تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ما بال الزوج تغير .....؟؟؟



عبد الغفور مغوار
25-06-2013, 10:04 AM
أصبحت لا تطيق رؤيته مشغول البال صامتا مطأطئ الرأس على طول. تساءلت والحيرة تأكل أحشاءها: " فيما يفكر الرجل؟ ترى ما يشغل باله؟ أموت وأعرف."
رغم إلحاحها الشديد لم تلق جوابا، فمزاج الرجل كان مضطربا إلى حد أنه لم تعد له رغبة في الحديث و الإفصاح عما به، وكان سؤالها الوحيد المتعدد الصيغ:
- " ما بك قد تغير طبعك منذ مدة؟"
وكان رده الذي لا يشفي غليلا:
- " لا شيء..."
تكدر الجو بين الزوجين و لجـﳲت هي في الصدود الذي لم ينتبه له الرجل إذ قد تمكن منه الانشغال حتى بات يهمل شكله، صارت لحيته كثة و صار هندامه متواضعا إلى حد القول أنه أصبح كهندام مجذوب.
تصدع تماسك الرفيقين الذين لم يسبق لهما أن عرفا توترا مثل هذا من قبل، فقد استمرت علاقتهما أكثر من سبع سنوات ذاقا فيها معا حلاوة السعادة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. مضى على هذا الحال أسبوعين، و اضطراب الزوجة كان يزيد. فكرت في الانفصال تهورا لكن سرعان ما تراجعت. فهو زوجها على كل حال لا يمكن أن تنس بين عشية و ضحاها ما كان بينهما من مودة و سكينة. لكن المرأة بطبعها ضيقة النفس قد تفقد صبرها في أية لحظة و قد يكون تصرفها غير لائق. وهذا ما حصل، فقد تمكن منها الوسواس و ظنت بزوجها ظنا خبيثا:
- " لا يفسد طبع الرجل إلا أنثى ... ترى من هي سعيدة الحظ التي جعلت زوجي بهذه الحالة؟!" كانت تقول في نفسها كل وقت وحين.
استبدت بها الظنون فأشارت عليها واحدة من معارفها أن تقصد عرافة الحي، فهي حسب قولها لا تفوتها جزئية و سرها نافذ، و بإمكانها كشف المستور. طبعا لم تجد بدا من أن تزور صاحبة السر النافذ لتكشف لها عن المستور. دخلت عليها وكلها ارتباك و ارتعاش. سألتها العرافة بصوت ذكوري متحشرج:
- " اسمك يا بنت و اسم أمك؟"
- " اسمي ليلى و أمي ماريا."
- " اسم زوجك واسم أمه؟"
- " زيد وأمه علية.."
- " ما حاجتك؟"
- " زوجي مشغول عني هاته الأيام الأخيرة..."
- " همممم .... فهمت...."
- " أظن أنه على علاقة بواحدة ..".
- " همممم ....فهمت...."
شرعت العرافة تنثر حبات مما جمعت في كفها من بهار على مجمرة بخور وهي تهمهم بكلمات غير مفهومة، ثم أردفت قائلة:
- " خائن و غدارة."
- " ماذا تقولين؟" قالت ليلى و هي مصدومة و مرعبة.
أضافت العرافة وهي تحدق مليا بالزبونة:
- " رشيقة و جميلة و جذابة، معذور ابن علية ... معذور..."
- " ها...! ها...!" تمتمت الزوجة مصعوقة.
- " ظنك كان صح يا بنتي... سلبت عقله و جعلته كالمهبول اللعينة ...."
- " عرفتها جارتي سعاد هي من تستطيع فعل هذا..." صاحت ليلى بجنون.

لإنهاء الزيارة، أمرت العرافة السيدة بأن تأتي في الغد بثوب مستعمل من أثوابه بعد أن تبلله بريقه قبل أن يستفيق من نومه، كما أمرتها بجلب حلاوة للأسياد و اشترطت مبلغا ماليا مهما لكي تصلح من حال زوجها.
عند عودتها إلى البيت وجدت ليلى زوجها قد دخل الحمام، فقصدت غرفة النوم لتخبئ قميصه الذي كان يرتديه. جفلت أعصابها اضطرابا لما رأت علبة صغيرة حمراء موضوعة على المنضدة و قميص نوم نسائي جديد وفوقه رسالة، قرأتها و أناملها ترتعش:
- "فرجت عزيزتي ... فرجت ... ويحق لنا الاحتفال..."
فتحت العلبة، وهي تنظر إلى المرآة المثبتة فوق المنضدة، فبرقت القطعة الألماسية في الخاتم تماما كما برقت دمعة سالت على خدها الذي استعاد تورده.

فاس في 19/06/2013

مصطفى حمزة
25-06-2013, 10:59 AM
أخي الأكرم الأديب عبد الغفور
أسعد الله أوقاتك
من القصص الرائعة ..وقد ظُلمت بتركها صفريّة هذه الأيامَ !
بدأ التشويق من العنوان : لمَ تغيّر الزوج ؟! واستمرّ التشويق يتصاعد حتى أماطت لثام السؤال الومضة
الإنسانيّة الأسريّة المؤثّرة .
كان السرد طبيعياً سلساً ، لم يتكلّف القاصّ البارع بجمله وحواره ، حتى إنّه لم يجد حرجاً من استخدام العبارات الدارجة ..
لم يعب هذا النص الممتع إلا بعض الهنات اللغويّة :
- فيما يفكر الرجل؟ = فيمَ ..
- مضى على هذا الحال أسبوعين = أسبوعان
- لا يمكن أن تنس = ..تنسى
- مضى على هذا الحال أسبوعين = مضى على هذه الحال أسبوعان
تحياتي

عبد الغفور مغوار
26-06-2013, 12:36 PM
أخي الفاضل مصطفى
إنه لشرف أن تكون أول المارين
وبتعليقك النبيل تزدان صفحتي
شكر الله لك تنبيهاتك
فيم تستعمل للاستفهام بينما فيما للكلام العادي طبعا
أسبوعان فاعل مضى وقد كنت كتبت - أكثر من- فتفاديا لتكرارها في نفس السطر شطبت عليها دون أن أصحح
-أنسى- عوض -أنس- و الألف المقصورة سقطت سهوا و لم أنتبه إليها رغم المراجعة
أخي لا حرمت من تشجيعك و توجيهك
لك كل مودتي أيها الكريم

كاملة بدارنه
29-06-2013, 06:04 PM
ما أسهل اللّجوء إلى العرّافين في حالات الضّعف! لكن جميل أنّ النّصر لم يكن حليفهم
سرد ماتع
بوركت
تقديري وتحيّتي

سامية الحربي
05-07-2013, 08:53 AM
أسعد ما يكون الشيطان حينما يفرق بين زوجين .خاتمة معبرة و سرد ماتع .تحياتي وتقديري.

براءة الجودي
05-07-2013, 09:18 PM
أحيانا من شدة حب المرأة لزوجها تجعل قلقها جنونيا عليه حتى ون تغير لأمر ما في فترة معينة فسيذهب بالها سريعا على أنه عرف امرأة أخرى أوشاجر معها دون أن تتفهم أو تحاول ان تصبر وتسأل
وطبعا لس كل النساء بهذا التفكيرالجاهل لكن ربما يراودهن أحيانا , كانت الخاتمة سعيدة وجميلة جعلت المرأة تندم على ظنها السئ بزوجها
تقديري

فاطمه عبد القادر
05-07-2013, 11:25 PM
"فرجت عزيزتي ... فرجت ... ويحق لنا الاحتفال..."
فتحت العلبة، وهي تنظر إلى المرآة المثبتة فوق المنضدة، فبرقت القطعة الألماسية في الخاتم تماما كما برقت دمعة سالت على خدها الذي استعاد تورده.

السلام عليكم
خاتمة جميلة
لتعلم النساء أن ما يشغل بال الرجل ليست امرأة أخرى في معظم الحالات ,
ولتتعلم النساء عدم تبذير أموال عائلاتهن على المشعوذات الكاذبات ,والعرافات اللواتي لا يعرفن شيئا .
قصة جميلة
شكرا لك أخي
ماسة

نداء غريب صبري
31-07-2013, 12:35 AM
السرد جميل والفكرة رائعة والأسلوب ممتع
هذه القصة من أجمل ما قرأت لك أخي

شكرا لك

بوركت

د. سمير العمري
17-08-2013, 07:12 PM
تلك آفة النساء خصوصا من تحمل للرجل حبا وتعلقا فهي لا تقدر ظرفه مطلقا إن غاب عنها أو شغله أمر الحياة وكأن لا شيء عند الرجال إلا مداعبة النساء.

قصة مميزة في مضمونها وأسلوبها خصوصا طريقة كشف تلاعب العراف على ما يخرج من فم المشتكي فيخدمه خبثه وسفه محدثه بالقلق أو بالطن ليخدم أهدافه وينهب أمواله.

تقديري

ربيحة الرفاعي
04-09-2013, 08:52 PM
مع أني ضد تقسيم الأدب لنسوي وذكوري، إلا أني قرأت هنا برغم جمال وقوة الفكرة أدبا ذكوريا يحمل رسالة ذكورية تماما

لكنها في النهاية قصة جميلة موفقة وهادفة

دمتم بخير وألق

تحاياي

ناديه محمد الجابي
09-02-2014, 12:58 PM
الجهل والأمية وضعف الإيمان عوامل تجعل المرأة تلجأ إلى الدجالات
لحل مشاكلها فتزيد بسوء تصرفها مشاكلها تعقيدا
قصة جميلة بحبكة قوية ومعالجة حذقة
نجحت في اقتناص الفكرة وصياغتها بفن وألق
سلم مداد القلم.

خلود محمد جمعة
11-02-2014, 05:56 PM
من حق المرأة أن يشاركها زوجها همومه حتى لا تقع في فخ الحيرة
قصة بسردية سلسة ولغة جميلة ببساطتها
دمت بخير
مودتي وتقديري

آمال المصري
19-02-2015, 10:44 PM
هل كانت فجوة بين زوجين متحابين أن لاتفهم زوجها وماباله ؟ وهل كان أسبوعان مدة كافية للتفكير ولو لبرهة في الانفصال واللجوء للدجل ؟
وهل فعلا المرأة ضيقة الأنفاس ينفد صبرها سريعا ؟ أم كان كل ذلك مع تلك الحالة العابرة بالنص ؟
نص جميل الفكرة ماتع السرد متصاعد الأحداث ونهاية مباغتة زادت من بهاء النص
بوركت أديبنا واليراع
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

عدنان الشبول
20-02-2015, 02:06 AM
قصة جميلة جدا ، وفق كاتبها بالتشويق وفي نقل رسالته من خلال هذه القصة الأنيقة


متم مبدعين