مشاهدة النسخة كاملة : من حكايا جدتي
عبد المجيد برزاني
30-09-2013, 06:35 PM
تزوج تاجر ميسور من أرملة أحدهم. وكان، كل ظهيرة، يرسل لها قفة الحاجيات مملوءة عن آخرها بالخيرات من خضر وفاكهة ولحم ضأن ولحم طير. وكلما دخل عليها في آخر النهار وسألها عن القفة وهل كانت راضية عنها أجابته : " يعني .... ليست كقفة المرحوم ... لكن الحمد لله على كل حال ... "
أصبح التاجر كل يوم يكثر من المشتريات، وكل يوم يكون للزوجة نفس الجواب. احتار الرجل ولم يترك شيئا من ثمار وفاكهة وطرائد إلا وملأ به القفة، لكن دون جدوى. وصار يشتكي أمره لكل من يجالسه من أصحاب وتجار في السوق إلى أن هداه أحدهم إلى معرفة من يكون زوجها السابق المرحوم، فربما كان بحارا يأتي بما تزخر به الجزر البعيدة من طيب الفواكه وغريب الطرائد، أو كان اميرا ذا خدم وحشم تأتيه العطايا من كل جهات المعمورة.
هكذا صار التاجر يتقصى أخبار الزوج المرحوم حتى وقف على حقيقته. وكم كانت دهشته كبيرة عندما علم أنه كان سقاءً معروفا في مدينة قريبة. لم يطل به التفكير هذه المرة، فاهتدى إلى السقاء الذي يجوب دكاكين التجار، وطلب منه ان يبيعه قفة حاجياته التي يرجع بها آخر النهار إلى بيته. وافق السقاء على بيع قفته بدريهمات قليلة، فأخذها التاجر ودخل بها على زوجته. وما أن فتحت الزوجة القفة حتى انفرجت أساريرها وهللت من الفرحة قائلة : " ها قد تعلمت كيف تنفق يارجل" .
ناديه محمد الجابي
30-09-2013, 09:52 PM
وما الحب إلا للحبيب الأولي
هذا ما تعودت عليه وألفته ـ فهو في عينيها الأحسن والأكمل
مفارقة لطيفة وقصة لطيفة و فشكرا لك ولجدتك.
تحياتي وودي.
عبد المجيد برزاني
01-10-2013, 11:05 PM
وما الحب إلا للحبيب الأولي
هذا ما تعودت عليه وألفته ـ فهو في عينيها الأحسن والأكمل
مفارقة لطيفة وقصة لطيفة و فشكرا لك ولجدتك.
تحياتي وودي.
شكرا لطيب الحضور أستاذتنا الكريمة نادية محمد الجابي.
مقاربة حصيفة شرفت النص.
تحيتي وكل التقدير.
الفرحان بوعزة
01-10-2013, 11:23 PM
تزوج تاجر ميسور من أرملة أحدهم. وكان، كل ظهيرة، يرسل لها قفة الحاجيات مملوءة عن آخرها بالخيرات من خضر وفاكهة ولحم ضأن ولحم طير. وكلما دخل عليها في آخر النهار وسألها عن القفة وهل كانت راضية عنها أجابته : " يعني .... ليست كقفة المرحوم ... لكن الحمد لله على كل حال ... "
أصبح التاجر كل يوم يكثر من المشتريات، وكل يوم يكون للزوجة نفس الجواب. احتار الرجل ولم يترك شيئا من ثمار وفاكهة وطرائد إلا وملأ به القفة، لكن دون جدوى. وصار يشتكي أمره لكل من يجالسه من أصحاب وتجار في السوق إلى أن هداه أحدهم إلى معرفة من يكون زوجها السابق المرحوم، فربما كان بحارا يأتي بما تزخر به الجزر البعيدة من طيب الفواكه وغريب الطرائد، أو كان اميرا ذا خدم وحشم تأتيه العطايا من كل جهات المعمورة.
هكذا صار التاجر يتقصى أخبار الزوج المرحوم حتى وقف على حقيقته. وكم كانت دهشته كبيرة عندما علم أنه كان سقاءً معروفا في مدينة قريبة. لم يطل به التفكير هذه المرة، فاهتدى إلى السقاء الذي يجوب دكاكين التجار، وطلب منه ان يبيعه قفة حاجياته التي يرجع بها آخر النهار إلى بيته. وافق السقاء على بيع قفته بدريهمات قليلة، فأخذها التاجر ودخل بها على زوجته. وما أن فتحت الزوجة القفة حتى انفرجت أساريرها وهللت من الفرحة قائلة : " ها قد تعلمت كيف تنفق يارجل" .
الأخ الفاضل ..عبد المجيد .. تحية طيبة ..
لم تعد تلك الجدة التي تروي على مسامعنا كباراً وصغاراً تلك الحكايات العجيبة حاضرة في الوقت الحاضر ، كانت الجدات تتقن فن الحكي الشيق دون الاطلاع على مقومات القصة .. فقد تقلصت أدوارهن لأسباب عديدة ..
قصة الجدة هنا كانت حاضرة بقوة في أذهاننا ، تميزت بهدف الإمتاع والإفادة .. تنطوي على حكمة بليغة ،جمعت بين ما هو تعليمي وتربوي ، برمزية عالية وإجراءات سردية شيقة عمل السارد على تنمية الحدث وتطويره حتى أصبح مقلقاً للزوج ، ولكن استشارته لأصحاب التجربة في الحياة اهتدى إلى ما تهدف إليه زوجته .. فكان تعليمها له معنى الاقتصاد والتدبير بطريقة عملية وإجرائية ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة
عبد المجيد برزاني
03-10-2013, 12:16 AM
الأخ الفاضل ..عبد المجيد .. تحية طيبة ..
لم تعد تلك الجدة التي تروي على مسامعنا كباراً وصغاراً تلك الحكايات العجيبة حاضرة في الوقت الحاضر ، كانت الجدات تتقن فن الحكي الشيق دون الاطلاع على مقومات القصة .. فقد تقلصت أدوارهن لأسباب عديدة ..
قصة الجدة هنا كانت حاضرة بقوة في أذهاننا ، تميزت بهدف الإمتاع والإفادة .. تنطوي على حكمة بليغة ،جمعت بين ما هو تعليمي وتربوي ، برمزية عالية وإجراءات سردية شيقة عمل السارد على تنمية الحدث وتطويره حتى أصبح مقلقاً للزوج ، ولكن استشارته لأصحاب التجربة في الحياة اهتدى إلى ما تهدف إليه زوجته .. فكان تعليمها له معنى الاقتصاد والتدبير بطريقة عملية وإجرائية ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة
أسعد الله أوقاتك أخي الكريم المبدع بوعزة الفرحان :
شكرا لجميل القراءة ولحضورك الذي أسعدني وعلا بالنص المتواضع في عيني.
فعلا أحي الكريم لم يعد الوقت كالوقت
وجدات ذلك الزمن وحكمهم وحكاياتهم باتت من الماضي السحيق
دمت مبدعا أخي .
تحيتي وكل الامتنان.
آمال المصري
04-10-2013, 04:14 AM
من حكايا الجدة ... نفتقدها الآن ونفتقد ماوراء حكاياها من حكمة وتهذيب وتربية للنفوس
وكيف للحب الأول في النفوس من مكانة ولو وضعوا أمام عينيها الدنيا وما حوت
نص جميل جميل فكر وعبرة ودرسا ولغة ثرة
وخاتمة مدهشة عهدناها من أديبنا الفاضل
بوركت واليراع
تحاياي
كاملة بدارنه
11-10-2013, 06:40 PM
للحكايات القديمة بأسلوب روايتها الشّائق عبر وأهداف إضافة للتّسلية
ذكّرتني بحكاية شعبيّة فلسطينيّ بعنوان:" يا طاقة أعطيني رقاقة" والطّاقة هي الكوّة والرّقاقة رغيف الخبز، حيث تزوّجت إحداهن من أمير، ولكنّها حنّت لماضيها المدقع حين كان تتسوّل الخبز...
حكاية هادفة
بوركت
تقديري وتحيّتي
(حكايات)
ربيحة الرفاعي
04-11-2013, 03:47 PM
لا أظنه التعلق بالحبيب الأول والتوق لاستعادته في شخص الزوج الجديد كما توحي القراءة السريعة للنص، ولا هي اعتياد شطف العيش والرغبة بالعودة إليه في كنف زوج ثري
الرجل تاجر ميسور كان ينفق وفقا للنص ببذخ لم يعجب الزوجة فأرادت تعليمه الوعي في الانفاق وهذا من خير ما تقدم الجدة من دروس ، يضاف إليه الاستعانة بأصحاب الرأي والخبرة على ما يستعصي والاسترشاد بآرائهم ثم اللين وتجنب العناد فما كان أيسر أن يقول لنفسه " أأنا التاجر الثري أقلد في نفقات أرتي سقاء فقيرا؟"
ببراعة وسرد شائق وأداء موفق أعدت علينا حكاية هادفة من حكايا جداتنا فأفدت وأمتعت
دمت بخير
تحاياي
خلود محمد جمعة
07-11-2013, 06:53 AM
مما يقال في التربية الحديثة أفضل طريق لتجنب السوك السلبي وتشجيع السلوك الإيجابي هو بطريقة غير مباشرة
وجداتنا ( يطول عمرك يا ستي) ذكيات بالفطرة
وأتذكر أن جدتي كانت تحيك لنا الحكايا في بعض الأوقات من قاموسها فقط لنعترف بذنب أو لنتوب عن معصية
للقصة أكثر من عبرة
دمت متجدداً
مودتي وتقديري
د. سمير العمري
22-02-2014, 04:51 PM
لا أظنه التعلق بالحبيب الأول والتوق لاستعادته في شخص الزوج الجديد كما توحي القراءة السريعة للنص، ولا هي اعتياد شطف العيش والرغبة بالعودة إليه في كنف زوج ثري
الرجل تاجر ميسور كان ينفق وفقا للنص ببذخ لم يعجب الزوجة فأرادت تعليمه الوعي في الانفاق وهذا من خير ما تقدم الجدة من دروس ، يضاف إليه الاستعانة بأصحاب الرأي والخبرة على ما يستعصي والاسترشاد بآرائهم ثم اللين وتجنب العناد فما كان أيسر أن يقول لنفسه " أأنا التاجر الثري أقلد في نفقات أرتي سقاء فقيرا؟"
ببراعة وسرد شائق وأداء موفق أعدت علينا حكاية هادفة من حكايا جداتنا فأفدت وأمتعت
دمت بخير
تحاياي
ليس بعد هذا التعليق الحصيف ما يقال.
أضحك الله سنك ايها الحبيب ، وحكايات الجدات تميل دوما للتسلية وللعبرة.
وأنبه إلى أن حكاية تجمع على حكايات وليس على حكايا مثلها مثل نهاية نهايات وبداية بدايات وكناية كنايات.
تقديري
نداء غريب صبري
02-05-2014, 07:08 PM
قصص الجدات هي أحد أهم مشكلات بتشديد الكاف شخصياتنا
منها تعلمنا وبأحداثها حددت لنا جداتنا الصواب والخطأ
قصة جميلةوفيها أكثر من حكمة
شكرا لك أخي
بوركت
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir