تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وددت أني لأصحابي مثله لأعدائه



عبد الرحيم بيوم
27-08-2013, 11:07 PM
في سياق ذكر ابن القيم لمنزلة الفتوة ودرجاتها قال:
الدرجة الثانية : أن تقرب من يقصيك وتكرم من يؤذيك وتعتذر إلى من يجني عليك سماحة لا كظما ومودة لا مصابرة
هذه الدرجة أعلى مما قبلها وأصعب فإن الأولى : تتضمن ترك المقابلة والتغافل وهذه تتضمن الإحسان إلى من أساء إليك ومعاملته بضد ما عاملك به فيكون الإحسان والإساءة بينك وبينه خطتين فخطتك : الإحسان وخطته : الإساءة وفي مثلها قال القائل :
إذا مرضنا أتيناكم نعودكم ... وتذنبون فنأتيكم ونعتذر
ومن أراد فهم هذه الدرجة كما ينبغي فلينظر إلى سيرة النبي مع الناس يجدها هذه بعينها ولم يكن كمال هذه الدرجة لأحد سواه ثم للورثة منها بحسب سهامهم من التركة وما رأيت أحدا قط أجمع لهذه الخصال من شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه وكان بعض أصحابه الأكابر يقول : وددت أني لأصحابي مثله لأعدائه وخصومه
وما رأيته يدعو على أحد منهم قط وكان يدعو لهم وجئت يوما مبشرا له بموت أكبر أعدائه وأشدهم عداوة وأذى له فنهرني وتنكر لي واسترجع ثم قام من فوره إلى بيت أهله فعزاهم وقال : إني لكم مكانه ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه ونحو هذا من الكلام فسروا به ودعوا له وعظموا هذه الحال منه". من مدارج السالكين 2/ 357

ناديه محمد الجابي
01-09-2013, 11:31 AM
أَنْ يُسدَى معروفٌ ويُصنَعَ جميلٌ، ثم يُقابل هذا المعروف والجميل بالإساءة - فهذا مما يُسبِّب الإحباطَ لدى بعض الناس، وربَّما يدفعهم إلى تغيير ما كانوا عليه من سلوك وخلق، ومقابلة الإساءة بمثلها أو أشد.
ويُسطر التاريخ الإسلامي نماذجَ رفيعة في التسامُح، والعفو، سطرت بأحرف من نور
فلو علم الإنسان ما للإحسان إلى المسيء من عظيمِ الثَّوابِ والعاقبة الحسنة في الدُّنيا والآخرة، ففي الدُّنيا ما يَحصلُ للمحسن من لذَّة الإيمان، وسَعَة الصَّدر وانشراحه، وسَلامة القلبِ من الأحقاد الشخصية، وحب الانتقام والتشفي، إنْ ثَبَتَ على هذه المعاناة النفسيَّة، مع حفظ الله له، كما أشار النبي الكريم لمن جاءه يشكو من الإساءة، فقال: ((لئن كنت كما قلت، فكأنَّما تُسِفُّهم الْمَلَّ، ولا يزالُ لك من الله - تعالى - ظهيرٌ عليهم ما دُمت على ذلك))، وانقلاب المعادي المبغض إلى مُحبٍّ ومُوالٍ؛ قال تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 34 - 35].
للَّهم وفقنا لهداك، واجعلنا ممن يقابل السيئة بالغُفران، والإساءة بالعَفو والإحسان، وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها، آمين يا رب العالمين.

بارك الل فيك وفي الشيخ الجليل ابن القيم
وملأ قلبك وقلوبنا بالسماحة والغفران
وأناره برضا الرحمن.

عبد الرحيم بيوم
17-09-2013, 09:41 PM
اللهم امين
وشكري لاضافاتك القيمة
حفظك المولى