المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إن في ذلك لذكرى



الضبابية
07-02-2005, 04:42 PM
كلمة باختصار .. لعلنا ..

إن المسلم حين يستقبل بداية عام هجري جديد ، تعود به الأفكار إلى ذلك الحدث العظيم الذي كان بداية دولة و انطلاقة مؤمنة عمت الكون بنورها ، و ما كان لنا أن نحتفظ بذلك الحدث مجرد أحداث لا تؤثر بحياتنا كما أثرت بشبه جزيرة العربية ذلك التأثير العظيم منذ ألف و أربعمئة و خمس و عشرين عاما ؛ فما كان المهاجر رجلا عاديا هو من لا ينطق عن الهوى .. المعصوم عن الخطأ و الموحى إليه ، و مثله من تتبع خطاه و تستشف العبر من حياته لعلها تكون لنا درب نجاة و فلاح .

و نبدأ منذ البداية .. إذ بدأ الرسول صلى الله عليه و سلم استعداده قبل الهجرة بفترة تكفي لإحكام الأمر و الاستعداد لأي طارئ ، فاختار الصاحب و أعد الراحلتين و اختار دليلا أمينا . و لا ريب أن هذا يعني أن على المرء أن يأخذ بالأسباب و يستعد لكل أمر عظيم يقبل عليه ، ثم يتوكل على الله . أيضا .. نرى الرسول صلى الله عليه و سلم فارق موطنه و ضحى بالكثير في سبيل عقيدته و هذا أكبر دليل على تقدم العقيدة على ما عداها فلا قيمة لوطن أو مال إذا كانت العقيدة مهددة .

ثم اختياره صلى الله عليه و سلم لأبي بكر صاحبا . و في هذا أكبر دلالة على علو منزلة أبي بكر رضي الله عنه و عظم محبة الرسول صلى الله عليه و سلم له ، كما أنه يعلمنا أهمية الصحبة الصالحة ، و ما أحوجنا في رحلة الحياة الطويلة إلى صحبة صالحة تهون الصعاب و تشد الأزر .

و ترك الرسول صلى الله عليه و سلم عليا وراءه لأداء أمانات المشركين إلى أصحابها . و هو درس نحتاجه بحق فإن الواحد منا إذا اختلف مع مسلم مثله تحين الفرص لإحراجه و رد الصاع صاعين له ، و رسول الله آذاه الكفار و أخرجوه من موطنه لكن الحق عنده أحق أن يتبع ، مهما دارت الظروف .
و المؤمن شريف دائما مع الصديق و العدو .

و كان لأسماء و عبد الله ابني أبي بكر دور عظيم ، فكانت أسماء تحمل لهما الزاد و عبد الله يحمل أخبار قريش رغم ما في ذلك من خطر عليهما ، لكن حياة المسلم بذل دائم ، و حرص على إعلاء كلمة الله و لو كان الثمن الدم و الروح ، و دور المرأة المسلمة عظيم لا بد لها من القيام به ، و لو كان مجرد نطاق شق إلى اثنين !

و نرى كذلك أن دليل الرحلة كان مشركا . و في هذا دلالة على مشروعية الاستفادة من غير المسلمين فيما لا يؤثر على العقيدة أو يضعف الإيمان ، و الإسلام أمرنا بإحسان المعاملة حتى لمن خالفنا في العقيدة .

و العطف و الإحسان خلقان في المسلم لا يغيبان عنه في أي ظرف كان فيه . فلما وصل النبي عليه أفضل الصلاة و السلام المدينة خرج الأنصار يرحبون به فرحين بمقدمه عليهم و بينهم صغيرات من بني النجار كن ينشدن :

نحن الجوار من بني النجار يا حبذا محمد من جار

فمال إليهن صلى الله عليه و سلم قائلا : أتحببني ؟ قلن : نعم يا رسول الله ، قال : الله يعلم أن قلبي يحبكن .
هو القائد و النبي و القادم من سفر طويل متعبا مرهقا ، لكنها رقته صلى الله عليه و سلم ، و ما أحوجنا إلى مثل هذه الشمائل المحمدية ... اللهم صلي و سلم و بارك على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .


مودتي
غموض

حوراء آل بورنو
08-02-2005, 07:07 PM
أختي الفاضلة

بارك الله في قلمك ، فقد سرد في عجالة أحداث عظام ، و استخلص منها العبرة و الموعظة الحسنة ، ثم كان يرسم منهج التأسي بمنهج حبيبنا محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة و التسليم .

غير أن لي رأيا في بعض ما قلت هنا :


و نرى كذلك أن دليل الرحلة كان مشركا . و في هذا دلالة على مشروعية الاستفادة من غير المسلمين فيما لا يؤثر على العقيدة أو يضعف الإيمان ، و الإسلام أمرنا بإحسان المعاملة حتى لمن خالفنا في العقيدة .

ما كان فعله عليه الصلاة و السلام ذلك اليوم إلا و هو مستضعف ، لا دولة قائمة و لا قوة مساندة . الحق أن الحكمة ضالة المؤمن أنى و جدها فهو أولى الناس بها ، هذا حق ، و لكن يجب النظر إلى أمرين هنا : الأول خاص بجزيرة العرب ؛ فلا يجوز وجود من يعبد غير الله على ملة الإسلام فيها ، و الأمر الثاني : أن الاستفادة من مشرك تكون من قوي لا ضعيف ؛ فالمسلم يملي شروطه ، و يضع قوانينه ، و يأمن جانبه . في هذا شرح يطول .

تحية طيبة

الضبابية
08-02-2005, 11:52 PM
و بورك فيك أخيتي ..
هي خطوط عامة لكلمة ألقيتها في ما هو أشبه بندوة
و الهدف : أن نطبق ما نستفيده في حياتنا التي نحياها ( الآن )
و أعتقد أن غير المسلمين موجودون فعلا في شبه الجزيرة العربية
و بإمكاني أن أضيف ( للأسف ) إذا أردت
و أما منطق الأقوى و الأضعف فلا ريب أنك ..
( في أي مكان من العالم العربي كنت )
ترين أنها حتى الاستفادة من غير المسلم لم تقتصر على علم أو فائدة
للأسف ما يؤخذ عنهم و منهم هو الجانب السلبي عند كثير من الناس
و لا أطلق حكما ... فكثيرون أيضا لا يأخذون إلا ما يقبله إسلامنا .
النقطة التي دار حولها الحديث هي :
أن علينا إن أخذنا عنهم أن نأخذ ما ينفعنا و لا يؤثر على عقيدتنا ،
قد آخذ فنية معينة أو خبرة في في الحاسوب أو .. أو ..
لكنني لن أستبدل الكتب النافعة بالمجلات السخيفة ،
أو أخرج بدون حجابي و بقصة شعر تتوجني ملكة لمن باعوا عقولهم
و أغلقوا على فكرهم الأبواب ... إلخ مما نرى كل يوم .
هذا مما يدور الحوار حوله .. لكنني أولا و أخيرا أرجع في هذه الكلمة للفائدة التي يجب أن تحكم سلوكيات غدا الكثيرون يرونها مما هان النظر فيه .
هو فعلا مما يطول الكلام فيه ، و يحكم الحوار واقع كلا الطرفين :)

لك كل تحياتي
غموض

عبدالسلام العطاري
11-02-2005, 04:43 PM
غموض /

كل التحية والتقدير

مررت من هنا .




(جيفارا )

الضبابية
11-02-2005, 08:43 PM
تسجيل مرور أخ فاضل
و كلمة تسعد كل الكلمات
.:| الفاضل جيفارا ..
لك خالص احترامي

تحياتي
غموض