المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بعد الدفن بقليل



زاهية
23-10-2013, 01:03 PM
بعد دفنها وانصراف المعزين، استأذن أولاده بدخول غرفته لأخذ قسط من الراحة بعد يومٍ أنهكه تعبا.
دخل غرفته، أغلق الباب وراءه، أشعل نور المصباح فرآها تقف في وسط الغرفة يلفها البياض عدا وجهها الشاحب، ويديها المتيبستين وقد فرجَّت بين أصابعهما، ووضعتهما فوق صدرها ووهج غريب يشع من عينيها.
استعاذ بالله من الشيطان الرجيم مرتجفا كفأر باغته هرٌّ، ويداه تفرك عينيه.
كلمته بصوت بعيد:
- لاتخف لن أؤذيك.
حاول الخروج من الغرفة، تقدمت نحوه بهدوء، معترضةً طريقه إلى الباب. حاول إبعادها، لم يحس بملامسةِ شيء. استعاذ بالله مرة أخرى.
- لست شيطانة ولا جنيا، أنا عزيزة.. زوجتك .
- دفنتها اليوم، بيدي في القبر.
- أعرف.
- من أنتِ؟
- عزيزة، أجل أنا هي، أتريد إثباتا؟
- مستحيل، عزيزة ماتت.
- أجل، وهي ترقد بسلام تحت التراب.
- من أنت إذن؟

- عزيزة ياعزيزي؟
- أكاد أجن، كيف تكونين تحت التراب، وأنت هنا أراك بأمِّ عيني.
- وهل تظن بأن موت الجسد ودفنه يمحوني من داخلك؟ أنا أسكنك إن شئت هذا أم أبيت، سأتابع معك حياتك في كل شيء.
- مستحيل، أنت متِّ.. اتركيني وشأني.
- كيف سأتركك وأنت قاتلي؟
- حرام عليك، أنت الآن في عالم الحق، فلا تتجني علي.
- أتجنى عليك!!؟؟ لماذا يارجل؟ أنت كاذب.. منافق.
- دعي حسابي لله وانصرفي عني.
- لاأستطيع، أنا قدرك ولا فكاك لك مني، ستجدني في صحوكِ ونومك، في سعادتك وتعاستك رفيقة أنفاسك حتى آخر رمق فيها.
- ابتعدي عن طريقي.
- لم يشعر بجسدها فوقعت يده على الباب، فتحه وخرج من الغرفة مذهولا وأولاده يقفون أمامه بذهولٍ أشد، سألهم بغضب:
- لماذا تقفون هنا، ماذا تريدون ؟
لم يجبه أحد.. كرر السؤال ممسكا بكتفي ابنته الكبرى:
- غزل، لماذا تقفون هنا ؟
لم تجبه، هزها من كتفيها يأمرها بالرد عليه، فقالت والدمع يتحدر من مقلتيها فوق خديها المتوردين:
كنت تتكلم بصوت مرتفع أثارَ مخاوفنا، فجئنا للاطمئنان عليك.
- هل سمعتم أحدا يكلمني؟
- لا
حاول التماسك من أجل الأولاد فأمرهم بالذهاب إلى النوم.
جلس فوق الكنبة بعد أن أخلى أولاده المكان. أحس بنعاس شديد، تمدد وأطبق عينيه في محاولة للنوم. كان مصباح الغرفة مضاء. سمع صوت خطوات تقترب منه، أحس بتوبيخ الضمير فقد أقلق أولاده، ترى ماذا يريد القادم منه، فتح عينيه، وعندما التقت عيناه بعينيها هب واقفًا بذعر، رآها تزداد شحوبا وتيبسا، صرخ بصوت جعلها تشمئز منه:
- ماذا تريدين مني ياأنتِ؟
- ياأنتِ!؟ أرأيت حتى بعد موتي ترفض أن تناديني باسمي، كنتُ أحلم قبل أن أتزوج بأن أسمع زوجي يناديني باسمي، لكنك لم تفعل طوال سنوات زواجنا كلها.
- اغربي عن وجهي أيتها الشبح…
- لاتغالط نفسك، لستُ شبحا، أنا كائن موجود يسكن ذاتك.
- هذه المرة سأقتلك حقيقةً..
- لن تستطيع ذلك، القتيل لايقتل مرتين.
يقف بغضب، يتناول مزهرية كانت فوق المنضدة، يقذفها فوق رأس محدثته، تسقط فوق الأرض محدثة صوت تهشم الزجاج. يخرج أولاده من غرفهم وهو يضرب كفا بكف. تسأله غزل:
- أبي، هل أنت بخير؟
يجيبها مرتبكا:
- أجل، أجل، عودوا إلى أسرتكم سأدخل غرفتي للنوم فيها.
يغلق باب غرفته.. يستلقي فوق سريره.. يغط في نوم عميق.
ثمة يدٍ ترتفع من تحت الغطاء تحاول ضرب الهواء.. أنين تتراقص فيه همهماتٌ صاخبة.. كانت عزيزة تخترق اغفاءته بسبر موجع..
- اتركيني.. ابتعدي عني.. لا أريد منك شيئا
تقترب منه أكثر
- خذ هديتك، افتح الصندوق ..
يصرخ :
- لا لن أفتحه .
- سأفتحه أنا..
- تفتحه، تندلق منه أفاعٍ سود..
يقفز من السرير، يخرج من الغرفة، يدخل المطبخ، يتناول كوبا من الماء..
تقابله غزل بباب الصالة، يصرخ بها:
- اتركيني وشأني .
يدفعها بكلتا يديه، تسقط فوق الأرض، يسرع إليها أخوتها وأخواتها، يرفعونها والدموع تنساب من عيونهم. تقترب، تضع يدها في يده، تسأله:
- مابك ياأبي، ماذا أصابك بعد موت أمي؟
- عزيزة، ابتعدي عني قبل أن…
- أنا غزل ياأبي.. أسمعني أرجوك..
- قلت لك اتركيني وشأني
- أبي، أنت متعب، سأستدعي لك الطبيب.
- الطبيب، ليقتلني أليس كذلك؟
- يهجم عليها تلتف يداه حول عنقها، تصرخ، يحاول أشقاؤها إبعاده عنها، يضربهم، تفلت منه، يسرعون إلى غرفتها، يقفلون الباب، يسمعون صوته:
- اتركيني ، اتركيني.
- صوت باب يفتح، صوت إغلاقه، صمت مطبق، تخرج غزل من الغرفة، تتفقد البيت، لاتجد أباها، يسرع محمود للبحث عنه في الخارج، يصل متأخرا، لم يستطع الإمساك بوالده والابتعاد به عن طريق شاحنة كانت تمر مسرعة في جوف الظلام.


بقلم
زاهية بنت البحر

بهجت عبدالغني
23-10-2013, 07:15 PM
قصة مرعبة
تابعتها بشغف إلى نهايتها ، وكأني أنظر إليها رأي العين ..
فقد استطاعت القاصة بأسلوبها السلس الجذاب أن تدخلنا إلى عالم ذلك الرجل الذي قتل زوجته
قتلها لا بالرصاص أو السكين ، بل باللامبالاة وعدم الاهتمام !

- يا أنتِ!؟ أرأيت حتى بعد موتي ترفض أن تناديني باسمي ... !

ثم ترجع له ما أهداه هو إليها في سني حياتهم .. الأفاعي والسموم !
ليسدل الستار على خاتمة مؤلمة كما بدأت ..


دمت بخير وألق أديبتنا


تحياتي ودعائي

أحمد الأستاذ
23-10-2013, 08:28 PM
يا الله!
قصة مخيفة
غرقت بها من العنوان حتى أخر نقطة,

هو كان يعاملها شبحا قبل وفاتها

ياأنتِ!؟ أرأيت حتى بعد موتي ترفض أن تناديني باسمي، كنتُ أحلم قبل أن أتزوج بأن أسمع زوجي يناديني باسمي، لكنك لم تفعل طوال سنوات زواجنا كلها

عذاب الضمير, يبقى مصاحبا للأنسان كظله
وكما ذكر أستاذي الحبيب بهجت, كان سلاحه في قتلها التجاهل وعدم اللامبالاة,
أهدته الأفاعي السوداء, أعادت له الظلم الذي وقع منه عليها

دمت والإبداع أديبتنا الرائعة: زاهية
تحيتي

آمال المصري
24-10-2013, 09:28 AM
صباحك مشرق شاعرتنا الرائعة
نص سيطر على اهتمامي منذ البداية يُذَكِّرني بأفلام الرعب
هي رسالة لمن يقتلون أزواجهم بالإهمال فيُقتلوا بلعنة الضمير ومطاردة إهمالهم ماثلة في تلك الأفاعي السوداء التي دفعته للفرار إلى قدره
تصوير رائع وسرد سلس ماتع وحبكة متينة ونهاية مباغتة
بوركت واليراع
تحاياي

زاهية
27-10-2013, 12:47 PM
قصة مرعبة
تابعتها بشغف إلى نهايتها ، وكأني أنظر إليها رأي العين ..
فقد استطاعت القاصة بأسلوبها السلس الجذاب أن تدخلنا إلى عالم ذلك الرجل الذي قتل زوجته
قتلها لا بالرصاص أو السكين ، بل باللامبالاة وعدم الاهتمام !

- يا أنتِ!؟ أرأيت حتى بعد موتي ترفض أن تناديني باسمي ... !

ثم ترجع له ما أهداه هو إليها في سني حياتهم .. الأفاعي والسموم !
ليسدل الستار على خاتمة مؤلمة كما بدأت ..


دمت بخير وألق أديبتنا




تحياتي ودعائي












بهجت الرشيد أخي المكرم
كثيرون هم من يفعلون ذلك عن قصد، والزوجة المسكينة
صابرة محتسبة حتى الرمق الأخير من حياتها،
فالطلاق ذو حدٍ قاتل، والأولاد يكسرون ظهر الأم،
وكلام الناس شيء لايطاق.
صبرت عليه حتى ماتت.
بارك الله فيك مع الشكر والتقدير
أختك
زاهية بنت البحر

كاملة بدارنه
28-10-2013, 02:32 PM
شبح النّفس اللّوامة والضّمير المؤنّب يدهم ولا يستطيع الظّالم منه فكاكا
قصّة رائعة السّرد ةالحبكة وسيطرة لجوّ الحزن حتّى النّهاية
بوركت
تقديري وتحيّتي

ناديه محمد الجابي
28-10-2013, 08:52 PM
استيقظ ضميره .. ولكن بعد فوات الأوان
فكان في استيقاظ ضميره هلاكه..
وربما كان موته راحة له .. لأن كما سمعها تقول:

(وهل تظن بأن موت الجسد ودفنه يمحوني من داخلك؟ أنا أسكنك إن شئت هذا أم أبيت، سأتابع معك حياتك في كل شيء.)

هو يعي بعقله الباطن كم قتلها ألف مرة ومرة بأهماله لها وتهميشها في حياته.

قصة رائعة أثارت وأرعبت وشدت الأنتباه بمقدرة عالية وحبكة درامية متقنة
بين روعة حروفك وجميل كتاباتك أقف هنا مصفقة لرائعة أخرى تضاف إلى
روائعك أيتها الزاهية دائما..

خلود محمد جمعة
03-11-2013, 08:42 PM
قتلها آلاف المرات قبل ان تحلق روحها حرة
الموت كان راحة له
لكن ........... لماذا علينا أن ندفع سنين عمرنا وزهرة شبابنا ؟
من أجل من ؟
دام حرفك حياً
مودتي وتقديري

ربيحة الرفاعي
26-11-2013, 05:22 PM
قصة مائزة الحبكة حلوة السرد شدتنا بقوة للمتابعة حتى الحرف الأخير

الأداء ملفت والخاتمة موجعة كصرخة

أحسنت مبدعتنا

تحاياي

زاهية
19-01-2014, 02:30 AM
يا الله!
قصة مخيفة
غرقت بها من العنوان حتى أخر نقطة,

هو كان يعاملها شبحا قبل وفاتها

ياأنتِ!؟ أرأيت حتى بعد موتي ترفض أن تناديني باسمي، كنتُ أحلم قبل أن أتزوج بأن أسمع زوجي يناديني باسمي، لكنك لم تفعل طوال سنوات زواجنا كلها

عذاب الضمير, يبقى مصاحبا للأنسان كظله
وكما ذكر أستاذي الحبيب بهجت, كان سلاحه في قتلها التجاهل وعدم اللامبالاة,
أهدته الأفاعي السوداء, أعادت له الظلم الذي وقع منه عليها

دمت والإبداع أديبتنا الرائعة: زاهية
تحيتي


أحمد الأستاذ أخي المكرم
ليست جميع النفوس سواسية بالتعامل والتسامح
فقد يصبر أحد\ إحدى الناس على اضطهادٍ ما، ولكن
لاأحد يعلم مافي النفوس، فالظلم ظلمات،
والقلوب بحاجة للنور. والمسامحة نسبية.
شكرا لك

سامية الحربي
22-01-2014, 06:35 PM
قصة مائزة بلغتها وسردها الحواري. جاءت القفلة مفاجئة وخاتمة لمشهد حزين لاكه الهروب من تأنيب الضمير.دمتِ بخير. تحية وتقدير.

نداء غريب صبري
09-02-2014, 03:42 PM
قتلها بلا مبالاته وقتله ضميره عقابا
والذي يملك ضميرا يحاسبه خير ممن لا ضمير له
قصة مؤثرة

شكرا لك أختي

بوركت

زاهية
06-02-2015, 09:05 AM
صباحك مشرق شاعرتنا الرائعة
نص سيطر على اهتمامي منذ البداية يُذَكِّرني بأفلام الرعب
هي رسالة لمن يقتلون أزواجهم بالإهمال فيُقتلوا بلعنة الضمير ومطاردة إهمالهم ماثلة في تلك الأفاعي السوداء التي دفعته للفرار إلى قدره
تصوير رائع وسرد سلس ماتع وحبكة متينة ونهاية مباغتة
بوركت واليراع
تحاياي

وصباحك أكثر إشراقا بجمعة مباركة عليك
وعلينا جميعا بإذن الله عزَّ وجلَّ
شكرا لك عزيزتي آمال.. حضورك وارف
أختك
زاهية بنت البحر

زاهية
12-09-2015, 02:54 AM
شبح النّفس اللّوامة والضّمير المؤنّب يدهم ولا يستطيع الظّالم منه فكاكا
قصّة رائعة السّرد ةالحبكة وسيطرة لجوّ الحزن حتّى النّهاية
بوركت
تقديري وتحيّتي


كاملة بدارنه غاليتي
ليت أمثال هذا المخلوق ( وما أكثر أمثاله) يفكر
بمن حوله فيعطي كل ذي حق حقه.
جزيت الخير العميم
أختك
زاهية بنت البحر

زاهية
23-09-2015, 01:10 PM
استيقظ ضميره .. ولكن بعد فوات الأوان
فكان في استيقاظ ضميره هلاكه..
وربما كان موته راحة له .. لأن كما سمعها تقول:

(وهل تظن بأن موت الجسد ودفنه يمحوني من داخلك؟ أنا أسكنك إن شئت هذا أم أبيت، سأتابع معك حياتك في كل شيء.)

هو يعي بعقله الباطن كم قتلها ألف مرة ومرة بأهماله لها وتهميشها في حياته.

قصة رائعة أثارت وأرعبت وشدت الأنتباه بمقدرة عالية وحبكة درامية متقنة
بين روعة حروفك وجميل كتاباتك أقف هنا مصفقة لرائعة أخرى تضاف إلى
روائعك أيتها الزاهية دائما..

ناديه محمد الجابي أختي المكرمة
أسعدني حضورك فليسعدك ربي
لك شكري وتقديري
:001:
أختك
زاهية بنت البحر

زاهية
09-10-2015, 04:12 PM
قتلها آلاف المرات قبل ان تحلق روحها حرة
الموت كان راحة له
لكن ........... لماذا علينا أن ندفع سنين عمرنا وزهرة شبابنا ؟
من أجل من ؟
دام حرفك حياً
مودتي وتقديري


خلود محمد جمعة غاليتي
صدقت، فعمر الإنسان ليس ملكا لغيره
ومن الواجب احترام أصحابه
بلا ظلم ولا قهر ولا تعجرف،
ولكن ضعاف النفوس من الجنسين
لم ينصفوا بإعطاء كل ذي حق حقه.
دمت رقيقة الحرف عطرته
:0014:

ليانا الرفاعي
09-10-2015, 04:50 PM
يغلق باب غرفته.. يستلقي فوق سريره.. يغط في نوم عميق.
ثمة يدٍ ترتفع من تحت الغطاء تحاول ضرب الهواء.. أنين تتراقص فيه همهماتٌ صاخبة.. كانت عزيزة تخترق اغفاءته بسبر موجع..
- اتركيني.. ابتعدي عني.. لا أريد منك شيئا
تقترب منه أكثر
- خذ هديتك، افتح الصندوق ..
يصرخ :
- لا لن أفتحه

ثمة يد ترتفع تحت الغطاء ( يا ويلي)
أعتقد مهما كان قد فعل معها فقد أخذت بثأرها
حين أدخلت يداها تحت الغطاء
قصة جميلة كان عنصر التشويق فيها واضح
أتحدى إن كان أحد القراء بدأ بها ولم يتمم القصة
رهيبة قصتك يا زاهية
تحيتي وتقديري

محمد جباري
09-10-2015, 08:46 PM
المواضيع الاجتماعية من المواضيع التي تستهوي ميولي، ربما لأنها أقرب المواضيع إلى الواقع المعاش، و لأنها محاولة لدراسة جملة من الظواهر الاجتماعية بطريقة محببة إلى نفوس أغلب الشرائح(القصة)، الأمر الذي لا يتوفر مثله في الدراسات العلمية الأكاديمية، التي قد ينحصر الاهتمام بها في أهل التخصص. و تزداد أهمية القصة إذا دعمها كاتبها بجملة من الحلول المقترحة لتجاوز هذه الظواهر غير المرغوبة، لنحصل على عمل أدبي هادف يلعب دورا بارزا في حياتنا العملية بالتربية و التوجيه، بحيث لا تقف القصة على مجرد الدور التوصيفي للظاهرة.
و لعل الكاتبة قد وفقت في أغلب هذه النقاط، مع أداء لغوي جميل، و أسلوب سلس خفيف(غير ركيك)، و مراعاة لخاصية التكثيف( في الأغلب) التي يمتاز بها هذا النوع من الفنون القصصية.
أما اللافت للنظر فهو صياغة الحدث في قالب من الرعب، لإضفاء المزيد من التشويق على النص، و لعل طريقة العرض هذه من الطرق التي لجأ إليها كبار مخرجي السينما العالمية في أفلامهم؛ على سبيل المثال :
فيلم (أجساد دافئة)، فيلم (البريق)..
قد تدل القصة على مآل الظلم الوخيم، و نهاية الظلمة...لكن الذي لفت انتباهي هو فكرة أن قتل الروح بالإهمال و الاحتقار و اللامبالاة، لا يقل شناعة عن قتل الجسد. و قد نلحظ هذا المعنى ظاهرا في حديث المصطفى - صلى الله عليه و سلم- حينما يقول: * لعن المؤمن كقتله * متفق عليه.
دمت و دام قلمك .

زاهية
20-10-2015, 04:20 PM
قصة مائزة الحبكة حلوة السرد شدتنا بقوة للمتابعة حتى الحرف الأخير

الأداء ملفت والخاتمة موجعة كصرخة

أحسنت مبدعتنا

تحاياي


الربيحة الغالية
حضورك يزهزه المكان
دمت بجمال حرفك وروحك الطيبة
أختك
زاهية بنت البحر

زاهية
11-11-2015, 02:07 PM
صباحك مشرق شاعرتنا الرائعة
نص سيطر على اهتمامي منذ البداية يُذَكِّرني بأفلام الرعب
هي رسالة لمن يقتلون أزواجهم بالإهمال فيُقتلوا بلعنة الضمير ومطاردة إهمالهم ماثلة في تلك الأفاعي السوداء التي دفعته للفرار إلى قدره
تصوير رائع وسرد سلس ماتع وحبكة متينة ونهاية مباغتة
بوركت واليراع
تحاياي

آمال المصري أختي المكرمة
مثل هؤلاء الأزواج لا يكتفون بقتل واحدة
إلى أن يُقتلوا بواحدة...
دمت بخير

زاهية
14-11-2015, 08:30 AM
شبح النّفس اللّوامة والضّمير المؤنّب يدهم ولا يستطيع الظّالم منه فكاكا
قصّة رائعة السّرد ةالحبكة وسيطرة لجوّ الحزن حتّى النّهاية
بوركت
تقديري وتحيّتي

كاملة بدارنة غاليتي
من مات ضميره لا يحييه غير الله
وماأكثر أموات الضمير
بارك الله فيك

زاهية
20-12-2015, 06:35 PM
شبح النفس اللّوامة والضّمير المؤنّب يدهم ولا يستطيع الظّالم منه فكاكا
قصّة رائعة السّرد ةالحبكة وسيطرة لجوّ الحزن حتّى النّهاية
بوركت
تقديري وتحيّتي


لا مهرب من النفس اللوامة والضمير إن صحا
حتى النهاية فالظلم ظلمات
بوركت غاليتي كاملة
أختك
زاهية بنت البحر

زاهية
02-10-2016, 03:27 PM
رهيبة قصتك يا زاهية
تحيتي وتقديري

لكن حضورك جميل غاليتي ليانا
دمتِ بخير
أختك
زاهية بنت البحر

زاهية
08-03-2017, 03:07 AM
المواضيع الاجتماعية من المواضيع التي تستهوي ميولي، ربما لأنها أقرب المواضيع إلى الواقع المعاش، و لأنها محاولة لدراسة جملة من الظواهر الاجتماعية بطريقة محببة إلى نفوس أغلب الشرائح(القصة)، الأمر الذي لا يتوفر مثله في الدراسات العلمية الأكاديمية، التي قد ينحصر الاهتمام بها في أهل التخصص. و تزداد أهمية القصة إذا دعمها كاتبها بجملة من الحلول المقترحة لتجاوز هذه الظواهر غير المرغوبة، لنحصل على عمل أدبي هادف يلعب دورا بارزا في حياتنا العملية بالتربية و التوجيه، بحيث لا تقف القصة على مجرد الدور التوصيفي للظاهرة.
و لعل الكاتبة قد وفقت في أغلب هذه النقاط، مع أداء لغوي جميل، و أسلوب سلس خفيف(غير ركيك)، و مراعاة لخاصية التكثيف( في الأغلب) التي يمتاز بها هذا النوع من الفنون القصصية.
أما اللافت للنظر فهو صياغة الحدث في قالب من الرعب، لإضفاء المزيد من التشويق على النص، و لعل طريقة العرض هذه من الطرق التي لجأ إليها كبار مخرجي السينما العالمية في أفلامهم؛ على سبيل المثال :
فيلم (أجساد دافئة)، فيلم (البريق)..
قد تدل القصة على مآل الظلم الوخيم، و نهاية الظلمة...لكن الذي لفت انتباهي هو فكرة أن قتل الروح بالإهمال و الاحتقار و اللامبالاة، لا يقل شناعة عن قتل الجسد. و قد نلحظ هذا المعنى ظاهرا في حديث المصطفى - صلى الله عليه و سلم- حينما يقول: * لعن المؤمن كقتله * متفق عليه.
دمت و دام قلمك .

بارك الله فيك أخي المكرم محمد .
أجل القتل المعنوي قد يكون أشد صعوبة عند البعض من القتل الجسدي، فالقتل الأخير ينتهي به عذاب الضحية؛ أما الأول فدائم ولكن ليس مع الجميع، وقد يوصل للموت الجسدي فيكون قتلين.

أختك
زاهية بنت البحر:001:

زاهية
20-05-2022, 02:55 PM
أخي المكرم محمد جباري
سبحان الله ، عندما يقرأ لك كاتب بعين الناقد الواعي عن ثقافة متقدمة
تحس بالرضا والغبطة وتحفيز الهمة لمتابعة التقدم والنجاح.
شكرا لحضورك .
دمت بخير
أختك
زاهية بنت البحر
:tree::os::tree: