هشام النجار
02-09-2013, 12:45 AM
كان من المُمكن أن يُصبحَ هذا العام عامَ الجماعة المصرية ، لينسى المصريون الجراحات والآلام وليدوسوا على أسباب الفرقة والنزاع ، فيتحولَ الصراع الذى كان ، الى ترابط وثيق وانطلاق نحو الوحدة ، على غرار عام فى التاريخ الاسلامى مشهور بهذا الاسم " عام الجماعة " ؛ عندما تنازل الحسنُ بن على سنة 41 هجرية عن أحقيته فى السلطة ، الا أن الاخوان المسلمين أصروا أن يكون العامُ عامَ جماعتهم فقط ، وليس جماعة المصريين ، ليصبحَ عنواناً آخرَ لاستنزاف الدم المصرى الخارج من جُرح الصراع على الحكم .
التراجعُ فى حد ذاته عمل شجاع ، فقد كان سَبباً فى وحدة المسلمين بعد أن كانوا على وشك استنزاف قواهم فى حروب أهلية ، فمنع ذلك وهيأهم لتوظيف الأعوام التالية ( 41 – 61 هجرية ) فى نشر الاسلام وتوسيع رقعته .
التاريخُ يشهد أن تراجعَ " الحَسَن " هو الذى أعادَ فتح نشاط الفتوحَات بعد تجميده لعشر سنوات ، لتحلَ البركة على الجماعة المُسلمة بأسْرها ، ولو كان الظاهرُ غمْط حق جماعة " الحَسَن " وتياره ، ولو تراجعتْ جماعة الاخوان لأصبحَ هذا العام عامَ جماعة المصريين ، ليُعاد افتتاحُ نشاط العمل والانتاج ونشر الدعوة بعيداً عن الصراع الساخن الدموى على السلطة .
التخلى عن السلطة قد يكونُ فى ظاهره تراجع عن ساحة العمل ، لكنه فى جوهره وحقيقته فتح الطريق الى ميدان العمل والكفاح بأرقى أسلوب ؛ انه عملية تفكيك عبقرية للصراع بين القوى المسلمة والوطنية لبذل الجهد فى ميدان العمل الأرْحب .
ولو عاندَ الحسن لتبددتْ قوى المسلمين فى النزاع الداخلى ، لتصبحَ الفرصة مُواتية لكسرى وقيصر والمنافقين لاستئصال الاسلام فلا تقوم له قائمة أبداً ، وهذا الاستدعاء جدير باسقاطه على الحالة المصرية بحذافيرها ، صراعاً ومَصيراً .
التراجعُ ليس جُبناً ولا عملاً سلبياً مَذمُوماً ، بل تربية للعقلية الايجابية فى أفراد الأمة وتوجيه لمجهودات الشعب وطاقاته الى عمل خلاق ، بدلاً من أعمال التخريب والتدمير وتغذية مشاعر الغضب ونحت خريطة الثارات فى الشخصية المصرية لعقود قادمة .
وهو اشارة الى حقيقة عظيمة بمزاولة العمل فى ميادينه المعتبرة عن طريق غير مباشر أكثر نجاحاً وانتاجية من مزاولته عن طريق مباشر أضراره تطال الجميع .
ورغمَ أن ذلك يخلو من روعة ظاهرية لا تروقُ للكثيرين ، الا أنه فعال فى نهاية الأمر ، بل يؤدى لحرمان المنافس من مساحات واسعة من الأرضية الشعبية والفكرية التى يقف عليها .
أرادوه عامَ جماعة الاخوان المسلمين الثانى فى الحكم وأردناه ويريده الكثيرون عامَ جماعة المصريين وعامَ الوحدة بينهم ، بالحب وارادة الخير للآخرين والاهتمام بأداء المسئوليات الشخصية والرضا ببعض الخسارة الشخصية من أجل الصالح العام ، والانشغال بتعليم الناس وتوعيتهم فى صمت لايقاظ فطرتهم وبناء الشخصية الذاتية وترسيخ جذورها والاستمرار فى بذل الجهود البناءة فى ظروف مُواتية .
كل هذه الأعمال تنطوى على قوة تسخيرية كبرى لدرجة أنه لو تبنتها جماعة الاخوان وغيرها من الجماعات المتحالفة معها فى الطريق الصحيح وباخلاص ، فلا شئ يستطيع أن يحولَ بينها وبين الوصول الى هدفها مهما كان عِظمُه .
ولو التزمَ الانسانُ طريقَ العمل الايجابى المَرن وجعلَ نشاطه الاصلاحى فى دائرة امكانياته المتاحة بالنظر الدائم الى حجم التحديات والظروف حوله واستشراف المستقبل واستخلاص دروس الماضى ، فسيرى كيف يُجرى اللهُ تعالى التدابير ، فى طريق رائع قلما يختاره الناسُ رغم وضوحه ورؤية ملامح النجاح فى نهايته من بعيد .
الا أن البعضَ لتقديمه لجماعة بعينها على جماعة المصريين ، يُصر على السير فى طريق وَعِر بائس ، مُعتقداً ومُؤملاً نجاحَه السريع فوق جثث المصريين وجماجمهم
التراجعُ فى حد ذاته عمل شجاع ، فقد كان سَبباً فى وحدة المسلمين بعد أن كانوا على وشك استنزاف قواهم فى حروب أهلية ، فمنع ذلك وهيأهم لتوظيف الأعوام التالية ( 41 – 61 هجرية ) فى نشر الاسلام وتوسيع رقعته .
التاريخُ يشهد أن تراجعَ " الحَسَن " هو الذى أعادَ فتح نشاط الفتوحَات بعد تجميده لعشر سنوات ، لتحلَ البركة على الجماعة المُسلمة بأسْرها ، ولو كان الظاهرُ غمْط حق جماعة " الحَسَن " وتياره ، ولو تراجعتْ جماعة الاخوان لأصبحَ هذا العام عامَ جماعة المصريين ، ليُعاد افتتاحُ نشاط العمل والانتاج ونشر الدعوة بعيداً عن الصراع الساخن الدموى على السلطة .
التخلى عن السلطة قد يكونُ فى ظاهره تراجع عن ساحة العمل ، لكنه فى جوهره وحقيقته فتح الطريق الى ميدان العمل والكفاح بأرقى أسلوب ؛ انه عملية تفكيك عبقرية للصراع بين القوى المسلمة والوطنية لبذل الجهد فى ميدان العمل الأرْحب .
ولو عاندَ الحسن لتبددتْ قوى المسلمين فى النزاع الداخلى ، لتصبحَ الفرصة مُواتية لكسرى وقيصر والمنافقين لاستئصال الاسلام فلا تقوم له قائمة أبداً ، وهذا الاستدعاء جدير باسقاطه على الحالة المصرية بحذافيرها ، صراعاً ومَصيراً .
التراجعُ ليس جُبناً ولا عملاً سلبياً مَذمُوماً ، بل تربية للعقلية الايجابية فى أفراد الأمة وتوجيه لمجهودات الشعب وطاقاته الى عمل خلاق ، بدلاً من أعمال التخريب والتدمير وتغذية مشاعر الغضب ونحت خريطة الثارات فى الشخصية المصرية لعقود قادمة .
وهو اشارة الى حقيقة عظيمة بمزاولة العمل فى ميادينه المعتبرة عن طريق غير مباشر أكثر نجاحاً وانتاجية من مزاولته عن طريق مباشر أضراره تطال الجميع .
ورغمَ أن ذلك يخلو من روعة ظاهرية لا تروقُ للكثيرين ، الا أنه فعال فى نهاية الأمر ، بل يؤدى لحرمان المنافس من مساحات واسعة من الأرضية الشعبية والفكرية التى يقف عليها .
أرادوه عامَ جماعة الاخوان المسلمين الثانى فى الحكم وأردناه ويريده الكثيرون عامَ جماعة المصريين وعامَ الوحدة بينهم ، بالحب وارادة الخير للآخرين والاهتمام بأداء المسئوليات الشخصية والرضا ببعض الخسارة الشخصية من أجل الصالح العام ، والانشغال بتعليم الناس وتوعيتهم فى صمت لايقاظ فطرتهم وبناء الشخصية الذاتية وترسيخ جذورها والاستمرار فى بذل الجهود البناءة فى ظروف مُواتية .
كل هذه الأعمال تنطوى على قوة تسخيرية كبرى لدرجة أنه لو تبنتها جماعة الاخوان وغيرها من الجماعات المتحالفة معها فى الطريق الصحيح وباخلاص ، فلا شئ يستطيع أن يحولَ بينها وبين الوصول الى هدفها مهما كان عِظمُه .
ولو التزمَ الانسانُ طريقَ العمل الايجابى المَرن وجعلَ نشاطه الاصلاحى فى دائرة امكانياته المتاحة بالنظر الدائم الى حجم التحديات والظروف حوله واستشراف المستقبل واستخلاص دروس الماضى ، فسيرى كيف يُجرى اللهُ تعالى التدابير ، فى طريق رائع قلما يختاره الناسُ رغم وضوحه ورؤية ملامح النجاح فى نهايته من بعيد .
الا أن البعضَ لتقديمه لجماعة بعينها على جماعة المصريين ، يُصر على السير فى طريق وَعِر بائس ، مُعتقداً ومُؤملاً نجاحَه السريع فوق جثث المصريين وجماجمهم