خليل حلاوجي
25-08-2013, 04:43 PM
هل كان الرسول فقيرًا ؟
الفقر ليس عيبًا لأي إنسان ! بل العيب أن يدعو الإنسان إلى الفقر ! كما هو العيب من غني لايأبه للفقراء ..
المال شئ ورأس المال شئ آخر .. والمال الذي يخدم صاحبه شئ ، والإنسان الذي هو خادم لأمواله شئ آخر ..
ثم :
لابد أن نفرّق أول حياة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - عن آخرها ، وأول البعثة النبوية عن آخرها ، فبعض الأحكام الشرعية تنسخ وبعض الحوادث لا تُفهم إلا وفق سياقها الزمني .. فالنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعمل في الرعي أول حياته ثم مالبث أن عمل بالتجارة بأموال الناس لأمانته حتى ذهب بالتجارة في أموال أمنا خديجة رضي الله عنها .. والمال عنده وسيلة وأداة تجعل الآخرين يثقون بأخلاقه وعفته حتى ذهب مثلًا بين الناس بأنه (الأمين) على أموالهم ، وبمعنى أدق : أن المال في نظره ليس هدفًا يسعى له بل الأهم ( فضائل سمعته ) التي أعترف بها حتى أعداؤه ..
وهذا القرآن ينطق في سورة الضحى بمنة الله عليه بالغنى ، قال تعالى { ووجدك عائلا فأغنى } الآية8ــ قال ابن كثير ــ رحمه الله ــ :جمع له الله بين مقامي، الفقير الصابر والغني الشاكر و قال عبد الرحمن السعدي ـ رحمه الله ـ : { وَوَجَدَكَ عَائِلا } أي: فقيرًا { فَأَغْنَى } بما فتح الله عليك من البلدان، التي جبيت لك أموالها وخراجها...
فهل كان الرسول فقيرًا ؟
وللجواب نقرأ في كتاب ( سبل السلام ) للصنعاني : ( كَانَ -صلى الله عليه وسلم- يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ أَيْ مِمَّا اسْتَبَقَاهُ لِنَفْسِهِ وَالْمُرَادُ أَنَّهُ يَعْزِلُ لَهُمْ نَفَقَةَ سَنَةٍ وَلَكِنَّهُ كَانَ يُنْفِقُهُ قَبْلَ انْقِضَاءِ السَّنَةِ فِي وُجُوهِ الْخَيْرِ وَلَا يَتِمُّ عَلَيْهِ السَّنَةُ وَلِهَذَا تُوُفِّيَ وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عَلَى شَعِيرٍ اسْتَدَانَهُ لِأَهْلِهِ!) وخرج النبي - صلى الله عليه وسلم -على أصحابه ذات يوم وفي يده قطعة من الذهب فقال لعبد الله بن عمر: ''ما كان محمد قائلاً لربه لو مات وهذه عنده؟''. قسمها قبل أن يقوم .. وهل نفهم من كلام الصنعاني أن الرسول لم يخص نفسه بشيء من المال؟ بل يوزعه على أهل بيته وأصحابه والمحتاجين ولم يبق لنفسه وأهله شيئا ؟ أقول : لو تأملنا في مصدر ثروة النبي سنجد أن القرآن يحدثنا عن [ الفيء ] وهو مال النبي الخاص بلا حرب قال تعالى : (ما أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُول) ومن الفيء أرضه من أموال بني النضير ، والنصف من أرض فدك ، وثلاثة حصون خيبر: (الكتيبة، والوطيح، والسلالم) والثلث من أرض وادي القرى.
ثم
لنتأمل مصادر ثروة النبي - صلى الله عليه وسلم - الأهم ، فحسب ما جاء بنص القرآن وهي :
1- [ الخُمس ] من الغنائم والأنفال قال تعالى (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فأنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ) وبإحصاء بسيط نجد أن (28) غزوة و(37) سَرية توفر للنبي كمية مذهلة من الأموال بعد حساب حجم الغنائم،
2- ثم لنتأمل المصدر الثاني لثروة النبي وهي [ الهدايا ] التي كان يقبلها وهي هدايا يوافق الشرع على حصولها إياها ، ومنها أموال (مخيريق) اليهودي الذي أمن برسول الله يوم أحد ، وهي أول أرض ملكها رسول الله. وكان للرسول سبعة حوائط (بساتين) هي: المثيب، والصافية، والدلال، وحسنى، وبرقة، والأعواف، والمشربة. فقد ورد انه كان عنده اربعمائة رأس من الغنم موجودة فى بيته يحلبها لضيوفة ولنفسه ولأهله وكان عنده داجن (دواجن) وكانت الدواجن معلمة تقول فيها السيدة عائشة رضى الله عنها وارضاها (كانت لنا داجن تصيح وتعلو بصياحها ولها ضجيج فإذا دخل النبى حجراته سكن فلم يسمع لهن صوت قط) وسنقف معه - صلى الله عليه وسلم- في في حجة الوداع أي قبل وفاته بأيام وهو يذبح - من ماله الخاص - (83) بُدنة
سنقف مع هذه القضية ونتأملها بموضوعية :
1- جاء في الحديث أن يهوديًا رهن درع النبي على مال اقترضه-صلى الله عليه وسلم- .. السؤال الآن : هل كان لليهود وجود عندما توفي النبى فى المدينة المنورة بل وفي سائر شبة الجزيرة العربية كلها ؟ ثم لماذا يقترض من يهودي وهؤلاء الصحابة الأفذاذ وفيهم كبار الأغنياء والتجار كسيدنا عثمان بن عفان وسيدنا عبد الرحمن بن عوف وأغنياء الانصار؟
2- جاء في الحديث أن أم المؤمنين السيدة عائشة تقول ( كان يمر علينا الشهر والشهران لا يوقد فى بيتنا نار ) وهو كلام ينقل صورة وطبيعة حياته - صلى الله عليه وسلم - التي شابها أيام عسر عديدة ، ولكن اللافت في باقي أيام حياته أنه كان يأكل اللحم بل ويعجبه الزند من الغنم فيها ... ثم أن كرم الصحابة حيث الأنصار مشهورون بكرمهم فهذا سيدنا (سعد بن معاذ) يرسل فى الصباح جفنة مملؤة فتيتا ولحما وجفنة آخر النهار ، والآية في سورة الأحزاب /53 قَوْله تَعَالَى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إنَاهُ وَلَكِنْ إذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ .... }دلالة أن الصحابة كانوا يأكلون في بيت النبي .حتى سئل سيدنا أنس : عَدَدُكُمْ كَمْ كَانُوا ؟ قَالَ : زُهَاءَ ثَلَاثِمِائَةٍ .
3- وحديث كرمه - صلى الله عليه وسلم - مشهورًا فكان يُعطي عطاء من لا يخشى الفقر . ويروى أن رجلًا ذهب اليه وقال له : اعطنى مما اعطاك الله فأعطاه غنما تملأ ما بين جبلين وقال : هذا كله لك فقال : لا تطيب بنفس هذا ملك . غنم بين جبلين يجود بها ؟
والله تعالى أعلم وأحكم ..
الفقر ليس عيبًا لأي إنسان ! بل العيب أن يدعو الإنسان إلى الفقر ! كما هو العيب من غني لايأبه للفقراء ..
المال شئ ورأس المال شئ آخر .. والمال الذي يخدم صاحبه شئ ، والإنسان الذي هو خادم لأمواله شئ آخر ..
ثم :
لابد أن نفرّق أول حياة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - عن آخرها ، وأول البعثة النبوية عن آخرها ، فبعض الأحكام الشرعية تنسخ وبعض الحوادث لا تُفهم إلا وفق سياقها الزمني .. فالنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعمل في الرعي أول حياته ثم مالبث أن عمل بالتجارة بأموال الناس لأمانته حتى ذهب بالتجارة في أموال أمنا خديجة رضي الله عنها .. والمال عنده وسيلة وأداة تجعل الآخرين يثقون بأخلاقه وعفته حتى ذهب مثلًا بين الناس بأنه (الأمين) على أموالهم ، وبمعنى أدق : أن المال في نظره ليس هدفًا يسعى له بل الأهم ( فضائل سمعته ) التي أعترف بها حتى أعداؤه ..
وهذا القرآن ينطق في سورة الضحى بمنة الله عليه بالغنى ، قال تعالى { ووجدك عائلا فأغنى } الآية8ــ قال ابن كثير ــ رحمه الله ــ :جمع له الله بين مقامي، الفقير الصابر والغني الشاكر و قال عبد الرحمن السعدي ـ رحمه الله ـ : { وَوَجَدَكَ عَائِلا } أي: فقيرًا { فَأَغْنَى } بما فتح الله عليك من البلدان، التي جبيت لك أموالها وخراجها...
فهل كان الرسول فقيرًا ؟
وللجواب نقرأ في كتاب ( سبل السلام ) للصنعاني : ( كَانَ -صلى الله عليه وسلم- يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ أَيْ مِمَّا اسْتَبَقَاهُ لِنَفْسِهِ وَالْمُرَادُ أَنَّهُ يَعْزِلُ لَهُمْ نَفَقَةَ سَنَةٍ وَلَكِنَّهُ كَانَ يُنْفِقُهُ قَبْلَ انْقِضَاءِ السَّنَةِ فِي وُجُوهِ الْخَيْرِ وَلَا يَتِمُّ عَلَيْهِ السَّنَةُ وَلِهَذَا تُوُفِّيَ وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عَلَى شَعِيرٍ اسْتَدَانَهُ لِأَهْلِهِ!) وخرج النبي - صلى الله عليه وسلم -على أصحابه ذات يوم وفي يده قطعة من الذهب فقال لعبد الله بن عمر: ''ما كان محمد قائلاً لربه لو مات وهذه عنده؟''. قسمها قبل أن يقوم .. وهل نفهم من كلام الصنعاني أن الرسول لم يخص نفسه بشيء من المال؟ بل يوزعه على أهل بيته وأصحابه والمحتاجين ولم يبق لنفسه وأهله شيئا ؟ أقول : لو تأملنا في مصدر ثروة النبي سنجد أن القرآن يحدثنا عن [ الفيء ] وهو مال النبي الخاص بلا حرب قال تعالى : (ما أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُول) ومن الفيء أرضه من أموال بني النضير ، والنصف من أرض فدك ، وثلاثة حصون خيبر: (الكتيبة، والوطيح، والسلالم) والثلث من أرض وادي القرى.
ثم
لنتأمل مصادر ثروة النبي - صلى الله عليه وسلم - الأهم ، فحسب ما جاء بنص القرآن وهي :
1- [ الخُمس ] من الغنائم والأنفال قال تعالى (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فأنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ) وبإحصاء بسيط نجد أن (28) غزوة و(37) سَرية توفر للنبي كمية مذهلة من الأموال بعد حساب حجم الغنائم،
2- ثم لنتأمل المصدر الثاني لثروة النبي وهي [ الهدايا ] التي كان يقبلها وهي هدايا يوافق الشرع على حصولها إياها ، ومنها أموال (مخيريق) اليهودي الذي أمن برسول الله يوم أحد ، وهي أول أرض ملكها رسول الله. وكان للرسول سبعة حوائط (بساتين) هي: المثيب، والصافية، والدلال، وحسنى، وبرقة، والأعواف، والمشربة. فقد ورد انه كان عنده اربعمائة رأس من الغنم موجودة فى بيته يحلبها لضيوفة ولنفسه ولأهله وكان عنده داجن (دواجن) وكانت الدواجن معلمة تقول فيها السيدة عائشة رضى الله عنها وارضاها (كانت لنا داجن تصيح وتعلو بصياحها ولها ضجيج فإذا دخل النبى حجراته سكن فلم يسمع لهن صوت قط) وسنقف معه - صلى الله عليه وسلم- في في حجة الوداع أي قبل وفاته بأيام وهو يذبح - من ماله الخاص - (83) بُدنة
سنقف مع هذه القضية ونتأملها بموضوعية :
1- جاء في الحديث أن يهوديًا رهن درع النبي على مال اقترضه-صلى الله عليه وسلم- .. السؤال الآن : هل كان لليهود وجود عندما توفي النبى فى المدينة المنورة بل وفي سائر شبة الجزيرة العربية كلها ؟ ثم لماذا يقترض من يهودي وهؤلاء الصحابة الأفذاذ وفيهم كبار الأغنياء والتجار كسيدنا عثمان بن عفان وسيدنا عبد الرحمن بن عوف وأغنياء الانصار؟
2- جاء في الحديث أن أم المؤمنين السيدة عائشة تقول ( كان يمر علينا الشهر والشهران لا يوقد فى بيتنا نار ) وهو كلام ينقل صورة وطبيعة حياته - صلى الله عليه وسلم - التي شابها أيام عسر عديدة ، ولكن اللافت في باقي أيام حياته أنه كان يأكل اللحم بل ويعجبه الزند من الغنم فيها ... ثم أن كرم الصحابة حيث الأنصار مشهورون بكرمهم فهذا سيدنا (سعد بن معاذ) يرسل فى الصباح جفنة مملؤة فتيتا ولحما وجفنة آخر النهار ، والآية في سورة الأحزاب /53 قَوْله تَعَالَى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إنَاهُ وَلَكِنْ إذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ .... }دلالة أن الصحابة كانوا يأكلون في بيت النبي .حتى سئل سيدنا أنس : عَدَدُكُمْ كَمْ كَانُوا ؟ قَالَ : زُهَاءَ ثَلَاثِمِائَةٍ .
3- وحديث كرمه - صلى الله عليه وسلم - مشهورًا فكان يُعطي عطاء من لا يخشى الفقر . ويروى أن رجلًا ذهب اليه وقال له : اعطنى مما اعطاك الله فأعطاه غنما تملأ ما بين جبلين وقال : هذا كله لك فقال : لا تطيب بنفس هذا ملك . غنم بين جبلين يجود بها ؟
والله تعالى أعلم وأحكم ..