تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الفَلُّوجَة



صلاح الغزال
22-01-2005, 11:19 PM
الفَلُّوجَة
ـــــــــــــ
أَسِيرُ عَلَى جُثَثِ النَّازِحِينَ
أَمَامَ المَسَافَاتِ
وَتَعْدُو وَرَائِي المِحَنْ
لأَدْفِنَ أَشْلاَءَ ..
أَبْنَائِيَ المُجْهَضِينْ
وَمَا أَذِنَ العَسْفُ ..
لِي بِالعُبُورِ إِلَى الهَاوِيَهْ
تَلاَشَتْ بَقَايَا الصُّوَرْ
جَرِيحاً وَأَعْزَلَ
فِي بَيْتِ رَبِّي
تَرَاتِيلُ حُزْنِي ..
تَجُوبُ السَّدِيمْ
أَمَا مِنْ مُغِيثٍ
سِوَى ذَلِكَ المُسْتَلِبْ
سَمِعْتُمْ صَدَى صَيْحَتِي
فَهَلْ مِنْ مُجِيبْ
عَلاَمَ أَرَاكُمْ ..
تَهِيمُونَ فِي الصَّمْتِ
وَلاَ تُسْعِفُونَ جَرِيحاً
يُنَازِعُ بَيْنَ الجَثَامِينَ
حَيْثُ الرَّصَاصُ الوَرِيفْ
يُخَلِّصُنَا مِنْ بَقَايَا الرَّمَقْ
بُعَيْدَ التَّحَرُّرِ مِنْ كُلِّ شَيْءْ
مِنَ المَالِ وَالعِرْضِ
وَالكِبْرِيَاءْ
رَأَيْتُمْ بِلاَدِي
وَقَدْ سَلَبَ المُتْخَمُونَ ..
مِدَادِي
وَلَمْ يَتْرِكُوا لِيَ حَتَّى الدُّمُوعْ
عَلاَمَ البُكَاءُ مَثِيلَ الثَّكَالَى
تَسَاءَلَ نِمْرُودَهُمْ
وَأَنَّكَ لاَ تَرْسِمُ الحُبَّ ..
إِلاَّ بِرِيشَةِ خَوْفِكْ
وَمِمَّا يَرَاعُكَ مُحْدَوْدَباً
وَهَلْ أَثْقَلَ القَيْدُ وَالصَّاعِقَاتْ
قُوَى سَاعِدَيْكَ لَدَى الفَتْكِ
أَمْ لَمْ يَزَلْ
عَلِمْنَا بِأَنَّكَ ..
لاَ تَرْتَجِي لِلعُتَاةِ
بُعَيْدَ التَّجَرُّدِ
غَيْرَ الهَلاَكْ
فَبُؤْ فِي النَّزِيفِ بِِإِثْمِكْ
فَخَلْفَ العُتَاةِ طَوَاغِيتَ ..
لَمْ يُولَدُوا بَعْدْ
سَيَلْتَهِمُونَ رُفَاتَ بَنِيكَ
وَأَحْفَادَ أَحْفَادِهِمْ بَعْدَهُمْ
فَبِالأَمْسِ نَعْلَمُ أَنَّكَ
مُذْ شَاهَدَتْ مُقْلَتَاكَ ..
جَرِيحاً تُؤَرِّقِهُ الرُّوحُ
فَمَا مَاتَ فِيهِ سِوَى وَاحِدٍ
وَمَا حَرَّكَتْ أُمَّةُ الذُّلِّ
حَتَّى بَقَايَا الحَنَاجِرْ
وَلاَ أَوْلَمَتْ دُمْيَةً لِلَّهَبْ
فَأَحْسَسْتَ إِذْ ذَاكَ
أَنَّ الَّذِي مَاتَ ..
يَا صَاحِبِي
هُوَ العُنْفُوَانْ
وَمَالَتْ بِكَ الأَرْضُ
وَاسْتَوْقَفَتْكَ المَنَايَا
تَسَاءَلْتَ فِي النَّازِحِينَ
لِمَاذَا أَبَاحُوا دَمِي
وَكَمْ عَدَدُ المُثْخَنِينَ
الأُلَى أَجْهَزَتْ ..
لأَجْلِ التَّحَرُّرِ
فُوهَاتُ ذَاكَ الزَّنَادِ
عَلَيْهِمْ
وَحَتَّى مَتَى نَرْتَجِي ..
فَتْوَةً مِنْ مُهَادِنْ
يَرَى ذَبْحَنَا ..
فِي النَّهَارِ حَلاَلا
وَأَمَّا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ
تَلَكَّأَ مُسْتَوْقِداً نَارَهُ
وَقَدْ أَمَّهُ الخَانِعُونَ
وَمَا ظَنَّ يَوْماً بِأَنَّ
الضِّيَاءْ
سَيَجْلِبُهُ الصُّبْحُ
لِلرَّافِدَيْنْ
فَلاَ اللَيْلُ بَاقٍ
وَلاَ ذَا العَنَاءْ
لِيَنْزَاحَ عَنَّا
عَذَابُ السِّنِينْ

بنغازي 17/11/2004م
صلاح الدين الغزال
بنغازي/ليبيا

نعيمه الهاشمي
28-01-2005, 05:53 AM
السلام عليكم ورحمة الله

الأخ الفاضل والشاعر القدير صلاح الدين


لله درك

انك شاعر تملك أدوات خاصة على العزف بلألام

أخى الكريم لا تحزن أن الله معانا مادومنا على صراطه المستقيم خادمين الله اينما كنا

وهو الذي سيغنينا من عذاب وظلم السنين

والفئة القليلة ستعود لتصحح ماافسدته ايد العابرين


الفاضل صلاح الدين كن مع الله
ودمت فى امانه وحفظه

اختك نعيمه:tree:

د. سمير العمري
10-02-2005, 12:06 AM
رائعة!

مؤلمة!

شامخة!


تحياتي وتقديري
:os::tree::os:

ياسر
11-02-2005, 07:36 PM
نكمل المسيرة في طريق الآلام
لنصل إلى الفجر الجديد
بورك قلمك

محمود فرحان حمادي
07-04-2010, 06:29 PM
حرف يحوطه الكبرياء والشموخ
في زمن عزَّ المناصر والمعين
دام بهاء هذا الحرف الثائر الألق
تحياتي أخي الشاعر المبدع
صلاح الغزال

سالم العلوي
07-04-2010, 08:39 PM
طيب الله أنفاسك ..
وأدام وهج الشعور الصادق في قلوب المخلصين ..
وفرج الله الكرب .. ونفس الله الضيق .. وإن غدا لناظره قريب بإذن الله ..
ودمت بخير وعافية.

الطنطاوي الحسيني
07-04-2010, 08:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصيدة من تعب الضمير وعذاب المسير
رائعة وقوية
دمت مبدعا واذهب الله عن امتنا الضعف والإستكانة