دون أن تدخل في الأشياء المكونة له.
وحتى نبسط المفهوم للأطفال يمكن القول إن المواد هي الأشياء التي تنقص كميتها أثناء العمل، بينما تبقى الأدوات كما هي دون أن تنقص.
مثال: الغراء (اللصاق) مادة لكن المسطرة أداة.
عندما يخلط المربي بين هذين المصطلحين، فإن هذا الخلط ينتقل مباشرة إلى الطفل، ما قد يؤثر على عملية التواصل كما سنرى لاحقا.

احتياطات السلامة
تبقى سلامة الطفل أول وأهم عنصر تجب مراعاته أثناء العملية التربوية، لكن ماذا يعني أن نحتاط؟
ليس إطلاقا أن نبعد الأشياء الحادة أو الصغيرة… عن متناول الأطفال.وإنما التدريب على استعمالها بشكل يحقق الهدف منها دون خلق ضرر. فالمقص والبركار أداتان حادتان وقد ينتج عن سوء استعمالهما أضرار وخيمة لكنهما ضروريان من أجل القيام بأعمال يدوية، كما أن المداد والغراء من المواد الذي قد تتسبب في كوارث إن تم شربهما مثلا.. لكن وجودهما أساسي جدا لإنجاح بعض الأعمال.
على المربي فقط، أن يختار طريقة العمل المناسبة ويتبع المنهجية الصحيحة لتقديم معمل تربوي.

الاقتصاد
سيكون بالتأكيد في استعمال المواد.. ولا اقتصاد في استعمال الأدوات. فإتلاف الأوراق دون هدف أو استعمال الغراء أو المداد بشكل أكثر من المطلوب هو إسراف يجب ألا يربي علي الطفل. أما الأدوات فليستعملها كما شاء ووقتما شاء، فلا ضرر
عند الخلط بين المواد والأدوات، قد لا يفهم الطفل معنى “اقتصدوا يا أولادي في استعمال المواد” فقد يحاول التقليل من استعماله الأدوات.. ما قد يعيق عمله اليدوي.

الرغبة
لا يمكن بأي حال من الأحوال غصب الطفل على فعل شيء. فرغبة الطفل واستعداده النفسي أمران أساسيان. لكن لا يفهم من هذه الفكرة أن المربي عليه أن يستفسر الأطفال الذين في عهدته كلما أراد أن يقوم بنشاط معين. فتواجد الطفل بالروضة أو المدرسة أو دار الشباب… هو تعاقد ضمني على استعداده لتلقي المعلومات والانضمام لبرنامج المنظمة المنضوي تحت لوائها. بينما يجب التعاقد بشكل صريح من الطفل (بحيث يكون قبوله مباشرا) في أوقاته الخاصة.

منهجية تسيير معمل تربوي:
الإعداد القبلي:
• يختار المربي معملا تربويا ملائما للفئة العمرية ونوعها… بحيث تكون الأهداف المرجوة واضحة وقابلة للتحقق عند الفئة المستهدفة.
• توفير المواد والأدوات اللازمة مسبقا، أو إخبار الأطفال سلفا بإحضارها في موعد محدد.
التقديم
في وقت ومكان مناسبين، مع احترام رغبة الطفل في القيام بالأنشطة المطلوبة منه:
• يوفر المربي جميع شروط السلامة.
• يقدم الشكل النهائي المراد إنجازه حتى يتعرف عليه الأطفال. ثم يوضح لهم الهدف (أو الأهداف) المرجوة من هذا المعمل التربوي.
• يشرح المعمل خطوة خطوة بالموازاة مع عمل الأطفال منتقلا من البسيط إلى المعقد.
• يذكر طيلة النشاط بضرورة النظافة والتنظيم والاقتصاد في استعمال المواد.
• على المربي ألا يغفل إطلاقا موضوع السلامة.
التقييم
بعد الانتهاء.. يقيم المدرس مدى تحقق الأهداف المرجوة.
ومن الأهداف المشتركة في أغلب المعامل التربوية، أنها:
• تعلم الترتيب والتنظيم والنظافة.
• تربي على الصبر والتركيز والدقة.
• تعلم التعاون والتسامح عن طريق مشاركة الآخرين المواد والأدوات.
• تربي على أدبيات العمل الجماعي.

يبدع الأطفال الذين يطغى عندهم النمط الحسي الحركي في المعامل التربوية، وغالبا ما يتميزون بذوق جمالي أخاذ.
فلنغص في أغوار شخصيات أطفالنا، ولنكتشف سبل تطوير مهاراتهم وقدراتهم.

عطية العمري
23-06-2013, 04:43 PM
( 4 )
صراع الخير والشر.. من أجل بالونة

تقديم
يهدف المربي من خلال التربية الإيمانية إلى توثيق العلاقة بين الطفل وخالقه، فتصير الميزان الذي يحقق التوازن بين المادة والروح والاعتدال في السلوك والعواطف والأفكار.
ولتثبيت شيء ما وترسيخه بشكل أقوى كان التكرار أهم وسائل التدريب. لكن، إذا كانت هذه العملية فعالة في الأمور العملية كالعبادات، فكيف تكون كذلك في الروحانيات؟؟

صراع الفطرة والنفس
في الحياة، نواجه مواقف تقتضي منا اتخاذ قرار. هذا الأخير يتأثر بالنفس الأمارة بالسوء (والتي أحيانا تأمر بالخير) وبالفطرة السليمة التي تدفع الإنسان نحو السلوك الصحيح. وبحسب تجربة الشخص وقوة إيمانه يستطيع أن يميز بينهما ليتخذ القرار النهائي.
في هذا الموضوع، سنحاول خلق وضعيات عملية الهدف منها وضع الطفل في اختبارات يستفتي فيها قلبه، دون أن يكون للاختيار السيئ فيها تأثير على مسيرته الإيمانية، بل تكون فقط تدريبات ليتأقلم قلبه على الاختيار.
ولهذا وجب التأكيد على أن هذه اللعبة لا يمكن التحكم في مستوى نجاحها، لأن ذلك مقرون بمستوى الذكاء العاطفي عند الطفل ومدى حدة النمط الحسي في شخصيته. ويبقى الهدف الأول والأخير خلق وضعيات تدربه على استفتاء قلبه، دون أن تؤثر القرارات الخاطئة على علاقته بربه ما أمكن.

استفت قلبك.. وحقق هدفك
اللعبة باختصار كالتالي:
• يختار المربي ثلاثة أطفال: أحدهم سيقوم بالاختبار، والثاني سيأخذ دور الفطرة السليمة، بينما يقوم الثالث بدور النفس.
• نخبر الطفل الأول بدوري زميليه أولا، نغمض عينيه ثم نضع بالونة على أرضية القاعة.
• المطلوب منه: أن يفرقع البالونة برجله، اعتمادا على نصائح زميليه.
• بالتناوب، يقدم الطفل الثاني والثالث النصائح للطفل الأول، بحيث لا يقول الثاني إلا صوابا بينما يحق للثالث الاختيار بين الصواب وبين عكسه.
• على الطفل الأول أن ينفذ حرفيا ما يقوله الطفل الثاني (الفطرة) بينما يحق له، باستفتاء قلبه فقط أن يقوم بما طلبه الطفل الثالث (النفس) أو أن يفعل عكسه.

مثال
إذا اعتبرنا أن البالونة موضوعة أمام الطفل بمسافة ما:
1. يقول الطفل الثاني: توجه إلى الأمام 5 خطوات (يعطي الطفل الثاني الاتجاه الصحيح، لكن، يبقى عدد الخطوات مجرد تقدير)
يتوجه الطفل الأول 5 خطوات إلى الأمام كما طلب منه. إذا حط برجله على البالونة في الخطوة الخامسة فقد فاز، أما إن كانت خطواته قصيرة ولم يصل، أو كبيرة جدا وتعداها، يسمح للطفل الثالث بالتحدث.
2. (نفترض أن الطفل الأول كانت خطواته قصيرة ولم يصل إلى الهدف، ما يعني أن البالونة لا زالت أمامه)
3. يمكن للطفل الثالث أن يقول: توجه إلى الأمام “كذا” خطوة (الصواب)، ويحق له أيضا أن يقول: توجه إلى الخلف “كذا” خطوة (عكس الصواب).
هنا على الطفل الأول أن يقرر.. إما أن يقوم بما طلبه الطفل الثالث، أو“يكذبه” ويقوم بعكس ما طلب منه، ويعتمد في ذلك، إضافة إلى إحساسه، على نبرة الصوت، وعلى توجيهات الطفل الثاني السابقة، ثم يتحرك.
4. فإذا فعل الصواب صفق الحضور، وإذا أخطأ أطلقوا صوتا حزينا.
5. وهكذا يتناوب الطفلان الثاني والثالث على التوجيه حتى يستطيع الطفل الأول الوصول إلى الهدف أو انتهاء المدة المحددة سلفا.
قريبا بإذن الله: فيديو مصور للعبة حتى تفهم أكثر، فقد لا يوصل الشرح المكتوب اللعبة بكل تفاصيلها.
بتكرار هذه اللعبة من حين لآخر، ينشأ لدى الطفل شعور داخلي إما بالارتياح أو الانزعاج من دعوة صادقة أو وسوسة النفس، كما يمكن تغيير الوضعيات، في البيت أو في المدرسة، من أجل الوصول إلى هدف معين، ويمكن لعبها مع الأهل أو المدرسين أو الأصدقاء.

ملاحظات:
• من أجل الاطلاع على منهجية تسيير الألعاب المرجو زيارة هذا الموضوع: بيداغوجيا تسيير الألعاب
• في انتظار رفع الفيديو، يسرنا تقديم استفساراتكم في حالة وجود غموض في شرح اللعبة.

الهوامش
تولدت هذه اللعبة عفويا خلال اللعب بالبالونات مع أطفال إحدى المؤسسات، لكن يعتبر المرجعان التاليان من الكتب التي ساعدتني في إعداد هذا الموضوع:
• الأسرار التسعة في تربية الأبناء للدكتور محمد فهد الثويني.
• التربية الإيجابية من خلال إشباع الحاجات النفسية للطفل- الوالدية الإيجابية للدكتور مصطفى أبو سعد.

عطية العمري
23-06-2013, 04:45 PM
( 5 )
لعبة الكذب

الهدف:علاج الكذب عند الأطفال بطريقة مرنة، بعيدا عن التوبيخ والعقوبة

توطئة:
الكذب هو أول الخطوات التي يخطوها الطفل نحو اكتساب الاستقلالية عندما يبدأ بالابتعاد عن مراقبة أو سيطرة الأهل، موظفا خياله المتأثر باختلاط الحقائق والأوهام. فهو كما يقلد والديه والمحيطين به، يحب شخصيات كرتونية خارقة ويحلم بتمثيل أدوارها.
لكن هذا الكذب ليس بالمصيبة التي تجعل الأهل يغضبون ويعاقبون… (في اعتقادهم أنه هجوم دفاعي من أجل حماية الطفل من هذه الآفة) وهذا من بعض أخطائنا في معالجة الأخطاء (1).
لا يختلف اثنان أن الكذب، باعتباره صفة ذميمة مرفوض. كيف لا وقد قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم عن عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه عنه:“إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند اللَّه كذابا”(2). لكن، وفي نفس الوقت، فإن الضرب والصراخ لا يوصلان إلى نتيجة(3)، بل على الأهل أن يعرفوا القصد من الكذبة وأن يجعلوا طفلهم يلمس منافع الصدق. فيصبح بذلك أكثر أهمية بالنسبة له.

ماذا أفعل
عندما يبدأ الطفل بالخلط بين ما هو حقيقي وما هو افتراضي، يجدر بالأهل التدخل. وهذه بعض الإجراءات حتى لا يتحول ذلك إلى كذب ممقوت:

التفهم
اكتشف ما وراء الكذبة، ورغم أن الكذب أنواع، فكلنا نعرف الكذب الذي يجعلنا نتجنب الوقوع في ورطة أو نتهرب من القيام بأمر لا نريد فعله. فإذا سألته والدته : هل رتبت غرفتك؟ ورد بالإيجاب، وأحست أن لم يفعل، فلتقل مثلا: جيد، سأذهب لأرى العمل الرائع الذي قمت به. فإذا تلعثم وتردد، فعلى الأم ألا تستشيط غضبا، بل تدرك أن كذبته هي تهرب من المسؤولية. فتقول بلطف: أعلم أنك لا تريد القيام بذلك، وأعلم أنك لا تريد تخييب أملي، لكن فعل ما طلبت منك وقول الصدق أمران مهمان. ثم تطلب منه إنجاز العمل وتراقبه وهو يفعل ذلك.
يدرك الطفل إذذاك أن المسؤولية لا مفر منها، وأن كذبته أفقدته جزء من استقلاليته وحريته بوجود المراقبة، فيحاول ألا يكرر ذلك مرة أخرى.

الثناء على الصدق
عند قول الحقيقة، كيفما كان الوضع، امدح كثيرا هذا التصرف. فيصير المدح كمعيار عند الطفل للتفريق بين ما هو حقيقي، وما ليس كذلك.

الصدق مع الصغير
أحيانا يكذب الراشد على الطفل، لكن هذا الأخير يعلم أن الأمر غير ذلك، فيستنتج أنه بالإمكان الكذب للخروج من مأزق.. فإذا كنت ترفض إعطاءه شيئا أو لا تريد فعل شيء يطلبه… إلخ فأخبره بصراحة.

البحث عن القدوة
إضافة إلا أن الطفل يتعلم ممن هم حواليه، فإنه يتأثر كما ذكرنا سلفا بالإعلام. ولهذا كان من المفيد البحث في الشخصيات الكرتونية عمن يتصف بالنزاهة والصدق (4)، لأنه إذا أحبها فسيقلدها في كل كبيرة وصغيرة.

ماذا أتجنب
علاج الأخطاء التربوية – في نظري – لا يقبل شيئا اسمه التأثيرات الجانبية ^_^، وإلا فلن يحصل التوازن في بناء الشخصية. وحتى نصلح الوضع دون ترك “ندوب” نفسية، تجنب أخي المربي نقطتين خطيرتين:




لا تنعت الطفل بالكاذب
السلوك المرفوض ليس انعكاسا لحقيقة الطفل. فإذا ارتبط الذم بالسلوك سهل على الطفل الابتعاد عنه، أما إذا ارتبط بشخصه كان من الصعب (أو من المستحيل) الانسلاخ من ذاته. نفس القاعدة بالنسبة للمدح. فهو يعلمه أن المدح ليس له، وإنما يلزمه العمل لنيله، فيقل إعجابه بنفسه وتكبره.
وهذا الموضوع، وإن دعا إليه الغرب كثيرا، فقد سبقهم إلى ذلك المسلمون، فعن أبي قلابة أن أبا الدرداء مر على رجل قد أصاب ذنبا فكانوا يسبونه، فقال أرأيتم لو وجدتموه في قليب ألم تكونوا مستخرجيه؟ قالوا: بلى، قال: فلا تسبوا أخاكم واحمدوا الله عز وجل الذي عافاكم. قالوا: أفلا تبغضه؟ قال: إنما أبغض عمله، فإذا تركه فهو أخي (5)
نفس الأمر بالنسبة للطفل، مهما فعل، ومهما غضب منه الأهل، فسيظلون يحبونه أيما حب.. فلنعترف بذلك *.

لا تعاقب الطفل
خصوصا إذا اكتشفت أنهكذب لتجنب العقاب. بل علمه كيف يتحمل مسؤولية هفوة أو خطإ ارتكبه. فيتعلم أنه بقول الحقيقة يمكن إصلاح الأخطاء.

لعبة
أحيانا يختلق الأطفال قصصا خيالية، ويحكونها كأنها حدثت لهم في البيت أو المدرسة.. اسأل الطفل مباشرة: هل هذا ما حدث أم ما كنت تتمنى أن يحدث؟ (جرب بنفسك لتعرف النتيجة). لكن حتى لا تضيع تلك الطاقة، وحتى لا يخنق الخيال الخصب، ادعه للعبة التالية:
خصص وقتا ليخبرك فيه بقصص خيالية، وأبدِ اهتمامك وإعجابك بما يقول وتفاعل مع قصصه.
أخبره بعدها أن وقت القصص الخيالية انتهى، وقد جاء وقت القصص الواقعية، وإذا ما خلطها بالخيال فقد لا يحصل على فرص أخرى لسرد حكاياته.
وإذا أحسست بأن في كلامه كذبا، لمح له بقولك: شيء مثير حقا ما تقول، لكنها قصة خيالية، احكها لي في وقتها. أخبرني الآن قصة واقعية (القصة تكون مرتبطة بالحدث الذي أنتما بصدد الحديث عنه)
في الختام، أسأل الله تعالى أن يوفقنا لبناء جيل سوي نفسيا يحب دينه ويخدمه، لا أن يعتبره ثقلا على ظهره ما إن يستقل بذاته حتى يرميه.

الهوامش:
(1): أخطاؤنا في معالجة الأخطاء
(2): رواه البخاري 6094 ومسلم 2607
(3): بدون صراخ.. هل سأنجح؟؟
(4): الرسوم المتحركة.. للكبار قبل الصغار
(5): رواه الطبراني – كتاب صفوة الصفوة لابن الجوزي
الموضو ع هو بالأساس تلخيص للصفحات الخاصة بالكذب (من 208 إلى 216) من كتاب التربية الذكية، لجيري وايكوف وباربرا يونيل، مع بعض الإضافات والتصرف، لتتناسب المعلومات مع ديننا الإسلامي الحنيف.

عطية العمري
23-06-2013, 04:46 PM
( 6 )
الواجبات المدرسية.. تجربة ممتعة

يعتبر وقت القيام بالواجبات المنزلية عند الكثيرين من الأطفال فترة أعمال شاقة، بينما يجده الراشدون كعبء إضافي يجاهدون لإنهائه. في المقابل، تعتبر هذه المناسبة من أهم المناسبات التي ستحبب للطفل مدرسته أكثر وأكثر. كيف ذلك؟ يحتاج الطفل إلى قليل من المدح لتشتعل في داخله طاقات هائلة، (انظر كيفية المدح والعتاب في موضوع بدون صراخ.. هل سأنجح؟؟) لذا، إذا ساعد الأهل طفلهم على القيام بواجباته المدرسية بشكل غير مألوف، فإن ذلك سيكون سببا في الحصول على المدح من طرف مدرسيه وزملائه. وبالتالي يقبل الطفل عليها بنهم (لا علاقة لحب الإطراء والمدح عند الطفل بالرياء، لكن في نفس الوقت يجب إعطاؤه لقاحات ضد التكبر والتفاخر…).

كيف أقدم عملا بشكل مبتكر؟
إن أعمال الراشدين البسيطة هي في أعين الصغار عظيمة، وهي حقا كذلك، فقط لأن الكبار اعتادوا عليها وكرروها إلى أن أصبحت مألوفة.
• علم طفلك طريقة جديدة لتزيين الصفحة وكيفية توضيح العناوين… لأن الاهتمام بالكراسة من أكثر ما يعجب المدرسين (لأنهم، هم أيضا يتباهون فيما بينهم بذلك.. افشيت سرا ^_^)
• إذا كان المطلوب حفظ جزء من قصيدة مثلا، ادفع طفلك – عن طيب خاطر – لحفظ أبيات غير مقررة (دليلا على اهتمام الطفل بالمادة، ورسالة اعتراف ضمنية باهتمام الآباء بالأبناء.. ينعكس ذلك بالتأكيد على طريقة تعامل المدرس مع الطفل) .
• هل تملك موهبة التلحين والغناء؟ لا تدع طفلك إذن يستظهر المحفوظة بشكل عادي كما الباقين.
• ساعد طفلك لإعداد معجمه المصور الخاص: والمقصود بأن يكون للطفل دفتر خاص، يلصق فيه فقط الصور، مذيلة بتعاليق قصيرة ما أمكن.. الصور تبوب حسب الدروس المقررة، ويستعمله التلميذ كمرجع مساعد أثناء حصة الدرس. وظيفته أن يذكر الطفل بتفاصيل ينساها (كما هو معلوم، فإن الصور تساعد بشكل كبير وسريع على التذكر، عكس الجمل المكتوبة)
• وظف الأنشطة التربوية المقدمة بموقع المربي المبدع وغيره من المواقع التربوية مثل العبقري الصغير… لإيصال مفاهيم تربوية أو تعليمية بطرق أخرى غير المقدمة داخل الفصل (الأصل أن تكون الأنشطة المقدمة في القسم هي أيضا من نفس الطينة، لكن في غياب إلمام بالمجال، لازال الموضوع في لائحة الانتظار..)
هناك العديد من الأفكار، وهي لا تحتاج لكثير عناء من أجل ابتكارها وتنفيذها.. فقط حدد الهدف، واستوحِ الفكرة.

كيف أجعل من وقت المذاكرة فترة استفادة ومتعة؟
فيما يلي مجموعة من الخطوات التي يمكن اتباعها من أجل تحقيق الهدف الأول المرجو وهو إنجاز الواجبات المدرسية، إلى جانب الاستمتاع بالعملية (انطلاقا من هذه الأفكار، يمكن استخلاص المعيقات التي يقع فيها البعض خلال هذه الفترة) :

الوقت \ التوقيت:
يفضل أن يكون للمذاكرة وقت خاص. إلا في الحالات الخاصة، فيمكن تغييره. كما تحدد مسبقا المدة الزمنية التي تستغرقها العملية (وقت البداية والنهاية) تختلف هذه المدة باختلاف المرحلة العمرية والمستوى الدراسي ومؤهلات كل طفل على حدة.

تهيئة الجو الملائم:
لا يمكن بحال من الأحوال أن نطلب من طفل التركيز في عمله، وإخوته الصغار يلعبون بالقرب منه، أو بصوت مرتفع، أو أمام التلفاز… هذه مهيجات تشعل فيه الرغبة في اللعب والاستمتاع – كأي طفل طبيعي – ينبغي الانتباه لها.

الصرامة:
لا يجب أن تكون هذه الفترة امتدادا لفترات الدراسة. فإحساس الطفل بارتباط هاتين المرحلتين يجعله يستحضر لا شعوريا معيقات التعلم عنده، ما يقلل من فرص تداركه لما فاته. هذا لا يعني أن تغيب الجدية مطلقا.. لندفع الطفل إلى الشعور بالأمان حتى لا يشكل الخوف من الخطإ حاجزا، وذلك بمسؤولية.

طريقة التواصل:
الأصل أن يعم الهدوء مرحلة إنجاز الواجبات المدرسية، ولا مجال للغضب والصراخ والضرب والتوبيخ.. إنها أمور تحد من جاهزية عقل الطفل واستعداده للفهم، ولا توصل إلى النتيجة المرجوة. إذا لم يتمكن الطفل من فهم المطلوب، فأعد الشرح بكلمات قصيرة واضحة ما أمكن.

المنتوج:
في نهاية مدة المذاكرة، على الطفل أن يقدم منتوجا ملموسا: إما أن يستظهر قرآنا حفظه، أو ينجز تمارين رياضية… وإذا كان بالإمكان تركه بمفرده أثناء مذاكرته (حسب مستواه الدراسي) مع مراقبة عن بعد، فمن الضروري حضور الأهل لتقييم العملية في النهاية.
قد يكون المطلوب صعبا أو كثيرا لدرجة أن الطفل لا يستطيع إنجازه في الوقت المحدد. تقبل عدم إكمال طفلك لواجباته، لكن شرط التواصل السريع مع مدرسيه بغية معالجة الموضوع حتى لا يتكرر كثيرا، وهو أفضل بكثير من إنجازك للعمل وجعله يقوم بعملية النسخ مثله مثل الآلة.
لا يمكن بحال من الأحوال حصر الموضوع في أسطر قليلة، لكن يبقى ما فات من أهم الخطوات المساعدة لتحبيب التحصيل والمعرفة إلى الطفل الذي نعلق عليه آمالنا لنرى عالما عربيا إسلاميا أرقى.

المراجع:
أغلب ما جاء في هذا الموضوع هو من خلال تجربتي الشخصية وما علق في ذاكرتي من شذرات من هنا وهناك، وإن كنت قد استأنست بمرجع معين، فهو ملف وورد لم أتذكر الموقع الذي حملته منه بعنوان: Dix clés pour aider son enfant à faire ses devoirs à la maison لم يذيل باسم الكاتب وإنما فقط عبارة:

Ce document est le fruit de nombreuses années d’expérience dans des écoles en ZEP. Il a été élaboré par un groupe d’élèves avec leur enseignant

سأقدم رابطه الأصلي حالما أتوصل إليه.

عطية العمري
23-06-2013, 04:47 PM
( 7 )
عندما يكره الطفل المدرسة

عندما تتحول المدرسة جحيما يحاول الطفل الخروج منه بشتى الوسائل، يصير من الملح أن يقوم أولياء الأمور بمحاولة للتعرف على الأسباب الكامنة وراء هذا العزوف. وكمساعدة لتشخيص الوضع، فيمكن القول بأن هناك سببين رئيسين، سواهما يمكن إدراجه في لائحة الحالات الخاصة أو النادرة. إنهما الخوف والملل.

الخوف:
وهو من أهم أسباب رفض الطفل الالتحاق بالمدرسة ومن أشهر أنواعه:

الخوف من موقف ما:
قد يخاف الطفل مثلا من عملية الوقوف أمام أقرانه واستظهار نص شعري… فيرفض الذهاب إلى المدرسة إطلاقا حتى لا يتعرض لذلك الموقف.
ينصح بمتابعة مختصة لهذه الحالة إذا تجاوزت الأسبوعين تقريبا.


الخوف من الفراق:
فالطفل لا يحس بالأمان مع الرفقة الجديدة ولا يريد أن يتخلى عن أهله.هذا النوع عند التلاميذ الجدد بالخصوص، لكنه قد يظهر حتى عند القدامى أحيانا. ومن أهم أسبابه اهتمام الوالدين الزائد. فعدم ثقتهما في تركه مع الآخرين وإيمانهما بأنه لن يكون يخير إلا إذا كان رفقتهما وتحت حراستهما… كل ذلك ينتقل لا شعوريا إلا الطفل، فيقتنع أيضا بذلك فيرفض الذهاب إلى المدرسة.

اضطرابات التجنب:
في هذه الحالة، يخاف الطفل من الاختلاط مع زملائه والتعامل معهم لسبب من الأسباب، وتصبح الوضعية مرضية إذا تجاوزت الستة أشهر.

الرهاب:
أو ما يعرف بالفوبيا، وهو أن يتطور الخوف إلى أن يصبح مؤثرا على الحياة بشكل كبير. فالطفل المصاب بالرهاب (إذا كان خوفه مثلا من ضرب المدرس وقسوته) قد يهرب لمجرد رؤيته مدرسا مارا من الجهة الأخرى للشارع، بل وقد يتجنب المرور أمام المدارس والمؤسسات التعليمية… هذه الحالات القليلة تحتاج تدخلا سريعا من قبل متخصصين.
تبقى هذه بعض من أنواع الخوف الذي قد يتملك الطفل، لا بد من التأكد من عدم وجودها في حالة رفض طفل الذهاب إلى المدرسة، أو علاجها إن كانت.
يتعاون لمعرفة السبب وحله، الآباء – بالدرجة الأولى – والمدرسة. ولعل من أجمل التجارب تشكيل خلية للإنصات، لما لها من دور فعال في مجال الدعم النفسي والاجتماعي للطفل.

الملل:
إذا لم يكن الخوف سببا، فالملل بلا شك من أقوى الأسباب التي ستدفع ذلك الطفل الحيوي المملوء بالطاقة إلى كره المدرسة. كيف لا وهي تحرمه من حقه في الحرية، المرتبطة في قاموسه باللعب؟
إن المدارس التي تعتمد التقليدية في مناهجها وخطاباتها وطرائق تدريسها لن تسبب للطفل غير النفور. فلا بد إذن من تكاثف الجهود وتقديم مواد محفزة تجعل الطفل يتمتع بوقته في المدرسة.
وكأمثلة لما يمكن القيام به:

التنشيط الصباحي:
وهو أن تتوفر المدرسة على منشط تربوي (وليس على مهرج) يقدم للأطفال ألعابا وأناشيد حركية بسيطة – لكن مختارة بعناية – قبل دخول التلاميذ إلى الفصل في الفترة الصباحية من أجل فتح شهيتهم للتحصيل.
ومن خلال تجربة شخصية، بعد انطلاق هذا النوع من الأنشطة، تقلصت بشكل واضح نسبة المتأخرين، بل أصبح العديد يتواجد قبل بداية النشاط بفارق زمني ملحوظ.

الأندية:
كالمسرح، الأنشودة، التدبير المنزلي، الرسم والخط… تفتح في وجه الجميع باعتبارهم أطفالا متساوين في الحقوق، إلى جانب أخرى خاصة بالمتفوقين من أجل الرفع من مستوى التنافس.

الزيارات الميدانية:
تنظم المؤسسة زيارات لبعض الأجهزة الحكومية وغير الحكومية انفتاحا منها على محيطها الخارجي، وتوسيعا لمدارك وثقافة الطفل.

الخرجات والرحلات التربوية:
لا تحتاج لشرح، لكن يجدر التذكير بأن نجاحها مقرون بإعداد مسبق لكل الأنشطة التي سيتم القيام بها، ويبقى الارتجال الورقة الرابحة التي يستعملها المنشط في حالة حدوث طارئ.

هذه الأنشطة وغيرها (كالإذاعة المدرسية والمسابقات الثقافية والألعاب الكبرى…) تتحمل فيها المدرسة الجزء الأكبر من المسؤولية، لكن ذلك لا يعفي أولياء الأمور من الانخراط في هذا العمل وتقديم الاقتراحات والدعم للمؤسسة التعليمية.

المراجع:
• ولدي يخاف ماذا أفعل: د. جانيت هول ترجمة د. هشام نصر
• التربية الذكية: د. جيري وايكوف – باربرا يونيل – ترجمة د. عقيل الشيخ حسين
• إلى جانب تجربة ميدانية في مجالي التعليم

عطية العمري
23-06-2013, 04:53 PM
( 8 )
سلبيات تشغيل الأطفال

الهدف: تحسيس الأطفال بسلبيات العمل في سن مبكرة
الفئة المستهدفة:جميع الفئات
المكان:قاعة
الزمان:في جميع الأوقات شرط وجود استعداد نفسي
المدة الزمنية:ساعة واحدة
المواد والأدوات:أرواق، أقلام حبر، أقلام ملونة..
التقنيات:الحوار، الرسم…

تقديم:
يعتبر تشغيل الأطفال من أبشع أنواع استغلال الأطفال، محاربته تأخذ من وقت واهتمام الحقوقيين والمهتمين بالطفولة حيزا كبيرا. لكن المشكلة، هي أننا ننسى أن ذلك الطفل أيضا يرتمي بين أحضان المشغل ليوفر له عملا يجني من ورائه مالا كثيرا (في نظر الطفل)، بل إنني في إحدى الحوارات المفتوحة مع تلاميذ يتراوح سنهم بين 10 و12 سنة، عبر أحدهم عن قبوله بالعمل في مجال النظافة – بوضعها المتردي في المغرب – مقابل الألف درهم التي بدت كالكنز، وقال آخر: كل ما في الأمر أن أستحم بعد العمل.
وقد كان هذا الحوار بالذات سببا في إعداد هذا النشاط من أجل تحسيس الأطفال بسلبيات العمل في سن مبكرة.
في مرحلة أولى يطبق هذا النشاط مع أطفال من أوساط متوسطة أو أعلى، أما بالنسبة للأطفال من عائلات فقيرة أو ذات ظروف خاصة، فإن هذا النشاط يحتاج إلى تطوير لأن المال الذي يجنون لا يكون من أجل الاستمتاع وإنما من أجل مساعدة ذويهم وهذا موضوع آخر.

النشاط:
المرحلة الأولى:
في دردشة قصيرة يقوم المنشط بتجميع الأعمال (الحرف التي يمكن أن يقوم بها الأطفال بمقابل) ويسجلها على السبورة أو على جداريات بخط واضح (من المهم تنبيه التلاميذ إلى أن كل الأعمال هي حرف وليست وظائف. لأن هذه الأخيرة تحتاج لسن ومستوى دراسي معينين)

المرحلة الثانية:
يقسم المنشط المستفيدين إلى ثلاث مجموعات متساوية:
• يقدم للمجموعة الأولى صورة دماغ بشري (الشكل أ) ويطلب منهم تحديد التأثير السلبي للعمل من الناحية المعرفية (السلبيات الناتجة عن عدم الالتحاق بالمدرسة، أو الالتحاق بها مع عدم استغلال وقت المراجعة والحفظ… كالجهل والأمية وغيرهما) وكتابتها بقلم أسود داخل صورة الدماغ بكلمات مختصرة ومعبرة.
• يقدم للمجموعة الثانية صورة قلب بشري (الشكل ب) ويطلب منهم تحديد الأحاسيس المتولدة أثناء الاحتكاك برب العمل أو بالعاملين القدامى من سلطوية واحتقار ودونية… وكتابتها بقلم أسود داخل الصورة.
• يقدم للمجموعة الثالثة صورة جسد (الشكل ج) ويطلب منهم، انطلاقا من الحرف التي حددوها في المرحلة الأولى صباغة أجزاء الجسم المهددة بالحرق أو الجرح أو حتى البتر في حالة حدوث خطإ أثناء العمل، باللون الأحمر.

المرحلة الثالثة:
تعلق صورة المجموعة الثالثة أولا ويقدم ممثل عن المجموعة توضيحا حول الأجزاء الملونة وعلاقتها بالحرف.
تلصق صورة الدماغ على صورة الجسد (في منطقة الرأس) وتناقش الكلمات المكتوبة فيه وعلاقتها بالحرف.
ثم تلصق صورة القلب على صورة الجسد (في منطقة الصدر) وتناقش الأحاسيس المكتوبة فيه وعلاقتها الحرف.
نحصل في الختام على الصورة النهائية (الشكل د) الذي يمثل صورة تقريبية عن الطفل العامل، صورة توضح مستواه الفكري المعرفي وحالته النفسية والبدنية..
في دردشة قصيرة يطلب المنشط من التلاميذ القيام بمقارنة بسيطة بين ما يمكن أن يجنونه من العمل من مال وبين السلبيات التي سيحصلون عليها، وما إذا كان ذلك المبلغ مهما كانت قيمته يستحق تحمل هذه السلبيات..
يمكن اختتام النشاط عند هذا المرحلة، ويمكن ارتجال مشهد مسرحي قصير لأب يشغل ابنه، ويأتي أحد الناصحين ليوضح له أخطار ذلك العمل. يحس الأب بالذنب، ويعزم على أخذ ابنه إلى المدرسة (يمكن طبعا ارتجال مشاهد أخرى بسيطة تلخص النشاط) .

عطية العمري
23-06-2013, 04:54 PM
( 9 )
لون صلاتك – ورقة متابعة الصلاة

الهدف:تحبيب الصلاة على وقتها إلى الطفل، بعيدًا عن الإجبار والترهيب.
الفئة المستهدفة:الأطفال في مرحلة التدريب على الصلاة.

تقديم:
عديد من شباب اليوم يستثقل الصلاة، ليس فقط بسبب المؤثرات الخارجية التي تجذبه، وإنما أيضا بسبب تربية سلبية تلقاها بخصوص الإقبال على الصلاة. فكل الخطاب الذي تلقاه من أهله أنها فرض لا بد من القيام به وإن لم يفعله دخل النار. ثم سرعان ما يبدأ الضرب عند الإخلال بهذا الفرض زعما أنه عمل بالحديث: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله وسلم : “مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع” (1). ماذا سينتج عن ذلك؟ تشكل رابط ذهني سلبي بالصلاة والمساجد وربما سود ذلك صورة ذلك المربي في نظر ذلك الطفل.. أهون ما قد يحدث، مادام ليس هناك تحفيز، فسينام الأطفال في المساجد (مزحة)

معظم المربين لا يعطون المرحلة الأولى أهميتها، والتي هي أشبه بدورة تكوينية لمدة ثلاث سنوات. وبتأمل منطقي بسيط، فإن الضرب(الذي هو ضرب تأديب وليس تعذيب (2))لا يمكن أن يحصل إلا إذا استفاد الطفل من كل المرحلة التدريبية. بعبارة أوضح، أن مرحلة الضرب لا تأتي إلا بعد تدريب على الصلاة خمس مرات في اليوم لمدة ثلاث سنوات كاملة.. فهل يعقل أن يحاسب مدرس تلامذته في نهاية السنة وقد كان غائبا في معظمها؟؟

وفي محاولة لتصحيح الوضع، وحتى لا تكون الصلاة عبئا على الأطفال ما إن يكبروا حتى يلقوه عن عاتقهم، صار من الملح التفكير بطريقة إبداعية لتأصيل هذا الفرض في الطفل دون أن نغفل المميزات النفسية للمرحلة التي يمر منها. وفيما يلي إحدى الطرق البديلة: إنها ورقة المتابعة.

النشاط:
تقتضي العملية بداية بأن يحضر المربي (أبا كان أو أما أو أخا…الخ) ورقة تشبه النموذج أسفله:
الشجرة تحتوي على 35 ورقة، وهو عدد الصلوات المفروضة في أسبوع واحد (7×5=35) .
قانون اللعبة:
1. يسمح للطفل بتلوين ورقة بالأخضر عن كل صلاة أداها في وقتها، وبالأصفر عن كل صلاة تأخر عن أدائها أو لم يؤدها.
2. يتفق المربي مع الطفل قبل بداية اللعبة عن هدية في نهاية الأسبوع إن حصل على نسبة (50%+1) أي 18 ورقة خضراء. بمعنى آخر، أنه إن استطاع أن يسقي شجرته واخضرت بالقدر الكافي فإن هذه الشجرة ستثمر الهدية ^_^ (يمكن التلوين بالأخضر بدء من اليمين، وبالأصفر بدء من اليسار، حتى تتجلى بشكل أوضح للطفل النسبة التي حققها)
3. ترتفع نسبة النجاح الأسبوع تلو الآخر، وتتغير معها نوعية الهدية.
4. بعد تمكن الطفل من تحقيق نسب عالية، ينتقل المربي إلى نموذج متابعة شهري لزيادة جرعة التحدي.

إيجابيات اللعبة:
1. عندما ترتبط عملية ما بالإثارة والمتعة فإنها تشكل رابطا ذهنيا ممتازا، إذ كلما تذكر الطفل (الشاب لاحقا) الصلاة، تذكر تلك التجربة الجميلة، ما يبعث فيه شعورا إيجابيا فيزيد حبه للصلاة.
2. يصبح الطفل أكثر حرصا على الصلاة، ما يسهل على المربي عملية المتابعة، فالهدية المتفق عليها تدفع الطفل إلى التفكير في طريقة الحصول عليها، والتي ما هي إلا الصلاة على وقتها، فتجده حذرا من فواته
3. تتلاشي نسبة الخوف من العقاب، وتزيد نسبة الطمأنينة، ما يساهم في بناء شخصية متوازنة. فالعنف لن يوصل لنتيجة، والصواب أن نستغل عفوية الطفل واهتمامه باللعب لنرسخ المفهوم التربوي.

ملاحظات هامة:
1. يمكن تغيير النماذج من حين لآخر حتى لا يشعر الطفل بالملل والرتابة. وهذه نماذج للاستئناس (نفس مبدأ الاشتغال):
- حديقة: تقسم إلى خانات، يختار لون للأجزاء الخصبة، ولون للأجزاء الجرداء.
- مصب نهر في بحر: أيهما سيفوز؟ الماء العذب الذي به تستقيم الحياة، أم أن الماء المالح سيهجم؟؟ - طائر بلا أجنحة: كلما صلى صلاة في وقتها لون جزء من الجناح، وإلا فلا يلون شيئا.. هل سيتمكن الطائر من معانقة السماء؟
- …

2. على المربي ألا يتوقف بشكل مفاجئ عن اللعبة، إلا إذا فكر في أخرى، بل يتم ذلك بالتدرج بعد تحقق الهدف وبلوغ الطفل سن التكليف.
3. ليست هذه هي الطريقة الوحيدة لتحبيب الصلاة إلى الأطفال، لكنها إحدى البدائل للطرق التقليدية التي وقع فيها بعض السلف، فلنحاول ألا نكرر الخطأ مع الخلف.


الهوامش:
• (1): مختصر سنن أبي داود – اختصره وشرح جمله وألفاظه وعلق عليه الدكتور مصطفى ديب البغا، أستاذ الحديث وعلومه في كلية الشرقية، جامعة دمشق \ باب متى يؤمر الغلام بالصلاة – 495 ص 63.
• (2):خزانة الفتاوى
المراجع:
• تربية الأولاد في الإسلام: عبد الله علوان
• التربية الذكية: د. جيري وايكوف – باربرا يونيل – ترجمة د. عقيل الشيخ حسين
• ولدي يخاف ماذا أفعل: د. جانيت هول ترجمة د. هشام نصر
• بالنسبة للصورة: فقد صممتها باستعمال الجذع من هنا والورقة من هنا.
ملاحظة: تم طرح الموضوع لأول مرة في المسابقة الثالثة لعالم الإبداع، تحت عنوان لون صلاتك.

عطية العمري
23-06-2013, 04:55 PM
( 10 )
الماء.. أم النعم

الهدف:شكر الله على نعمة الماء والعزم على الاقتصاد في استعماله.
الفئة المستهدفة :12 طفلا مقابل كل إطار مساعد (النشاط مقدم لمجموعتين فقط، ويمكن مضاعفة الورشات حسب الإمكانات)
المكان:ساحة + قاعة.
المدة الزمنية:ساعتان تقريبا (شرط ألا تكون في أوقات لا ينصح بمزاولة الألعاب الخارجية خلالها). يمكن تقديمه في اليوم العالمي للماء: 22 مارس
المواد والأدوات:حبات بطاطس، أصيصات بها نبتة، أوان وأطباق وكؤوس فارغة، سكاكين، أوراق أقلام…
التقنيات:لعب الأدوار، التشخيص، الحوار…

الاستعداد القبلي:
في الساحة، بالقرب من أحد الصنابير، نضع طاولة عليها حبة بطاطس، أصيص صغير به نبتة، إناء وطبق وكأس فارغة ثم إناء من سعة لتر واحد.
بعيدا عن الصنبور بحوالي خمسة أمتار، نضع طاولة عليها نفس المواد والأدوات مع اختلاف سعة الإناء الأخير (نصف لتر بدل لتر واحد).

النشاط:
المرحلة الأولى:
يطلب المنشط من مجموعتين (حوالي 6 أفراد بكل مجموعة) أن ينجزا لائحة الأعمال التالية:
• سقي النبتة.
• غسل جميع أفراد المجموعة لأيديهم في الإناء الفارغ.
• شرب أحد الأفراد لكأس واحد من الماء.
• تنظيف حبة البطاطس وتقطيعها وتقديمها في طبق نظيف.

ملاحظة:
لا يهم الترتيب، المهم إنجاز جميع الأعمال المطلوبة.
تشترط نظافة الطاولة بعد الانتهاء.

• شروط للمجموعة الأولى (الطاولة القربية من الصنبور) :
يحق استعمال الصنبور عددا غير محدود من المرات، شرط أن يتم في كل مرة ملء الإناء من سعة لتر واحد كاملا واستعماله، ولا تتم إعادة الملء إلا إذا صار فارغا تماما (تحسب المجموعة عدد المرات التي استعملت فيها الصنبور).

• شروط المجموعة الثانية:
يحق لها طلب استعمال الصنبور (من المجموعة الأولى) ثلاث مرات فقط، باستعمال الإناء ذي السعة : نصف لتر.
هام جدا:لا تضع السكين فوق الطاولة قبل الشروع في اللعبة، بل سلمه للفرد الذي تكلف بتقشير البطاطس شرط وجود إطار مساعد من أجل المراقبة. ومباشرة بعد انتهاء هذا العمل، يأخذ السكين من المجموعة لتتم لائحة الأشغال المتبقية.

المرحلة الثانية:
في قاعة، بعد انتهاء المجموعتين من عملهما، يعلن المنشط عن المدة الزمنية التي قضتها كل مجموعة وكذا كمية الماء المستعملة (قد لا تستطيع المجموعة الثانية إكمال جميع الأشغال بالكمية المتوفرة من الماء)، ثم يسمح للأجواء التي مر فيها النشاط.
في الغالب لن تشتكي المجموعة الأولى، لكن الثانية ستعبر عن مجموعة من المعيقات التي واجهتها.
بعد ذلك يستجمع آراء كل مجموعة في ظروف وطريقة عمل المجموعة الأخرى:
في الغالب، تعترف المجموعة الأولى بصعوبة العمل في المجموعة الثانية، وتنظر المجموعة الثانية إلى المجموعة الأولى على أنها أوفر حظا منها.

المرحلة الثالثة:
يقوم المنشط بإسقاط الأعمال التي قاموا بها على الواقع:
• هناك دول تتوفر على كمية كافية من الماء، بينما دول أخرى لا تحصل على المقدار الكافي منه.
• كيف أثر غسل الأيدي على كمية الماء؟ كيف سيكون الأمر لو أن القدر المستهلك في النظافة هو المتوفر لأسرة واحدة خلال يوم بأكمله؟ ما تأثير قلة الماء على النظافة؟؟
• هل كان طبق البطاطس نظيفا بما فيه الكفاية؟ ما انعكاس قلة الماء على صحة الأسر؟؟
• هل المقدار الذي سقيت به النبتة كاف للحفاظ على حياتها؟ كيف ستكون حال حقل هو مصدر عيش أسر عديدة؟؟
• كوب واحد للشرب.. كيف ستتصرف أسرة إذا كان ذلك هو المقدار الذي تملكه لمدة يوم كامل؟؟
يستخلص الأطفال أن الناس في العالم غير متساوين في الاستفادة من حقهم في الماء، ثم يقترحون حلولا عملية للاقتصاد وتوفير المياه شكرا لله تعالى واهب هذه النعمة العظيمة التي جعل منها كل شيء حي. ثم يقدم المنشط الآيات التي تدل على أهمية الماء والأحاديث التي أوصى فيها الحبيب الكريم المصطفي صلى الله عليه وسلم بالاقتصاد في استعمال الماء…

معلومات للاستئناس:
• في الولايات المتحدة، أسرة من 4 أفراد تستهلك حوالي 4000 لتر ماء يوميا.
• في أوربا معدل الاستهلاك (لأسرة من نفس العدد) هو 2000 لتر.
• في إفريقيا، فقط 40 لترا من الماء.
• 1,4 مليار شخص في العالم لا يحصلون على الماء الصالح للشرب بشكل مباشر، ما يشكل حوالي 50 مرة عدد سكان الولايات المتحدة.

المراجع:
• تجرية ميدانية في مجال التربية البيئية بعد عدة دورات تكوينية وأيام دراسية أهمها اللقاء الدراسي حول آليات تفعيل النوادي البيئية (جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض ووزارة التربية الوطنية – طنجة 2006) ودورة تقوية قدرات الفاعلين الجمعويين في التربية البيئية (برنامج الأمم المتحدة لتنمية PNUD وجمعية الشعلة للتربية والثقافة acec – أزمور الجديدة 2007).
• CORDELLIER, Serge et Alii, “l’eau en peril” in l’Etat du monde junior
PETRILLA, Ricardo. le manifeste de l’eau
Communiqué de presse de la communauté urbaine Montréal du 9 mai 2000
عن طريق MONDE EN TÊTE

عطية العمري
23-06-2013, 04:56 PM
( 11 )
مختلفون .. وأصدقاء

الهدف:إدراك أن الاختلاف لا يلغي المساواة.الفئة المستهدفة:من 8 إلى 12 سنة
المكان:قاعة
المدة الزمنية:ساعة واحدة
المواد والأدوات:أوراق، أقلام حبر، أقلام ملونة، مقص…

تقديم:
أحيانا يرفض الأطفال اللعب مع آخرين، أو مشاركتهم مقعد الدراسة، والسبب أنهم يلمسون اختلافا يجعلهم ينظرون إلى الآخر بالدونية. وإذا لم يعالج الأمر في بداياته تحول إلى كبر، وقد يولد فيما بعد أفكارا عنصرية. وليس الحل أن نجبرهم على القيام بذلك (مستعملين العبارة الشهيرة: “هل أنت أحسن من الآخرين؟؟”) بل علينا أن نربيهم على التعايش رغم الاختلاف

النشاط:
المحطة الأولى:
يقوم التلاميذ بتمثيل هذا المشهد القصير (أو يصور قبلا ويعرض باستعمال الوسائل السمعية البصرية):

في كوكب يسمى الأرض، نشبت حرب طاحنة بين البيض والسود، الرجال والنساء، الكبار والصغار.. فجاء أحد الفضائيين، رفقة قطه المدلل، ليعرف السبب حتى يأخذ كوكبه الاحتياط من انتقال العدوى، فوجد طفلين منزويين في أحد الأركان..
الفضائي: صباح الخير
(لا يرد أحد التحية)
الفضائي: (يهمهم مستهزئا من بلادته) خير؟؟ أي خير؟؟ إنها الحرب..
(متوجها نحو الفتاة الصغيرة) من أنت؟
الطفلة: أنا ليلى، عمري 10 سنوات، ولدت بهذه المدينة، أبي تاجر وأمي مدرسة.
الطفل: (بعد أن التفت إليه الفضائي) وأنا عمر، عمري 11 سنة، ولدت بالقرية المجاورة. أبي فلاح وأمي ربة بيت.
الفضائي: حسنا، أريد أن أعرفكما أكثر
(يحاول الطفلان أن يتميزا في التعريف بنفسيهما)
الطفل: أنا أحب الرياضة.
الطفلة: وأنا أحب الموسيقى والمراسلة.
الطفل: أنا لدي عقل أفكر به.
الطفلة: (بنوع من العصبية) أنا أيضا لي عقل أفكر به. بل ولي مشاعر أحس بها وأعبر عنها..
الطفل: (محاولا رد الصاع صاعين) وهل أبدو حجرا؟ أنا أيضا لي مشاعر أحس بها وأعبر عنها.. كلنا نتصف بهذه الصفات.
القط: (بمنتهى الغباء) كلنا؟؟ لكن ما معنى “عقل” ما معنى “مشاعر”؟…
الفضائي: اسكت أيها القط الغبي، هذه صفات تميز الكائنات الإنسانية فقط.
الطفل: (في اندهاش، مخاطبا الطفلة) أأ .. هل سمعت ماذا قال؟
الطفلة: (مندهشة) كلنا إنسان !! فلماذا نتقاتل؟؟
الطفلان: (وهما يغادران) هيا .. هيا لنوقف هذه الحرب.

المحطة الثانية:
يدفع المنشط الأطفال إلى الإجابة على السؤالين التاليين، بناء على ما فهموه من المشهد المسرحي (أو الشريط المصور)
• ما هو سبب الحرب؟
• ماذا استنتج الطفلان في الأخير؟
ثم يطلب منهم ما يلي:
• ليلى إنسان، لنضع لها بطاقة تميزها، انطلاقا من العمل المقدم في المحطة الأولى (البطاقة 1).
• عمر إنسان، لنضع له بطاقة تميزه (البطاقة 2).
يحاول التلاميذ وضع بطاقتين تشبهان الشكلين التاليين:

هذا نموذج بسيط للغاية للاستئناس فقط، تعطى الحرية الكاملة للطفل في تصميم بطاقته بالشكل الذي يريد والألوان التي يحبها
يناقش بعد ذلك المنشط مع الأطفال فيم يتشابه عمر وليلى وفيم يختلفان.

المحطة الثالثة:
دائما بطريقة مرحة نشطة، يطلب المنشط من الأطفال وضع بطاقة يبينون فيها معلوماتهم الخاصة، ويناقش معهم الأشياء التي يتشاركون فيها مع ليلى وعمر، والأشياء التي يختلفون فيها عنهم.
يدفعهم، عن طريق حوار هادئ إلى استنتاج أنهم أيضا “إنسان” مثلهم مثل عمر وليلى، وأن الاختلافات بينهم لا تلغي المساواة في الإنسانية.

عطية العمري
23-06-2013, 04:57 PM
( 12 )
بدون صراخ.. هل سأنجح؟؟

كان أذكى مشروع، على مر عصور، الاستثمار في الذات البشرية.. بتعبير آخر، تربية الفرد وتنشئته وتكوينه بشكل يمكنه من العطاء والإنتاج ، وبالتالي خدمة مجتمعه والأمة بشكل عام.
ولعل أصعب مراحل هذا المشروع بدايته. لأن مرحلة الطفولة هي فترة تلق بامتياز، يتبرمج فيها كما الآلة. فيكتسب الطفل رصيدا لغويا وعاطفيا ومنهجيا يرسخ في عقله الباطن، ويؤثر في مستقبله تأثيرا من نفس نوع البرمجة, فإذا كانت إيجابية كان التأثير إيجابيا وإلا فالعكس.
ولأنهم توصلوا إلى عدد من معوقات التربية السليمة، سارع التربويون والمختصون في علم النفس والاجتماع إلى توثيق أبحاثهم وتجاربهم الميدانية مع الأطفال، في البيت،المدرسة، أو غيرهما… فكانت نقطة التقاطع: كفى من الصراخ!!
يعتبر الصراخ عند البعض وسيلة للتحكم في الطفل. فبه يخضع لقول الراشد، ويطبق القوانين كيفما هي. لكن المشكلة في هذه الحالة، إلى جانب الاضطراب النفسي الذي يخلقة الصراخ لدى الطفل، وضعف الثقة في النفس والتردد وعدم القدرة على المواجهة والمجابهة… ، أن الطفل لا ينجز المطلوب لأنه مقتنع بما يفعل، وإنما خوفا من تلك الزمجرة أو تفاديا لها مستقبلا، وبالتالي فإن التربية والتعليم لم يتما، لأن أساس تغيير السلوك تغير القناعات.
يتساءل العديد من المربين والمدرسين: هل سأنجح بدون صراخ؟؟ خاصة وأن ا لواقع في المجتمع العربي لا يساعد على تطبيق النظريات التربوية المكتوبة على الورق!!
الإجابة ستكون بسؤال أيضا: فرضا أيها المربي \ المدرس، أصبت يوما بمرض مؤقت – نسأل الله السلامة والعافية للجميع- لم تعد تستطيع معه الصراخ، كيف ستتصرف؟ وكيف سيكون سلوك ابنك في البيت أو تلاميذك في المدرسة؟؟ يبدو أنك ستعرف حتما المعنى الحقيقي لكلمة “تمرد”.
مادام الأمر ليس بالناجع، كان لزاما البحث عن طرق أخرى قابلة للتطبيق مهما كانت الظروف من جهة، وأن تستهدف القناعات وليس المظاهر من جهة أخرى.
ومن البدائل التي يمكن تقديمها بدل الصراخ:
• عند القيام بالمطلوب على أكمل وجه، قدم الإطراء، لكن احذر: لا تقم بإطراء الطفل، بل سلوكه، فلا تقل مثلا: “أنت طفل جيد لأنك أنجزت واجباتك” بل قل: “أنجزت واجباتك !! هذا عمل جيد” أو “جميل أنك أنجزت واجباتك” … الخ
نفس الطريقة بخصوص ذم السلوك أو العمل السيء.
السبب هو دفع الطفل يعلم أن الإطراء ليس مرتبطا بشخصه، وبالتالي وجب عليه القيام بأمور حسنة ليحصل عليه، وأن الذم ليس صفة مرتبطة به كذلك ويمكن التخلص منه فقط بالإقلاع عن بعض الأمور.
مهما تكرر السلوك الجيد امتدحه، والخطأ الذي يقع فيه أغلبنا أن اهتمامنا بالسلوكات الجيدة للطفل تتأثر بمزاجنا، فإن كنا في حالة جيدا فرحنا وامتدحنا، وإن كان العكس لم نلق بالا أو قدمنا عبارات إعجاب صفراء. في المقابل، لا تذكر الطفل بأخطائه باستمرار. فإذا طلبت منك مثلا: “لا تصور في ذهنك قطة سوداء”، فإنك بالتأكيد صورتها، رغم أن المطلوب عكس ذلك، هذا نفسه ما يحدث مع الطفل: نذكره بما يجب ألا يفعله فيفعله. والطريف أننا نستغرب من عمله قائلين: ذكرتك ألف مرة ألا تفعل !!” هل تعرف الآن السبب؟
• حاول أن تحتكم في تعاملك مع الطفل إلى طرف محايد: لأنك عندما تفرض عليه فعل شيء، قد يرفض الانصياع، فتضطر إلى محاولة فرض رأيك بقوة الصراخ أو الضرب..
ويكون هذا الطرف المحايد مثلا عقارب الساعة، فإذا تم الاتفاق مسبقا أن وقت النوم هو كذا، أو أن وقت إنهاء الاختبار هو كذا، لن يكون هناك صدام. أقصى ما يمكن أن يكون: توسل الطفل لأخذ مزيد من الوقت، فقط تمسك برأيك، ينصاع هذا الأخير للقوانين دون مشاكل (وإن بدا عليه التذمر).

ملاحظات هامة:
• هذه البدائل هي ليست وصفات سحرية تنجح من أول ممارسة، بل يجب أن يتدرب عليها المربي ويدرب عليها الطفل، وبالتكرار والمواصلة، تتحقق النتائج المرجوة بإذن الله.
• بالنسبة للطرف المحايد الذي ينصح الاحتكام إليه، فمن الأفضل بالنسبة للمدرسين وضع ميثاق عمل داخلي (طبعا يضعه التلاميذ أنفسهم حتى لا يحتجون عليه فيما بعد) يطبق طيل المرحلة الدراسية، مع بعض الوقفات القليلة للتعديل إن بدا ما يعرقل العملية التعليمية-التعلمية، يكتب بخط واضح ويعلق داخل الفصل. أما بالنسبة للبيت فليس بالضرورة أن يكون مكتوبا.
• تذكر أن أصعب الأمور تغيير القناعات، ولنا في تجارب الرسل الكرام مع كفار أقوامهم العبرة، فلا تيأس، وواظب حتى تصل.

المراجع:
• قوة التحكم في الذات: د. إبراهيم الفقي
• قوة الفكر: د. إبراهيم الفقي
• التربية الذكية: د. جيري وايكوف – باربرا يونيل – ترجمة د. عقيل الشيخ حسين
• إلى جانب تجربة ميدانية في مجال التربية والتعليم.

عطية العمري
23-06-2013, 04:58 PM
( 13 )
بيداغوجية تلقين الأناشيد

تقديم:
النشيد مجموعة من الكلمات \ العبارات المرتبطة بلحن وإيقاع (أو أكثر)، يختلف موضوعه باختلاف الزمان والمكان (أناشيد الصباح، المساء، التجمع، الأم، الطبيعة…)، يستعمل للتعبير عما يخالج النفس من أحاسيس، وهو وسيلة لتلقين بعض القواعد اللغوية، وتمرير بعض الأخلاقيات المرجو تثبيتها عند الطفل. من أنواعه:
• النشيد الموضوع:وهو ما وضع لمناسبة معينة. وهو أرقى الأنواع لأنه يقدم للساحة التربوية إضافة جديدة على مستوى اللحن والكلمات، ويدل على المجهود المبذول من طرف التربوي في المجال.
• النشيد المنقول:وهو ما أسند إلى كلماته الجديدة لحن نشيد آخر، أو إلى لحنه الجديد كلمات نشيد آخر سابق.
وهناك أيضا النشيد المترجم والنشيد المقتبس اللذان يدل اسماهما على معنييهما…
وإلى جانب الأركان الثلاثة التي تم ذكرها للنشيد (الكلمات، اللحن والإيقاع) يوجد عنصر رابع أساسي هو الأداء. يرتبط أولا بالصوت الذي هو هبة إلهية، ثم بالتدريب المتواصل.
وفيما يلي طريقة لتلقين الأناشيد للأطفال:

الإعداد القبلي:
1. اختيار نشيد ملائم للفئة المستهدفة: أي أن يكون محتواه مناسبا لمستوى إدراكهم ومستواهم اللغوي، ومضمونه يحترم عرفهم ما لم يكن خاطئا وكذا تقاليدهم بالنسبة للمجتمعات المسلمة، أما مع أطفال من ديانات أخرى، فلا يجب إطلاقا التعرض لمعتقداتهم، ويكفي اختيار أناشيد تهتم بالطفل بما هو إنسان. وأن يكون النشيد ذا مقام ولحن مناسبين للبنية الفيزيولوجية (الجهاز الصوتي) للفئة المستهدفة.
2. وجود هدف (أو أهداف) من النشيد: إذ إلى جانب الترفيه، لابد أن يحقق النشيد أهدافا تربوية أو معرفية… الخ (توجد على الساحة بعض الأعمال التي لا تمت للأناشيد بصلة، إما بكونها لا تحمل معان تربوية أو لا تحمل معان إطلاقا، أو أن ألحانها مأخوذة من أغان معروفة بمجونها وكلماتها الخالية من كل المعاني النقية، يجب تجنبها من طرف المنشط).
3. التمكن من النشيد لغويا، إذ لا مجال لتصحيح الأخطاء أمام المستفيدين، كما أن الركاكة والأخطاء اللغوية تؤثر على انسجام الكلمات باللحن.
4. ضبط حركات الانطلاقة والإيقاع والتوقف… باليد، لأنه لا مجال للحديث أثناء تلقين النشيد، وبالتالي تكون لغة الإشارة دليل الأطفال ومرشدهم.

التقديم:
1. مراعاة رغبة الطفل واستعداده النفسي: إذ لا يمكن بحال من الأحوال إجباره على الإنشاد (ملاحظة هامة: لا تسأل الأطفال في المخيمات ودور الشباب عن رغبتهم في الإنشاد، لأن الموقف سيكون محرجا إذا أجاب بعض المشاغبين:لا نريد. مجرد تواجدهم بالمخيم أو قدومهم لدار الشباب هو اعتراف ضمني باستعدادهم ورغبتهم، لكن على المنشط إحسان اختيار الوقت والمكان المناسبين، إذ لا يعقل مثلا أن يطلب منهم الإنشاد مباشرة بعد وجبة الغذاء، أو في مكان يصعب عليه لفت انتباههم فيه بسبب أنشطة أخرى مقامة في نفس المكان…).
2. اتخاذ موقع جيد يسمح للمنشط بمشاهدة عموم المستفيدين، ويسمح لهم بمشاهدتهم.
3. الوقفة السليمة: بحيث يقف المنشط مستقيما في مكانه لا يغيره إطلاقا، لأن تحركه يشتت الانتباه (ملاحظة هامة: على المنشط أن يتجنب الملابس التي تحتوي على صور أو كتابات بارزة، لأن الأطفال سينشغلون بها على حساب النشيد، وينصح المنشط بأن يلبس لباسا ملائما في مختلف الأنشطة، لكن الإلحاح على ذلك يكثر في الأنشودة).
4. تقديم النشيد كاملا بدون لحن.
5. شرح الكلمات الصعبة والمعاني التي يحتويها النشيد، وكلما كان استيعاب الأطفال للكلمات أكبر، كلما سهل الحفظ.
6. تقديم النشيد كاملا مع اللحن بإيقاع معتدل.
7. تلقين الشطر الأول منفردا، ثم الانتقال للثاني، ثم الجمع بينهما.
8. تلقين الشطر الثالث منفردا، ثم ربطه بالشطرين الأولين… وهكذا حتى نهاية النشيد.

ملاحظات هامة جدا:
• لا تكتب النشيد على السبورة أو على جداريات في مرحلة التحفيظ. يمكن كتابته بعد نهاية التحفيظ – والتأكد من أن هذا الأخير قد تم- فقط من أجل توثيق النشيد، والسبب في ذلك أن الطفل إذا تلقى النشيد كتابة فإن نسبة التذكر العالية للصور (استعمال العين) قد لا تسمح بالتأكد من أن الطفل قد حفظ النشيد (التذكر ليس هو الحفظ) بينما تقل نسبة تذكر الكلمات (استعمال الأذن) ما يدفع الطفل إلى محاولة حفظ النشيد.
• لا تتطفل على مجال الأنشودة إذا كان جهازك الصوتي لا يسمح بذلك لأنك قد تسيء إلى المجال أكثر مما قد تفيده.
• تجنب الدربوكة، الدف… أو حتى التصفيقات أثناء فترة التحفيظ لأنها لا تسمح بالتأكد من تمكن الطفل بركن الإيقاع. بل استعملها في آخر تقديم جماعي للنشيد.

الهدية:
يسرني أن أضع رهن إشارتكم هذه الهدية المتواضعة، وهي عبارة عن دليل مختصر لمقدمي الدورات التكوينية على شكل مستند نصي من نوعpdf، والذي يمكنكم تحميله من الرابط التالي:
دليل مختصر لمقدمي الدورات التكوينية
• من أراد معلومات بخصوص كيفية إعداد عرض باور بوينت بشكل احترافي الرجاء الاتصال بنا.
• ننصح بالاطلاع على كتاب: فن الإلقاء الرائع للدكتور طارق السويدان.

عطية العمري
23-06-2013, 04:59 PM
( 14 )
قيمة التعاون

الهدف:التحسيس بقيمة التعاون ومساوئ التفرقة.
الغاية:تبني صفة التعاون وتجليها في الحياة اليومية للطفل.
الفئة المستهدفة:من 6 إلى 12 سنة (يمكن أقلمة المحتوى مع الأطفال أقل من 6 سنوات )
العدد: 6 ممثلين + جمهور حسب الظروف
المكان:خشبة\ قاعة عروض أو قسم
الأدوات والمواد:حسب الإمكانات
التقنيات:لعب الأدوار، الحوار.

تقديم:
التعاون من الصفات الحميدة التي دعا إليها الإسلام وحث عليها، ونجد من الآيات والأحاديث ما ينبئ بضرورة تعويد الأطفال منذ الصغر على هذه الصفة وتحسيسهم بقيمتها، ومن بين الطرق التي يمكن إيصال الفكرة بها مسرح الطفل.

النشاط:
مسرحية الحواس الخمس: الأحداث عبارة عن صراع بين الحواس الخمس، كل حاسة تدعي أنها الأفضل، يلجأن إلى المرأة الحكيمة لتفصل بينهن، فتسأل كل واحدة عن دورها فتقوم الأخيرة بسرد مزاياها وتحاول الأخريات تشويه صورتها، إلى أن تخبرهم الحكيمة في الأخير أنهن كلهن يتكاملن لخدمة الجسد وخلافهن لن يسمح له بالقيام بمهامه على أحسن وجه، ثم تقوم بإسقاط الحالة على التلاميذ بالمدرسة أو الأطفال بالملتقى الطفولي… على أنهم حواس مؤسستهم، وتعاونهم هو السبيل لإنجاح ما اجتمعوا من أجله.
في ختام العرض الذي لا يتجاوز 15 إلى 20 دقيقة، أو في لقاء ثان، يدردش المنشط مع الأطفال محاولا استخلاص ما فهموه وما تعلموه من النشاط، ثم يلقنهم بعض الآيات والأحاديث التي تحث على التعاون.

تحميل نص المسرحية:
مسرحة الحواس الخمس

ملاحظة:
نشرت المسرحية قبل هذه التدوينة، على صفحات منتديات الأمل، أما المنتديات الأخرى التي نشرتها، فقد فعلت ذلك دون استشارة ودون ذكر للمصدر، بل إن هناك من حاول إعطاءها نكهته الخاصة ونسبها لنفسه لكنه أفقدها بعض المعاني، لأن كل عبارة في النص هي مقصودة وأي تغيير في المحتوى عن غير وعي وإدراك بالمقاصد قد يخلي النص من بعض رسائله الضمنية.
هذا لا يعني أن التعديل أو النشر ممنوع. لكل مرب ومربية الحق في التعديل على المحتوى ليلائم الفئة المستهدفة (وباب الاستشارة مفتوح لمزيد من المعلومات) كما أن النشر مسموح به شرط ذكر المصدر وعدم التعديل على النص الأصلي.
مثلت هذه المسرحية لأول مرة بمهرجان الشعلة التخييمي لمسرح الطفل (راس الما \ إفران – المغرب) وفازت بالجائزة الأولى، ولم أستعمل في إخراجها أي ديكور، بل أثثت الفضاء فقط بالممثلين. لذا فأنا رهن الإشارة لتقديم التجربة لمن يشتغل في مناطق فقيرة يصعب توفير وسائل وأدوات فيها، وكذلك لمن أراد الاطلاع على التجربة، فلربما طورها أكثر.

ربيحة الرفاعي
25-06-2013, 07:56 PM
هذا ليس مجرد موضوع بل هو دورة متكاملة في إعداد المربين وتأهيلهم لتولي إنشاء جيل سوي فكرا وخلقا إيجابي جاد في تعامله مع الحياة قادر على المساهمة الفاعلة في بناء الأمة والغد

ليتنا نتعاون في وضع آلية لتنفيذ دورة كهذه في واحتنا للراغبين
ومادة الدورة فيما أرى هنا متوفرة وزيادة

دمت ورائع اختياراتك ايها الكريم

تحاياي

عطية العمري
26-06-2013, 09:54 AM
هذا ليس مجرد موضوع بل هو دورة متكاملة في إعداد المربين وتأهيلهم لتولي إنشاء جيل سوي فكرا وخلقا إيجابي جاد في تعامله مع الحياة قادر على المساهمة الفاعلة في بناء الأمة والغد

ليتنا نتعاون في وضع آلية لتنفيذ دورة كهذه في واحتنا للراغبين
ومادة الدورة فيما أرى هنا متوفرة وزيادة

دمت ورائع اختياراتك ايها الكريم

تحاياي



بارك الله فيكِ أخت ربيحة
وأنا على استعداد لتحويل هذه المادة إلى حقيبة تدريبية متكاملة وذلك بعد استكمال باقي موضوعاتها
تحياتي

عطية العمري
28-06-2013, 06:09 PM
( 15 )
حتى تكون مربيًا مبدعًا
يعاني عدد من المربين من العملية التربوية، بل ويعتبرونها عناء وتعبا ومشقة.. ويتساءلون كثيرا: ما السبيل إلى تسهيلها؟ وما هو المفتاح الذي إن ملكناه ارتحنا وأبدعنا؟

باختصار، لن يحسن التربية ولن يبدع فيها إلا من استمتع بها. فالمتعة هي المحرك الذي يدفع المرء للإقبال على الشيء وتعلم جديدة ثم الإبداع فيه. هذه المتعة لن تكون دائما بنفس المستوى.. سترتفع أحيانا وتنزل إلى أدنى المستويات.. فقط على المربي أن يشحن رصيده في المتعة قبل خمودها.. أو بتعبير الراحل ستيفن كوفي: اشخذ المنشار ^_*
ومن الأمور التي تساهم في الحفاظ على مستوى المتعة أطول مدة ممكنة:
تمام الاقتناع بأن أخطاء الطفل ليس القصد منها إغاظة المربي:


إذ إن كثيرا من المربين يعتقدون أن الأخطاء التي يقوم بها الأبناء تقصدهم شخصيا، فيفسرونها بعدم الاحترام، أو أنها انتقاص من قيمتهم، فيكون رد فعلهم انتقاما للذات وليس فعلا تربويا الهدف منه تقويم السلوك. فإذا ما عزز الفرد تقديره الذاتي حمل صورة إيجابية عن نفسه فيسهل عليه التعامل مع المخطئ عموما والطفل خصوصا.
تحويل الأخطاء إلى فرص للتعلم:

رغم اختلاف الفلاسفة على معنى السعادة إلا أنهم اتفقوا أن أعلى مراتبها يكون عند العطاء بدون مقابل.

إذا المرء يدرك سر العطا *** لأنفق في المدى والعمر
وبالتالي، فعندما يحول المربي الأحداث عموما والأخطاء خاصة إلى فرص للتعلم يستشعر قيمة ما يقدم ويحس بنشوة العطاء، كيف لا وهو يقدم للطفل تجربة ستساعده طيلة حياته وسيحتفظ له بجميله طيلة العمر.

لعبة الأنماط:

التعرف على أنماط الشخصيات وطرق التعامل معها (خصوصا أنماط لتفكير) أمر ممتع جدا. وعندما يحدد المربي نوع الشخصية التي يتعامل معها يسهل عليه الوصول إلى مبتغاه لأنه يعرف سلفا الطريقة المثلى للحصول إلى أفضل استجابة. فيكاد الأمر يتحول إلى لعبة مسلية: الحاسوب يعطيك نمطا معينا وعليك بسرعة أن تحدد طريقة التعامل معه ^_^ سارع واختبر قدراتك واحصل على أكبر عدد من النقط.

الحرب الذكية:

كان خالد بن الوليد يترك ثغرة في جيشه دائما، ولما سئل عن ذلك قال، إلى جانب أسباب أخرى: إن العدو إذا ما ضيق عليه الخناق تساوت عنده كل الاحتمالات، فيقاتل بشراسة أكثر لأنه لم يعد لديه ما يخسر، وبالتالي فهو بتلك الثغرة يحمي جيشه من مواجهة شرسة وعنيفة. وكذلك في عملية التربية.. إذا ما حاول المربي تضييق الخناق على الطفل ازداد احتمال تمرده وارتفعت حدة عناده، وصار الطفل عدوا يفرض على المربي أن يكون متأهبا لكل لحظة لقاء. لكن إن ترك ثغرة يفرغ فيها الطفل طاقاته فإنه يوفر على نفسه الجهد أولا ثم يشعر بنوع من المرح بسبب ذلك، على قول الشاعر: ليس الغبي بسيد في قومه** لكن سيد قومه المتغابي.

ويبقى الحب غير المشروط أول وأكبر مساعد ومحفز على الاستمتاع بعملية التربية.

عطية العمري
28-06-2013, 06:10 PM
( 16 )
شكر النعمة ( نعمتا السمع/الكلام نموذجا)



الهدف:التحسيس بقيمة الكلام\السمع.
الغاية:شكر الله على النعمة وحسن استعمالها.
الفئة المستهدفة:كل الفئات العمرية شرط أن تضم مجموعة العمل مشاركين من نفس الفئة العمرية
العدد:كل حسب قدرته على ضبط المجموعات
المكان:مكان هادئ،
الأدوات والمواد:شريط سمعي غير مستعمل، مشغل أشرطة، أوراق، أقلام
التقنيات:فن الميم، لعب الأدوار، الحوار.

تقديم:


قال الحكماء، وتردد على ألسنة الأجداد: لا تعرف قيمة الشيء إلا عند فقدانه.
لكن المشكلة ألا تكون إمكانية استرجاع ما فقد، فلا بأس مثلا أن يفقد المرء مالا لم يحسن استعماله، ثم عرف قيمته بعد ضائقة عاشها، لأنه سيحسن استعماله لاحقا فإمكانية جني مال آخر أمر وارد. لكن أن يفقد المرء أحد والديه لم يكن يحسن إليه، أو نعمة أنعم الله بها عليه كأن تقطع أحد أطرافه في حادثة… الخ فذلك أمر يدفع إلى الندم على سوء استعمال تلك النعمة وعدم معرفة قيمتها الحقيقية في وقت لا ينفع لذلك.
ومن هذا المنطلق، فإن من أهم ما يربى عليه المرء منذ نعومة أظافره شكر النعمة. وليس المقصود بالتربية تلك الخطب العاطفية التي نقدمها للفئة المستهدفة وإنما خطوات عملية تشعرها بقيمة تلك النعمة. هذه الخطوات هي اختلاق وضعيات يعيش فيها الطفل (بل وحتى الكبير) الحرمان من تلك النعمة حتى يستخلص الدرس قبل فوات الأوان. والمثال الذي بين أيدينا ما هو إلا شرح أوفى للمفهوم، ويمكن إسقاطه على كل المجالات (النعم)، المهم أن تكون الوضعيات مختارة بعناية وملائمة للفئة العمرية للمستهدفين ومستوى إدراكهم.


النشاط:

المرحلة الأولى:


في جو هادئ ساكن، يدعو المنشط الأطفال إلى الاستماع إلى شريط فارغ، وألا يتكلموا أبدا، ثم يراقب ردات فعلهم ويحاول أن يحسب المدة التي يمكن لأطفال الواحد تلو الآخر أن يتحملوها وهم يستمعون لـ “لا شيء” إذ بعد مدة قصيرة، سيبدأ الأطفال بالإحساس بالملل، وتبادل النظرات إلى أن ينفجر صبر أحدهم أو بعضهم فيكسر الصمت بكلامه.
نوقف عملية الاستماع بعدما تتعب الأغلبية (لن تطول المدة خصوصا عند الأطفال) ثم عن طريق الحوار يدعو المنشط الأطفال للتعبير عن إحساساتهم التي خالجتهم خلال التجربة والتي في الغالب هي مشاعر سلبية (امتعاض، ضيق، ملل… الخ) تولدت في مدة قصيرة من الاستماع للصمت. ثم يسقط التجربة حياتيا على من يعانون مشاكل في السمع أو فقدوا سمعهم بسبب من الأسباب، وبالتالي يدفعهم إلى الإحساس بمعاناة هذه الفئة التي تستمع طول حياتها لـ “لا شيء” وتقدير قيمة نعمة السمع التي رزقنا الله تعالى إياها.

المرحلة الثانية:


يقدم المنشط لعبة التمثيل الميمي الشهيرة، حيث يقوم اعتباطيا باختيار أحد الأطفال ويطلب منه أن يوصل عبارة مكتوبة إلى باقي المجموعة عن طريق الإشارة فقط، ويفضل أن تكون العبارات المختارة من صميم المعجم العادي المتداول في الحياة اليومية، ويحسب المدة التي سيتمكن من إيصال الفكرة خلالها. (للتذكير: في لعبة الميم، لا يحق للطفلالكلام مطلقا، بل يحاول إيصال العبارة بالإشارات، ويسمح للآخرين بالتكلم وترجمة ما فهموه من حركاته). عند التوصل للإجابة الصحيحة، أو إذا تجاوز خمس دقائق (5) يغير المنشط الطفل بطفل آخر ويعطيه عبارة أخرى ويحسب المدة… تكرر العملية من 3 إلى 5 مرات حسب عدد المستفيدين والحيز الزمني المتوفر، ثم يحسب معدل المدة التي يحتاجها الفرد من المجموعة لإيصال فكرة ما بالحركات (مجموع الأزمنة على عدد المحاولات).
مثال:العبارات الممكن اختيارها: أعطني كأسا من الماء، أين يوجد الحمام؟ هل محطة المسافرين قريبة من هنا؟
نعتبر أن الطفل الأول أوصل الجملة الأولى في دقيقتين
الطفل الثاني أوصل الجملة الثانية في دقيقة واحدة
الطفل الثالث لم يتمكن إطلاقا من إيصال الجملة (5دقائق)
يكون المعدل هو: (2+1+5) \ 3 = 2 أي دقيقتان
يدفع المنشط الأطفال عن طريق الحوار إلى إدراك أننا نحتاج إلى حوالي دقيقتين (المدة مرتبطة بكل تجربة على حدة) لإيصال فكرة واحدة، في الوقت الذي لا نحتاج فيه إلا لثوان لقولها، ناهيك عن التدني الواضح في نسبة الفهم الخاطئ للمقصود من الكلام مقابل الحركات. ويمكن إسقاط هذا التمرين حياتيا على من يعانون من مشاكل في الجهاز الصوتي أو المرضى الذين لا يستطيعون الكلام مؤقتا ولكنهم يسمعون، ومن هنا الإحساس بمعاناة هذه الفئة في التعبير عما تريد في تلك الظرفية الخاصة، وتقدير قيمة نعمة الكلام.

المرحلة الثالثة:


يعيد المنشط نفس اللعبة لكن بإجراء تعديل على القوانين، وذلك بأن يمنع الآخرين أيضا من الكلام، وإذا أراد أحدهم استفسارا رفع يده من أجل التدخل وطرح استفساره بالحركات، ثم يدون الجميع العبارة التي فهموا بعد مدة شرح من 3 إلى 5 دقائق. ثم يطلب المنشط ذكر ما كتبوه ثم يقارنون ذلك بالعبارة الأصلية (على المنشط أن يتجنب ذكر العبارة الأم قبل ذكر الأطفال عباراتهم لأنهم قد يكررون نفس العبارة ادعاء منهم أنهم قد أجادوا الفهم وترجمة الحركات ^_^ولا نتهم الطفل بالغش في الأصل ولكن الرغبة في المدح والتقدير قد تدفع البعض للقيام بمثل هذه الأمور دون إدراك لجسامة الخطإ) .
تكرر التجربة (مع محاولة إعطاء الفرصة لأكبر عدد من الأطفال للمشاركة) ويقلل من عدد الفئة المستهدفة في كل مرة.
مثلا، يشرح الطفل الأول عبارته أمام 20 فردا
يشرح الطفل الثاني عبارته أمام 10 أفراد
يشرح الطفل الثالث عبارته أمام 5 أفراد
يشرح الطفل الرابع عبارته لطفل واحد
(يتكلف الأفراد غير المكلفين بالتفاعل مع صاحب العبارة بملاحظة الصعوبات التي يجدها هذا الأخير في التواصل مع المجموعات وكذا المجهود الذي تبدله المجموعة من أجل فهم الرسالة).
بعد تعبير الأطفال الذين قدموا العبارات أولا عن الصعوبات التي واجهتهم خلال تقديمهم الجمل، وعن سوء الفهم الكبير الذي حصل، وملاحظة أنه كلما قل العدد كلما كانت إمكانية التواصل أفضل وكلما كبر كلما قلت الفرصة إلى حد الانعدام، وبعد أن يعبر الآخرون عن المشاكل التي لقوها لفهم معنى الحركات يدفع المنشط التلاميذ إلى استنتاج أن غياب السمع والكلام معا يعيق عملية التواصل مع الآخرين بشكل كبير. ويمكن إسقاط هذه الحالة على الصم والبكم الذين يجدون بالتأكيد صعوبات لإيصال أفكارهم لمن يسمع ويتكلم، وبالتالي الإحساس بمعاناتهم وتقدير النعمة التي امتحنت بالحرمان منها هذه الفئة ( لم أقل حرمت منها ولكن امتحنت بالحرمان منها، وذلك تأدبا مع الله تعالى المتصف بالعدل، لأنه ليس في إعطائه إياها لغيرهم دونهم ظلم لهم) .
في الختام، يساعد المنشط الأطفال على استخلاص طرق شكر النعمة والاستفادة منها بالشكل الصحيح، أولا عن طريق الإكثار من الحمد والشكر لله تعالى، وكذلك بعدم استعمالها في شيء قبيح وتوظيفها في المعروف، إذ بدل أن يسب ويتلفظ بالكلام الفاحش ويغتاب الآخرين… الخ يجدر به أن يقول الكلام الحسن وينصح الآخرين… الخ وألا يستمع إلى كل ما يخالف الدين والحياء العام ويكثر من الاستماع إلى القرآن والمواعظ وما فيه إفادة له من وثائقيات هادفة وغيرها.

عطية العمري
28-06-2013, 06:11 PM
( 17 )
حق الحماية من الاستغلال الجنسي (ج 1)




الهدف:توضيح الصورة المعتمة حول الموضوع، وإعطاء نصائح وإرشادات من أجل عدم الوقوع ضحية لهذا النوع من الاستغلال.
الفئة المستهدفة:10 سنوات فما فوق
العدد:حسب قدرة المنشط \ المنشطين على تدبير الفضاء
المكان:قاعة العروض… (مكان مغلق)
الزمان:في أي وقت شرط وجود استعداد نفسي.
الأدوات والمواد:أقلام أوراق، مساحيق التجميل…
التقنيات:التمثيل، تقمص الأدوار، الحوار…

تقديم:


لعل من أكثر آفات العصر التي صارت تهدد أطفالنا، الاستغلال بجميع أنواعه.. لكن يبقى أخطرها وأنذلها الاستغلال الجنسي الذي تفشى خاصة في الدول الفقيرة (أو الأحياء الفقيرة في الدول الغنية)، لذا وجب فتح نقاش مع الأطفال (القاصرين عموما) حول هذا الموضوع من أجل إعطائهم صورة أقرب، ثم البدء في التدخل.
أي أن الموضوع مقسم إلى جزءين:
· الجزء الأول: وفيه نطلع الطفل على الوضع العام ليعرف حقه والمسؤولين عن ضمانه،
· الجزء الثاني: أن نخلي مسؤوليتنا، ونقوم بواجبنا تجاه الآفة. إذ لا يعقل أن نقول للآخر أننا مسؤولون عن حمايته (حسب الصلاحيات المخولة لنا)، ولا يشاهد منا أي نوع من أنواع التدخل.

النشاط:

المرحلة الأولى:


أمام عموم المستفيدين من النشاط تقدم مجموعة هذه اللوحة الميمية القصيرة: بعنوان “يكفي !!”
الشخصيات:


· المدرسة (رمز للمؤسسات التربوية)
· إمام مسجد (رمز للمؤسسات الدينية)
· جمعوي (رمز لمؤسسات المجتمع المدني)
· مسؤول حكومي (رمز للمؤسسة الحكومية)
· الشبح (رمز ظاهرة الاستغلال الجنسي للأطفال)
· طفل وطفلة (رمز لكل من هو مهدد بالظاهرة)
تفتح الستارة .. في الخط الثاني للخشبة يوجد من يمين المشاهد إلى اليسار: المدرسة (نائمة على مكتبها)، إمام المسجد (منهمك في التسبيح)، الجمعوي (يداه مقيدتان وعلى فمه شريط لاصق) وفي أقصى اليسار المسؤول الحكومي.
يدخل من يمين الخشبة طفل صغير يحمل محفظته، ومن الجهة المقابلة يدخل الشبح، يقدم له قطعة حلوى، ثم يأخذ بيد الطفل إلى خارج الخشبة بعدما قبل الأخير قطعة الحلوى وفرح بها ( هذا هو النوع الأول من طرق استغلال الأطفال: استغلال طيبوبتهم وعدم اطلاعهم على خبايا المجتمع لتفريغ نزوات مكبوتة).
يعاد نفش المشهد، لكن في هذه المرة يرفض الطفل قطعة الحلوى (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين)، ينزعج الشبح، ينظر يمينا ويسارا، ثم يحمل الطفل عنوة ويخرج به من الخشبة (هذا هو النوع الثاني: الاغتصاب) .
يدخل الشبح، يتفحص الخشبة، ينظر هنا وهناك.. ثم يضع قطعة حلوى في الجانب الأول للخشبة، ودمية وسطها، ووردة (أو نقودا…) في الجانب الآخر من الخشبة، ثم يختبئ كاشفا للجمهور عن يديه اللتين تنتظران الفريسة.
تدخل طفلة صغيرة، تتفاجأ بقطعة الحلوى، تلتقطها فرحة. خطوتان.. ثلاث، تجد الدمية، تزيد فرحتها.. تلمح الوردة، تقترب منها, تنحني لتحملها.. تجرها يدا الشبح المترصدتين. (هذا هو النوع الثالث: التخطيط المسبق لاستغلال الأطفال في شبكات للدعارة…وغيرها من العمل المنظم).
ثوان قليلة، ثم تصرخ الطفلة من خارج الخشبة: يكفي !! (يفضل أن تقولها باللهجة العامية للبلد، لأنها أقوى من حيث التأثير)
يتنبه المتواجدون بالخط الثاني للخشبة (كل الأحداث التي مضت، كانت في غفلة من المسؤولين الأربعة –ما هو كائن- وبعد الصرخة سنصور ما ينبغي أن يكون).
يدخل الطفل الصغير كما في المشهد الأول من الجهة اليمنى للمشاهد، والشبح من الجهة الأخرى. يقدم له قطعة الحلوى، فيمد الطفل يده لقبولها، لكن تسرع المدرسة لتضع الطفل خلف ظهرها في مواجهة للشبح، يدفعها بكل سهولة (المؤسسات التعليمية وحدها لن تستطيع التصدي لهذه الظاهرة). تسقط المدرسة على الأرض، لكنها تتشبث بقدميه حتى يضع ركبتيه على الأرض، وترفع لافتة وضعت هناك مسبقا، مكتوب عليها “للأطفال”.
لازال الشبح يحاول الوصول إلى الطفل.. ينهض إمام المسجد، ويثبت الشبح من على كتفيه، ثم يرفع لافتة كتب عليها “للاستغلال”.
لا زالت خاصرة الشبح ويده في حركة. يسارع ممثل المجتمع المدني لتثبيت الأولى (سيكون محله إطن بين الإمام والمدرسة) ثم يرفع لافتة “الجنسي”. وأخيرا، يقوم المسؤول الحكومي بالتقدم (دائما هم آخر من يتدخل إلا من رحم ربي ^_^) والضغط بقدمه (عكس الآخرين الذين يثبتون الشبح بركبهم) على يد الشبح لتشل حركته نهائيا، ثم يرفع لوحته المكتوب عليها بلو أحمر: “لا”
فتكتمل الصورة: لا للاستغلال الجنسي للأطفال.

بعد الانتهاء من تقديم اللوحة (طبعا وبعد التصفيق على الممثلين، أو تقديم نقطة حسنة لهم…إلخ) يحاول المنشط في دردشة قصيرة مع المستفيدين، استخلاص المعلومات التي تقدمها اللوحة: طرق الاستغلال، المسؤولون عن حماية الطفل، وضعيتهم الحالية (تقييم حقيقي للوضع، فإن كان النشاط في مكان يعرف اهتماما من طرف المسؤولين الحكوميين مثلا، فلا يجب بخسهم حقهم – الأمر نفسه للباقين- ) ثم ما ينبغي أن يكون.

المرحلة الثانية:


سنبدأ من الآن من تطبيق “ما ينبغي أن يكون” من جهتنا كمؤسسات تعليمية أو كجمعيات تربوية:

عطية العمري
28-06-2013, 06:12 PM
( 18 )

الرغبات – الحاجيات – الضروريات

الهدف:إدراك الطفل الفرق بين الرغبات والحاجيات والضرورات
الغاية:التمكن من تحديد الأولويات والثانويات من أجل تنظيم الحياة
الفئة المستهدفة:من 10 إلى 12 سنة (يمكن تعديل النشاط حسب فئة متقاربة مع الفئة المستهدفة)
العدد:ما يوافق قسما دراسيا (40 كمعدل)
المكان:قاعة (مكان مغلق)
الزمان:في أي وقت شرط وجود استعداد نفسي للأطفال.
الأدوات والمواد:أقلام، أوراق…
التقنيات:الحكي، تقمص الأدوار…

تقديم:


كثيرا ما يختلط الأمر على الأطفال في التفريق بين الرغبات و الحاجيات والضروريات، وخصوصا بين هاتين الأخيرتين، لتداخلهما، وكذا بسبب التعريفات التي تقدم من طرف بعض التربويين، خاصة إذا كان المفهوم مقدما من طرف أحد الحقوقيين، فأحيانا نستضيف متخصصين في مجال حقوق الإنسان ليجيبوا أطفالنا إما في المدارس أو الجمعيات… على بعض أسئلتهم فينسون أنهم يتحدثون مع أفراد لم يتشكل عندهم المفهوم بعد.
على سبيل المثال، وجدت في أحد الكتب المدرسية تعريفا عن الحاجيات يقول: أشياء ضرورية لنا. أتساءل بماذا سيعرف الضروريات؟؟ (علما أن الكتاب لا يتطرق بتاتا للمفهوم الأخير) هذا التداخل يكبر مع الطفل ليشكل له عراقيل في مواضيغ أساسية فيما بعد. لذا أقدم لكم طريقة لحل هذا المشكل وبناء المفهوم بشكل جيد.

النشاط:


يدعو المنشط المستفيدين لمشاركته عملية تخيل جميلة فحواها أن مؤسستهم (مدرسة، جمعية…) ستنظم رحلة إلى القمر (تختلف مهارات الحكي من شخص لآخر، وكلما استطاع جذب انتباههم وجعلهم يعيشون الفكرة كلما كانت النتائج أحسن وأكثر تأثيرا، كما يمكن تغيير القمر بمكان آخر يحبونه ويوافق مستوى إدراكهم) ويطلب من كل واحد أن يدون خمسة عشر شيئا (15) يأخذها معه في الرحلة، كيفما كانت هذه الأشياء، كبيرة أو صغيرة، حيوانات أو جمادات…الخ (نحاول أن يكون العمل فرديا وألا نترك المجال لمناقشة الاختيارات بين المستفيدين). بعد الانتهاء من الاختيار يستمع المنشط لما اختاره بعض التلاميذ، وهي فرصة ليستمع الآخرون لما اختاره بعضهم.
يخبر المنشط المستفيدين بشكل فني أن البرنامج عرف نوعا من التعديل، وهو أن يستغني كل منهم عن ثمانية أشياء (8) ولا يحتفظ إلا بسبعة (7) فقط (نتجنب الحديث عن مسألة تخفيف الحمولة، حتى لا يكون الاختيار على حسب الحجم أو الكتلة، وإنما فقط احتياجات كل واحد على حدة)، ثم يستمع مرة أخرى للبعض (يزيد نسبيا عدد المشاركين).
” يا للأسف!! لا زالت ناسا تحاول عرقلة مخططنا، ولازالت تضيق علينا ” عبارة أو غيرها طبعا يمكن أن يستعملها المنشط قبل أن يطلب منهم أنه يلزم مرة أخرى التخلي عن أربعة أشياء (4) والاحتفاظ فقط بالثلاثة (3) المتبقية (سنلاحظ أن عملية الاختيار أصبحت أصعب من المرة الأولى) ثم يطلب منهم ذكر ما تبقى لهم (يستمع لأغلب المستفيدين).
يوضح المنشط في النهاية بعد نقاش بسيط حول الأسباب التي دفعت كل واحد التخلي عن أشياء معينة والاحتفاظ بأخرى، ثم يوضح لهم أن المجموعة المحذوفة الأولى (8) هي ما يمكن تسميته بالرغبات، وأن المجموعة المحذوفة الثانية (4) هي ما يمكن تسميته بالحاجيات،أما الأشياء المتبقية (3) فهي الضروريات.
يختم النشاط بتقديم بعض التعاريف البسيطة، وهذه تعارفي الخاصة للاستئناس:
الرغبات:ما أرغب في امتلاكه ولا يضرني فقدانه.
الحاجيات:ما أحتاج إليه ويصعب علي العيش\الحياة بدونه.
الضروريات:ما لا يمكن أن أعيش\أحيى بدونه.

ملاحظات هامة:


يمكن التعديل على القصة والأعداد كل حسب ما يراه مناسبا، لكن لا يجب أن يكون عدد الانطلاق كبيرا لأنه سيزيد من احتمال تواجد الرغبات ضمن الحاجيات وتواجد هذه الأخيرة ضمن الضروريات.
اعتمدت قاعدة النصف في التخفيف من الأشياء (أي في كل مرة أبقى نصف العدد السابق) ويمكن تغيير الطريقة، وإذا لاحظ المنشط وجود رغبات ضمن الحاجيات أو حاجيات ضمن الضروريات (وهنا تكمن أهمية الاستماع إلى اختيارات المستفيدين) يمكن أن يزيد من مرات التخفيف، لكني أفضل التخفيف مرتين فقط للحصول على ثلاث مجموعات هي بعدد المفاهيم المدروسة، وإلا فإن المنشط سيكون مضطرا لجمع مجموعتين (أو أكثر) على أنهما من نفس الصنف لكن تختلفان من حيث الدرجة، والأفضل ألا ندخل في هذه المتاهة، لذا أذكر مرة أخرى أن عدد الانطلاق لا يجب أن يكون كبيرا حتى لا نقع في هذا المأزق.

قد يعتقد أحد أن التعاريف لا توضح المفهوم، لكن أشير إلى أن تغيير الكلمات الأساس (أرغب، أحتاج…) قد يدخل المنشط والمستفيد في متاهة التعاريف وتداخل المفاهيم. كما أن معنى كل مفهوم على حدة قد تم إيصاله شعوريا، أي أن الجميع سيفهم التعريف انطلاقا مما شعر به أثناء اختياره للأشياء وليس انطلاقا من الكلمات.
تجدر الإشارة إلى تنبيه المستفيدين إلى أن هذه المفاهيم هي أمور نسبية، فنلاحظ التنوع الكبير في الرغبات، والتقارب في الحاجيات، والتقارب حد التشابه في الضروريات لكونها أشياء يتشارك فيها تقريبا كل البشر بما هم إنسان.

عطية العمري
28-06-2013, 06:13 PM
( 19 )

ابن جارنا يفعلها.. وأنت؟



يحاول الآباء شحذ همم أبنائهم وتحفيزهم لفعل شيء أو التخلي عن فعله. ومن بين الوسائل المتنوعة مقارنة أبنائهم ببعض أصدقائهم أو أبناء العائلة، اعتقادا منهم أنهم سيشعلون نار المنافسة والتحدي لديهم، لكن النتائج غالبا ما تكون عكسية. لماذا؟؟!


الإنسان بطبعه لا يقبل أن يكون موضع مقارنة مع غيره إن كانفي موقف ضعف لاعتبارات عدة. وإن كان الراشد العاقل يفضل أن يبذل مجوده حتى يتغلب على الوضع، فإن الكثيرين، خصوصا المراهقين (والأطفال كذلك بحدة أقل)، يفضلون أن يثبتوا وجودهم وقوتهم بالعناد والتمرد، إلى جانب تولد غيرة وكراهية قاتلة تجاه الشخصية التي قورنوا بها. الأمر الذي سيؤثر سلبا على نموهم النفسي والاجتماعي.. لنأخذ مثال زوجة تكثر الحديث عن زوج صديقتها الذي يتصف بأشياء لا توجد في زوجها.. حتى وإن كان هدفها شحذ همة زوجها ليتحسن، فيمكنك القارئ أن تستنتج كم ستكون النتائج وخيمة ^_^
المقارنة من أكثر أخطاء المربين في معالجة الأخطاء (وإن كانت نياتهم سليمة بلا شك، وكل ما يفعلونه عن حب) ويترتب عنها إلى جانب ما سبق تعويد الطفل على مقارنة نفسه بالآخرين وهو أمر غير مطلوب بتاتا، وذلك لأن المرء إن قارن نفسه بآخر ووجد عند غيره امتيازا مالت نفسه لحسده وانتقاص نفسه وإهانتها، وإن وجد عنده امتيازا على غيره مالت نفسه للغرور في الغالب ولم تعد راغبة في التحصيل أكثر. لذا فالمنصوح به مقارنة وضع الطفل الحالي بوضعه السابق فإن كان أفضل تحمس للمواصلة والاستمرار، وإن كان أسوأ تنبه للأمر وحاول استرجاع ما فاته. فما دام قد فعل أمرا في السابق فبإمكانه تكراره وحصد نتائجه مرة أخرى.


قاعدة ذهبية:
أنت لا يشبهك أحد، ولست أفضل من أحد، ولست أقل من أحد
ومن البدائل الأخرى التي يمكن أن يستغلها المربون بدل المقارنة:
اكتسب عادة التشجيع:


يعتقد عدد من المربين أن التشجيع والاعتراف بمواهب الطفل وقدراته سيخلق نوعا من الغرور، لذا فانتقاص أعماله سيكون مساعدا على بذله مجهودا أكبر.. قد يحدث ذلك إذا كانوا يمدحون الشخص أكثر مما يمدحون الفعل. فإذا أحس الطفل أن فعلا ما هو الذي يحقق المدح (والإنسان بطبعه يحب أن يمدح) كرره وتشبث به وبحث عن أشياء أخرى تحقق له ذلك. في الذم، على المربي أن يذم الفعل دون أن يمس الطفل بإهانة أو أذى، فيسهل على الطفل التخلي عن ذلك العمل لإيمانه بأنه ليس جزء منه، أما إن أحس أن تلك الإهانة صادرة في حقه لخصلة مرتبطة في شخصه تولد عن ذلك إما إهانة للنفس وضعف ثقة بها أو تمرد وعناد.
ابحث عن نقط القوة وطورها:



ولا تهتم كثيرا بنقط الضعف.. لنتأمل مثلا في علاقة الثعلب بالأرانب :


عندما يهاجم الوحش فريسته، فإن الأرنب لم يهتم بتطوير نقطة ضعفه التي هي عدم القدرة على مصارعة الثعلب، وإنما استعمل نقطة قوته التي هي السرعة في الركض ليغطي على النقص الذي يملكه بخصوص المصارعة. ولو أنه حاول أن يطور نقاط ضعفه لانتهى أجله قبل أن يرى النتيجة.
وتلك هي خطة العمل التي على المربي أن يتحلى بها أولا ثم أن يعلمها للناشئة، لأن الاهتمام الكثير بالنواقص يضيع فرصة تطوير المواهب التي هي مفتاح النجاح والتألق.

التحفيز:


سواء كان ماديا أو معنويا، فهو كفيل بالرفع من مستوى الرغبة عند الأبناء في الفعل.
الإنسان كيان مستقل، وعدم مقارنته بالآخرين أهم ركائز احترامه، ولا فرق بين صغير أو كبير في هذا الأمر. لا تقارن.. بل شجع.

عطية العمري
28-06-2013, 06:15 PM
( 20 )
اكسب ابنك المراهق – 1

بعد انتهائي من تقديم عرض بنفس عنوان الموضوع، تقدمت إلي فتاة في سن المراهقة (حضرت مع والدتها) محاولة ألا يسمعها أحد، لتقول لي والدموع تخنق كلماتها: وماذا يفعل من له أب لا يقوم بأي شيء من هذ الأشياء التي ذكرت؟؟ كان سؤالها كالزلزال.. حاولت إعطاءها بعض النصائح، وفي نفس الوقت قررت أن أكتب عن هذا الموضوع.


توطئة:


سميت المراهقة بهذا الاسم اشتقاقا من الإرهاق، أي أن المراهق يرهق نفسه ومن حوله في هذه المرحلة الحرجة جدا والحساسة.

توقف.. من قال ذلك؟؟
كل ما في الأمر أن المراهقة، من“راهق” الغلام إذا قارب الحلم وبلغ حد الرجال، فسميت هذه المرحلة بهذا الاسم لاقتراب الأطفال من مرحلة الرشد لا أقل ولا أكثر.

هذا الفرق الشاسع بين التعريفين تمثله هذه القصة بشكل رائع:
يحكى أنه في ليلة مظلمة باردة، وقف رجل على حافة الطريق منتظرا من يقله إلى المدينة بعد أن تقطعت به كل السبل.. المكان خال إلا من بعض الحيوانات الصغيرة، وها هي ذي الأمطار بدأت تتساقط.
جلس الرجل القرفصاء تحت شجيرة بجانب الطريق. فجأة، وفي أقصى لحظات يأسه وأقساها، لمح سيارة تقترب منه ببطء شديد.. اقترب منها لكنها لم تتوقف. أطل من نافذتها فإذا بها خالية من كل جنس بشري. ارتعدت فرائصه، لكنه قرر الركوب ما دام الوضع في أسوإ حالاته.. لا زالت السيارة تتحرك ببطء.
عندما اقتربت من منعرج، دخلت يد من النافذة لتعدل المسار ثم اختفت.. تكرر الأمر عند كل منعرج، وكاد عقل الرجل يطير من هول ما رأى.
لمح المسكين أضواء باحة للاستراحة، فقفز من السيارة وركض مسرعا نحوها.. هناك، وجد مجموعة من الناس، فحكى لهم مذعورا ما رأى وعاش من أحداث خيالية يصعب على المرء تصديقها.. بعد دقائق، وصل إلى الباحة شخصان تبدو عليهما آثار التعب والإنهاك. حدق أحدهما في الرجل المسكين ثم التفت إلى صديقه قائلا: ” أليس هذا هو الرجل الذي ركب سيارتنا المعطلة دون أن يساعدنا على دفعها؟؟
كثير من المربين ينظرون إلى المراهقة على أنها مرحلة صراع مع الأبناء وتحتاج إلى قدرات هائلة، لكنها في الحقيقة لا تحتاج إلا إلى معرفة بمميزات المرحلة والاستمرارية في الفعل. يهولون الصورة لدرجة أنهم يقفون عاجزين عن أي تصرف، بينما هم في الحقيقة ضحايا أفكارهم المغلوطة.
سيتم تقسيم الموضوع إلى ثلاثة أقسام:
1. اكسب ابنك المراهق – 1 – (خصائص طبيعية تزعج الكبار)
2. اكسب ابنك المراهق – 2 – (احتياجات المراهق)
3. اكسب ابنك المراهق – 3 – (إدارة مرحلة المراهقة)
يقول الآباء:

ابني تغير:


يردد الآباء كثيرا هذه العبارة وهم في حالة من الانزعاج، خصوصا بعد أن يلمسوا عدم نجاعة طرقهم القديمة في تربية أبنائهم أو إقناعهم بشيء ما.. البعض يعتبر ذلك تمردا، لكن الحقيقة أن الطفل بدخوله لمرحلة المراهقة يعرف تغيرات كثيرة على المستوى النفسي والعقلي، فيصبح من الطبيعي تغيير طرية التعامل وليس الخوف من هذا التغيير.
لم نكن هكذا في سنه:


تعتقد ذلك أنت أيضا؟؟ حسنا إليك هذه الكلمات:
الشباب في الوقت الحاضر بميلهم إلى الترف وعدم تحليهم بالأخلاق القويمة وازدرائهم لفرض السيطرة عليهم، فهم يظهرون عدم الاحترام تجاه من هم أكبر سنا، فضلا عن شغفهم بالثرثرة، لم يعد الشباب يحترمون من يدخل غرفهم، ودائما ما يعارضون آباءهم ولا ينصتون إلى غيرهم، كما أنهم قد تخلوا عن آداب الطعام وأصبحوا دائمي الخلاف مع معلميهم..
هذا الكلام ليس لشخص في مثل عمرك ولا عمر أبيك أو جدك ^_^ إنه لسقراط في القرن الخامس قبل الميلاد ^_*
ماذا يعني ذلك؟؟ يعني أن المراهق يتصرف بشكل طبيعي حسب ما تفرضه المرحلة، وبالتالي فالمشكلة مشكلة الكبار الذين لا يعرفون كيفية التعامل مع الوضع فيكون رد فعلهم قاسيا كالذي ينزعج من بكاء الطفل ذي الشهرين من عمره ويصرخ في وجهه ×_×

خصائص طبيعية تزعج الكبار:

الخلوة بالنفس:
يميل المراهق إلى الخلوة بنفسه. لكن هذا الأمر يقلق الآباء ويربطونه عادة بالعادات السيئة، لكنه في الحقيقة أمر طبيعي. فالمراهق في رحلة بحث عن الراشد في داخله، يحتاج خلال هذه الرحلة للتفكير والتأمل، وهذا لن يتأتى له إلا في مكان هادئ خال من المشوشات، فتجده يميل إلى الخلوة سواء بشكل واع أو غير مقصود.
ينزعج الآباء من أبنائهم المراهقين الذين يقضون أوقاتا طويلة بالحمام.. أغلب هؤلاء لا يملكون غرفا خاصة بهم وحدهم، فيكون الحمام المكان الوحيد الذي يوفر لهم احتياجاتهم (صف نيتك ^_^)

الفوضى وقلة الترتيب:
أبناؤنا المراهقون يستعدون لدخول عالم جديد وحياة جديدة، وهم مهتمون بها أكثر من أي شيء، لذا فهم يعتبرون ترتيب ملابسهم وأشيائهم الخاصة أمرا يقبل الانتظار.. ليس المقصود أن نتركهم على تلك الحال، لكن علينا أولا الإيمان بأن ذلك أمر طبيعي دون أن ننسبه إلى الإهمال أو العناد…الخ

مصادقة من هم أكبر سنا:
ماذا تنتظر من شخص بدأ يرى في نفسه معالم الرجولة؟؟ أكيد أنه سيبدأ بالانسلاخ من مجتمع الصغار ليصادق الكبار.. لا يزعجك سن أصدقاء أبنائه.. فقط علمه كيف يختارهم.

رفض الأوامر بدون مبررات:
انتهى وقت “افعل” و”لا تفعل” دون مبررات. هي عملية غير منصوح بها حتى مع الأطفال وإن أعطت نتائجها على المدى القصير، لكن في مرحلة المراهقة تصبح هذ الطريقة غير فعالة إطلاقا، لحدوث تغيرات كبيرة على مستوى النمو العقلي للمراهق والنفسي كذلك تجعله يرفض أي أمر دون أن يلمس فيه الفائدة أو الضرر (حسب قناعاته هو وليس قناعات الوالدين) .

الميل إلى التحدي:
طريقة من الطرق في محاولة لإثبات الذات.. لا تعتبر هذا التحدي أو المنافسة أو العناد مساسا بشخصك أو تقليلا من قيمتك.. هو أمر داخلي لا علاقة لك به إطلاقا.. حاول أيها المربي المبدع أن تحسن توجيهه.

كثرة التساؤلات:
في مرحلة الطفولة، يطرح الصغير عددا من الأسئلة لبناء معرفته يطغى عليها “ما هذا؟ لماذا؟ أين؟” في المراهقة تنشط هذه الرغبة في الأسئلة غير أنها تتمحور كثيرا حول الأعراف والقوانين والمبادئ، وكأن المراهق يحاول فك تلك القيود التي تعرقل حريته.. أجبه بدلائل يستوعبها وليس بإجابات تبتغي منها ضمان سيطرتك عليه.
في الجزء الثاني بإذن الله، سنتطرق للتغيرات الأساسية التي تحدث على المستويات الخمسة (العقلي، اللغوي، النفس، الاجتماعي والجسدي) لنتعرف احتياجات المراهق في هذه المرحلة المميزة.

المراجع:
المراهقون المزعجون – د. مصطفى أبو سعد
النفس والحياة (الحلقات الخاصة بالتعامل مع المراهق) – د. طارق الحبيب
العادات السبع للمراهقين الأكثر فعالية – شين كوفي
برنامج المراهق المبدع – د.محمد الثويني
المراهق: كيف نفهمه وكيف نوجهه – د. عبد الكريم بكار

عطية العمري
28-06-2013, 06:17 PM
( 21 )
اكسب ابنك المراهق – 2

تحدثنا فيالجزء الأول من الموضوع عن الخصائص الطبيعية للمراهق والتي تزعج الكبار. وفي هذا الجزء بإذن الله، سنتطرق لاحتياجاته المختلفة وكيفية التعامل تجاهها. لأن مهمتنا باعتبارنا مربين ومربيات مساعدة هذا المراهق على الانتقال من الطفولة إلى الرشد بحكمة وتدرج.


الجانب الجسدي:

يعرف جسم المراهق والمراهقة تغيرات مهمة، ولهذا الموضوع أهمية كبرى لما له من انعكاسات (إيجابية أو سلبية) كبيرة على باقي الجوانب. وكخطوات عملية بهذا الخصوص، فعلى الآباء والأمهات:
· تعريف أبنائهم بهذه التغيرات قبيل حدوثها بدون حرج أو مغالطات، لأن المراهق سيبحث عن مصادر أخرى للمعلومة في حالة غيابها عند الأبوين. فكان الأحرى أن يقوم هذان الأخيران بذلك ضمانا لأكبر قدر من الصحة.
· التشجيع على استشارة الطبيب وزيارته أحيانا في حالة ظهور أعراض غير طبيعية، كظهور حب الشباب بشكل أكبر من المعتاد عند الشباب أو آلام وإفرازات غير طبيعية عند الفتيات
· عدم السخرية من هذه التغيرات، ولو في إطار الدعابة. البعض يعلق مع أبنائه أو أفراد عائلته على خشونة الصوت أو بداية نمو الشارب أو شكل الثدي في بداية تشكله… من باب المزاح والمداعبة، وقد لا يظهر في رد فعل المراهق والمراهقة أية علامة بعدم الرفض لكنه أمر يؤثر سلبا على المراهق. هذه التعليقات تجعله يعتقد أنه غير مقبول شكلا، فيرفض جسده وبالتالي يرفض ذاته.

الجانب العقلي:

يستعمل المراهق عقله في هذه المرحلة بشكل كبير جدا، فهو يحاول تشكيل صورة الراشد التي سيكون عليها مستقبلا مع افتقار للتجربة. في هذا الوضع بوابته الوحيدة هي عقله.
ومن أوجه التدخل في هذا الجانب:
· على المربي أن يعلم أن العقل يسبق الأدب، فعبارات التحريم والعيب… لن تجد مكانا لها إلا إذا خوطب العقل قبلا. وفي قصة الصحابي الذي طلب من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يأذن له بالزنا عبرة لنا.
· لا يجب إطلاقا مقارنة قدرات المراهق بالآخرين، وإن كان بدافع تحفيزه، لأن ذلك يؤثر سلبا على المراهق. كيف لا وهو في مرحلة يحاول فيها بناء صورته المستقبلية (الراشد) والآخرون يطلبون منه أن يكون نسخة من فلان أو فلانة؟!
· بمساعدة الأهل للمراهق على التوجيه المهني المناسب مبكرا فإنهم يوفرون منفذا من منافذ تفريغ الطاقة الكبيرة المخزنة، ويسهلون عليه رسم صورة واضحة عن مستقبله وتكون الفرصة سانحة له لتطوير مهاراته ومعلوماته بوقت كاف جدا.

الجانب اللغوي:

في هذه المرحلة، يعبر المراهق عن الرضا بكل سهولة، بينما يعبر عن عدم الرضا بعبارات قصيرة حتى وإن كان الظاهر فيها أنه موافق. وبما أن اللغة هي أفضل طريقة للتواصل، كان من الواجب على المربين تطوير هذه المهارة عند أبنائهم وذلك من خلال:
· أن يتحدث الآباء بنفس اللغة التي يريدون أن يتحدث بها المراهق
· عدم المقاطعة السريعة لكلامه، وذلك حتى يتعود على التحدث وإبداء رأيه بكل حرية ومسؤولية
· تجنب الصراخ والعصبية، فهو يرى في نفس الراشد الذي لا تجوز معاندت أو تحديه أو الصراخ في وجهه. ومن الغرابة (حتى لا نقول من الغباء)أن يطلب أحد من أبنائه وتلاميذه ألا يرفعوا أصواتهم وهو يقولها بصوت مرتفع ^_^

الجانب النفسي:

باعتبارها مرحلة للانتقال من الطفولة إلى الرشد يسعى المراهق إلى التخلص من الوصاية الأبوية. لذا فمن الطبيعي أن يبرزالغضبعنه خاصة عند السخرية منه أو ظلمه، أو تظهر الغيرةعند شعوره بالنقص أو قوة المنافسة خاصة من مراهق آخر. كما يرتبطالحبعنده بالأساس بقضاء الحاجات (تلبية الطلبات) والسلوك الحسن.
هذه المشاعر طبيعية، بل إن من لا يغضب أو يغار أو يحب هو الشخص غير السوي. فقط على المربين أن يشبعوا هذه المشاعر إيجابيا، وإلا فإنها ستشبع سلبيا.

الجانب الاجتماعي:

يفضل المراهق أن ينتمي لمجموعة، فهو يجد الدعم الذي يحتاجه من أجل القيام بما يريد وفي نفس الوقت يجد من يتحمل معه المسؤولية إن كان تصرفه خاطئا. ورغم ذلك يميل المراهق لأن يكون له صديق واحد يحتل أعلى مراتب الثقة. وعليه على المربين أن يمنحوا المراهقين قدرا كافيا من الاستقلالية، وألا يرفضوا أصدقائهم أو ينعتوهم بصفات غير جيدة، بل يعلموا أبناءهم كيف يختارون الأصدقاء، فكيف سيتعلم المراهق \ رجل الغد القريب التعامل مع “السيئين” من الناس إذا لم تتح له مخالطتهم والتعامل معهم(لنتأكد فقط من أن حقنة المناعة الأخلاقية قد تم إعطاؤها لهم ^_^)
بالنسبة للعائلة، يحب المراهق إشراكه في القرارات العائلية التي يشكل جزء منها، وفي ذلك تدريب له على تحمل المسؤوليات وحتى يعرف بشكل أفضل تفاصيل الحياة وكيفية تسييرها.
في الجزء الثالث والأخير، سنتطرق بإذن الله إلى كيفية إدارة المرحلة، وما على المربين الحرص على تنفيذه أو الابتعاد عنه.


المراجع:

المراهقون المزعجون – د. مصطفى أبو سعد
النفس والحياة (الحلقات الخاصة بالتعامل مع المراهق) – د. طارق الحبيب
العادات السبع للمراهقين الأكثر فعالية – شين كوفي
برنامج المراهق المبدع – د.محمد الثويني
المراهق: كيف نفهمه وكيف نوجهه – د. عبد الكريم بكار

عطية العمري
28-06-2013, 06:19 PM
( 22 )
اكسب ابنك المراهق – 3

تحدثنا فيالجزء الأول عن الخصائص الطبيعية للمراهق، وفيالجزء الثاني عن احتياجاته المختلفة وكيفية التعامل تجاهها. وسنتطرق في هذا الجزء – الثالث والأخير – لإجراءات بسيطة في تطبيقها عظيمة في مفعولها، لإدارة هذه المرحلة الجميلة.

ماذا يريد المراهق؟
عندما ننظر إلى المراهق على أنه إنسان.. حينها فقط سنعرف ما يريد – مصطفى أبو سعد
يعتبر الإنصات أهم ما يحتاجه المراهق ويطلبه، ويتبعه الحب والاهتمام والتقدير. أما المال والملابس وقيادة السيارة… الخ فإنها تأتي متأخرة. وإن كانت الماديات الرتبة الأولى في طلبات المراهق فسبب ذلك نقص في إشباع الاحتياجات النفسية والاجتماعية بالدرجة الأولى.
يريد المراهق احترام خصوصياته، الاستئذان عند الدخول عليه أو استعمال أشيائه الشخصية.. وهو أيضا له الحق في أن يحتفظ بالأسرار، ومخطئ من ظن أن العلاقة السليمة بين الأبناء والآباء تفرض إفشاء كل الأسرار.
يريد المراهق ألا يتم إجباره على أداء الواجبات الاجتماعية.. يريد أن يبني علاقاته مع العائلة والأقارب كما يريد هو، بما يتلاءم مع تفكيره وقناعاته، لا كما يرى الأمرَ والداه.

إدارة المرحلة:
بصفة عامة، وليس فقط في مرحلة المراهقة، يعتبر الاهتمام الزائد بالأبناء السبب الرئيس للمشاكل. فهو إما سيكون سببا في دلال زائد ينشئ شخصية اتكالية، وإما حدا للاستقلالية قد تدفع المرء إلى التمرد.. وقد يتحول من اهتمام زائد إلى تربص فيؤدي إلى شعور الابن بالرفض، وسلبيات ذلك كثيرة.

ومن أجل اهتمام معتدل:
احرص على:
· مشاركة المراهق مشاعره: حتى وإن لم يفصح عن سببها،افرح لفرحه، وأبد الحزن لحزنه.
· العلاج وليس الانتقام: العقاب ليس من التربية في شيء، وهو في الغالب إشفاء للغليل.. والأصل معالجة الأخطاء لا ارتكاب أخطاء أخرى
· فصل السلوك عن الشخص: الإنسان مهما كان عمره، ومهما كانت معتقداته و أفعاله، هو شخص مقدر مكرم.. أفعاله هي التي قد تكون في غير محلها.. فإذا ذممت فذم الفعل لا الشخص (ولذلك طرق تربوية)، وتذكر أن أكثر شخص يستحق الاحترام والتقدير هو المخطئ، لأنه بسبب فعله يشعر داخليا بالدونية والاحتقار، فكن له عونا بدل أن تزيد من فذاحة الوضع.
· الإقناع: شرحنا، في الجزء الثاني، كيف أن العقل يسبق الأدب في الإقناع، كما على المربي أن يطلع أكثر على طرق الإقناع ولعل أروعها التعرف على أنماط التفكير عند hermann.

ابتعد عن:
· التعامل بسطحية:
· قتل الثقة: كأن تطمئن المراهق ليحكي أحداثا معينة.. وفور بوحه يتمرد المربي فيظهر أن ذلك لم يكن إلا كمينا، فتموت الثقة.
· التحكم والمزاجية: لا تجعل من نفسك الخصم والحكم،تمنع الشيء متى شئت، وتسمح به إذا كنت في مزاج جيد… بل لتكن العلاقة مجموعة من الاتفاقات والتعاقدات.
· الابتزاز العاطفي: لا تجعل من مجهودك تجاه أبنائك ورقة ضغط عليهم.. ذاك واجبك سواء قامو بما عليهم أم لا. هذا الابتزاز قد يضع لطرفين في مواقف صراع أو قد يشعر المراهق بتأنيب ضمير حاد قد يتخذ معه قرارات في قمة القسوة تجاه نفسه.
· الملائكية: يحاول المربون ألا يقوموا بأي خطإ أمام أبنائهم، ويفعلونه بعيدا عن أنظارهم.. تلك الملائكية ستسقطك في فخ لا خروج منه. تعامل بعفوية وبصدق، واجعل من لحظات خطئك فرصة لتعليم ابنك أن لاعتذار عند الخطإ وتحمل المسؤولية دليل على قوة الشخصية واتزانها.
· التجريم: مهما كان الخطأ، فهو ليس جريمة.

خطوات مساعدة:
· ضع بمشاركة المراهق دستورا للمشاركة الأسرية.
· ركز على نقط قوته وساعده على تطويرها.
· اكتسب عادة التشجيع.
· طور مهارة الإنصات بشكل خاص والتواصل بصفة عامة.

المراجع:

المراهقون المزعجون – د. مصطفى أبو سعد
النفس والحياة (الحلقات الخاصة بالتعامل مع المراهق) – د. طارق الحبيب
العادات السبع للمراهقين الأكثر فعالية – شين كوفي
برنامج المراهق المبدع – د.محمد الثويني
المراهق: كيف نفهمه وكيف نوجهه – د. عبد الكريم بكار

عطية العمري
28-06-2013, 06:20 PM
(23)
الحرب بالكلمات

الهدف:تثبيت المكتسبات خلال وحدة دراسية.
الغاية:استعمال اللغة العربية بشكل صحيح كمساهمة في استعادة قيمتها.
استيعاب أن الحرب الحقيقية هي حرب كلمات (علم وبناء حضارات وطمس أخرى…)
الفئة المستهدفة:النشاط يمكن تكييفه حسب المستويات من الابتدائي إلى الثانوي
العدد:تلاميذ القسم الواحد على مجموعات، أو تمثيليات من أقسام مختلفة
المكان:قاعة
المدة الزمنية:ساعتان كأقصى حد.
الأدوات والمواد:أوراق، أقلام…
التقنيات:عمل المجموعات، الحوار (سؤال-جواب) ...

تقديم:
لقد صار من المسلمات أن اللغة العربية لا ترقى لمسايرة العصر، ولا تستجيب لمتطلبات التقدم والنهضة. وهذا بالتأكيد خطأ، الخلل ليس بها كلغة تحتوي على أصوات لا توجد بلغات أخرى، ولكنه يكمن أولا في استراتيجيات التدريس التي تقدم اللغة على شكل محتوى جاف لا يتفاعل معه التلميذ، والسبب الثاني لأن “المتخصصين” في اللغة لم يساهموا في تطويرها، وخلق مصطلحات معقولة وفق المستجدات، ولم يقوموا بتعريب الأبحاث والكتب القيمة، فيضطر الباحث إلى تعلم لغات أخرى أهمها الإنجليزية التي يمكن أن يلاحظ أي منا كم الكلمات التي تضاف سنويا إلى قواميسها، ليجد ضالته.
وهذا النشاط هو مساهمة متواضعة في معالجة السبب الأول. وهو مقتبس من لعبة المعارك الكبرى: من الألعاب الثقافية التي تلقيتها في رحاب جمعية الشعلة للتربية والثقافة، وقد أصبحت رائجة بين الجمعيات المهتمة بمجال الطفولة والتخييم، وللأسف، في غياب توثيق مثل هذه الأنشطة ( أغلبها قدمه تربويون متطوعون لم يكن هدفهم التفاخر بإبداعاتهم) لم أتمكن من التوصل إلى صاحب اللعبة الأصلي، فتعذر علي ذكر اسمه اعترافا بمجهوده.

النشاط:
مرحلة الإعداد:
قبل الحصة يعد المنشط جدارية (الشكل 1) جحمها يتلاءم مع حجم القاعة وعدد المستفيدين (القاعدة العامة: 8 ضرب الارتفاع، يعني أن جدارية ارتفاعها متران مثلا يمكن مشاهدتها من على 16 متر) ثم يغطي الخانات بقصاصات ورقية كل خانة على حدة بلصاق خفيف أو يثبتها بدبابيس حتى يسهل كشف كل خانة على حدة أثناء النشاط.

نلاحظ أن الشبكة تضم ممثلين عن المجتمع المدني وممثلين عن المجتمع العسكري.
ثم يعد أوراق نقدية بعدد كاف.
يعد لوائح الأسئلة وأجوبتها بحيث يحدد لكل عمود مجالا محددا من بين المجالات المراد مراجعتها من التلاميذ (لائحة كافية من الأسئلة لتغطية فترة المسابقة).
وكمثال ملائم للشكل 1 نختار:
العمود أ:خاص بالتراكيب
العمود ب:خاص بالتحويل والصرف
العمود ج:خاص بالنصوص الشعرية المدروسة
العمود د:خاص بالنصوص النثرية
العمود ه:خاص بقواعد الإملاء
(لا نخبر التلاميذ بهذا التقسيم)

التقديم:
تعلق الجدارية بحيث يمكن لجميع المستهدفين مشاهدتها بوضوح.
يقسم المنشط التلاميذ إلى مجموعات متكافئة (نفس العدد، تقارب في نسبة الجنسين في كل مجموعة بالنسبة للمدارس المختلطة، تقارب المستوى الدراسي…) ثم يوزع على كل مجموعة نفس العدد من كل فئات الأوراق النقدية التي أعدها. ثم يبدأ بسرد قانون اللعبة (هام جدا: على المنشط أن يترك فرصة – ليست بالطويلة – للمستفيدين لإشباع رغبة الاكتشاف عندهم عند مدهم بالأوراق النقدية، إذ سيحاول كل منهم رؤيتها ولمسها، خصوصا إذا تم إعدادها بشكل فني، ثم بعدها يتم تقديم قوانين اللعبة وإلا فإن الأطفال سيكونون منشغلين بما لديهم ولن يهتموا لما يقوله، ما سيؤثر على سيرورة اللعبة) .

قواعد اللعبة:
كل مجموعة من المجموعات هي فرقة عسكرية على طائرة حربية، ولكل طائرة الحق (بالتناوب) في اختيار موقع على الشبكة لقصفه، لكن بشروط: مثلا تقوم المجموعة الأولى باختيار الموقع ” أ – 3 ” وتساهم بمبلغ من اختيارها ولنقل 100 درهم عربي على سبيل المثال. يطرح المنشط سؤالا على الفريق (السؤال من اللائحة التي أعدها سلفا، وفي مثالنا سيكون السؤال في التراكيب لأن العمود ” أ ” مخصص لذلك) فإن لم يتوصل الفريق إلى الجواب الصحيح فقد قيمة المساهمة التي شارك بها وينتقل المنشط إلى الفرقة الموالية مباشرة، وإن أجاب إجابة صحيحة ضوعفت له قيمة المساهمة، ثم يكشف عن الموقع الذي تم اختياره، فإن كان مدنيا خصمت قيمتة من رصيد الفريق (بمعنى أنه أخطأ التصويب) وإن كان عسكريا أضيفت قيمتة للرصيد (بمعنى أنه كان دقيقا في تصويبه) وفي مثالنا، الموقع ” أ – 3 ” عسكرس وبالتالي تضاف قيمته لرصيد الفريق (تذكير: لايتم كشف الموقع إلا إذا كان الجواب صحيحا).
تكرر العملية، فتختار الفرق الأخرى مواقع أخرى في أسطر وأعمدة أخرى (دون وعي بالتصنيف) فتكون الأسئلة متنوعة وتثبت المكتسبات وتسد الثغرات. (يستغل المنشط فترة الإجابة على الأسئلة لمزيد من التوضيحات والإضافات بالموضوع) .
الفريق الفائز هو الفريق الذي يحصل على أكبر رصيد.


ملاحظات هامة:
· لا يجب إخبار المستفيدين بالتصنيفات حتى لا يتهربوا من الأعمدة التي تحوي دروسا يجدون بها بعض الصعوبات.
· تختار كل مجموعة اسما رمزيا لها حتى يحس أفرادها بالانتماء إلى نفس الوحدة، ويختارون متحدثا باسم الفريق بطريقة عادلة من أجل تنظيم النشاط وسهولة التواصل.
· تحدد مدة التفكير قبل بدء المسابقة ويفضل استعمال مقاطع صوتية تربوية تخلق البهجة للفرق الأخرى أثناء التفكير، ويكون توقفها دليلا على انتهاء الوقت المحدد.
· كلما كانت قدرات المنشط في تقمص الأدوار عالية كلما استطاع جر المستفيدين لتخيل التجربة وكذا إشاعة جو التنافس والتشويق، فتقترن المتعة بالتعلم.
في ختام اللعبة، يؤكد المنشط على أن الهدف الأول من هذه اللعبة هو تثبيت ما تم تعلمه خلال وحدة دراسية معينة، وأن الكل الفائز، مع الإشارة إلى انتصار الفريق الفائز هو بسبب مراجعته لدروسه واستيعابه لها واهتمامه بها أكثر من الفرق الأخرى (قلت أكثر من الفرق الأخرى: أي أن الآخرين أيضا مهتمون لكن بدرجة أقل – نوع من رفع المعنويات-) وأن على الآخرين العمل بجد أكثر للفوز في المرات القادمة، واعدا إياهم ب من الأنشطة، أو على الأقل تكرار اللعبة مستقبلا، حتى يبقى الأطفال على أمل، ويعدوا العدة “للمعركة” القادمة.
كما العادة، باب الأسئلة مفتوح، فقد أغفل عن شرح نقطة من النقط، لأنه بسبب تعودي على اللعبة قد تصير بعض الأمور بديهية بالنسبة إلي، ولكم مني أجمل تحية.

نداء غريب صبري
02-09-2013, 10:48 AM
موضوع رائع اخي

سأحاول الاستفادة منه في عملي بحلقات التدريس التطوعي للاجئين السوريين هنا في الأردن
فالأطفال عاجزون عن الانخراط في مجتمهم الطالبي الجديد مع زملائهم في المدراس الأردنية ويحتاجون للكثير من الرعاية والمتابعة

شكرا لك

بوركت

عطية العمري
01-07-2018, 11:06 PM
موضوع رائع اخي

سأحاول الاستفادة منه في عملي بحلقات التدريس التطوعي للاجئين السوريين هنا في الأردن
فالأطفال عاجزون عن الانخراط في مجتمهم الطالبي الجديد مع زملائهم في المدراس الأردنية ويحتاجون للكثير من الرعاية والمتابعة

شكرا لك

بوركت
أرى أنه يمكن الاستفادة من هذا الموضوع في إعداد دورات متكاملة في إعداد المعلم المبدع
أرجو أن تكوني قد نفذتِ رغبتك في حلقات التدريس التطوعي قبل خمس سنوات
تحياتي