تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الزمن يخبئ سره !



الفرحان بوعزة
15-07-2013, 12:44 AM
قالت لزوجها : ها أنت قضيت ثلث عمرك وأنت بعيد عنا ، تحارب ولا أعرف من تقاتل . عدت وأنت معطوب الأعضاء ، منزوع الطاقة .. سئمنا سكون الجدران ، كفى صبراً هادئين على الجوع الضاغط على بطوننا ..
أحس بزلزال يهز قـلبه ، رسم على جبينه خطوط يأس وإحباط . نظر إليها الزوج مبتسماً ، وهو يستجمع لعابه المنفلت بمنديل أحمر من شفتيه ..
في ليل يتدثر بالسواد ، خرجت متسللة بدون أحلام ، والبرد القارس يعتصرها ،همها أن تصل إلى مدينة الإسمنت في وقت وجيز ..
مضى زمن وبن حمو يترقب وينتظر رنة عتاب السماء . كبر أحمد ونضج ، صورة أبيه لا زالت محفورة في ذاكرته .. سأل أمه ، طارت من هول السؤال ، عضت على شفتها السفلى ، صفعت خدها ، تمنت لو خسفت الأرض بها .. سبت ولعنت الجيران ، كان عليها أن ترحل إلى حي آخر.. ضغط وألح ، بعصبية حادة قالت : إنه هناك ..؟
عاد أحمد ولد فاطمة إلى القرية يوزع للريح أدمـعاً ، يهب قـبلات للفراغ . نبش ، ود أن يلمس سقف الحقيقة بأذنيه ، أن يحد من إشاعات أفواه الجيران ..
أبصر خرائب ملها الزمان . بحث بعينيه بين الأنقاض ، سأل والحسرة تقف على لسانه ..
وجد أباه على فراش الموت وقد أكل الزمن من جسمه ، لاك لعاباً يابساً ، تلعثم وقال :
ــ من أنا يا أبي ..؟
خرقه بن حمو بنظرة حادة ، لمس يد أحمد مدة ، شد عليها بقوة .. أشـاح بوجهه متمتماً ، هم أن يقول شيئاً ، لكنه مضغ كلمات مبهمة من تحت لسانه .. اغرورقت عيناه بالدموع ، شهق شهقة خسر فيها روحه ، فاختبأ الجواب مع أنفاسه إلى الأبد ...

عبد المجيد برزاني
15-07-2013, 03:11 AM
أحمد ولد فاطمة هو نتاج هذه الزيجة.
قدّما للمجتمع طفلا مهزوز النفسية
أول ما ودع الطفولة اصطدم بواقع مرير...
نص اقتنص مادته من صلب واقعنا المعيش.
ممتع ما خط يراعك هنا أخي المبدع بوعزة الفرحان.
تحيتي وكل التقدير.

الفرحان بوعزة
15-07-2013, 02:25 PM
أحمد ولد فاطمة هو نتاج هذه الزيجة.
قدّما للمجتمع طفلا مهزوز النفسية
أول ما ودع الطفولة اصطدم بواقع مرير...
نص اقتنص مادته من صلب واقعنا المعيش.
ممتع ما خط يراعك هنا أخي المبدع بوعزة الفرحان.
تحيتي وكل التقدير.

شكراً لك أخي عبد المجيد على قراءتك القيمة لهذا النص ، فعلا أخي ، هي مأساة اجتماعية تتكرر وتتكرر ..
شكراً على اهتمامك النبيل .. اهتمام أعتز به ..
محبيتي وتقديري ..
الفرحان بوعزة ..

مصطفى حمزة
15-07-2013, 04:45 PM
أخي الأكرم ، الأستاذ الفرحان
أسعد الله أوقاتك
قرأتُ فيها قصّة المغترب ( المهاجر) المغاربي الذي بذر بذرته في حرثه ثم غاب طويلاً ؛ حتى نما الشك بهذه المرأة الأم وأثمر ، حتى من ابنها الثمرة ...
غادرت لتشفى من الألسنة إلى القرية .. وحين عاد بعد حين لم يستطع - على فراش الموت - إخبار ابنه بأنه هو .. ورحل
إنسانية مؤثرة ، صيغت بعبارات حبلى بالإيحاءات والومضات الحزينة .
في بيئتها تنادي من يسمعون لعلها تجد أذناً !!
تحياتي وتقديري

فاتن دراوشة
15-07-2013, 08:20 PM
سيظلّ السرّ الذي ابتلعه ومضى يعانق الموت هاجسًا يراود الفتى عن إيمانه بشرف أمّه حتّى تموت هي أو يموت هو

كارثة اجتماعيّة تلدها عثرات الآباء ويسقط في دهاليزها الأبناء

وكما يقول المثل: " الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون"

أبدعت في طرح القضيّة أستاذ بأسلوب ممتع وشيّق

مودّتي

أحمد الأستاذ
15-07-2013, 08:45 PM
هي قصة كثيرا ما تتكرر في هذا الزمان الذي لا يرحم,
حتى وإن ماتت الحقيقة مع موت أبيه, ستبقى الثرثرة ولن تموت
أرى بأن أحمد قد هُون عليه الأمر نوعا ما,

لمس يد أحمد مدة ، شد عليها بقوة .. أشـاح بوجهه متمتماً ، هم أن يقول شيئاً ، لكنه مضغ كلمات مبهمة من تحت لسانه .. اغرورقت عيناه بالدموع ، شهق شهقة خسر فيها روحه ، فاختبأ الجواب مع أنفاسه إلى الأبد ...
أرى بأن أبيه أخبره الكثير من خلال تلك النظرات واللمسة, وشلال الدموع المنهمر.
أديبنا الرائع الراقي,الأخ الحبيب, الفرحان بو عزة
دائما ممتع في سردك وأسلوبك الشِّيق الراقي,
دائما تختار محور نحن بحاجة ماسَّة إليه, إن كان للإبداع عنوان, فهو الفرحان
محبَّتي وتقديري

الفرحان بوعزة
16-07-2013, 12:16 AM
أخي الأكرم ، الأستاذ الفرحان
أسعد الله أوقاتك
قرأتُ فيها قصّة المغترب ( المهاجر) المغاربي الذي بذر بذرته في حرثه ثم غاب طويلاً ؛ حتى نما الشك بهذه المرأة الأم وأثمر ، حتى من ابنها الثمرة ...
غادرت لتشفى من الألسنة إلى القرية .. وحين عاد بعد حين لم يستطع - على فراش الموت - إخبار ابنه بأنه هو .. ورحل
إنسانية مؤثرة ، صيغت بعبارات حبلى بالإيحاءات والومضات الحزينة .
في بيئتها تنادي من يسمعون لعلها تجد أذناً !!
تحياتي وتقديري

تحياتي أخي الفاضل ، مصطفى ..
شكراً على قراءتك القيمة لهذا النص المتواضع ، قراءة مركزة وهادفة كعادتك ..
قراءتك أضفت علي النص رؤية جديدة ، شكراً على اهتمامك النبيل .. وكلمتك الطيبة ..
محبتي وتقديري ..
الفرحان بوعزة ..

الفرحان بوعزة
16-07-2013, 12:24 AM
سيظلّ السرّ الذي ابتلعه ومضى يعانق الموت هاجسًا يراود الفتى عن إيمانه بشرف أمّه حتّى تموت هي أو يموت هو
كارثة اجتماعيّة تلدها عثرات الآباء ويسقط في دهاليزها الأبناء
وكما يقول المثل: " الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون"
أبدعت في طرح القضيّة أستاذ بأسلوب ممتع وشيّق
مودّتي

شكراً لك أختي الفاضلة والمبدعة المتميزة .. فاتن ..على قراءتك القيمة ، قراءة تحليلية وتركيبية في نفس الوقت ..
ياله من مثل رائع تم انتقاؤه بعناية لينسجم مع مادة النص الأدبية ..
شكراً على اهتمامك الدائم وكلمتك الطيبة ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

الفرحان بوعزة
16-07-2013, 01:02 PM
هي قصة كثيرا ما تتكرر في هذا الزمان الذي لا يرحم,
حتى وإن ماتت الحقيقة مع موت أبيه, ستبقى الثرثرة ولن تموت
أرى بأن أحمد قد هُون عليه الأمر نوعا ما,
أرى بأن أبيه أخبره الكثير من خلال تلك النظرات واللمسة, وشلال الدموع المنهمر.
أديبنا الرائع الراقي,الأخ الحبيب, الفرحان بو عزة
دائما ممتع في سردك وأسلوبك الشِّيق الراقي,
دائما تختار محور نحن بحاجة ماسَّة إليه, إن كان للإبداع عنوان, فهو الفرحان
محبَّتي وتقديري

سررت بهذه القراءة القيمة لهذا النص المتواضع ، أخي أحمد ..
فعلا أخي ، كم من مآسي اجتماعية يعيشها أبطالها في صمت ، يغطيها الزمن مع الأيام ،
وقد لا تظهر الحقيقة بعد موتهم ..
شكراً على اهتمامك النبيل ، وكلمتك الطيبة ..
كلمة أعتز بها ..
محبتي وتقديري ..
الفرحان بوعزة ..

كاملة بدارنه
18-07-2013, 10:46 PM
ضحيّة من ضحايا الخطيئة، وصورة من صور القهر الاجتماعي
سرد رائع وقفلة أروع
بوركت أخي الأستاذ الفرحان
تقديري وتحيّتي

الفرحان بوعزة
19-07-2013, 01:36 AM
ضحيّة من ضحايا الخطيئة، وصورة من صور القهر الاجتماعي
سرد رائع وقفلة أروع
بوركت أخي الأستاذ الفرحان
تقديري وتحيّتي

الفاضلة والمبدعة المتألقة .. كاملة .. تحية طيبة ..
شكراً على قراءتك القيمة ،فعلا ، الكبار يقترفون الخطيئة ، والصغار يتحملون التبعات ..
شكراً على اهتمامك النبيل وكلمتك الطيبة ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

ربيحة الرفاعي
22-08-2013, 11:52 PM
بين الواقع الذي يولدون ويعيشون في حضيضه ورغبة أرواحهم المتعبة بالإفلات من رطوبة وعفن أجوائه، ترسم الأيام قصصا يصنع تفاصيلها ما يكتمون من تفاصيل أخرى

قصة أخرى سيكتب سطورها موت الأب قبل البوح لولده بإجابة سؤاله

عميق ما تطرح حروفك مبدعنا

دمت بألق

تحاياي

الفرحان بوعزة
24-08-2013, 11:34 AM
بين الواقع الذي يولدون ويعيشون في حضيضه ورغبة أرواحهم المتعبة بالإفلات من رطوبة وعفن أجوائه، ترسم الأيام قصصا يصنع تفاصيلها ما يكتمون من تفاصيل أخرى
قصة أخرى سيكتب سطورها موت الأب قبل البوح لولده بإجابة سؤاله
عميق ما تطرح حروفك مبدعنا
دمت بألق
تحاياي


الفاضلة والمبدعة المتألقة .. ربيحة .. تحية طيبة ..
شكراً على قراءتك القيمة ،كم من خطايا يقترفها الكبار في دهاليز الأيام ،ويبقى الصغار يعانون من تبعاتها ..
سيبقى هذا الولد يعيش في دوامة السؤال ، وغياب أجوبة شافية تريحه ..
طمست الحقيقة مع موت الأب وسيبقى الولد متعلقاً بأهذاب مترهلة تنسج من خلالها روايات متضاربة ..
شكراً على اهتمامك النبيل وكلمتك الطيبة ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

آمال المصري
09-09-2013, 12:40 PM
الزمن لايكتم الأسرار ولا يخفي الحقيقة ولكن الموت من يمهلها إلى حين
فالحقيقة وإن دفنت تنبت لأعلى .
نص اجتماعي رائع الفكرة ثر التعبير وكان للصور البليغة نصيب كبير من الإعجاب
بوركت واليراع أديبنا الفاضل
تحاياي

الفرحان بوعزة
10-09-2013, 10:06 PM
الزمن لايكتم الأسرار ولا يخفي الحقيقة ولكن الموت من يمهلها إلى حين
فالحقيقة وإن دفنت تنبت لأعلى .
نص اجتماعي رائع الفكرة ثر التعبير وكان للصور البليغة نصيب كبير من الإعجاب
بوركت واليراع أديبنا الفاضل
تحاياي

شكراً لك أختي المبدعة المتألقة آمال على قراءتك التي سررت بها ..
فعلا ضاعت الحقيقة بموت الرجل ،ولكن الأم تتقاسمها معه ..
شكراً على اهتمامك النبيل وكلمتك الطيبة ..
مودتي وتقديري ..
الفرحان بوعزة ..

حارس كامل
11-09-2013, 08:17 PM
الله
ماأروعها رغم نبضها الحزين
سيمائية الكلمة وايحائية الدلالات
ونص يرتع بأحزان من تربي علي الشك وألسنة اللهب التي يقذفها الجيران
ستطارده عقدة ابيه الذي تركه وذهب ليدافع عن لاشيء
في النهاية
لا أجد سوي أن أشكرك علي الابداع المتواصل
أخي الفرحان

الفرحان بوعزة
12-09-2013, 10:13 AM
الله
ماأروعها رغم نبضها الحزين
سيمائية الكلمة وايحائية الدلالات
ونص يرتع بأحزان من تربي علي الشك وألسنة اللهب التي يقذفها الجيران
ستطارده عقدة ابيه الذي تركه وذهب ليدافع عن لاشيء
في النهاية
لا أجد سوي أن أشكرك علي الابداع المتواصل
أخي الفرحان

وما أروعها من قراءة ، قراءة مركزة وهادفة أخي حارس ..
شكراً على اهتمامك وكلمتك الطيبة أخي المبدع المتألق ..
محبتي وتقديري ..
الفرحان بوعزة ..

سهى رشدان
12-09-2013, 01:47 PM
نص قوي أستاذي
صورته لنا بكل جمال

الفرحان بوعزة
12-09-2013, 06:34 PM
نص قوي أستاذي
صورته لنا بكل جمال

تحية طيبة .. المبدعة المتألقة .. سهى ..
شكراً على قراءتك للنص ..
اهتمام أعتز به ..
تقديري واحترامي .. الفرحان بوعزة ..

نداء غريب صبري
14-01-2014, 01:15 AM
أحمد هو ابن خيبة أمه بأبيه
وابن خيبة أبيه بأمتهما

أليس هذا حزينا جدا

شكرا لك أخي ولقصتك الرائعة

بوركت

الفرحان بوعزة
14-01-2014, 01:01 PM
أحمد هو ابن خيبة أمه بأبيه
وابن خيبة أبيه بأمتهما
أليس هذا حزينا جدا
شكرا لك أخي ولقصتك الرائعة
بوركت

الفاضلة والمبدعة المتألقة .. نداء .. تحية طيبة ..
شكراً على قراءتك القيمة ، فعلا هو حزن كان نائماً بين طيات الأيام ،
فلما نضج في الوجدان أصبح يطل من ثقب الزمان ليبحث عن الحقيقة ، لكن الخيبة كانت بالمرصاد ..
شكراً على اهتمامك النبيل وكلمتك الطيبة ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..

خلود محمد جمعة
16-01-2014, 06:04 AM
الرجل ضحية الغربة
والمرأة ضحية الشائعات
والطفل ضحية المجتمع
ويبقى موت الوالد نهاية مفتوحة لأكثر من تساؤل
هل صمته كان نكرانه للأبوه
هل دموعه كانت هي ندم على ابن فقده
سرد قصصي ممتع بفكرة عميقة ونهاية مشوقة
لنبقى متعلقين في التالي
رائع الحرف
دمت بخير
مودتي وتقديري

الفرحان بوعزة
22-01-2014, 03:07 PM
الرجل ضحية الغربة
والمرأة ضحية الشائعات
والطفل ضحية المجتمع
ويبقى موت الوالد نهاية مفتوحة لأكثر من تساؤل
هل صمته كان نكرانه للأبوه
هل دموعه كانت هي ندم على ابن فقده
سرد قصصي ممتع بفكرة عميقة ونهاية مشوقة
لنبقى متعلقين في التالي
رائع الحرف
دمت بخير
مودتي وتقديري


أسئلة وجيهة تساعد على انسجام النص وجعله يمارس حياته في ظل الفهم الجيد والتاويل السليم لمكامن النص ..
فالقارئ لا يواجه النص الأدبي وهو فارغ الذهن ، وإنما يستعين في فهمه له بمعارفه وخبراته وثقافته ..
فعلا هي أسئلة رسمت مسار القراءات الممكنة للنص .. ومهما تعددت فإنها لاتخرج عن هذا الإطار ..
شكراً على قراءتك القيمة للنص أختي المبدعة .. خلود .. ، شكراً على متابعة نصوصي السردية المتواضعة ، اهتمام أعتز به ..
تقديري واحترامي ..
الف(رحان بوعزة ..

د. سمير العمري
29-03-2014, 07:11 PM
لست أدري ولكني وجدت هنا إيغالا في الرمز وفي التكثيف بما لا يعين - عندي على الأقل - على طرح واضح ومحدد.

هو نص آخر إبداعي على أية حال من جعبة أديب سامق ذي باع طويل في هذا الفن الأدبي ، والأسلوب كان مميزا في الطرح وفي الأسلوب فلا فض فوك!

تقديري

الفرحان بوعزة
30-03-2014, 01:02 PM
لست أدري ولكني وجدت هنا إيغالا في الرمز وفي التكثيف بما لا يعين - عندي على الأقل - على طرح واضح ومحدد.
هو نص آخر إبداعي على أية حال من جعبة أديب سامق ذي باع طويل في هذا الفن الأدبي ، والأسلوب كان مميزا في الطرح وفي الأسلوب فلا فض فوك!
تقديري

شكراً على قراءتك القيمة للنص أخي المبدع المتألق الدكتور ..سمير .. قراءة فتحت عيني على النص من جديد ..
فعلا قد يكون النص موغلا في الرمزية التي قد تحدث تشويشاً على القارئ .. ولو أعدت كتابته من جديد ربما يتغير مسار النص ودلالته وينفتح أكثر ..
شكراً على متابعة نصوصي السردية المتواضعة ، اهتمام أعتز به ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..