تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رواية المد والجزر



محمد ماهر دويدار
08-10-2013, 11:50 AM
رواية المد والجزر
( القصيدة التي تأهلت بها في مسابقة أمير الشعراء بإجماع لجنة التحكيمْ )


أراكَ جريحَ القلبِ ... جلاَّدُكَ الهَجْرُ
وأغمضَ عنْ نجواكَ أجفانَهُ البَدْرُ
أنا الرِّيحُ مِنْ عامينِ ألْقاكَ ذابلاً
على صفحاتِ القبرِ يُنْكِرُكَ العُمْرُ
أرَاكَ اعْتزلْتَ النَّاسَ تَرْقُدُ هائماً
تُسامِرُ صَمْتاً لا يُفارِقُهُ القَبْرُ
إذا عِشْتَ صِفْراً في اليسارِ فلا تَعِشْ
وإنْ كُنْتَ في اليُمْنى ... ثمينٌ بِها الصِّفْرُ
****
أنا مَنْ يُقيمُ الغَيْمُ أسْفَلَ عيْنِهِ
ويشْرَبُ مِنْ دَمْعاتيَ اللَّيْلُ والفَجْرُ
ترى الطَّقْسَ رَطْباً واللَّهيب بداخلي
يُحَمِّصُ أعضائي وفي مُهْجتي جَمْرُ
أنا ما تركتُ الدارَ جُبْناً ولا جفاً
ولكنَّ مثليْ ليْسَ مِنْ طبْعِهِ الثَّأرُ
ليَ الكوخُ مِنْ غَيْرِ المَهانةِ قلعةٌ
وعِنْدَ وُقوعِ الذُّلِّ فلْيَخْسأِ القَصْرُ
وما جيفةُ المَوْتى وليمةُ زاهدٍ
وينْهشُ عِنْدَ الجُوعِ أكْتافَهُ الصَّقْرُ
أقَمْتُ الضَّريحَ المُسْتباحَ بشاطئٍ
ليرْويَ دمعُ البَحْرِ ما جفَّفَ البَرُّ
وكَسَّرْتُ أقلامي لأكْتبَ قِصَّةً
يُجاهدُ في تدوينها المَدُّ والجَزْرُ
****
أخي بَدَّدَ الوِجدانَ بيني وبيْنَهُ
أهانَ احْتراميْ , قدْ جفا أنَّني البِكْرُ
" أخُوكَ وليُّنا " : وأُمِّي تُناديهِ
أتجْحدُ مَنْ رَبَّاكَ ؟ تُبْ مالَكَ العُذرُ
أخي يَشْتَهي جُرْحي وأُمِّي حزينةٌ
أهذا الفتى ابْني ؟ أمْ غَزا قَلْبَهُ الصَّخْرُ
أخي _ ذاكَ _ عبدُ المالِ لا شيءَ فوْقَهُ
إذا المالُ يُعْمي العينَ يا حبَّذا الفَقْرُ
وأمِّي اَّلتي قَدْ أرْضَعتْهُ أباحَها
وما كانَ مِنْهُ في رعايتِها البِرُّ
وقَدْ سادَ بالتَّرْهيبِ ,, عمَّدَ سُلْطَةً
بسطْوَتِها صَوْبَ المساكينِ يَغْترُّ
أخي أصْبَحَ الوالي وغَيَّرَ شَكْلَهُ
ولكنَّهُ ما زالَ بالحِقْدِ يجْتَرُّ
أخي أصْبحَ المأمونَ أتقنَ زَهْوَهُ
وَقْدْ قَلَّدَ الحَجَّاجَ في خَيْرِهِ شَرُّ
لهُ رَّغبةٌ صحراءُ من دونِ خُضرةٍ
تَغُصُّ ومهما اخْضوضرتْ , شَهْدُها مُرُّ
ويَسألني بالجَهْلِ ماذا ستجْتني؟
سِوى ألمٍ بَعْضُ البلاءِ بِهِ كُفْرُ
لَكَ النَّارُ ما أعْتقْتَ أمِّي إذا الهُرا
ءَ قالتْ وفي إحراقِ قلبيْ لَكَ الشَّكرُ
لَكَ اللهُ أذْللْتَ المَوَدّةَ بيننا
وكَفَّنْتَ أمِّيْ كيْ يَدومَ لكَ الكِبْرُ
****
سَقَطْنا بِوَحْلٍ كيْفَ نُخْرجُ حالَنا
وَقدْ شَدَّنا يا ليْتَ شِيمتَنا الصَّبْرُ
رَجَوْنا مِنَ السَّجانِ شَطْرَ مَحَبَّةٍ
فخابَ الرَّجاءُ الطِّفْلُ واسْتُعْبِدَ الشَّطْرُ
وَمَنْ عاشَ في جَوِّ القذارةِ عُمْرَهُ
أيُشْتَمُّ مِنْ طيَّاتِ أثْوابِهِ العِطْرُ ؟
وعلَّمْتُمونا كَيْفَ نَصْنَعُ ثورةً
وأطْعمْتمونا الصَّمْتَ وَقْتَ طَغى الجَوْرُ
نُبَدِّدُ ما الْتاعَ الجُدودُ لكَسْبِهِ
وتُحْرِجُنا الذِّكْرى إذا ما انْتَهى الأمْرُ
وأفْكارُنا عَطْشى ونَرْشِفُ طَيْشَنا
وشَرُّ البِلايا حِينما يَعْطَشُ الفِكْرُ
****
هَبيني جُنونَ الرِّيحِ يا ريحُ رُبَّما
ببعضِ جُنونِ العَقْلِ يبْتَسِمُ الدَّهْرُ
فلسطينُ ضاعتْ مَنْ يُؤازرُ أهْلَها؟
إذا عاشَ في أحشاءِ أحْشائِها الغَدْرُ
****


( من ديوان آخرُ اغنية للرحيل )


الإثنين 27/10/2010
الساعة الواحدة والنصف صباحاً

فاتن دراوشة
08-10-2013, 08:12 PM
خريدة رائعة مبنًى ومعنًى صغتها بلغة سليمة وأبدعت في رسم صورها الشّعريّة

سعدت بصحبة حرفك البهيّ مبدعنا

وأهلا وسهلا بك بيننا في واحة المحبّة والإبداع

مودّتي

بشار عبد الهادي العاني
08-10-2013, 10:21 PM
حياك الله وبياك , مبدعنا في واحة الخير والعطاء.
مرور مرحب , ولي عودة إلى هذه الخريدة والتي تهادت على بحر , لا يركبه إلا المهرة الكبار.
تحيتي وتقديري.

محمد ماهر دويدار
09-10-2013, 05:18 PM
الشاعرة القديرة فاتن دراوشة شرفني وأضاء حروفي مرورك العابق سيدتي دمتِ بود

محمد ماهر دويدار
09-10-2013, 05:21 PM
استاذي القدير الشاعر بشار البدوي العاني

أشكرك جزيل الشكر على هذا الثناء الذي وشحني وشاح العلا

براءة الجودي
09-10-2013, 05:39 PM
عنوان جميل الأبيات رائعة استمعنا ببدايتها تعمقنا معها حتى النهاية فيها عاطفة قوية هادئة
سلمت

محمد عبد المجيد الصاوي
09-10-2013, 05:44 PM
أخي الحبيب الشاعر أ. محمد دويدار

في قصيدتك إشراقات الفكر واللغة والصورة

وحكمة من خبر تجارب الحياة بكل مرارتها

رأيتك تصرخ في وجه من شروا وطنا بلذة حكم بغيض
تحكي ألمنا الفلسطيني .. الذي يستنسخه من حولنا
فلم نعد وحدنا المنقسمين .. فالانقسامات باتت ديدن شعوب العرب

لنا الرجاء في يوم يعود الوطن من غربته

شكرا لما أمتعت بها الذائقة

هاشم الناشري
10-10-2013, 12:30 AM
مرحبًا بك الشاعر المبدع محمد ماهر في واحتك ،
واحة الأدب الرفيع والصحبة الطيبة ، حياك الله بين أحبابك؛

قصيدة رائعة من شاعر سرنا معانقة هطوله وطاب لنا
التجوال بين حروفه ، نسأل الله تعالى أن يصلح أحوال
الأمة ويؤلف بين قلوب الأخوة ويعز الأوطان ويعيد الحق
لأصحابه أخي.

دمت متألقا .

تحياتي وتقديري.

ربيحة الرفاعي
10-10-2013, 12:42 AM
فلسطين ضاعت من يؤازر أهلها
إذا عاش في أحشاء أحشائها الغدر

حس أبي زان الحروف وشاعرية طيبة همى بها النص عذب الجرس فينان المعاني
ماتع هطولك أيها الكريم ومحمل بجميل الوعد بقادم رائع

أهلا بك في واحتك
وبانتظار جديدك نبقى


تحاياي

محمد ذيب سليمان
10-10-2013, 11:34 AM
وأي وجع هذا الذي رسمت ايها الرائع نسجا وبيانا ووجعا
قصيدجة رائعة الحس والصورة
اللهم ارحمضعفنا امام اخ يعق مه
كتبت ذات حين
" وما زال الجزار يشحذ مديته
والذبيحة أمه
فأي عقوق هذا ؟؟
دم بخير

ولا دري لماذا لم يتم تثبيتها
وهي تحمل كل هذا وهذه الصور الرئعة
شكرا لك

محمد ماهر دويدار
10-10-2013, 04:50 PM
عنوان جميل الأبيات رائعة استمعنا ببدايتها تعمقنا معها حتى النهاية فيها عاطفة قوية هادئة
سلمت

أختي الشاعرة براءة الجودى
تشرفت بمرورك الطيب
فجمالية اي نص من واقع مصداقيته ومن عمق الألم
فلا يستطيع شاعر أن يكتب عن معناته أمر
إلا ان يكون تعايش مع هذه المعاناة

آمال المصري
11-10-2013, 08:44 AM
خريدة فريدة في نظمها وحرفها وقافيتها حلقت معها إلى مدارك البهاء
راقت لي وماتحمل من معاني وحكمة وتعابير ثرَّة
أهلا بك شاعرنا الفاضل
ومرحبا بك في ربوع الواحة وأتمنى أت تطيب مقاما معنا
تحاياي

محمد ماهر دويدار
13-10-2013, 08:28 PM
الشاعرة امال المصري كلانا يا والدتي نقتسم الجرح
ونحتسى كأس الأسى
سررت بتواجدك بصفحتي

محمد ماهر دويدار
13-10-2013, 08:32 PM
صديقي واخي الشاعر محمد عبد المجيد المأساة أكبر من حروفنا جميعا
فهي الوجع الذي لم ينجلِ بعد
فكيف تضحك كلماتنا وفينا الألم
سررت بمرورك

محمد ماهر دويدار
13-10-2013, 08:34 PM
الشاعر هاشم الناشري وجودك الأروع
ولازلت أوقن تماما بقولي
الشاعرية ليست نظم قافية
فهي الشعور الذي في صمته نغمُ

اشكرك لهذا الثناء المتواضع

محمد ماهر دويدار
13-10-2013, 08:36 PM
الشاعرة المتألقة ربيحة الرفاعي
للأسف هذه مأساة فلسطين في الانقسام بين شطري الوطن
ولكن هذه المأساة للاسف تكررت في اكثر من موضع عربي
فأخشى ان حروفي لا تكفي لأكتب ألف رواية مد وجزر
سررت بتواجدك سيدتي

محمد ماهر دويدار
13-10-2013, 08:38 PM
سيدي الشاعر الكبير محمد الذيب سليمان
الأفظع من هذا ان هذا الأخ لا يعترف بعقوقه ابدا
ويعتبر نفسه الإله الذي لا يخطأ فكيف يا سيدي يلتئم هذا الجرح

شرفني وانار حروفي مرورك سيدي

د. سمير العمري
29-10-2013, 06:26 PM
أنا مَنْ يُقيمُ الغَيْمُ أسْفَلَ عيْنِهِ
ويشْرَبُ مِنْ دَمْعاتيَ اللَّيْلُ والفَجْرُ

وأفْكارُنا عَطْشى ونَرْشِفُ طَيْشَنا
وشَرُّ البِلايا حِينما يَعْطَشُ الفِكْرُ

بيتان من ألق وشاعرية فلا فض فوك!

أرحب بك في أفياء الواحة فأهلا بك ومرحبا ، وأشكر لك ما قرأت راجيا أن تجد في الواحة الخير والنصح الذي يوصلك لمراتب أسمى في عالم الشعر.
أما النص فجميل عموما ومعبر عن وجهة نظر سياسية ، وذكرني بقصيدة أراك عصي الدمع من تلك المواقع التي اقتبست في ثنايا القصيدة ومن البحر والقافية ، والحقيقة أن هناك عدة مواضع استوقفتني ولكن أدع كل هذا حتى تعتادنا ونعتادك وتثق بودنا وصدق تفاعلنا ، وأكتفي الآن بالإشارة لمواضع قليلة لا يصح أغفالها هنا:

" أخُوكَ وليُّنا " : وأُمِّي تُناديهِ
أتجْحدُ مَنْ رَبَّاكَ ؟ تُبْ مالَكَ العُذرُ
هنا في الصدر كسر عروضي في موضعين.

أنا ما تركتُ الدارَ جُبْناً ولا جفاً
ولكنَّ مثليْ ليْسَ مِنْ طبْعِهِ الثَّأرُ
رأيتك هنا تنون ألف الجفا والتي أصلها الجفاء خففت همزتها وهذا لا يصح لغويا.

هَبيني جُنونَ الرِّيحِ يا ريحُ رُبَّما
ببعضِ جُنونِ العَقْلِ يبْتَسِمُ الدَّهْرُ
هنا مثال على ما يمكن أن يكون مناسبا أكثر في التركيب والتوظيف فلو أنك قلت هبيني جنون الريح يا روح لكان أجمل وأنسب للمعنى والمبنى.

تقديري