مشاهدة النسخة كاملة : الأجَل
محمد النعمة بيروك
02-08-2013, 08:31 PM
size=6]الأجَل [/size]
قصة قصيرة
محمد النعمة بيروك
لم ينم أحمدُ منذ ساعات طوال من التّعب، ذلك أقلّ ما يمكن أن يقدّمه لأبيه المريض الحاج عبد الله، الذي وُضِع الكفنُ بالقرب من جسده النّحيل، في انتظار ساعة الأجَل.
كأن هذا الليل يرفض الإفصاح عن صباحه، لا صوت غير أنين أبيه، أو قراءات متقطّعة للقرآن بالتّناوب، من قِبَل قلّة من الساهرين المُنهكين..
كأنهم ينتظرون موت الشيخ على مهل يتسامرون أحيانا:
يقول أحدهم -وكأن الشيخ قد مات فعلا-:
- ترى كم عاش الحاج عبد الله؟
- تسعين سنة ربّما..
- سبحان الله.. مازال يتمتّع بعقله.
كان أحمد ينظر إليهم بامتنان كبير، ثمّ ينظر -ككلِّ ليلة- إلى أبيه، وكأنه يخفي عن نفسه الموتَ الذي يتمنّاه له رحمةً به..
يرفع له الأب يده النحيلة التي تبدو عروقها أكبر من العظم، وكأنه يشير إليه أن يقترب، يسرع كعادته إليه، يهمس الحاج في أذنه بكلمات أشبه بالذبذبات، فيجيب:
"حاضر يا أبي"
ثم يصعد للنوم سويعة قبل بزوغ الفجر..
في الصباح تحُلّ الفاجعة..
يذهب معظم الرجال للدفن، فيما يبدأ الحاج عبد الله في تقبّل العزاء من الوافدين.
ناديه محمد الجابي
03-08-2013, 10:47 AM
سبحان الله .. يقول المثل: كيف حال مريضكم ـ قالوا صحيحنا مات
ويقول سبحانه وتعالى" لكل أجل كتاب " و " إذا جاء أجلهم لا يستاخرون ساعة ولا يستقدمون ".
والحمد لله رب العالمين .
نسأل الله أن يحسن خاتمتنا جميعا إنه أهل ذلك والقادر عليه.
قصة جميلة حملت عمق الفكرة ـ راقية باسلوبها وذكاء توجيهها
سبكت القصة بالسرد والوصف وبالنهاية الصادمة والغير متوقعة
تحياتي وتقديري.
كاملة بدارنه
05-08-2013, 11:57 PM
سبحان الله الذي حدّد الأجل
قصّة رائعة بسردها وقفلتها المباغتة
بوركت
تقديري وتحيّتي
عدنان الشبول
06-08-2013, 01:03 AM
قصة تحدث في واقعنا كثيراً ، ذكرتني ببعض الأبيات التي تقول :
فكم من صحيح مات من غير علة
و كم من سقيم عاش حينا من الدهر
و كم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا
و قد نسجت أكفانه في الغيب و هو لا يدر
و كم من عروس زينوها يوم العرس
و قد زفت روحها ليلة البدر
تحياتي لكم
محمد النعمة بيروك
07-08-2013, 02:08 PM
سبحان الله .. يقول المثل: كيف حال مريضكم ـ قالوا صحيحنا مات
ويقول سبحانه وتعالى" لكل أجل كتاب " و " إذا جاء أجلهم لا يستاخرون ساعة ولا يستقدمون ".
والحمد لله رب العالمين .
نسأل الله أن يحسن خاتمتنا جميعا إنه أهل ذلك والقادر عليه.
قصة جميلة حملت عمق الفكرة ـ راقية باسلوبها وذكاء توجيهها
سبكت القصة بالسرد والوصف وبالنهاية الصادمة والغير متوقعة
تحياتي وتقديري.
القصة مستقاة من واقعة حقيقية، وقد حدث هذا ويحدث في كل مكان من حين لآخر، وفيه درس وموعظة..
شكرا لمروركِ الجميل والمُعبّر الأديبة تادية.
آمال المصري
09-08-2013, 02:41 PM
لكل أجل كتاب
من صميم الواقع كانت تلك الحكمة التي بين السطور خُطَّت بحرف متقن ووصلت بجدارة
نص رائع فكرا وبيانا وخاتمة مباغتة صادمة
بوركت شاعرنا
تحاياي
محمد النعمة بيروك
09-08-2013, 11:25 PM
سبحان الله الذي حدّد الأجل
قصّة رائعة بسردها وقفلتها المباغتة
بوركت
تقديري وتحيّتي
وبورك هذا المرور الجميل أختي الأديبة كاملة..
عيد سعيد.
محمد النعمة بيروك
12-08-2013, 07:38 AM
قصة تحدث في واقعنا كثيراً ، ذكرتني ببعض الأبيات التي تقول :
فكم من صحيح مات من غير علة
و كم من سقيم عاش حينا من الدهر
و كم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا
و قد نسجت أكفانه في الغيب و هو لا يدر
و كم من عروس زينوها يوم العرس
و قد زفت روحها ليلة البدر
تحياتي لكم
أبيات جميلة وشهيرة أتحفتنا بها أيها الأديب عدنان، وكانت نعم التعبير عن النص وفحواه..
شكرا لتواجدك أخهي الغالي.
بهجت عبدالغني
12-08-2013, 12:19 PM
سبحانك ربي
الموت ليس بالمرض أو الصحة
إنما هو آجال مسمّى
قل للمريض نجى وعوفي بعد ما ... عجزت فنون الطب من عافاكَ
قل للصحيح يموت لا مـن عله ً ... مــن بالمنايـا ياصحيحُ دهـاكَ
نص استطاع أن يجمع بين الفكرة والأسلوب بطريقة رائعة
كل عام وأنت بخير
تحاياي
مازن لبابيدي
12-08-2013, 05:53 PM
نعم إنه الأجل المدهش
لو لم تكن هذه قفلتها لما صلحت أن تروى
أحسنت وأبدعت أديبنا وشاعرنا الحبيب محمد بيروك .
تقديري وتحيتي
محمد النعمة بيروك
19-08-2013, 01:10 PM
لكل أجل كتاب
من صميم الواقع كانت تلك الحكمة التي بين السطور خُطَّت بحرف متقن ووصلت بجدارة
نص رائع فكرا وبيانا وخاتمة مباغتة صادمة
بوركت شاعرنا
تحاياي
شرفتُ بمروركِ الطيّب من هنا الأديبة الراقية آمال...
تقبلي شكري وتقديري.
عمر الحجار
19-08-2013, 07:16 PM
الاستاذ الكبير محمد النعمة
رائعة بحجم المفاجأة ، وجميلة وسلسة ابدعت سيدي
ولكن ما اصعب ان يدفن الاباء الابناء
ربيحة الرفاعي
07-09-2013, 09:39 PM
من صميم الواقع والمعقول اللامقبول اللهم إلا رضى بقضاء الله وقدره
وبسرد شائق موفق واداء بديع
القفلة مباغتة لتوجه النص بمشهديته بعيدا تماما عن التفكر في أيهما سيموت
دمت مبدعنا بألق
تحاياي
محمد النعمة بيروك
10-09-2013, 09:39 PM
سبحانك ربي
الموت ليس بالمرض أو الصحة
إنما هو آجال مسمّى
قل للمريض نجى وعوفي بعد ما ... عجزت فنون الطب من عافاكَ
قل للصحيح يموت لا مـن عله ً ... مــن بالمنايـا ياصحيحُ دهـاكَ
نص استطاع أن يجمع بين الفكرة والأسلوب بطريقة رائعة
كل عام وأنت بخير
تحاياي
صدقت أيها الأديب بهجت.، وصدق الشاعر.
قد لا يكون المريض أقرب للموت من المُعافى..
وقد حكتلي والدتي رحمها الله أن رجلا كان يبدو في حالة استحضار بسبب الغيبوبات التي كان يدخل فيها، وقد عاش بعد ستة من الذين كانوا يستعدّون لدفنه، منهم من كان يقرأ اقرآن الكريم بجانبه، ومنهم واحد اشترى الكفن..
شكرا لأنك هنا أخي العزيز رشيد.
عدي بلال
10-09-2013, 10:09 PM
size=6]الأجَل [/size]
قصة قصيرة
محمد النعمة بيروك
لم ينم أحمدُ منذ ساعات طوال من التّعب، ذلك أقلّ ما يمكن أن يقدّمه لأبيه المريض الحاج عبد الله، الذي وُضِع الكفنُ بالقرب من جسده النّحيل، في انتظار ساعة الأجَل.
كأن هذا الليل يرفض الإفصاح عن صباحه، لا صوت غير أنين أبيه، أو قراءات متقطّعة للقرآن بالتّناوب، من قِبَل قلّة من الساهرين المُنهكين..
كأنهم ينتظرون موت الشيخ على مهل يتسامرون أحيانا:
يقول أحدهم -وكأن الشيخ قد مات فعلا-:
- ترى كم عاش الحاج عبد الله؟
- تسعين سنة ربّما..
- سبحان الله.. مازال يتمتّع بعقله.
كان أحمد ينظر إليهم بامتنان كبير، ثمّ ينظر -ككلِّ ليلة- إلى أبيه، وكأنه يخفي عن نفسه الموتَ الذي يتمنّاه له رحمةً به..
يرفع له الأب يده النحيلة التي تبدو عروقها أكبر من العظم، وكأنه يشير إليه أن يقترب، يسرع كعادته إليه، يهمس الحاج في أذنه بكلمات أشبه بالذبذبات، فيجيب:
"حاضر يا أبي"
ثم يصعد للنوم سويعة قبل بزوغ الفجر..
في الصباح تحُلّ الفاجعة..
يذهب معظم الرجال للدفن، فيما يبدأ الحاج عبد الله في تقبّل العزاء من الوافدين.
القاص محمد النعمة بيروك
العنوان " أجل " قادني إلى نصك ، كنت موفقاً في اختياره ، ومتوافق مع الفكرة ، وذكي أيضاً ، ووصفي هذا مصدره أنك جعلتني كقارىء أركز على نقطة العمر " التسعيني " ، فهو الأقرب إلى الأجل من غيره ، وهذا هو التفكير الشائع ، وهو بكل تأكيد خاطىء .
فالاجل بيد الله ، والجميع سوف يفنى في نهاية الأمر .
ليقودني هذا التفكير إلى ترقب ما سيحدث ، وجاء السرد بحبكة محكمة مترابطة ، عدسة الكاميرا تلتقط المشهد دون انقطاع .
من النقاط الجميلة في السرد حقيقة هي تلك الوشوشة بين الأب وابنه ، وزرع الفضول عند القارىء عن فحواها .
ونقطة تمني موت الأب ، رحمة به .. تمرير معلومة المرض
قوة النص تتضح جلية من خلال القفلة التي اخترتها أخي محمد حقيقة ، ومكمن قوة القفلة هو أنها أحدثت الصدمة / الدهشة عند القارىء من جهة ، وحققت فكرة النص ، وقبلها العنوان .
سيدي محمد .. أعرف قلمك من مكان آخر ، وسعيد بأن أول تعقيب لي في هذا الموقع كان له\ا النص الجميل ..
شكراً لك
محمد النعمة بيروك
14-09-2013, 12:27 AM
نعم إنه الأجل المدهش
لو لم تكن هذه قفلتها لما صلحت أن تروى
أحسنت وأبدعت أديبنا وشاعرنا الحبيب محمد بيروك .
تقديري وتحيتي
الشاعر الجميل مازن.. كم أنا سعيد بمرورك من هنا، خصوصا مع هذا التعليق العميق رغم قصره..
شكرا لك أخي الغالي.
محمد الشرادي
14-09-2013, 01:43 PM
size=6]الأجَل [/size]
قصة قصيرة
محمد النعمة بيروك
لم ينم أحمدُ منذ ساعات طوال من التّعب، ذلك أقلّ ما يمكن أن يقدّمه لأبيه المريض الحاج عبد الله، الذي وُضِع الكفنُ بالقرب من جسده النّحيل، في انتظار ساعة الأجَل.
كأن هذا الليل يرفض الإفصاح عن صباحه، لا صوت غير أنين أبيه، أو قراءات متقطّعة للقرآن بالتّناوب، من قِبَل قلّة من الساهرين المُنهكين..
كأنهم ينتظرون موت الشيخ على مهل يتسامرون أحيانا:
يقول أحدهم -وكأن الشيخ قد مات فعلا-:
- ترى كم عاش الحاج عبد الله؟
- تسعين سنة ربّما..
- سبحان الله.. مازال يتمتّع بعقله.
كان أحمد ينظر إليهم بامتنان كبير، ثمّ ينظر -ككلِّ ليلة- إلى أبيه، وكأنه يخفي عن نفسه الموتَ الذي يتمنّاه له رحمةً به..
يرفع له الأب يده النحيلة التي تبدو عروقها أكبر من العظم، وكأنه يشير إليه أن يقترب، يسرع كعادته إليه، يهمس الحاج في أذنه بكلمات أشبه بالذبذبات، فيجيب:
"حاضر يا أبي"
ثم يصعد للنوم سويعة قبل بزوغ الفجر..
في الصباح تحُلّ الفاجعة..
يذهب معظم الرجال للدفن، فيما يبدأ الحاج عبد الله في تقبّل العزاء من الوافدين.
أهلا أخي محمد
الأعمار بيد الله، وحده من يحدد ميعاد قبضها. لا المرض و لا الشيخوخة هي التي تقتل بل الأجل.
تحياتي
محمد النعمة بيروك
14-09-2013, 02:06 PM
الاستاذ الكبير محمد النعمة
رائعة بحجم المفاجأة ، وجميلة وسلسة ابدعت سيدي
ولكن ما اصعب ان يدفن الاباء الابناء
صدقت أخي الأديب عمر..
أشكر رأيك في النص..
تقبل مودّتي واحترامي..
محمد النعمة بيروك
16-09-2013, 01:02 PM
من صميم الواقع والمعقول اللامقبول اللهم إلا رضى بقضاء الله وقدره
وبسرد شائق موفق واداء بديع
القفلة مباغتة لتوجه النص بمشهديته بعيدا تماما عن التفكر في أيهما سيموت
دمت مبدعنا بألق
تحاياي
رأيك إضافة جميلة للنص، أعتز بها..
شكرا لأنكِ هنا الأديبة ربيحة..
تقبلي فائق تقديري.
محمد النعمة بيروك
24-09-2013, 02:50 PM
القاص محمد النعمة بيروك
العنوان " أجل " قادني إلى نصك ، كنت موفقاً في اختياره ، ومتوافق مع الفكرة ، وذكي أيضاً ، ووصفي هذا مصدره أنك جعلتني كقارىء أركز على نقطة العمر " التسعيني " ، فهو الأقرب إلى الأجل من غيره ، وهذا هو التفكير الشائع ، وهو بكل تأكيد خاطىء .
فالاجل بيد الله ، والجميع سوف يفنى في نهاية الأمر .
ليقودني هذا التفكير إلى ترقب ما سيحدث ، وجاء السرد بحبكة محكمة مترابطة ، عدسة الكاميرا تلتقط المشهد دون انقطاع .
من النقاط الجميلة في السرد حقيقة هي تلك الوشوشة بين الأب وابنه ، وزرع الفضول عند القارىء عن فحواها .
ونقطة تمني موت الأب ، رحمة به .. تمرير معلومة المرض
قوة النص تتضح جلية من خلال القفلة التي اخترتها أخي محمد حقيقة ، ومكمن قوة القفلة هو أنها أحدثت الصدمة / الدهشة عند القارىء من جهة ، وحققت فكرة النص ، وقبلها العنوان .
سيدي محمد .. أعرف قلمك من مكان آخر ، وسعيد بأن أول تعقيب لي في هذا الموقع كان له\ا النص الجميل ..
شكراً لك
قراءة من أجمل القراءات التي مرّت معي، ليس لإطرائها على النص فحسب، وإن كان هذا مهمّا هههههه، بل لقاموسها النقدي، ولوضوح الوقت الذي منحه القارئ الحصيف والناقد عدي..
ستلزم هذه القراءة النص كهامش مهم من محيطه..
شكرا جزيلا لك.
نداء غريب صبري
18-10-2013, 12:10 PM
يا الله كم الخاتمة حزينة
الله وحده هو العالم بأعمارنا
قصة فيها موعظة لمن يعقلون
شكرا لك أخي
بوركت
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir