تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : زومبي ..وفيلمٌ آخر!



فوزي الشلبي
20-10-2013, 07:50 PM
زومبي ..وفيلمٌ آخر!



هذا الصَّيفُ اللاهبُ
يشهدُ موتي
لم يشهدْ مثلي فرحاً يمضي
مختارا ليقبِّلَ شفةَ الموت ِ
لموتِ الطِّفلِ السابع يومَ الجمعةِ
في أحضانِ
الريحْ

تقذفُني كرةُ الأيامِ السبعة ِ
في ذاتِ المعبر ِ أعمارا ً خلفَ
التاريخْ

ضلَّت أيامُ الأعوام ِ على طرقي
المنسيةْ
عمري دربٌ منسيٌ
لا يشعل شمعةَ ميلاد ٍ
تُهدي شفتي قبلاتِ البسمةِ
والشرقُ غروبٌ في عيني
والغربُ شروقٌ دمويٌ
يا ليتَ دميْ
ليتَ دمي
قنديلُ الشَّفقِ الأحمرِ ِ
ليُكحلَّ عينَ الشَّمس ِ ذرى الأشجارِ وفرحَ العودةِ
عشقاً آخرَ يفرحُ
بي

تسبقني الحسرةُ يوماً يومًا قبلَ
العيدْ
تسبقُني نحوَ الموت ِ
ليومِ العيدِ ككبشِ
فداءْ

والمعبرُ عيدٌ
تحملُني أمِّي قنديلاً نحوهُ في
الصَّلواتْ

وعيونُ الشَّمسِ تُعمدِّني في بحرِ الشَّوْبِ لكي أغفو كي يصحو الموتُ فلا
أصحو
ضربةُ شمسٍ تسكبُها دمعةُ إبليس ٍ من بحرِ جهنمَ
فانطفأ فتيلُ دمي في قنديلِ
حياةْ
فاغتسلَ أبي بدموع حرّى في
لحظاتْ
شقَّت أمي ثوبَ
الفرحةِ
شهقتْ آخرَ آهةِ عمر ٍ وانتحرَ
الصَّوتْ
لم تُسمعْ أمّي
أذنُ الثديِ نداءَ
فمي

وقفَ حذاءُ الجنديِ ليزرعَ قبلةَ أشواكٍ
فوقَ جفوني في شَفَتيِّ
المعبرْ

صبُرأبي ذلٌ لا
يُنسى

تحرقهُ عبراتُ المنفى فوقَ جمارِ الصَّبرِ اللاَّهب ِ
في الصَّدرْ
شوقٌ في صدرِهِ يقتلُ
كالسكينْ

سيفٌ يقطعُ تذكرةً للموتِ
ليسمحَ بعبورِ الموتِ إلى أُفقِ
الشُّباكْ
والمعبرُ يفصلُ ما بينَ النّار ِ
وبينَ الجنةْ
والمعبرُ يفصلُ بين النار ِ
وبين النارْ
كشِباكٍ تُنْسجُ في وطنِ الأسماك ِعلى
الأسماكْ

لم يشهد مثلي فرحاً يمضي مختارًا
ليقبِّلَ شفةَ
الموتْ
ما أحلى ثغرَك يا
وطني
هل في قبلةِ قيس ٍ يا ليلى أَتزوَّدُها قبلَ سكونِ
الريحْ؟
قبل مسير الأسفارِ إلى وطن ٍ
آخرْ
أَتزوَّدُها قبلَ رحيلٍ أبديٍ
سفرٍ عني لا
يرحلْ

يصلبنُِي الطّابورُ أمامَ الشُّباكِ على حائطِ
موتْ
ظهري يجلدِه سوطُ الطَّابور ِ الخامس ِ يصنع شُبّاكا من
آحادْ
أحدٌ.. أحدٌ ..لبلالٍ يهتفُ في
البطحاءْ

أحلمُ في قبرٍ في بلدي كي أُحيي فيهِ بذورَ
شتاءْ
فأموتُ ليأتي
الدَّورْ
أصحو
فيمرُّ الموتُ ولا
يأتي

جنديٌ خلفَ الشُّباكِ تمترسَ
تتناقلُ في يدهِ الأختامُ
فيختمُ تصريحَ مرور ٍ
في كَفني

تتطايرُ لمتُهُ خلفاً بالريح الرَّطب ِ البارد ِ من تكييفِ هواءٍ
يشعلُ ناراً أُخرى تزحفُ نحوي
أمتارا
وجبيني رُغم الموتِ الأبديِّ سينزفُ من عرقِ
أبي

فمتى أعبرُ موتي عندَ المعبر ِ
ومتى يقرعُ أُذني جرسُ
الصمتْ؟

من ذا يسمعُ أغنيةً شوهاءَ
تُغنّى
من قربةِ ماءٍ مقطوعةْ؟
والقادمُ كفنٌ قربانُ فداءٍ في
عرسْ
واليومَ أُغنِّي أُغنيتي:
صوتٌ يقرعُ في أُذُني ولسانٌ مقطوعٌ
لا ينطقُ حرفَ الضّادِ لأعرفَهُ
هل تخرسُ لغتي؟

شباكٌ يقطعُ تذكرتي موتًا
زومبي..
فيلمٌ سينمائيٌ آخرَ يصبغُ
لُغتي
ليلٌ لا يدفئهُ كانونُ
شتاءْ
فيلمٌ دموي!
...

أبٌ يحملُ رضيعًاميتًا بين يديه قبالة معبر رفح ..وقد نبت الشوكُ الأشيبُ في ذقنه!

فاتن دراوشة
21-10-2013, 06:39 PM
لله درّ حروفك التي أبكتني وألجمت خافقي حسرةً يا أخي

أبدعت في تصوير المأساة وعرضها وجعلتنا نعيش لحظاتها ونتجرّع الألم وكأنّنا كنّا مع ذلك الأب وطفله لحظة الفاجعة

دمت مبدعًا

مودّتي

فوزي الشلبي
24-10-2013, 07:51 AM
لله درّ حروفك التي أبكتني وألجمت خافقي حسرةً يا أخي

أبدعت في تصوير المأساة وعرضها وجعلتنا نعيش لحظاتها ونتجرّع الألم وكأنّنا كنّا مع ذلك الأب وطفله لحظة الفاجعة

دمت مبدعًا

مودّتي


الشاعرة الغالية فاتن:

تحية إكبارٍ وتقديرٍ وود...أشكر لك مرورك النبيل وتقديرك البهي للنص..أجل أيتها الغالية من منا لم يبك ذلك الطفل الذي قضى في حضن أبيه الذي ينتظر سماح السلطات المصرية الأثمة ليمرّ ليعالج في مصر"..وهاهم اليوم أبطال الهزائم يعاودون تشديد الحصار من جديد فيدمرون الأنفاق ويعود زومبي ليقيم على نعبر رفح..ليأكل الموت أبرياء جدد!

ثقة غالية اعتز بها ...تقديري وودي المتصل!

أخوكم

هاشم الناشري
29-10-2013, 09:11 PM
لله درك أخي الشاعر المتألق فوزي الشلبي ، لقد أخذتنا معك إلى المعبر
ويجد فيه الأحرار الشرفاء من الظلم والعدوان والانتهاك لحقوقهم وهم
في وطنهم، مأساة نسأل الله تعالى أن يفرج الهم ويزيح الكرب.

محبتي وتقديري.

محمد ذيب سليمان
30-10-2013, 05:43 AM
وأين رسالة الشعر ان لم تكن هنا وبين يديك
نص مائز بعرضه الموجع جدات والمصور جدا للحالة الوجعية
دمت ايها الحبيب وماء الشعر بين يديك توجهه كما تريد نحو
هدف اسمى
مودتي

فوزي الشلبي
05-11-2013, 10:01 AM
وأين رسالة الشعر ان لم تكن هنا وبين يديك
نص مائز بعرضه الموجع جدات والمصور جدا للحالة الوجعية
دمت ايها الحبيب وماء الشعر بين يديك توجهه كما تريد نحو
هدف اسمى
مودتي


الأخ الديب النبيل أبا الأمين..

تحية إكبار وقبلة وود..هذا بعض ما عندكم سيدي من ذائقة عذبة للأدب والفن..وما ذا نكون إذا لم نبك على آلام الناس في غزة والشام ومصر وغيرها ..السنا شعراء في مركز الإحساس بالشعور.

أشكر لك تقليدك الكريم لي بالبهاء..وهذا معينك نستقي رضاب عذبه!

قبلاتي وودي!

أخوكم:

فوزي

فوزي الشلبي
05-11-2013, 10:07 AM
لله درك أخي الشاعر المتألق فوزي الشلبي ، لقد أخذتنا معك إلى المعبر
ويجد فيه الأحرار الشرفاء من الظلم والعدوان والانتهاك لحقوقهم وهم
في وطنهم، مأساة نسأل الله تعالى أن يفرج الهم ويزيح الكرب.

محبتي وتقديري.


الأخ الشاعر النبيل هاشم:

تحية إكبار وتقدير وود...ذلك المعبر الذي تعبر فيه آلامنا كل يوم...وتبقى أفراحنا محاصرة من العدو والأخ والصديق..هم آل جعفر الذين قال الرسول صلى الله عليه وسلم: آل جعفر ألا بواكي لهم!

أشكر لك تقديرك البهي الكريم..ثقةٌ أعتزُّ بها!

أخوكم:

فوزي

مصطفى حمزة
05-11-2013, 10:16 AM
أخي الأكرم الأستاذ فوزي
أسعد الله أوقاتك
نصٌ مؤثر وجميل ، حكى هذه القضيّة المؤلمة المبكية لأنها منّا وفينا ! نسجننا ونبكينا .. وهل نحن إلا نحن ؟!
ولكنْ
هل هذا النص من الشعر أو من النثر الشاعريّ ؟
أترك الجواب للبقيّة
تحياتي

فوزي الشلبي
08-11-2013, 03:38 PM
أخي الأكرم الأستاذ فوزي
أسعد الله أوقاتك
نصٌ مؤثر وجميل ، حكى هذه القضيّة المؤلمة المبكية لأنها منّا وفينا ! نسجننا ونبكينا .. وهل نحن إلا نحن ؟!
ولكنْ
هل هذا النص من الشعر أو من النثر الشاعريّ ؟
أترك الجواب للبقيّة
تحياتي


الأخ النبيل الأستاذ الأديب مصطفى:

تحية إكبار وقبلة وود..أشكر لك مرورك الكريم على النص...وكما اشرت ايها الغالي فقضية فلسطين وغزة هي القضية الأم...تؤرق جميع المخلصين في هذا العالم...

أما تساؤلك عن النص: هل هذا النص من الشعر أو من النثر الشاعريّ ؟

فلولا كان السؤال: لأي من التالية يتبع النص:

1. الشعر العمودي أو 2. شعر التفعيلة أو 3. قصيدة النثر.

لكان جوابي على استيضاحك هو النوع الثاني..استخدام تفعيلة ( فعلن) من بحر الخبب!

واقبل تقديري واحترامي!

أخوكم

نداء غريب صبري
18-11-2013, 11:26 PM
قصيدة خببية جميلة
ونص مليئ بالمشاعر والمعاني والألم


شكرا لك أخي

بوركت

فوزي الشلبي
21-11-2013, 03:35 PM
قصيدة خببية جميلة
ونص مليئ بالمشاعر والمعاني والألم


شكرا لك أخي

بوركت


الشاعرة النبيلة نداء:

هذه هي الآلام التي تجعلنا ننزف دما وقلما على هذه الأمة من الشام إلى العراق إلى الكنانة...فلتلتهب المشاعر حتى تكون الصحة هي فجر جديد!

أشكر لك تقديرك البهي الكريم!

دعئي وخالص ودي!

أخوكم

ربيحة الرفاعي
08-01-2014, 11:12 PM
تقذفُني كرةُ الأيامِ السبعة ِ
في ذاتِ المعبر ِ أعمارا ً خلفَ
التاريخْ

ضربةُ شمسٍ تسكبُها دمعةُ إبليس ٍ من بحرِ جهنمَ
فانطفأ فتيلُ دمي في قنديلِ
حياةْ
فاغتسلَ أبي بدموع حرّى في
لحظاتْ
شقَّت أمي ثوبَ
الفرحةِ
شهقتْ آخرَ آهةِ عمر ٍ وانتحرَ
الصَّوتْ
لم تُسمعْ أمّي
أذنُ الثديِ نداءَ
فمي

مشهد دامع آخر على مسرح أمتنا الغارق في البكاء بلا بصيص نور يقظة ولا طيف أمل عقل
تلاحقت الصور بمرارة وانهارت المشاعر على أطرافها الأليمة

دمت بخير

تحاياي

فوزي الشلبي
19-01-2014, 05:08 PM
مشهد دامع آخر على مسرح أمتنا الغارق في البكاء بلا بصيص نور يقظة ولا طيف أمل عقل
تلاحقت الصور بمرارة وانهارت المشاعر على أطرافها الأليمة

دمت بخير

تحاياي


الأديبة الكريمة ربيحة:

تحية إكبار وود لشخصك النبيل...أجل أيتها الغالية..إن الحزان التي تعيشها الأمة تدفننا خجلا ..ونحن نرى هذا الشعب المكلوم يذبح من الوريد
إلى الوريد ونبقى صامتين بلاحراك!

أقدر عاليا مرورك الكريم وغشراقتك البهية على النص!

دمت باليهاء صادعة!

اخوكم