تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تدريس القصة سماعا



فريد البيدق
19-10-2013, 10:12 AM
تدريس القصة سماعا يجني على الجانب الأدبي في تعليمها

(1)
إن مهارات اللغة العربية – وأي لغة عموما- تخرج باللسان واليد.
كيف؟
يتصل باللسان مهارات التحدث والقراءة والاستماع ويتصل باليد الكتابة، وبذا تكمل المهارات اللغوية التي تجلي معلومات العلوم اللغوية المختلفة التي يدرسها التلاميذ والطلاب، وتكون معيارا صحيحا للحكم على المستوى الفعلي لهم في اللغة التي يتعلمونها.
وكيف تُعلم اللغة؟
تُعلَّم في مقرر يشتمل على محتوى بأهداف وتقويم، والمحتوى له مضمون هو الموضوع بمعلوماته المراد إيصالها؛ لبناء التفكير وتكوين مهارت الاتصال والتفاعل المجتمعي واكتساب المهارات الحياتية. وله قالب أو شكل أدبي يحمل هذا المضمون أو الموضوع ذا المعلومات. والغالب على تدريس اللغة الاهتمام بالمضمون وعدم الاهتمام بالشكل أو القالب التعبيري أي الناحية الأدبية، وهذا هو الغالب على التقويم بصوره المتعددة أيضا سواء أكان اختبارا نهائيا أم نصفيا أو تكليفا منزليا.
فهل يصح هذا؟ وهل يتلاءم هذا مع تقرير القصص في المراحل التعليمية المختلفة؟
لا، ليس هذا صحيحا، ولا يتلاءم مع تقرير القصص في المراحل التعليمية المختلفة.
لماذا؟
تقرر القصص لإكمال كتاب القراءة.
كيف؟
إن كتاب القراءة يحتوي موضوعات يغلب على قالبها التعبيري المقال، وقد تحتوي مسرحية قصيرة في سنوات معينة، وقد تحوي قصة قصيرة. لكن القصة الطويلة لا يكون كتاب القراءة ملائما لها؛ لذا تنفرد بكتاب ملحق بفرع القراءة هو القصة.
وهذا يفرض على معلم اللغة العربية الاهتمام بالقالب اهتمامه بالمضمون.
كيف؟
في أول حصة يكون الموضوع هو تعريف فن القصة وشرح أركانه، وكيف يصوغ التلميذ قصة. ثم ينبه الطلاب إلى أن القصة المقررة عليهم هذا العام تطبيق عملي سيرون من خلاله نموذجا عمليا لما درسوه في هذه الحصة، ثم يكون تكليفهم المنزلي لهذه الحصة قراءة الفصل الأول وتحليل بند الشخصية على وفق ما درسوه.
ثم تأتي الحصص بعد ذلك لتكشف في أثناء قراءة المضمون خصائص السرد ووظيفته، وطرق الحوار ومهامه، ووسائل البدء والتطوير الحدثي، وطرق بناء الحبكة الأدبية، وسمات البناء الفني، ودروب الوصف والكشف، و... إلخ.
يكون ذلك واجبا بيانه ومتابعته والتدريب عليه ومراعاته في التعيينات المنزلية كما يحدث مع المضمون.
(2)
السابق يجب إن كانت القصة مطبوعة وحاضرة بين أيدي التلاميذ، فماذا لو لم تكن موجودة بين أيديهم كما حدث هذا العام الذي ألغت الوزارة في بدئه القصص ثم أعادتها بعد شهر من بدء الدراسة؟
إن كان الأمر كذلك فسوف يختفي الجانب الأدبي في حصة القصة، وسيقتصر الأمر على المضمون بتلخيصه ووضع أسئلة عليه ورصد إجاباتها حتى يتمكن التلاميذ من الإلمام بالمحتوى، وسيخسرون بذلك الهدف الحقيقي لتدريس القصة وهو التدريب على الإبداع.

ربيحة الرفاعي
23-10-2013, 04:23 PM
السابق يجب إن كانت القصة مطبوعة وحاضرة بين أيدي التلاميذ، فماذا لو لم تكن موجودة بين أيديهم كما حدث هذا العام الذي ألغت الوزارة في بدئه القصص ثم أعادتها بعد شهر من بدء الدراسة؟
إن كان الأمر كذلك فسوف يختفي الجانب الأدبي في حصة القصة، وسيقتصر الأمر على المضمون بتلخيصه ووضع أسئلة عليه ورصد إجاباتها حتى يتمكن التلاميذ من الإلمام بالمحتوى، وسيخسرون بذلك الهدف الحقيقي لتدريس القصة وهو التدريب على الإبداع.

ماالذي يمنع معلم اللغة العربية من الاهتمام بالقالب اهتمامه بالمضمون عندما يكون تدريس القصة سماعيا؟
ما الذي يمنعه من التعريف بـ"فن القصة وشرح أركانه، وكيف يصوغ التلميذ قصة"
وما صعوبة تنفيذ مهمة قراءة الفصل في غرفة الصف وبالاستعانة بالنسخة الوحيدة التي يحملها ألمردس أو يتم الحصول عليها من مكتبة المدرسة أو ..
ليتم تحليل الشخصيات و"دراسة خصائص السرد ووظيفته، وطرق الحوار ومهامه، ووسائل البدء والتطوير الحدثي، وطرق بناء الحبكة الأدبية، وسمات البناء الفني، ودروب الوصف والكشف"

مجرد استفسار على هامش موضوعك الهام

تحاياي

فريد البيدق
25-10-2013, 05:32 AM
بوركت وأكرمت!
لا مانع، لقد حدث تطوير الفكرة بعد الانتهاء من المقال، وقد يكون هناك جزء ثان يشرح ذلك.

نداء غريب صبري
28-10-2013, 11:24 PM
بوركت وأكرمت!
لا مانع، لقد حدث تطوير الفكرة بعد الانتهاء من المقال، وقد يكون هناك جزء ثان يشرح ذلك.
المقال هام جدا
ونحن كمعلمين ندرك صعوبة تدريس القصة سماعيا

بانتظار الجزء الثاني أخي

شكرا لك

فريد البيدق
09-11-2013, 01:20 PM
بوركت شاعرتنا الجليلة!

فريد البيدق
09-11-2013, 01:23 PM
كيفية تدريس القصة سماعا تدريسا يغني عن غياب الكتاب
(1)
في مقال سابق معنون بـ"تدريس القصة سماعا يجني على الجانب الأدبي في تعليمها" تحدثت عن صعوبة متابعة بعض خصائص البناء الفني في تعليم القصص إذا لم يكن الكتاب حاضرا بين أيدي المتعلمين.
لكنني بعد التجربة وجدت أنه يمكن تدارك نسبة كبيرة من ذلك لو اهتم المعلم تداركا يكاد يجعل غياب الكتاب غير مؤثر.
كيف؟
تكون الحصة الأولى في القصة حديثا عن فن القصة ومعناه وأركانه وصوره وأنواعه، وحكاية بعض الحواديت من التراث الشعبي المحفوظ لدى هؤلاء المتعلمين، وتطبيق ما تعلموه من فن القصة عليه. ثم صنع قصص قصيرة جدا من المواقف التعليمية التي تحدث في الفصل ويكونون غير منتهبين إلى أنها تصلح نماذج قصص تطبيقا ثانيا يؤكد ما سبق تناوله في تفسير الحواديت، ثم بيان الفرق بين الحدوتة القصصية والقصة.
وبعد كل هذا تكون الأذهان قد تهيأت والنفوس قد استقبلت الأساس التكويني، وإن لم يطمئن المعلم إلى رسوخ ذلك في نفوسهم وعقولهم فليخصص حصة ثانية لذلك قبل أن يبدأ تناول القصة المقررة.
وبعد أن يتيقن من رسوخ الفن القصصي وخصائصه في نفوسهم وعقولهم تأتي الحصص التالية تحلل القصة المدروسة.
كيف؟
يكتب المعلم في سؤال التهيئة ما يجعل المتلقين يستحضرون ما قيل في حصة التهيئة الأولى، ثم يهيئهم تهيئة لحظية للولوج إلى عالم قصتهم وأحداثها، ثم يكتب فِكَر الجزء المختار مراعيا كون هذه الفِكَر ناقلة الجزء المختار نقلا أمينا يجعلهم يتخيلون الأحداث وأركان البناء الفني كما لو كانت القصة حاضرة بين أيديهم يقرءونها.
كيف؟
تكون الفِكَر نامية نمو الأحداث، ومعيار ذلك أنه لو جُمعت سطورها لكوَّنت قصة قصيرة ملخصِّة للجزء المختار تلخيصا يحمل شخصية الجزء المدروس حملا مطابقا.
وبعد أن يحكي في أداءٍ قصصيٍّ الأحداث ملخصَّة اعتمادا على الفِكَر المرئية للمتعلمين يبدأ التطبيق على ما درسوه عن فن القصة.
كيف؟
يسألهم: ما أركان القصة الموجودة في هذا الجزء؟ فإن قالوا: الشخصية- سألهم عن نوع الشخصية ومهمتها. ثم يسألهم عن الأحداث، ثم يسألهم عن الشخصية المؤثرة في تطوير الحدث، ثم يسألهم عن حبكة ترتيب الأحداث. ثم يفتح خيالهم بسؤالهم عن توقعاتهم عما سيأتي لاحقا من الأحداث.
(2)
ثم يعيش مع اللغة الفنية ويبين خصائصها الفنية، ويركز في الحوار والسرد، ويبين وظائفهما.
وبعد أن يتيقن من تحصيلهم الذائقة الأدبية بتحليلهم الجزء المختار في أثناء جوابهم عن أسئلته يبدأ في تنمية مهارة التحدث لديهم.
كيف؟
يمهلهم زمنا يطلب منهم في أثنائه أن يستعدوا لقص الجزء المختار في صورة قصة قصيرة لا تتعدى دقيقتين، وبعد إنهاء المهلة يبدأ في الاستماع إليهم.
وبعد أن يتيقن من استيعابهم يكلفهم بما ينمي مهارة الكتابة لديهم.
كيف؟
يطلب منهم واجبا منزليا مفاده كتابة القصص التي تحدثوا بها عن الجزء المختار في كشكول الإنشاء.
(3)
بهذا، وبتطبيق هذا في كل حصة لن يشعر المتعلمون بفرقٍ لغياب الكتاب؛ فبصرهم سيُشغل كشغل آذانهم. وسيزداد فهمهم القصة نتيجة هذا الأسلوب الأدبي الذي ينمي من لديه موهبة أدبية، ويعطي الآخرين فهما للاختبارات.