تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أَزهَارُ الانتظار



مُنتظر السوادي
16-09-2013, 06:24 PM
أَزهَارُ الانتظار
لَا تتهربْ، هَيّا تكلمْ.
سامحيني يا قرّة العينِ، سامحيني لَا قُدرةَ لي عَلَى قتلِ الحلمِ.
أَنتَ تعيشُ فِي هَالةٍ من الوهمِ، وَمَا تحلمُ به مَا هو إِلَّا دُميَّةً من سرابٍ، تَرسمُهَا مَلكةً من يَاسَمين، أَفِقْ من غَفلتِك، لَا يتحققُ حلمُك، أَرجوك أَفِقْ.
هيهَات ثم هيهَات أَن يموتَ الحُلْم، وكيف أَعيشُ دونك، وأَنتِ قلبي، أَنتِ كُلُّ حياتِي، أَنتِ خيرُ حلمٍ أَتمناه، ويشغلُني، أَتدرينَ فُؤَادِي بِمَ يتسلى حينَ يَغمرُه الحزنُ؟
سَيقتلُك الحلمُ دون بلوغه، يا أَنيسَ الرُّوحِ، ويا صاحبي فِي شِدّتي، من أَجْلِي كُنْ سعيدًا، وحاول أَن تتركَ هَذَه الأَمنيةَ، فَكّر فِي الواقعِ، ضع قدمَك عَلَى الأَرضِ وَابصرْ من حولكَ. أَلَّا تَحزن حينَ يمشي عُمرُكَ وحيدًا؟
يَا دُمْيَّةً من ياسمين، يا ربيعَ البراءةِ، قلبي أَعمى لَا يرى، وَكيفَ يرى دونَ ضيائِكِ، يا قنديلَ الصفاءِ، يتلقفُني الموتُ حينَ يُعرضُ الفُؤادُ عن مُناجاتِكِ، سَأَموتُ وَأَنا أُردِّدُ يَاسمين ياسمين وَسَلَامٌ عَلَى الياسمين.
أَرجوكَ رضا، لَا تحلم بِالمستحيلِ، وَابتعدْ عن شرفَتِي، أَنتَ من وادٍ وَأَنا فِي وَادٍ، وبيننا حواجزُ سَبعَةٌ، أَهونُهَا دماءٌ وَنَارٌ، أَرجوكَ تزوجْ.. ابنِ بيتًا وَأَطفالًا، وَعندَهَا أَكونُ سعيدةً. رضا هلْ طلبْتُ منكَ شيئًا من قبلُ؟ أَلَّا تَعزّني؟
جرى الدمعُ، وَسَبقتْنِي الرُّوحُ بِالنَّشيجِ، أُحاولُ أَن أَمسكَ الدّموعَ عَجَزْتُ، تكومتُ عَلَى نفسي، لَم أَنبسْ بِشيءٍ، أَخذني الارتجافُ إِلى أَوتارِه المُتراقصةِ، كُلّمَا هَممْتُ بِالكلامِ جَاءَتْ حسرةٌ تتبعُهَا شهقةٌ.
لَا تتهربْ، أَلستَ رَجُلًا؟ لَا أَهوى من يبكي مثل النّساءِ، دعْ مَا أَنتَ فِيه وأَجبْ، هَيَّا تكلمْ.
.......
. .......
. .......
يا سيّدةَ النَّدى لَكِ الأَمرُ، افعلِي مَا شئتِ، فَأَنا أَمامُكِ فرَاشَةٌ، أَحتمي بِعطفِكِ وَحَنَانِكِ، وَأَمَّا حلمي فبه حياتي، وَدُونُه أَتيه فِي أَوديةِ الجنونِ.
هَذَا كَلَامُ رَجلٍ يُعتمدُ عَلَيه!!
من لُطْفِكَ ابتعدْ وَأَنسَ سَيّدةَ الياسمين، وَلَا تُفكرْ.
من فضلِكَ لَدَيّ أَعمالٌ تَنتظرني، أَتمنى لكَ التَّوفيق، مع السَّلَامةِ.
ظَلَّ رضا كُلَّ يَومٍ يلبسُ ثيابًا جديدةً، يتزينُ وَيتعطرُ، يُمسكُ بيدِه الزّهورَ والورودَ، يَضعهَا فِي مكانِ جلوسِهَا، وينتظرُ هُنَاك عَلَى شاطئِ النّهرِ، يُدندنُ اسمَهَا، يُحدقُ فِي الأَطفالِ يَظنُّ أَنَّهَا مَا تَزَالُ طفلةً، وَمرّتْ السّنون وياسمين لم تأتِ.
هَذِهِ حكايةُ المجنونِ رضا يا ابنَتِي العزيزَة.

منتظر السوادي
9/9/2013

فاتن دراوشة
16-09-2013, 07:05 PM
لحرفك طابع خاص يميّزه

حروف امتزجت بالنّقاء والرّقة

رغم ما حملته من شجن وألم

مودّتي

نسرين بن لكحل
16-09-2013, 09:56 PM
سلام على الياسمين المعطّر بين حروفك ..
بين رغبة و تصدّ كانت بتلات الياسمين ترتجف ..حوارية فيها من الرقّة كثير من الألق .و من الجمال وصف رائع ممتع رغم الشّجن.كعزف ناي يحلو لنا الاصغاء إليه رغم أنّاته المتصاعدة.
لمِاذا اجتمعا و لمَاذا سيفترقان ؟
لم تمنحنا سيدة الياسمين أجوبة مقنعة ..دوافع تمتّ للواقع بصلة متينة لكنّها في أعراف الحبّ خطايا آثمة تعجّل بالفراق الشكليّ .فالحب يسكن القلوب و لا يعترف بالعوائق الماديّة الظاهرة ..
سرد نثري جميل ..و لغة بديعة عوّدتنا على تميّزك بها في مختلف نصوصك .
تقبل مروري و تحيتي .

فاطمه عبد القادر
17-09-2013, 11:19 AM
ظَلَّ رضا كُلَّ يَومٍ يلبسُ ثيابًا جديدةً، يتزينُ وَيتعطرُ، يُمسكُ بيدِه الزّهورَ والورودَ، يَضعهَا فِي مكانِ جلوسِهَا، وينتظرُ هُنَاك عَلَى شاطئِ النّهرِ، يُدندنُ اسمَهَا، يُحدقُ فِي الأَطفالِ يَظنُّ أَنَّهَا مَا تَزَالُ طفلةً، وَمرّتْ السّنون وياسمين لم تأتِ.
هَذِهِ حكايةُ المجنونِ رضا يا ابنَتِي العزيزَة


السلام عليكم
حوارية ناعسة بين رضا وطيف ياسمين التي ما زالت طفلة ,وهي حقا كذلك مهما مرت السنون ,
نثر يحمل في طياته حبات القلب ,
مصيبتنا أن أحلامنا لا تموت أبدا ,
شكرا لك أخي
ماسة

ربيحة الرفاعي
01-10-2013, 06:15 PM
تعجبني لغتك بمتانتها ونثرك بجميل صوره وثقل محموله
وهذا الألق الغامر تعبيرا وحسا وأداء

دمت بخير أيها الكريم

تحاياي

كاملة بدارنه
02-10-2013, 02:18 PM
أسلوب رائع في السّرد... ولغة جاذبة بصورها الجميلة
أميل لتصنيفها كقصّة قصيرة
بوركت
تقديري وتحيّتي

نداء غريب صبري
10-08-2014, 11:15 PM
يا سيّدةَ النَّدى لَكِ الأَمرُ، افعلِي مَا شئتِ، فَأَنا أَمامُكِ فرَاشَةٌ، أَحتمي بِعطفِكِ وَحَنَانِكِ، وَأَمَّا حلمي فبه حياتي، وَدُونُه أَتيه فِي أَوديةِ الجنونِ.
هَذَا كَلَامُ رَجلٍ يُعتمدُ عَلَيه!!

كلام جميل وليس أحب على المرأة من رجل تعتمد عليه وتثق بكلامه
شكرا لك أخي على هذا النثر الجميل

بوركت

ناديه محمد الجابي
01-04-2019, 12:42 PM
نص زاخر بالأحاسيس ـ تدثر باللوعة وسكنه الحلم والألم
رقة وصف ورونق حرف وتميز أسلوب
هذا ما نقرأه في نصك أيها الأديب المتميز
دمت بكل خير.
:009::v1::001: