مشاهدة النسخة كاملة : نداء ..
بثينة محمود
30-01-2005, 07:25 AM
أغلقت من خلفى باباً تملؤه الزخارف.. يسبقنى الأطفال بصخبهم المعتاد على السلالم الطويلة .. فتحت باب المصعد ولمست أزراره .. بينما انشغلت زوجتى فى النظر لنفسها فى المرآه .. وصلت إلى سيارتى وانساب إليها الجميع ..زوجتى لم تكف عن التذمر.. بينما يعلو صوت الأطفال بالضحك حيناً والشجار أحياناً ..
كان موعد زيارتنا الأسبوعى لأمى هو موعد للخلاف .. أشعر كل مرة أنى أكاد أسابق الريح بالسيارة .. وتستوقفنى زوجتى كل حين لتطلب أمراً أو تدّعى نسيان شىء ..
كنت أعلم أنها تنتظرنا .. تملأ بيتها الصغير رائحة البخور العطرة.. وتمتلىء جيوب جلبابها بالحلوى للصغار ..وتقضى أياماً فى صنع أصنافى المفضلة ..
تعلو هامتها شعيرات بيضاء يختفى معظمها تحت منديل رأسها الأسود ..وترتسم على شفتيها بسمات مختزنة تغتالها الوحدة طوال أيام الأسبوع.
تنادينى أن أتوقف لنبتاع شيئاً من الفاكهة لأمى .. لا أسمع النداء.. أشعر بنداء آخر أشد علواً ووطأة .. أشعر بها تمد يدها إلىّ .. لا توقفنى الإشارة الحمراء.. وننجو بأعجوبة من الإصطدام .. الأطفال يملؤهم الفزع .. ماذا بك .. ماذا حدث لك اليوم .. أشعر بالطريق يطول .. ورائحة البخور تملأ حواسى .. وأمام عينى فراشها بجواره جهاز الراديو الكبير الذى تصمم على الإحتفاظ به .. أسمع إذاعة القرآن الكريم كما تحب دوماً .. وكيس نقودها الأخضر يطل بحوافه من بين ثنايا وسادتها البيضاء ..
أهرب منهم جميعاً ..أصعد السلالم راكضاً لا أشعر بشىء ..ولا أسمع غير صوتها ينادينى .. الباب مفتوح .. لماذا تركت الباب مفتوحاً ياأمى .. أخى الأصغر بجوارها يبكى .. وهى تنتظرنى .. تمد يدها إلىّ .. تضمنى وتدعو لى .. وتغلق عينيها لتترك بسمة على وجهها الطيب .. وما زالت رائحة البخور العطرة .. تملأ حواسى ..
محمد حافظ
30-01-2005, 09:44 AM
كان موعد زيارتنا الأسبوعى لأمى هو موعد للخلاف .. أشعر كل مرة أنى أكاد أسابق الريح بالسيارة .. وتستوقفنى زوجتى كل حين لتطلب أمراً أو تدّعى نسيان شىء ..
*****
لا أدري الى متى ستبقى الزوجات على هذا الحال ...:002:
تريد لك ان تدخلك جنةالرحمن ... ومن اوسع ابواب الغفران ...
تريد لك عظمة دنيا الاتقان ... وان تكون أفضل انسان ...
تزرع الخير للناس والامان ... توزع الحب على خلق الرحمن ...
وتتواصل بود مع كل انسان ... ان يكون لقلبك في حب البشر اعظم خفقان ...
لكن ... ولكن ...:009:
اين من زوج عظيم الامتنان ... لام انجبتني لاكون معها زوجان ...
أهي الغيرة من تلك الانسان ... ام هي غيرة العاشق الولهان ...
زوجي , عزيزي , لكل منكما في القلب مكان ...
لكل منكما في القلب خفقان ...
زوجي رائعتي , تذكري , تحت أقدام امي تلكم الجنان ...
برضى أمي أدخل جنة الرحمان ... هي من حملتني وأرضعتني الحنان ...
أقسم لن أقصر بحقها وبدون امتنان ...
قسما بكل اسم للرحمن ...
لن يملأمكانك في قلبي – أمي – انس او جان ...:0014:
----
متى تفهم الزوجات ان واجبها ان تدفع زوجها لمحبة أهله , لمحبة امه والتودد اليها وصلتها وصلة أرحامه على وجه أكمل لتدفعه الى الجنة دفعا , ومتى تقتنع الزوجة انها كلما نمت علاقتها بأهل زوجها وتعمقت , كلما نمت علاقتها بزوجها وتعاظمت , وان لم تلحظ التطور فورا فستلقى النتائج الجملية مستقبلا مع زوجها واولادها ... فمن اراد ان يمد له في أجله ويوسع له في رزقه فليصل رحمه ...
فمتى تفهم الزوجات ان محبة الزوج لاهله لا تنقص من محبته لها , وليسوا شركاء في المحبة لو زادت نسبة الاول قلت للثاني بل كلما زادت للاول تعاظمت للثاني فالمحبة في القلوب بلا حدود ... :os:
وأخيرا نقول " عامل الناس كما تحب ان يعاملوك "
يسرى علي آل فنه
02-02-2005, 05:05 AM
يالنداء ياسنبلة تتبعته معك في سلاسة اسلوبك ونداوة تعبيرك وحلاوته فوجدته
يسري بين ضلوعي صداه ويسقي روحي بدمعة ملئت حنيناً الى قلب أمي وضحكة أمي
وأشعلني شوقاً ومحبة غامرة
كم هو جميل ماكتبتِ عزيزتي وكم هوعميق مغزاه
دمتِ طيبةً رائعة
سحر الليالي
29-02-2008, 11:44 PM
لــ رفع ..!!
سلمت يا بثينة ودام ألقك
لك حبي وتراتيل ورد
سمو الكعبي
01-03-2008, 12:28 PM
بثينة:
نص جميل فيه تسلسل للحدث والمكان
اسمحي لي أن أنقله إلى فن القصة فهو يخضع للأسس القصة القصير ة
أهلابك .
سعيد محمد الجندوبي
01-03-2008, 02:38 PM
الأخت بثينة
نص جميلة معانيه والأجمل من ذلك أنه صادر من قلب امرأة..
الحالة الموصوفة كثير ما تتكرر في مجتمعاتنا البائسة وذات القيم المادية البحتة.. قصر النظر يجعل من أمثال هذه المرأة تنسى أنها ستصبح ذات يوم حماة
مع محبّتي وتقديري
سعيد محمد الجندوبي
جوتيار تمر
01-03-2008, 06:55 PM
العزيزة بثينة...
اسلوب جميل ، تمكن فيه في اللغة وقاموسها ،ويظهر ذلك من خلال الجمل الموظفة والتي عبرت عن الفكرة بكل دقة ، والتي من خلالها طرحت فكرة ذات ابعاد اجتماعية ونفسية عميقة ، لها مخلفاتها التي تعبر الزمكانية ، وتترك ماهيتها على طول امتدادهما .
دمت بخير
محبتي
جوتيار
د. نجلاء طمان
02-03-2008, 10:28 PM
الله ما أروعها !
إن القاصة هنا أجادت الانثلام في المشاعر من خلال الصوت المذكر بابداع, وأتقنت فض مشاعر اللهفة بين الأم وابنها, ثم وصلت القاصة الى درجة عالية من الذكاء حين ربطت مشاعر اللهفة بإفراز الأدرنالين, وعلاقة ذلك بخواطر الاحساس بالفقد أو الخطر.
دمت مبدعة, وعودة حميدة
د. نجلاء طمان
بثينة محمود
03-03-2008, 09:34 AM
لا ادرى كيف توفى كلماتى القليلة حقكم فى عرفانى لكم واحترامى وتقديرى
حقاً الواحة هى بيتى مهما غبت عنه أعود فأجد فيه الدفء والتشجيع الحانى
شكرى لكم جميعاً بلا حدود
تأملت تاريخ النص ..عام 2005
وتعجبت من مرور الزمن بهذه السرعة
نعجبت من قلمى وكانى اقرا لغريب
غريب ما يفعله بنا الزمن حقاً
وفاء شوكت خضر
03-03-2008, 07:10 PM
ولا أسمع غير صوتها ينادينى ...
أيتها السنبلة ..
هو نداء الروح للروح ..
أبدعت في السرد ، وتصوير الانفعال لكل من الزوجين ، لهفة الزوج على أمه ، والزوجة تذمرها ،
الانفعال اللا إرادي المعاند لنداء الزوجة ، والاستجابة لصوت بعيد قريب يأتي من الداخل ، من حس خفي ، حس روحي ، يناجي ..
التكثيف رائع ، والنهاية التي أتت باتساق مع سرعة النص ، كانت نهاية ناجحة ، منحت الفكرة قوة ،
و عمقا أكبر ..
كم كنت رائعة أختي بثينه ..
وفاء شوكت خضر
03-03-2008, 07:12 PM
ولا أسمع غير صوتها ينادينى ...
أيتها السنبلة ..
هو نداء الروح للروح ..
أبدعت في السرد ، وتصوير الانفعال ، لكل من الزوجين ، لهفة الزوج لأمه ، والزوجة تذمرها ،
الانفعال الا إرادي المعاند لنداء الزوجة ، والاستجابة لصوت بعيد قريب يأتي من الداخل ، من حس خفي ، حس روحي ، يناجي ..
التكثيف رائع ، والنهاية التي أتت باتساق مع سرعة النص ، كانت نهاية ناجحة ، منحت الفكرة قوة ،
و عمقا أكبر ..
كم كنت رائعة أختي بثينه ..
ربيحة الرفاعي
17-05-2014, 05:07 PM
بجمل سريعة متلاحقة رسمت الكاتبة المشهد متحركا ناطقا يفيض على جحانبيه الشعور محتدما، لا يملك معه القارئ أن يتوقف عند أدبيات النص بينما يشده الحدث بتصاعده إلى حيث يتوقع ما حمل على سريرها من وداع مفارق
إنسانية عميقة وبالغة التأثير
دمت بخير
تحاياي
خلود محمد جمعة
19-05-2014, 08:59 AM
نداء الارواح يصل الى الفؤاد
ونداء الحروف الجميلة والمعاني الراقية لا نستطيع الا نلبيه بفرحة
دام الألق
مودتي وتقديري
نداء غريب صبري
12-07-2014, 04:26 PM
قاصة مثقفة تكتبت بمهارة وعلم
وقصة تسلسلت أحداثها بتوازن وأسلوب جميل
شكرا لك أختي للقصة الرائعة
بوركت
ناديه محمد الجابي
21-07-2014, 12:58 PM
كان النداء الخير .. نادته روحها فأسرح بروحه وجسده وكله يلبي النداء
ما أقسى لحظات الغياب، فكيف إذا كانت الغائبة هى الحضن الذي تفزع إليه
والأمن الذي تلجأ إليه.
ستظل تلك الإبتسامة حلما يغشاه في خيالاته، وستظل رائحة البخور العطرة
تملأ حواسه.
نص رائع ممتع ونبيل ـ مهارة قصية عالية
وقدرة على دمج السرد والوصف والقص بالصورة فتصل بصدق عجيب حد الوجع.
بورك النبض والقلم.
رويدة القحطاني
17-09-2014, 11:13 PM
من الواضح أنك قاصة متمرسة
أسلوبك وبناؤك للنص وتصاعد الحدث والزخم الشعوري كلها تشهد لك
نصك رائع
د.حسين جاسم
11-08-2015, 12:23 PM
بقصة قصيرة جدا تطرقت الكاتبة لقضايا هامة أكثر فيها الكتابة الأدباء بلا جدوى
أسلوبك ولغتك رائعين والتصاعد الشعوري لدى البطل كان قويا وواضحا ومؤثرا بالقارئ
تقديري
كاملة بدارنه
24-08-2015, 10:21 PM
قصّة تعالج قضيّة أسريّة مهمّة بسرد جاذب ومؤثّر
بوركت
تقديري وتحيّتي
آمال المصري
26-10-2016, 01:08 AM
وتظل البسمة نداء الذكرى كلما هزه الحنين
نص اجتماعي ألق البيان ماتع السرد قوي الحبكة أجادت فيه أديبتنا نقل أجوائه إلينا بتقافز أحداثه
شكرا لك هذا الجمال
ومرحبا بك في واحتك
تحية وتقدير
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir