تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا الدعوة لانهاء النزاع سريعاً ؟



هشام النجار
08-10-2013, 12:24 AM
بُويعَ لعبد الله بن الزبير بالخلافة فى جميع الأقطار الاسلامية ، فى الوقت الذى بُويع فيه لعبد الملك بن مروان فى بلاد الشام .
ويحكى ابن كثير رحمه الله : " لما مات يزيد بن معاوية وابنه معاوية بن يزيد بن معاوية ، استفحلَ أمرُعبدالله بن الزبير جداً وبُويعَ له بالخلافة فى جميع البلاد الاسلامية ، وبايعَ له الضحاك بن قيس بدمشق وأعمالها ، ولكن عَارضه مروان بن الحكم وأخذ الشام ومصر من نواب ابن الزبير ، ثم جر السرايا الى العراق ومات وتولى بعده عبد الملك بن مروان فقتل مصعب بن الزبير بالعراق وأخذها ، ثم بعث الى الحجاج فحاصر ابن الزبير بمكة قريباً من سبعة أشهر حتى ظفرَ به سنة 73 هجرية " .
وعندما اشتدَ النزاع وطالَ بين عبدالله بن الزبير والحجاج نهى الأئمة والعلماءُ ابنَ الزبير عن النزاع الطويل على الحكم وطالبوه بالتنازل حقناً للدماء ، مع علمهم أن عبد الله كان على الحق ، لكن القوة كانت مع الحجاج .
وقف عبد الله بن عمر – الذى كان قد ناشد الحسين بن على رضى الله عنهم بعدم الخروج الى العراق وألح عليه – على بن الزبير وهو مصلوب بعد قتله قائلاً له : السلام عليك أبا خبيب – ثلاثاً – أما والله لقد كنتُ أنهاكَ عن هذا ، أما والله لقد كنتُ أنهاك عن هذا ، أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا " .
هذا الحديث رواه الامام مسلم ، وفى شرح النووى للحديث قال : " قوله ( لقد كنت أنهاك عن هذا ) ؛ أى أنهاكَ عن المنازعة الطويلة " .
والمنازعة الطويلة الممتدة على السلطة أضرارها خطيرة على الأمة وعلى الدعوة وعلى الوطن .
فالدعوة فى حاجة الى الحرية وازالة العقبات أمامها وكسر القيود التى تقيدها ، لا اضافة قيود وعقبات جديدة تحجب الناس عنها وتحجبها عن الناس .
والنزاع الطويل على الحكم يغذى الشحن والكراهية والأحقاد والاستنفار العام ضد كل ما هو اسلامى ، ويجد المنافسون الفرصة سانحة فى تلك الأجواء لوصم العاملين للدعوة والهداية وخدمة الشرع بالارهاب ، وبذلك تزيد الفجوة بين التيار الاسلامى وعامة الناس ، فى وقت هم أحوج فيه الى الحفاظ على شعبيتهم ورصيدهم الجماهيرى .
وفى هذا المناخ مع طول الصراع وتصاعده واشتداده يسهل التشويش على القضية الأصلية التى جند الاسلاميون أنفسهم لدعمها ونصرتها ، وهى تحقيق الحرية للرسالة ودعوة الناس للخير وهدايتهم للرشاد واعزاز معالم الشرع ورموزه .
فضلاً عن استنزاف الطاقات والجهود والأوقات والأموال والموارد البشرية للحركة الاسلامية فى صراعات طويلة ممتدة ، تجور على واجبات التربية وتنشئة الأجيال وتصحيح المفاهيم واستفاضة البلاغ واقامة الحجة وتوثيق العرى بين الناس والدين والعاملين به .
ومع الصراع الطويل على السلطة تظهر العصبيات وتسوء الأخلاق وتنفلت الأمور وتضيع البوصلة ويصل الاستقطاب الى ذروته ، وتبدد الجهود فى أعمال موظفة لتحقيق أهداف تبدو مستحيلة أو ظنية فى أحسن الأحوال .
على الجميع تحمل مسئوليته بحسب موقعه ومكانه ، وعلى المخلصين لهذا الدين والمحبين لهذا الوطن واجب النصح والتبيين .
قبلَ أن يأتى يوم نردد فيه وراء بن عمر لاخواننا : " أما والله لقد كنت أنهاكَ عن هذا " .
والله المستعان وهو من وراء القصد .

نداء غريب صبري
12-10-2013, 07:31 AM
فما الجهاد إذا ؟
إذا كان يجب على صاحب الحق أن يتنازل وينسحب لأن اللص قوي
فما الجهاد وما الدفاع عن الحق ؟

لا أخي
هذا غير صحيح
ويجب إسقاط لصوص السلطة

شكرا لك

بوركت

هشام النجار
12-10-2013, 02:15 PM
الجهاد كلمة كبيرة وملف خطير جداً وضخم وله مكانه وزمانه وميدانه وأسبابه ودوافعه وموانعه وضوابطه ، سيدتى الكريمة ، وهو وسيلة من ضمن بدائل أخرى أتاحها الشرع الحنيف لامكانية الوصول الى نفس الهدف بدون اراقة دماء . فان تجاوزنا مسألة المصطلح - وهذا تجاوز مخل وخطير لكن لضيق الوقت - وافترضنا ان ما يحدث فى الصراع على السلطة يمكن تسميته جهاد بالرغم من أنه تجاوز خاطئ ، فهناك مراحل معينة تجعل السير فى طريق مواصلته الى النهاية حراماً وخارج اختيارات الشرع مثل غلبة مظنة المفسدة وحدوث الفتنة وانهيار الدولة وتيقن وقوع الهزيمة .. الخ ، هنا تأتى دور بدائل أخرى أقرها الشرع وتبناها النبى صلى الله عليه وسلم فى تعامله مع الخصوم والاعداء ، منها الهدنة ومنها عقد الاتفاقيات ومنها الصلح ، ومنها اقامة الأحلاف واتخاذ حلفاء .. الخ وأظن أن الواقع المصرى لابد من دراسته دراسة شاملة محليا واقليميا ودوليا قبل اصدار الحكم النهائى بشأن ما يجب فعله من جميع الاطراف . هناك سارقو سلطة فلماذا سرقوها وهل هى سرقة وماذا عن الطرف الآخر هل هم أبرياء تماماً ولم يقعوا فى أىا خطأ أو تجاوز ؟ وماذا عن مفسدة الصدام مع الدولة المركزية المصرية بشقيها المدنى والعسكرى واستنزاف قدرات المؤسسة العسكرية فى صراع سياسى طويل وساخن ودموى على الارض ، وماذا عن ألاعيب امريكا واعطاءها الامل لهذا مرة ولذاك مرة وقراراتها التى تعجب الطرفين ليستمر الصراع الى نهايته فالجميع مشمول بالعناية الامريكية وباشارات الدعم المستقبلية ، وصولاً الى السيناريو السورى وانهاك الجيش ونزع اسلحته النوعية ، لخدمة مشروع الشرق الاوسط الجديد الذى أصبح اليوم فى مراحله النهائية ... الخ هذه الاعتبارات وغيرها مما ذكرته فى المقال من مضار على الدعوة والحركة الاسلامية ، تدفعنا لطرح هذه الدعوة ، وقد قمت مبكرا بتقديم مبادرة قوية ومتوازنة للتصالح فى 20 اغسطس الماضى لكن لا احد يستجيب فالكل مصر على مطالبه وحريص فقط على مصالحه الحزبية .. ولا حول ولا قوة الا بالله .
تقبلى استاذة نداء تحياتى وخالص دعواتى وكل عام وانت بخير