المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثقة عمياء - أقصوصة - نزار ب. الزين



نزار ب. الزين
20-10-2013, 08:06 PM
ثقة عمياء

أقصوصة : نزار ب الزين*


يبدو أنهما عاملاها منذ البداية معاملة إبنة بين والديها ، أو لعل والديها الحقيقين لم يرعيا طفولتها كما يجب ؛ مما دفعها للتعلق بمخدوميها ؛ فحتى عندما طلب يدها أحد أقارب والدها رفضت ذلك بعناد و إصرار ، مما أدى في النهاية إلى قطيعة بينها و بين أفراد أسرتها ..,
كانت تعلم أن لديها راتبا شهريا أصر مخدومها ألا تمسه حرصا على مستقبلها ، و لما كانت "سونيا" أميّة تماما لا تعرف القراءة أو الكتابة أو أبسط علميات الحساب ، كانت تسأل مخدومها من حين لآخر عما بلغه وفرها في البنك ، فتتقبل ما يقدمه لها مخدومها من أرقام ، فرحة مطمئنة إلى مستقبل كريم ؛ و لبزداد بالتالي تفانيها بخدمته و زوجته ..
عندما توفيت مخدومتها إثر مرض عضال ، ظن الكثيرون من المقربين ، أن سونيا ستتزوج مخدومها ، و لكن شيئا من هذا لم يحصل ، بل استمرت في خدمته و خاصة عندما تفاقم لديه مرض السكري ..
ثم ... توفي مخدومها ....
كان أول عمل قامت به سونيا بعد مراسم الدفن ، أن حملت دفتر حسابها في البنك و توجهت إليه راجية المسؤول أن يبين لها مقدار ما وفرته طوال تلك السنين ، و كانت صدمتها مريعة عندما شرح لها ذلك ، حيث تبين أن وفرها الذي طالما حلمت به لا يتجاوز بضعة آلاف من الليرات ، بينما كانت تظن أنها تملك عدة ملايين ، كما كان مخدومها يؤكد لها !...

*****
* نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
الموقع :

كاملة بدارنه
20-10-2013, 08:47 PM
الثّقة العمياء أحيانا تؤدّي إلى مصير أعمى!
سرد جاذب وقصّة من الواقع الاستغلالي
بوركت أستاذ نزار
تقديري وتحيّتي

آمال المصري
21-10-2013, 03:00 AM
الثقة العمياء فيمن لايستحقها تؤدي إلى مصير لايُحمد عقباه
من قلب الواقع كانت أقصوصتك والتي تعري شريحة من المنتفعين وما أكثرهم وإن تعددت الوجوه واختلفت الأساليب
وهنا كان الفقر والجهل بطلي النص تألقا في رسم التفاصيل
بوركت واليراع أديبنا الفاضل
تحاياي

عبد السلام هلالي
21-10-2013, 04:50 AM
أقصوصة واقعية جميلة تعرض لبعض ما يتعرض له البسطاء و المغلوبون على أمرهم من استغلال بشع من طرف مشغليهم ، خصوصا عندما يتعلق الأمر بعاملات البيوت.
أرى أن يتم تكثيف القفلة لتكون مفاجئة و أشد وطأة على القارئ.
تحاياي

نزار ب. الزين
26-10-2013, 05:40 PM
الثّقة العمياء أحيانا تؤدّي إلى مصير أعمى!
سرد جاذب وقصّة من الواقع الاستغلالي
بوركت أستاذ نزار
تقديري وتحيّتي

**************
أختي الفاضلة كاملة
صدقت و الله ،
الثقة العمياء تؤدي إلى مصير أعمى
***
الشكر الجزيل لاهتمامك بالنص
مع ودي و وردي
نزار

نزار ب. الزين
26-10-2013, 05:49 PM
الثقة العمياء فيمن لايستحقها تؤدي إلى مصير لايُحمد عقباه
من قلب الواقع كانت أقصوصتك والتي تعري شريحة من المنتفعين وما أكثرهم وإن تعددت الوجوه واختلفت الأساليب
وهنا كان الفقر والجهل بطلي النص تألقا في رسم التفاصيل
بوركت واليراع أديبنا الفاضل
تحاياي

**********
أختي الفاضلة آمال
نعم ، ما حدث كان – كما تفضلت-
نتاج جهل و فقر بطلة الأقصوصة
و أنانية مخدومها و استغلاله لفقرها و جهلها
***
الشكر الجزيل لمشاركتك في نقاش الأقصوصة
مع ودي و وردي
نزار

نزار ب. الزين
26-10-2013, 05:57 PM
أقصوصة واقعية جميلة تعرض لبعض ما يتعرض له البسطاء و المغلوبون على أمرهم من استغلال بشع من طرف مشغليهم ، خصوصا عندما يتعلق الأمر بعاملات البيوت.
أرى أن يتم تكثيف القفلة لتكون مفاجئة و أشد وطأة على القارئ.
تحاياي

***************
أخي الفاضل الأستاذ عبد السلام
صدقت ، إنه أبشع استغلال لجهد خدم البيوت
و كل يوم نسمع عن قصة جديدة حول ذلك
***
ممتن لمرورك أخي الكريم
و مشاركتك في نقاش النص
و ملاحظتك القيِّمة
مع ود بلا حد
نزار

خلود محمد جمعة
02-11-2013, 01:06 AM
الجهل قتل صاحبه
القانون لا يحمي المغفلين
لكن لماذا؟؟؟؟؟؟
نكران الجميل بهذه الطريقة القاسية
لذلك الثقة تلاشت، والخير تشوهت معالمة
قصة مؤثرة
دمت
مودتي وتقديري

الفرحان بوعزة
02-11-2013, 11:33 AM
ثقة عمياء

أقصوصة : نزار ب الزين*

يبدو أنهما عاملاها منذ البداية معاملة إبنة بين والديها ، أو لعل والديها الحقيقين لم يرعيا طفولتها كما يجب ؛ مما دفعها للتعلق بمخدوميها ؛ فحتى عندما طلب يدها أحد أقارب والدها رفضت ذلك بعناد و إصرار ، مما أدى في النهاية إلى قطيعة بينها و بين أفراد أسرتها ..,
كانت تعلم أن لديها راتبا شهريا أصر مخدومها ألا تمسه حرصا على مستقبلها ، و لما كانت "سونيا" أميّة تماما لا تعرف القراءة أو الكتابة أو أبسط علميات الحساب ، كانت تسأل مخدومها من حين لآخر عما بلغه وفرها في البنك ، فتتقبل ما يقدمه لها مخدومها من أرقام ، فرحة مطمئنة إلى مستقبل كريم ؛ و لبزداد بالتالي تفانيها بخدمته و زوجته ..
عندما توفيت مخدومتها إثر مرض عضال ، ظن الكثيرون من المقربين ، أن سونيا ستتزوج مخدومها ، و لكن شيئا من هذا لم يحصل ، بل استمرت في خدمته و خاصة عندما تفاقم لديه مرض السكري ..
ثم ... توفي مخدومها ....
كان أول عمل قامت به سونيا بعد مراسم الدفن ، أن حملت دفتر حسابها في البنك و توجهت إليه راجية المسؤول أن يبين لها مقدار ما وفرته طوال تلك السنين ، و كانت صدمتها مريعة عندما شرح لها ذلك ، حيث تبين أن وفرها الذي طالما حلمت به لا يتجاوز بضعة آلاف من الليرات ، بينما كانت تظن أنها تملك عدة ملايين ، كما كان مخدومها يؤكد لها !...

*****
* نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
الموقع :

اخي الفاضل والمبدع المتألق نزار .. تحية طيبة ..
نصوصك السردية لها مذاق خاص ،ونكهة تتميز بالصدق والواقعية ، تعجبني مثل هذه النصوص القصصية التي تتميز بتلقائية الحكي دون تنميق في اللغة ، ودون ركوب متاهة المجازات والإيحاءات المغرقة للمعنى ، ودون إتعاب القارئ في محاولته القبض على المعاني ومطاردتها إلى آخر نفس عن طريق التأويل المغرق في الخيال المجنح الذي يفسد المتعة القرائية ..
مبدع متميز له طريقته الخاصة في توليد حدث بسيط مع العمل على تنميته وتعقيده على المستوى النفسي والاجتماعي والإنساني ، بحيث يقيد القارئ أن يبقى في حدود المعنى المعين للنص ، المعنى الحقيقي والواقعي ، بمعنى آخر يريد الكاتب أن يحصر اهتمام القارئ فيما يقوله النص لتبقى لذة المتعة القرائية كاملة داخل النص وفي كل مناطقه ..
يرتكز النص على حكي متسلسل للحدث ، وما تشعب عنه من سلوكات إنسانية خفية ، قد يرضى عنها القارئ وقد لا يرضى عنها ، ويمكن اعتبار هذه السلوكات هي بمثابة أسئلة ضمنية لكل قارئ ، قد تتطلب أجوبة تفسيرية مختلفة ، أجوبة قد تصب في تقييم الوضعية ، والتدقيق في مسبباتها ونتائجها مع تحديد موقفه منها .. النص يعطينا فكرة عن الإنسان الذي يهتم بنفسه وذاته ، ويعيش اللحظة التي يعيش فيها دون اعتبار للذات الأخرى ، إنها أنانية مقيتة تطيح بالقيم الأخلاقية والدينية والإنسانية ، أنانية لا تعترف ولا تدرك مدى قوة الآثار السلبية التي خلفتها في نفسية هذه البطلة المغلوبة على شأنها .. بطلة بنت مستقبلها على رمل يسح من تحته ماء خفي ، هو بناء متلبس بالمراوغة والتحايل والخداع ، والواقع أن البطلة كانت تعيش مع هذه الأسرة بصدق ونية تحت حافز فخ الادخار الغامض والمجهول لتبقى مشدودة بخيط لا يرى ،فكلما حرك أحدهما الخيط وجدها أمامه وفي خدمته حتى يموت ..
حقيقة أن النية والحيلة لا تلتقيان أبداً ، وأن الثقة الزائدة والمفرطة بدون نباهة وفطنة توقع صاحبها في خيبة مريرة ..
نص جميل جمع بين المتعة والإفادة ، بين النبيه والمغفل ، بين الثقة والخيانة ،بين النية الحسنة والمكر والخداع .. بين الطموح والصدمة ....
جميل ما كتبت وأبدعت أخي نزار ..
محبتي وتقديري ..
الفرحان بوعزة ..

ناديه محمد الجابي
02-11-2013, 08:42 PM
يجب ان نتعامل مع الناس على إنهم ليسوا كلهم ملائكة
فيجب ان لا تكون ثقتنا بالناس عمياء , فعندما تكون الثقة
مفرط فيها تتحول لسذاجة وغباء.
من الواقع تغرف قصصك بقدرة هائلة على السرد
وعمق وبناء محكم.
شكرا لعبق حرف ألفناه بهذا الجمال.

نزار ب. الزين
04-11-2013, 02:27 PM
اخي الفاضل والمبدع المتألق نزار .. تحية طيبة ..
نصوصك السردية لها مذاق خاص ،ونكهة تتميز بالصدق والواقعية ، تعجبني مثل هذه النصوص القصصية التي تتميز بتلقائية الحكي دون تنميق في اللغة ، ودون ركوب متاهة المجازات والإيحاءات المغرقة للمعنى ، ودون إتعاب القارئ في محاولته القبض على المعاني ومطاردتها إلى آخر نفس عن طريق التأويل المغرق في الخيال المجنح الذي يفسد المتعة القرائية ..
مبدع متميز له طريقته الخاصة في توليد حدث بسيط مع العمل على تنميته وتعقيده على المستوى النفسي والاجتماعي والإنساني ، بحيث يقيد القارئ أن يبقى في حدود المعنى المعين للنص ، المعنى الحقيقي والواقعي ، بمعنى آخر يريد الكاتب أن يحصر اهتمام القارئ فيما يقوله النص لتبقى لذة المتعة القرائية كاملة داخل النص وفي كل مناطقه ..
يرتكز النص على حكي متسلسل للحدث ، وما تشعب عنه من سلوكات إنسانية خفية ، قد يرضى عنها القارئ وقد لا يرضى عنها ، ويمكن اعتبار هذه السلوكات هي بمثابة أسئلة ضمنية لكل قارئ ، قد تتطلب أجوبة تفسيرية مختلفة ، أجوبة قد تصب في تقييم الوضعية ، والتدقيق في مسبباتها ونتائجها مع تحديد موقفه منها .. النص يعطينا فكرة عن الإنسان الذي يهتم بنفسه وذاته ، ويعيش اللحظة التي يعيش فيها دون اعتبار للذات الأخرى ، إنها أنانية مقيتة تطيح بالقيم الأخلاقية والدينية والإنسانية ، أنانية لا تعترف ولا تدرك مدى قوة الآثار السلبية التي خلفتها في نفسية هذه البطلة المغلوبة على شأنها .. بطلة بنت مستقبلها على رمل يسح من تحته ماء خفي ، هو بناء متلبس بالمراوغة والتحايل والخداع ، والواقع أن البطلة كانت تعيش مع هذه الأسرة بصدق ونية تحت حافز فخ الادخار الغامض والمجهول لتبقى مشدودة بخيط لا يرى ،فكلما حرك أحدهما الخيط وجدها أمامه وفي خدمته حتى يموت ..
حقيقة أن النية والحيلة لا تلتقيان أبداً ، وأن الثقة الزائدة والمفرطة بدون نباهة وفطنة توقع صاحبها في خيبة مريرة ..
نص جميل جمع بين المتعة والإفادة ، بين النبيه والمغفل ، بين الثقة والخيانة ،بين النية الحسنة والمكر والخداع .. بين الطموح والصدمة ....
جميل ما كتبت وأبدعت أخي نزار ..
محبتي وتقديري ..
الفرحان بوعزة ..

**************
أخي الفاضل الأستاذ بو عزة
قدمت تحليلا شاملا وافيا للنص
أحاط بجميع مراميه
ماظهر منها و ما بطن
***
الشكر الجزيل لاهتمامك يالنص
و مشاركتك الراقية في نقاشه
مما رفع من شأنه و أثراه
فلك من الشكر جزيله
و من الود عميقه
نزار

نزار ب. الزين
04-11-2013, 02:39 PM
يجب ان نتعامل مع الناس على إنهم ليسوا كلهم ملائكة
فيجب ان لا تكون ثقتنا بالناس عمياء , فعندما تكون الثقة
مفرط فيها تتحول لسذاجة وغباء.
من الواقع تغرف قصصك بقدرة هائلة على السرد
وعمق وبناء محكم.
شكرا لعبق حرف ألفناه بهذا الجمال.[/COLOR]
[COLOR="Olive"]
**************
أختي الفاضلة ناديه
صدقت ، الثقة بالناس ضرورة
من خلال التفاعل الإجتماعي
و لكن –كما تفضلت – تتحول إلى غباء
إذا كانت ثقة مفرطة
***
ممتن أختي الكريمة لزيارتك و اهتمامك بالنص
أما ثناؤك على أسلوب قصي
فهو إكليل غار زينه و توج رأسي
مع ودي و وردي
نزار

ربيحة الرفاعي
09-12-2013, 10:21 PM
للمباغتة في خواتيم النصوص جماليتها، ولكني أجدها أجمل حين يكون ثمة خيوط تؤدي إليها بهدوء فلا تبين حتى تعلن الخاتمة عن نفسها وعنها
لم أفهم هنا كيف أمكن للشخصية النبيلة التي تعامل الخادمة كأبنة أن تضمر الشر فتسلبها ما لن يكون ضخما بحال ولا يستحق الخديعة على أي حال، ولا أخال راتب الأجيرة يوصف بأكثرمن ذلك ..
ويبقى أن واقعية المحاميل وبعد النصوص بمضامينها ولغتها عن التنميق يظل علامة حرفك الفارقة

دمت بألق أديبنا

تحاياي

نداء غريب صبري
09-04-2014, 12:18 AM
هل يمكن أن تكون الدنيا بهذا القبح؟
ولماذا عاملاها بلطف وأبوة إذا كانا مستغلين هكذا؟
قصة مرلمة لكنها واقعية

شكرا لك أخي

بوركت