المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زيارة ..إلى حيث كنّا



بثينة محمود
18-01-2005, 03:59 PM
وراء " التوتة " القديمة كنا نختبىء.. كم كنا صغاراً نحيلى القد كأعواد القصب الممتدة إلى الأفق

البعيد.. كيف صنعنا بأزميل " يحيى " تلك الكوة فى جذعها فكانت تسع أحدنا متكوراً على نفسه ..

وعندما تبدأ رحلة البحث بعد نداءات " الخلاويص " تكون الكوة أول امكنة البحث.. ويكون المتكور

ضحية بإرادته .. وكأن البقاء فيها يستحق أن يكون من أجله أول الخاسرين .

انثنيت قليلاً لأمسح غبار الطريق عن حذائى اللامع بمنديلى.. فسقط منى فى " القناية " .. راقبته

سابحاً إلى حيث لا أعلم..

كنا نصطف بمحاذاة الشجرة .. ويقف " فؤاد " بعيداً لا بفارق نايه المصنوع من "البوص" ..يتطاير

جلبابه إذا هبت نسمة فى حر ذلك الصيف .. يرفع إحدى يديه ويخفضها فجأة ويبدأ بالعزف..ننطلق

جميعاً بسرعة الريح .. لا نتوقف عن العدو حتى نصل لتلك القناية .. فنقفز فوقها ونترك اجسادنا

تسقط على الضفة الأخرى .. ونظل بلا حراك حتى يأتى فؤاد عازفاً متثاقلاً .. لا يهتز لتهكمنا ولا

يوقفه المزاح عن العزف.. ويقف مشيراً بيده ونايه إلى الفائز منا والذى يبعد مكانه أكبر مسافة عن

القناية .. فيتراقص الفائز .. ويتحلق الآخرون حول فؤاد يوسعونه ضرباً وركلاً وسط ضحكات صاخبة

يضيع صداها فى رحابة المكان ..

كل ما كان كما هو .. لم يتغير مكان " التوتة " أو " القناية " .. لم تتحرك أعواد القصب .. وكأنها لم

تفارق الأرض منذ عشرين عاماً ..

د. محمد الشناوي
18-01-2005, 09:38 PM
آه
ألقت بي كلماتك على ضفاف بحر طفولتي
المرح والعنفوان والبراءة
العفوية واللامبالاة
الثقة بأن غدا دائما أفضل
الشعور بالأمان وعدم الانشغال بمسؤولية
راحة البال
النقاء والطهر



كل هذه الأوراق أخذت بالتساقط من شجرة حياتي كلما ازدادت هذه الشجرة عمرا


عذرا سيدتي فقد اضفت آهتي هذي مساحة من الضباب على صفحتك المشرقة
سامحيني

أختي الكريمة سنبلة


كل عام وأنت بخير