مشاهدة النسخة كاملة : وفاضت دلاء الذّكريات...
كاملة بدارنه
23-10-2013, 09:04 PM
وفاضت دلاء الِذّكريات ..
يا من داعبتْ أنامل بسمته خدّ حزني، وربّتت كفّ حنانه على الكتف المتشنّجة غضبا، ففاضت البهجة وراح الجسد يتراقص بخفّة متحرّرا من عقال توجّعه، ووجدتُني أبيتُّ لياليَ في صومعة الفرج حاملة لواء تحدّي الصّعاب ..
لمَ غادرتَ وتركت الجسد والرّوح يتقلّبان على رَضف الحسرة، وحجارة الفكر تجرجرني بين أزقّة الماضي وطرقات الحاضر قابضة على ثمرة الوهم، بعدما سقيتُ شجرة الحقيقة بماء الأمل، وقلبت تربها برفش الفرح منتظرة ثمرة السّعادة..؟
ها قد هبّت النّسمة الخريفيّة متحدّية دفء الملابس، مخترقة لحمي، وعابثة بأغصان فكري لتهزّها وتحاول إسقاط أوراق ما حملتْ بعد أن حافظتُ عليه من الاصفرار؛ ليظلّ حضورك هناك أخضر يانعا لا تطاله الصّفرة التي أبعدتك عنّي.. وإن أنستني الأيّام إرواءها ستظلّ مورقة رغم محاولة أغصان عديدة تسلّقها والالتفاف حولها.. كيف لا وهي الشّجرة التي زرعتَها قبل الرّحيل؛ لأتزوّد منها بعصا أتوكّأ عليها حين تحاول أحمال الحياة أن تقصم ظهري.!
علّمتني ابتلاءاتك أنّي لست وحدي المرشّحة لأنتخب سفيرة لها، فكنت السّند والمستند الذي اقرأ بنوده لأتّعظ وأروي عطشي بإنجاز القليل، وأتروّى قبل الطّموح لتحقيق الكثير ..
قلّبت في حضوري صفحات كتاب تجاربك لأقرأ السّطور، وأهضم العبرة المستقاة من بينها فتزاوجت روحانا بأخوّة لم يعرفها الكثيرون .
سموت باسمك وترفّعت عن كلّ وضيع، وترفّعت عن كلّ وضيع فرفعت ما سقط منّي من رغبة تشحنني لإكمال المسير في السّبل الملأى بانهيارات صخور متاعب الدّنيا، ودعوتني لأزاحتها وتجاوزها، والاستمرار معزّزة بالرّغبة ومشبعة بالرّضا؛ محذّرا من التّلفّت للوراء لئلّا يتعثّر فكري بما أُزيحَ.
أمسكتَ بي لأنهل من ماء النّهر الذي نهلت منه، وما إن ارتويت وبدأت بتزويد غيري حتّى تركتني على الشّاطئ أتمرّغ بطمي التّساؤلات فترة طويلة، ولم يسعفني تعاقب الجريان بإجابة حيث لا إجابة لما خطّته يد القدر، ولن يفهمه عقل البشر حين التّنفيذ.!
هاتفتكَ قبل الرّحيل ولم تقل لي وداعا.. فأقمتُ مراسم الوداع حين فقدِك وتمنّيتها مختلفة عن أيّ وداع، لكنّ صراخ الصّدمة جعل حفل وداعك مشوّشا يخلو من حكمة الصّمت، وصمت الحكمة الذي تميّزت به وميّزك لأجله الكثيرون..
رحلتَ وتركتني في بئر غربة عن الذّات طويلة، حتّى طوّقتني يدُ رحمة الله وانتشلتني فبدأتُ بلملمة ذكراك؛ لأحتفظ بها لآلئ كنز أورِثها لمن بقي وأتى مِن بعدك... فكن مطمئنّا، وإن لم تغادرني بثياب السَّكينة...
سامية الحربي
23-10-2013, 10:13 PM
بل فاض معين حرف هادر فكان هذا السيل من الذكريات و العتاب و أشجان ربيع ولى ولم يعقب.ليتهم فقط حينما يقررون الرحيل يغادرون بنبل! تحياتي وتقديري كما يليق.
لميس الامام
24-10-2013, 12:51 AM
نص ثري بفكرته ومعانيه الخصبة ومفرداته المنتقاة وصوره البلاغية المواكبة للحدث
نص اسرني وأبكاني من شدة وقعه على نفسي..
اختي الغالية كاملة كما عودتنا نصوصك الدسمة الرائعه كان هذا النص الحزين...
هكذا هي الذكريات عندما تهيم حولنا تعيدنا الى من مضى وكأنها تجمع شتات ارواحنا حين نشتاقهم..
لك مني اطيب المنى والسعادة الدائمة ...
لميس الامام
فاطمه عبد القادر
24-10-2013, 02:33 AM
فبدأتُ بلملمة ذكراك؛ لأحتفظ بها لآلئ كنز أورِثها لمن بقي وأتى مِن بعدك... فكن مطمئنّا، وإن لم تغادرني بثياب السَّكينة...
السلام عليكم
نص رائع بتعابيره وجمال ألفاظه ,ولوحاته المبتكرة
حقا ,,الذكرى تظل كنزا حتى ولو كانت ذكريات مؤلمة وحزينة ومفجعة ,
الذكريات هي صفحات كتاب العمر ,التي ستظل ريشتها تسطر أيامنا حتى النهاية ,
جميل ما خطته ريشتك عزيزتي كاملة
أعجبني جدا
شكرا لك
ماسة
ربيحة الرفاعي
24-10-2013, 04:25 PM
تدهشني صورك ببكارتها وسحر انزياحات مفرداتها تحمل التلقي على أجنحة الخيال دونما ضبابية ولا غموض ...
حاولت أن اقتبس بعضا من أجمل صورها فوجدتنيلا أملك غير نسخها
أي حب هذا الذي نبض به قلب الحرف، وأي فقد لونه بلوعته، وأية مشاعر ومعان حملتها الصور قوة غامرة فتسللت لقلوبنا
مدهشة هطلك يا سيدة الحرف
والنص للتثبيت إستحقاقا
تحاياي
فاتن دراوشة
24-10-2013, 04:37 PM
كسياط النّار فراقهم يلهب أحلامنا ويترك أثره المؤلم طيلة العمر
نثيرة راقية بحسّها ومضمونها ولغة ثريّة أمتعت الذّائقة وروتها
سعيدة دائمًا بعناق حرفك المخمليّ غاليتي
محبّتي
قوادري علي
24-10-2013, 05:56 PM
انسياب لغوي يزرع الحروف في أماكنها
ويولد طاقة تصويرية بلغة انزياحية مميزة وواثقة
شكرا جزيلا الراقية كاملة00
تقديري.
وليد عارف الرشيد
25-10-2013, 02:43 PM
(بانوراما) شعورية بكل لون عبرت أيما تعبير عن مكنونات النفس والقلب ولغة متينة وعذبة ومحلقة وتصوير اقتنص ببراعة كل فنون الحرف
كنت هنا سعيدا مستمتعا وقد لا أغادر حتى ترتوي الذائقة
مبدعة كبيرة كنت وما زلت فلك التحايا العطرات والإعجاب والتقدير
خلود محمد جمعة
25-10-2013, 03:04 PM
سيدة الوفاء
أفيقي من سباتك العاطفي، لا تستنزفي حنينك فتفقدي طعم الحياة، لا تنثري على عتبة الوقت اوراق خريف عمرك في ربيعها .
لا تتأبطي عصا الألم ولا تعلني الحداد على قلبك فلا تجدي من يقدم لك العزاء .
فلا أوجع من سقيع الروح .
ياسمينة لحرفك
دمت ربيعاً
محبتي وتقديري
نسرين بن لكحل
27-10-2013, 06:23 PM
أقسى رحيل هو ذلك الذي يغادرُ عيوننا ليشاركننا النبض و يحتلّنا من الأعماق ..الذاكرة تغفو و تستيقظُ مع أوّل خفقة مشابهة ..صورة كانت أو لحنا أو همسة.. هو موعد مع تصفّح لحظاتنا الغابرة مشهدا بمشهد.
كنتُ هنا أشاهد صورا ناطقة،أمتّع مخيّلتي بمتابعة المشاهد و أتزوّد و فكري من منهل عذب اللغة،و عميق الفكرة ..و نص أسرني بكل تفاصيله و جماله .
دمت مبدعة أستاذتي الكريمة .
مودّتي
آمال المصري
29-10-2013, 03:01 PM
تقسو الذكريات على قلوب أنهكها الرحيل فتراودنا رغما مهما لملمنا لواعجنا
نص ثر بمفرداته وتعابيره البليغة وما يحمل من مشاعر وعتب من روح نقية
بوركت أديبتنا الفاضلة كاملة واليراع المبدعة
تحاياي
كاملة بدارنه
01-11-2013, 09:12 AM
بل فاض معين حرف هادر فكان هذا السيل من الذكريات و العتاب و أشجان ربيع ولى ولم يعقب.ليتهم فقط حينما يقررون الرحيل يغادرون بنبل! تحياتي وتقديري كما يليق.
أهلا بك عزيزتي الأخت غصن
المغادرة والرّحيل القسري للدار الأخرى قدر لا يمكن منعه ويبقي الذّكرى بألوانها
شكرا لك على مرورك الكريم
بوركت
تقديري وتحيّتي
عبد السلام هلالي
01-11-2013, 09:29 AM
أقرأ ، أستمتع ، أرتشف عيق الحرف ، أغرف ما استطعت من روعة التعبير.....
أرفع القبعة تقديرا للنبض و الإبداع.
و أرحل ،
تاركا تحية تليق بك أيتها الكريمة
كاملة بدارنه
02-11-2013, 06:30 PM
نص ثري بفكرته ومعانيه الخصبة ومفرداته المنتقاة وصوره البلاغية المواكبة للحدث
نص اسرني وأبكاني من شدة وقعه على نفسي..
اختي الغالية كاملة كما عودتنا نصوصك الدسمة الرائعه كان هذا النص الحزين...
هكذا هي الذكريات عندما تهيم حولنا تعيدنا الى من مضى وكأنها تجمع شتات ارواحنا حين نشتاقهم..
لك مني اطيب المنى والسعادة الدائمة ...
لميس الامام
شهادة من عزيزة أفخر بها وأعتزّ
وعذرا لدموعك أيّتها الرّقيقة
شكرا لك على مرورك
تقديري وتحيّتي
فايدة حسن
02-11-2013, 06:36 PM
مفردات جزلة بليغة ومعان عميقة
ثري هذا النص بكل ما يحمله من جمال في المعنى والمبنى
دمت طيبة
كاملة بدارنه
21-11-2013, 02:24 PM
فبدأتُ بلملمة ذكراك؛ لأحتفظ بها لآلئ كنز أورِثها لمن بقي وأتى مِن بعدك... فكن مطمئنّا، وإن لم تغادرني بثياب السَّكينة...
السلام عليكم
نص رائع بتعابيره وجمال ألفاظه ,ولوحاته المبتكرة
حقا ,,الذكرى تظل كنزا حتى ولو كانت ذكريات مؤلمة وحزينة ومفجعة ,
الذكريات هي صفحات كتاب العمر ,التي ستظل ريشتها تسطر أيامنا حتى النهاية ,
جميل ما خطته ريشتك عزيزتي كاملة
أعجبني جدا
شكرا لك
ماسة
أهلا بالعزيزة ماسة
شكرا على المرور الرّائع دائما
بوركت
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
24-11-2013, 06:16 PM
تدهشني صورك ببكارتها وسحر انزياحات مفرداتها تحمل التلقي على أجنحة الخيال دونما ضبابية ولا غموض ...
حاولت أن اقتبس بعضا من أجمل صورها فوجدتنيلا أملك غير نسخها
أي حب هذا الذي نبض به قلب الحرف، وأي فقد لونه بلوعته، وأية مشاعر ومعان حملتها الصور قوة غامرة فتسللت لقلوبنا
مدهشة هطلك يا سيدة الحرف
والنص للتثبيت إستحقاقا
تحاياي
ومدهش حضورك عزيزتنا أم ثائر
شكرا لك على الإعجاب بما أنثر
زشكر خاصّ على التّثبيت
بارك الله فيك وثبّتك على الدّين والإيمان
تقديري وتحيّتي
حسن سلامة
24-11-2013, 08:22 PM
...
الأستاذة كاملة بدارنه
لك احترامي وتقديري ..
هناك كتاباتٌ لا تحتاج إلى ترجمات أو تفاصيل ،
باعتبارها نسيجاً واحداً حاكته أنامل خبيرة ، وصاغته بكل تميز ..
وأراني لا أجيد التعليق على نص يحكي ذاته ، ويعتصر جوانيته ، بكل هذه الإنسيابية الشفيفة ..
لا يمكن ، بل من الصعب علينا فهم العلاقة بين الحضور والغياب من دون اجتراح الحواس كلها ..
ولا يجيد ذلك ، ولا يفعله إلا من تلمس بروحه ذاك المرار ، وتلك الحال غير القابلة للحكي ...
نص ، بشدنا للقراءة والسفر معه ، والوقوف عند محطاته ،
و ... الوجوم أمام العابرين .. واللافتات الحزينة..
..
لك احترامي
كاملة بدارنه
16-01-2014, 05:15 PM
كسياط النّار فراقهم يلهب أحلامنا ويترك أثره المؤلم طيلة العمر
نثيرة راقية بحسّها ومضمونها ولغة ثريّة أمتعت الذّائقة وروتها
سعيدة دائمًا بعناق حرفك المخمليّ غاليتي
محبّتي
حضورك هو الرّاقي عزيزتي فاتن ...
اشتقنا له بعد طول الغياب؟
شكرا لك وبارك الله فيك
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
16-01-2014, 05:18 PM
انسياب لغوي يزرع الحروف في أماكنها
ويولد طاقة تصويرية بلغة انزياحية مميزة وواثقة
شكرا جزيلا الراقية كاملة00
تقديري.
شكرا لحصورك الكريم أخ قوادري
بوركت
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
16-01-2014, 05:19 PM
(بانوراما) شعورية بكل لون عبرت أيما تعبير عن مكنونات النفس والقلب ولغة متينة وعذبة ومحلقة وتصوير اقتنص ببراعة كل فنون الحرف
كنت هنا سعيدا مستمتعا وقد لا أغادر حتى ترتوي الذائقة
مبدعة كبيرة كنت وما زلت فلك التحايا العطرات والإعجاب والتقدير
حضورك رائع أخي الأستاذ وليد
لك باقات من الشّكر والودّ
بوركت
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
04-02-2014, 04:12 PM
سيدة الوفاء
أفيقي من سباتك العاطفي، لا تستنزفي حنينك فتفقدي طعم الحياة، لا تنثري على عتبة الوقت اوراق خريف عمرك في ربيعها .
لا تتأبطي عصا الألم ولا تعلني الحداد على قلبك فلا تجدي من يقدم لك العزاء .
فلا أوجع من سقيع الروح .
ياسمينة لحرفك
دمت ربيعاً
محبتي وتقديري
شكرا لحضورك النّاصح عزيزتي خلود
وياسمينة لقلبك
بوركت
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
04-02-2014, 04:14 PM
أقسى رحيل هو ذلك الذي يغادرُ عيوننا ليشاركننا النبض و يحتلّنا من الأعماق ..الذاكرة تغفو و تستيقظُ مع أوّل خفقة مشابهة ..صورة كانت أو لحنا أو همسة.. هو موعد مع تصفّح لحظاتنا الغابرة مشهدا بمشهد.
كنتُ هنا أشاهد صورا ناطقة،أمتّع مخيّلتي بمتابعة المشاهد و أتزوّد و فكري من منهل عذب اللغة،و عميق الفكرة ..و نص أسرني بكل تفاصيله و جماله .
دمت مبدعة أستاذتي الكريمة .
مودّتي
يغرس الرّاحلون أشواك الأسى في جلد التّحمل ويتركونه نازفا ولا من مسعف
شكرا لمداخلتك الرّائعة أخت نسرين
بوركت
تقديري وتحيّتي
أحمد الأستاذ
04-02-2014, 09:05 PM
الله!
نص ثري,جميل بمعناه , وصوره المحلقة في سماء الإبداع..
أديبتنا الكريمة: كاملة
بوركت
كاملة بدارنه
25-02-2014, 04:29 PM
تقسو الذكريات على قلوب أنهكها الرحيل فتراودنا رغما مهما لملمنا لواعجنا
نص ثر بمفرداته وتعابيره البليغة وما يحمل من مشاعر وعتب من روح نقية
بوركت أديبتنا الفاضلة كاملة واليراع المبدعة
تحاياي
سياط الرّحيل تجلد النّفس ولا يدري بنزفها أحد...
شكرا لك عزيزتي أمال على المرور الكريم والحضور البهيّ
بوركت
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
25-02-2014, 04:32 PM
أقرأ ، أستمتع ، أرتشف عيق الحرف ، أغرف ما استطعت من روعة التعبير.....
أرفع القبعة تقديرا للنبض و الإبداع.
و أرحل ،
تاركا تحية تليق بك أيتها الكريمة
وأشكرك ألف شكر أخي عبد السّلام على مرورك الرّاقي
بوركت
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
25-02-2014, 04:33 PM
مفردات جزلة بليغة ومعان عميقة
ثري هذا النص بكل ما يحمله من جمال في المعنى والمبنى
دمت طيبة
شكرا لك أخت فايدة ودمت بألف خير
بوركت
تقديري وتحيّتي
محجوبة بوشيت
26-02-2014, 12:15 PM
وفاضت دلاء الِذّكريات ..
يا من داعبتْ أنامل بسمته خدّ حزني، وربّتت كفّ حنانه على الكتف المتشنّجة غضبا، ففاضت البهجة وراح الجسد يتراقص بخفّة متحرّرا من عقال توجّعه، ووجدتُني أبيتُّ لياليَ في صومعة الفرج حاملة لواء تحدّي الصّعاب ..
لمَ غادرتَ وتركت الجسد والرّوح يتقلّبان على رَضف الحسرة، وحجارة الفكر تجرجرني بين أزقّة الماضي وطرقات الحاضر قابضة على ثمرة الوهم، بعدما سقيتُ شجرة الحقيقة بماء الأمل، وقلبت تربها برفش الفرح منتظرة ثمرة السّعادة..؟
ها قد هبّت النّسمة الخريفيّة متحدّية دفء الملابس، مخترقة لحمي، وعابثة بأغصان فكري لتهزّها وتحاول إسقاط أوراق ما حملتْ بعد أن حافظتُ عليه من الاصفرار؛ ليظلّ حضورك هناك أخضر يانعا لا تطاله الصّفرة التي أبعدتك عنّي.. وإن أنستني الأيّام إرواءها ستظلّ مورقة رغم محاولة أغصان عديدة تسلّقها والالتفاف حولها.. كيف لا وهي الشّجرة التي زرعتَها قبل الرّحيل؛ لأتزوّد منها بعصا أتوكّأ عليها حين تحاول أحمال الحياة أن تقصم ظهري.!
علّمتني ابتلاءاتك أنّي لست وحدي المرشّحة لأنتخب سفيرة لها، فكنت السّند والمستند الذي اقرأ بنوده لأتّعظ وأروي عطشي بإنجاز القليل، وأتروّى قبل الطّموح لتحقيق الكثير ..
قلّبت في حضوري صفحات كتاب تجاربك لأقرأ السّطور، وأهضم العبرة المستقاة من بينها فتزاوجت روحانا بأخوّة لم يعرفها الكثيرون .
سموت باسمك وترفّعت عن كلّ وضيع، وترفّعت عن كلّ وضيع فرفعت ما سقط منّي من رغبة تشحنني لإكمال المسير في السّبل الملأى بانهيارات صخور متاعب الدّنيا، ودعوتني لأزاحتها وتجاوزها، والاستمرار معزّزة بالرّغبة ومشبعة بالرّضا؛ محذّرا من التّلفّت للوراء لئلّا يتعثّر فكري بما أُزيحَ.
أمسكتَ بي لأنهل من ماء النّهر الذي نهلت منه، وما إن ارتويت وبدأت بتزويد غيري حتّى تركتني على الشّاطئ أتمرّغ بطمي التّساؤلات فترة طويلة، ولم يسعفني تعاقب الجريان بإجابة حيث لا إجابة لما خطّته يد القدر، ولن يفهمه عقل البشر حين التّنفيذ.!
هاتفتكَ قبل الرّحيل ولم تقل لي وداعا.. فأقمتُ مراسم الوداع حين فقدِك وتمنّيتها مختلفة عن أيّ وداع، لكنّ صراخ الصّدمة جعل حفل وداعك مشوّشا يخلو من حكمة الصّمت، وصمت الحكمة الذي تميّزت به وميّزك لأجله الكثيرون..
رحلتَ وتركتني في بئر غربة عن الذّات طويلة، حتّى طوّقتني يدُ رحمة الله وانتشلتني فبدأتُ بلملمة ذكراك؛ لأحتفظ بها لآلئ كنز أورِثها لمن بقي وأتى مِن بعدك... فكن مطمئنّا، وإن لم تغادرني بثياب السَّكينة...
:nj:
هي أنا و أنت و الكثيرات
:011:سلاسة تتبعتها بنهم حتى أيقظتني نقط النهاية
رائعة مع محبتي
كاملة بدارنه
28-02-2014, 09:00 AM
...
الأستاذة كاملة بدارنه
لك احترامي وتقديري ..
هناك كتاباتٌ لا تحتاج إلى ترجمات أو تفاصيل ،
باعتبارها نسيجاً واحداً حاكته أنامل خبيرة ، وصاغته بكل تميز ..
وأراني لا أجيد التعليق على نص يحكي ذاته ، ويعتصر جوانيته ، بكل هذه الإنسيابية الشفيفة ..
لا يمكن ، بل من الصعب علينا فهم العلاقة بين الحضور والغياب من دون اجتراح الحواس كلها ..
ولا يجيد ذلك ، ولا يفعله إلا من تلمس بروحه ذاك المرار ، وتلك الحال غير القابلة للحكي ...
نص ، بشدنا للقراءة والسفر معه ، والوقوف عند محطاته ،
و ... الوجوم أمام العابرين .. واللافتات الحزينة..
..
لك احترامي
مداخلة رائعة وقيّمة أضافت لي الكثير ...
شكرا أديبنا الأستاذ حسن على المرور الرّاقي
بوركت
تقديري وتحيّتي
نداء غريب صبري
07-05-2014, 04:03 PM
الذين تغيب أجسادهم ويحرموننا حضورهم معنا، لكنهم لا يغيبون، ه
م الراحلون الأكثر إيلاما لقلوبنا،
لأنهم لا يتركون لنا فرصة للنسيان لنشفى
ولا يبقون معنا لنسعد بهم
نثرك يجعلني أقف بدهشة أقرأ الصورة من جديد مرة بعد مرة
شكرا لك أستاذتي وأختي الحبيبة كاملة بدارنة
بوركت
كاملة بدارنه
08-05-2014, 01:54 PM
الله!
نص ثري,جميل بمعناه , وصوره المحلقة في سماء الإبداع..
أديبتنا الكريمة: كاملة
بوركت
شكرا لمرورك الجميل أخ أحمد
بوركت
تقديري وتحيّتي
مصطفى الصالح
08-05-2014, 07:47 PM
وفاض بئر الذكريات
ليسقي صحارى متخمة بالرياح
وبعض فقاعات همس قد علاه الكثير من الغبار
تلاطمت الأفكار والأحداث في ذاكرة النص
ذهبنا وعدنا غادرنا ورجعنا كموج يضرب الشاطيء كي يتنبه لرقصته
أبدعت
كل التقدير
د. سمير العمري
12-05-2014, 09:53 PM
نص يحمل النقاء والوفاء في أنصع معانيه ، ونص يصهر الحرف تبرا ويصبه ذهبا خالصا في قوالب ثقيلة من حكمة ورقي وحرفة.
لا فض فوك أيتها المبدعة!
تقديري
كاملة بدارنه
06-07-2014, 06:31 PM
:nj:
هي أنا و أنت و الكثيرات
:011:سلاسة تتبعتها بنهم حتى أيقظتني نقط النهاية
رائعة مع محبتي
شكرا لك أخت محجوبة على مرورك الكريم
بوركت
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
06-07-2014, 06:33 PM
الذين تغيب أجسادهم ويحرموننا حضورهم معنا، لكنهم لا يغيبون، ه
م الراحلون الأكثر إيلاما لقلوبنا،
لأنهم لا يتركون لنا فرصة للنسيان لنشفى
ولا يبقون معنا لنسعد بهم
نثرك يجعلني أقف بدهشة أقرأ الصورة من جديد مرة بعد مرة
شكرا لك أستاذتي وأختي الحبيبة كاملة بدارنة
بوركت
الشّكر لك عزيزتي نداء على حسن حضورك وكلامك
بارك الله فيك ودمت سامقة
بوركت
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
05-11-2014, 05:07 PM
وفاض بئر الذكريات
ليسقي صحارى متخمة بالرياح
وبعض فقاعات همس قد علاه الكثير من الغبار
تلاطمت الأفكار والأحداث في ذاكرة النص
ذهبنا وعدنا غادرنا ورجعنا كموج يضرب الشاطيء كي يتنبه لرقصته
أبدعت
كل التقدير
شكرا على الحضور الرّاقي أستاذ مصطفى ...
بارك الله فيك وفاضت دلاء أيّامك بكلّ الخير
تقديري وتحيّتي
كاملة بدارنه
15-11-2014, 04:45 PM
نص يحمل النقاء والوفاء في أنصع معانيه ، ونص يصهر الحرف تبرا ويصبه ذهبا خالصا في قوالب ثقيلة من حكمة ورقي وحرفة.
لا فض فوك أيتها المبدعة!
تقديري
وفي ذكرى الرّحيل تنثال المشاعر على ضفاف الذّاكرة، وتتزاحم بصخبها تروي ما كان...
حضور راق وكلمات مؤثّرة جدّا أخي الدّكتور سمير
شكرا لك على جميل مرورك وشهادتك التي أعتزّ بها
بوركت
تقديري وتحيّتي
خليل حلاوجي
15-11-2014, 05:28 PM
لكنّ صراخ الصّدمة جعل حفل وداعك مشوّشا يخلو من حكمة الصّمت، وصمت الحكمة الذي تميّزت به وميّزك لأجله الكثيرون..
نقش فوق جدار الذكريات تحفر حروفه شغاف القلوب ..
نص مؤلم.
كاملة بدارنه
16-11-2015, 10:11 PM
نقش فوق جدار الذكريات تحفر حروفه شغاف القلوب ..
نص مؤلم.
في ذكرى الرّحيل يتجدّد الحفر في القلوب، وتُجدّد بصمة الحزن دمغتها!
شكرا لك أخ خليل، وعذرا على الشّعور بالألم
بوركت
تقديري وتحيّتي
ناديه محمد الجابي
24-03-2016, 08:36 PM
الذكريات لا تموت بل تظل محفورة في قلوبنا خالدة
نحتفظ بها في خفايا العقل ككنز ثمين
عتب أنثوي بحس حزين ورقيق ، ومشاعر متدفقة بالحب العميق وبألم الفقد
وبراعة تعبيرية بمفردات بليغة ومعان عميقة
ولوحة غلفتها أسدال الجمال بلغة تطرب الروح.
دام الإبداع ديدنك. :001:
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir