تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رمضان : فقه البذل.



خليل حلاوجي
06-07-2013, 05:17 PM
رمضان : فقه البذل.

الصوم طقس سنوي مرتبط بوعينا لغايته ، فالغذاء وهو ضرورة حياتية يمكن أن يكون مصدرًا لأمراض جسدنا ! كما أن السيف وهو ضرورة دفاعية يمكن أن يكون مصدرًا لأمراضنا الاجتماعية ! وعقيدة الصوم ترشدنا أن نكف عن ما ألفناه في المعيشة اليومية حيث نستيقظ فنأكل صباحًا ثم نعمل ونأكل ظهرًا ثم يأتي المساء ومعه العشاء .. وثمة رابط خفي بين ثلاثية ( الغذاء/ الأخلاق/ العمل). فالجوع يستفزنا لتكوين الإرادة والعمل ضمن الحوض الإجتماعي فإذا ارتبط العمل بالإنصاف وجدنا العدل وإذا ارتبط العمل بالجشع وجدنا الظالمين يتحكمون في مفاصل مستقبلنا الإنساني .. هكذا يتحول الغذاء حافزًا للوعي بحقيقة وجودنا ومصيرنا ... ومن أجل ذلك تأمل معي تحريم الله تعالى لحم الخنزير والعلم اليوم يثبت أن بروتيناته تؤثر مباشرة على سلوكنا الأخلاقي .. فالصوم هنا ممارسة لمراجعة نظمنا الخلقية ونحن نعيش لحظات عصيبة من التناحر والانقسام وظاهر سلوكنا الوحدة المجتمعية تحت خيمة الهوية الإسلامية وباطن سلوكنا مرتهن بالأنانية وغياب مفهوم التضحية من أجل نهضة المجتمع ، حيث يظن الصائم أن الصوم شعيرة فردية تخصه هو - وحده - ويتغافل عن الوظيفة الأهم لما يفرزه الصوم من المسلم لمجتمعه وبالتالي لأمته الإسلامية .. وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم في حالة مصادمة الصائم بمن يؤذيه أن يقول : إني صائم إني صائم .. لينبهنا إلى علاقة اجتماعية متوترة ..حين تتضخم لدينا (الأنا) ونصبح عاجزين عن الخروج من معضلة الصدام مع الآخرين بدل التوافق معهم وحين نقوم بمجاملة الصديق وهو المخطئ أو نقوم باستعداء المخالف وإن أصاب ! وبذلك نفقد (التوازن) في الحكم على المواقف وبالتالي تقييم الأشخاص. إن تسامح الإنسان يبدأ مع نفسه أولاً ! الذي يتيح له ألا يخضع للأفكار الـ(مسبّقة) سلبية كانت أم ايجابية ..
الصائم يتعرض لضغط ثقافة مجتمعه التي تدعوه لتجنب التدخل فيما لايعنيه لئلا يلقى ما لايرضيه حتى بالغنا في هذا التصور ففقدنا آلية تمحيص ونقد أي سلوك يصدر عن رجل السياسة وهو يتحكم في مصيرنا وأي سلوك يصدر عن رجل الإقتصاد وهو يتحكم بخبزنا حتى غدت البيئة الإسلامية فردية التوجه العام ، نصلي ونصوم ونحن نغلق العيون عن الأحداث في سوريا ومصر والبحرين .. في صورة انتحار لمؤازرة النص الشرعي للواقع حيث المسلم يمارس عباداته ويفصلها عن معاملاته وسبب ذلك مبدأ المنفعة الذاتية وتمسك المسلم بغريزة الذين كفروا وهم يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام لايعرف الواحد منهم مايحصل لمن يحيطه من البشر.
الصيام إذاً اسلوب في الجهاد الذاتي وتصحيح الإرادة لتربية النفس وفق معاني التضامن مع الجياع ومع المهجرين عن مساكنهم ومع المظلومين في السجون ومع النساء المهددات في عفتهم ومع المرضى واليتامى والمحرومين ، وقد قال الله عن غاية الصوم ( لعلكم تتقون )وما التقوى سوى التدريب المستمر على حمل أعباء هذا الدين والناس أجمعين .

هنــا محمد
07-07-2013, 04:11 PM
ولكن الكثير منهم لا يعلمون
وتظل لغة الفردية هي الأعم
حتى أن البعض يقسم
يوم رمضان نصفين
أولهما صائم ممتنع عن الزاد عن كل ما قد
يؤثر على صومه ويدخل دائرة الافعل
في كل شيء ثم يعود مع نصف اليوم بعد الإفطار
إلى ماهو عليه
وكأن التقوى حلة يرتديها ويخلعها بلا وعي
ودونما شعور
التقوى بحاجة لقلب يدب فيه الإرادة
والإرادة والإرادة كي تصبح في أبهى ما يكون
تحية عميقة

ناديه محمد الجابي
08-07-2013, 09:06 AM
قال الله تعالى عن غاية الصوم ( لعلكم تتقون)
فما التقوى :
التقوى أمور ثلاثة: إخلاص التوجه لله نية وغاية،
وأن التقوى الاعتقاد الأكيد بأن الله هو الفاعل المطلق والمؤثر المطلق
، وأن التقوى ضبط العمل بما يرضي ربك ووفق شريعة ربك.
فاللهم إنا نسألك بحق صيام المتقين، وبحق صيام سيد المتقين محمد صلى الله عليه وآله وسلم
أن تجعلنا من المتقين يا أرحم الراحمين، نعم من يسأل ربنا ونعم النصير .

بارك الله فيك أيها المفكر والأديب ,

خليل حلاوجي
09-07-2013, 12:06 PM
رمضان كريم ونحن لسنا كما نكون ..
رب لاتحرمنا من بركات شهرك الفضيل .. ندعوك رباه لتخلصنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ( افراداً وجماعات ) رباه ندعوك خلاصًا ومكافحة للفساد المالي والاداري ، رباه كن معنا لنحسن المستوى المعيشي لجميع عبيدك من الفقراء والاغنياء ، رباه ندعوك لتأخذ بيد حكومة تتخلص من المحاصصة فتجعل الولاء للإنسان الحزين - اينما كان وحيثما دان - حكومة تهديها أنت يا الله لتخدم الناس وتوفر مايحتاجه فتدرك أن هذا هو اصل واجباتها ، رباه اجعل عيشنا بكرامة ونعمة ، وصحح لنا مفاصل التعليم فهو مرتبك ، واذقنا نعمة الامان فهو عنا يبتعد ، واجعلنا ننصف أنفسنا من أنفسنا ونقبل بالعدل ولو على أنفسنا ..

يارب ..

يارب ..

ناديه محمد الجابي
09-07-2013, 01:02 PM
آمين .. آمين..
ما أجمل هذا الدعاء ـ وكم نحتاج إلى الدعاء الذي لا نملك غيره.

يدخل رمضان السنة ومصر تعيش في حالة من الفوضي والأضطراب لا ندري كيف ستنتهي
ويدخل رمضان وبلاد الشام كلها تئن من سوريا إلى العراق ولبنان واليمن...
وفي قلب كل مؤمن لوعة على إخوانه , والفتن تطل برؤوس كثيرة, والخوف يزداد وتزداد
المجاعات والتشريد والألام, والأمن يقتل في الأرض ـ وما تمر لحظة دون أن يقتل انسانا
ظلما وعدوانا في عصر حقوق الأنسان .. فيالها من حقوق , وياله من إنسان..
ولا نملك إلا أن نقول ........ يارب.

عبد الرحيم بيوم
09-07-2013, 01:04 PM
جميل ما قرات هنا جدا
فالصوم ما كان فرضه شهرا وتطوعه الى صيام داود الا لمكانته واثره على اعصاب الحياة ومفاصلها

فبوركت اخي خليل
تحياتي الصادقة

نداء غريب صبري
10-07-2013, 05:16 PM
رمضان ليس صياما وقياما فقط
رمضان طاعة في كل شيئ
بالمحبة والعطاء وإخلاص النية في العمل لله والأخوة فيه

موضوع هام أخي

شكرا لك

خليل حلاوجي
10-07-2013, 09:23 PM
ولكن الكثير منهم لا يعلمون
وتظل لغة الفردية هي الأعم
حتى أن البعض يقسم
يوم رمضان نصفين
أولهما صائم ممتنع عن الزاد عن كل ما قد
يؤثر على صومه ويدخل دائرة الافعل
في كل شيء ثم يعود مع نصف اليوم بعد الإفطار
إلى ماهو عليه
وكأن التقوى حلة يرتديها ويخلعها بلا وعي
ودونما شعور
التقوى بحاجة لقلب يدب فيه الإرادة
والإرادة والإرادة كي تصبح في أبهى ما يكون
تحية عميقة

قراءة واعية ...
نعم هي الإرادة التي تصنع التغيير ..




أنرتِ.