مشاهدة النسخة كاملة : بائع البطاطا
حارس كامل
27-07-2013, 08:25 PM
بائع البطاطا
=====
وضعت القدر علي النار ..وأسندت خدها علي كفها،وأخذت تتابع النار التي يخفت ضوءها رويدا رويدا ..غاصت بأفكارها في زوجها الغائب منذ أسبوعين.
تناثرت إشاعات بأنه مقبوض عليه،ولا تعلم ما التهمة التي قبضوا عليه بها .
قال لها أحدهم : ما كان يجب أن يخرج في المظاهرات.
ندبت علي خدها ،وقالت باندهاش:مظاهرات!!
أجاباها :خرج مع الناس يندد بالرئيس..
لطمت بقوة مرة أخري علي خدها:لا علاقة لزوجي بالمظاهرات.. لا برئيس الجمهورية ولاغيره..زوجي بائع بطاطا ..لا يعرف المظاهرات..
أخذت تقسم لهم بأن زوجها لا علاقة له بذلك،ولقد أخبرها بأنه يذهب إلي الميدان المذدحم بالناس ليبيع بطاطته حيث الرزق الكثير..ولم يفكر سوي في رزق أولاده.
سمعت بعض النساء يتهامسون ويتغامزون:هذا جزاؤه من يبيع نفسه من أجل جنيهات..
وسمعت أخري ترد عليهن: حالتهم سيئة والجنيهات تنفعهم..
كادت تنفجر ..نحن صحيح فقراء،لكن لا نبيع أنفسنا من أجل المال..زوجي عزيز النفس وكريمها و لا يقبل أبدا أن يتنازل عن كرامته..يخرج بعربته،ويبيع منها ما يستطيع،ثم يعود لينعم معها وأولادها بما منّ الله عليه من قليل المال ..
ودائما ما كان يقول:البركة في القليل.
كانت السعادة ترفنا ،ولم نشتك يوما من وعرة الدنيا وقسوتها..ولم نمد يدنا لأحد تذللا،
ودائما زوجي يحرص مع أولادي في تربيتهم علي ذلك..
دندنت مع نفسها:حتي الكلمة الطيبة لا نلاقيها نحن البسطاء..
أوشكت النار علي الخفوت نهائيا..حركتها ووضعت بعض العيدان التي أعادت لها حياتها،وجذوتها..
تأملت بعينين واهنتين أولادها المستلقين في نوم عميق علي صلابة أرض الحجرة النتنة الرائحة..
جاهدت خلال الأيام الماضية في البحث عن زوجها بين أقسام الشرطة المختلفة؛لكنها فشلت وعادت في كل مرة دون أن تحصل علي إجابة تشفي نيران صدرها المشتعلة.
جاءها أحد جيرانها ،وقال لها بأنه محبوس في السجن الكبير،ودلها علي عنوانه..
لم تنم حتى أخذت أكبر أبنائها في يدها،وذهبت تبحث عنه في السجن الكبير.وبعد عناء طويل وصلت إليه،غير أن رجاءها خاب حين لم تجد أسمه بين المحبوسين.
شعرت باليأس يدب بين أوصال جسدها،وهي التي لم تعرف غير الصلابة والجلد.
عادت بولدها مستسلمة،ولم تعد تسأل بعد ذلك.
جلست حبيسة حجرتها تدعو ربها في صمت أن يدلها علي مكان زوجها.
استيقظ أولادها،وقالوا بصوت واحد:جائعون!
نظرت إلي القدر التي نضج طعامها،فوضعت لهم طعامها،وانشغلت هي بأحزانها.
أخذوا يمضغون الطعام الصلب بحنق،فيما واصلت هي الغرق في أفكارها..
باغتها صوت طرقات الباب،فهبت واقفة ،واندفعت نحوه وفتحته دون أن تنتبه لوضع غطاء شعرها.
بلهفة ودون انتظار سألت القادم:خير!!
نظر إلي الأرض،وقال بصوت حزين:وجدوا زوجك!
بلهفة،صرخت:أين؟!!
صمت برهة،ثم أجابها :في المستشفي.
ضربت علي صدرها:مستشفي!
تابع :أصابته رصاصة في رأسه..
وقبل أن تصرخ أو تسأل،أضاف:والبقاء لله!
آمال المصري
27-07-2013, 10:28 PM
ذكرتني أديبنا الفاضل بالصبي بائع البطاطا الذي لقي مصرعه في ظل ثورة يناير
وهنا حالة أخرى تأبى إلا أن تعتاش بعزة قعساء حتى وإن لم تجد ما تقتاته .. ولم تسلم فكأن الظلم والقهر مكتوب على جباه الأنقاء
نص موجع يحاكي الأحداث الجارية
اللهم نج مصر وشعبها وألف بين قلوبهم
المزدحم
بوركت
ناديه محمد الجابي
28-07-2013, 04:23 PM
نص موجع كوجع الأحداث الجارية في مصر وفي كل مكان من الوطن العربي
وينطحن البسطاء بين رحى هذه الأحداث دون أن يفهموا حتى حقيقة ما يحدث
اللهم نجي مصر من الفتن وأحقن الدماء يارب العالمين
اللهم أخرج مصر من هذه المحنة
اللهم احفظ مصر وشعبها وسائر بلاد المسلمين
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
حارس كامل
29-07-2013, 05:12 PM
ذكرتني أديبنا الفاضل بالصبي بائع البطاطا الذي لقي مصرعه في ظل ثورة يناير
وهنا حالة أخرى تأبى إلا أن تعتاش بعزة قعساء حتى وإن لم تجد ما تقتاته .. ولم تسلم فكأن الظلم والقهر مكتوب على جباه الأنقاء
نص موجع يحاكي الأحداث الجارية
اللهم نج مصر وشعبها وألف بين قلوبهم
المزدحم
بوركت
القديرة المبدعة آمال
هو ذلك وغيره ممن يبحثون عن لقمة العيش واغتاله القهر والظلام
مودتي وتقديري
فاتن دراوشة
30-07-2013, 08:16 AM
كان يجاهد لينال لقمة العيش وكانوا يجاهدون لرفع الظّلم عن الشّعب
وكان مصيره أن يصطدم بهم ليلتقي مصيره بمصيرهم
قصّة مؤلمة
دمت مبدعا أخي
مودّتي
حارس كامل
04-08-2013, 10:29 PM
نص موجع كوجع الأحداث الجارية في مصر وفي كل مكان من الوطن العربي
وينطحن البسطاء بين رحى هذه الأحداث دون أن يفهموا حتى حقيقة ما يحدث
اللهم نجي مصر من الفتن وأحقن الدماء يارب العالمين
اللهم أخرج مصر من هذه المحنة
اللهم احفظ مصر وشعبها وسائر بلاد المسلمين
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
القديرة /نادية
لا نملك أختاه وخاصة في هذه الليلة المباركة أن يحفظ بلادنا
تحيتي وتقديري
حارس كامل
04-08-2013, 10:30 PM
كان يجاهد لينال لقمة العيش وكانوا يجاهدون لرفع الظّلم عن الشّعب
وكان مصيره أن يصطدم بهم ليلتقي مصيره بمصيرهم
قصّة مؤلمة
دمت مبدعا أخي
مودّتي
القديرة/ فاتن
هم لا حيلة لهم ...فقراء ولا يرتض لهم أحدا الحياة بسهولة
تحيتي وتقديري
ربيحة الرفاعي
19-09-2013, 08:22 PM
استلهام للواقع بأسلوب جميل وغزل قصي على نول الحدث السياسي السخن
أعجبتني الفكرة والتوظيف
دمت بخير
تحاياي
كاملة بدارنه
28-09-2013, 07:57 PM
قسوة عيش وفي النّهاية موت غامض
قصّة حزينة ومؤثّرة
بوركت
تقديري وتحيّتي
(احتاجت المراجعة قبل النّشر)
د. سمير العمري
07-10-2013, 07:56 PM
نعم ، هم لم يفرقوا في بغيهم بين الصالح والفاسد وبين السياسي وبائع البطاطا من يسعى وراء رزق العيال.
قاتلهم االله ـنلا يؤفكون!
نص قصصي مؤثر وجميل فلا فض فوك!
تقديري
حارس كامل
13-10-2013, 01:44 PM
تعديل للنص
بائع البطاطا
=====
وضعت القدر علي النار.. وأسندت خدها علي كفها، وأخذت تتابع النار التي خفت ضوءها رويدا رويدا.. غاصت بأفكارها في زوجها الغائب منذ أسبوعين.
تناثرت إشاعات كثيرة بأنه مقبوض عليه،ولا تدري ما التهمة التي قبضوا عليه بها .
قال لها أحدهم:
- ما كان له أن يخرج مع الناس.
سألته:
- وأين خرج معهم؟
أجابها:
- في المظاهرات.
ندبت علي خدها، وسألت بدهشة:
- وماهي المظاهرات؟!
قال لها:
- تلك التي تشاهدينها في التلفاز..
كان كل ماهو عالق في ذهنها عنها ما تراه عند الجيران من حشود من الناس كثيرة كيوم الحشر تهتف وتهتف، ثم قنابل أدخنة تدمي العيون ترمي عليه لا تذكر أسمها، ثم رصاص وموتى وجرحى وعربات إسعاف.
وكثيرا ما سمعت التعليقات في الشارع يضجون بهم، وبأنهم قطعوا رزق الناس، وأقفوا حال البلد، ويستحقون ما يحدث لهم.
طل عليها الخوف نافذا إلى قلبها، أن يكون جرى ما يجري لهم. جن جنونها، وكادت تموت من الخوف والقلق.
هل يمكن أن يحدث ذلك؟!
لا.. لا يمكن.
أنا أعرف زوجي.
لطمت علي خدها، وصرخت:
- لا علاقة لزوجي بالمظاهرات.. زوجي بائع بطاطا.
تركوها تندب حظها، وهي تعرف أن زوجها يجر عربته، ويذهب إلى الميدان الكبير المزدحم بالناس ليبيع بطاطته..
أخبرها ذات يوم بذلك، وقال لها بأن الرزق هناك كثير. قص عليها بأنهم أناس طيبون، ولا يجد منهم إلا أحسن معاملة. قلبوهم كندف الثلج الأبيض.
كانت تثق في زوجها، وتعرف بأنه لا يذهب إلا هناك إلا من أجل رزقه ورزق الأولاد.
سمعت إحدي نساء جيرانها تهمس وتغمز لآخري:
- يعطون للفرد خمسمائة جنيه مقابل أن يذهب إلى هناك..
وسمعت الآخري ترد عليها:
- الناس حالها صعب، وكل جنيه ينفع..
كان تشعر بكلامهما كسهم ينغرس في صدرها. كادت أن تنفجر.. نحن صحيح فقراء، لكن لا نبيع أنفسنا من أجل المال.. زوجي عزيز النفس وكريمها و لا يقبل أبدا أن يتنازل عن كرامته..
ودائما ما كان يقول زوجها:
- البركة في القليل.
دندنت مع نفسها:
- مسكين هؤلاء الفقراء، حتي الكلمة أصبحت محرمة عليهم..
أوشكت النار علي الخفوت نهائيا.. حركتها ووضعت بعض العيدان التي أعادت لها حياتها،وجذوتها..
تأملت بعينين واهنتين أولادها المستلقين في نوم عميق علي صلابة أرض الحجرة النتنة الرائحة..
جاهدت خلال الأيام الماضية في البحث عن زوجها بين أقسام الشرطة المختلفة؛ لكنها فشلت وعادت في كل مرة دون أن تحصل علي إجابة تشفي نيران صدرها المشتعلة.
جاءها أحد جيرانها، وقال لها بأنه محبوس في السجن العمومي، ودلها علي عنوانه..
لم تنم حتى أخذت أكبر أبنائها في يدها، وذهبت تبحث عنه في السجن. وبعد عناء طويل وصلت إليه، غير أن رجاءها خاب حين لم تجد أسمه بين المحبوسين.
شعرت باليأس يدب بين أوصال جسدها؛ وهي تشعر بأنها كمن يبحث عن أبرة في كوم قش.. تفتت إرادتها الصلبة.
لم تعد تسأل بعد ذلك عنه، ورضيت بما كتبه الله.
جلست حبيسة حجرتها تدعو ربها في صمت.
استيقظ أولادها، وقالوا بصوت واحد:
- جائعون!
نظرت إلي القدر التي بالكاد نضج طعامها، فوضعت لهم الطعام في الأطباق، ولم تأكل معهم. انشغلت بأحزانها.
أخذوا يمضغون الطعام الصلب بحنق، فيما واصلت هي الغرق في أفكارها..
باغتها صوت طرقات الباب، فهبت واقفة مذعورة.
اندفعت نحوه وفتحته دون أن تنتبه لوضع غطاء شعرها.
بلهفة ودون انتظار سألت القادم:
- خير!!
نظر إلي الأرض، وقال بصوت حزين:
- يبدوا أنهم وجدوا زوجك!
بلهفة،صرخت:
- أين؟!!
صمت برهة، ثم أجابها:
- في إحدي المستشفيات.
ضربت علي صدرها:
- مستشفي!
قال بصوت خفيض:
- وجدوا جثة مشوههة، وقد تكون جثة زوجك!
26/07/2013
حارس كامل
13-10-2013, 01:45 PM
استلهام للواقع بأسلوب جميل وغزل قصي على نول الحدث السياسي السخن
أعجبتني الفكرة والتوظيف
دمت بخير
تحاياي
أشكرك أستاذة ربيحة
تحيتي وتقديري
حارس كامل
13-10-2013, 01:48 PM
نعم ، هم لم يفرقوا في بغيهم بين الصالح والفاسد وبين السياسي وبائع البطاطا من يسعى وراء رزق العيال.
قاتلهم االله ـنلا يؤفكون!
نص قصصي مؤثر وجميل فلا فض فوك!
تقديري
الدكتور /سمير العمري
نعم الأهم بالنسبة لهم كراسيهم..مكاسبهم
فتذهب الشعوب إلى الجحيم
أسعدتني بمرورك
تحيتي وتقديري
نداء غريب صبري
06-11-2013, 12:29 AM
أحزنتني القصة لأنها واقعية جدا
هم لا يفرقون بين من يتحداهم ومستعد للموت في سبيل حقه ومن يكتفي من حقه بقوت ابنائه
شكرا لك أخي
بوركت
خلود محمد جمعة
08-11-2013, 05:17 PM
ذكرتني أخي بشاب قد لقي حتفه بسبب اسمه بعد ان اصبح العرب عربين والدين مئة شعبة
وهو لاناقة له ولا جمل في الطبخة السياسية
و إن دل ذلك فلا يدل إلا على الحالة السياسية الرثة اللتي نعاصرها اليوم
رحم الله كل المطحونين احياء و أموات
دمت
مودتي وتقديري
عبد السلام هلالي
08-11-2013, 08:45 PM
نص جميل يغرف من الواقع القاسي الذي عاشته مصر الحبيبة و لا زالت تعيشه ،
أسلوب سلس بعيد عن التعرجات و التعقيد يساير موضع القصة و سرد مشوق .
لي بعض الهمسات البسيطة التي لا تمس جمالية النص و بناءه في شيء:
"في المظاهرات. ندبت علي خدها، وسألت بدهشة:- وماهي المظاهرات؟! " قد نتساءل هنا لماذا ندبت على خدها إن لم تكن تعرف أصلا معنى المظاهرات ؟
كثيرا ما سمعت التعليقات في الشارع يضجون بهم. هذه الجملة أعتقدها تحتج إعادة نظر.
بعض الهنات الكيبوردية : يذهب إلا هناك أسمها لآخري مسكين هؤلاء الفقراء مشوههة
وذهبت تبحث عنه في السجن. وبعد عناء طويل وصلت إليه، غير أن رجاءها خاب حين لم تجد أسمه بين المحبوسين. ؟؟؟؟ هذه الجملة تحتاج إلى إعادة نظر من الناحية التركيبية.
تحيتي و تقديري أخي حارس
حارس كامل
11-11-2013, 04:47 PM
أحزنتني القصة لأنها واقعية جدا
هم لا يفرقون بين من يتحداهم ومستعد للموت في سبيل حقه ومن يكتفي من حقه بقوت ابنائه
شكرا لك أخي
بوركت
الأستاذة/نداء غريب
القتل ألة عمياء لا تبصر أمامها تفتك بالجميع
تحيتي وتقديري
حارس كامل
11-11-2013, 04:49 PM
ذكرتني أخي بشاب قد لقي حتفه بسبب اسمه بعد ان اصبح العرب عربين والدين مئة شعبة
وهو لاناقة له ولا جمل في الطبخة السياسية
و إن دل ذلك فلا يدل إلا على الحالة السياسية الرثة اللتي نعاصرها اليوم
رحم الله كل المطحونين احياء و أموات
دمت
مودتي وتقديري
رحمة الله على الجميع أختي خلود
رحم الله كل المطحونين احياء و أموات.
تحيتي وتقديري
حارس كامل
11-11-2013, 04:51 PM
نص جميل يغرف من الواقع القاسي الذي عاشته مصر الحبيبة و لا زالت تعيشه ،
أسلوب سلس بعيد عن التعرجات و التعقيد يساير موضع القصة و سرد مشوق .
لي بعض الهمسات البسيطة التي لا تمس جمالية النص و بناءه في شيء:
"في المظاهرات. ندبت علي خدها، وسألت بدهشة:- وماهي المظاهرات؟! " قد نتساءل هنا لماذا ندبت على خدها إن لم تكن تعرف أصلا معنى المظاهرات ؟
كثيرا ما سمعت التعليقات في الشارع يضجون بهم. هذه الجملة أعتقدها تحتج إعادة نظر.
بعض الهنات الكيبوردية : يذهب إلا هناك أسمها لآخري مسكين هؤلاء الفقراء مشوههة
وذهبت تبحث عنه في السجن. وبعد عناء طويل وصلت إليه، غير أن رجاءها خاب حين لم تجد أسمه بين المحبوسين. ؟؟؟؟ هذه الجملة تحتاج إلى إعادة نظر من الناحية التركيبية.
تحيتي و تقديري أخي حارس
صديقي المبدع /عبدالسلام
أشكر على قراءتك الواعية
وعلى كل ملاحظتك القيمة
بالفعل كل ملحوظها في محلها وبالفعل كنت قد عدلتها صديقي؛ ولكن للأسف المنتدى هنا لا يتيح لك التعديل في المتن الرئيسي
تحيتي وتقديري
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir