المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة أَسْكَنْتُهـا عُمْـقي (+ إلقائي لها)



محمد حمدي
23-09-2013, 02:12 AM
قصيدة أَسْكَنْتُهـا عُمْـقي (+ إلقائي لها)

هذا هو إلقائي للقصيدة:
http://www.youtube.com/watch?v=7Tb8HemkQHs

علّمْتُها صَمْتي،
شرودي في متاهاتي
علّمْتُها ذاتي التي في عمقِ أنّاتي
فتعلّمتْني
أبصَرَتْ ناري فأمستْ في حكاياتي
علّمْتُها فتعلّمتْ
أحببتُها فتناثرَتْ دُرًّا مُضيئًا مِن مناراتي
أحببتُها: فتلوَّنَتْ بالسّحْرِ، بالأحلامِ،
بالعُصفورِ، بالأشْياءِ،
بالتّاريخِ، بالأفلاكِ،
بالرّوحِ التي تَسْري بجنّاتي
صارتْ أنامي أو أنا
صارتْ أنانِيَتي، أناتي
صارتْ بآلامي ملذاتي
سكوني طيَّ عينيها
رحيلي في مباهجِها
دموعي أو مسرّاتي
علّمتُها
أحببتُها
لوّنتُها
دوّنْتُ في مَسْرى النّسيمِ العَذْبِ
حلوى ثَغْرِها بعبيرِ همْساتي
أسكنْتُها عُمْقي
فلمّا جاوَزَتْ عُمْقي،
وأحْصَتْ كلَّ مُتَّكَئٍ وكُرْسيٍّ
ولوحةِ نَجْمةٍ دُرّيّةٍ سَكرى
ودُرْجَ الذّكرياتِ
ونورَ مِصْباحِ الخيالِ
ونبضَ أزهارِ الغدِ النادي على شُبّاكِ أمنيتي
ولمّا رتّبَتْ ما كان بَعْثَرَهُ الزّمانُ بداخلي
وأعادتِ الضّوءَ الدّفيءَ يُزيلُ أتربتي
ولمّا رَوْنَقَتْ أشْياءَها
وتوضّأَتْ بضيائِها
ودَعَتْ لقلبي بالسّكينةِ والرَّوَاءْ
حينا.. ولمّا أقبلَتْ رُسُلُ المساءْ
وقفَتْ ببابِ القلبِ، تنظُرُ شارعَ الإحساسِ يحْملُ عَوْدتي
في لحظةِ الحُزنِ العميقةِ في هدوءِ الليلِ
أو في بسْمةِ الذّكرى بساعةِ شوقِ قلبينِ اسْتَحَرّا
في شُرودِ الأمْنياتْ
يا خالقي!
وكأنّها ـ من نَبْتِ رَوْعتِها ـ أنا
منذُ استقرَّتْ في رِداءِ العُمْرِ سَوْسَنَه ـ أنا
في طِيبِ طِيبتِها ـ أنا
في ضَوءِ غُرَّتِها ـ أنا
شيءٌ طبيعيٌّ هو!
فأنا الذي علّمْتُها صَمْتي
شرودي في متاهاتي
علّمْتُها ذاتي التي في عُمْقِ أنّاتي
فتعلّمَتْني
أبصَرَتْ حزني
فضمَّتْني بعينيها،
تخبّئُني عن الأيّامِ بالأيّامْ

محمد حمدي غانم
صيف 1998

عبدالقادر الحسيني
23-09-2013, 09:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
جميل أن أجد الشعراء الأحرار هنا
قصيدة جميلة وإلقاء رائع
أخى المبدع محمد حمدى غانم
تقبل تحياتي

الحسين القاضي
23-09-2013, 09:45 AM
شئ رائع احساس عميق استمر اخي المبدع

محمد حمدي
23-09-2013, 03:39 PM
أ. عبد القادر الحسيني:
أ. الحسين القاضي:
شكرا جزيلا لتقديركما ..
تحياتي

فاتن دراوشة
23-09-2013, 08:27 PM
ما أروع أن نلتقي بحياتنا من يستطيع أن يرتّب تفاصيل أعمارنا في درجِ احتوائه لنا

وأن يزرعنا سوسنة في حوض محبّته

قصيدة راقية جرسًا وحسّا

دمت بودّ أخي

محمد حمدي
24-09-2013, 02:07 PM
صدقت أ. فاتن..
شكرا لتقديرك..
تحياتي