آمال المصري
09-10-2013, 07:40 PM
شُيُوخُ الذُّلِّ فِي زَمَنِ الْعَبِيدِ=نِعَاجٌ فِي الْحَظِيرَةِ مِنْ عُهُودِ
رِجَالٌ كَالنِّسَاءِ وَلَسْنَ مِنْهُمْ=فَأَرْجَلُ مِنْهُمُ ذَاتُ النُّهُودِ
تُطَارِدُهُمْ فِعَالُهُمُ بِلَيْلٍ=وَعِنْدَ الصُّبْحِ أَنْجَاسُ الْمُهُودِ
فَكَالطِّفْلِ الَّذِي يَلْهُو جُنُونًا=عَلَى ضَعْفٍ وَيَنْعَسُ فِي بُرُودِ
أَضَاعُوا أُمَّةً وَبَكَوْا عَلَيْهَا=دُمُوعَ الْعَارِ وَالذُّلِّ الْمَدِيدِ
يُحَاكُونَ الْقُرُودِ عَلَى حِبَالٍ=وَعِنْدَ اللَّيْلِ فِي قَفَصِ الْقُرُودِ
وَهُمْ صَيْدٌ عَلَى جُثَثِ الْفَتَاوَى=لِكُلِّ شِبَاكِ شَيْطَانٍ مَرِيدِ
فَلَيْسَ هُنَاكَ مِنْ رَجُلٍ شَرِيفٍ=وَلَيْسَ هُنَاكَ ذُو عَقْلٍ رَشِيدِ
وَلَكِنْ ثَمَّ مَنْ يَدْعُو بِوَصْلٍ=وَعِشْقٍ لِلنَّصَارَى وَالْيَهُودِ
يَهِيمُ إِلَى الْمَلاهِي كُلَّ لَيْلٍ=وَيُصْبِحُ بَيْنَ مِزْمَارٍ وَعُودِ
يَبِيتُ مَعَ الْغَوَانِي حَيْثُ بَاتَتْ=عَلَى شَبَعٍ وَيَصْحُو فِي الْمَزِيدِ
أَصَمُّ عَنِ الْحَقِيقَةِ لَيْسَ يَدْرِي=عَلَى جَهْلٍ قَدِيمًا مِنْ جَدِيدِ
وَأَبْكَمُ لا يَقُولُ بِغَيْرِ أَمْرٍ=لِسُلْطَانٍ جَهُولٍ أَوْ حَقُودِ
وَأَعْمَى الْقَلْبِ فِي قَوْلٍ وَفِعْلٍ=سَفِيهٌ فِي السُّؤَالِ وَفِي الرُّدُودِ
يُحِبُّ بِيَادَةً وَيَهِيمُ فِيهَا=وَيَمْسَحُ جِلْدَهَا فَوْقَ الْخُدُودِ
وَيَلْعَقُ أَرْجُلاً وَيَبُوسُ أُخْرَى=ذَلِيلاً لِلْقَرِيبِ وَلِلْبَعِيدِ
وَيَنْكَأُ جُرْحَ أَوْطَانٍ وَيُمْسِي=عَلَى دَمِهَا وَيَلْحَسُ فِي الصَّدِيدِ
إِذَا مَا كُنْتِ يَا دُنْيَا بِذُلٍّ=فَخَيْرٌ مِنْكِ مَوْتٌ لِلأُسُودِ
وَدَاءُ الْمَوْتِ فِي زَمَنٍ حَزِينٍ=دَوَاءٌ فِي حَيَاةٍ لِلسَّعِيدِ
فَيَا لَيْلَ الْبَلاءِ كَفَاكَ ظُلْمًا=وَعُدْوَانًا عَلَى شَعْبٍ قَعِيدِ
غَدًا يَا لَيْلُ مِنْ دَمْعِ الضَّحَايَا=تَدُبُّ الرُّوحُ فِي الْجَسَدِ الْبَلِيدِ
فَنُشْعِلُ فِيكَ جَمْرَ الثَّأْرِ نَارًا=تَذُوبُ مِنَ الْعِظَامِ إِلَى الْجُلُودِ
فَإِنَّا نَشْرَبُ الْمَاءَ الْمُصَفَّى=وَلَمْ نَشْرَبْ مِنَ الْمَاءِ الرَّكُودِ
وَإِنَّا مَعْشَرٌ عَاشُوا كِرَامًا=وَمَاتُوا مَوْتَ عِزٍّ فِي صُمُودِ
وَلَمْ يَرْضَوْا مِنَ الدُّنْيَا بِذُلٍّ=وَتُرْضِيهِمْ حَيَاةٌ فِي اللُّحُودِ
أَلِفْنَا الْمَوْتَ فِي الْبَيْدَاءِ حَرًّا=عَلَى عَطَشٍ وَلَمْ نَرْكَنْ لِبِيدِ
وَلَمْ نَخْضَعْ لِسَيْفٍ أَوْ لِرُمْحٍ=وَنَخْضَعُ فِي الرُّكُوعِ وَفِي السُّجُودِ
رَجَوْنَا فِي الْحَيَاةِ جَزَاءَ رَبٍّ=عَزِيزٍ قَادِرٍ عَدْلٍ وَدُودِ
تَنَادَيْنَا إِلَى جَنَّاتِ رَبٍّ=عَفُوٍّ عَاصِمٍ حَقٍّ حَمِيدِ
وَنَضْرِبُ حِينَ نَضْرِبُ عَنْ يَقِينٍ=فَلا نَدْرِي نُحُوسًا مِنْ سُعُودِ
إِذَا مَا كُنْتَ ذَا حَقٍّ فَكُنْ ذَا=يَقِينٍ فِي الْمُرَادِ وَفِي الْمُرِيدِ
وَإِنْ جَاءَتْكَ أَهْوَالٌ عِظَامٌ=فَكُنْ صَلْبًا وَذَا رَأْيٍ سَدِيدِ
وَعِشْ جَلْدًا وَلا تَجْزَعْ لِمَوْتٍ=وَمُتْ صَبْرًا عَلَى الألَمِ الشَّدِيدِ
وَكُنْ ذَا هِمَّةٍ لَيْثًا جَسُورًا=تُرَابِطُ لِلْعَدُوِّ وَلِلْحَسُودِ
فَإِنَّ الْمَوْتَ سَهْمٌ لا يُبَالِي=وَلَيْسَ عَنِ الإِصَابَةِ مِنْ مَحِيدِ
نَسُوقُ الرُّوحَ لِلْفِرْدَوْسِ سَوْقًا=وَنَسْقِيهَا الْمَنِيَّةَ فِي الْحَدِيدِ
فَلَمْ نَجْزَعْ لِسِجْنٍ أَوْ قِتَالٍ=وَلَمْ نَهْرُبْ مِنَ الْمَوْتِ الأكِيدِ
عَلَى لَهَفٍ نَمُدُّ الطَّرْفَ شَوْقًا=إِلَى الْمَوْتَى وَنَسْعَى لِلْخُلُودِ
وَنَطْوِي الأَرْضَ وَالآفَاقَ طَيًّا=وَيَرْتَفِعُ الشَّهِيدُ إِلَى الشَّهِيدِ
نَمُوتُ وَتَنْقُصُ الأرْوَاحُ مَنَّا=وَيُكْمِلُ حُلْمَنَا سَيْفُ الْوَلِيدِ
وَتَأْتِي مِنْ وَرَاءِ الرُّوحِ رُوحٌ=تُضُيءُ عَلَى السُّهُولِ وَفِي النُّجُودِ
وَتَأْتِينَا الْبِشَارَةُ أَنَّ مَجْدًا=جَدِيدًا جَاءَ بِالْمَجْدِ التَّلِيدِ
يُعِيدُ الرُّوحَ لِلأجْدَادِ عِزًّا=تَصُولُ بِهِ الْخُيُولُ عَلَى الْحُدُودِ
فَيَا مِصْرُ الَّتِي فِي كُلِّ رُوحِي=أَرَادُوكِ الْبَغِيَّ وَلَمْ تُرِيدِي
فَهُبِّي ثَوْرَةً فِي كُلِّ حَيٍّ=تُعِيدُ الْمَجْدَ لِلشَّعْبِ الْمَجِيدِ
وَإِنْ قَصَفَتْ رُعُودٌ فِي سَمَاءٍ=فَرُدِّي عِزَّةً قَصْفَ الرُّعُودِ
وَإِنْ شِئْتِ الْحَيَاةَ عَلَى إِبَاءٍ=فَلا تَخْشَيْ مِنَ الْمَوْتِ اللَّدُودِ
وَعُودِي الْيَوْمَ لِلشَّعْبِ الْمُفَدَّى=فَبَعْدَ الْيَوْمِ إِنَّكِ لَنْ تَعُودِي
شِعْرُ : الدُّكْتُور/عِزَّتْ سِرَاج
رِجَالٌ كَالنِّسَاءِ وَلَسْنَ مِنْهُمْ=فَأَرْجَلُ مِنْهُمُ ذَاتُ النُّهُودِ
تُطَارِدُهُمْ فِعَالُهُمُ بِلَيْلٍ=وَعِنْدَ الصُّبْحِ أَنْجَاسُ الْمُهُودِ
فَكَالطِّفْلِ الَّذِي يَلْهُو جُنُونًا=عَلَى ضَعْفٍ وَيَنْعَسُ فِي بُرُودِ
أَضَاعُوا أُمَّةً وَبَكَوْا عَلَيْهَا=دُمُوعَ الْعَارِ وَالذُّلِّ الْمَدِيدِ
يُحَاكُونَ الْقُرُودِ عَلَى حِبَالٍ=وَعِنْدَ اللَّيْلِ فِي قَفَصِ الْقُرُودِ
وَهُمْ صَيْدٌ عَلَى جُثَثِ الْفَتَاوَى=لِكُلِّ شِبَاكِ شَيْطَانٍ مَرِيدِ
فَلَيْسَ هُنَاكَ مِنْ رَجُلٍ شَرِيفٍ=وَلَيْسَ هُنَاكَ ذُو عَقْلٍ رَشِيدِ
وَلَكِنْ ثَمَّ مَنْ يَدْعُو بِوَصْلٍ=وَعِشْقٍ لِلنَّصَارَى وَالْيَهُودِ
يَهِيمُ إِلَى الْمَلاهِي كُلَّ لَيْلٍ=وَيُصْبِحُ بَيْنَ مِزْمَارٍ وَعُودِ
يَبِيتُ مَعَ الْغَوَانِي حَيْثُ بَاتَتْ=عَلَى شَبَعٍ وَيَصْحُو فِي الْمَزِيدِ
أَصَمُّ عَنِ الْحَقِيقَةِ لَيْسَ يَدْرِي=عَلَى جَهْلٍ قَدِيمًا مِنْ جَدِيدِ
وَأَبْكَمُ لا يَقُولُ بِغَيْرِ أَمْرٍ=لِسُلْطَانٍ جَهُولٍ أَوْ حَقُودِ
وَأَعْمَى الْقَلْبِ فِي قَوْلٍ وَفِعْلٍ=سَفِيهٌ فِي السُّؤَالِ وَفِي الرُّدُودِ
يُحِبُّ بِيَادَةً وَيَهِيمُ فِيهَا=وَيَمْسَحُ جِلْدَهَا فَوْقَ الْخُدُودِ
وَيَلْعَقُ أَرْجُلاً وَيَبُوسُ أُخْرَى=ذَلِيلاً لِلْقَرِيبِ وَلِلْبَعِيدِ
وَيَنْكَأُ جُرْحَ أَوْطَانٍ وَيُمْسِي=عَلَى دَمِهَا وَيَلْحَسُ فِي الصَّدِيدِ
إِذَا مَا كُنْتِ يَا دُنْيَا بِذُلٍّ=فَخَيْرٌ مِنْكِ مَوْتٌ لِلأُسُودِ
وَدَاءُ الْمَوْتِ فِي زَمَنٍ حَزِينٍ=دَوَاءٌ فِي حَيَاةٍ لِلسَّعِيدِ
فَيَا لَيْلَ الْبَلاءِ كَفَاكَ ظُلْمًا=وَعُدْوَانًا عَلَى شَعْبٍ قَعِيدِ
غَدًا يَا لَيْلُ مِنْ دَمْعِ الضَّحَايَا=تَدُبُّ الرُّوحُ فِي الْجَسَدِ الْبَلِيدِ
فَنُشْعِلُ فِيكَ جَمْرَ الثَّأْرِ نَارًا=تَذُوبُ مِنَ الْعِظَامِ إِلَى الْجُلُودِ
فَإِنَّا نَشْرَبُ الْمَاءَ الْمُصَفَّى=وَلَمْ نَشْرَبْ مِنَ الْمَاءِ الرَّكُودِ
وَإِنَّا مَعْشَرٌ عَاشُوا كِرَامًا=وَمَاتُوا مَوْتَ عِزٍّ فِي صُمُودِ
وَلَمْ يَرْضَوْا مِنَ الدُّنْيَا بِذُلٍّ=وَتُرْضِيهِمْ حَيَاةٌ فِي اللُّحُودِ
أَلِفْنَا الْمَوْتَ فِي الْبَيْدَاءِ حَرًّا=عَلَى عَطَشٍ وَلَمْ نَرْكَنْ لِبِيدِ
وَلَمْ نَخْضَعْ لِسَيْفٍ أَوْ لِرُمْحٍ=وَنَخْضَعُ فِي الرُّكُوعِ وَفِي السُّجُودِ
رَجَوْنَا فِي الْحَيَاةِ جَزَاءَ رَبٍّ=عَزِيزٍ قَادِرٍ عَدْلٍ وَدُودِ
تَنَادَيْنَا إِلَى جَنَّاتِ رَبٍّ=عَفُوٍّ عَاصِمٍ حَقٍّ حَمِيدِ
وَنَضْرِبُ حِينَ نَضْرِبُ عَنْ يَقِينٍ=فَلا نَدْرِي نُحُوسًا مِنْ سُعُودِ
إِذَا مَا كُنْتَ ذَا حَقٍّ فَكُنْ ذَا=يَقِينٍ فِي الْمُرَادِ وَفِي الْمُرِيدِ
وَإِنْ جَاءَتْكَ أَهْوَالٌ عِظَامٌ=فَكُنْ صَلْبًا وَذَا رَأْيٍ سَدِيدِ
وَعِشْ جَلْدًا وَلا تَجْزَعْ لِمَوْتٍ=وَمُتْ صَبْرًا عَلَى الألَمِ الشَّدِيدِ
وَكُنْ ذَا هِمَّةٍ لَيْثًا جَسُورًا=تُرَابِطُ لِلْعَدُوِّ وَلِلْحَسُودِ
فَإِنَّ الْمَوْتَ سَهْمٌ لا يُبَالِي=وَلَيْسَ عَنِ الإِصَابَةِ مِنْ مَحِيدِ
نَسُوقُ الرُّوحَ لِلْفِرْدَوْسِ سَوْقًا=وَنَسْقِيهَا الْمَنِيَّةَ فِي الْحَدِيدِ
فَلَمْ نَجْزَعْ لِسِجْنٍ أَوْ قِتَالٍ=وَلَمْ نَهْرُبْ مِنَ الْمَوْتِ الأكِيدِ
عَلَى لَهَفٍ نَمُدُّ الطَّرْفَ شَوْقًا=إِلَى الْمَوْتَى وَنَسْعَى لِلْخُلُودِ
وَنَطْوِي الأَرْضَ وَالآفَاقَ طَيًّا=وَيَرْتَفِعُ الشَّهِيدُ إِلَى الشَّهِيدِ
نَمُوتُ وَتَنْقُصُ الأرْوَاحُ مَنَّا=وَيُكْمِلُ حُلْمَنَا سَيْفُ الْوَلِيدِ
وَتَأْتِي مِنْ وَرَاءِ الرُّوحِ رُوحٌ=تُضُيءُ عَلَى السُّهُولِ وَفِي النُّجُودِ
وَتَأْتِينَا الْبِشَارَةُ أَنَّ مَجْدًا=جَدِيدًا جَاءَ بِالْمَجْدِ التَّلِيدِ
يُعِيدُ الرُّوحَ لِلأجْدَادِ عِزًّا=تَصُولُ بِهِ الْخُيُولُ عَلَى الْحُدُودِ
فَيَا مِصْرُ الَّتِي فِي كُلِّ رُوحِي=أَرَادُوكِ الْبَغِيَّ وَلَمْ تُرِيدِي
فَهُبِّي ثَوْرَةً فِي كُلِّ حَيٍّ=تُعِيدُ الْمَجْدَ لِلشَّعْبِ الْمَجِيدِ
وَإِنْ قَصَفَتْ رُعُودٌ فِي سَمَاءٍ=فَرُدِّي عِزَّةً قَصْفَ الرُّعُودِ
وَإِنْ شِئْتِ الْحَيَاةَ عَلَى إِبَاءٍ=فَلا تَخْشَيْ مِنَ الْمَوْتِ اللَّدُودِ
وَعُودِي الْيَوْمَ لِلشَّعْبِ الْمُفَدَّى=فَبَعْدَ الْيَوْمِ إِنَّكِ لَنْ تَعُودِي
شِعْرُ : الدُّكْتُور/عِزَّتْ سِرَاج