المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البحث في الركام



ناجي العازمي
19-07-2013, 11:56 PM
بعد ليلة هادئة أمضيتها في أعماق الصحراء
أخذني النعاس فيها إلى نوم عميق , لم أفق منه إلا بعد بزوغ الشمس
عدت منها براحلتي إلى مملكتي عبر آكام وقفار, فدخلت مدينتي التي تعودت العيش فيها ,
فمررت من أحد مداخلها, ثم توغلت إلى داخلها
أنها موحشة ! لم أصدق أن هذه مدينتي
أكاد أجن !
الأسواق مغلقه والحركة ساكنة ! يا لها من شوارع منظمه ومباني رائعة لكنها مهجورة!
ماذا حدث ؟ ماذا حل بأهلها ؟ وهل من أحد ؟ أنادي ؟ لا مجيب ! أرفع صوتي محاولاً مده فينقطع فجأة !
أتساؤل ماذا حصل لأوتار حنجرتي ؟؟
أضع يدي على حنجرتي والأخرى أعلى شفتي , أرفع صوتي , وأمده رغم ألمي موزعاً نداي في كل اتجاه
أصمت فأنصت , أتسمع لرجع الصوت
لا رجع لصوتي ؛ لاشيء عدا أزيز وضجيج صوتي !
يا لها من أطلال رائعة ومساكن وأماكن أروع !!
أمشي كمشدوه تاه في غابة موحشة !
أنادي يا مساكن , يا أماكن , يا منابر , يا معابر ! لا أحد !!
فأمضي ويمررني الطريق على حيها القديم أو القرية المهجورة ! التي كانت تسكنها
أنها ركام طين , وبقايا أخشاب نحلها السوس , وعسيب نخل
سبحان الله العسيب لا يزال على حاله لم يأكله النمل الأبيض!
هذا سر أجهله!
وهذه أيضا بقايا سيقان القمح في ركام الطين لم تتغير !
سبحان الله !
إنني أكتشف سراً من أسرار البقاء والوجود!
وفجأة أسمع صوتاً فأنصت , أتلفت يميناً وشمالاً لا أحد !!
أشاهد منارة قائمة في ركام مبانٍ قديمة أتخطى الركام وأتجه إلى المنارة ؛
أنها منارة مسجدٍ هذه خلوته , وهذا عريشه لا يزال .. وهذه قبته المرفوعة على الحجر !
هاهي جدرانه لا تزال قائمة على سيسانه الحجرية يا له من بنيانٍ صامد
أدور حول المسجد العتيق , فأشاهد حجرة ملاصقة له لم تغيرها السنون ؛ نافذتها إلى الشرق وبابها إلى القبلة !
أتفحص بابها ؛ انه ألواح من الخشب المزخرف بالنقوش الإسلامية وقوائمه أعمدة موسرة ( بالقد (!
بعد ما قمت بتفحصه وهممت بالانصراف منه رغبة في تكملة مسيري , وبحثي في القرية
إذ بالباب ينفرج من خلفي عن صوتٍ جشٍ رخيمٍ متضارب منادياً ( من في الباب ) أسمي على نفسي بسم الله (
وإذا بامرأة تخرج من تلك الغرفة قائلة : أفلح من ذكر الله !
أنها عجوز قد انحنى ظهرها ونحل عودها ؛ إلا أن علامات الرضا والإيمان تتلألأ على محياها!
وملابسها نظيفة, لكنها قديمة لم أرها قط في الأسواق وبمعصميها أساور من فضه , وفي طرحة خمارها خرز من الأحجار الكريمة!
سألتها : هل أنتِ مقيمة هنا ؟
فقالت : نعم

فسألتها عن أهلها فقالت : الديار قفر وأهلها رحلوا ! فقلت أهلنا رحلوا !!

,

بقلم : ناجي العازمي

ريمة الخاني
20-07-2013, 01:49 PM
فكرة النص لافتة ومعالجتها رغم انها قوية إلا انها تحتاج بعض عناية.
سررت بالمرور من هنا.وفقك الله ورعاك.

ناجي العازمي
20-07-2013, 07:32 PM
فكرة النص لافتة ومعالجتها رغم انها قوية إلا انها تحتاج بعض عناية.
سررت بالمرور من هنا.وفقك الله ورعاك.

- قد يرى القارئ ما لا يراه الكاتب وتلميحات المختص لا تغني عن تصريحاته .

- من يحمل شعار أن الكلام ملكه مالم ينشره , وإذا نشره صار ملكاً للجميع , ومن حق المختص أن يتولى أمره وأن لا يمرره مرور الكرام إن وجد فيه تشعيث أو

نشاز فحرياً به أن يتقبل النقد ويبادل بالرأي .

الأخت \ ريمة الخاني

شكراً لكلماتك الراقية ولحضورك الجميل ,,

آمال المصري
23-07-2013, 03:52 AM
قدرة على السرد رائعة ولغة سامقة
ربما كان النص بحاجة لخاتمة مباغتة تصنع عنصر التشويق الذي افتقده
أتساءل
( من في الباب ) .. من خلف الباب أو من عند الباب تعبير أصح
بوركت واليراع أديبنا المكرم
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

ناجي العازمي
23-07-2013, 11:51 PM
قدرة على السرد رائعة ولغة سامقة
ربما كان النص بحاجة لخاتمة مباغتة تصنع عنصر التشويق الذي افتقده
أتساءل
( من في الباب ) .. من خلف الباب أو من عند الباب تعبير أصح
بوركت واليراع أديبنا المكرم
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي



الأخت الكريمة | آمال المصري

- شكرأ لإطرائك وملاحظتك فيما يختص في الخاتمة .

- من في الباب ؟ من عند الباب ؟ من خلف الباب ؟جميعها جائزة

قال الشاعر الدكتور | حسام الدين خلاصي
تسألين من في الباب
وأنا القادم بعد غياب

لا تفزعي
لا ترتعشي
هذا أنا خلف الباب

تحياتي وشكري لك

كاملة بدارنه
29-07-2013, 01:44 AM
فسألتها عن أهلها فقالت : الديار قفر وأهلها رحلوا ! فقلت أهلنا رحلوا !!
خلوّ الدّيار من أهلها مأساة ... وللرحيل عذابه
وصف للمكان مؤثّر
بوركت
تقديري وتحيّتي

ناجي العازمي
29-07-2013, 07:21 PM
خلوّ الدّيار من أهلها مأساة ... وللرحيل عذابه
وصف للمكان مؤثّر
بوركت
تقديري وتحيّتي


استاذتنا الرائعة | كاملة

وفيك بارك الله ,وياما من المآسي والأماكن التي تشهد وتذكر وتؤثر ,,

تحياتي لك

ربيحة الرفاعي
20-09-2013, 12:08 AM
وصف جميل ومؤثر لمشهد صعب
وما أقسى أن يجد المرء نفسه في ديار قفر من أهلها

دمت بخير أيها الكريم

تحاياي

ناجي العازمي
23-09-2013, 06:10 PM
وصف جميل ومؤثر لمشهد صعب
وما أقسى أن يجد المرء نفسه في ديار قفر من أهلها

دمت بخير أيها الكريم

تحاياي



أصبت كبد الحقيقة "ما أقسى أن يجد المرء نفسه في ديار قفر من أهلها"

ربيحة الرفاعي
تحياتي لك

بهجت عبدالغني
23-09-2013, 07:10 PM
وما الديار إلا أحجار بعضها فوق بعض
إذا لم ينفخ فيها البشر معنى الحياة ، فستبقى حجارة صماء ، وإن همست فبالحزن والذكريات الموجعة !

بعض التركيز أخي ناجي كان سيعطي النص بعداً شاعرياً أكثر رقة وجاذبية

دمت بخير


تحاياي

نداء غريب صبري
13-10-2013, 09:20 PM
قصة جميلة بأسلوب مشوق
والفكرة جميلة جدا

شكرا لك اخي

بوركت