تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مجرد محاولة بقلمي بائعة الأمل



جاسم القرطوبي
30-09-2013, 10:15 PM
http://www13.0zz0.com/2012/12/20/18/475656975.jpg (http://www.0zz0.com)

إيه آه
و
واشوقاه وأوّاهُ


لواحات قاحلة بلَّلها الأملُ بعد أن أعطشها ، وأخرج بهجتها بعد أن أغطشها ؛ فأينعت كلَّ ابتسامةٍ خضراء وسقطت من سيقان همومها كل ذابلةٍ صفراء .أمّا هو فلم يكُ يرَ نصيبه من اسمه – سعيد - إلا رسمه رغم إيقانه بأنَّ لو سبق الصبحَ وجهٌ أبيض فحتما ستكون إشراقه ذلك الصباح سوداء .
وعلى قارعة ذلك الطريق وقف ، ولاكفهرارِ وجهِهِ على جبين نهاره - الصيفية شمسه - سمة ٌواضحة بما يحمله قلبه من ليال حزن ٍ تمخر فيها السفنُ العابرة من دموعه ذات اليمين وذات الشمال . لوّحَ بعصاه التي أودعها إنسان عينيه الذي قُبِرَ قبلُ من مقلتيه ، وما أنْ أتمَّتِ الحافلةُ وقوفها حتى دلف إليها شاقَّا طريقه في زحامها للجلوس على آخر كرسي لم يكن له أن يجده لولا صياح أحدهم بالركاب : أتيحوا لهذا الفتى الضرير الطريق لكي يجلس . رغم أن الكلمة قد نزلت صاعقة
على سمعه فهذه المرة اليتيمة التي يحصل فيها على كرسي ، كما أنه لم يحفل كثيرا بجلوسه بقدر ما أنعشته رائحةُ عطرٍ ضوعت الجو ، بدت له وكأنها فَراشات الربيع في معطفٍ حاكى كوخا أسقط الخريف أخشابه وغطى الشتاء بابه ، وتقارعت نبضات قلبه الذاوي كطبول قبائل الأغوري ؛ خال ازديادها فاضحه رغم ذلك الشخير الذي ساد المكان ، خطر له أن يغني أو يتظاهر بالكحة أو أن يقفز من الحافلة كي لا تفضحه تلك النبضات ، وفجأة رنَّ هاتفه ، يا إلهي من يتصل بي الآن ؟ قالها متمتما بها لنفسه ، ردَّ على الهاتـف :نعم ،نعم مَنْ ...آه أمي ، أهلا أمي ..... نعم في الحافلة كالعادة ،لا تقلقي سأعود سالما وإن لم أعد فلن تتوقف الدنيا يا أمي ؟،
ربما رقت بطارية هاتفة لأمه إذ احتضرت مختصرةً لها ديباجته اليومية ، وما لبث إلا قليلا حتى شعر بيدٍ كالعصفور حطت على كتفيه ربَّتت عليهما ، أسرَّ لنفسه قائلا: لا بد أنها صاحبة العطر الذي يعبق به المكان،آهٍ إذن أنها ليست بالقرب مني فحسب بل إنها تجلس جانبي . وقبل أن يهدأ روعه تابعت كلامها : لا تلقِ يا أخي بالا على أي شيءٍ ولا تحزن فإن الله لم يُذهب نور العين إلا لينير الدنيا والأخرى لصاحبهما .أدار وجهه إليها فرأى أنها تكبره قليلا ربما يوما أو يومين، ورأى أن عينيها جميلتان وواسعتان كغابتي نخيل وقت السحر ، نعم استطاع أن يرى كل ذلك ببصره.(( لا حول ولا قوة إلا بالله ، هل أنا أكلم غير الفتى أم أنه يعاني الصمم أيضا ؟)) استطردت كلامها ، عندها أجهش بالبكاء فكأن نحيبه لأذنيها أقرب لها من صوتها .وكالشظايا البلور همس : بلى، أنا ذلك الفتى الأعمى الذي عُطِفَ عليه بكلمة الفتى الضرير الذي قيمته من التعداد العام للسكان صفرا على اليسار. لاحظ صمتها المطبق بعد جوابه ،التفت إليها ثانيةً، وقال : اعتذر على فضاضة ألفاظي تجاهك فلم أعتد حنوا من أحد سوى أمي. فأجابته: كن متفائلا فإن في قلبِّ كل أنثى أمٌّ ، والتفاحة التي أخرجت آدم من الجنة نفسها التي رفعت نيوتن إلى السماء بقانون جاذبيته . السماء – مقاطعا لحديثها - وكيف لأعمى مثلي يطول السماء وهو لم يبصر حتى الأرض ؟! وبعد سكتةٍ لطيفة أجابته : يا عزيزي قالوا قديما : اغمض عينيك لتراني فكيف بمن أكرمه الله بفقد كريمتيه . فتنهد متأملا وصفا منها أسعده ، أطرق الرأس قليلا ثم سألها : وكيف أتأمل شيئا أحسه ولا أبصره .
هي : فلتحسه منك الأعماق وتبصره فيك الآفاق .
هو: إذن ، فما الزهر الذي أشمه هل هو جميل كملمسه ؟
هي : تماما كالقمر الذي في السماء رغم أنه شقوق وصخور إلا أن الكل يسعد به ويستمد من إضاءته..
هو : ما هي السعادة لعيون الأسير والمريض ؟
هي : إنها الأملُ نفسُهُ وأحاسيسٌ تذاق ،لا كلمات ذات أشكال وحروف .
هطلت كلماتها عليه وترجمتها مشاعره كإجراء عملية ناجحة لعينيه وكأوبة روح طفوليةٍ لرفاتها ، وقبل أن يُغرِقُها في عريضة اسئلته انبرئ الكمسريُّ قائلا : هيا ابنتي ايقضي أباك المرهق ، قد أوشكت الحافلة أن تصل فاحملي عصاك وعصى أبيك ، وسأحمل لكما صندوق بضاعتكما من العطر لباب الحافلة ؛ وعين الله تحرسكما .



جاسم القرطوبي

عبد السلام دغمش
01-10-2013, 07:44 AM
الأخ جاسم القرطوبي
محاولة طيبة و لغة متمكنة..
ربما تكون متأثراً بأسلوب المنفلوطي في كتاباته..وربما قادني ذلك الاستنتاج لجمال اللغة رغم نزر يسير من الأخطاء لا تقلل من شأن النص و جماله.
أما الفكرة فهي ساميةٌ..كسمو الامل الذي حاولت تلك الفتاة المقعدة ان تزرعه في قلب الفتى المكفوف..
تمنيت لو لم يكن العنوان كما كان ..وأن تدع القارئ يستكشف الآه من خلال السرد..أما "واشوقاه" فلم أجد للشوق مكان في أحداث القصة.
وافر تحياتي..

لواحات: لوحات
فضاضة ألفاظي: فظاظة
إيقانيه: يقينه
أيقضي : ايقظي

ناديه محمد الجابي
01-10-2013, 11:28 AM
إن للآمال في أنفسنا .. لذة تنعش منها ما ذبل
لذة يحلو بها الصبر على غمرات العيش والخطب الجلل
( مصطفي الغلاييني)

جميل أن نبيع التفائل والأمل لمن يحتاجه , حتى لوكنا
نحتاج لمن يزودنا به ـ كما فعلت تلك الفتاة التي لم تمنعها
إعاقتها أن تجعل الحياة تتلون في عينيه المقفلتين بألوان
الطيف الجميلة.
قصة معبرة عميقة الطرح ـ برعت في طرحها بسرد شائق
ولغة قوية لتصل بنا إلى النهاية الداهشة .
أثمن على رأي الأستاذ عبد السلام دغمش ـ وأشكر لك محاولة
أولى قوية .. ونحن في انتظار جديدك. ولك تحياتي.

جاسم القرطوبي
01-10-2013, 10:35 PM
الأخ جاسم القرطوبي
محاولة طيبة و لغة متمكنة..
ربما تكون متأثراً بأسلوب المنفلوطي في كتاباته..وربما قادني ذلك الاستنتاج لجمال اللغة رغم نزر يسير من الأخطاء لا تقلل من شأن النص و جماله.
أما الفكرة فهي ساميةٌ..كسمو الامل الذي حاولت تلك الفتاة المقعدة ان تزرعه في قلب الفتى المكفوف..
تمنيت لو لم يكن العنوان كما كان ..وأن تدع القارئ يستكشف الآه من خلال السرد..أما "واشوقاه" فلم أجد للشوق مكان في أحداث القصة.
وافر تحياتي..

لواحات: لوحات
فضاضة ألفاظي: فظاظة
إيقانيه: يقينه
أيقضي : ايقظي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أستاذي عبدالسلام عليك سلام الله ما صافحت زهر الروابي نسمة شمئل ، تجتاح بعبيرها العليل فيطيب له العليل اليعلول وبعد فإني شاكر لك مرورك والتفاتك ، والله أسألُ أن ينفعني بكم أيما نفع

لواحات أردتها من جمع واحة وأما فظاظة ويقينية فألف شكر لك على تعليمي إياهن وثق سيدي إنهن درس لن أنساه.

بالنسبة للعنوان فسآخذ به لكن ألا ترى سيدي أن ذكري بائعة الأمل في البداية يجعل الكل يعتقد أن هذه بصيرة تريد أن تعيد الثقة المنعدمة في نفسية محدثها المسدودة .

وأكررشكري الجزيل

جاسم القرطوبي
01-10-2013, 10:48 PM
إن للآمال في أنفسنا .. لذة تنعش منها ما ذبل
لذة يحلو بها الصبر على غمرات العيش والخطب الجلل
( مصطفي الغلاييني)

جميل أن نبيع التفائل والأمل لمن يحتاجه , حتى لوكنا
نحتاج لمن يزودنا به ـ كما فعلت تلك الفتاة التي لم تمنعها
إعاقتها أن تجعل الحياة تتلون في عينيه المقفلتين بألوان
الطيف الجميلة.
قصة معبرة عميقة الطرح ـ برعت في طرحها بسرد شائق
ولغة قوية لتصل بنا إلى النهاية الداهشة .
أثمن على رأي الأستاذ عبد السلام دغمش ـ وأشكر لك محاولة
أولى قوية .. ونحن في انتظار جديدك. ولك تحياتي.
رد كالبريق في فائدته الجمة لي ، وأثمن بردكما أستاذي ليطور مهارة قلمي

والله الموفق في أن أكتب بأريحية وأكثر صوابا ،،،،،،،،،،،

دمتم

آمال المصري
02-10-2013, 07:58 PM
لولا فسحة من الأمل لضاقت الدنيا بمن عليها
وخير فسحة تأتي من نفس راضية قانعة بقضاء الله
نص رائع فكرة ولغة سامقة وحبكة متينة
بحق محاولة جيدة وقلم يستحق المتابعة
الدنيا والآخرة
بوركت واليراع أديبنا الفاضل
تحاياي

ربيحة الرفاعي
23-10-2013, 12:40 PM
يد تزرع ورود الأمل في القلوب الحزينة بينما تحتاجها في قلبها لهي يد يشرف الشرف بالانحناء لتقبيلها

الفكرة جميلة بدفقة إنسانية عالية، والنص كان أهلا ليزهو بقليل من العناية والمراجعة

دمت بخير أيها الكريم

تحاياي

نداء غريب صبري
26-01-2014, 05:01 PM
الإعاقة لا تعني نهاية الحياة
لكن الضعفاء تنتهي حياتهم عند اقل إعاقة

قصة جميلة وممتعة

شكرا لك اخي

بوركت

خلود محمد جمعة
29-01-2014, 12:24 AM
بصيرتها التي تنير طريقها هي التي زرعت النور في جنبات قلبه الذي ملأه اليأس
العطاء الغير المشروط لا يقدمه الا ذوي النفوس الرفيعة والأحاسيس الرهيفة
منحته الأمل و سطرت حروفك الروعة
بداية موفقة وحرف بهي الطلعة
دمت بخير
مودتي وتقديري

سامية الحربي
29-01-2014, 04:58 PM
أجمل مافي الأمل عفويته و أنه مجاني لا يباع ولا يشترى. نص يكشف عن قدرات أديب أعجبتني اللغة جدا. بوركت. تقديري والتحايا.