تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ذاكرةُ الدم !



بهجت عبدالغني
18-10-2013, 03:13 PM
ذاكرةُ الدم !


إمتزجَ بكاؤها بضحكاتهم .. في أوّلِ شهقةٍ اختزنتْ ذاكرةَ الأرض !
هنا ..
الفلّ والياسمينُ تراقصا .. وصوتُ التكبير والتشهد يخترقُ الفرح ..
تناغيها .. تغنّيها .. بهمسٍ خفيّ تهدهدها ..
...
أربع نواعير تفتل بالهوا الغربي
أربع نواعير ما تغسل صدا قلبي
لطلع برأس العلو وصيح يا ربي
أنا المسكين وين اليدلني على دربي
...
تتعثر خطواتها .. تتمايل .. تسقط .. تلتقطها يدٌ حانية ، وسطَ هتافاتِ الجميع ..
ترقبها من النافذة وهي تصعد حافلة المدرسة ..
قطرات عرقهما تستحيلُ حياةً تنبض فيها .. يحوطونها .. يفدونها بالمُهج ..
تسرّ إلى أمها سراً وهي ترتجف .. تنفرجُ أسارير الأم بابتسامةٍ وتبتهج ..
تقبّلها مُطمْئنةً ..
ـ عالمٌ جديدٌ ستدخلينه بُنيتي !
هناك .. يغضّ الطرفَ كلما رآها .. بينما ينظرها خفقاتُ قلبهِ المتشوّف لضوئها القمري !
وهي كما هي .. غزالةٌ شاردةٌ .. خلاصةُ الكونِ والحياة .. تستشرفُ المستقبل بحاضرٍ ملؤهُ الأمل والأحلام ..
وهنا ..
الروائح تختلط .. الهيلُ والقهوةُ والياسمينُ والدم ..
نافورةُ الحياة تسكت ..
ممددةٌ ووجنتيها وردةٌ ربيعية .. ولا تزالُ صورتها الملائكية تشعّ وتنبض ..
رفعَ بصرهُ لينظرها .. اغرورقك عيناه بالدموعِ والشوقِ .. اعتصرتهُ نوبة ألمٍ ، فولىّ هارباً ولم يعقب ..
بكى الجميع .. وابتسمت ..
رفعا يديهما المعبّقة بدمها يشمّانه .. ينصتان إليه وهو يحدثهما !
اللونُ لونُ الدم ، والريحُ ريحُ المسك ..
هنا ..
أبتْ إلا أن تمضيَ في دربِ الخالدين ..

محمد مشعل الكَريشي
18-10-2013, 08:51 PM
أي زفاف هذا الذي يجعل بيتها جنة الفردوس ؟
مباركة ..
رائع وجميل أديبنا الرشيد.

بهجت عبدالغني
20-10-2013, 08:04 PM
حياك الله أخي العزيز الأديب محمد
أشرقت الصفحة بحضورك البهي وقراءتك


محبتي ودعائي

محمد نعمان الحكيمي
22-10-2013, 06:03 PM
أسلوب جميل في السرد يا بهجت الرشيد

استمتعت بقراءة قصتك

المتضوعة بياسمين الإبداع
"اللون لون الدم ..و الريح ريح المسك" تعب !!

ذاكرة الدم ؟؟
هل للدم ذواكر و هاردات و شغلات من هذه ؟


رائع بحق


دمت مبدعاً فذاً يا جميل الاسم و المحيا

رياض شلال المحمدي
22-10-2013, 07:18 PM
**(( ذكّرتنا - أيها الأديب الأريب - بعروس " مَنْدِلي " ، هذي التي
قَطّعتْ أوصالَها - ليلة زفافها - أحقادُ الريحُ الصفراء الشرقيّة أيام الثمانينيّات ،
وكم من أمثالها هنا وهناك في زماننا ، والضمائرُ ترتعُ في دروب الغافلين ، بوركتَ وهذه
اللوحة الجميلة ، مع كثير تقدير ))**

خليل حلاوجي
22-10-2013, 08:26 PM
هذا النص يأخذنا بعيداً ... بعيدًا .. ثم يصفعنا بدهشة الواقع المترجم عبر هذه الحروف التي سطرها النص ..


ثمة صوت مخنوق .. ثمة رؤية ..



تأملت كثيراً ... ثم هدئت نفسي واستطابت بالنص ..



تقديري .

بهجت عبدالغني
23-10-2013, 07:25 PM
أسلوب جميل في السرد يا بهجت الرشيد

استمتعت بقراءة قصتك

المتضوعة بياسمين الإبداع
"اللون لون الدم ..و الريح ريح المسك" تعب !!

ذاكرة الدم ؟؟
هل للدم ذواكر و هاردات و شغلات من هذه ؟


رائع بحق


دمت مبدعاً فذاً يا جميل الاسم و المحيا





سعيد بمرورك العطر شاعرنا العزيز محمد

في أوطاننا صار للدم ذاكرته أيضاً !
يستطيع أن يحكي لنا مئات القصص والحكايات من واقعنا المؤلم ..


دمت بخير وعافية



محبتي وتحاياي

بهجت عبدالغني
23-10-2013, 07:31 PM
**(( ذكّرتنا - أيها الأديب الأريب - بعروس " مَنْدِلي " ، هذي التي
قَطّعتْ أوصالَها - ليلة زفافها - أحقادُ الريحُ الصفراء الشرقيّة أيام الثمانينيّات ،
وكم من أمثالها هنا وهناك في زماننا ، والضمائرُ ترتعُ في دروب الغافلين ، بوركتَ وهذه
اللوحة الجميلة ، مع كثير تقدير ))**


رغم أني كنت صغيراً حينها ، لكني أذكر السيارات التي كانت تحمل شهداء الحرب .. كنت أشاهدها ولو من بعيد !
إختلطت في ذاكرتنا الثمانيات والتسعينات مروراً بالألفية الجديدة .. أعوام تتكرر .. والمشهد واحد !


تعطّرت الأجواء بمرورك شاعرنا الحبيب رياض شلال المحمدي
شكراً للحضورك والقراءة



محبتي وتحاياي

بهجت عبدالغني
23-10-2013, 07:35 PM
هذا النص يأخذنا بعيداً ... بعيدًا .. ثم يصفعنا بدهشة الواقع المترجم عبر هذه الحروف التي سطرها النص ..


ثمة صوت مخنوق .. ثمة رؤية ..


تأملت كثيراً ... ثم هدئت نفسي واستطابت بالنص ..


تقديري .



أهلاً بك مفكرنا وأديبنا الحبيب خليل
ومرورك الأجمل
وقراءتك ..


دمت بخير بألق



مودتي وتحياتي

عبد السلام دغمش
24-10-2013, 06:55 AM
أستاذ بهجت الرشيد

تصوير مؤثر للحظة الفراق.. ونقلة من مشهد الحياة الطامح بالأمل الى معانقة الأمل حيث حياة الخلود..

دام نبضك الأصيل.

تحياتي

بهجت عبدالغني
25-10-2013, 09:31 PM
أستاذ بهجت الرشيد

تصوير مؤثر للحظة الفراق.. ونقلة من مشهد الحياة الطامح بالأمل الى معانقة الأمل حيث حياة الخلود..

دام نبضك الأصيل.

تحياتي


أخي الشاعر المبدع عبدالسلام
تشرفت بحضورك البهي
وتعليقك المبدع وتلخيصك الذكي ..

لك مني خالص الودّ
وباقات ورد


تحاياي

نداء غريب صبري
19-11-2013, 11:55 PM
جعلتني قصتك أعيش اللحظة بكل ألمها
قصة مؤثرة وصادقة ومت صميم واقعنا العربي

شكرا لك أخي
بهجت

بوركت

كاملة بدارنه
21-11-2013, 03:06 PM
وصف مؤثّر لثنائيّات الدّم والعطر، الحياة والموت ، الفرح والحزن، وسرد جميل حتّى النّهاية
بوركت
تقديري وتحيّتي

ناديه محمد الجابي
21-11-2013, 05:39 PM
الأخ الفاضل/ بهجت الرشيد
هذه هى أول مرة أقرأ لك قصة..
أبهرتني قبل الفكرة التراكيب اللغوية بصورها البيانية
والتعابير الجميلة, والسرد الممتع المشوق
والمضمون الهادف.. والقفلة المؤثرة
قصة عبقرية جمعت بين فنية الأداء
وإنسانية الرؤية في قصة معبرة مؤثرة.
سلمت و سلمت يداك.

بهجت عبدالغني
22-11-2013, 03:48 PM
جعلتني قصتك أعيش اللحظة بكل ألمها
قصة مؤثرة وصادقة ومت صميم واقعنا العربي

شكرا لك أخي
بهجت

بوركت


شكراً لك أختي العزيزة الأستاذة نداء
على مرورك الكريم ، وقراءتك ..

بارك الله فيك وحفظك



تحاياي

بهجت عبدالغني
22-11-2013, 03:50 PM
وصف مؤثّر لثنائيّات الدّم والعطر، الحياة والموت ، الفرح والحزن، وسرد جميل حتّى النّهاية
بوركت
تقديري وتحيّتي


وتحياتي الخالصة لحضورك الكريم
أستاذتي العزيزة كاملة

رعاك الله وحفظك


تقديري

بهجت عبدالغني
22-11-2013, 04:19 PM
الأخ الفاضل/ بهجت الرشيد
هذه هى أول مرة أقرأ لك قصة..
أبهرتني قبل الفكرة التراكيب اللغوية بصورها البيانية
والتعابير الجميلة, والسرد الممتع المشوق
والمضمون الهادف.. والقفلة المؤثرة
قصة عبقرية جمعت بين فنية الأداء
وإنسانية الرؤية في قصة معبرة مؤثرة.
سلمت و سلمت يداك.


أول مرة تقرئين لي قصة
:003:
:008:

لا بأس سأسامحك هذه المرة ، بشرط أن تقرئي جميع قصصي ومقالاتي
D:

سعيد بحضورك وقراءتك وإعجابك بالقصة
بارك الله فيك ورعاك


تحاياي

خلود محمد جمعة
25-11-2013, 11:06 PM
عرس مفرح حد الحزن
وحروف محلقة حد السماء
رائع ايها المبدع
دمت مبهجاً
مودتي وتقديري

بهجت عبدالغني
29-11-2013, 06:44 PM
أهلاً بأختي المبدعة خلود
وشاكرٌ لك حضورك المشرق
وقراءتك ..

أدام الله عليك الخير والعافية



تحاياي وتقديري

ربيحة الرفاعي
06-01-2014, 02:05 AM
ما بين شهقة الحياة وشهقة الموت نقيم، مكبلين بالخوف من سواحق الهامات المتربصة بنا
وما بين لحظة قدومها ولحظة رحيلها سرت بنا في مشاهد سريعة حملت لنا الفاجعة التي ألفنا !!!

نص قصّي متفوق بزاوية اختراقه الواقع لاقتناص المشهد

دمت بألق مبدعنا

تحاياي

مازن لبابيدي
06-01-2014, 03:52 PM
رائعة رائعة أخي بهجت
تصوير خلاب بلغة متدفقة بليغة لمشاهد متتابعة سريعة سردت مسيرة عمر

إعجابي وتقديري أديبنا المتميز

بهجت عبدالغني
10-01-2014, 06:30 PM
ما بين شهقة الحياة وشهقة الموت نقيم، مكبلين بالخوف من سواحق الهامات المتربصة بنا
وما بين لحظة قدومها ولحظة رحيلها سرت بنا في مشاهد سريعة حملت لنا الفاجعة التي ألفنا !!!

نص قصّي متفوق بزاوية اختراقه الواقع لاقتناص المشهد

دمت بألق مبدعنا

تحاياي


أستاذتي العزيزة ربيحة
مني لك كل التحايا والتقدير
لهذه القراءة المبدعة ، والبصمة المتميزة ..

دمت بخير


دعائي الخالص

بهجت عبدالغني
10-01-2014, 06:33 PM
رائعة رائعة أخي بهجت
تصوير خلاب بلغة متدفقة بليغة لمشاهد متتابعة سريعة سردت مسيرة عمر

إعجابي وتقديري أديبنا المتميز


مرورك هو الأروع أستاذي الحبيب
تدفقت دماء الحياة في النص بمرورك العطر ..

دمت بخير


تحاياي ودعائي

د. سمير العمري
09-07-2014, 07:59 PM
قصة مؤثرة ترصد ما أصاب الأمة من قتل وسقك للدماء وارتقاء لشهداء الغيلة والبراءة,

نسأل الله السلامة وأن يعجل الفرج!

تقديري

بهجت عبدالغني
03-08-2014, 04:15 PM
جزيل الشكر أستاذنا العزيز الدكتور سمير العمري
لحضورك العطر وتعليقك
رعاك المولى وأعزك


خالص تقديري وتحاياي

رويدة القحطاني
06-10-2014, 01:57 AM
أحسنت تصوير اللحظة الصعبة بمعناها البعيد الجميل والمؤثر
فكرة رائعة ومباركة

بهجت عبدالغني
08-10-2014, 08:23 PM
شكراً لك أختي العزيزة رويدة
لمرورك المشرق وقراءتك

دمت بخير وعافية

تحياتي

الطنطاوي الحسيني
08-10-2014, 09:18 PM
نعم
ونعم الذاكرة
تنتهي لتبدأ
وتموت لتحيي
و تدخل في جوف الارض لتنبت الاف البذور والاشجار تثمر ثمرات الكرامة والحرية
والنضارة
حورية تترأس حورية
رائع اخي بهجت وعذرا لغباء غيابي
دمت رائعا مبدعا اديبا

بهجت عبدالغني
10-10-2014, 07:50 PM
أخي الحبيب الشاعر الجميل الطنطاوي الحسيني
شرف لي حضورك الأنيق وإطلالتك المشرقة
وثناؤك لنصي المتواضع

مساؤك ياسمين لا يذبل
وتحياتي الخالصة

وليد مجاهد
22-10-2014, 12:14 AM
ذاكرة الشباب العربي أصبحت كلها ذتكرة دم، ثمانياتنا حمراء وتسعينياتنا أكثر حمرة وألفيتنا أقبح وأقبح
قصة باكية وواقعية
تقديري

بهجت عبدالغني
25-10-2014, 08:22 PM
ذاكرة الشباب العربي أصبحت كلها ذتكرة دم، ثمانياتنا حمراء وتسعينياتنا أكثر حمرة وألفيتنا أقبح وأقبح
قصة باكية وواقعية
تقديري


فاح الأريج بمرورك العطر أخي العزيز وليد من هنا
بارك الله فيك ورعاك ورضي عنك

وتحياتي