تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الهزيمة



حارس كامل
28-09-2013, 08:54 AM
الهزيمة
====
كان الليل في هذه اللحظة غرابا ينعق،ويقبع فوق غصن شجرة يابسة منزوعة الأوراق،ويرقب رجلا أبيض مختلطا وجهه بحمرة يمشي محني الرأس خجلا.
وكانت الشوارع في هذه اللحظة أفواها مفتوحة تعايره بالهزيمة.
وكانت الهزيمة في رأس الرجل نصل خنجر يتأهب لقطع رقبة بغضب شديد.
وكان الغضب حينئذ وجه امرأة لا يعرفها حرضته حينما هجع إلى النوم ليلة أمس.
وكانت قدماه تسيران ببطء كسلحفاة أوشكت علي الرحيل،وتوقفت قبالة مقهى ريثما يعبئ أنفاسه للحظة المرتقبة.
وكانت عيناه ترقبان رجلا أسمر،فيما كان أنفه يتشمم رائحة الدم.
قالت المرأة:
- لا تنتظر.
قالت الذكريات بتوسل:
- فلتنتظر؛فأنا شاهدة علي تاريخ نضالكما وكفاحكما معاً من أجل هذه الأرض!
قالت الصداقة:
- أورقت الأشجار،وامتلأت الينابيع بالماء،وكثر الخبز في كفيكما معاً.
قالت الهزيمة:
- أنا شاهدة علي وضعه الحجر عثرة في طريقك،وإسقاطك لتمريغ رأسك أمام الجميع..يريد أن يقتلك.
قال صوت مجهول:
- يريد أن ينفرد بالأرض وحده.
قال الغضب:
- كله قبل أن يأكلك.
تململ الخنجر،وقال:
- إلى متي سأنتظر بلا عمل؟
انقض الرجل الأبيض علي الرجل الأسمر،وانتشي الخنجر بعد أن قطع شريان الرقبة،فيما رقصت الهزيمة طربا بحجرها الذي وضعته، وخلاصها من صديقه الوفي الذين جعلها حبيسة طيلة الأعوام الماضية .
25/09/2013

حارس كامل
28-09-2013, 08:54 AM
النص معدلا بناء على رغبة الكاتب

تعديل طفيف للنص
الهزيمة
====
الليل ينعق كغراب يقبع فوق غصن شجرة يابسة منزوعة الأوراق،يرقب رجلا أبيض مختلط وجهه بحمرة يمشي محني الرأس خجلا.
الشوارع أفواه مفتوحة تعاير الرجل بهزيمة تحوم في رأسه كنصل خنجر يتأهب لقطع رقبة .
الغضب وجه امرأة لا يعرفها حرضته حينما هجع إلى النوم ليلة أمس.
قدماه تسيران ببطء كسلحفاة أوشكت علي الرحيل،توقف قبالة مقهى ريثما يعبئ أنفاسه للحظة المرتقبة.
عيناه ترقبان رجلا أسمر،فيما كان أنفه يتشمم رائحة الدم.
قالت المرأة:
- لا تنتظر.
قالت الذكريات بتوسل:
- فلتنتظر؛فأنا شاهدة علي تاريخ نضالكما وكفاحكما معاً من أجل هذه الأرض!
قالت الصداقة:
- أورقت الأشجار،وامتلأت الينابيع بالماء،وكثر الخبز في كفيكما معاً.
قالت الهزيمة:
- أنا شاهدة علي وضعه الحجر عثرة في طريقك،وإسقاطك وتمريغ رأسك أمام الجميع..يريد أن يقتلك.
قال صوت مجهول:
- يريد أن ينفرد بالأرض وحده.
قال الغضب:
- كله قبل أن يأكلك.
تململ الخنجر،وقال:
- إلى متي سأنتظر بلا عمل؟
انقض الرجل الأبيض علي الرجل الأسمر،وانتشي الخنجر بعد أن قطع شريان الرقبة،فيما رقصت الهزيمة طربا بحجرها الذي وضعته، وخلاصها من صديقه الوفي الذين جعلها حبيسة طيلة الأعوام الماضية في هذه البلاد .
25/09/2013

محمد الشرادي
28-09-2013, 12:52 PM
أخي حارس
نص عميق و بليغ يحكي قصة انفراط عقد التعايش بسبب تدخل أصوات شتى تحرض الأخ على أخيه، و تزين له الفعل الشنيع. و تقول له اكفر فلما كفر قالوا إنا برءاء مما اقترفت يداك...وضحكموا شماتة به.
قالت العرب قديما
يندبون أخاهم في النائبات دون أن يأتيهم على ما قاله برهنا.
أي كانوا ينصرون أخاهم ظالما أو مظلوما.
و قالت العرب أيضا
أن و أخي ضد ابن عمي، و أنا و أخي و أبن عمي ضد العدو.
أما اليوم فصرنا كقابيل نقتل الأخ بأيدينا و نقدم دمه عبون محبة للأعداء.
و الهزيمة الكبرى حين ننهزم ثقافيا و فكريا، و نصاب بعمى الألوان و نصبح عجزين عن التفريق بين الصديق و العدو بين القريب و البعيد
ما أقسى هذا النص أخي حارس
حفظ الله مصر و العرب و أمة الإسلام.
تحياتي

حارس كامل
29-09-2013, 04:27 PM
أخي حارس
نص عميق و بليغ يحكي قصة انفراط عقد التعايش بسبب تدخل أصوات شتى تحرض الأخ على أخيه، و تزين له الفعل الشنيع. و تقول له اكفر فلما كفر قالوا إنا برءاء مما اقترفت يداك...وضحكموا شماتة به.
قالت العرب قديما
يندبون أخاهم في النائبات دون أن يأتيهم على ما قاله برهنا.
أي كانوا ينصرون أخاهم ظالما أو مظلوما.
و قالت العرب أيضا
أن و أخي ضد ابن عمي، و أنا و أخي و أبن عمي ضد العدو.
أما اليوم فصرنا كقابيل نقتل الأخ بأيدينا و نقدم دمه عبون محبة للأعداء.
و الهزيمة الكبرى حين ننهزم ثقافيا و فكريا، و نصاب بعمى الألوان و نصبح عجزين عن التفريق بين الصديق و العدو بين القريب و البعيد
ما أقسى هذا النص أخي حارس
حفظ الله مصر و العرب و أمة الإسلام.
تحياتي
اشكرك أخي محمد الشرادي
سمع الله منك
وانصف أمة العرب جميعها
تحيتي وتقديري

براءة الجودي
30-09-2013, 04:37 PM
قصة جميلة كعادتك أخي
ولربما نكتفي بالإشادة على قراءة أستاذنا محمد الشرادي
تقديري لكما

حارس كامل
01-10-2013, 05:02 PM
قصة جميلة كعادتك أخي
ولربما نكتفي بالإشادة على قراءة أستاذنا محمد الشرادي
تقديري لكما

القديرة/براءة الجودي
سعيد بقراءتك
تحيتي وتقديري

حارس كامل
01-10-2013, 06:54 PM
تعديل طفيف للنص
الهزيمة
====
الليل ينعق كغراب يقبع فوق غصن شجرة يابسة منزوعة الأوراق،يرقب رجلا أبيض مختلط وجهه بحمرة يمشي محني الرأس خجلا.
الشوارع أفواه مفتوحة تعاير الرجل بهزيمة تحوم في رأسه كنصل خنجر يتأهب لقطع رقبة .
الغضب وجه امرأة لا يعرفها حرضته حينما هجع إلى النوم ليلة أمس.
قدماه تسيران ببطء كسلحفاة أوشكت علي الرحيل،توقف قبالة مقهى ريثما يعبئ أنفاسه للحظة المرتقبة.
عيناه ترقبان رجلا أسمر،فيما كان أنفه يتشمم رائحة الدم.
قالت المرأة:
- لا تنتظر.
قالت الذكريات بتوسل:
- فلتنتظر؛فأنا شاهدة علي تاريخ نضالكما وكفاحكما معاً من أجل هذه الأرض!
قالت الصداقة:
- أورقت الأشجار،وامتلأت الينابيع بالماء،وكثر الخبز في كفيكما معاً.
قالت الهزيمة:
- أنا شاهدة علي وضعه الحجر عثرة في طريقك،وإسقاطك وتمريغ رأسك أمام الجميع..يريد أن يقتلك.
قال صوت مجهول:
- يريد أن ينفرد بالأرض وحده.
قال الغضب:
- كله قبل أن يأكلك.
تململ الخنجر،وقال:
- إلى متي سأنتظر بلا عمل؟
انقض الرجل الأبيض علي الرجل الأسمر،وانتشي الخنجر بعد أن قطع شريان الرقبة،فيما رقصت الهزيمة طربا بحجرها الذي وضعته، وخلاصها من صديقه الوفي الذين جعلها حبيسة طيلة الأعوام الماضية في هذه البلاد .
25/09/2013

آمال المصري
03-10-2013, 05:10 PM
نص احتل الترميز فيه والإسقاط على قصة قابيل وهابيل والتعابير القوية والصور الجمالية دور كبير في تألقه ونجاح الفكرة
تمتلك أدواتك أديبنا الفاضل كقاص مبدع
بوركت واليراع
تحاياي

حارس كامل
04-10-2013, 06:15 PM
نص احتل الترميز فيه والإسقاط على قصة قابيل وهابيل والتعابير القوية والصور الجمالية دور كبير في تألقه ونجاح الفكرة
تمتلك أدواتك أديبنا الفاضل كقاص مبدع
بوركت واليراع
تحاياي

القديرة المبدعة/آمال
أشكرك
وأسعدتني كلماتك
تحيتي وتقديري

ربيحة الرفاعي
26-10-2013, 05:02 PM
نص قصّي مؤثث برمزية عالية وتناص مع القصص القرآني ومهارة في التعبير عالية
وأداء طيب بسرد شائق أتكأ على الحوار لتوصيل حس القول

...

تم وضع نسخة معدلة تالية مباشرة للنص الأصلي

دمت بخير مبدعنا

تحاياي

سامية الحربي
26-10-2013, 06:02 PM
لحظة صراع تتنازعها الذكريات , الصداقة ,التحريض ثم يفوز بها الغضب ليدفع صاحبه الثمن. ترميز قصصي أتى أُكله في توصيف الحدث.تحياتي وتقديري.

عبد السلام هلالي
26-10-2013, 10:26 PM
نص بني على الرمزية الموفقة و الحوار بلغة الجميلة .
و الأجمل أنك جمعت مختلف بواعث الفتنة التي تدفع بالمرء للتنكر لأخيه أو صديقه ، و تحوله إلى آلة قتل عمياء.
تحيتي و تقديري أخي حارس

حارس كامل
02-11-2013, 01:20 AM
نص قصّي مؤثث برمزية عالية وتناص مع القصص القرآني ومهارة في التعبير عالية
وأداء طيب بسرد شائق أتكأ على الحوار لتوصيل حس القول

...

تم وضع نسخة معدلة تالية مباشرة للنص الأصلي

دمت بخير مبدعنا

تحاياي

المبدعة الرائعة/ربيحة
أشكر على وضع النص تحت النص أصلي
كما أشكرك علي قراءتك العميقة التي أثرت النص
تحيتي وتقديري

حارس كامل
02-11-2013, 01:21 AM
لحظة صراع تتنازعها الذكريات , الصداقة ,التحريض ثم يفوز بها الغضب ليدفع صاحبه الثمن. ترميز قصصي أتى أُكله في توصيف الحدث.تحياتي وتقديري.

القديرة/غصن
ممتن لقراءتك وولوجك النص
تحيتي وتقديري

حارس كامل
02-11-2013, 01:23 AM
نص بني على الرمزية الموفقة و الحوار بلغة الجميلة .
و الأجمل أنك جمعت مختلف بواعث الفتنة التي تدفع بالمرء للتنكر لأخيه أو صديقه ، و تحوله إلى آلة قتل عمياء.
تحيتي و تقديري أخي حارس

المبدع الرائع/عبدالسلام هلالي
هو كما ذكرت أخي الحبيب
هي كلها بواعث فتنة تجعلنا نعض على أصابعنا من الندم بعد فوات الآوان
تحيتي وتقديري

د. سمير العمري
18-12-2013, 03:10 PM
قصة مميزة استوفت مقومات البناء الأدبي الفني ، ويؤكد مجددا أنك أديب تستحق هذا اللقب ونصك يستحق الثناء.
دمت بخير وبركة!

تقديري

حارس كامل
19-12-2013, 04:49 PM
قصة مميزة استوفت مقومات البناء الأدبي الفني ، ويؤكد مجددا أنك أديب تستحق هذا اللقب ونصك يستحق الثناء.
دمت بخير وبركة!

تقديري

الدكتور الأديب الكبير/سمير العمري
أشكرك
كلامك وسام على صدري
وأعتز باللقب الذي منحتني إياه
تحيتي وتقديري

كاملة بدارنه
20-12-2013, 07:01 PM
انقض الرجل الأبيض علي الرجل الأسمر،وانتشي الخنجر بعد أن قطع شريان الرقبة،فيما رقصت الهزيمة طربا بحجرها الذي وضعته،
حين تضرب يد الخبث بخنجر الغدر تتربّع الهزيمة على قلوب الضّعفاء المغدور بهم ..
نصّ عميق المعاني
بوركت
تقديري وتحيّتي

حارس كامل
23-12-2013, 05:16 PM
القديرة المبدعة /كاملة بدران
قراءة كاشفة
أشكرك على مرورك وثنائك على النص
تحيتي وتقديري

نداء غريب صبري
18-03-2014, 02:42 PM
قصة جميلة
قرأتها بعد التعديل ووجدتها أحلى بكثير
فكرتك رائعة وقصتك مفيدة
والأسلوب مميز أخي

شكرا لك

بوركت

ناديه محمد الجابي
23-01-2024, 05:32 PM
بسرد متقن وأسلوب تصويري ولغة شيقة وحوار رمزي رائع
كان النص يدور حول قتل الأخ اخاه وفرح الشيطان وأعوانه
من بواعث الفتنة بسفك هذه الدماء الطاهرة.
نص جميل ومعبر ـ وقد أبدعت.
:007::005: