مشاهدة النسخة كاملة : شـهقة الغريق
جاردينيا الحمدان
04-02-2005, 08:10 PM
شـهقة الغريـق
http://www.gardeniah.jeeran.com/normal_227.jpg
مؤثرةٌ هي شهقة الغريق
مؤلمةٌ مثلها أدمع الفجر
أجبرتني التخلي عن بعض تفاؤلي
تفاؤلي المتكلف المزعوم
فما عاد أمام الدموع إلا صبحٌ هزيل
وهاهو قد ودع إلى غير عودة
ترك عينيّ وقد سكنها رماد الغروب
غروبٌ بشفقٍ أسود
استأنس الكحل زينة
~*~ ~*~
كل الأماكن استغارت أمامي
تجمعت في قبضة الموت
غدتْ أزمنتي في الأمس البعيد
ولم يعُد للغد أي وجودٌ
ولا حتى في قاموس ألفاظي
~*~ ~*~
الروح تبحر في ضحالة الخوف من الآتي
تستحث خفقات الموت
تهدي الانتحار أنفاسها
تحمل ماءها في غربال الجفاف
ترسله إلى نبع الخريف
تجده ينتظر سحابة تموز
لتقص حكايات السيل القديم
~*~ ~*~
تدق طبول الاحتضار
تروي أهزوجة المسافر
علَّ الريح بامانةٍ توصلها
إلى ما بعد حدود الإنتماء
فتدوي أنشودة بلادي البعيدة
~*~ ~*~
تبحث عن بسمةٍ ضالة
بين خطوط خريطة الاغتراب
لتجدها بعد استهلاك المسافة
وقد غلفت أعمدة القبيلة
وافترشت ساحات المدينة
وما إن سمعت انشودة بلادي
سارعت تمسح دمعةً متحجرة
في أقرب ركنٍ للضياع
~*~ ~*~
وتهتف: اشتقتك بلادي حد الفتون
فهلاّ آتيكِ على رفات المنون
لأنعمَ بدفء حضنك المأمون؟
أم أعود إلى قبل الميلاد
أنتظر الاسكندر المقدوني
ليقيم بيني وبين اغترابي سدا
فأنهل من أساطير الغفاة و ِردا
أفترش شهقات الغريب
وألتحف بقايا أدمع الفجر
21 يناير 2005
تحيااااااتي
د.جمال مرسي
05-02-2005, 08:54 AM
إنها فعلا شهقة لي .. غريق كلماتك الحزينة
نعم أخت جاردينيا كانت كلماتك حزينه و مؤثرة جدا في نفسي حين قرأتها
و ما أدل على كلامي من هذه المقطوعة :
الروح تبحر في ضحالة الخوف من الآتي
تستحث خفقات الموت
تهدي الانتحار أنفاسها
تحمل ماءها في غربال الجفاف
ترسله إلى نبع الخريف
تجده ينتظر سحابة تموز
لتقص حكايات السيل القديم
سلمتِ و سلم اليراع
و أهلا بك أيتها الأخت الكريمة جاردينيا
شرفتِ واحة الخير و النماء
الحب و العطاء
بين نخبة من أروع الكتاب و الشعراء
و يسعدني أن أكون أول معانق لحروفك و أول مرحب بك
تقبلي الود
د. جمال:NJ:
عبد الله الكباريتي
06-02-2005, 12:46 PM
تعانق حروفك أمواج ذلك البحر الحزبن
وتسافر مع تلك الارواح الحائره بواقعها
تدمع عيون السماء وتصلي بخشوع من اجلك
تتنفس بعمق كل شهقة غريق
تصنع من ذاتها قارب ذوا شراع ومجدف
لتصل بروحها حيث الامان
كفي دمعك
أقتلي صمتك
واصنعى من تاريخك روحا هادئه
روحا تمنح الاخرين سعادة البقاء
فمن هم مثلك ايتها البريئه
ملائكه تسافر حيث قلوب الاخرين
أختي :
أسمحي لي
مفردات واقعها مرير
وحروف عطرها عبير فواح
قلم يعانق الحزن العميق
وأوراق مبعثره مثلها مثل كل تاريخ
يكتب الواقع أحزان وأهات صديق
اختى جاردينيا الحمدان
تقبلي احترامى وأعجابي بأسلوبك المتميز
مفردات قويه وحزينه
هادئه وعنيفه
سطرتي اجمل ما قراءة صدقينى
اهلا بك
جيفارا فلسطين
مهند صلاحات
06-02-2005, 04:45 PM
:hat: مع إحترامي للحروف إلا أنه على ما يبدو أن رمزية القصيدة فاقت قدرتي على تفسيرها
سأعيد على الجاردنيا ما قاله زياد رحباني على جوزيف صقر في إحدى مسرحياتهم
( لك ما بدي صير افهم زيك ... بدي افهم عليك )
اشكرك مرة اخرى ليس هذا عبور عابر لكنه مجردة لفتة إنتباه :011:
جاردينيا الحمدان
06-02-2005, 08:42 PM
~*~ ~*~
الفاضل د.جمال
أبهجني أن تحظى شهقتي بتأثرك
أنا التي سعدتُ بأن تكونَ أول معانقي حروفي
لتخلد أخي في ذاكرة البدايات :011:
أشكر ترحابك الوثير
~*~
جاردينيا الحمدان
06-02-2005, 09:00 PM
~*~ ~*~
الفاضل جيفارا فلسطين
من الطبيعي أن يعانق قلمي حزناً عميق
طالما مداده أحمر كالدماء التي تُزكي ترابنا بعبق الآهات
إطراؤكَ اخي فاق استحقاقي
أشكرك بكثرة
~*~
جاردينيا الحمدان
08-02-2005, 04:59 PM
~*~ ~*~
الفاضل مهنــد
سـأكون صريحةً لن أخفي سبب تأخر ردي على مشاركتك ، وهو الحيرة هل حقاً استُشكِل عليك فهم منثورتي ـ وليست قصيدتي ـ فرُحت أقرأ بعض مشاركاتك لأغدو على ثقةٍ أنك خير من يفهم آلام وآمال المغترب مع شبه استحالة تحقق تلك الآمال.
أخي أسعدني مرورك بكلماتي حيث إطراءً غير عادي خبّأتَه بين السطور
لك جزيل الشكر
~*~
مهند صلاحات
08-02-2005, 07:38 PM
الاخت العطرة (جاردينا)
لم يكن من عادتي أن أمتدح الجميل لأنه بطبعه جميل
وليس تصغيرا من حق ما كتبته ومن حروفك
لكني إعتدت أن أعلق على بعض المبهمات
بالحقيقة إن أردت وجهة نظري الخاصة فالقصيدة النثرية تحمل جمالية
لكن فيها بعض المبهمات المصفوفة في سطور لا تزيد ولا تنقص من المعنى
أشكرك مرة أخرى وإستمري فلديك شيئ جميل
وسيكون القادم منك بالتأكيد أجمل
لك تحياتي
ولا تترددي دائما وتتسائلي كثيرا وإجعلي الحكم لديك على الواقع أكبر صراحة وجرأة :011:
مع أن الزهور لا تهدى لزهرتي المفضلة الجاردينا إلا أني أهديك جوريتين
:0014:
مهند صلاحات
08-02-2005, 07:45 PM
تسألني الغربة يا وطني ... لما أبدلتك بالمنفى
فل تسأل جلادي يا وطني ... هل كان ليسمح لي بأن أبقى !!!
وهل سمح لي بأن أداعب أوراق الكرمة في السهل الأخضر ... أو أداعب طفلة اسمها بيسان ... أسميتها من زمان ... اسماً للحنين للأرض واسماً للزمان المفقود بالسنين ...
من يسمح لي بالغربة أن أداعب طفل ... أو أسافر في ضحكته المنسية بحنين ...
على أبواب حاراتك الثكلى ... رقصنا أطفالا وغنينا الميجنا ... ووزعنا كعك العيد على الجيران ... وتقاسمنا في الحقل بقايا حبات من مشمش نسيها على شجراته الجد العنيد ...
كبرنا يا وطناً يهجرنا حين نكبر ... أو حين نحاول أن نسير فيه ونبحر
كبرنا يا وطني ... والمنفى فينا يكبر
فتصور يا وطنا كيف تكون بلا شعب ... وتصور أن هذا الكون بلا شعبك تصور
كيف يتحول الحزن الطويل حزب نعيش فيه ونكبر
...........................................
كل شيء يتقمص الاستعارة المكانية والزمانية في هذه الغربة ...
غرفتي بأغراضها المبعثرة في كل الأنحاء القصيرة المدى لا تشبه شيئا من واقع ...
وَهمٌ بتفاصيله الدخانية كدخان سجائر لا تخرج من الزفير المتعب إلا وهماً ... وتهرب سريعا باتجاه الشباك الغربي وتعبر بين الأصابع والستائر ...
صوت العصافير عند الفجر كصوت فيروز من المذياع ... لا حقيقة أن فيروز تسكن المذياع ... ولا هذا المذياع قد استشار فيروز بنشر صوتها الأثيري عبر كل الأجواء ... وهذه العصافير أيضا استعارة من عصافير تنشد في فجر الوطن ... وحتى الشمس استعارة شمسه لحظة الشروق الصارخ بكل الصباحات الصيفية ... أيضا استعارة
كل شيء خارج نطاق الوطن البعيد ... يبقى قيد الاستعارة بكل معانيها وأشكالها من استعارة مكانية وزمانية وعاطفية وفكرية ... تبقى هي ذاتها استعارة
جاردينيا الحمدان
11-02-2005, 12:46 AM
~*~ ~*~
http://www.gardeniah.jeeran.com/rr.jpg
حتماً هو الوطن
يسكننا قبل أن نسكنه
يتنفسنا فنتنفسه
يحبنا أضعاف ما نحبه
نعشق نسائم هوائه وتقلبات فصوله
تسحرنا أقواس القزح في آفاقه
بعدما تجف دموع السماء لسطوع شمس يومٍ ماطر
فيخرج الصغار بعد حبسٍ بأمر كانون
فرحين يجمعون زهور الأقحوان والحنّون
وقد غدت جذلى بحمّامها تحت سكْب الطبيعة
يصنعون أكاليلاً يجدلونها بسيقان شقائق النعمان
يجمعونها في باقاتٍ يهدونها لأمهات هذا الوطن الجميل
الوطن الذي تثملنا رائحة ترابه ، سهوله ووديانه
وشذا زهور الليمون في صباحاته
سهرات إخوة وأحبة تحت مظلات الدوالي وقت العصاري
على ضوء القمر في ليالٍ صيفية.......
وطني
قدر الله وعنه ابتعدنا
لكنا نبتعد ... لنعود دوماً إليه
نعود لشاعرنا وملهمنا
إنه الفرحُ لحزن قلوبنا
خفقة الحياة في جماد أحلامنا
ترنيمة البقاء في صحراء العدم
وطني يا صفحات التاريخ
لا حياة لنا بدونكَ ولا عيشَ إلا في عيونك
في البعد عنكَ شقائي ، بين أحضانكَ ارتوائي
أئن من جرح الفراق ِ يا من إليكَ اشتياقي
أحنّ لكَ فيلبسني الحنين ، أتوق إليك فيعلو الأنين
أناديكََ يرد الصدى ، أناجيكَ فيدنو المدى
فهلاّ سافرتُ فيكَ يا أنا؟ !!
~*~
الفاضل مهنـد
شرُفتْ صفحتي بعودتكَ الفارهة ... لا عدمتك أخي
بعمق الشعور أشكرك
~*~
د. سلطان الحريري
11-02-2005, 10:00 PM
ليس هناك أجمل من مساحة تقوى على بعث ما لم ينته فينا .. ذلك المسمى وطنا!!
قرأت نصك قراءات عدة فوجدتني في حضرة كاتبة من طراز فريد طرزت حروفها من ذكريات الوطن..
العزيزة جاردينيا حمدان: حرفك يغري بالغوص في عالم مفعم بالروعة .. فاسمحي لي بالمرور من هنا..
ولكن يبقى أمام هذا الجمال الذي استشعرته بعض التحفظات أولها في قولك : " أجبرتني التخلي" وأظن أن الأفضل أن تعديها بحرف الجر على؛ أي: على التخلي..
وفي قولك: (كل الأماكن استغارت أمامي ) لم أعرف المقصود بقولك : " استغارت".
وفي قولك: ( اشتقتك) أظن أن ألأفضل أن تعديها بحرف الجر إلى ؛ أي : اشتقت إليك ..
اعذري تطفلي على عالمك الجميل، واسمحي لي أن أوقع في نص شدني..
ولك مني خالص الود والتقدير
جاردينيا الحمدان
13-02-2005, 09:57 AM
~*~ ~*~
الفاضل د. سلطان الحريري
يا لسعادتي الغامرة إنني لفي غبطةٍ من أمري :001: أحقاً حظيتُ بهذا الرأي من مستشارنا الأدبي؟
لكن حقيقةً لم ترُق لي هذه الصيغة :009: ( اعذري "تطفلي" على عالمك الجميل )
والآن دوركَ أخي لتعذر اعتراضي عليها لكن لا عليك فبتُّ أعلم أنه تواضع الواثق المتمكّن
أما عن ملاحظاتك التي أعتزّ ، فوالله لقد سررتُ بها وأخذت مكانها من حسباني في المستقبل إن شاء الله
وعن كلمة استغارت فأقصدُ بها الغَوْر أي أصبحت غائرة واسمحلي أزعجك بإدراج الصورة التي تخيلت
تخيلت أماكن الغريب تغور في جوف الأرض كما الماء عندما يتجمّع في حفرةً عميقة ولا يعد له وجود على السطح
تعلم طبعاً أنها صورة خيالية لا تحدث في الطبيعة لكنه واقع الغريب بلا مكان ولا زمان
صدقاً أشعر بثقل ردي هذا فبالله التمس لي العذر
لك كل الشكر والتحية :hat:
~*~
د. سمير العمري
06-03-2005, 04:19 PM
مؤثرةٌ هي شهقة الغريق
مؤلمةٌ مثلها أدمع الفجر
أجبرتني التخلي عن بعض تفاؤلي
تفاؤلي المتكلف المزعوم
فما عاد أمام الدموع إلا صبحٌ هزيل
وهاهو قد ودع إلى غير عودة
ترك عينيّ وقد سكنها رماد الغروب
غروبٌ بشفقٍ أسود
استأنس الكحل زينة
~*~ ~*~
يا لروعة الأسلوب وجمال الصياغة!
قلمك رشيق أخي الفاضل ومميز.
لقد شد انتباهي حقاً.
تحياتي وتقديري
:os::tree::os:
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir