المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لقاء



مصطفى حمزة
27-06-2013, 07:15 AM
لقاء



كان في السوق يستكملُ حاجاته ، وأمامَ واجهة أحد المحالّ كادَ يصطدمُ بها تُمسكُ بيد طفلة صغيرة .. تَصافحا بشرود وبابتسامتين أليمتين ! احمرّت وجنتاها المُطلّتان عبرَ حجابها الأسود المحتشم ، ولكنها بدتْ طافحةَ السرور . أمّا هو فتسارعت دقّاتُ قلبه ، واصطكتْ ركبتاه قليلاً ولفّه الصمتُ حتى خُيّل إليه أنّ محالّ السوق الكبيرة كلّها قد أغلقتْ أبوابَها من أجلهما ، وأنّ الناسَ تواروا تعظيماً لهذا اللقاء ! وعبقَ بأنفه عبير وردٍ جوريّ يعشقه ..
سحبتْ كفّها من كفّه بلطف .. كفّها الذي طالما سَرحَ في دنياه !
- قال : يا لها من مُصادفة !
- أربع سنوات !
- كنتُ أرجو ولو مُصادفةً واحدة .. خلال هذه السنين ..
- كنتُ مُسافرة .
- حقاً ؟ !
- أجل ، كنتُ في فرنسا مع عادل . كان في بعثة علميّة .
- زوجك .
- نعم . وأبو هذه الطفلة الأميرة ... هبة .
- ما شاء الله .. ربّنا يخلي ويحفظ . الشَعرُ نفسُه !
ازدادت حُمرة وجنتيها وهي تهزّ رأسها موافقة .
- وأنتَ ، ما أخبارُك ؟
- الحمد لله ، أنهيتُ خدمة الجيش ، وعدتُ إلى وظيفتي القديمة .
- في الشركة ؟
- نعم . بانتظار فرصة للسفر ..
- طالما تمنيتَ أن تُسافر .
أجابَ مبتسماً يُخاطبُ عينيها :
- أن نُسافر ..
هربتْ من نظرته إلى كفّه ، وافترّ فمها عن ابتسامة عتاب .
- وأنتَ تزوجتَ أيضاً !
- لا لم أتزوج ..عقدتُ قراني .. منذ سنة تقريباً .
- والزواج ؟
- لعلك تعجبين ... غداً مساءً ... تصوّري !
- غداً غداً ؟!
قالتها باضطراب ظاهر ّ ..
- نعمْ غداً غداً ، وأنا الآن في السوق لأستكملَ بعضَ الحاجات للحفل .
- مُبارك . أتمنى لك السعادة .. من كلّ قلبي .
- شُكراً .
ثم نظر إليها نظرة تحمل التوسّل والرجاء .. التقتْ عيونهما برهة.. شعر بمرارة لئيمة تجتاحه اعتصرتْ قلبه ، وهيّجت قرحته التي يُعاني منها منذ افترقا !
- مَيّ ، أتمنى أن تحضري حفلَ الزفاف غداً . أتأتين ؟
- لا أدري .
- أرجوكِ ..
سكتتْ قليلاً ، ثم سألته :
- أين ؟
- في بيت أهلي ، تعرفينه .
- طبعاً ... ولكنْ ..
- ستأتين ، من أجل خاطري ..
- لا أدري يا مُختار ، سأحاول ... ولكن ، عادل .. ماذا سأقول له ؟!
- قولي له إنه حفلُ زفاف صديقتك .
- لا يُمكن ، هو يعرفهنّ كلّهن ..
- إذاً صديقة صديقتك ...
وضحكا معاً
قطعت ضحكتَها وسألته :
- بالمناسبة ، من تكون ؟ أكانت معنا في الجامعة ؟
رفعَ رأسَه بالنفي وقال :
- لا .. لا .. أنتِ لا تعرفينها . سيّدة بيت .. بنت حلال .
قالت باسمة وهي تهزّ رأسها عدّة مرّات :
- طبعاً طبعاً .. سيدة بيت ، بنت حلال .. توقّعتُ ردّكَ هذا ... أنت لا تتغيّر يا مختار .
هزّ رأسه موافقاً وهو يتأمّل في عينيها :
- هو المبدأ يا ميّ ، مبدأ دفعتُ ثمنه وأدفع ... لو تعرفين الثمن يا ميّ !
- الندم ؟
- لا .. لا ، لم أندم قطّ ، تألّمتُ كثيراً لكنني لم أندمْ ..
- ماذا إذن ؟
- أجابها وهو ينظر إلى موقع قدميه يُحاول إخفاء انفعاله :
- لاشيء .. فقط ... كنتُ أتمنى أن أعيش مع مَنْ أحببْتُها ..
- ..........
- رفع نظره إلى وجهها ليرى وقعَ جوابه عليها .. كانت تعضّ على شفتها السفلى ! ثم رسمتْ ابتسامة سريعة ، وقالت :
- كنتَ عنيداً !
- أنا ؟! وأنتِ ، ماذا كنتِ ؟!
- ما ذا كنتُ أنا ؟
- أنتِ ... كنتِ بلا هُويّة يا ميْ .. ضائعة .. مع كل عفافك وطيب منبتك كنتِ تائهة !
تغيّرتْ ملامحُها قليلاً ، وبدت كمن هاجه جرحٌ قديم ! ثم أجابت بتلك البسمة المصطنعة ذاتها :
- وكنتُ متمرّدة على من كان يُحبّني ، ويرشدني .. وكنتُ أظنه متخلّفاً يعيش في عصر آخر أكل الدهرُ عليه وشرب ... أليسَ كذلك ؟
- بل كان يتمنى أن يحفظك بين جفنه وعينه ، ويمنحك شبابه ومستقبله .
- لعلّي تغيّرتُ قليلاً .. أقول قليلاً . ثم ضحكتْ بغنجها الذي يسحره .
دسّ كفّه في جيب سترته .. خاف أن تنقضّ على كفّها !
- إنّه القـِسْمُ والنصيبُ يا مختار ..
ثم نظرت في ساعة معصمها .. وقالت له باسمة :
- ألا ترى أنّ الحديثَ طالَ ، والوقتَ سرقنا .. وأين ؟! على الرصيف ؟!
فنظر هو الآخر في ساعته :
- لكننا لم نشعر بالوقت !
- إي والله !
تصافَحا للوداع ، وقبلَ أن يُطلق كفّها سألَها مرةً أخرى :
- ألن تأتي يا ميّ ؟ عِديني أن تأتي ..
أجابته باسمة وهي تتأهّبُ للمسير :
- حسناً . أعدك ، سأحضر ، بعدَ أنْ أراجع الجزء من القرآن الذي وصلت عنده .. وإن سمحَ لي عادل ، ولم تؤخرني أعمال البيت .
وألقت نظرة إلى طفلتها وتابعت :
- وإذا أطاعتني هبة ونامت مع جدتها .. المقيمة معنا .
كانَ يًُصغي إليها باستغراب .. وألم ! .. أكملت تغادره وهي تضحك :
- ألم أقل لكَ : لعلّي تغيّرت ؟!

الفرحان بوعزة
27-06-2013, 05:31 PM
لقاء



كان في السوق يستكملُ حاجاته ، وأمامَ واجهة أحد المحالّ كادَ يصطدمُ بها تُمسكُ بيد طفلة صغيرة .. تَصافحا بشرود وبابتسامتين أليمتين ! احمرّت وجنتاها المُطلّتان عبرَ حجابها الأسود المحتشم ، ولكنها بدتْ طافحةَ السرور . أمّا هو فتسارعت دقّاتُ قلبه ، واصطكتْ ركبتاه قليلاً ولفّه الصمتُ حتى خُيّل إليه أنّ محالّ السوق الكبيرة كلّها قد أغلقتْ أبوابَها من أجلهما ، وأنّ الناسَ تواروا تعظيماً لهذا اللقاء ! وعبقَ بأنفه عبير وردٍ جوريّ يعشقه ..
سحبتْ كفّها من كفّه بلطف .. كفّها الذي طالما سَرحَ في دنياه !
- قال : يا لها من مُصادفة !
- أربع سنوات !
- كنتُ أرجو ولو مُصادفةً واحدة .. خلال هذه السنين ..
- كنتُ مُسافرة .
- حقاً ؟ !
- أجل ، كنتُ في فرنسا مع عادل . كان في بعثة علميّة .
- زوجك .
- نعم . وأبو هذه الطفلة الأميرة ... هبة .
- ما شاء الله .. ربّنا يخلي ويحفظ . الشَعرُ نفسُه !
ازدادت حُمرة وجنتيها وهي تهزّ رأسها موافقة .
- وأنتَ ، ما أخبارُك ؟
- الحمد لله ، أنهيتُ خدمة الجيش ، وعدتُ إلى وظيفتي القديمة .
- في الشركة ؟
- نعم . بانتظار فرصة للسفر ..
- طالما تمنيتَ أن تُسافر .
أجابَ مبتسماً يُخاطبُ عينيها :
- أن نُسافر ..
هربتْ من نظرته إلى كفّه ، وافترّ فمها عن ابتسامة عتاب .
- وأنتَ تزوجتَ أيضاً !
- لا لم أتزوج ..عقدتُ قراني .. منذ سنة تقريباً .
- والزواج ؟
- لعلك تعجبين ... غداً مساءً ... تصوّري !
- غداً غداً ؟!
قالتها باضطراب ظاهر ّ ..
- نعمْ غداً غداً ، وأنا الآن في السوق لأستكملَ بعضَ الحاجات للحفل .
- مُبارك . أتمنى لك السعادة .. من كلّ قلبي .
- شُكراً .
ثم نظر إليها نظرة تحمل التوسّل والرجاء .. التقتْ عيونهما برهة.. شعر بمرارة لئيمة تجتاحه اعتصرتْ قلبه ، وهيّجت قرحته التي يُعاني منها منذ افترقا !
- مَيّ ، أتمنى أن تحضري حفلَ الزفاف غداً . أتأتين ؟
- لا أدري .
- أرجوكِ ..
سكتتْ قليلاً ، ثم سألته :
- أين ؟
- في بيت أهلي ، تعرفينه .
- طبعاً ... ولكنْ ..
- ستأتين ، من أجل خاطري ..
- لا أدري يا مُختار ، سأحاول ... ولكن ، عادل .. ماذا سأقول له ؟!
- قولي له إنه حفلُ زفاف صديقتك .
- لا يُمكن ، هو يعرفهنّ كلّهن ..
- إذاً صديقة صديقتك ...
وضحكا معاً
قطعت ضحكتَها وسألته :
- بالمناسبة ، من تكون ؟ أكانت معنا في الجامعة ؟
رفعَ رأسَه بالنفي وقال :
- لا .. لا .. أنتِ لا تعرفينها . سيّدة بيت .. بنت حلال .
قالت باسمة وهي تهزّ رأسها عدّة مرّات :
- طبعاً طبعاً .. سيدة بيت ، بنت حلال .. توقّعتُ ردّكَ هذا ... أنت لا تتغيّر يا مختار .
هزّ رأسه موافقاً وهو يتأمّل في عينيها :
- هو المبدأ يا ميّ ، مبدأ دفعتُ ثمنه وأدفع ... لو تعرفين الثمن يا ميّ !
- الندم ؟
- لا .. لا ، لم أندم قطّ ، تألّمتُ كثيراً لكنني لم أندمْ ..
- ماذا إذن ؟
- أجابها وهو ينظر إلى موقع قدميه يُحاول إخفاء انفعاله :
- لاشيء .. فقط ... كنتُ أتمنى أن أعيش مع مَنْ أحببْتُها ..
- ..........
- رفع نظره إلى وجهها ليرى وقعَ جوابه عليها .. كانت تعضّ على شفتها السفلى ! ثم رسمتْ ابتسامة سريعة ، وقالت :
- كنتَ عنيداً !
- أنا ؟! وأنتِ ، ماذا كنتِ ؟!
- ما ذا كنتُ أنا ؟
- أنتِ ... كنتِ بلا هُويّة يا ميْ .. ضائعة .. مع كل عفافك وطيب منبتك كنتِ تائهة !
تغيّرتْ ملامحُها قليلاً ، وبدت كمن هاجه جرحٌ قديم ! ثم أجابت بتلك البسمة المصطنعة ذاتها :
- وكنتُ متمرّدة على من كان يُحبّني ، ويرشدني .. وكنتُ أظنه متخلّفاً يعيش في عصر آخر أكل الدهرُ عليه وشرب ... أليسَ كذلك ؟
- بل كان يتمنى أن يحفظك بين جفنه وعينه ، ويمنحك شبابه ومستقبله .
- لعلّي تغيّرتُ قليلاً .. أقول قليلاً . ثم ضحكتْ بغنجها الذي يسحره .
دسّ كفّه في جيب سترته .. خاف أن تنقضّ على كفّها !
- إنّه القـِسْمُ والنصيبُ يا مختار ..
ثم نظرت في ساعة معصمها .. وقالت له باسمة :
- ألا ترى أنّ الحديثَ طالَ ، والوقتَ سرقنا .. وأين ؟! على الرصيف ؟!
فنظر هو الآخر في ساعته :
- لكننا لم نشعر بالوقت !
- إي والله !
تصافَحا للوداع ، وقبلَ أن يُطلق كفّها سألَها مرةً أخرى :
- ألن تأتي يا ميّ ؟ عِديني أن تأتي ..
أجابته باسمة وهي تتأهّبُ للمسير :
- حسناً . أعدك ، سأحضر ، بعدَ أنْ أراجع الجزء من القرآن الذي وصلت عنده .. وإن سمحَ لي عادل ، ولم تؤخرني أعمال البيت .
وألقت نظرة إلى طفلتها وتابعت :
- وإذا أطاعتني هبة ونامت مع جدتها .. المقيمة معنا .
كانَ يًُصغي إليها باستغراب .. وألم ! .. أكملت تغادره وهي تضحك :
- ألم أقل لكَ : لعلّي تغيّرت ؟!



الأخ المبدع المتألق مصطفى حمزة .. تحية طيبة ..
إنه لقاء مبني على إحياء الماضي ، لقاء أنعش الذاكرة وما تحمله من عاطفة كانت نائمة مع الزمن ، ذكريات كانت مليئة ومشحونة بالأمل والطموح والمستقبل ، أجاد السارد لما اختار الحوار كدعامة أساسية لبناء قصته ، بعيداً عن السرد الذي قد يخلق الملل والرتابة للقارئ ، إنه حوار متماسك ، شكل سلسلة كلامية محكمة البناء بعيدة عن اللغو والثرثرة ، فعبارات الحوار لا تتباعد في الدلالة ، ولا تستغرق زمناً طويلا من أجل توليدها ، بل تنسل على لسان/ مي ومختار / بلباقة أدبية ، تتسم بالهدوء والنضج الفكري الذي يكشف عن التغير والتبدل في الوضعية .. ذهبت حياة بزمانها ومكانها ، وقامت حياة جديدة أخرى ، يربط بينهما خيط رفيع : الذكريات الجميلة ..
ــــــ وأنتَ تزوجتَ أيضا..ً!
ـــــ لا لم أتزوج ..عقدتُ قراني .. منذ سنة تقريباً .
ـــ والزواج ؟
ـــ لعلك تعجبين ... غداً مساءً ... تصوّري!
ـــ غداً غداً ؟!
ـــ شُكراً .
سارد لم يفرض سلطته الكلية على البطلين ، بل ترك بصمته الحية التي قربت القارئ من واقعيتهما .. فرغم أنه ترك ل / مي ومختار / يتحدثان بحرية ،وهما يكشفان صورة واضحة عن الحالة النفسية والعاطفية التي خلخلت زمن اللقاء وما عرفه من تردد وخوف ووفاء وعتاب .. فإنه كان يتدخل بين الحين والآخر ليخبرنا عن جزئيات دقيقة من انفعالات وحركات بكاميرا صغيرة ..
هيمن الماضي على جسد النص ، وغاب زمن الحاضر ،وبعد استنفاذ الذكريات بكل أجوائها النفسية والعاطفية ، عاد بنا السارد ليعطينا فكرة عن حاضر مولد من اللحظة ، لكنه حاضر يبدو مستقلا ، لأنه لم يبن على أنقاض الماضي ، فزمنه انتهى وأصبح متوقفاً مع وجود البطلين رغم امتداده الطبيعي.. فقد اختلفت وضعية/ مي / عن وضعية البطل / مختار / الذي يصر على توحد الوضعيتين عن طريق استدعائها لحضور حفله ..
بطل يحاول أن يستنسخ حاضره من أجل إدماجه في ماض لم يتحقق لأي منهما ، يحاول أن يكيف عرسه على مقاس حلم مضى رغم عائق الزوج عادل وابنته الصغيرة .. فرغم أن التشابه قد يقع ،إلا أنه سوف يتأسس على الوهم والتخيل والتصور ..
يبقى السؤال الملح على القارئ : هل ستحضر/ مي / الحفل أم لا ..؟ إنها بداية لقصة أخرى ..
نص قوي ، دقيق في خطاطته ، ارتكزت بالأساس على حوار يستمد جودته من التلميح واللفظ الجذاب.. كل قارئ سوف يكتشف جوانب جديدة لم أقف عليها في قراءتي المتواضعة ..
وأخيراً ماذا أقول أخي مصطفى : كنت أنتظر نهاية صادمة أكثر من صدمة اللقاء تبعثر الأوراق من جديد" لا حسداً" كأن يمر أو يقف / عادل / بسيارته قربهما .. فكما بني النص على المفاجأة ،يمكن أن ينتهي بمفاجأة أقوى وأشد على القارئ .. فكثيراً من المفاجآت السارة لا تتم إلا نادراً ، مجرد رأي .. ولا أدري إن كنت على صواب ..
محبتي وتقديري ..
الفرحان بوعزة ..

هَنا نور
27-06-2013, 10:41 PM
الأديب الكبير المبدع دائماً، أستاذ مصطفى حمزة
أسعد الله أوقاتك بكل خير.

رائعةٌ جديدة من روائع أديبنا الكبير.

ما أعجب القَدَر ! وما أجهل الإنسان !

هل يجب أن يكون الثمن هكذا باهظاً ليتغيرَ الإنسان ؟!

رفَضَتْ نمط حياةٍ كانت ستجمعهما على الحب ، وإذا بها تعيش على نفس هذا النمط مع غيره.. ولكن شتان ما بين حياةٍ قائمة على الحب المتبادل، وأخري هي حياةُ الكثيرِ من الناس.. تماماً كالفرق بين الرحمةِ والعدل.

قصةٌ تقول الكثير، ولعلي يكون لي عودةٌ إليها لاحقاً.

دمت مبدعاً أستاذنا.
ودمت بكل خيرٍ وسعادة.

هنــا محمد
28-06-2013, 12:30 AM
رباه أوجعت قلبي كثيراً
تلك الدمعة التي أحسستها
تجري ما بين قلبيهما معاً
شعرت بغصة غريبة
وكأنني أراهما أستمع لأنين القلب
وصراخه
أستمع لكلمة أحب ألف الف مرة
طلت من بين هذا الحوار وإن لم تكتب
كم أنت رائــع أديبنا الكبير
أستاذ مصطفى حمزة
مبهرة حقاً حس عالي عالي
أخذني من عالمي لـ عالم
كتابتك المدهشة
قصة سأعود إليها كثيراً
مؤثرة ماتعه
دمت ودام حس القلم أيها المبدع

ه ن ا

فاتن دراوشة
28-06-2013, 01:21 PM
قصّة أجملت الكثير من المشاكل التي قد تودي بافتراق الأحبّة في عصرنا

قلبان جمعهما المحبّة وفرّقهما العناد والمكابرة

هو أرادها كما أحبّها أن تكون

وهي تمرّدت ظاهريّا على ما أراده لها

لكنّها في داخلها نفّذت ما أراد ولكن بعد فوات الأوان

المعاندة داء لطالما فتك بالحبّ وقضى عليه

ليت شبابنا يتحلّون بالصّبر والتأنّي ويتفكّرون جيّدا قبل إقدامهم على أيّ خطوة مصيريّة في حياتهم.

سعدت بمتابعة هذا العمل الرّائع أستاذي

مودّتي

مصطفى حمزة
29-06-2013, 08:54 AM
أخي الأكرم ، الأستاذ الفرحان
أسعد الله أوقاتك
قراءة نقديّة فاخرة - كعادتك - بَسَطتِ الحبلَ للنصّ ، فبسط لها النصّ منه الحبلَ ما اتّسع ...
رأيك في النهاية وجيه ، وقد يمنح النصّ قيمة فنيّة أكبر وأجمل
تحياتي وتقديري لك دائماً
دمتَ بألف خير

مصطفى حمزة
29-06-2013, 09:48 PM
الأديب الكبير المبدع دائماً، أستاذ مصطفى حمزة
أسعد الله أوقاتك بكل خير.

رائعةٌ جديدة من روائع أديبنا الكبير.

ما أعجب القَدَر ! وما أجهل الإنسان !

هل يجب أن يكون الثمن هكذا باهظاً ليتغيرَ الإنسان ؟!

رفَضَتْ نمط حياةٍ كانت ستجمعهما على الحب ، وإذا بها تعيش على نفس هذا النمط مع غيره.. ولكن شتان ما بين حياةٍ قائمة على الحب المتبادل، وأخري هي حياةُ الكثيرِ من الناس.. تماماً كالفرق بين الرحمةِ والعدل.

قصةٌ تقول الكثير، ولعلي يكون لي عودةٌ إليها لاحقاً.

دمت مبدعاً أستاذنا.
ودمت بكل خيرٍ وسعادة.


أسعد الله مساءك أختي العزيزة أديبتنا هنا
وأهلاً بك بعد انقطاع
قراءتك نافذة وعميقة ، وقد أبدعتِ بقراءة ما بين السطور ، وما خلفها .
وأتمنى عودتك إلى النص مرة أخرى ، ففي عودتك - ولا شك - إغناء آخر له ، أشكرك مسبقاً عليه
تحياتي
* ملحوظة :أنا لستُ بالكبير أختي الكريمة ، وأنا أخاف حين أخاطَب بمثلها ..
وطالما أردد بيني وبين نفسي أبياتاً من قصيدة لي :
ياربّ صغّرني بعيني * كي يتيه التيهُ عنّي
إنّي منَ الطينِ الحقيرِ ، فكيفَ أنسى أسَّ كَوْني !
النفسُ تُغويني ، فيا ربّي على نَفْسي أعِنّي

مصطفى حمزة
29-06-2013, 10:13 PM
رباه أوجعت قلبي كثيراً
تلك الدمعة التي أحسستها
تجري ما بين قلبيهما معاً
شعرت بغصة غريبة
وكأنني أراهما أستمع لأنين القلب
وصراخه
أستمع لكلمة أحب ألف الف مرة
طلت من بين هذا الحوار وإن لم تكتب
كم أنت رائــع أديبنا الكبير
أستاذ مصطفى حمزة
مبهرة حقاً حس عالي عالي
أخذني من عالمي لـ عالم
كتابتك المدهشة
قصة سأعود إليها كثيراً
مؤثرة ماتعه
دمت ودام حس القلم أيها المبدع
ه ن ا
أختي الفاضلة الأديبة هنا
أسعد الله مساءك
أنت قارئة شفيفة الوجدان ، رهيفة الحسّ ، وقد طبعتِ ردّك الانطباعي بهذا
رأيتُ كلمات ردّك تهبّ كفرح الطفل بهديّة العيد ، وقد أبهجني ذلك جداً وأكرمني
ما أروع أن يعيش القارئ النصّ الأدبيّ ، فينبضا معاً !
تحياتي ، ودمتِ بألف خير

مصطفى حمزة
29-06-2013, 10:18 PM
قصّة أجملت الكثير من المشاكل التي قد تودي بافتراق الأحبّة في عصرنا

قلبان جمعهما المحبّة وفرّقهما العناد والمكابرة

هو أرادها كما أحبّها أن تكون

وهي تمرّدت ظاهريّا على ما أراده لها

لكنّها في داخلها نفّذت ما أراد ولكن بعد فوات الأوان

المعاندة داء لطالما فتك بالحبّ وقضى عليه

ليت شبابنا يتحلّون بالصّبر والتأنّي ويتفكّرون جيّدا قبل إقدامهم على أيّ خطوة مصيريّة في حياتهم.

سعدت بمتابعة هذا العمل الرّائع أستاذي

مودّتي
أختي العزيزة ، الأستاذة فاتن
أسعد الله مساءكِ
قراءة نقديّة بليغة وواعية أضفت على النص أدباً على أدب ، وفكراً على فكرة ..
لكِ جزيل شكري على القراءة والثناء
دمتِ بألف خير

كاملة بدارنه
01-07-2013, 07:47 PM
لقاء فيه استرجاع للماضي واستعراض للحاضر، وللقارئ تخيّل ما تكون عليه حياة اثنين متزوجين جسديّا ومطلّقين روحيّا، أشواقهما مغلّفة بالحنين لغيرهما ...
مأساة عاطفيّة واجتماعيّة ان يرتبط القلب بشخص والجسد بآخر
قصّة رائعة بسردها وفكرتها
بوركت أخي الأستاذ مصطفى
تقديري وتحيّتي

مصطفى حمزة
02-07-2013, 06:17 AM
لقاء فيه استرجاع للماضي واستعراض للحاضر، وللقارئ تخيّل ما تكون عليه حياة اثنين متزوجين جسديّا ومطلّقين روحيّا، أشواقهما مغلّفة بالحنين لغيرهما ...
مأساة عاطفيّة واجتماعيّة ان يرتبط القلب بشخص والجسد بآخر
قصّة رائعة بسردها وفكرتها
بوركت أخي الأستاذ مصطفى
تقديري وتحيّتي
أختي الفاضلة ، الأستاذة كاملة
أسعد الله أوقاتك
أشكر قراءتك الواعية ، وأكرمني الثناء
دمتِ بخير

ناديه محمد الجابي
02-07-2013, 10:19 AM
الحب الأول يكون له بريقه الخاص الذي يظل قابعا في العقل والقلب معا
بل إن الإنسان يظل يتذكره طوال حياته .. وقد رأينا هنا في هذا اللقاء الذي
كان بمثابة شرارةكهربائية أنعشت القلوب وأحيت الذكريات وإن كان لكل
أصبح له طريقه المختلف . أهم ما يميز كتاباتك الصدق الطاغي الذي يجعل
الحوار ينساب إلى وعيننا فنندمج فيه بألفة .
تحفة فنية رائعة تضاف إلى روائعك أستاذ مصطفى ..
تحاياي والورد لقلم امتطى البهاء.
ملحوظة: بحشرية المرأة أتسائل... هل حضرت مي؟؟؟؟؟

مصطفى حمزة
03-07-2013, 06:56 AM
الحب الأول يكون له بريقه الخاص الذي يظل قابعا في العقل والقلب معا
بل إن الإنسان يظل يتذكره طوال حياته .. وقد رأينا هنا في هذا اللقاء الذي
كان بمثابة شرارةكهربائية أنعشت القلوب وأحيت الذكريات وإن كان لكل
أصبح له طريقه المختلف . أهم ما يميز كتاباتك الصدق الطاغي الذي يجعل
الحوار ينساب إلى وعيننا فنندمج فيه بألفة .
تحفة فنية رائعة تضاف إلى روائعك أستاذ مصطفى ..
تحاياي والورد لقلم امتطى البهاء.
ملحوظة: بحشرية المرأة أتسائل... هل حضرت مي؟؟؟؟؟
أختي العزيزة الأستاذة نادية
أسعد الله أوقاتك
أشكرك من كل قلبي على قراءتك الشجيّة ، وعلى ثنائك الذي أكرمني
هل حضرتْ ميّ ؟
لا أذكر - أقصد لا يذكر مختار ههه - فقد كانت الصالة مزدحمة جداً هه
تحياتي

سعاد محمود الامين
03-07-2013, 02:51 PM
الأستاذ الأديب مصطفى
تحية تليق بك
كما عهدتك دائما نصوص متميزة فى فكرتها وسردها الهادئ الذى يتغلغل فى مساماتى ولاأملك الا التكرار والتخييل..لم يترك لى الذين سبقوا بالتعليق أن أضيف شيئا غير كثير إعجابي بقلمك الأنيق الذى ينتقى الحرف بعناية فائقة تحسد عليها يا أستاذ. بوركت ودمت بألف خير

مصطفى حمزة
04-07-2013, 06:07 AM
الأستاذ الأديب مصطفى
تحية تليق بك
كما عهدتك دائما نصوص متميزة فى فكرتها وسردها الهادئ الذى يتغلغل فى مساماتى ولاأملك الا التكرار والتخييل..لم يترك لى الذين سبقوا بالتعليق أن أضيف شيئا غير كثير إعجابي بقلمك الأنيق الذى ينتقى الحرف بعناية فائقة تحسد عليها يا أستاذ. بوركت ودمت بألف خير
ردٌّ فيه نقدُ عابرة لمّاحة ، أديبة وقارئة شفيفة رهيفة ، يرتدي كلامها التهذيب المؤنّق ، والأناقة المهذّبة التي تُخجل من تُخاطبه أوتثني عليه !
ولك تحيّة تليق بأدبك وحضورك الراقي أختي العزيزة سعاد
دمتِ بخير

د. سمير العمري
25-07-2013, 04:51 PM
قرأتها سعيدا أقرأ فيها الواقعية والرسالة التربوية والسرد المشوق الجميل!

ما أكثر من كان القدر مخالفا لرغبته ، ولكن الحياة تستمر بحلوها ومرها!

دمت بخير وعافية!

تقديري

مصطفى حمزة
27-07-2013, 01:31 PM
قرأتها سعيدا أقرأ فيها الواقعية والرسالة التربوية والسرد المشوق الجميل!

ما أكثر من كان القدر مخالفا لرغبته ، ولكن الحياة تستمر بحلوها ومرها!

دمت بخير وعافية!

تقديري
أخي الحبيب ، الدكتور سمير
أسعد الله أوقاتك
كم أعجبني هذا التعليق المكثف الجامع للموضوعية والانطباعيّة في آن معاً
دمتَ بألف خير
تحياتي

ربيحة الرفاعي
11-10-2013, 02:04 AM
ثمة مشروع يثير الكاتب التساؤل حوله منذ الجملة الاستهلالية "كان في السوق يستكملُ حاجاته"
أية حاجات تلك التي حرص القاص على الإشارة إليها؟ وما هو اللمشروع؟ وقبل أن تسرع بعينيك على سطور النص لتعرف أنه حفل زفافه يستعيدك القاص بتفاصيل ذلك اللقاء المضمخ بالحنين وملامح عاطفية جريحة تطل من بين الحروف تحكيها انفعالاتهما
وبسلاسة لا تتاح لغير قلم في القص مكين يأخذك لحوار هادئ دافئ تتعرف معه لتفاصيل القصة وهذا الفراق بين الحبيبين وما أدى إليه


هل حضرتْ ميّ ؟
لا أذكر - أقصد لا يذكر مختار ههه - فقد كانت الصالة مزدحمة جداً هه
هي لم تحضر الحفل إذا، فلو كانت حضرته لما كنت نسي -أقصد لما كان مختار نسي ههه- فكل من الصالة سيختفون عندما تأتي التي "خُيّل إليه أنّ محالّ السوق الكبيرة كلّها قد أغلقتْ أبوابَها من أجلهما" عندما التقاها صدفة

قلم متمكن وأداء بديع
لا حرمك البهاء


تحاياي

مصطفى حمزة
14-10-2013, 08:23 PM
( ملامح عاطفية جريحة تطل من بين الحروف )
-------------
عبارة لقارئة مُبدعة ، لعلها لخصت كل الحكاية ..
أما الرد فلأستاذة رائعة تستنطق ما بين السطور ؛ فيبوح لها راضخاً مستسلماً بكل ما لديه !
دمتِ ظهيراً قوياً لربان السفينة أختي العزيزة الفاضلة الأستاذة ربيحة
وكل عام وأنتم بألف خير

نداء غريب صبري
06-11-2013, 12:51 AM
استرجعا قصتهما واسترجعناها معهما
واستمتعنا بالسر القصصي الجميل رغم حزننا على المسكينة التي تركت الرجل الذي احبته رفضا لنمط الحياة الذي يريده
وتزوجت بآخر تعيش معه نمفس النط الذي رفضته

قصة جميلة وممتعة وأسلوب رائع في الوصف أخي

شكرا لك

بوركت

مصطفى حمزة
06-11-2013, 06:15 PM
أختي الفاضلة ، الأديبة النبيلة نداء
أسعد الله أوقاتك
أشكر لك هذه القراءة المميزة ، والثناء الذي شرفني
دمتِ بألف خير

خلود محمد جمعة
09-11-2013, 01:48 AM
إحساس غريب عندما تتذكر أجمل لحظاتك مع شخص أحببته يوما فتظهر بسمة على شفتيك وتنزل دمعة من عينيك ولا تعلم هل انت سعيد لتذكره أم حزين لفقدانه
كيف نكتم همس الروح
كيف نرسم البداية وتتوه منا النهاية
كيف يخرج لنا القدر لسانه معلنا انتصاره
تتحفنا دائماً بروعة حرفك
دمت رائعاً
مودتي وتقديري

عدي بلال
09-11-2013, 10:32 AM
القدير مصطفى حمزة

نص جميل ، بُني على الحوارية بين الشخصيتين ( مختار و مي ) ،والشخصية الثانوية المساعدة لاكتمال المشهد ( الابنة ) ، والبيئة المكانية هي السوق ، أما الزمان فهو بعد أربع سنوات من الفراق .

لقاءُ جمع بين الشخصيتين ، وزمن الصدفة قبل موعد الزفاف بيومٍ واحد ، تصافحا بشرود ، وبابتسامتين أليمتين .

جاء وصف اللقاء بينهما دقيقاً ، وحمل أول مفتاحين للقارىء ، يلتقطهما ويكمل طريقه في النص .

أول سؤال يتبادر إلى ذهن القارىء هو لماذا ..؟!
لماذا الشرود والابتسامتين الأليمتين ..؟

( وحجابها الأسود المحتشم )

يجمل القارىء هذا السؤال ويمضي في طريقه ، ثم يصف تعابير الشخصيتين بعد هذه المصافحة هنا
احمرت وجنتاها ، طافحة السرور ، دقات قلبه في تسارع ، اصطكاك ركبتيه ( الارتباك ) .

ثم جاء الوصف الأجمل ، والذي يحمل في ثناياه طبيعة العلاقة بين الشخصيتين ، هنا
(خُيل إليه أن محال السوق قد أغلقت أبوابها تعظيماً لهذا اللقاء .)

هذه الحالة الشعورية ، لا يمكن تفسيرها إلاّ بأن بين هذه الشخصيتين قصة حبٍ ، لا يعرف القارىء تفاصيلها ، لكن السارد ترك في ذهنه ذلك الفضول المحبب للمعرفة .

الحوارية كما وصفها الأخوة والاخوات ، كانت مركزة ، دون حشو أو ملل ، تكشف الغموض بالتدريج مع كل جملة حوارية .

والاجوبة تتساقط مع كل جملة حوارية ، بدءً من الزمن ( أربع سنوات ) ، ثم التصريح بزواجها من الشخصية الثانوية ( عادل ) ، والتعريف بالطفلة ( هبة ) .

شعرها يشبه شعر أمها ، وهي محتشمة أمامه الآن ، إذاً فهو يعرف الأم قبل أن تتحجب ، ويعرف شكل وطبيعة شعرها .
لم تمر هذه الجملة دون أن ألتقطها أ . مصطفى .

الآن وقد عرفنا ما مرت به من ظروف وكيف أنها تزوجت وسافرت مع زوجها ( عادل ) وأنجبا هذه الطفلة الجميلة شعرها كأمها ، فماذا عنه ..؟

أنهى خدمة الجيش ، وعاد إلى وظيفته القديمة ، وسؤالها ( في الشركة ) بألف لام التعريف ، تأكيد على انها تعرف مقر عمله القديم .
وهو في انتظار فرصة السفر لتحقيق ذاته ، وهي عليمةٌ بهذه الرغبة من سياق الحوار .

جاء رده بنون الجماعة ( نسافر ) يحمل معلومة أخرى ،وهي حلم السفر الذي جمعهما معاً ذات يوم .

ثم سؤالها الفضولي ( وأنت تزوجت أيضاً ..؟! )
عقد القران كان قبل سنة ، وتمنيه أن يصادفها ولو لمرة واحدة ، دليل على أنه كان يمني النفس بلقائها ، لعل المياه تعود إلى مجاريها .

والزواج غداً ..
( تبرير قضاء الحاجات المهمة له في السوق )
كأن القدر قد منّ عليهما في هذا اللقاء ، ووصف حالة الاضطراب عندها ، جاء لتأكيد
( مافي القلب في القلب ) ..

ثم جاء طلبه ( مي ، أتمنى أن تحضري حفل الزفاف غداً ، أتأتين ؟ )

أقترح حذف " غداً من الجملة السابقة "

التردد والرجاء بينهما في هذه اللحظة ، رفعا النص للذروة من وجهة نظري ،والسبب
هو حلمه وحلمها في أن تكون متواجدة في الزفاف ، وصراعه الداخلي ، حلمه الذي أجهض في أن تكون عروسه في تلك الليلة .

وجملة ( في بيت أهلي تعرفينه ) تأكيد لخطبتهما أو مشروع خطبتهما في السابق .
( طبيعة العلاقة بينهما في السابق ) .

ولأننا نعيش في مجتمع شرقي ، وبين الرغبة في حضور زفافه ، وحجابها المحتشم " أخلاقها " فقد وافقت على مضض بعد محاورة حزينة في باطنها وأن ضحكا بعد هذه الجملة ( صديقة صديقتك ) .

ولأن السارد يعرف جيداً معنى الشخصية الرئيسة ، التي تتفاعل مع الحدث من جهة ، ولأن شخصية المرأة وفضولها في مثل هكذا امور تكون طاغية من جهة اخرى ..

جاء السؤال عن هوية العروس ( طبيعة المرأة ) .
والجواب كان يحمل رسالة النص ( سيدة بيت ، وبنت حلال )

إذاً هي فتاة ترضى بالقليل ، وسيدة منزل .
هذا الرد يحمل من جانب آخر طبيعة شخصية ( مختار ) ، فهو إنسان بسيط مادياً من جانب ، ومن جانب آخر فإن اختياره لم ينبع عن حب ٍ ، فما الحب إلاّ للحبيب الأول .

جاءت الجمل الحوارية بعدها لتعريف القارىء عن سبب عدم ارتباطهما في السابق ..
كنتِ متمردة ، تائهة ، طيبة المنبت .
( متمردة على من كان يحبني ، ويرشدني )
لماذا ..؟
لأنها كانت تظن بانه من عصر آخر أكل الدهر عليه وشرب )
فهو إنسان تقليدي ، وهي متمردة على الواقع .

طبيعة العتاب هنا كانت رائعة بحق ، فلا ضغينة بينهما رغم فراقهما .

الوقت يمر دون ان يشعرا به ، وساعة الفراق تدق أجراسها ، والوعد في حضور الزفاف يتركه لنا السارد ، كنهاية مفتوحة .
وأظن بأنها ستذهب يا أستاذ مصطفى حمزة .

قوة النص تتجلى في طريقة السرد ( الحوارية ) ، ولا يتقنها إلاّ قاص متمكن ، كأنت أيها القاص الجميل .

استمتعت بهذا النص ، فشكراً لك .

ودي وتقديري

مصطفى حمزة
10-11-2013, 06:19 AM
إحساس غريب عندما تتذكر أجمل لحظاتك مع شخص أحببته يوما فتظهر بسمة على شفتيك وتنزل دمعة من عينيك ولا تعلم هل انت سعيد لتذكره أم حزين لفقدانه
كيف نكتم همس الروح
كيف نرسم البداية وتتوه منا النهاية
كيف يخرج لنا القدر لسانه معلنا انتصاره
تتحفنا دائماً بروعة حرفك
دمت رائعاً
مودتي وتقديري
الفاضلة ، الأديبة خلود
أسعد الله أوقاتك
أضحكتني الصورة في عبارتك ( يُخرج لنا القدر لسانه معلنا انتصاره ) ! ولكن الفكرة ليست كذلك ، نحن لسنا في صراع مع القدر .. هو قضاء الله وسُنّة الحياة
في اللقاء والفراق ، والاشتياق والسلوان ، والوفاء والجفاء ، وبقية الثنائيات التي تدور حولنا في هذه الحياة الدنيا .. وفي كل منها حكمة ، قد تبدو لنا ، وقد تغيب عنّا
تسعدني ردودك التي تُثير فينا الكلام ..
لك شكري وامتناني وتقديري

مصطفى حمزة
10-11-2013, 06:28 AM
أخي الأكرم ، الأديب الناقد الأستاذ عديّ
أسعد الله أوقاتك
إنّك لتمتلك قلماً ، لو شئتَ لأصبحتَ به محققاً من طراز رفيع ، ليس كمثله سيمون تمبلار ، ولا جيمس بوند أو شرلوك هولمز ههه
لاتعزب عنه خطرة في فكرة ، أو إيحاء في كلمة ! فضلاً عن تمرسه بتقنيات القصّة وكأنه ابن أمها !!
لا أزيد إلا أن أقول لك : أشكرك جزيل الشكر ، فلقد أطربتني بما كتبتَ ، وجعلتني أتمنى لو أن واحتنا تفيض بردود من مثل ردك الفاخر
تحياتي وتقديري

عدنان الشبول
10-11-2013, 08:12 AM
لقاء وأي لقاء ....
أسلوب رائع وماتع ولغة تسرق القلوب وشوق بين السطور يذوب .

لا أدري أستاذي فقد خطر على بالي بيتين للشعر لي عندما مشيت على ضفاف قصتك أقول فيهما :

بربِّكَ هلْ عَشقتَ الحبَّ بَعْدي
وعدتَ لذكرِ أيامي وعهدي

ألا تهوى دروباً كنتَ فيها
من العشّاقِ ،كنتُ أنا لوحدي

إبداع في عذاب اللقاء

محمد مشعل الكَريشي
10-11-2013, 04:07 PM
رائعة بكل معنى الكلمة ..
اسجل اعجابي استاذ مصطفى .. تحياتي

مصطفى حمزة
13-11-2013, 08:53 AM
لقاء وأي لقاء ....
أسلوب رائع وماتع ولغة تسرق القلوب وشوق بين السطور يذوب .

لا أدري أستاذي فقد خطر على بالي بيتين للشعر لي عندما مشيت على ضفاف قصتك أقول فيهما :

بربِّكَ هلْ عَشقتَ الحبَّ بَعْدي
وعدتَ لذكرِ أيامي وعهدي

ألا تهوى دروباً كنتَ فيها
من العشّاقِ ،كنتُ أنا لوحدي

إبداع في عذاب اللقاء
أهلاً باللطيف الرهيف أخي العزيز عدنان
مر بك النصّ فهزّك فاسّاقط منك الرطب الجنيّ !
حيّاك وبيّاك

مصطفى حمزة
13-11-2013, 08:56 AM
رائعة بكل معنى الكلمة ..
اسجل اعجابي استاذ مصطفى .. تحياتي
سجّلْ أخي محمد سجّلْ ، دام السجلّ والمسجّـِل هه
تحياتي