المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : >> وَدّعْتُنِي هُناك <<



هَنا نور
22-09-2013, 12:48 AM
ودّعْتُنِي هناك

كعادتي .. كانت الابتسامة تملأ وجهي.. وعيناي تلمعان بنفس البريق.. ونبراتُ صوتي الهادئة تشي بالرضا، بل بالسعادة.. قضيتُ يوماً يشبهُ كل يومٍ من أيامِ تلك السنة التي مكثتُها هناك .. فتحتُ أدراج مكتبي فلم أجد فيها شيئاً يخصني لآخذَه معي.. كل شيئ هناك يخص العمل، وإن كنتُ أنا من تعب في إعداده؛ فقد أخذتُ أجري عليه.

جاء موعد انتهاء الدوام .. واستعد الجميعُ للرحيل.. وأنا جالسةٌ كعادتى أمام حاسوبي..فقد اعتدت أن أنهي عملى على مَهَل ولو كلفني ذلك بعض التأخير بعد موعد الانصراف.. نظرنَ إليّ .. أرَدْنَ أن يودعنني .. أنا لا أحب الوداع .. بادرتُهن: سآتي غداً .. إن شاء الله. .. فهمنني، ولكن لم تقوَ واحدةً منهن على الاقتراب.. أَشَرْنَ لي بالسلام، ونراكً غداً.

أغلقتُ حاسوبي، ووضعته في الحقيبة .. ومسحت بكفي على طاولتي .. أودعُها.. سقطت رغماً عني دمعةٌ عليها .. مسحتها بمنديلي. دارت عيناي بالغرفة.. ودعت النوافذ والخزانات وطاولات زميلاتي .. لبست عباءتي السوداء ونقابي.. ونظرتُ إلى شيئٍ لا أراه بعيني..

نظرت إلى تلك التي ستغادر المكان ولن تعود إليه ثانيةً ... أنفاسُها، ابتساماتُها ودموعُها، أفراحُها وأحزانُها، طموحاتُها وأحلامُها، نجاحاتُها واخفاقاتُها، روحُها .. تملأُ المكان.. أردتُ أن آخذ كل ذلك معي .. لكنها أبَتْ، فودعتُها وخرجت.

مصطفى حمزة
22-09-2013, 06:31 AM
ودّعْتُنِي هناك

كعادتي .. كانت الابتسامة تملأ وجهي.. وعيناي تلمعان بنفس البريق.. ونبراتُ صوتي الهادئة تشي بالرضا، بل بالسعادة.. قضيتُ يوماً يشبهُ كل يومٍ من أيامِ تلك السنة التي مكثتُها هناك .. فتحتُ أدراج مكتبي فلم أجد فيها شيئاً يخصني لآخذَه معي.. كل شيئ هناك يخص العمل، وإن كنتُ أنا من تعب في إعداده؛ فقد أخذتُ أجري عليه.

جاء موعد انتهاء الدوام .. واستعد الجميعُ للرحيل.. وأنا جالسةٌ كعادتى أمام حاسوبي..فقد اعتدت أن أنهي عملى على مَهَل ولو كلفني ذلك بعض التأخير بعد موعد الانصراف.. نظرنَ إليّ .. أرَدْنَ أن يودعنني .. أنا لا أحب الوداع .. بادرتُهن: سآتي غداً .. إن شاء الله. .. فهمنني، ولكن لم تقوَ واحدةً منهن على الاقتراب.. أَشَرْنَ لي بالسلام، ونراكً غداً.

أغلقتُ حاسوبي، ووضعته في الحقيبة .. ومسحت بكفي على طاولتي .. أودعُها.. سقطت رغماً عني دمعةٌ عليها .. مسحتها بمنديلي. دارت عيناي بالغرفة.. ودعت النوافذ والخزانات وطاولات زميلاتي .. لبست عباءتي السوداء ونقابي.. ونظرتُ إلى شيئٍ لا أراه بعيني..

نظرت إلى تلك التي ستغادر المكان ولن تعود إليه ثانيةً ... أنفاسُها، ابتساماتُها ودموعُها، أفراحُها وأحزانُها، طموحاتُها وأحلامُها، نجاحاتُها واخفاقاتُها، روحُها .. تملأُ المكان.. أردتُ أن آخذ كل ذلك معي .. لكنها أبَتْ، فودعتُها وخرجت.


أختي الفاضلة ، الأديبة نور
أسعد الله أوقاتك
لحظة إنسانية رائعة صورها هذا النص الأنيق الرشيق ، لحظة فراق ما ألفته النفس ، ما أصبح جزءاً منها .
لغة سهلة وسرد منساب كالسلسل ، وتشخيص للأشياء مؤثر أعطى النص حياة وحيويّة ، والعاطفة دفقة صدق قويّة
أسعدتني القراءة ، وأمتعتْ الجانب الإنسانيّ في العبد الغريب ..
تحياتي

هَنا نور
22-09-2013, 02:43 PM
أختي الفاضلة ، الأديبة نور
أسعد الله أوقاتك
لحظة إنسانية رائعة صورها هذا النص الأنيق الرشيق ، لحظة فراق ما ألفته النفس ، ما أصبح جزءاً منها .
لغة سهلة وسرد منساب كالسلسل ، وتشخيص للأشياء مؤثر أعطى النص حياة وحيويّة ، والعاطفة دفقة صدق قويّة
أسعدتني القراءة ، وأمتعتْ الجانب الإنسانيّ في العبد الغريب ..
تحياتي



الأديب الكبير الأستاذ مصطفى حمزة
طابت أوقاتكم بكل الخير والمسرّة

أخجلني إطراؤكم لهذا النص المتواضع .. وأجدني بالفعل عاجزةً عن الرد.
جزاكم الله خيراً أستاذنا و قدّرَ لكم دائماً أسباب السعادة.

خالص احترامي وتقديري.

ناديه محمد الجابي
22-09-2013, 09:31 PM
قد تكون مشاعر الوداع من أصعب اللحظات التي نمر بها في حياتنا
والوداع هنا ليس لوظيفة وزملاء في العمل فقط , ولكن صعوبة هذه
اللحظات عند الشعور بأنها ستفارق ما تعودت عليه وتعودت أن يكون
قريبا منها .. هي هنا تودع الطاولة والغرفة والنوافذوالطاولات ..
ورغما عنها تركت بعضا منها في المكان .. ودعتها وخرجت.

قصة حملت إلى جانب الحبكة الجميلة والوصف المتقن
كثير من المشاعر الصادقة صيغت بمهارة وبسلاسة
في الحرف وجمال في اللغة.
دمت بكل هذا السحر.

كاملة بدارنه
22-09-2013, 10:17 PM
وصف لحظات وداع وإيداع المشاعر في المكان الذي يعزّ علينا فراقه
سرد هادئ وجاذب
بوركت
تقديري وتحيّتي
(شيء)

محمد كمال الدين
22-09-2013, 10:44 PM
نظرت إلى تلك التي ستغادر المكان ولن تعود إليه ثانيةً ... أنفاسُها، ابتساماتُها ودموعُها، أفراحُها وأحزانُها، طموحاتُها وأحلامُها، نجاحاتُها واخفاقاتُها، روحُها .. تملأُ المكان.. أردتُ أن آخذ كل ذلك معي .. لكنها أبَتْ، فودعتُها وخرجت.


:hat:

هَنا نور
23-09-2013, 12:41 AM
قد تكون مشاعر الوداع من أصعب اللحظات التي نمر بها في حياتنا
والوداع هنا ليس لوظيفة وزملاء في العمل فقط , ولكن صعوبة هذه
اللحظات عند الشعور بأنها ستفارق ما تعودت عليه وتعودت أن يكون
قريبا منها .. هي هنا تودع الطاولة والغرفة والنوافذوالطاولات ..
ورغما عنها تركت بعضا منها في المكان .. ودعتها وخرجت.

قصة حملت إلى جانب الحبكة الجميلة والوصف المتقن
كثير من المشاعر الصادقة صيغت بمهارة وبسلاسة
في الحرف وجمال في اللغة.
دمت بكل هذا السحر.




الراقيةُ المبدعة الأستاذة نادية الجابي

نعم، لحظات الوداع صعبة، وأصعبها على الإطلاق تلك التي يكون فيها الوداعُ نهائياً لا رجوعَ بعده..

سعدتُ جداً وتشرفتُ بحضورك الراقي الجميل .
خالص مودتي وتقديري.

هَنا نور
23-09-2013, 12:52 AM
وصف لحظات وداع وإيداع المشاعر في المكان الذي يعزّ علينا فراقه
سرد هادئ وجاذب
بوركت
تقديري وتحيّتي
(شيء)




أديبتنا المبدعةُ دائماً الأستاذة كاملة بدارنه

أشكر لك هذا التوصيف والثناء الجميل على النص .

أتشرفُ وأعتزُ دائماً بحضورك المشرق البهي.

خالص مودتي وتقديري.

هَنا نور
23-09-2013, 01:00 AM
:hat:




الشاعرُ المبدع الأستاذ محمد كمال الدين

شكراً لك جزيلاً على ذوقك الرفيع وهذه المجاملة الرقيقة .

خالص احترامي وتقديري.

آمال المصري
24-09-2013, 03:24 AM
وما رحيل المرء سوى ورقة من كتاب تماما كما ذكرت أديبتنا الرائعة في قولها :

قضيتُ يوماً يشبهُ كل يومٍ من أيامِ تلك السنة التي مكثتُها هناك
وكأن ما تعبت في إعداده هذا الشيء خاصتها سيكون رفيق ألا وهو عملها في الدنيا
وحينما أوشكت على الرحيل
انتهاء الدوام ينفض الجميع ولا يرافقها إلا عملها هذا
وهنا يبدو أنها كانت دائمة مراجعة النفس والوقوف بصدق لمحاسبتها أولا بأول ..
وحان وقت تبغضه كانت رافضة نظرات الوداع في العيون تطمئن الجمع بأنها ستأتي
ولكن كان الجميع على يقين أنها لن تعود فقد أغلقت صحيفة عمرها ومحيت من دفتر الوجود
وتعود الكاتبة لتصف لحظة النهاية ووداع المكان بكل تفاصيله وربما النقاب والعباءة هنا لإسدال الستار على الجسد
ثم
ونظرتُ إلى شيئٍ لا أراه بعيني.. ربما لحظة انفصال الروح عن الجسد تعجز كل الحواس عن نقل ما تراه
وشريط الذكريات في تلك اللحظة الفاصلة يحمل أفراح وأحزان و .. و.. و .. ثم تخرج الروح لتبدأ مسيرتان : الروح والجسد

الرائعة هنا ...
اعذري قراءتي للنص إن كنت شوهت جماله ولكن أردت قراءته بصورة مختلفة عما تضمن وأرجو ألا تُزعجك تلك القراءة
النص رائع طيع اللغة متين الحبكة راق لي وسعدت بمعانقته
دمت رائعة
ولك محبة لاتبور

هَنا نور
24-09-2013, 10:45 PM
وما رحيل المرء سوى ورقة من كتاب تماما كما ذكرت أديبتنا الرائعة في قولها :

وكأن ما تعبت في إعداده هذا الشيء خاصتها سيكون رفيق ألا وهو عملها في الدنيا
وحينما أوشكت على الرحيل ينفض الجميع ولا يرافقها إلا عملها هذا
وهنا يبدو أنها كانت دائمة مراجعة النفس والوقوف بصدق لمحاسبتها أولا بأول ..
وحان وقت تبغضه كانت رافضة نظرات الوداع في العيون تطمئن الجمع بأنها ستأتي
ولكن كان الجميع على يقين أنها لن تعود فقد أغلقت صحيفة عمرها ومحيت من دفتر الوجود
وتعود الكاتبة لتصف لحظة النهاية ووداع المكان بكل تفاصيله وربما النقاب والعباءة هنا لإسدال الستار على الجسد
ثم ربما لحظة انفصال الروح عن الجسد تعجز كل الحواس عن نقل ما تراه
وشريط الذكريات في تلك اللحظة الفاصلة يحمل أفراح وأحزان و .. و.. و .. ثم تخرج الروح لتبدأ مسيرتان : الروح والجسد

الرائعة هنا ...
اعذري قراءتي للنص إن كنت شوهت جماله ولكن أردت قراءته بصورة مختلفة عما تضمن وأرجو ألا تُزعجك تلك القراءة
النص رائع طيع اللغة متين الحبكة راق لي وسعدت بمعانقته
دمت رائعة
ولك محبة لاتبور




الرائعةُ المبدعة الأستاذة آمال المصري

قراءةٌ مشرقةٌ ذكية منحت هذا النص المتواضع قيمةً عليّة ومقصداً راقياً..

أعتز جداً بهذه القراءة أستاذتي وأتشرف دائماً بحضورك الراقي.
خالص مودتي وتقديري.

ربيحة الرفاعي
15-10-2013, 01:15 AM
وصف قصّي ماهر لبهالحظة إنسانية متخمة بالمشاعر
السرد ماتع واللغة أنيقة سهلة بلا ضعف والأداء شائق

جميل ما قرأت هنا ايتها الرائعة

دمت بألق

تحاياي

نداء غريب صبري
06-11-2013, 12:49 AM
ما أجمل وصفك للحظات الوداع أختي الحبيبة هنا نور

أسلوبك جميل وقصتك ممتعة
وأثرت بي جدا

شكرا لك

بوركت

خلود محمد جمعة
08-11-2013, 04:46 PM
دمعتي تسبق كلمتي
نعم عزيزتي كم من مرة ودعنا أنفسنا وتركناها خلفنا
جسمت اللحظة بحروف من ألق
دمت لنفسك
ياسمينة لروحك
مودتي وتقديري

حمزه الحجاجي
09-11-2013, 09:31 AM
اقصوصة رائعة تروي لحظات الوداع بحرفية متقنة بها من المشاعر الفياضة ... سلم القلم والمداد

د. سمير العمري
22-02-2014, 04:14 PM
شدني هنا أسلوب مميز وحرف واعد بالكثير فالنص جاء بمستوى ملفت ولم ينقصه إلا خاتمة قوية مناسبة. أما اللغة والأسلوب فقد كانا رائعين ويبشران بقامة أدبية واعدة بالكثير.

شيئ ... يل شيء

ثم عليك بمراعاة الربط والسبك بشكل أفضل في بعض واضع قليلة في النص.

تقديري