المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المقامة السيسية



عبد الرحيم صادقي
18-07-2013, 01:25 AM
حدثنا نبهان بن يقظان قال: ما لبثتْ مصر تُدلج وتسير، وتكشف عن ساعد التّشمير، بعد أن أطاح الثوار، مَن سرقوا الدّيار، واسترقّوا العباد، وخرّبوا البلاد، حتى حدث ما لم يكن في الحسبان، ولا خطر ببال الإنس والجان. فبينا الناس يرجون الخير، وينزعون النِّير، إذ خرج مَن كان قد حُجر في أقماع السّمسم، يتربصّ الدوائر من القُمقم. لكنه اندسّ وراء مَن لم يتبيّن مآلات الأمور، وخفي عليه ما بين السطور. فاندفع في "تمرّد"، لا يوقفه "تجرّد". زاعما تصحيح الثورة، واسترداد الإمْرة، تقويماً للاعوجاج، بالتّهييج والاحتجاج. ولم تكد الميادين تفرغ، ومازالت العقارب تلدغ، حتى انبرى العسكري السيسي، لعزل الرئيس مُرسي، مَن ارتضاه الناس طوعا، كما ارتضوا الإسلام شرعا، رئيسا لأجَل معلوم، وكلُّ مُلكٍ لا يدوم. فحلّ الأمر الذي دُبّر بليل، واعداً بثبور ووَيل. وما هي إلا طرفة عين، حتى اجتمع مَن كانوا في بَيْن. وائتلف من كانوا في شقاق بعيد، وكُلَّ يوم في أمر جديد. قال السيسي: تعالَ يا قِسِّيسي! اُدْنُ شيخَ الأزهر، أيها العالِم الأكبر! أهوَ انقلاب، أيها الأحباب؟ قالوا: حاشاك، نحن فِداك! أطفأتَ نار الحرب، فنِعمَ المنقلِبُ والقلب! وأصلحتَ ذات البَين، حماكَ الله من العَين! ثم حُظِر الإعلام، بشبهة الإسلام. واعتُقل رؤساءُ أحزاب، و"إخوان" دونما أسباب. وسرعان ما جاء الفرَج، وزال الحرَج، بقدرة قادر، وخُبثِ السّرائر. إذْ بانت الأموال والثمرات، وذُلّلت المفاوز والعقبات. وبان بلا ريبة أو رُجوع، أن الفلول اختلقوا الخوف والجوع. ومكروا مكرَهم، ونفثوا شرّهم. فإذا الناس في خطب عظيم، كخطبِ من ابيضّت عيناه من الحُزن فهو كظيم. وبلغ الشرّ غايتَه، حتى رفع إبليسُ رايتَه، حين رأى العسكرَ يُطْلقون الرصاص، والمصلّون يستغيثون ولا مناص، في فجر رمضان، شهر الغفران.
ثم ما لبث أن اجتمع الأحرار، ومعهم الأخيار، بميدان رابعة، والعيون دامعة، وقد أيقن القوم، بعد زوال الوَهم، ألّا خلاص، إلا بقِصاص. فكان أن عزمَ الجمع، ألّا طاعة ولا سمع، حتى يُجتَث الفلول، ولا أنصافَ حلول.
قال نبهان بن يقظان: ولقد رأيتُني أتمثّلُ قولَ القائل:
ثار الغوغاء على مرسي ؞؞؞ نقضاً للعهد فلم يُمسِ
حُشدوا حشدا ممن ملأتْ ؞؞؞ رئتيْه براكين الرجسِ
مِن علمانيّي الضِّغن وجُن ؞؞؞ دِ القهر وأذناب الأمسِ
فانقضّ الجيش على الكُرسي ؞؞؞ بالسيف العَضْب وبالتُّرس
====
رقصوا لما استعلى العَسكرْ ؞؞؞ وتهادَوْا حَلواء السُّكَّرْ
عجبا ممن يستعذبُ أنْ ؞؞؞ يستعبدَهُ خُوفُو الأكبرْ
بِصليب البابا منتشياً ؞؞؞ والذلةِ من شيخ الأزهرْ
أفٍّ لكَ يا مَن عُدت بنا ؞؞؞ لزمان العسكر أو أنكرْ

فاتن دراوشة
18-07-2013, 03:37 AM
مقامة ساخرة عبّرت بأسلوب فكاهيّ عن نبض الشّارع المصريّ في تخبّطه ما بين الثّورة والثّورة

آمل أن تؤول أمور مصرنا الحبيبة إلى يد من يحبّ مصلحة شعبها ولمن يريد النّهوض بها

وأن تكون دماء الأبرياء التي سفكت على ثراها ثمنًا لتغيير يستحقّ هذا الثّمن الباهظ

دام بهاء وشموخ حرفك مبدعنا

مودّتي

كاملة بدارنه
18-07-2013, 09:57 PM
تظلّ متميّزا في مقاماتك أخي الأستاذ عبدالرّحيم
لغة رائعة
أدعو الله أن يحمي مصر وشعبها
بوركت
تقديري وتحيّتي

ربيحة الرفاعي
30-08-2013, 06:03 PM
فبينا الناس يرجون الخير، وينزعون النِّير، إذ خرج مَن كان قد حُجر في أقماع السّمسم، يتربصّ الدوائر من القُمقم. لكنه اندسّ وراء مَن لم يتبيّن مآلات الأمور، وخفي عليه ما بين السطور. فاندفع في "تمرّد"، لا يوقفه "تجرّد". زاعما تصحيح الثورة، واسترداد الإمْرة، تقويماً للاعوجاج، بالتّهييج والاحتجاج. فحلّ الأمر الذي دُبّر بليل، واعداً بثبور ووَيل. وما هي إلا طرفة عين، حتى اجتمع مَن كانوا في بَيْن. وائتلف من كانوا في شقاق بعيد، وكُلَّ يوم في أمر جديد. قال السيسي: تعالَ يا قِسِّيسي! اُدْنُ شيخَ الأزهر، أيها العالِم الأكبر! أهوَ انقلاب، أيها الأحباب؟ قالوا: حاشاك، نحن فِداك! أطفأتَ نار الحرب، فنِعمَ المنقلِبُ والقلب! وأصلحتَ ذات البَين، حماكَ الله من العَين! ثم حُظِر الإعلام، بشبهة الإسلام. واعتُقل رؤساءُ أحزاب، و"إخوان" دونما أسباب.
وبلغ الشرّ غايتَه، حتى رفع إبليسُ رايتَه، حين رأى العسكرَ يُطْلقون الرصاص، والمصلّون يستغيثون ولا مناص، في فجر رمضان، شهر الغفران.
قال نبهان بن يقظان: ولقد رأيتُني أتمثّلُ قولَ القائل:
ثار الغوغاء على مرسي ؞؞؞ نقضاً للعهد فلم يُمسِ
حُشدوا حشدا ممن ملأتْ ؞؞؞ رئتيْه براكين الرجسِ
مِن علمانيّي الضِّغن وجُن ؞؞؞ دِ القهر وأذناب الأمسِ
فانقضّ الجيش على الكُرسي ؞؞؞ بالسيف العَضْب وبالتُّرس


مدهشا تبقى في عريق فكرك وجميل هطلك ينبض بالروعة قولك ويضيئ حلكة الليل موجوع جدك وغضوب هزلك

دمت وروعة حضورك مبدعنا

تحاياي

عبد الرحيم صادقي
06-09-2013, 02:34 AM
دام بهاء وشموخ حرفك مبدعنا
مودّتي

ودام بهاء حضورك وجميل ثنائك
تحياتي وشكري

عبد الرحيم صادقي
06-09-2013, 02:36 AM
أدعو الله أن يحمي مصر وشعبها
بوركت
تقديري وتحيّتي

اللهم احفظ مصر وأهلها
ولك التحية الطيبة المباركة

عبد الرحيم صادقي
06-09-2013, 02:40 AM
دمت وروعة حضورك مبدعنا

تحاياي

ويظل دفعك متميزا طافحا بالكرم
تحيتي وشكري

عدنان الشبول
06-09-2013, 10:11 AM
أسلوب شيّق ومشوّق ، وطرح الأفكار مرّة برشّة ماء باردة ومرّة بلهيب النّار ، حمى الله مصرَ وابدل العسر يسرا.

تحياتي

عبد السلام دغمش
06-09-2013, 01:29 PM
جميلة مقامتك أخي عبد الرحيم.
وأتمنى أن نرى لها نهايةً تثلج صدر المحبين.
دمت بخير.

براءة الجودي
10-09-2013, 08:48 PM
وكما هي عادتك لديك أسلوب مبهر وجميل في المقامات
مقامة بأسلوب أدبي جميل أطلقت فيه خيالك الخصب ووازنته بالواقع
تقديري

عبد الرحيم صادقي
11-09-2013, 03:01 AM
أسلوب شيّق ومشوّق ، وطرح الأفكار مرّة برشّة ماء باردة ومرّة بلهيب النّار ، حمى الله مصرَ وابدل العسر يسرا.
تحياتي

هي برد على الأحرار، نار على من يستحق
سلمت أخي عدنان وطابت أيامك
تحياتي ومودتي

عبد الرحيم صادقي
11-09-2013, 03:04 AM
جميلة مقامتك أخي عبد الرحيم.
وأتمنى أن نرى لها نهايةً تثلج صدر المحبين.
دمت بخير.

نهاية نصر مبين إن شاء الله
بوركت أخي عبد السلام
لك التحية والتقدير

عبد الرحيم صادقي
11-09-2013, 03:07 AM
وكما هي عادتك لديك أسلوب مبهر وجميل في المقامات
مقامة بأسلوب أدبي جميل أطلقت فيه خيالك الخصب ووازنته بالواقع
تقديري


وجميل حضورك، مبهر تفاعلك
شكر الله لك براءة
تحياتي الخالصة