تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة نقدية في : وردك الصافي



محمد عبد المجيد الصاوي
25-06-2013, 03:15 AM
قراءة نقدية في :
قصيدة : وردك الصافي
للشاعر السوري : وليد عارف الرشيد

عُدْ لي ولو حينًا فقد أعيَتْ صروفُ الدَّهرِ بَعدَكْ
عُدْ لي لتُزهِرَ - مثلما كنَّا بماضي العهدِ- عَهدَكْ
عُدْ لي فإنِّي كم ظمِئْتُ وقد أضاعَ القلبُ وِرْدَكْ
من ذا يعوِّضُ للشَّواطي -حينَ جفَّ الرَّملُ- مدَّكْ؟
من ذا يوفِّرُ -آنَ تعتو الهائجاتُ عليَّ – صدَّكْ؟
من للعظامِ إذا برَدْنَ وقد طوى لي الموتُ بُردَكْ؟
أم من لهذا الدربِ مذ ضلَّتْ خُطا الأيامِ رُشدَكْ؟
نضبَتْ حكايا العمرِ لمَّا ودَّعَتْ في القبرِ سردَكْ
تاهتْ عيونُ الليلِ لمَّا أنْ حَرَمْتَ الحُلمَ خدَّكْ
رحماتُ ربِّي كم حملتَ وما أرحتَ العُمرَ زندَكْ
كم كنتَ للّيلِ البهيمِ ضياءَهُ ما اختارَ وقْدَكْ
وبقيتَ في عُرفِ الفُصولِ ربيعَها تستنُّ وَردَكْ
إنِّي رأيتُكَ كلَّ شوقٍ في ثنايا الدَّمعِ وحدَكْ
يبكي الحنينُ ولم يزلْ يجتَرُّ يا أبتاهُ فقدَكْ !!

ـــــــــــــــــــــــــ ـ

نجد شاعرنا هنا قد قد أدرجت قصيدته ضمن غرض شعري عريق وهو الرثاء ، وهذا ما يوحيه الحدث الشعري ، فهو يقدم أبياته في والده الفقيد .
لكن عند ولوج النص ، تجدك أمام مناجاة بين ابن يعيش مغتربا عن ثرى الوطن المعذب الذي تمارس ضده كل آلات البربرية والإجرام .
ابن بلغ الخمسين .. هناك في غربته تروح لواعج الشوق إلى ذكريات .. فيعيش معها وبها ، علها تسري عنه .
فيبدأ القصيدة معنونا بـ : وردك الصافي ، بإضافة ضمير الخطاب ، ونسبتها إلى رحيق الأنس لمعين الأبوة
وتعلن تلك المناجاة عن انطلاق أشرعتها ، ملتمسة عودة ذلك الوِرد والعهد الذي لم يغادر حنايا الروح .
ثم تمخر تلك المناجاة عبابها وقد ألقت برواسي صراع تمثل بتحسرات السؤال ، فمن تراه يعيد لهذا التيه بعد اغترابين ابتسامة عمر يزين بها تجاعيد السنين .
لنرى دفقات الحنين وقد مازجت حيرة الابن الخمسيني وقد بلغ من رشد القصيد ما ألقى به علينا من وجع أطلنا المقام أمامه .
ثم تجدنا أمام وصفية الحال : تاهت ، نضبت .. مفردات تقاسمت مع النص فضاء التأملات ، فالشاعر يرى بذياك الفراق نضوبا لحكايا زال عنها أريجها المعمد .
وتيها لليل كانت فيه الحياة غضة .
ثم يمضي بنا الشاعر في رحلة الاسترجاعات لمجد أبوة وحنانيْها .. استرجاعات بدونها النص يكون مبتورا .
الشاعر في نصه نراه وهو يرسم لوحة الأبوة ، قد سكن فيها ولم يغادرها ، فلم نرَ خطاب الجرح الذي غرس في خاصرة وطنه .
فكأنه أراد لهذه المناجاة ألا تروي للمناجى ألما .
وكقارئ ومتابع لقصيد الشاعر ، أراه هنا قد كان نسائمي اللغة ، عبقري العاطفة .

جلال طه الجميلي
25-06-2013, 07:52 AM
تحليل رائع لتداعيات النفس البشرية أمام ذلك اللغز الكبير - الموت- ولكن كان بودي لو تناولت القصيدة من الناحية الفنية اسلوبا وصورا وشاعرية فهي فيها الكثير مما يجب ان يُقال سواء في صالح الشاعر ام في غير صالحه ولعليّ سافرغُ لهذا الامر أن سمح لنا زميلنا الشاعر الكبير

براءة الجودي
25-06-2013, 11:09 AM
لأقول الحق .. دوما ماأستمتع بقراءة قصائد الاستاذ وليد وأحرص على متابعتها ولكن قصيدته الأخيرة هذه أكثر قصيدة لامست قلبي وأعجبت بها جدا
قراءتك جميلة أستاذنا الفاضل محمد , وإن كان الأستاذ سيتولى أمر تبيين صورها وجمالياتها فإني في شغف لقراءة تحليله فحقا القصيدة تستحق التوقف لدراستها
ونن كطلبة لن نفوت فرصة الاستفادة من دراستكم لها .
تقديري للجميع

محمد عبد المجيد الصاوي
25-06-2013, 02:55 PM
تحليل رائع لتداعيات النفس البشرية أمام ذلك اللغز الكبير - الموت- ولكن كان بودي لو تناولت القصيدة من الناحية الفنية اسلوبا وصورا وشاعرية فهي فيها الكثير مما يجب ان يُقال سواء في صالح الشاعر ام في غير صالحه ولعليّ سافرغُ لهذا الامر أن سمح لنا زميلنا الشاعر الكبير

أستاذي الجليل وشاعرنا الأبي : جلال طه الجميلي
القراءة ألقت ببعض الظلال حول التفسير الفني والنفسي
وأسعد غاية السعادة بأن تقدم دراستك استيفاء واستكمالا
فالقصيدة فيها من البهاء ما يستدعي قراءات ودراسات .

ومودتي وتقديري

لروحك المبدعة

محمد عبد المجيد الصاوي
25-06-2013, 04:47 PM
لأقول الحق .. دوما ماأستمتع بقراءة قصائد الاستاذ وليد وأحرص على متابعتها ولكن قصيدته الأخيرة هذه أكثر قصيدة لامست قلبي وأعجبت بها جدا
قراءتك جميلة أستاذنا الفاضل محمد , وإن كان الأستاذ سيتولى أمر تبيين صورها وجمالياتها فإني في شغف لقراءة تحليله فحقا القصيدة تستحق التوقف لدراستها
ونن كطلبة لن نفوت فرصة الاستفادة من دراستكم لها .
تقديري للجميع

حقا كل ما ذكرت أختي الكريمة براءة الجودي
فالقصيدة قد نقشها أستاذنا د. وليد فوق مزن سخي

ننتظر المزيد من القراءات

بوركت وسلمت
وتقديري ومودتي

ربيحة الرفاعي
25-06-2013, 11:39 PM
قراءة انطباعية جميلة لنص مائز بمسكونه من المشاعر وما حمل من معاني الفقد بدلالاته وقسوته
وإضاءات على جماليات النص بتداعياته النفسية وزواياه الفنية

دمت مبدعنا بألق

تحاياي

سامية الحربي
26-06-2013, 01:42 AM
حقيقة القصيدة فهي الكثير ليقال من تساؤلات أبن يستشعر بنوته وحنينه لدفء و حماية الأب في موج متلاطم من الغربة و مرأى وطنٍ يتمزق أمام ناظريه . قصيدة رائعة ازدانت بتسليط الضوء على بعض جنباتها المائزة وكلها مائز .بوركت تحياتي وتقديري.

وليد عارف الرشيد
26-06-2013, 04:56 AM
أخي الحبيب المبدع أدبا وخلقا وقراءة ونقدا الأستاذ محمد عبد المجيد الصاوي :
أسعد الله صباحك .. كما فعلت بصباحي الذي أشرق بقراءتك كما صباح القصيدة رغم ما بها من روح الغروب
أخي الفاضل : نعم القراءة شكلا وأسلوبا ومضمونا فقد وقفت أمامها تنتابني البهجة والإعجاب لما وجدت بها من عمق وسعة أفق وقدرة على العثور على ما يربط الفكرة المطروحة بشواهدها بأسلوب راقٍ مائز قلما ترى مثله ورغم ما تفضل أخي الشاعر المبدع جلال وهو بالتأكيد في محله .. فإني وجدت وجها متميزا للقراءة راق لي وأسعدني ولا شك أنه أصاب مراده بكل براعة .. بقي أن أن أبارك لك هذه اللغة الماتعة الشائقة التي أضافت الكثير من الأدبيات الجميلة فكانت نصا بحد ذاته يستحق القراءة مليا
شكرا من القلب لاختيارك متواضعتي لتنثر من زهرك المتفتح على يبابها ..وكل الشكر للإخوة والاخوات الكبار الذين مروا وأثنوا ولهم مني التحايا عطرات .. بوركت وسلمت وفتح عليك فتوح العارفين
محبتي وكثير إعجابي وشكري وتقديري

وليد عارف الرشيد
26-06-2013, 05:00 AM
تحليل رائع لتداعيات النفس البشرية أمام ذلك اللغز الكبير - الموت- ولكن كان بودي لو تناولت القصيدة من الناحية الفنية اسلوبا وصورا وشاعرية فهي فيها الكثير مما يجب ان يُقال سواء في صالح الشاعر ام في غير صالحه ولعليّ سافرغُ لهذا الامر أن سمح لنا زميلنا الشاعر الكبير

بالتأكيد أخي الشاعر الجميل هذا لا يحتاج إلى إذن برأيي المتواضع فلك وللجميع الحق بالقراءة والتحليل ووضع اليد على السالب قبل الموجب ما دام النص نشر على العام .. وأشكرك على تعقيبك واهتمامك وأنتظر بشغف ما تشرف به القصيدة وصاحبها
محبتي وكثير تقديري

محمد عبد المجيد الصاوي
26-06-2013, 12:57 PM
قراءة انطباعية جميلة لنص مائز بمسكونه من المشاعر وما حمل من معاني الفقد بدلالاته وقسوته
وإضاءات على جماليات النص بتداعياته النفسية وزواياه الفنية

دمت مبدعنا بألق

تحاياي

أختي الرائدة : ربيحة الرفاعي
بوركت ، وجزاك الله عنا كل خير

تقديري ومودتي

محمد عبد المجيد الصاوي
27-06-2013, 03:49 AM
حقيقة القصيدة فهي الكثير ليقال من تساؤلات أبن يستشعر بنوته وحنينه لدفء و حماية الأب في موج متلاطم من الغربة و مرأى وطنٍ يتمزق أمام ناظريه . قصيدة رائعة ازدانت بتسليط الضوء على بعض جنباتها المائزة وكلها مائز .بوركت تحياتي وتقديري.

شكرا لك غصن الحربي
ونسأل الله أن أكون وفقت بقراءتي النقدية

بوركت دائما
ومودتي وتقديري

محمد عبد المجيد الصاوي
30-06-2013, 09:06 AM
أخي الحبيب المبدع أدبا وخلقا وقراءة ونقدا الأستاذ محمد عبد المجيد الصاوي :
أسعد الله صباحك .. كما فعلت بصباحي الذي أشرق بقراءتك كما صباح القصيدة رغم ما بها من روح الغروب
أخي الفاضل : نعم القراءة شكلا وأسلوبا ومضمونا فقد وقفت أمامها تنتابني البهجة والإعجاب لما وجدت بها من عمق وسعة أفق وقدرة على العثور على ما يربط الفكرة المطروحة بشواهدها بأسلوب راقٍ مائز قلما ترى مثله ورغم ما تفضل أخي الشاعر المبدع جلال وهو بالتأكيد في محله .. فإني وجدت وجها متميزا للقراءة راق لي وأسعدني ولا شك أنه أصاب مراده بكل براعة .. بقي أن أن أبارك لك هذه اللغة الماتعة الشائقة التي أضافت الكثير من الأدبيات الجميلة فكانت نصا بحد ذاته يستحق القراءة مليا
شكرا من القلب لاختيارك متواضعتي لتنثر من زهرك المتفتح على يبابها ..وكل الشكر للإخوة والاخوات الكبار الذين مروا وأثنوا ولهم مني التحايا عطرات .. بوركت وسلمت وفتح عليك فتوح العارفين
محبتي وكثير إعجابي وشكري وتقديري

أخي الحبيب د. وليد الحراكي
ليس لي كمن أجرى دراسته النقدية في قصيدتك
غير الامتنان لتقبلك وسعادتك

بوركت أخا وصديقا وشاعرا

وتقديري ومودتي المعهودة .