تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وأد الولادة ..



خليل حلاوجي
08-07-2013, 10:03 AM
وأد الولادة ..


ثمة ولادات متعددة يمّر بها العمر ..

ولادات احاسيس تعيد صياغة أشكالنا من الداخل رغم أن الوجه الذي يحملنا : واحد.
*
*
طفولتي وقد استبدت بتفاصيلها الحيرة .. فأنا لا اعرف طفولتي إلا من خلالكم ..أنا الذي عشتُ بكم وتجولت في سراديبكم أخاف العتمة وقلبي كيف استطاع ان يمتلئ يوماً بعد يوم بدماءكم .
قالوا : الطفولة هدوء .. وأنتم تقولون ضجيج جنوني اتعبكم .. فكيف يُعاتَبُ مذبوحٌ هو صناعة قسوتكم.
*
*
وقالوا : الحج هجرة إلى الله ... نولد فيه - بلا ذنوب - ولادة أخرى !!
لكنها المصالح والانانيات تسير في حاضرنا تؤرخ ماضينا فكيف ننزع جلدنا ؟ وقد صار هذا الناس - إلا أقلهم - علقم الحياة.
*
*
وقالوا : الوطن منفى نلوذ منه إليه .. وفيه كل يوم ولادة أخرى .. ولادة متعسرة تحاكم الأمومة وتستحي من ثديها ، فوطنٌ يباع ويشترى ويركض هو بنا وراء أمان نحن بأمس الحاجة اليه يطوقنا علامات الاستفهام لغربة الذكريات عن وهم السعادة والانقراض من وجودنا في منفى كبير .. يبتلعنا.
*
*
وقالوا : الكتاب سفر إلى الحقيقة .. وطنٌ من حبر !
والحروف اليوم تخون المعاني ، حين تصف الولادات وتقف عاجزة عن مداواة الجراح .. ثمة جراح لا تعلن عن نزفها .. وموت الداعية هو أول الطريق لموت الأطباء ، فلماذا نبني المستشفيات ونهدم الكتاب ؟
*
*
وقالوا : ..........



الصمت لغة المدافن.

مصطفى حمزة
08-07-2013, 12:01 PM
أخي الأكرم ، الأستاذ خليل
أسعد الله أوقاتك
بوحُ إنسانٍ مسلم متألّم يقف على بعد خطوة من القنوط ! وفي هذا البوح ومضاتٌ فكريّة وبلاغيّة رائعة :
- ( ولادات أحاسيس تعيد صياغة أشكالنا من الداخل رغم أن الوجه الذي يحملنا : واحد ) . ليست أحاسيسَ وكفى ، بل أفكار أيضاً ، وظنون ، ويقين ..ومن الخارج كذلك ، خلايا جديدة وهيئة أخرى ! إن الإنسان كالنهر الجاري ، في تجدد مستمرّ .. إنّه لا يمرّ أمام ناظريك مرّتين !
- ( فأنا لا أعرف طفولتي إلا من خلالكم ) . يُحدثنا الأهل وأصحابهم ، وجيراننا ومن شهد طفولتنا من الكبار المقرّبين ؛ يحدثنا كل أولئك عن طفولتنا البعيدة والقريبة ، كيف كنا ملامحَ وطباعاً ، فنرسم من كلامهم عنا ملامح طفولتنا . ولكنْ ألا يُساعد في ذلك ويُشارك تذكرنا نحن عنّا ؟ أليست ذاكرتنا البعيدة أقوى بكثير من ذاكرتنا القريبة ؟ بعضهم وهو في الخمسين يُحدثك عن حدث يذكره من يوم كان في سنواته الأربعة أو الخمسة الأولى من عمره .
- ( قالوا : الطفولة هدوء .. وأنتم تقولون ضجيج جنوني أتعبكم .. فكيف يُعاتَبُ مذبوحٌ هو صناعة قسوتكم )
لأنه الكبير ناشدُ الهدوء بعدَ استراحة المُحارب ، يأتيه الطفلُ بعالَمه الخاصّ فيعكر عليه خلوته ويُحفز خلاياه المتعبة المسترخية ، ويقطع شريط الذكريات المخملية ! فإنْ عاتب أو عارضَ الضجيج العذبَ ؛ فإنّه لا يقسو ، بل يطلب الرحمة بنفسه !
- ( وقالوا : الحج هجرة إلى الله ... نولد فيه - بلا ذنوب - ولادة أخرى !! )
ليسَ كل مَن حجّ يعود كيوم ولدته أمّه ، كما إنّه ليس كل من يًُصلّي هو في صلاة ! المؤمنون درجات ، والتقى مراتب ، وطوبى لمن عبد ربّه مودّعاً هذه الفانية .
- ( وقالوا : الوطن منفى نلوذ منه إليه )
الوطنُ منفى ، بل وقبر مع تعذيب أهل القبور حين نكون فيه غرباءَ الروح والفكر معاً حينها نلوذ منه إلى أرض الله الواسعة .. هل قلتُ : نلوذ منه ؟! بل نلوذ به .. فهو فينا حيثما نيممّ ..
- ( وقالوا : الكتاب سفر إلى الحقيقة .. وطنٌ من حبر ! )
السِفرُ وطنٌ من حِبر ... الله ، ما أروع المعنى والمبنى ! ولكنْ ، لِمَ لَمْ تكن : ( السّفرُ عالَمٌ من حِبر ) ؟!
- ( وقالوا : الصمت لغة المدافن ) .
هيهات ، قد كان !
اليوم أضحى الصمتُ لغة منْ إسلامهُ لحية وجبّة وسُبحة ليسَ غير ! انظر إلى المآذن تُقصَف بقذائف الكُفر أمام أنظار الصمت ! انظر إلى الحرائر تغتصب أمام أنظار الصمت ! انظر إلى خالد بن الوليد – رضي الله عنه – يأسى على صمت مَنْ أهداهم الإسلامَ بسيفه المسلول ينظرون إليه يُقصف ضريحه وضريح ابنه بقربه .. بقذائف المجوس الذين أخرج هو وجنده أجدادَهم من الظلمات إلى النور !
الصمتُ اليومَ أضحى لغة اللاإنسان ، الذي يُشاهد ذبحَ الأطفال ملتذاً وهو يقرمش البوشار في ظلّ المكيّف ، ثم يُصعق ضميره وحسّه ووجدانه إن مرض كلبُه !
تحياتي حبيب القلب أخي خليل

فاتن دراوشة
08-07-2013, 01:02 PM
ثمة ولادات متعددة يمّر بها العمر ..
ولادات احاسيس تعيد صياغة أشكالنا من الداخل رغم أن الوجه الذي يحملنا : واحد.
*
*


نعم هي ولادات تشجّ طلقاتها بلّورة ذواتنا، تهزّنا هزّا لتعيد تكويننا بصورة أبشع ربّما، أقوى ربّما، أصلب ربّما، لكنّها الصّورة الأنسب للتّعايش مع واقعٍ غريب هجين بتنا جزءًا لا يتجزّأ منه.


طفولتي وقد استبدت بتفاصيلها الحيرة .. فأنا لا اعرف طفولتي إلا من خلالكم ..أنا الذي عشتُ بكم وتجولت في سراديبكم أخاف العتمة وقلبي كيف استطاع ان يمتلئ يوماً بعد يوم بدماءكم .
قالوا : الطفولة هدوء .. وأنتم تقولون ضجيج جنوني اتعبكم .. فكيف يُعاتَبُ مذبوحٌ هو صناعة قسوتكم.
*
*


يقولون الكثير وينسجون الكثير من النظريّات التي يعلمون في قرارة أنفسهم أنّها لن تصلحَ إلاّ لتزيين الورق، ثمّ يُلقون بنا إلى عناق الحقيقة العارية مغرّرين بشرنقات طُهرنا وعفويّتنا التي لمّا نخرج منها بعد، لتتمزّق أمام عهرها. فما أقساه من عناق، وما أصعبها من مواجهة.


وقالوا : الحج هجرة إلى الله ... نولد فيه - بلا ذنوب - ولادة أخرى !!
لكنها المصالح والانانيات تسير في حاضرنا تؤرخ ماضينا فكيف ننزع جلدنا ؟ وقد صار هذا الناس - إلا أقلهم - علقم الحياة.
*
*


نحاول نزعهم ونحن في غمرة القربِ من الله في تأدية المناسك، ثمّ نجدهم يتربّصون بنا أسفل جبل الرّحمة مع إبليس وأعوانه ليجعلونا نشكّ بأنّ قلوبنا قد نظفت من قتامهم.


وقالوا : الوطن منفى نلوذ منه إليه .. وفيه كل يوم ولادة أخرى .. ولادة متعسرة تحاكم الأمومة وتستحي من ثديها ، فوطنٌ يباع ويشترى ويركض هو بنا وراء أمان نحن بأمس الحاجة اليه يطوقنا علامات الاستفهام لغربة الذكريات عن وهم السعادة والانقراض من وجودنا في منفى كبير .. يبتلعنا.
*
*



لأنّهم لم يُفلحوا برسمه بالرّيشة الخضراء في قُلوبنا، جرّح أصفره راحتها النديّة، فتقرّحت لتنزف أحمرًا غرقنا به.



وقالوا : الكتاب سفر إلى الحقيقة .. وطنٌ من حبر !
والحروف اليوم تخون المعاني ، حين تصف الولادات وتقف عاجزة عن مداواة الجراح .. ثمة جراح لا تعلن عن نزفها .. وموت الداعية هو أول الطريق لموت الأطباء ، فلماذا نبني المستشفيات ونهدم الكتاب ؟
*
*



يقتلون الدّاعية لأنّه يحمل في جيب قلبه صدقًا سيشتّت ضباب دياجيرهم، تلك التي تمدّهم بالبطش والكره والنّفاق، ولكونه سينزع عن وجوههم تلك الأقنعة التي سترت عيوبهم وزيفهم.


وقالوا : ..........



الصمت لغة المدافن.



نعم هو كذلك أستاذي، اللغة الأعمق والحقيقة الأجلى، هو البرهان الذي لا يحتاج من يدعمه، وهو الدّليل الأدمغ على عبثيّة أعمالهم في دنيا فانية ليس لهم منها سوى مساحة بحجم أجسادهم يسمّونها قبرًا.


ما أروعها من تأمّلات

سعدت بصحبتها

مودّتي

فاطمه عبد القادر
09-07-2013, 02:11 AM
فوطنٌ يباع ويشترى ويركض هو بنا وراء أمان نحن بأمس الحاجة اليه يطوقنا علامات الاستفهام لغربة الذكريات عن وهم السعادة والانقراض من وجودنا في منفى كبير .. يبتلعنا.
*

السلام عليكم
بوح حارَ من العمق
تأملات محلقة
شكرا لك أخي
ماسة

كاملة بدارنه
09-07-2013, 09:56 PM
بات الوأد سمة أباطرة العصر...
وأدوا الكرامة .. خانوا الأمانة وداسوا الشّهامة ، والصّمت يلفّ كلّ شيء بقماش القتامة
رائع ما قرات
بوركت أخي الأستاذ خليل
تقديري وتحيّتي

خليل حلاوجي
14-07-2013, 12:18 AM
أخي الأكرم ، الأستاذ خليل
أسعد الله أوقاتك
بوحُ إنسانٍ مسلم متألّم يقف على بعد خطوة من القنوط ! وفي هذا البوح ومضاتٌ فكريّة وبلاغيّة رائعة :
- ( ولادات أحاسيس تعيد صياغة أشكالنا من الداخل رغم أن الوجه الذي يحملنا : واحد ) . ليست أحاسيسَ وكفى ، بل أفكار أيضاً ، وظنون ، ويقين ..ومن الخارج كذلك ، خلايا جديدة وهيئة أخرى ! إن الإنسان كالنهر الجاري ، في تجدد مستمرّ .. إنّه لا يمرّ أمام ناظريك مرّتين !
- ( فأنا لا أعرف طفولتي إلا من خلالكم ) . يُحدثنا الأهل وأصحابهم ، وجيراننا ومن شهد طفولتنا من الكبار المقرّبين ؛ يحدثنا كل أولئك عن طفولتنا البعيدة والقريبة ، كيف كنا ملامحَ وطباعاً ، فنرسم من كلامهم عنا ملامح طفولتنا . ولكنْ ألا يُساعد في ذلك ويُشارك تذكرنا نحن عنّا ؟ أليست ذاكرتنا البعيدة أقوى بكثير من ذاكرتنا القريبة ؟ بعضهم وهو في الخمسين يُحدثك عن حدث يذكره من يوم كان في سنواته الأربعة أو الخمسة الأولى من عمره .
- ( قالوا : الطفولة هدوء .. وأنتم تقولون ضجيج جنوني أتعبكم .. فكيف يُعاتَبُ مذبوحٌ هو صناعة قسوتكم )
لأنه الكبير ناشدُ الهدوء بعدَ استراحة المُحارب ، يأتيه الطفلُ بعالَمه الخاصّ فيعكر عليه خلوته ويُحفز خلاياه المتعبة المسترخية ، ويقطع شريط الذكريات المخملية ! فإنْ عاتب أو عارضَ الضجيج العذبَ ؛ فإنّه لا يقسو ، بل يطلب الرحمة بنفسه !
- ( وقالوا : الحج هجرة إلى الله ... نولد فيه - بلا ذنوب - ولادة أخرى !! )
ليسَ كل مَن حجّ يعود كيوم ولدته أمّه ، كما إنّه ليس كل من يًُصلّي هو في صلاة ! المؤمنون درجات ، والتقى مراتب ، وطوبى لمن عبد ربّه مودّعاً هذه الفانية .
- ( وقالوا : الوطن منفى نلوذ منه إليه )
الوطنُ منفى ، بل وقبر مع تعذيب أهل القبور حين نكون فيه غرباءَ الروح والفكر معاً حينها نلوذ منه إلى أرض الله الواسعة .. هل قلتُ : نلوذ منه ؟! بل نلوذ به .. فهو فينا حيثما نيممّ ..
- ( وقالوا : الكتاب سفر إلى الحقيقة .. وطنٌ من حبر ! )
السِفرُ وطنٌ من حِبر ... الله ، ما أروع المعنى والمبنى ! ولكنْ ، لِمَ لَمْ تكن : ( السّفرُ عالَمٌ من حِبر ) ؟!
- ( وقالوا : الصمت لغة المدافن ) .
هيهات ، قد كان !
اليوم أضحى الصمتُ لغة منْ إسلامهُ لحية وجبّة وسُبحة ليسَ غير ! انظر إلى المآذن تُقصَف بقذائف الكُفر أمام أنظار الصمت ! انظر إلى الحرائر تغتصب أمام أنظار الصمت ! انظر إلى خالد بن الوليد – رضي الله عنه – يأسى على صمت مَنْ أهداهم الإسلامَ بسيفه المسلول ينظرون إليه يُقصف ضريحه وضريح ابنه بقربه .. بقذائف المجوس الذين أخرج هو وجنده أجدادَهم من الظلمات إلى النور !
الصمتُ اليومَ أضحى لغة اللاإنسان ، الذي يُشاهد ذبحَ الأطفال ملتذاً وهو يقرمش البوشار في ظلّ المكيّف ، ثم يُصعق ضميره وحسّه ووجدانه إن مرض كلبُه !
تحياتي حبيب القلب أخي خليل



الأديب الأريب والأستاذ الكريم : مصطفى حمزة .. غمرتني بنبيل خلقك وجليل حرفك ودفئ بوحك وبهاء وجدانك ... سرّني أنك هنا بين حرفي تستفز وعيًا جديدًا يضاف لمعنى وددت وصوله لكل صاحب قلب .. يشهد أنا اليوم .. ننزف حروفنًا ألماً ..


سيدي الحبيب ... أنرتَ.

براءة الجودي
14-07-2013, 02:31 AM
كعادتك أستاذنا العزيز / خليل
نصوصك لاتكتفي بتحريك إحساس القارئ إنما تجعل عقله في دوامة من التفكير وأبوبا جديدة تُفتح للتساؤلات وبعض إجابات قد نجدها في بقعة ضوء في احد زوايا القلب
اتفيتُ بقراءتك نصك الثري وردود الأخوة والأخوات التي تجمل فكرا وتعليقا يضيف إلى الألق ألقا نسعد به ونستفيد منه
كل التقدير

ناصر أبو الحارث
23-07-2013, 09:36 PM
كان الصمت للمدافن
فأصبح لغة الأحياء في زمن القهر
فلسفتك رائعة يا صديقي

خليل حلاوجي
12-08-2013, 09:05 PM
ثمة ولادات متعددة يمّر بها العمر ..
ولادات احاسيس تعيد صياغة أشكالنا من الداخل رغم أن الوجه الذي يحملنا : واحد.
*
*


نعم هي ولادات تشجّ طلقاتها بلّورة ذواتنا، تهزّنا هزّا لتعيد تكويننا بصورة أبشع ربّما، أقوى ربّما، أصلب ربّما، لكنّها الصّورة الأنسب للتّعايش مع واقعٍ غريب هجين بتنا جزءًا لا يتجزّأ منه.


طفولتي وقد استبدت بتفاصيلها الحيرة .. فأنا لا اعرف طفولتي إلا من خلالكم ..أنا الذي عشتُ بكم وتجولت في سراديبكم أخاف العتمة وقلبي كيف استطاع ان يمتلئ يوماً بعد يوم بدماءكم .
قالوا : الطفولة هدوء .. وأنتم تقولون ضجيج جنوني اتعبكم .. فكيف يُعاتَبُ مذبوحٌ هو صناعة قسوتكم.
*
*


يقولون الكثير وينسجون الكثير من النظريّات التي يعلمون في قرارة أنفسهم أنّها لن تصلحَ إلاّ لتزيين الورق، ثمّ يُلقون بنا إلى عناق الحقيقة العارية مغرّرين بشرنقات طُهرنا وعفويّتنا التي لمّا نخرج منها بعد، لتتمزّق أمام عهرها. فما أقساه من عناق، وما أصعبها من مواجهة.


وقالوا : الحج هجرة إلى الله ... نولد فيه - بلا ذنوب - ولادة أخرى !!
لكنها المصالح والانانيات تسير في حاضرنا تؤرخ ماضينا فكيف ننزع جلدنا ؟ وقد صار هذا الناس - إلا أقلهم - علقم الحياة.
*
*


نحاول نزعهم ونحن في غمرة القربِ من الله في تأدية المناسك، ثمّ نجدهم يتربّصون بنا أسفل جبل الرّحمة مع إبليس وأعوانه ليجعلونا نشكّ بأنّ قلوبنا قد نظفت من قتامهم.


وقالوا : الوطن منفى نلوذ منه إليه .. وفيه كل يوم ولادة أخرى .. ولادة متعسرة تحاكم الأمومة وتستحي من ثديها ، فوطنٌ يباع ويشترى ويركض هو بنا وراء أمان نحن بأمس الحاجة اليه يطوقنا علامات الاستفهام لغربة الذكريات عن وهم السعادة والانقراض من وجودنا في منفى كبير .. يبتلعنا.
*
*



لأنّهم لم يُفلحوا برسمه بالرّيشة الخضراء في قُلوبنا، جرّح أصفره راحتها النديّة، فتقرّحت لتنزف أحمرًا غرقنا به.



وقالوا : الكتاب سفر إلى الحقيقة .. وطنٌ من حبر !
والحروف اليوم تخون المعاني ، حين تصف الولادات وتقف عاجزة عن مداواة الجراح .. ثمة جراح لا تعلن عن نزفها .. وموت الداعية هو أول الطريق لموت الأطباء ، فلماذا نبني المستشفيات ونهدم الكتاب ؟
*
*



يقتلون الدّاعية لأنّه يحمل في جيب قلبه صدقًا سيشتّت ضباب دياجيرهم، تلك التي تمدّهم بالبطش والكره والنّفاق، ولكونه سينزع عن وجوههم تلك الأقنعة التي سترت عيوبهم وزيفهم.


وقالوا : ..........



الصمت لغة المدافن.



نعم هو كذلك أستاذي، اللغة الأعمق والحقيقة الأجلى، هو البرهان الذي لا يحتاج من يدعمه، وهو الدّليل الأدمغ على عبثيّة أعمالهم في دنيا فانية ليس لهم منها سوى مساحة بحجم أجسادهم يسمّونها قبرًا.


ما أروعها من تأمّلات

سعدت بصحبتها

مودّتي


الأستاذة الكريمة : فاتن دراوشة

قراءة واعية ومذهلة لنص يعيش لمثل هكذا عين باصرة ناقدة ..

لاحرمني ربي رفقتكم الأدبية ...





ممتن حد الدهشة.

ربيحة الرفاعي
28-08-2013, 07:39 PM
وقالوا : الوطن منفى نلوذ منه إليه .. وفيه كل يوم ولادة أخرى .. ولادة متعسرة تحاكم الأمومة وتستحي من ثديها ، فوطنٌ يباع ويشترى ويركض هو بنا وراء أمان نحن بأمس الحاجة اليه يطوقنا علامات الاستفهام لغربة الذكريات عن وهم السعادة والانقراض من وجودنا في منفى كبير .. يبتلعنا.
*
وقالوا : الكتاب سفر إلى الحقيقة .. وطنٌ من حبر !
والحروف اليوم تخون المعاني ، حين تصف الولادات وتقف عاجزة عن مداواة الجراح .. ثمة جراح لا تعلن عن نزفها .. وموت الداعية هو أول الطريق لموت الأطباء ، فلماذا نبني المستشفيات ونهدم الكتاب ؟

سمعت فيما في الاقتباس نشيجا للحروف تهاوت معه قدرتي على ابتلاع غصتي أمام صدق الحرف وعمق فلسفته
مدهشا تبقى بفكرك ونبلك

تحاياي

خليل حلاوجي
30-08-2013, 09:58 PM
فوطنٌ يباع ويشترى ويركض هو بنا وراء أمان نحن بأمس الحاجة اليه يطوقنا علامات الاستفهام لغربة الذكريات عن وهم السعادة والانقراض من وجودنا في منفى كبير .. يبتلعنا.
*

السلام عليكم
بوح حارَ من العمق
تأملات محلقة
شكرا لك أخي
ماسة

هو البكاء سيدتي ... والله


والحيرة .

نداء غريب صبري
18-09-2013, 12:38 AM
تأملات رائعة في زمن الصمت عن الحق ومراءاة الباطل

شكرا لك اخي

بوركت

سامية الحربي
18-09-2013, 12:12 PM
وقالوا : الكتاب سفر إلى الحقيقة .. وطنٌ من حبر !
والحروف اليوم تخون المعاني ، حين تصف الولادات وتقف عاجزة عن مداواة الجراح .. ثمة جراح لا تعلن عن نزفها .. وموت الداعية هو أول الطريق لموت الأطباء ، فلماذا نبني المستشفيات ونهدم الكتاب ؟
*
*
وقالوا : ..........



الصمت لغة المدافن.

و ربما المعاني أكبر من الحروف لا يشبعها غير الصمت . وأد يتلوه وأد ثم حياة أخرى بوجه جديد. تأملات قيمة في سِفر الحياة . دمت بخير وعافية. تقديري.

أحمد الأستاذ
13-01-2014, 10:28 PM
هم قالوا.. وأنت قلت.. ولله أنت ما أجمل ما قلته!
أستاذي الحبيب: خليل
نص مدهش ممتع
تحيتي كما يليق

د. سمير العمري
22-01-2014, 07:33 PM
دعني أقول لك بصدق وود بأنني أشهد هنا ولادة الحرف الأدبي الزاهر لخليل حلاوجي بما يبهر النفس قراءة أسلوبا ومضمونا وبما يرفع من أثر المضمون الفكري العميق الذي يحمل.

سعيد بهذا النص سعادة لا توصف ، وسعيد بهذه الولادة التي تعد بجيل جديد من أدب الفكر وفكر الأدب.

تقديري

خلود محمد جمعة
25-01-2014, 12:03 AM
الصمت الذي يخيم على ضمائرهم ويلف كل معاني العزة والكرامة في ورق من البهرجة الكاذبة
اصبحت لغتهم عقيمة فكيف لها ان تلد الحروف الحرة
نص ثري بالحرف والمعنى والصدق
دام المداد سامقاً
مودتي وتقديري

خليل حلاوجي
31-01-2014, 06:48 PM
دعني أقول لك بصدق وود بأنني أشهد هنا ولادة الحرف الأدبي الزاهر لخليل حلاوجي بما يبهر النفس قراءة أسلوبا ومضمونا وبما يرفع من أثر المضمون الفكري العميق الذي يحمل.

سعيد بهذا النص سعادة لا توصف ، وسعيد بهذه الولادة التي تعد بجيل جديد من أدب الفكر وفكر الأدب.

تقديري



ليس غريبًا أن يضع السمير للخليل هنا رؤيته الإدبية وهو يقرأ نصًا مكتوبًا بماء العيون .. إنما الجمال : أن يستبشر السمير الأصيل بهذا النص ..

والله : قلبي يحبكم ... يارائد فضلاء الواحة وسميرها



بالغ تقديري.

خليل حلاوجي
31-01-2014, 06:56 PM
بات الوأد سمة أباطرة العصر...
وأدوا الكرامة .. خانوا الأمانة وداسوا الشّهامة ، والصّمت يلفّ كلّ شيء بقماش القتامة
رائع ما قرات
بوركت أخي الأستاذ خليل
تقديري وتحيّتي

مرور متخم بالنقاء ... من أديبة لها قلم راسخ ... شكري لا حدود له ..


بوركتم.

خليل حلاوجي
28-10-2014, 07:48 PM
الكتاب : سفر إلى الحقيقة .. فهو وطنٌ من حبر !
القارئ : باحث عن الحقيقة .. فهو حبر يمشي على الأرض.

أميمة الرباعي
28-10-2014, 11:07 PM
وقفت هنا مشدوهة, تجولت بين ما قالوا ويقولون, واكتشفت لعنة الكلمات حين تكذب في كل حرف ونقطة.
رائع نصك سيدي ...رائع فوق الروعة التي اعتدناها.
تحيتي :nj:

خليل حلاوجي
30-10-2014, 03:27 PM
كعادتك أستاذنا العزيز / خليل
نصوصك لاتكتفي بتحريك إحساس القارئ إنما تجعل عقله في دوامة من التفكير وأبوبا جديدة تُفتح للتساؤلات وبعض إجابات قد نجدها في بقعة ضوء في احد زوايا القلب
اتفيتُ بقراءتك نصك الثري وردود الأخوة والأخوات التي تجمل فكرا وتعليقا يضيف إلى الألق ألقا نسعد به ونستفيد منه
كل التقدير

اديبتنا المعطاء ...
حرفك ضوء في عتمة السطور .


بالغ تقديري ومودتي.

ناديه محمد الجابي
18-11-2015, 11:09 AM
قرأت تأملاتك فاستمتعت ورضيت الذائقة ، ثم قرأت التعليقات فانتشيت وارتويت
جمال النص وتأملاتك الفلسفية يحتم على السكوت لئلا أشوه هذا الجمال
جميلة حروفك أخي حتى لو كانت تنزف ألما
دمت مدهشا ومبدعا. :001:

وليد عارف الرشيد
18-11-2015, 04:08 PM
ليس المطلوب من نص زاخر كهذا بالأدب والفكر والتأملات أن يطرح حلولا
لكن أجمل ما حمله النص بالإضافة لما ذكرت هي بذرة الحل الأولى وهي الصدق في الطرح وتشريح الحالة على طاولة البحث الجاد المسؤول ولا أحسب أن بغير هذه الخطوة يمكننا أن نعيد صياغتنا من جديد .. ولا أن نستشرق غدا أفضل .. وهذه ميزة الأدب الجاد الرصين والفكر الأصيل النبيل ..
بوركت وأسعد الله أوقاتك مبدعنا المفكر الجميل
رائع جملة وتفصيلا

خليل حلاوجي
07-02-2016, 11:01 PM
كان الصمت للمدافن
فأصبح لغة الأحياء في زمن القهر
فلسفتك رائعة يا صديقي

ومرورك .. كأنت ... رائع.