المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انما الامم الاخلاق ؟ ؟؟ ؟



محمد حافظ
25-01-2005, 07:42 AM
جرى خلاف كبير بين المفكرين حول الاخلاق أهي صفة للفرد؟ وهل هي فطرية ؟ ام انها مكتسبة ؟ ام هي صفة للجماعة وما بينهم من علاقات ؟ وقد استدل كل فريق بأدلته , فأفاض بالشرح والبيان معززا ما ذهب اليه .
فقال بعضهم " ان الله سبحانه وصف نبيه بأنه على خلق عظيم , وان النبي قال " انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق – فذهبوا برأيهم الى ان صلاح المجتمعات بصلاح أفرادها , ورد آخرون بأن ذلك لم يخرج الخلق عن صفته الفردية وقالوا بان صلاح الفرد بصلاح مقوماته الفردية وهي العقيدة والعبادة والاخلاق والمعاملة .. اما صلاح الجماعة , أي المجتمع فهي بصلاح مقوماته وهي العرف العام والنظام الذي ينظم علاقات الناس ... وشتان بين النظرتين .
\\\قال الله تعالى"ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون"وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال :"ان الله يحب معالي الاخلاق ويكره سفاسفها"وعنه صلى الله عليه وسلم انه قال"انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق"هذه النصوص تدل على ان الاخلاق من احكام الاسلام فالاية دلت على احكام معينة من الاخلاق وهي ان الله امر بالعدل والاحسان وصلة الارحام ونهي عن المحرمات والمنكرات والعدوان على الناس . والاحاديث دلت على الاخلاق بوجه عام . والخلق هو الصفة التي تصبح للانسان حتى تكون سجية له وعادة قال تعالى"ان هذا الا خلق الاولين"اي سجية الاولين وعاداتهم . وهذه الصفة ان كانت حسنة فهي خلق حسن وان كانت سيئة فهي خلق سيئ . ويطلق الخلق ويراد به الدين قال تعالى مخاطبا الرسول صلى الله عليه وسلم"وانك لعلى خلق عظيم"اي على دين عظيم . لان سياق الاية يعين انه الدين اذ هي"ن والقلم وما يسطرون، ما انت بنعمة ربك بمجنون، ‎وان لك لاجرا غير ممنون، وانك لعلى خلق عظيم، فستبصر ويبصرون بايكم المفتون .‎ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين"فالبحث هو انهم قالوا انه مجنون عن الرسالة التي جاء بها فالموضوع هو الدين الذي جاء به وليست صفاته فانهم يعلمون قبل بعثه انه احسنهم صفات ولذلك كان معنى الخلق في الاية الدين جاء في تفسير الجلالين"وانك لعلى خلق"دين"عظيم"والاخلاق مع كون الاحاديث جاءت تحث على الحسن منها بشكل عام وتنهى عن السيء منها بشكل عام ولكن النصوص الشرعية من الكتاب والسنة حين جاءت بالاحكام الشرعية التي تعتبر من الاخلاق كالعدل والاحسان وكالصدق وكالعفة والوفاء وغير ذلك لم تأت بها على انها اخلاق فقط ولا قالت عنها انها اخلاق فقط لا صراحة ولا دلالة ولا اشارة وان كانت هي صفات حسنة اي اخلاقا وانما جاءت بها احكاما شرعية . واعتبرت من الاخلاق . فحين ينظر اليها في التعليم والعمل يجب ان ينظر اليها بانها احكام شرعية يكون المتصف بها ذا خلق حسن ان كانت مما امر الله به وذا خلق سيء ان كانت مما نهى الله عنه ولا يجوز ان ينظر اليها على انها صفات خلقية فحسب . لان المسلم مخاطب بالاحكام الشرعية ولو كانت هذه الاحكام اخلاقا وليس هو مخاطبا بالصفات فقط بوصفها اخلاقا فحسب ولان كونها حسنة او سيئة مرتبط بالشرع اي بالنص الشرعي الذي جاء بها وليس في نفس الصفة . والله تعالى امر بالصدق ونهى عن الكذب باعتباره حكما شرعيا يجب التقيد به لاباعتباره صفة حسنة يجب الاتصاف بها، اي لا باعتباره خلقا فقط . وامر بالرحمة باعتبارها حكما شرعيا لا باعتبارها صفة حسنة فحسب اي لا باعتبارها خلقا فقط . بدليل انه اجاز الكذب في الحرب حكما شرعيا، وبدليل انه امر بالشدة مع الكفار"اشداء على الكفار"ونهى عن الرحمة في عقاب الزاني"ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله"فلو كان الامر بالصدق والنهي عن الكذب والامر بالرحمة امرا بالصفات فقط اي امرا بالاخلاق فقط لما جاز الكذب بحال من الاحوال ولما جازت الشدة واقره بحال من الاحوال لان الصفة لم تتغير ولكنه لما كان حكما شرعيا لفعل معين فانه يتعلق بالفعل حسب نص الشرع ولذلك كان الكذب في احوال حراما وفي احوال اخرى مباحا وكانت الرحمة في احوال مأمورا بها وفي احوال اخرى منهيا عنها ولهذا لا يجوز ان تجعل الاحكام الشرعية اخلاقا فقط ويؤمن بها كأخلاق فقط بل يجب ان تبقى احكاما شرعية كما وردت ونؤمن بها كاحكام شرعية باعتبارها اخلاقا، لا كاخلاق فقط . واذا امر بها كاخلاق فقط لا كاحكام شرعية فانه لا يكون امرا بالشرع بل امرا بالاخلاق فقط ولا فرق في ذلك بين الاحكام الشرعية المتعلقة بالسلوك الشخصي كالعفة او المتعلقة بالسلوك مع الغير كالوفاء فكلها يجب ان يؤمر بها كاحكام شرعية ولا يصح ان يؤمر بها كاخلاق فقط اي كصفات حسنة فحسب .‎وكذلك ينهى عنها كاحكام شرعية لا كاخلاق سيئة فحسب . حتى ان المسلم اذا صدق باعتبار الصدق صفة حسنة فحسب لا كحكم شرعي لا يثاب على صدقه لانه لم يعمل بحكم الله وانما عمل بما يراه صفة حسنة بخلاف ما لو صدق لان الله امر بالصدق اي باعتبار الصدق حكما شرعيا فان يثاب على تقيده بالحكم الشرعي . وليحذر المسلمون كل الحذر من القيام باعمالهم على اعتبار انها اخلاق فقط او من الدعوة الى مكارم الصفات باعتباره اخلاقا فقط فانهم ان فعلوا ذلك لا يكونون قد عملوا بالحكم الشرعي او دعوا الى احكام الله . علاوة على ان ذلك يجعل عملهم وعمل الكفار واحدا ويجعل دعوتهم ودعوة الكفار دعوة واحدة . فالكفار يمجدون الخلق الحسن لانه صفة حسنة ويدعون للخلق الحسن لانه صفة حسنة وهم يقومون بذلك رجاء السمعة الحسنة او لما في هذا من نفع لا لان الله امرهم به واما المسلم فلا يحل له ان يفعل ذلك بل يجب ان يتصف بمكارم الاخلاق لان الله امر بها اي باعتبارها احكاما شرعية ليس غير ولا يجوز له غير ذلك لان الاخلاق في الاسلام احكام شرعية لا صفات اخلاقية فحسب .////
فالامة تجمعها العقيدة التي تعتقدها , والدولة تحدد شكلها أنظمتها التي تطبقها , والعقيدة الاسلامية تجعل المسلم يتصف بالصفات الخلقية لا لكونها صفات حميدة بل لانها أحكام شرعية مأمور بها .وتجعل المجتمع يطبق انظمة الاسلام لا لانها تحقق الرخاء والتقدم ولكن لانها ايضا أحكام شرعية مأمور بها .

نعيمه الهاشمي
25-01-2005, 10:17 AM
السلام عليكم ورحمة الله


بارك جهدك الثمين أخي محمد

ويقول أبانا العلي كرم الله وجهه


أهل العلم

الناس موتي و أهل العلم أحياء
و الناس مرضي و هم فيها أطباء

و الناس أرض و أهل العلم فوقهم
مثل السماء و ما في النور ظلماء

و زمرة العلم رأس الخلق كلهم
و سائر الناس في التمثال أعضاء

نعيمه الهاشمي
25-01-2005, 10:24 AM
وقول الأمام العلي كرم الله وجهه


يا حلة نسجت بالدر و الذهب
إلا و أحسن منها العلم و الأدب

علم بنيك صغارا قبل كبرهم
فليس ينفع بعد الكبرة الأدب

فخرنا بالعلم و الأدب

من كان مفتخرا بالمال و النشب
فإنما فخرنا بالعلم و الأدب

لا خير في رجل حرٍّ بلا أدب
نعم و لو كان منسوبا إلي العرب

بارك الله فيك ونفعنا الله بعلمك أخي محمد

اختك

نعيمه:tree:

ابو نعيم
29-01-2005, 11:07 PM
اجمل ما سمعت منذ ايام كلمة في خطبة جمعة لخريج ازهري ماجستير في الدراسات الاسلامية وصلنا منذ شهور فاعاد في نفسي احتراما فقدته للازهر برئاسة هذا الخبيث الدعي الموظف ... قبح الله وجهه / عبد طنطاوي . اذله الله واركسه بما فعل ويفعل ...

المهم ان ما تفضل به الاخ / الدسوقي :

مقاربة لقول شوقي رحمه الله حين نطق بهذا البيت غير عالم ولا عارف بمعناه ولو كان حيا لبدله الى ما تفضل :
انما الامم الافكار ما بقيت === فاذا هموا ذهبت افكارهم ذهبوا ...

فالحسن ما حسنه الشرع والقبح ما قبحه الشرع ولا نقبل بغيره ميزانا ان شاء الله

والشكر موصول لهذا النشيط المجد الاستاذ محمد حافظ على اتحافنا بموضوعات قيمة واساسية للبناء الفكري ...ونرجوا ونطمع بالمزيد

داعين المولى ان يحفظه واخوانه وينوّر بامثاله من الطبقة الواعية المستنيرة الطريق امام جمهور الامة في هذه اللحظات المصيرية من تاريخها .

حوراء آل بورنو
30-01-2005, 01:19 AM
مقال رائع يا أستاذنا

بارك الله فيك و في جهودك .

محمد حافظ
06-02-2005, 07:31 AM
ألاخت الفاضلة نعيمة الهاشمي :
التحية لك والشكر لما أضفت , فأمير المؤمنين علي كرم الله وجهه , مدرسة يؤخ> منها كل علم ,
الناس موتي و أهل العلم أحياء
و الناس مرضي و هم فيها أطباء
نعم , وكما قال سيد الخلق , " صنفان من امتي اذا صلحا صلح الناس واذا فسدى فسد الناس العلماء والامراء "

محمد حافظ
06-02-2005, 07:33 AM
أخي ابو نعيم
, لو كان احمد شوقي حيا اليوم لقال ؛
انما الامم الافكار ما بقيت ::::::: فان هم ذهبت أفكارهم ذهبوا
فالامم بافكارها ووجهة نظرها في الحياة , وما الخلق الا نتاج للفكر في العقول ولوجهة النظر في الحياة ليس الا , فالصدق عند الرأسمالي موجود وعند المسلم موجود , ولكن وجوده عند الراسمالي قائم على المصلحة فيصدق طالما الصدق يحقق منفعة ... واما في الاسلام فالصدق هو حكم شرعي يلتزم به بغض النظر عن النتيجة ... ومن هنا لم يكن عند البشر اتفاق على اي صفة خلقية بذاتها ... فهل الصدق مطلوب وهل الصدق فعل حسن ؟؟؟؟ لا يمكن الاجابة على هذا السؤال من أي انسان بتجرده !!! بل الصدق في الاصلاح بين متخاصمين – ان كان يؤدي الى زيادة الشقاق والفرقة – مطلوب تجنبه والالتفاف عليه , ليتم الاصلاح بين الاخوة ... كما الغضب !! فالغضب مذموم بعمومه ... ولكن الغضب لله والغضب للمقدسات عند الامة والغضب لاعتداء على العرض والشرف كلها محمودة بل احيانا واجبة , وقد قيل " من استغضب ولم يغضب فهو حمار " ...
والشكر متصل على المرور والاضافة .

محمد حافظ
06-02-2005, 07:34 AM
التحية لك أخت حرة
وأشكرك على رفع المعنويات بالكلام الطيب .

حوراء آل بورنو
08-02-2005, 12:25 PM
رعاك الله يا أخي

ما قصدت إلا ما قلت ، هو مقال رائع ، و لك قلم مثابر صبور ، فلا حاجة لك بكلماتي المشجعة .

كنت و مازلت من أكثر من يقرأ لك و يتابعك .

تحية طيبة .

جاردينيا الحمدان
10-02-2005, 09:40 PM
~*~ ~*~

بوركتَ أخي محمد

سامحك الله إذ لم تبقِ ما يمكن إضافته إلا ان أقول لك:

هاذي شمائلكَ يشيد بها الورى . . . . . تُدني القلوبَ إليكَ ياروض التقى

تسمو بك الأخلاق تنعم بالندى . . . . . فزتَ وربّ الناس يا فيض النهى

تحياااااتي بشدة

~*~

د. سمير العمري
27-02-2005, 08:47 AM
أخي الفاضل محمد حافظ:

شكر الله لك ما تفيض به هنا مما نرجو أن يكون نبراساً للمشاركة ومنهجاً للحوار والمداولة بما يعكس المنفعة والفائدة.

أما ما أراه فهو القول الذي قاله شوقي "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت". وإنما كان ذلك لأن الخلق لا يعني الفضائل فحسب بل هو معنى أوسع وأشمل يشمل فيما يشمل الفكر والمنهج وأسلوب الأداء إضافة إلى الفضائل ومكارم الأخلاق. إن النظرة الصادقة لمعنى الآية الكريمة التي مدح فيها المولى عز وجل رسوله الكريم بالخلق العظيم لدليل مقنع على أن الأخلاق هي عماد الأمم وسبب استمرارها وعلائها ، وإن كان الرسول قد حاز من ربه على الخلق العظيم حتى عرف به منذ حداثة سنه فإنما كان ذلك إيذاناً بأن انتصار الحق وعلوه على الباطل إنما يكون بنشر الخلق القويم ويساق في هذا من الأدلة الكثيرة التي لا أجدني إلا أشير إلى أهمية الخلق في منهج الحق جل وعلا حين أنطق على لسان رسوله هذه المعاني العظيم فقال عليه الصلاة والسلام: "الدين المعاملة" وقال كذلك: "الدين النصيحة" ولم يقل بسواهما وكلا الأمرين كما نرى يتحدثان عن الخلق بمفهومه الشامل. ولعلي أشير أيضاً إلى حديث رسول الله عليه صلوات ربي وسلامه: "أقرب الناس إلى الله تعالى أحاسنهم أخلاقاً" وربما أسوق أيضاً حديث البغي التي سقت الكلب فشكر الله لها فأدخلها الجنة وتلك التي حبست الهرة فأدخلها النار.

أخلص إلى القول بأن معنى الأخلاق أشمل من الفضائل وأن الأخلاق هي بالفعل ما ترفع الفرد والأمة أو تذهب بريحها وأختم تدليلاً بقول الله تعالى مخاطباً نبيه الكريم:
(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (آل عمران:159)

الحمد لله أولاً وآخراً والعاقبة للمتقين


تحياتي واحترامي
:os::tree::os:

محمد سوالمة
01-03-2005, 10:33 PM
بارك الله فيك

محمد حافظ
05-03-2005, 09:06 AM
الاخت جاردينيا الحمدان :
أخجلتم تواضعنا , فكلمات لا اظن انني استحقها , فان كان قولك فيّ حقا , ووصفك لي صدقا , فالفضل والوصف والمدح , لوالد له مني كل دعاء بالرحمة والدرجات العلى في الجنة , فهو من خلفني , وهو من رباني , فعلمني وأدبني وأوصاني قبل ان يغادرنا الى جوار المولى . والفضل متصل لحزبه وحزبي الذي علمه وعلمني فصقل له شخصية متميزة بفكر سليم مستنير , فوعى الامور على حقيقتها وأورثنا – لا مال ولا أملاك – بل طريقة في التفكير المستنير وعقيدة عقلية ينبثق عنها نظام ونظام منزل من عند الله فاورثنا فكرة النهوض وانار لنا طريقة الارتقاء في الحياة ...
فاسعى لبره بتنفيذ وصيته ....

اطل الوقوف على الوجود تأملا= واختر لنفسك بعد ذلك منزلا
لك آية حيث اتجهت وعبرة = تذكي فؤادك أو تزيد تساؤلا
فانظر إلى كبد السماء تُبن بها= نجما يضيء وذاك آخر آفلا
يقضي الهلال بكل ليل منزلا= جل الذي قدر الهلال منازلا
ما كاد يظهر للوجود كماله= حتى غدا عرجون نخل ذابلا
وسراج شمس قد أضاء بنوره= فإذا مضى أعطاك ليلا أليلا

وانظر الى الإنسان كيف سرت به= روح يروح بها ويرجع قافلا
تمتاز بالإدراك عن كل الورى= وحملت عبئا للأمانة جاهلا

أنت الذي سأل الإله شهادة= نادى ألست بربكم قالوا بلى
أنت الذي حَمَلْتَ خير رسالة= وعرفت معنى للحياة وموئلا
وهدا ك للنـجدين فانـظر ماذا ترى= هل تهتدي أم كان قلبك غافلا
إن الحياة هناءها وشقاءها= إن طال دهرا كان عمرك زائلا
ولتسألن عما كسبت أو اكتسبت=وما جنيت وما بذلت مفصلا
فاتقه تنجُ وصبِّرَنْ لعبادة= متقربا متضرعا متوسلا
أجــب النــــــــداء إلى الصـلاةملبيا= صوت المؤذن إذ يردد حيعلا
قم صم وجد واتل لكتاب مردّدا= رحماك ربي ما دعوتك باطلا
واخفض جناحك رحمة ومحبة= للوالدين ومحسنا متذللا
حق عليك لذي القرابة أوفه= لا منة أطعم لربك سائلا
مجدا تريد من الحياة و رفعة= فاسلك سبيل المؤمنين مناضلا
لك إخوة ساروا على نهج النبوة= يبتغون من الإله تفضلا
هم خيرة حملوا لخير رسالة= أكرم بهم إياك أن تتحولا
عيناك عنهم للملذة طالبا= فالنصر آت ــ لا أبا لك ــ ماثلا
وعدٌ إليهم من عزيز قادر= قد كان حقا في الكتاب منزلا
قد طلّقوا متع الحياة وجددوا = عهد النبوة للبرية منهلا
يشرون أموالا لهم ونفوسهم= لنعيم فردوس أجل وافضلا
الصابرون الصادقون القانتون = المؤمنون السابقون إلى العلا
التائبون الحامدون الشاكرون= الراكعون الساجدون تبتلا
هم حطمواعرش الطغاة وزلزلوا=صرح الفساد ومعلنون إلى الملا
إن الخلافة والشريعة والعقيدة= والجهاد وسيرة السلف الأُلى
صبح تنفس نوره بين الورى= حمل القلوب ضياؤه نحو العلا
سبل السعادة والهداية والتقى= والمجد تحت بيارقٍ متهللا
هذي سبيل المؤمنين فان تكن= شهما رجوتك فابتدرني قائلا
الله اكبر لا أطيق فراقهم= يوما ولا يوما أريد تحولا