حبيب بن مالك
02-07-2013, 03:29 AM
الصّحـــــــيـــفــــــــ ـــة
لم أعترفْ، لم أ ُِبحْ شدوي لأوتاري=يارعشة الحرف إن صارحتُ أفكاري
سافرتُ لا سبلي تدري و لا أربي=و لا رؤى شمعة حنـّتْ لأسحـــــاري
أنكرتُ وحي احتمالاتي و همس غدي = وصغتُ من لوثة الإغراب أسفاري
أرمي قصاصات نسغي حيثما رُميتْ =وأسكب الصمت ممزوجا بأسراري
يا ضيعة العمر و الخمسون ترقبني =ما فسحة العيش إن خاصمتُ أقداري
بيعتْ بسوق الأسى أحلام محبرتي = واستنكرتْ سُرُج الإشهار أنواري
لم أنتسبْ للصدى صوتا و لا صورا=و لا كتبتُ بغير الصدق أشعاري
و لا ركبتُ سفيــــن القصر منتشيا = والموج ، كالشعب ، يتلو نصّ إعصار
حاولتُ في حسراتي أن أ ُدجّـنني = لكنني كنتُ حـــرّا إبن أحرار
أنا الذي نشــّر الأفكار ملهمة = فامتاح من رشدها كلّ ٌ بمقدار
عاقرتُ أكؤس من بادوا ومن رحلوا=و ما سكرتُ سوى من حرّ أزهاري
و اليوم أترك منسيا فلا قبس =يدنو و لا نغم يشدو بأشعاري
كان امرؤ القيس في تجواله غرقا=و حين عاتبته نادى إلى الثار
كنتُ الدليل له نسعى لأنقرة =يحدو بنا حلمٌ يشفي من العار
زاملتُ في صغري أوقات عنترة =حتى تعجّب مني ليله السّاري
حدثته عن معاناتي و حدثني = فكان في شعره يهفو لقيثاري
أغريته بكريم اللّحن أعذبه= حريتي وطني إن صودرتْ داري
صدّقتُ نابغة الأشعار في ولهٍ= فكان عذره يحبو خلف أعذاري
مني تعشــّقت الخنساء دمعتها= تبكي و ما للبكا دفع لأقــــدار
شربتُ من نبع حسّان على مهل= حتى تولـّى ابنه يرمي بإنذار
لله درّ زهير حين فاجأني= يعيد جهرا معانٍ جُبن أغواري
هلــّتْ له فانتشتْ جذلى محاسنها=و استقرأتْ حِكَماً شعّتْ كأنوار
و ما دريتُ أكعبٌ يقتفي أثري=حين التقيتُ سعادا أم أنا الجاري؟
نقضتُ شعر جرير و الفرزدق إذ=وجدتُ فيما روى الرّواة آثاري
فلا الفرزدق غالاني بصعصعة=و لا جرير تمنــّى رجع نــوّار
صاحبتُ مجنون ليلى كي يعلـّمني= الهوى فأُ ُبت إلى يأس و إقصار
علمتُ أنّ الهوى نار مسعّرة = تغري بودّ ٍ نوايا كلّ غــــدّار
لا اللهو من شيمي لا الزهو يلجمني= النبل أسمى لباناتي و أوطاري
أنصتُ للمتنبي قبل غربته = فكان فيضه يجري بين أنهاري
أهديته بعض أحلامي فسابقها=و انساق يرفل في عجب بمضماري
كنتُ الأنيس لرهين المحبسين فكم= بتنا رهينيْ جدال هدّ إصراري
عارضته و أنا غرّ تحاصرني = غاياته و فصول ذات إبهار
حتى ارتوتْ لغتي منه فألزمني = نهجا تهجّيته فاحتار أغياري
بعثرْ طموحك يا شعري على طلل=و ارجمْ دواوين نوّاس و بشار
ما زلت ُ طوعا أ ُداري شقوتي شرقا = بدمعتي و أ ُ ري للغير أقماري
أذكي الرّجاء و ما ذنبي بمستتر= تهفو إليك رسول الله أشعاري
من مدركي روضة المختار أبلغه = أني بحبك أرجو نيل أوطاري
يا سيدي يا رسول الله يا أملي = يا منتهى غايتي يا ذخر أذكاري
ما لي أ ُ مسّح دمعا قد جرى خجلا = أنا المريض و بوحي بعض أضراري
ما لي أمسح دمعا قد جرى شغفا = بحبّ خير الورى ، جهري و إسراري
أغيب،سهواللغى لا سِفر يذكرها = تلك المعاني تنادي شأو إبحاري
و أكتم اللحظ ، أرنو مُجهِدا أرقي = تغفو الليالي و ما يرتاح إعصاري
من غرب جرحي إلى شرق انتكاسته = سيقتْ بقايا احتضاري رغم إنكاري
طوّفتُ من عمق صحرائي إلى مدني =فلم أجدْ أذنا تصغي لإخطاري
الروم في حلب و الفرس في عدن = و الصين في قطر و العرب في الغار
دنيا العروبة لا سمت و لا أثر = يا مصر أين توارى زندك الواري
نصحو على خطب أدمتْ مسامعنا = عمرا ونغفو على رنات إشهار
ماذا أقول و ما في الجبّ غير أخي = بعناه غدرا و لم نذكر الشاري
بما السلوّ صدى الأخبار يفزعني = و ذي الجرائد مأوى كلّ مهذار
العذر مبدؤنا و اليأس ملجأنا = و الشجب في أدب من طبعنا الضاري
عودوا بني أمتي أدراج خيمتكم = لا يغسل العار مال جيء من عار
سرْ أيها الركب نحو الغرب غايتنا= و اهتفْ لباريس تدنو بعد إدبار
بالغرب نشوتنا في الغرب فرصتنا= وهم رضعناه أطوارا بأطوار
سرْ أيها الركب لواشنطنّ أهبتنا= فيها و منها يولــّى أيّ جزّار
أنا غريب بدنيا الشعر يا وهني= ما للمرايا تحاشتْ عكس أنواري
أثني عنان مواويلي و أرغمها= أن لا تبوح و لا تصغي لمزماري
حيّ و لكن أشباح الردى رسلي = ميت و لكنني أرنو لزواري
لا زلت في غبش الرؤيا يـُلوّح لي = رذاذ نبعٍ شديد الغور فوّارحبيب بن مالك
لم أعترفْ، لم أ ُِبحْ شدوي لأوتاري=يارعشة الحرف إن صارحتُ أفكاري
سافرتُ لا سبلي تدري و لا أربي=و لا رؤى شمعة حنـّتْ لأسحـــــاري
أنكرتُ وحي احتمالاتي و همس غدي = وصغتُ من لوثة الإغراب أسفاري
أرمي قصاصات نسغي حيثما رُميتْ =وأسكب الصمت ممزوجا بأسراري
يا ضيعة العمر و الخمسون ترقبني =ما فسحة العيش إن خاصمتُ أقداري
بيعتْ بسوق الأسى أحلام محبرتي = واستنكرتْ سُرُج الإشهار أنواري
لم أنتسبْ للصدى صوتا و لا صورا=و لا كتبتُ بغير الصدق أشعاري
و لا ركبتُ سفيــــن القصر منتشيا = والموج ، كالشعب ، يتلو نصّ إعصار
حاولتُ في حسراتي أن أ ُدجّـنني = لكنني كنتُ حـــرّا إبن أحرار
أنا الذي نشــّر الأفكار ملهمة = فامتاح من رشدها كلّ ٌ بمقدار
عاقرتُ أكؤس من بادوا ومن رحلوا=و ما سكرتُ سوى من حرّ أزهاري
و اليوم أترك منسيا فلا قبس =يدنو و لا نغم يشدو بأشعاري
كان امرؤ القيس في تجواله غرقا=و حين عاتبته نادى إلى الثار
كنتُ الدليل له نسعى لأنقرة =يحدو بنا حلمٌ يشفي من العار
زاملتُ في صغري أوقات عنترة =حتى تعجّب مني ليله السّاري
حدثته عن معاناتي و حدثني = فكان في شعره يهفو لقيثاري
أغريته بكريم اللّحن أعذبه= حريتي وطني إن صودرتْ داري
صدّقتُ نابغة الأشعار في ولهٍ= فكان عذره يحبو خلف أعذاري
مني تعشــّقت الخنساء دمعتها= تبكي و ما للبكا دفع لأقــــدار
شربتُ من نبع حسّان على مهل= حتى تولـّى ابنه يرمي بإنذار
لله درّ زهير حين فاجأني= يعيد جهرا معانٍ جُبن أغواري
هلــّتْ له فانتشتْ جذلى محاسنها=و استقرأتْ حِكَماً شعّتْ كأنوار
و ما دريتُ أكعبٌ يقتفي أثري=حين التقيتُ سعادا أم أنا الجاري؟
نقضتُ شعر جرير و الفرزدق إذ=وجدتُ فيما روى الرّواة آثاري
فلا الفرزدق غالاني بصعصعة=و لا جرير تمنــّى رجع نــوّار
صاحبتُ مجنون ليلى كي يعلـّمني= الهوى فأُ ُبت إلى يأس و إقصار
علمتُ أنّ الهوى نار مسعّرة = تغري بودّ ٍ نوايا كلّ غــــدّار
لا اللهو من شيمي لا الزهو يلجمني= النبل أسمى لباناتي و أوطاري
أنصتُ للمتنبي قبل غربته = فكان فيضه يجري بين أنهاري
أهديته بعض أحلامي فسابقها=و انساق يرفل في عجب بمضماري
كنتُ الأنيس لرهين المحبسين فكم= بتنا رهينيْ جدال هدّ إصراري
عارضته و أنا غرّ تحاصرني = غاياته و فصول ذات إبهار
حتى ارتوتْ لغتي منه فألزمني = نهجا تهجّيته فاحتار أغياري
بعثرْ طموحك يا شعري على طلل=و ارجمْ دواوين نوّاس و بشار
ما زلت ُ طوعا أ ُداري شقوتي شرقا = بدمعتي و أ ُ ري للغير أقماري
أذكي الرّجاء و ما ذنبي بمستتر= تهفو إليك رسول الله أشعاري
من مدركي روضة المختار أبلغه = أني بحبك أرجو نيل أوطاري
يا سيدي يا رسول الله يا أملي = يا منتهى غايتي يا ذخر أذكاري
ما لي أ ُ مسّح دمعا قد جرى خجلا = أنا المريض و بوحي بعض أضراري
ما لي أمسح دمعا قد جرى شغفا = بحبّ خير الورى ، جهري و إسراري
أغيب،سهواللغى لا سِفر يذكرها = تلك المعاني تنادي شأو إبحاري
و أكتم اللحظ ، أرنو مُجهِدا أرقي = تغفو الليالي و ما يرتاح إعصاري
من غرب جرحي إلى شرق انتكاسته = سيقتْ بقايا احتضاري رغم إنكاري
طوّفتُ من عمق صحرائي إلى مدني =فلم أجدْ أذنا تصغي لإخطاري
الروم في حلب و الفرس في عدن = و الصين في قطر و العرب في الغار
دنيا العروبة لا سمت و لا أثر = يا مصر أين توارى زندك الواري
نصحو على خطب أدمتْ مسامعنا = عمرا ونغفو على رنات إشهار
ماذا أقول و ما في الجبّ غير أخي = بعناه غدرا و لم نذكر الشاري
بما السلوّ صدى الأخبار يفزعني = و ذي الجرائد مأوى كلّ مهذار
العذر مبدؤنا و اليأس ملجأنا = و الشجب في أدب من طبعنا الضاري
عودوا بني أمتي أدراج خيمتكم = لا يغسل العار مال جيء من عار
سرْ أيها الركب نحو الغرب غايتنا= و اهتفْ لباريس تدنو بعد إدبار
بالغرب نشوتنا في الغرب فرصتنا= وهم رضعناه أطوارا بأطوار
سرْ أيها الركب لواشنطنّ أهبتنا= فيها و منها يولــّى أيّ جزّار
أنا غريب بدنيا الشعر يا وهني= ما للمرايا تحاشتْ عكس أنواري
أثني عنان مواويلي و أرغمها= أن لا تبوح و لا تصغي لمزماري
حيّ و لكن أشباح الردى رسلي = ميت و لكنني أرنو لزواري
لا زلت في غبش الرؤيا يـُلوّح لي = رذاذ نبعٍ شديد الغور فوّارحبيب بن مالك