المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في حضرة الرّحيل



هيثم السليمان
21-08-2013, 05:53 PM
في حضرة الرّحيل




إلى أخي الأستاذ عبد الرَّزَّاق درويش رحمه الله الذي اغتالته أيدي الظلمة



زنبقةٌ للحبِّ , ميعادٌ للصّلاةْ
قبّةٌ للنسر تبكي , وجروحٌ في المساءْ
هدَّها العويلُ تلكَ المِقْصَلَةْ
فانْتَشَتْ من روعها تستجدي الحُداءْ
طاف طائفٌ في الموجِ يستبقُ الحياةْ
مُعْلِنَاً صَرخةَ الثَّكلى في أُفقِ الرَّجاءْ
دمعةٌ تسيلُ من خدِّ أنثى
فرحةٌ ... وابتسامةٌ ...
موتٌ ... حياةْ ...
لم يكن موتاً جميلاً , كانَ عُرساً للبهاءْ
أفيضي ورودَ الموتِ عليهِ دفقةً من حياةْ
أفيضي عليهِ بسمةً لم تكن تسترعي الانتباهْ
مُدْمِنَاً في الحُبِّ هذا العروسْ
مُدْمِنَاً في الصَّمتِ ... في الموتِ ... وفي عنعنةِ السَّاقيةْ
مُدْمِنَاً في كلِّ شيءٍ خطَّهُ الأفقُ المروَّعُ بالنَّحيبْ

* * *
عبدَالرَّزَّاقِ ...
وميلادُ نبضي ينطفئ من الوريدِ إلى الوريدْ
لم تكن فيكَ ريحُ القافلةْ
كنتَ جيلاً من أحزانِ دجلةَ والفراتْ
كنتَ إنساناً وأيَّ إنسانْ ؟!
كنتَ زنبقةً على أسوار قيصرْ
تورقُ كلَّما جدَّ البكاءْ

* * *
عبدَالرَّزَّاقِ ...
طموحُ الشَّمسِ فيكَ أن ترتقي مِدْراجَ حُبِّكْ
علِّمها كيفَ تختفي هذي النُّجومُ في مِحرابِ صمتكْ
علِّمها كيفَ تبتدئُ النَّزيفَ عندما تفكِّرُ في شفتيِّ عشقكْ

* * *
ساحةٌ تراءتْ خلفَ ضبابِ الأزمنةْ
تنعي صهيلَ الموت في أفق المطرْ
متْنَا وما ماتَ الضِّياءْ
عِشْنا كأنَّنا هباءْ
نسترقُ النَّبضَ , ونحني القبَّعةْ
نُجادلُ عِشقاً ... تُولَدُ مِئذنةْ

* * *
كيفَ فيكَ تنطفئُ الحياةْ
وكنتَ قد علَّمتها أسرارَ النَّجاةْ
كيفَ لم توصِها أن تُعلنَ الحِدادْ
وهي – كما عرفتَها – خائنة للودادْ
سُرعانَ ما استرقتْ منكَ النَّحيبْ
ذلكَ المُلْهِمُ الفذُّ في دُنيا الخيالْ
أعطيتَها أُنشودةً من حبِّكْ
واللَّيلُ والنُّجومُ لم ترعَ بعدُ وِدَّكْ

* * *
عبثٌ هذا التَّضادْ
عندما يترجَّلُ فارسٌ تتطاولُ الفزَّاعاتُ مُعلنةً
ميلادها

* * *
صَخَبٌ يُرفرفُ فوقَ وجهِ اليراعْ
أعلنَ موتهُ , وقد جفَّتْ فيهِ الحياةْ
ليست الخيلُ وحدها من تموتُ بعدَ فرسانها
فاليراعُ بموجهِ العُبابُ ينطفئُ في الذَّاكرةْ
لينهي قصَّةَ الآهِ الحزينةْ
فوقَ قُصاصاتٍ غدتْ تاريخاً من دِماءْ

* * *
عبدَالرَّزَّاقِ ...
يا نبضَ الحياةِ في عالمِ الشَّقاءْ
لَمْلَمْتَ جراحكَ وودَّعتنا
فلم يزلْ فينا بعضٌ من وفاءْ

فاتن دراوشة
21-08-2013, 09:44 PM
رحمه الله وجعل جنان الخلد مثواه

نصّ رائع بمضمونه وصوره

لغته تدرّجت ما بين المباشرة والتّكثيف

لكنّه بمجمله نقل الكثير من الجمال

دمت مبدعًا أخي

مودّتي

فاطمه عبد القادر
22-08-2013, 01:12 PM
عبدَالرَّزَّاقِ ...
يا نبضَ الحياةِ في عالمِ الشَّقاءْ
لَمْلَمْتَ جراحكَ وودَّعتنا
فلم يزلْ فينا بعضٌ من وفاءْ

السلام عليكم
رحم الله عبد الرازق ,وكل عبد الرازق فهُم كثير ,
نص رائع من القلب والدموع
شكرا لك أخي
ماسة

براءة الجودي
22-08-2013, 01:55 PM
بل هو كل الوفاء
خاطرة مؤثرة ويسكنها ألم الفراق والإحساس بمعاناة إخواننا المسلمين
رحمه الله رحمة واسعة وكل المظلومين لن يُنسى أمرهم لأنَّ هناك إلهٌ عادل يقتص لهم من الظالم وعقاب من لم يُعجل له في الدنيا قبل الآخرة
كل الود

كاملة بدارنه
24-08-2013, 06:27 PM
كلمات مؤثّرة
رحمه الله وجميع موتى المسلمين
بوركت
تقديري وتحيّتي

عمر الحجار
25-08-2013, 08:07 PM
لن يبوح بحزنك أحد أيها الليل عدا قلم ضرير يتلمس طريقه بين أصابعي.

محمد ياسر
26-08-2013, 12:43 AM
الرحمةله
نصوص عميقة
بلغة فاخرة و بيان سامق
تقديري و تحية تليق بك

ناديه محمد الجابي
26-08-2013, 10:06 AM
إنا لله وإنا إليه راجعون
مؤثرة تطبع في الوجدان
لامست أوتار قلبي لما بها من مشاعر وفية طيبة
دمت رمزا لكل جمال ووفاء ومكرمة
عزف حرفك أنينا شجيا حزينا
بورك الحرف الصدوق.

هيثم السليمان
04-09-2013, 09:12 PM
رحمه الله وجعل جنان الخلد مثواه

نصّ رائع بمضمونه وصوره

لغته تدرّجت ما بين المباشرة والتّكثيف

لكنّه بمجمله نقل الكثير من الجمال

دمت مبدعًا أخي

مودّتي


شكراً لكِ أختي فاتن على هذه الإطلالة
بارككِ الله

ربيحة الرفاعي
22-09-2013, 01:08 PM
رحم الله فقيدا خلف في القلوب غيوما ودقها بهذا البهاء الشعوري
مؤثرة ونابضة بالمعاني

فرج الله كربات الأمة ورحم شهداءها وأحياءها

دمت بخير

عدي بلال
23-09-2013, 03:01 PM
القدير هيثم السليمان

مؤثرة بصدقها وبلاغتها ..

شكراً لك

نداء غريب صبري
13-10-2013, 06:22 PM
رحم الله الأخ الأستاذ عبد الرزاق درويش
ورحم جميع من فقدنا

نص جميل مليئ بالمشاعر المميزة

شكرا لك أخي

بوركت