تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بدعة السجدة الشعرية



فريد البيدق
24-08-2013, 09:14 PM
من أكاذيب الأصفهاني .. بدعة السجدة الشعرية
(1)
تعرف سجدة الصلاة، وإن كانت لك بعض ثقافة إسلامية فإنك ستعرف سجدة التلاوة وسجدة السهو، وإن زادت ثقافتك فإنك ستعلم سجدة الملائكة لآدم التي كانت تعظيما، قال تعالى: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} [الحجر: 29]، ولا بد أنك سمعت قوله تعالى: {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} [يوسف: 4]، وقوله تعالى: {وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ} [الأعراف: 120].
وغير ذلك من السجود الشرعي، لكن هل سمعت قبلا بسجود الشعر؟
أنا لم أسمع به قبلا إلا عند قراءتي كتاب "قضايا حول الشعر" للدكتور عبده بدوي، في جزئه الأول نشر الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة 1992، في هامش 47 ص44- حين قال: "يلاحظ أن ما يسمى بالسجدة الشعرية كان يتم للبراعة في التشبيه، فقد سجد الفرزدق حين سمع:
وَجَلا السُّيولُ عن الطُّلول كأنها ... زُبُرٌ تُجِدُّ مُتونَها أقلامُها
وهناك السجدة المعروفة لعدي بن الرقاع حين قال:
تُزْجِي أَغَنَّ كأنّ إبرةَ رَوْقِه ... قلمٌ أصاب من الدَّواةِ مِدادَها".
هكذا أورد الدكتور المعلومة كأنها حقيقة لا نقاش فيها من دون عزو أو نسبة، ثم نسب الأمر ص111 إلى كتاب "طبقات فحول الشعراء" لابن سلام الجمحي، وكتاب "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني.
(2)
ولاستبشاعي الأمر، ولمعرفتي أن النقاد لا يهمهم أمر تحري الأمر الشرعي- بحثت في "طبقات فحول الشعراء" فلم أجد شيئا من ذلك، وبحثت في ديوان "عدي بن الرقاع" فلم أجد ذلك.
وبحثت في "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني، فوجدت خبر الفرزدق على النحو الآتي:
"أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثني محمد بن عمران الضبي قال: حدثني القاسم بن يعلى عن المفضل الضبي قال: قدم الفرزدق، فمر بمسجد بني أقيصر وعليه رجل ينشد قول لبيد، كامل:
وَجَلا السُّيولُ عن الطُّلول كأنها ... زُبُرٌ تُجِدُّ مُتونَها أقلامُها
فسجد الفرزدق. فقيل له: ما هذا يا أبا فراس؟ فقال: أنتم تعرفون سجدة القرآن وأنا أعرف سجدة الشعر".
ولم أجد خبر عدي بن الرقاع، إنما وجدت "أخبرني الحسن بن علي عن هارون بن محمد بن عبد الملك عن أحمد بن الحارث الخراز عن المدائني قال: قال جرير: سمعت عدي بن الرقاع ينشد:
تُزْجِي أَغَنَّ كأنّ إبرةَ رَوْقِه ...
فرحمته من هذا التشبيه، فقلت: بأي شيء يشبهه ترى؟ فلما قال:
قلمٌ أصاب من الدَّواةِ مِدادَها
رحمت نفسي منه".
(3)
فخلصت إلى أن هذه كذبة من كذبات أبي الفرج؛ فقد ذكر أمر السجود في مواضع فاحشة في كتابه مما لا يليق الإشارة إليه. ولزمني التنبيه إلى ذلك حتى إن صادف الأمر أحد الناس مرويا بصيغة التسليم كما ورد في كتاب "قضايا حول الشعر" لا يغتر بذلك، ولا يقبله.

مازن لبابيدي
25-08-2013, 02:08 PM
جزاك الله عن دينه كل خير أخي الحبيب فريد وزادك علما وتقى وأيدك بالحجة العالية .

براءة الجودي
26-08-2013, 08:31 AM
العنوان ملفت ويدعو للفضول ولايستسيغ القارئ أن يرى أن هناك مايدعو للسجود بالشعر فكله هذيان إلا من لديه رسالة وحكمة فيه وليس هناك كلام معظم نسجد له غير كلام الله
ولو كان كلاما آخر بعد القرآن العظيم سنسجد له لكان أولى أحاديث المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم من الشعر .
أشكرك على بحثك وعلى هذه المعلومات الفريدة كاسمك
تقديري لك أستاذنا الفاضل
بوركتَ

د. سمير العمري
29-08-2013, 01:13 AM
بورك جهدك وغيرتك وإنا معك ونؤيد ما قلت.

إنما هي بدعة فتنة ممن يهيمون في كل واد ويقولون ما لا يفعلون.

تقديري

ربيحة الرفاعي
30-08-2013, 09:02 AM
هل سمعت قبلا بسجود الشعر؟
أنا لم أسمع به قبلا إلا عند قراءتي كتاب "قضايا حول الشعر" للدكتور عبده بدوي، في جزئه الأول نشر الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة 1992، في هامش 47 ص44- حين قال: "يلاحظ أن ما يسمى بالسجدة الشعرية كان يتم للبراعة في التشبيه، فقد سجد الفرزدق حين سمع:
وَجَلا السُّيولُ عن الطُّلول كأنها ... زُبُرٌ تُجِدُّ مُتونَها أقلامُها
وهناك السجدة المعروفة لعدي بن الرقاع حين قال:
تُزْجِي أَغَنَّ كأنّ إبرةَ رَوْقِه ... قلمٌ أصاب من الدَّواةِ مِدادَها".
هكذا أورد الدكتور المعلومة كأنها حقيقة لا نقاش فيها من دون عزو أو نسبة، ثم نسب الأمر ص111 إلى كتاب "طبقات فحول الشعراء" لابن سلام الجمحي، وكتاب "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني.
(2)
ولاستبشاعي الأمر، ولمعرفتي أن النقاد لا يهمهم أمر تحري الأمر الشرعي- بحثت في "طبقات فحول الشعراء" فلم أجد شيئا من ذلك، وبحثت في ديوان "عدي بن الرقاع" فلم أجد ذلك.
(3)
فخلصت إلى أن هذه كذبة من كذبات أبي الفرج؛ فقد ذكر أمر السجود في مواضع فاحشة في كتابه مما لا يليق الإشارة إليه. ولزمني التنبيه إلى ذلك حتى إن صادف الأمر أحد الناس مرويا بصيغة التسليم كما ورد في كتاب "قضايا حول الشعر" لا يغتر بذلك، ولا يقبله.

بوركت أديبنا ونبيل قلبك وعظيم إيمانك
ولا حرمت أجر اجتهادك في الذود عن دينك وتتبع ما يحاولون في جذوع الطاعات من نخر

تحاياي

نداء غريب صبري
02-09-2013, 01:58 PM
لا حول ولا قوة الا بالله
ألن تسترح هذه الأمة من أعدائها الذين تظنهم أبناءها

شكرا لك أخير

وبوركت وغيرتك

بهجت عبدالغني
02-09-2013, 04:01 PM
فخلصت إلى أن هذه كذبة من كذبات أبي الفرج


وما أكثر كذباته في كتابه الأغاني ، وما أقبحها من كذبات
يتطاول على الصحابة وآل البيت والصالحين رضوان الله عليهم أجمعين

وقد رد أكاذيبه الأستاذ وليد الأعظمي في كتابه ( السيف اليماني في نحر الأصفهاني صاحب الأغاني )
قال عنه الخطيب البغداي في كتابه ( تاريخ بغداد ) :
( كان أبو الفرج الأصبهاني أكذب الناس كان يدخل سوق الوراقين وهي عامرة والدكاكين مملوءة بالكتب فيشتري شيئاً كثيراً من الصحف ويحملها إلى بيته ثم تكون رواياته كلها منها )


تحياتي ودعائي