مشاهدة النسخة كاملة : حكاية وطن
عبد السلام هلالي
19-10-2013, 10:55 PM
حكاية وطن
وقفتا أمام القاضي، تتنازعان رضيعا.
كل تقسم أيمانها أنه رحمها.
لم يجد الرجل بدا من استدعاء حكمة الأمس ليميز الثكلى من المستأجرة.
- قال : " إلي إذا بسكين أجعله قسمة عدل بينكما."
وافقتا في غير تردد.
آمال المصري
21-10-2013, 06:06 AM
بات ادعاء حب الوطن شعارات زائفة تواري خلفها مصالح شخصية وإن مُزِّق بين من يدعون أحقيتهم لامتلاكه
تناص موفق مع حكمة سليمان غير أن في قصته تركت الأم الحقيقية الابن للأخرى إبقاءا على حياته
فهل يجد الوطن من يضحي من أجله في زمن طغت فيه المصالح على الانتماء ؟
جميل أديبنا الفاضل فكرا وحرفا واختزالا
بوركت واليراع
تحاياي
عبد السلام دغمش
21-10-2013, 10:05 AM
أخي عبد السلام هلالي
وكأنها صرخةٌ في وجوه المتنازعين أن الوطن الحرّ لا زال ضعيفاً لا يحتمل تنازعكم ومصالحكم.
جميلةٌ برمزيتها ودلالاتها.
وافر تحياتي.
قوادري علي
21-10-2013, 11:17 AM
قفلة قوية جعلت سياق التلقي
مقلقا وأعاد التوجس في الشخصيتين
نص جميل أحييك أستاذ عبد السلام.
تقديري.
بهجت عبدالغني
21-10-2013, 08:22 PM
في اصل القصة أن الأم تنازلت
وهنا كلتاهما وافقتا على الذبح
إذن هو الوطن الذي يريد الكل أن يأخذ منه لنفسه ، وإن تركه بعد ذلك مذبوحاً !
هكذا قرأت !
ومضة معبرة جميلة
أبدعت أخي عبد السلام
تحاياي ومحبتي
فاتن دراوشة
21-10-2013, 09:32 PM
هو نزاع ذوي الأرب حول مصالحهم الذي يدوس في طريقه المتنازع عليه ليحقّق مصالحهم الشّخصيّة
ومضة تصلح لإسقاطات عدّة على الكثير من الأمور في حياتنا
دام لقلمك الإبداع أخي
مودّتي
محمد ذيب سليمان
22-10-2013, 09:47 AM
سبقتي من فصل في التحليق في المعنى والرسالة
ولا ادراني اخرج بعيدا عما ذهبوا اليه
سأجتر ما قالوا ان شرحت
كل يسعى للحصول على حصته منن الكعكىة
ويبقى المخلصون من يموتون في سبيل منع ذلك
مودتي
خليل حلاوجي
22-10-2013, 11:42 AM
نص أجاد تصوير واقع غير جيد .. بحنكة وحبكة أديب متمكن ...
افتخر بهذا النص ..
هشام النجار
22-10-2013, 02:05 PM
رائع هنا التصوير أخى الأديب عبد السلام هلالى ؛ فقد كنا نعول على أخلاق فريق من الفريقين ووطنيته وحرصه على الوطن ؛ بمتابعة فلسفة ومنهج عثمان بن عفان والحسن بن على والملك فاروق والسلطان عبد الحميد الذى سلم للانقلابيين والكماليين السلطة ومنع قواته من الاشتباك والدفاع عن القصر والسلطة حتى لا تراق نقطة دم تركية وحتى لا تتمزق تركيا كما تمزقت الخلافة .
هو نفسه سلوك أم الغلام فى قصة المرأتين المتنازعتين - المشهورة - على غلام كلتاهما تدعيان وتزعمان أنه ولدها ؛ فحكم سليمان عليه السلام أن يُشق الطفل بينهما بالسيف لتحصل كل امرأة على شطر منه ، فصاحت الأم الحقيقية أنها تتنازل عن الطفل لغريمتها لكى تحفظ حياته ولو بعيداً عنها .. هى تتنازل عن حقها فيه ليحيا ويعيش .
والواقع اليوم كما صورت بالقفلة الصادمة المزعجة المرعبة التى تظلل المستقبل المجهول بسحب داكنة ؛ فلا أحد من الفريقين يستشعر الحرج ويتنازل ليحقن الدماء ويحفظ حياة الوطن ويبقيه على تماسكه ووحدته ، لا أحد حريص على مصلحة البلاد العليا ، والجميع يتعنت ويصعد ويصر على مواقفه ويقبل بشق البلاد وانقسامها ليحظى بربعها أو نصفها أو عشرها ليقيم مملكته الخاصة عليه .
التكثيف مؤلم ووراءه أحداث ومواقف وتفاصيل شتى ، وكأن سرعة النص بومضة كقذيفة لا تكاد ترى ، يريد بها أديبنا صدمة المتنازعين السكارى المستغرقين فى البطء والرؤى والأوهام والأحداث والأحقاد والثارات والتنافس البغيض والدماء والحوارات والتنغيص والمزايدات والشتائم والبذاءات .. وسنوات وشهور الحملات والحملات المضادة والمسيرات والمظاهرات والحرائق والتخريب والتفجير ... الخ أن أفيقوا يا سكارى فى حانات الزعامة وفخاخ المؤامرات والسير فى تمثيل سيناريوهات البنتاجون والسى آى ايه ، بخيبة تليق بممثلين فاشلين وأدوات مريضة برؤى محدودة لا تنظر الى أبعد من المصلحة الشخصية أو الحزبية وتحقيق مكسب ونصر وهمى على الخصم لسياسى ، والعدو الحقيقى يرقب ويتفرج على السذج فيما يخطط ويمد هذا وذاك بالأمنيات والدعم ليمتد الصراع ويستمر لينهك أحدهما الآخر ، ويظفر هو فى النهاية بما يريد وما نفذه هؤلاء جميعاً بغباء .. بوطن .. لا ليس بوطن انما بأراض مقسمة مجزأة وجزر معزولة تسهل سيطرته عليها ونهبه خيراتها وثرواتها .
تلك حكاية وطن يبعيه أبناؤه ويقدمونه على طبق من ذهب فريسة سهلة المنال لأعدائه ، يوافقون من غير تردد على تقسيمه وتجزيئه وانهياره وموته الحضارى حيث ظلت قوته وهيبته دائماً فى وحدته وتوحده ، وما نخرج به بعد هذه السرعة الصادمة التى استخدمها الكاتب بحرفية للافاقة ألا أحد هنا فى المشهد ابن حقيقى مخلص وصادق فى دعاواه وشعاراته لهذا الوطن ؛ فالأم الحقيقية للرضيع صرخت فوراً وبدون تردد وتفكير وتأجيل وتطويل ومناقشات ومساومات .. الخ ، فلا مجال هنا للتفكير وابنها فى خطر ؛ وهذا ما ينبغى وما يُنتظر من الوطنى الصادق ، ليتراجع على الفور خطوة ويتنازل عن حظوظه ان وجد فى هذا بقاءاً لوطنه الغالى موحداً قوياً مُهاباً ، وانما يُقاس الصدق ويُختبر عند الشهقة الأولى بالخوف والحرص على مستقبل البلد ، أكانت هذه الشهقة بلا تردد لمصلحة البلد أو الرضيع ، أو كانت بلا تردد من أجل المكسب الضيق السريع الوضيع .
الكلام كثير ومؤلم والعنوان جاء للاشارة لهذه المواجع التى توزن بالأطنان فهى حكاية طويلة عريضة ممتدة ، فيها ما فيها من الأمراض والأهواء والأطماع ، انها حكاية وطن مريض بناسه ، بحرصهم ونسيانهم وجهلهم وعصبيتهم الجاهلية وأفقهم المحدود وحساباتهم الخاطئة ، وعبقرية القصة أنها تختزل هذه الملاحم فى ومضة اختصرت كل شئ وكشفت عما نعانيه ، ونحن نشاهد فى حسرة وعجز حقيقى عن التأثير والتغيير فى المشهد .
وبعد الفرح بامرأة سيدنا سليمان الأم الحقيقية للرضيع واطمئناننا أن هناك من يشفق ويؤثر ويتعهد حبيبه الغالى بالمراقبة والحماية والحنان والود والعطاء والبذل ولو عن بعد وهو فى حضن منافستها وغريمتها .. اليوم نتحسر أمام حقيقة لا نريد تصديقها ولا نقدر على استيعابها أن وطننا لا ابنَ حقيقى له .
بروكت أخى الأديب الكبير على هذا النص المحكم المكثف الذى يعالج مرضاً يكاد يهلك أمة بأكملها .
تحيتى وتقديرى
الفرحان بوعزة
22-10-2013, 08:41 PM
حكاية وطن
وقفتا أمام القاضي، تتنازعان رضيعا.
كل تقسم أيمانها أنه رحمها.
لم يجد الرجل بدا من استدعاء حكمة الأمس ليميز الثكلى من المستأجرة.
- قال : " إلي إذا بسكين أجعله قسمة عدل بينكما."
وافقتا في غير تردد.
هناك نص آخر يحاذي ويتفاعل مع النص الأصلي ،أو بتعبير آخر يوجد نص داخلي ونص فوقي خارجي ، الأول يتجسد في قصة سيدنا سليمان وطريقة تعامله مع المرأتين المتنازعتين على الطفل ،يقابله النص الداخلي الذي يختلف عنه في النتيجة والقصد ..
" إلي إذا بسكين أجعله قسمة عدل بينكما " جملة سردية لها مضمون يختلف عن مضمون ما قاله سيدنا سليمان ، فهي تحمل في طياتها مكراً وخداعاً ،ولكن البطل / القاضي استغلها من أجل التمويه للوصول إلى هدفه ، إنه يهدف إلى إخضاع الوطن إلى التمزيق حتى يصبح ضعيفاً ، وتتوزع خيراته بين أياد انتهازية ووصولية ، فالوطن قسم إلى قسمين ،اختلط فيه الإنسان الأصيل بالإنسان المستأجر الذي يريد أن يستولي عليه بالمكر والخداع ،بعدما استغل حدث النزاع واستنشاقه ضعفاً في نفوس أهله ، فحتى ذلك الإنسان الذي يبدو أصيلا وغيوراً على وطنه استغل الظرف ليظفر بشيء من وطنه قبل أن يخرج خاوي الوفاض ، فرغم إحساسه وشعوره بالمؤامرة وافق على التقسيم وتواطأ على تمزيق بلده فكاتن الموافقة من كلا الطرفين بلا تردد ..
نص جميل ، في إبداع وابتكار للفكرة ، فرغم ارتباطه بنص آخر ،فهو يتكلم عنه دون أن يسميه رغم أنه نقل عبارات منه .. كلما قرأنا النص نقارن بين تاريخ كانت الحكمة تبسط قوتها في تدبير الأمور عن نية وقصد وشريف ، وبين تاريخ تسود في الانتهازية والمصلحة الخاصة المبنية على التدليس والمكر ..
جميل ما كتبت أخي عبد السلام ..
تقديري واحترامي .. الفرحان بوعزة ..
عبد السلام هلالي
23-10-2013, 05:37 PM
بات ادعاء حب الوطن شعارات زائفة تواري خلفها مصالح شخصية وإن مُزِّق بين من يدعون أحقيتهم لامتلاكه
تناص موفق مع حكمة سليمان غير أن في قصته تركت الأم الحقيقية الابن للأخرى إبقاءا على حياته
فهل يجد الوطن من يضحي من أجله في زمن طغت فيه المصالح على الانتماء ؟
جميل أديبنا الفاضل فكرا وحرفا واختزالا
بوركت واليراع
تحاياي
أهلا أختي الكريمة ،
أشكر لك قراءتك القيمة و تفاعلك المثر و ثاءك الطيب.
تحتي و تقديري.
عبد السلام هلالي
23-10-2013, 05:39 PM
أخي عبد السلام هلالي
وكأنها صرخةٌ في وجوه المتنازعين أن الوطن الحرّ لا زال ضعيفاً لا يحتمل تنازعكم ومصالحكم.
جميلةٌ برمزيتها ودلالاتها.
وافر تحياتي.
أهلا بالأخ العزيز ،
شكرا على المرور و مسرور أن و جدت هنا بعض الجمال.
تحيتي و تقديري.
عبد السلام هلالي
23-10-2013, 05:41 PM
قفلة قوية جعلت سياق التلقي
مقلقا وأعاد التوجس في الشخصيتين
نص جميل أحييك أستاذ عبد السلام.
تقديري.
أخي علي قوادري،
هو قلق و توجس من الغموض الذي أضحى يلف حاضر أوطاننا.
حياك الله
عبد السلام هلالي
23-10-2013, 05:43 PM
في اصل القصة أن الأم تنازلت
وهنا كلتاهما وافقتا على الذبح
إذن هو الوطن الذي يريد الكل أن يأخذ منه لنفسه ، وإن تركه بعد ذلك مذبوحاً !
هكذا قرأت !
ومضة معبرة جميلة
أبدعت أخي عبد السلام
تحاياي ومحبتي
أخي بهجت ،
جميل حضورك و صائبة قراءتك.
أحييك و أشكرك على طيب التشجيع.
عبد السلام هلالي
23-10-2013, 05:47 PM
هو نزاع ذوي الأرب حول مصالحهم الذي يدوس في طريقه المتنازع عليه ليحقّق مصالحهم الشّخصيّة
ومضة تصلح لإسقاطات عدّة على الكثير من الأمور في حياتنا
دام لقلمك الإبداع أخي
مودّتي
أهلا بك أختي فاتن ،
فعلا اختلطت الأمور في حياتنا و تضاربت الرؤى و الغايات، حتى بات من الصعب استجلاء الحقائق.
تحيتي و تقديري.
فاطمه عبد القادر
24-10-2013, 03:01 AM
السلام عليكم
لقطة سريعة حقيقية
أين هي أم وطننا يا ترى ؟؟
يظهر أنها قد توفيت !!!,رحمها الله
شكرا لك
ماسة
عبد السلام هلالي
26-10-2013, 10:37 PM
سبقتي من فصل في التحليق في المعنى والرسالة
ولا ادراني اخرج بعيدا عما ذهبوا اليه
سأجتر ما قالوا ان شرحت
كل يسعى للحصول على حصته منن الكعكىة
ويبقى المخلصون من يموتون في سبيل منع ذلك
مودتي
أيها القدير ،
مجرد مرورك بمتصفحي و تواضعك عند كلماتي البسيطة يسعدني ،
مرحبا بك دوما.
باقة ود و تقدير.
عبد السلام هلالي
26-10-2013, 10:39 PM
نص أجاد تصوير واقع غير جيد .. بحنكة وحبكة أديب متمكن ...
افتخر بهذا النص ..
و أن أفتخر بشهادتك أخي خليل.
تحيتي و كل الإمتنان على الدعم و التشجيع.
عبد السلام هلالي
26-10-2013, 10:42 PM
رائع هنا التصوير أخى الأديب عبد السلام هلالى ؛ فقد كنا نعول على أخلاق فريق من الفريقين ووطنيته وحرصه على الوطن ؛ بمتابعة فلسفة ومنهج عثمان بن عفان والحسن بن على والملك فاروق والسلطان عبد الحميد الذى سلم للانقلابيين والكماليين السلطة ومنع قواته من الاشتباك والدفاع عن القصر والسلطة حتى لا تراق نقطة دم تركية وحتى لا تتمزق تركيا كما تمزقت الخلافة .
هو نفسه سلوك أم الغلام فى قصة المرأتين المتنازعتين - المشهورة - على غلام كلتاهما تدعيان وتزعمان أنه ولدها ؛ فحكم سليمان عليه السلام أن يُشق الطفل بينهما بالسيف لتحصل كل امرأة على شطر منه ، فصاحت الأم الحقيقية أنها تتنازل عن الطفل لغريمتها لكى تحفظ حياته ولو بعيداً عنها .. هى تتنازل عن حقها فيه ليحيا ويعيش .
والواقع اليوم كما صورت بالقفلة الصادمة المزعجة المرعبة التى تظلل المستقبل المجهول بسحب داكنة ؛ فلا أحد من الفريقين يستشعر الحرج ويتنازل ليحقن الدماء ويحفظ حياة الوطن ويبقيه على تماسكه ووحدته ، لا أحد حريص على مصلحة البلاد العليا ، والجميع يتعنت ويصعد ويصر على مواقفه ويقبل بشق البلاد وانقسامها ليحظى بربعها أو نصفها أو عشرها ليقيم مملكته الخاصة عليه .
التكثيف مؤلم ووراءه أحداث ومواقف وتفاصيل شتى ، وكأن سرعة النص بومضة كقذيفة لا تكاد ترى ، يريد بها أديبنا صدمة المتنازعين السكارى المستغرقين فى البطء والرؤى والأوهام والأحداث والأحقاد والثارات والتنافس البغيض والدماء والحوارات والتنغيص والمزايدات والشتائم والبذاءات .. وسنوات وشهور الحملات والحملات المضادة والمسيرات والمظاهرات والحرائق والتخريب والتفجير ... الخ أن أفيقوا يا سكارى فى حانات الزعامة وفخاخ المؤامرات والسير فى تمثيل سيناريوهات البنتاجون والسى آى ايه ، بخيبة تليق بممثلين فاشلين وأدوات مريضة برؤى محدودة لا تنظر الى أبعد من المصلحة الشخصية أو الحزبية وتحقيق مكسب ونصر وهمى على الخصم لسياسى ، والعدو الحقيقى يرقب ويتفرج على السذج فيما يخطط ويمد هذا وذاك بالأمنيات والدعم ليمتد الصراع ويستمر لينهك أحدهما الآخر ، ويظفر هو فى النهاية بما يريد وما نفذه هؤلاء جميعاً بغباء .. بوطن .. لا ليس بوطن انما بأراض مقسمة مجزأة وجزر معزولة تسهل سيطرته عليها ونهبه خيراتها وثرواتها .
تلك حكاية وطن يبعيه أبناؤه ويقدمونه على طبق من ذهب فريسة سهلة المنال لأعدائه ، يوافقون من غير تردد على تقسيمه وتجزيئه وانهياره وموته الحضارى حيث ظلت قوته وهيبته دائماً فى وحدته وتوحده ، وما نخرج به بعد هذه السرعة الصادمة التى استخدمها الكاتب بحرفية للافاقة ألا أحد هنا فى المشهد ابن حقيقى مخلص وصادق فى دعاواه وشعاراته لهذا الوطن ؛ فالأم الحقيقية للرضيع صرخت فوراً وبدون تردد وتفكير وتأجيل وتطويل ومناقشات ومساومات .. الخ ، فلا مجال هنا للتفكير وابنها فى خطر ؛ وهذا ما ينبغى وما يُنتظر من الوطنى الصادق ، ليتراجع على الفور خطوة ويتنازل عن حظوظه ان وجد فى هذا بقاءاً لوطنه الغالى موحداً قوياً مُهاباً ، وانما يُقاس الصدق ويُختبر عند الشهقة الأولى بالخوف والحرص على مستقبل البلد ، أكانت هذه الشهقة بلا تردد لمصلحة البلد أو الرضيع ، أو كانت بلا تردد من أجل المكسب الضيق السريع الوضيع .
الكلام كثير ومؤلم والعنوان جاء للاشارة لهذه المواجع التى توزن بالأطنان فهى حكاية طويلة عريضة ممتدة ، فيها ما فيها من الأمراض والأهواء والأطماع ، انها حكاية وطن مريض بناسه ، بحرصهم ونسيانهم وجهلهم وعصبيتهم الجاهلية وأفقهم المحدود وحساباتهم الخاطئة ، وعبقرية القصة أنها تختزل هذه الملاحم فى ومضة اختصرت كل شئ وكشفت عما نعانيه ، ونحن نشاهد فى حسرة وعجز حقيقى عن التأثير والتغيير فى المشهد .
وبعد الفرح بامرأة سيدنا سليمان الأم الحقيقية للرضيع واطمئناننا أن هناك من يشفق ويؤثر ويتعهد حبيبه الغالى بالمراقبة والحماية والحنان والود والعطاء والبذل ولو عن بعد وهو فى حضن منافستها وغريمتها .. اليوم نتحسر أمام حقيقة لا نريد تصديقها ولا نقدر على استيعابها أن وطننا لا ابنَ حقيقى له .
بروكت أخى الأديب الكبير على هذا النص المحكم المكثف الذى يعالج مرضاً يكاد يهلك أمة بأكملها .
تحيتى وتقديرى
أهلا أخي هشام ،
أشكرك على هذا التفاعل المثمر و المثري ، و هذه القراءة المستفيضة للنص على ضوء ما تعيشه أوطاننا اليوم.
أروع من نصي المتواضع ، مرورك من هنا و كرم تفاعلك.
ألف تحية مع التقدير.
عبد السلام هلالي
29-10-2013, 11:06 AM
هناك نص آخر يحاذي ويتفاعل مع النص الأصلي ،أو بتعبير آخر يوجد نص داخلي ونص فوقي خارجي ، الأول يتجسد في قصة سيدنا سليمان وطريقة تعامله مع المرأتين المتنازعتين على الطفل ،يقابله النص الداخلي الذي يختلف عنه في النتيجة والقصد ..
" إلي إذا بسكين أجعله قسمة عدل بينكما " جملة سردية لها مضمون يختلف عن مضمون ما قاله سيدنا سليمان ، فهي تحمل في طياتها مكراً وخداعاً ،ولكن البطل / القاضي استغلها من أجل التمويه للوصول إلى هدفه ، إنه يهدف إلى إخضاع الوطن إلى التمزيق حتى يصبح ضعيفاً ، وتتوزع خيراته بين أياد انتهازية ووصولية ، فالوطن قسم إلى قسمين ،اختلط فيه الإنسان الأصيل بالإنسان المستأجر الذي يريد أن يستولي عليه بالمكر والخداع ،بعدما استغل حدث النزاع واستنشاقه ضعفاً في نفوس أهله ، فحتى ذلك الإنسان الذي يبدو أصيلا وغيوراً على وطنه استغل الظرف ليظفر بشيء من وطنه قبل أن يخرج خاوي الوفاض ، فرغم إحساسه وشعوره بالمؤامرة وافق على التقسيم وتواطأ على تمزيق بلده فكاتن الموافقة من كلا الطرفين بلا تردد ..
نص جميل ، في إبداع وابتكار للفكرة ، فرغم ارتباطه بنص آخر ،فهو يتكلم عنه دون أن يسميه رغم أنه نقل عبارات منه .. كلما قرأنا النص نقارن بين تاريخ كانت الحكمة تبسط قوتها في تدبير الأمور عن نية وقصد وشريف ، وبين تاريخ تسود في الانتهازية والمصلحة الخاصة المبنية على التدليس والمكر ..
جميل ما كتبت أخي عبد السلام ..
تقديري واحترامي .. الفرحان بوعزة ..
أهلا بقلمنا المتميز كتابة و قراءة ،
أهلا بك أخي بوعزة.
شكرا لك على هذا التفاعل المثمر و القراءة القيمة التي جعلتني أحب هذا النص أكبر و يكبر في عيني أكثر.
تحيتي و تقديري.
عبد السلام هلالي
29-10-2013, 11:07 AM
السلام عليكم
لقطة سريعة حقيقية
أين هي أم وطننا يا ترى ؟؟
يظهر أنها قد توفيت !!!,رحمها الله
شكرا لك
ماسة
ورحم جميع أموات المسلمين ،
تحيتي ألك أختي فاطمة على هذا المرور العطر.
أشكرك
ناديه محمد الجابي
12-07-2014, 02:40 PM
لم تعد هناك وطنية حقيقية ـ وتغلبت المصالح الشخصية
على مصلحة الوطن .. وتفجر الدم أنهارا.
رصد قوي ورؤية بعين أديب للحالة التي نمر بها في أوطاننا
ومضة بديعة صادقة الحس بتصوير بديع
أحسنت القص ـ بوركت.
خلود محمد جمعة
17-07-2014, 01:54 PM
عندما يصبح الوطن سلعة للمزايدة فلا قيمة له لذا يرخص وتقطع أوصاله ليأخذ كل متاجر بوطنه حقه
ربما لم يكن الطفل لهما فهان عليهما تقطيعه
من لا يدفع في رأس المال لا يهمه المخسر
ومضة لاذعة
تقديري
كاملة بدارنه
18-07-2014, 08:11 PM
لا عدل في قسمة الأوطان بل هي سكّين يذبح المواطنين
مؤسف أن نرى الأوطان تمزّقها أنياب الذّئاب المسعورة، ولا من يهتمّّ لأمرها
أبدعت!
بوركت
تقديري وتحيّتي
ربيحة الرفاعي
01-11-2014, 11:14 AM
لم أقرأ أوجز ولا أعجز من هذه القصة القصيرة جدا في وصف ما آل إليه حال أوطاننا التي يدعي كل أبوتها وما منهم أب شرعي لها
تكثيف بارع واستدراج للقارئ موجع يلقيه من حافة توقع مكرر مستهلك لخاتمة صاعقة تحلل واقعا سياسيا بثلاث كلمات " وافقتا بلا تردد"
دمت بروعتك ودام حرفك أبيا
تحاياي
علاء الدين حسو
01-11-2014, 05:27 PM
قصة قصيرة جدا بامتياز، من أجمل ما قرأت منذ فترة، تختزل لك الحكاية وتدهشك في مفارقتها،ظهر وهو اثبات ان الاعمال الكبيرة حين تكشف لك وجه الحقيقة بطريقة لم تعتد عليها..
مودتي
د. سمير العمري
21-10-2015, 04:25 PM
توظيف مميز لتلك القصة الحكيمة التي تميز الصادق من الكاذب والمدعي من صاحب الحق.
وهكذا هي الحقيقة المرة فالجميع طامع في ابتلاع الوطن.
تقديري
كريمة سعيد
21-10-2015, 05:22 PM
قصة جميلة وظف فيها التراث لخدمة المغزى الذي يريده الكاتب
نهاية غير متوقعة بحيث ظل هذا الوطن يتيما بدون أم فلا شرعية لمن يتحكمون فيه لذلك لا يحافظون عليه
تقديري ومحبتي
كريمة سعيد
21-10-2015, 05:26 PM
قصة جميلة تم توظيف التراث فيها بشكل رائع يخدم المغزى الذي يرومه الكاتب
ونهاية غير متوقعة تفتح أعيننا على يتم هذا الوطن الذي يتحكم فيه من لا شرعية له ويعيث فيه فسادا ولا يهتم سوى بما يخدم مصالحه
تقديري ومحبتي
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir