تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شرفاء رابعة



عبد الرحيم صادقي
11-08-2013, 09:52 PM
ما السرّ في أن تكون بعض الأمكنة على الأرض مقدسة؟ ولِمَ شُدّت الرّحال إلى مساجد مخصوصة؟ قد لا نعلم على وجه اليقين حكمة ذلك. لكن المؤكد أن ليس للمكان قيمة في ذاته، وليس له من الخصوص إلا بقدر ما يستمدّ ممن يَعمُره، ولولا أن الأمر كذلك ما كانت حرمة المؤمن أعظم من حرمة الكعبة. يملأ الإنسان المكان بالخير فيشرف المكان، ويسفل فلا يكون للمكان شأن، أو يكون مكانَ شؤم يُتقى كوادي ثمود.
يشاء القدر أن يصير ميدان رابعة العدوية منارَ العرب، ونبض المسلمين، وتبكيتا للأعداء. فهو عند الأولين مهوى الأفئدة، ومَنبت الآمال، إليه تشرئب الأعناق، وتهفو النفوس. وعند الآخِرين مظِنة السوء، وداعي الحنق والضغينة. يريده الأولون سبيل الشريعة، ومنطلق التحرر، وطريق النهضة. وترتعد فرائص العدى خشية الانعتاق، وتهتز أركان البغي لسماع الله أكبر. كيف ومَن كبّره يَصغر في عينيه كل ما سواه؟ فليت شعري بمَ ملأ أهل رابعةَ رابعة؟
في رابعة تسمع تلاوة القرآن، وتشهد عَقد القِران. وفي الميدان قيام وصيام، وتهجُّد وذِكر، وألسنة تجأر بالدعاء، ورباطٌ وعزم. ترى قُبيل أذان المغرب امرأة تجول حاملة طبقَ تمر تمدّه إلى المرابطين، وباليد الأخرى وليدُها يتنسّم أرَج الحرية. وفي رابعة يجيء المرأةَ المخاضُ وتأبى مغادرة الميدان، وما هو إلا صبر ساعة ويُسمَع استهلالُ "المعتصم". وفي رابعة ترى الرجل متوسِّدا رِجله الاصطناعية على الرصيف غير متبرّم ولا ضَجِر. وترى الكفيف بين الصفوف مُكثِرا سوادَ الأحرار. وفي رابعة دون سواها ترى هَمّ قوم أن يرشّوا قوما بماء بارد علّه يخفف عنهم حرّ صيف القاهرة. وفي رابعة ترى الفتى اليَفَع والشيخ المسنّ يعترضان مدرّعات الطاغية بصدر عارٍ يبغي حماية مَن خلفه. وفي الميدان ترى شبابا وقفوا على المداخل ليلا ونهارا يؤَمّنون مَن بداخله. وفي رابعة يقف الأحرار على بطون خاوية والشمس في كبد السماء مردّدين هتاف الحرية والكرامة. وفي رابعة يكون لرمضان معنى مخصوص، ويصير الصبر رجلا يغدو ويروح، والإيمان موقفا لا كلاما. وفي رابعة ترى الشيخ يزاحم الشاب واقفا في رباط الساعات الطّوال. وترى أعيُنا تدفع النوم ابتغاء وقفة عِزّ هي لله. وفي رابعة يكتفي رجال بلقيمات طمعا في شبع في دار المقامة. وفي رابعة قوم رحماء بينهم، حركاتهم وسكناتهم لله، ولذلك تغيظ رابعة مَن نكثوا العهود، وخرجوا على الحاكم، وفرّقوا الجماعة، وتعلّقت قلوبهم بدنيا زائلة، وودّوا لو نقضوا عرى الإسلام عروة عروة.
ليس لرابعةَ المكان خصوص أو شرف، وإنما هو إنسان رابعة، هو ذلك الإنسان مَن شرّف المكانَ وجذب القلوب إليه والأبصار. أوَليس قد ترك سيد الخلق أحبّ البلاد إليه وأمدّ المكانَ مِن شرفه فإذا يثرب تغدو طِيبةَ المنورة؟ وهل خرج موسى بقومه من مكان إلى مكان إلا ليكون الإنسان أكرم وأشرف؟ وكذلك شرفت سفينة نوح ولم يعصم ابنَه مكانٌ ولو كان جبلا كالطَّود الأشم. هُم أهل رابعة، ولولا أهلها لكان الميدان نِسيا مَنسيا.
فهنيئا لرابعة أهلها، وهنيئا للمرابطين عزّتهم وصمودهم!

محمد عبد المجيد الصاوي
12-08-2013, 03:36 PM
الثبات يا أهل مصر في الوقوف في وجه باطل استقوى وعربد

وحقا أخي وحتى قبل بدء رمضان كنا نرى المعتصمين يقيمون الليل راكعين ساجدين

وجمع كهذا لن يهزمه زيف باطل

بوركت
مودتي والتقدير

سامية الحربي
24-08-2013, 07:12 AM
حاولت في رمضان أن أدير القلب عن المتبتلين في رابعة العدوية ما استطعت بعيدا عن شخصية رابعة العدوية الصوفية لكنها بالتأكيد أشرف من راقصات العسكر اللاتي قضين أول ليلة في رمضان رقصًا على دماء المسلمين. رابعة رمز الصمود وانسلاخ الخوف ولعلها سفينة نوح كما تفضلت . سلم اليراع. تقديري.

براءة الجودي
24-08-2013, 01:52 PM
نسأل الله أن يرزقهم الصمود والثبات والصبر والسلوان ويكون النصر لأعل الحق على الظلم والبغي والعدوان
خاطرة جميلة تخاطب العقل مباشرة وقليل من العاطفة
كل التقدير

عبد الرحيم صادقي
07-09-2013, 02:52 AM
وجمع كهذا لن يهزمه زيف باطل

إن شاء الله هم المنصورون
شكر الله لك أخي محمد
تحياتي ومودتي

عبد الرحيم صادقي
07-09-2013, 02:54 AM
رابعة رمز الصمود وانسلاخ الخوف ولعلها سفينة نوح كما تفضلت . سلم اليراع. تقديري.

وأول النصر أن يزول الخوف من القلوب
صدقت يا غصن
طبت وطابت أيامك

عبد الرحيم صادقي
07-09-2013, 02:56 AM
نسأل الله أن يرزقهم الصمود والثبات والصبر والسلوان ويكون النصر لأعل الحق على الظلم والبغي والعدوان

سينكسر البغي حتما، ذلك وعد الله.
بوركت براءة
دامت لك المسرات

فاتن دراوشة
09-09-2013, 07:39 PM
لن يخذل الله من ينصره وهم نصروا الله وآمنوا به

دام إباء وشموخ حرفك مبدعنا

مودّتي

عبد الرحيم صادقي
10-09-2013, 12:03 AM
لن يخذل الله من ينصره وهم نصروا الله وآمنوا به
دام إباء وشموخ حرفك مبدعنا
مودّتي

شكر الله لك
ودام حضورك البهي

ربيحة الرفاعي
10-10-2013, 02:18 AM
لكن المؤكد أن ليس للمكان قيمة في ذاته، وليس له من الخصوص إلا بقدر ما يستمدّ ممن يَعمُره، ولولا أن الأمر كذلك ما كانت حرمة المؤمن أعظم من حرمة الكعبة.
يشاء القدر أن يصير ميدان رابعة العدوية منارَ العرب، ونبض المسلمين، وتبكيتا للأعداء.
ليس لرابعةَ المكان خصوص أو شرف، وإنما هو إنسان رابعة، هو ذلك الإنسان مَن شرّف المكانَ وجذب القلوب إليه والأبصار.
هُم أهل رابعة، ولولا أهلها لكان الميدان نِسيا مَنسيا.
فهنيئا لرابعة أهلها، وهنيئا للمرابطين عزّتهم وصمودهم!
أجدت الوصف للمكان بأهلة وبيان فضلهم في منحه ما بات يميزه من شرف
وأصبت وأنصفت في وصف أهل رابعة الفاضل المؤمنين

نص بديع أيها الكريم

دمت بخير

تحاياي

إيمان نور
10-10-2013, 09:16 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اديبنا الراقي عبد الرحيم صادقي

نص عميق جدا وتوصيف مذهل لاهل رابعة الاطهار

هم فى العلياء الان رحمهم الله واصطفاهم مع الشهداء والابرار ان شاء الله

وانتقم من القتلة الظالمين

رائع سيدي

كل التحايا والتقدير

نداء غريب صبري
31-10-2013, 06:11 PM
بعض الأماكن قداستها لمرورها في صفحة نبي أو رسالة
وبعضها قداستها لأن أهلها غسلوها بالدم الطاهر

نثرك رائع أخي

شكرا لك

بوركت

عبد الرحيم صادقي
20-11-2013, 09:44 PM
نص بديع أيها الكريم
دمت بخير
تحاياي

ودمت في خير وعافية
ودامت لك المسرات

عبد الرحيم صادقي
20-11-2013, 09:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نص عميق جدا وتوصيف مذهل لاهل رابعة الاطهار
هم فى العلياء الان رحمهم الله واصطفاهم مع الشهداء والابرار ان شاء الله


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سيلقون إن شاء الله خيرا مما خلفوا
بوركت إيمان نور
ودمت في رعاية الله

عبد الرحيم صادقي
20-11-2013, 10:15 PM
بعض الأماكن قداستها لمرورها في صفحة نبي أو رسالة
وبعضها قداستها لأن أهلها غسلوها بالدم الطاهر


صدقت نداء
وإن الدم الطاهر ليزيل نجاسات الأماكن ثم يكون شاهدا على سفاهة السفهاء
طابت أيامك

خلود محمد جمعة
23-11-2013, 08:38 PM
نعم أخي اشراف رابعة هم من لونوها بالكرامة والرفعة
مباركة هي رابعة بشهدائها
مباركة بكل الأحرار اللذين صمدوا
ومبارك حرفك
دمت بخير مودتي وتقديري

عبد الرحيم صادقي
27-11-2013, 12:31 AM
مباركة هي رابعة بشهدائها
مباركة بكل الأحرار اللذين صمدوا
ومبارك حرفك


ومبارك مرورك خلود
شكر الله لك
ودامت لك المسرات

فاطمه عبد القادر
27-11-2013, 01:50 AM
لكن المؤكد أن ليس للمكان قيمة في ذاته، وليس له من الخصوص إلا بقدر ما يستمدّ ممن يَعمُره، ولولا أن الأمر كذلك ما كانت حرمة المؤمن أعظم من حرمة الكعبة. يملأ الإنسان المكان بالخير فيشرف المكان، ويسفل فلا يكون للمكان شأن، أو يكون مكانَ شؤم يُتقى كوادي ثمود.

السلام عليكم
لقد تشرف ميدان رابعة وكل مكان في مصر بدماء الثائرين الصابرين المرابطين ,
رحمهم الله ,,فهم شهداء عند ربهم يرزقون ,
وسنرى ذل قاتليهم بأعيننا يوما,, بإذن الله .
شكرا لك أخي
ماسة

عبد الرحيم صادقي
30-11-2013, 12:29 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم، هم شهداء بإذن الله وقاتلوهم إلى خزي وذلة.
بوركت ماسة
وطابت أيامك

د. سمير العمري
29-03-2014, 06:51 PM
صدقت أخي فالشرف للإنسان الذي صمد وتحدى الجور والظلم ودفع الثمن دمه وعمره ، ولم يأبه لحرارة الصيف على الصائم ولا ضيق المكان على القائم.

نص جميل ينتصر للحق وللخير وبأسلوب مميز فلا فض فوك!

تقديري

آمال المصري
31-03-2014, 12:32 AM
وفي رابعة شهدت الدماء بطولة وصمود القائمين الساجدين
وفي رابعة كانت أكبر مجزرة جماعية بأبشع الصور
ورابعة صارت تاريخ يشهد على الظلم وفساد السياسة في مصر
حسبنا الله ونعم الوكيل