المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طحين المجاملة



حسين الأقرع
04-07-2013, 07:42 AM
طحين المجاملة
بقلم : حسين الأقرع / ولاية الوادي - الجزائر

النّقد باب الجودة ، ولن تقوم القائمة لأيّ عمل إذا لم يـمرْ على صراط الأخذ والرّدّ ، فبالرَّغم من المكاره التي تحفّه , إلاّ أنّ العاقبةَ خيرٌ وأبقى ... من هنا تبدأ الخاتمة .
العلقم مُرّ ، وتبًّا لمن أصرَّ على أنَّه أحلى من السُّكَّر ، ونِتَاج النِّفاق أمر، حين تقتحمُ الرَّداءةُ عرينَ التَّميُّز ، فما رأيت , وما سمعت ، وما خطر على بالي مصيبة أعظم من مصيبة المجاملة في غير موضعها ، أو المبالغة فيها حتى لمن يستحقّها , فهي بحسب التَّشخيص وتكرار الفحص والتَّمحيص لَداء فقدان الإبداع ، تُشِلُّ الفكر وترسم الصِّفر ولها مزَالق أخرى .
وعندما نتحدَّث عن إفرازات المجاملة , وشَرَرِ الجهل الذي ترميه على عجل , فلا يمكن أن نحصرها في جانب معين , فالشَّاعر وقرضه للشِّعر , والجامعي وتصفبفه للشَّعر !! والسّاسة والسِّياسة ... إلخ ... فكلّ ما يتعلق بالحياة الإنسانية فهو في حيِّز الخطر إذا نفثت المجاملة سُـمَّها عليه ، فالمجاملة من أجل جَلب مصلحة على حساب فِكر له ما بعده ... لهي الهاوية بحقِّ اليقين وعلم اليقين وعين اليقين ، وإنها والله موت للمُجَامَل لا بعث بعده .
فاللَّبيب من يرسم لِـخطواته معلمًا متعامدًا متجانسًا ، ولا يسمع إلاّ من مختصّ ، ولا يحسب أنّ مقياس الاختصاص الشّهادة ، فقد يَجدُ حمارا في جلد إنسان ويحمل من الشّهادات الكثير !! ، وعلى النّاقد أن لا يُبَدِّل النُّون راءً فيصبح بِحدِّ ذاته علامة استفهام ، وأن يجعل الضَّمَّة منهاج حياته ، فقيمته بِـحسب ثقل شخصيّته ، فالقوي الأمين من يؤثّر بإيجابية لا متناهية , لِيكون الـحُمَام لا الـحِمَام .
فما الانحطاط الذي تسبح فيه الأمّة العربية في جميع المجالات إلاّ نتيجة للتّصفيق وإرسال التَّهاني والأماني للفاشلين على حساب النَّاجحين ، فهيهات أن يتقمَّص الغراب شخصيَّة الطاووس ...
فالمجاملة لها حدّ ، وتكون من باب التّشجيع للمبتدئين ولو أخطأوا ، وهذا حسب معايير تحدّدها الأخلاق ، أمّا من له في القوم نحو فخطأ منه له عطبه ، فالأحسن التّشديد من غير تعنيف ولا يمكن نسيان أنَّ آخر العلاج الكي ، فالحقّ أحق وما خاب من صدق ، ولو تَسبَّب الصِّدق في نَتْف ريشه ، وتكدير عيشه ، وتعجيل نعشه ... فالنّجاح فعل وقول ، لأنّ النّاجحين أفعالهم تسبق أقوالهم ، وقد يُغْني الفعل عن الحديث ... هنا تنتهي المقدمة .

عبدالحكم مندور
05-07-2013, 03:58 PM
كلام من معين الصواب وجوهر الحق
خالص الود

د. محمد حسن السمان
12-07-2013, 08:21 PM
الأخ الفاضل الأديب حسين الأقرع
مطالعة أدبية موفقة , في مسألة النقد , وهي صيحة صادقة , حوت الكثير من الرؤى الايجابية , والكثير من
الانتقاد للخارجين عن العلمية في النقد , فذهبوا بين الإغراق في المجاملة الممجوجة , وبين الإغراق في
نقد المماحكة والتهجم .
ومع توافقي مع المطالعة , فلست معك في قولك :
" فقد يَجدُ حمارا في جلد إنسان ويحمل من الشّهادات الكثير !!" ,
لا اقصد من حيث المصداقية , بل من حيث الترفع عن استخدام الكلام غير المحبب .
تقبل تقديري وإعجابي

د. محمد حسن السمان

كاملة بدارنه
24-07-2013, 12:13 AM
فكلّ ما يتعلق بالحياة الإنسانية فهو في حيِّز الخطر إذا نفثت المجاملة سُـمَّها عليه
السّلام عليكم ورحمة الله
جامله لغة تعني كما ورد في قاموس المعاني:
أحسن عشرتَه ومعاملته " من حسن الخلق أن تجامل النَّاسَ وتحسن صحبتهم ".
أظنّ أنّ الإنسان يحتاج للمجاملة أحيانا لنعزّز عنده شعورا ما
أمّا إن كانت المجاملة غير صادقة تصبح نفاقا اجتماعيّا.. وهنا الخطورة والتي تنطبق على ما جاء في كلامك
معظم المجاملات تحوّلت إلى نفاق ونفخ كاذب
بوركت
تقديري وتحيّتي

حسين الأقرع
27-07-2013, 12:02 PM
السّلام عليكم ورحمة الله
جامله لغة تعني كما ورد في قاموس المعاني:
أحسن عشرتَه ومعاملته " من حسن الخلق أن تجامل النَّاسَ وتحسن صحبتهم ".
أظنّ أنّ الإنسان يحتاج للمجاملة أحيانا لنعزّز عنده شعورا ما
أمّا إن كانت المجاملة غير صادقة تصبح نفاقا اجتماعيّا.. وهنا الخطورة والتي تنطبق على ما جاء في كلامك
معظم المجاملات تحوّلت إلى نفاق ونفخ كاذب
بوركت
تقديري وتحيّتي

شكرا على مرورك أستاذة كاملة

حسين الأقرع
10-09-2013, 09:05 PM
الأخ الفاضل الأديب حسين الأقرع
مطالعة أدبية موفقة , في مسألة النقد , وهي صيحة صادقة , حوت الكثير من الرؤى الايجابية , والكثير من
الانتقاد للخارجين عن العلمية في النقد , فذهبوا بين الإغراق في المجاملة الممجوجة , وبين الإغراق في
نقد المماحكة والتهجم .
ومع توافقي مع المطالعة , فلست معك في قولك :
" فقد يَجدُ حمارا في جلد إنسان ويحمل من الشّهادات الكثير !!" ,
لا اقصد من حيث المصداقية , بل من حيث الترفع عن استخدام الكلام غير المحبب .
تقبل تقديري وإعجابي

د. محمد حسن السمان

شكرا لك أستاذي الدكتور محمد حسن .. على هذا التوجيه .. بارك الله فيك

نداء غريب صبري
21-09-2013, 11:17 PM
ضيعوا النقد بين المجاملة في غير موقعها أو الانتقاد للإساءة كرها في الأديب وفي غير موقعها أيضا

مقالتك جميلة وهادفة ومفيدة أخي

شكرا لك

بوركت

مُنتظر السوادي
22-09-2013, 10:03 PM
الحقيقة موضوع لطيف وجيد كفكرة
المجاملة هي من أوصلتنا إلى هذا الحال.
لكن لنبدأ على بركة الله في النقد :
العنوان رُبّما غير دقيق، لو قلتَ سم المجاملة، لعنة المجاملة....
لديك بعض الكلمات في تشكيلها مُشكلة صغيرة، ونحسبُ أنها سقطت سهوا.
نلجأ في الأغلب للكلامِ العام، وهذا لعمري غير مقبول، أنت أيها الكريم تكلمتَ على الشهادة، وأصحابها، وأنت تدري أن النقد شيء والشهادة شيء آخر، وأَفضل النقاد من يمتلك الشهادة، فعمله يجري وفق رؤية ومنهج.
كَثر في النصّ أعلاه التناص من دون حاجة إليه، وأَصبح ثمة إطناب، ربّما يراه أَحدٌ مُخلٌ بالفصاحة.
أنت تعلم أيها الشاعر الكريم، أن السبب من وراء المجاملة هي أننا لن ولم نقبل بالحقيقة والكلام الصحيح، وهذا ما يدفع بكثيرين للمجاملة حفاظًا على صداقة أو منصب أو غير ذلك.
ولن تجد في الأرض ولا النت سوى المجاملة؛ لأَنَّ النفوس اليوم لن ترضى بغيرها.
لك التحية وأتمنى لك التوفيق

ربيحة الرفاعي
28-09-2013, 11:43 PM
بالقراءة الواعية المتأنية والرأي الصادق المخلص للأدب قبل الأديب يكون الارتقاء ليس بالنقد وحده بل وبالأدب أصلا

وإذا كانت المجاملة بما تتأتى عنه من مصلحية فرديّة وحرص على بناء العلاقات قد أسهمت بتردي المشهد الأدبي وتمكين سوس المستورد الغربي من النخر في جذوعة، فإن الانتقاد السلبي في غير وجه حق، المتحرش تسلقا لحروف الآخرين باستثارة الغضبة والردّ قد أضر بالأدب أكثر، لما يترتب على وقوع القول غير الصائب في علم المتلقي غير المحصن بصحيح المعلومة

وأكتفي ختاما لتعليقي المقتضب باقتباس قولك

فالمجاملة لها حدّ ، وتكون من باب التّشجيع للمبتدئين ولو أخطأوا ، وهذا حسب معايير تحدّدها الأخلاق ، أمّا من له في القوم نحو فخطأ منه له عطبه ، فالأحسن التّشديد من غير تعنيف ولا يمكن نسيان أنَّ آخر العلاج الكي.

دمت بخير أيها الرائع

تحاياي

خلود محمد جمعة
24-02-2014, 10:15 PM
فاللَّبيب من يرسم لِـخطواته معلمًا متعامدًا متجانسًا ، ولا يسمع إلاّ من مختصّ ، ولا يحسب أنّ مقياس الاختصاص الشّهادة
فالمجاملة لها حدّ ،
اوافقك الرأي فالمجاملة لها حد وشروط
قد تكون المجاملة للتشجيع او لحفظ كرامة او حتى شفقة لكنها ان خرجت عن حد معين فإنها تضر صاحبها لأنها في النهاية لا توضح السلبيات بل تعززها
اما في الادب فالمجاملة في راي جريمة في حق الادب ، هناك طرق كثيرة للتوجيه الايجابي بطريقة لائقة بعيدا عن المجاملة وبعيدا عن التصغير والتحقير
وكما اشرت فاللبيب يرسم لخطواته معلما متعامدا متجانسا
موضوع يستحق الطرح والمناقشة
دمت بخير
مودتي وتقديري

حسين الأقرع
31-05-2015, 11:35 PM
فاللَّبيب من يرسم لِـخطواته معلمًا متعامدًا متجانسًا ، ولا يسمع إلاّ من مختصّ ، ولا يحسب أنّ مقياس الاختصاص الشّهادة
فالمجاملة لها حدّ ،
اوافقك الرأي فالمجاملة لها حد وشروط
قد تكون المجاملة للتشجيع او لحفظ كرامة او حتى شفقة لكنها ان خرجت عن حد معين فإنها تضر صاحبها لأنها في النهاية لا توضح السلبيات بل تعززها
اما في الادب فالمجاملة في راي جريمة في حق الادب ، هناك طرق كثيرة للتوجيه الايجابي بطريقة لائقة بعيدا عن المجاملة وبعيدا عن التصغير والتحقير
وكما اشرت فاللبيب يرسم لخطواته معلما متعامدا متجانسا
موضوع يستحق الطرح والمناقشة
دمت بخير
مودتي وتقديري

الأستاذة الفاضلة الأديبة خلود محمد جمعة قد ضربت كبد الحقيقة ... بوركت وشكرا على مرورك الجميل